الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا **
من الأسماء والكنى والألقاب ومقادير قطع الورق وما يناسب كل مقدار منها من الأقلام ومقادير البياض فـي أول الـدرج وحاشيتـه ومقـدار بعـد مـا بيـن السطـور فـي الكتابـات وبيـان المستنـدات التي يصدر عنها ما يكتب من ديوان الأنشاء بهذه المملكة: من مكاتبات و ولايات وكتابة الملخصات وكيفية تعيين صاحب الديوان لها وبيان الفواتح والخواتم وفيه أربعة أبواب الامور التي تشترك فيها انواع المكاتبات
وفيه فصلان وفيه طرفان الطرف الأول في الأسماء والأسم عند النحاة ما دل على مسمًى دلالة إشارة واشتقاقه من السمة وهي العلامة لأنه يصير علامةً على المسمى يميزه عن غيره أو من السمو لأن الأسم يعلو المسمى باعتبار وضعه عليه. ثم المراد هنا بالأسم أحد أقسام الكلم وهو ما ليس بكنية ولا لقب وفيه جملتان: الجملة الأولى في أصل التسمية والمقصود منها وتنويع الأسماء وما يستحسن منها وما يستقبح أما أصل التسمية فهي لا تخرج عن أمرين: أحدهما أن يكون الأسم مرتجلاً: بأن يضعه الواضع على المسمـى ابتـداء كـأدد اسـم رجـل وسعـاد اسـم امـرأة فإنهمـا ليسـا بمسبوقيـن بالوضـع على غيرهما والرجوع في معرفة ذلك إلى النقل والثاني أن يكون الأسم منقولاً عن معنًى آخر كاسدٍ إذا سمـي بـه الرجـل نقـلاً عـن الحيـوان المفتـرس وزيـدٍ إذا سمـي بـه نقـلاً عـن معنـى الزيادة وما أشبه ذلك. وهذا هو أكثر الأسماء الأعلام وقوعاً والرجوع في معرفته إلى النقل والأستقراء أيضاً كما تقدم في المرتجل. وأما المقصود من التسمية فتمييز المسمى عن غيره بالأسم الموضوع عليه ليتعرف. وأمـا تنويـع الأسمـاء فيختلـف باختلـاف المسميـن وما يدور في خزائن خيالهم مما يألفونه ويجاورونه ويخالطونه. فالعرب - أكثر أسمائهم منقولةٌ عما لديهم مما يدور في خزائن خيالهم إما من أسماء الحيوان كبكر: وهو ولد الناقة وأسد: وهو الحيوان المفترس المعروف وإما من أسماء النبات كحنظلة: وهـو اسـمٌ لواحـدة الحنظل الذي هو النبات المعروف من نبات البادية وطلحة: وهو اسمٌ لشجرة من شجر الغضى وعوسجة: وهو اسم لشجرة من شجر البادية. وإما من أجـزاء الـأرض كحزن: وهو الغليظ من الأرض وصخر: وهو الصلد من الحجارة. وإما مـن أسمـاء الزمـان كربيع: وهو أحد فصول السنة الأربعة. وإما من أسماء النجوم كسماك: اسم لنجم معروفٍ. وإما من أسماء الفاعلين: كحارث فاعل من الحرث وهمام فاعل من هم أن يفعل كذا إلى غير ذلك من المنقولات التي لا تحصى. وكان من عادتهم أن يختاروا لأبنائهم من الأسماء ما فيه البأس والشدة ونحو ذلك: كمحارب ومقاتـل ومزاحـم ومدافـع ونحـو ذلـك ولمواليهـم ما فيه معنى التفاؤل: كفرح ونجاح وسالم ومبارك وما أشبهها ويقولون: أسماء أبنائنا لأعدائنا وأسماء موالينا لنا وذلك أن الأنسان أكثر ما يدعو في ليله ونهاره مواليه للاستخدام دون أبناءه فإنه إنما يحتاج إليهم في وقت القتال ونحوه. والترك - راعوا في أسمائهم ما يدل على الجلادة والقوة مما يألفونه ويجاورونه وغالب ما يسمون باسم بغا ومعناه بلغتهم الفحـل: إمـا مفـرداً كمـا تقـدم وهـو قليـل وإمـا موصوفـاً بحيـوان مـن الحيوانات مقدمين الصفة على الموصوف على قاعدة لغتهم في ذلك كطيبغا بمعنى فحلٍ مهرٍ. وإمـا بمعـدنٍ مـن المعـادن: كالطنبغـا بمعنى فحلٍ ذهبٍ وكمشبغا بمعنى فحلٍ فضةٍ وتمر بغا بمعنى فحلٍ حديد. وربما أبدل اسم الفحل باسم الحديد واسمه بلغتهم دمركبي دمر بمعنى أمير حديـد وطـي دمـر بمعنـى مهـر حديـد. وربمـا أفـردوا الأسـم بالوصـف كدمـر بمعنـى حديـد وأرسلـان بمعنـى أسد وتنكز بمعنى بحر ونحو ذلك إلى غير ذلك من المفردات والمركبات التي لا يأخذهـا حصـر. وكذلـك كـل أمـة مـن أمـم الأعاجـم تراعي في التسمية ما يدور في خزانة خيالها مما يخالطونه ويجاورونه. وأما الأمم المتدينة فإنهم راعوا في أسمائهم التسمية بأسماء أنبيائهم وصحابهم. فالمسلمـون - تسمـوا باسمـي النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم الوارديـن فـي القرآن وهما محمد وأحمد إذ يقـول صلـى اللـه عليـه وسلـم تسمـوا باسمي. وكذلك تسموا باسم غيره من الأنبياء عليهم السلام: إما بكثرةٍ: كإبراهيم وموسى وهارون وإما بقلةٍ: كآدم ونوحٍ ولوطٍ. وأخذوا بوافر حظ من أسماء الصحابة رضوان الله عليهم: كأبي بكرٍ وعمر وعثمـان وعلـي وحسـنٍ وحسيـن ومـا أشبه ذلك. والنصارى - تسموا باسم عيسى وغيره من الأنبياء عليهم السلام ممن يعتقدون نبوته: كإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وكذلك أسماء الحواريين: كبطرس ويوحنا وتوما ومتى ولوقا وسمعان وبرتلوما وأندراوس ونحوها: كمرقص وبولص وغيرهما. واليهود - تسموا باسم موسى عليهالسلام وغيره من الأنبياء الذين يعتقدون نبوتهم: كإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف ولم يتسموا باسم عيسى عليه السلام لإنكارهم نبوته. وأمـا مـا يستحسـن مـن الأسمـاء فمـا وردت الشريعـة بالندب إلى التسمية به: كأسماء الأنبياء عليهم السلام وعبد الله وعبد الرحمن ففي سنن أبي داود والترمذي من رواية أبي وهبٍ الجشمي أن النبـي صلى الله عليه وسلم قال: " تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارثٌ وهمام وأقبحها حربٌ ومرة ". وأما ما يستقبح فما وردت الشريعة بالنهي عنه: إما لكراهة لفظه كحربٍ ومرة وإما للتطير به كرباح وأفلح ونجيح وراجح ورافع ونحوها. ففي صحيح مسلم وغيـره النهـي عـن التسميـة بمثل ذلك معللاً بأنك تقول: أثم هو فيقال لا وإما لعظمةٍ فيـه: كالتسميـة بشاهنشـاه ومعنـاه بالفارسيـة ملـك الملـأك. ففـي الصحيحيـن من رواية أبي هريرة أنه أخنع اسمٍ وقد ورد في جامع الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير الأسم القبيح ". الجملة الثانية في مواضع ذكر الأسماء في المكاتبات والولايات أما المكاتبات فالأسماء التي تذكر فيها على أربعة أنواع: النوع الأول اسم المكتوب عنه وذكره إنما يقع في المكاتبات في موضع الخضوع والتواضع إذ من شأن المكتوب عنه ذلك وله المحل الأول - في نفس المكاتبة وذلك فيما إذا كانت بصورة " من فلان إلى فلان " كما كان يكتب عن النبي صلى الله عليه وسلم: من محمد رسول الله إلى فلانٍ وكما كان يكتب عن الخلفـاء: مـن عبد الله فلان أمير المؤمنين إلى فلانٍ وكما يكتب الآن في المكاتبات السلطانية إلى ملوك المغرب وما يكتب عنهم إلى الأبواب السلطانية ونحو ذلك. المحل الثاني - العلامة في المكاتبات كما يكتب المملوك فلان أو أخوه فلان أو شاكره فلـانٌ أو فلانٌ فقط ونحو ذلك على اختلاف المراتب الأتية على ما سيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى. النوع الثاني اسم المكتوب إليه وله محلان المحل الأول - ابتداء المكاتبة كما يكتب في بعض المكاتبات " من فلان إلى فلان أو إلى فلانٍ من فلانٍ " ونحو ذلك وكما يكتب في مكاتبات القانات فلان خان وكما يذكر اسم ملوك الكفر فـي مكاتباتهـم عـن الأبـواب السلطانيـة ونحـو ذلك. وفيما عدا ذلك من الكاتبات المصدرة بالتقبيل والدعاء وغيرهما من المصطلح عليه في زماننا وما قاربه لا يصرح باسم المكتوب إليه غالباً بخلاف الكنية واللقب فإنهما بصدد التعظيم للملقب أو المكني على ما سيأتي بيانه فيما بعد إن شـاء اللـه تعالـى ولذلـك لم يخاطب الله تعالى نبيه محمداً في كتابه العزيز باسمه تشريفاً لمقامه ورفعةً لمحله فلم يقل يا محمد ويا أحمد كما قال يا آدم يا نوح يا إبراهيم يا موسى. بل قال " يأيها الرسول. يأيها النبي " وقد صرح أصحابنا الشافعية وغيرهم أنه لا يجوز نداؤه صلى الله عليه وسلم باسمه احتجاجاً بالآية الكريمة. وفي كتـاب ابـن السنـي عـن أبـي هريـرة رضـي اللـه عنـه " أن النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم رأى رجـلاً معه غلامٌ فقال للغلام: من هذا - قال أبي - قال: فلا تمش أمامه ولا تستسب له ولا تجلس قبله ولاتدعه باسمه ". المحل الثاني - العنوان من الأدنى إلى الأعلى. كما يكتب في عنوان بعض المكاتبات مطالعة المملوك فلان على ما سيأتي في الكلام على العنوان. وإذا كان من تعظيم المخاطب أن لايخاطب باسمه فكذلك في مكاتبته: لأن المكاتبة الصادرة إلى الشخص قائمةٌ مقام خطابه بل المكاتبة أجدر بالتعظيم لاصطلاحهم في القديم والحديث على ذلك. اسم المكتوب بسببه وهو مما لا نقص بسبب ذكره إذ لا بد من التصريح باسمه ليعرف اللهم إلا أن يشتهر حتى تغني شهرته عن ذكر اسمه وله محلان: المحـل الـأول: فـي الطـرة بـأن يقال: هذا ما عهد به فلانٌ إما الخليفة في عهده بالخلافة أو السلطنة أو السلطان في عهده بالسلطنة على ما سيأتي بيانه. وفي معنى ذلك البيعات بأن يقال مبايعةٌ شريفة لفلان ونحو ذلك. المحل الثاني - صدر الولاية حيث يقال: هذا ما عهد عبد الله ووليه فلان أو من عبد الله ووليه فلان ونحو ذلك على اختلاف المذاهب في الابتداء على ما سيأتي. النوع الرابع اسم من تصدر إليه الولاية وله محلان المحـل الـأول - فـي الطـرة إمـا فـي العهـود حيـث يقـال: هـذا مـا عهـد فلـانٌ إلى فلان. وإما في التقاليد والتواقيع والمراسيم حيث يقال: أن يفوض إلى فلان أو أن يستقر فلان أو أن يرتب فلانٌ. المحـل الثانـي - أثنـاء الولايـة حيـث يقـال: أن يفـوض إلـى فلـان أو أن يستقر فلان أو أن يرتب فلـان علـى نظيـر مـا في الطرة أما المولى عليه فقل أن يذكر كما في التحدث على شخص معين ونحوه. الطرف الثاني في الكنى والكنية عند النحاة أحد أقسام العلم أيضاً والمراد بها ما صدر بأبٍ أو أمً مثل أبي القاسم وأم كلثوم وما أشبه ذلك. وقـد كـان للعـرب بالكنـى أتـم العنايـة حتـى إنهم كنوا جملةً من الحيوان بكنىً مختلفةٍ: فكنوا الأسد بأبي الحارث والثعلب بأبي الحصين والديك بأبي سليمان وكنوا الضبع بأمر عامرٍ والدجاجة بأم حفصة والجرادة بأم عوف ونحو ذلك وفيه ثلاث جمل: الجملة الأولى في جواز الكنية وهي على نوعين النوع الأول كنى المسلمين قـال الشيـخ محـي الديـن النـووي رحمـه اللـه فـي كتابـه الأذكار: وجواز التكني أشهر من أن نذكر فيه شيئاً منقولاً فإن دلائله يشترك فيها الخواص والعوام. قـال: والـأدب أن يخاطـب أهـل الفضـل ومـن قاربهـم بالكنيـة وكذلـك إن كتـب إليـه رسالـةً أو روى عنه روايةً. فيقال: حدثنا الشيخ أو الإمام أبو فلانٍ فلان بن فلان وما أشبهه. واعلـم أن الأوليـن أكثـر مـا كانـوا يعظمون بعضهم بعضاً في المخاطبات ونحوها بالكنى ويرون ذلك فـي غايـة الرفعة ونهاية التعظيم حتى في الخلفاء والملوك: فيقال: أبو فلان فلانٌ وبالغوا في ذلك حتـى كنـوا مـن اسمـه فـي الأصل كنية فقالوا في أبي بكر أبو المناقب اعتناءً بشأن الكنية وربما وقـف الأمـر فـي الزمـن القديـم فـي تكنيـة خاصـة الخليفـة وأمرائـه علـى ما يكنيه به الخليفة فيكون له في الرفعة منتهى ينتهي إليه ثم رجع أمرهم بعد ذلك إلى التعظيم بالألقاب. علـى أن التعظيـم بالكنى باقٍ في الخلفاء والملوك فمن دونهم إلى الآن على ما ستقف عليه في مواضعه إن شاء الله تعالى وكذلك القضـاة والعلمـاء بخلـاف الأمـراء والجنـد والكتـاب فإنـه لا عناية لهم بالتكني. ثـم لا فـرق في جواز التكني بين الرجال والنساء فقد كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها النوع الثاني كنى أهل الكفر والفسقة والمبتدعين قال النووي: ولاكافر والفاسق والمبتدع إن كان لا يعرف إلا بالكنية جاز تكنيته. قـال تعالـى: وفـي الصحيـح أنـه صلـى اللـه عليـه وسلـم لما مر بأرض الحجر من الشأم قال هذا قبر أبي رغالٍ لعاقر الناقة من قوم ثمود. قـال: وكذلـك إذا خيف من ذكره باسمه فتنةٌ كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليـه وسلـم ركـب علـى حمـارٍ ليعـود سعـد بـن عبـادة رضـي اللـه عنـه فمـر فـي طريقـه علـى عبـد الله بـن أبـي ابـن سلـول المنافـق ومـا كـان مـن بذاءتـه علـى النبـي صلـى اللـه عليـه وسلم حين مر عليه وأن النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم سـار حتـى دخـل علـى سعـد بـن عبـادة - فقال النبي صلى الله عليه وسلـم: ألـم تسمـع إلـى مـا قـال أبو حبابٍ يريد عبد الله بن أبي ابن سلول قال كذا وكذا. وذكر الحديث. قـال: فـإن كـان يعـرف بغيـر الكنيـة ولـم تخـف فتنـةٌ لـم يـزد علـى الاسم كما ثبت في الصحيحين أن النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم " كتـب مـن محمـدٍ عبـد اللـه ورسولـه إلـى هرقـل فسمـاه باسمـه ولم يكنه ولا لقبه بملك الروم. قال: ونظائر هذا كثيرة وقدأمرنا بالإغلاظ عليهم ولا ينبغـي لنـا أن نكنيهـم ولا نرفـق بهـم ولا نلين لهم قولاً ولا نظهر لهم وداً ولا مؤالفة. الجملة الثانية فيما يكنى به وهو على نوعين النوع الأول كنى الرجال ولها حالان الحـال الأول - أن يكون للرجل ولدٌ وأولادٌ. قال النووي: فإن كان له ولدٌ يكنى به ولا فرق في ذلك بين أن يكون الولد ذكراً أو أنثى فيجوز تكنية الرجل بأبي فلانة كما يجوز بأبي فلان. فقد تكنى جماعةٌ من أفاضل السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم بأبي فلانة فمن الصحابة أبو ليلى: والد عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو فاطمة الليثي وأبو مريم الأزدي وأبو رقية تميم الداري وأبو زرعة المقداد بن معدي كرب. ومن التابعين أبو عائشة مسروق بن الأجدع وخلائق لا يحصون. وإن كـان لـه أولـادٌ يكنـى بأكبرهـم: فقـد كـان النبي صلى الله عليه وسلم يكنى بأبي القاسم وكان القاسم أكبر بنيه. وفـي سنـن أبـي داود والنسائـي عـن شريـح الحارثـي أنـه وفـد علـى رسـول اللـه صلـى الله عليه وسلم مـع قومـه فسمعهـم يكنونـه بأبي الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله هو الحكـم وإليـه الحكـم! فلـم تكنـى أبـا الحكـم. - قـال: إن قومـي اختلفـوا فـي شيء فأتوني فحكمت بينهـم فرضي كلا الفريقين - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحسن هذا! فما لك مـن ولـد - قـال: شريـحٌ ومسلـم وعبـد اللـه - قـال: فمـن أكبرهـم - قـال - شريح - قال: فأنت أبو شريح ". فلـم تكنـى بغيـر أولـاد فـلا بـأس بـه قـال النـووي. ثـم قال: وهذا الباب واسعٌ لا يحصى من يتصف به. وقـد اختلف في جواز التكني بأبي القاسم: فنص الشافعي رضي الله عنه على أنه لا يجوز وذهـب ذاهبـون إلـى تخصيـص ذلـك بحياتـه صلـى اللـه عليـه وسلـم احتجاجـاً بـأن المنـع فيه كان لعلة: وهي أن اليهود كانوا ينادون يا أبا القاسم! فإذا التفت النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: لم نعنك قصداً لإيذائه صلى الله عليه وسلم وقد زالت هذه العلة بوفاته صلى الله عليه وسلم واختاره النووي من أصحابنا الشافعية. وذهب آخرون إلى تخصيص المنع بما إذا جمع لواحدٍ بين الإسم والكنية بأن يتسمى محمداً ويتكنى بأبي القاسم بخلاف ما إذا لم يكن اسمه محمداً فإنه يجوز وهو وجه قوي. الحال الثاني - أن لا يكون لرجل ولدٌ بأن لم يولد له ولدٌ أصلاً قال: النووي: فيجوز تكنيته حتى الصغير. ففـي الصحيحيـن عـن أنـس بـن مالـك رضـي اللـه عنـه قـال: كـان النبـي صلـى الله عليه وسلم أحسن النـاس خلقـاً وكـان لـي أخ يقـال لـه أبـو عميـرٍ قال الراوي: أحسبه فطيماً وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء يقول يا أبا عمير ما فعل النغير لنغير كان يلعب به. قال النووي: وكان من الصحابة رضوان الله عليهم جماعاتٌ لهم كنىً قبل أن يولد لهم كأبي هريرة وخلائق لا يحصون من التابعين فمن بعدهم. قال: ولا كراهة فيه بل هو محبوب بشرطه. واعلـم أن الرجل قد يكون له كنيتان فأكثر فقد كان لأمير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه ثلاث كنىً: أبو عمرو وأبو عبد الله وأبو ليلى. النوع الثاني كنى النساء والحال فيه أنه إن كان للمرأة ولدٌ تكنت به ذكراً أو أنثى كما تقدم في الرجل. وأن كان لها أولاد تكنت بأكبرهم مع جواز الكنية بغير أولادها كما في الرجل أيضاً. قال النـووي: ويجـوز تكنيتهـا ولـو لـم يولـد لهـا ففـي سنن أبي داود وغيره بأسانيد صحيحةٍ عن عائشة رضـي اللـه عنهـا قالت: يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى. قال: فأكتني بابنك عبد الله - يعني عبد الله بن الزبير وهو ابن أختها أسماء وكانت عائشة رضي الله عنها تكنى أم عبد الله. قال هذا هو الصحيح المعروف. وما رواه ابن السني عن عائشة أنها قالت: أسقطت من النبي صلى الله عليه وسلم سقطاً فسمـاه عبـد اللـه فحديـث ضعيف. ثم كما تجوز تكنية الرجل بأبي فلانة يجوز تكنية المرأة بأم فلانة من باب أولى. في التكني في المكاتبات والولايات فأما الكنية في المكاتبات فعلى ثلاثة أنواع: النوع الأول تكني المكتوب عنه قال محمد بن عمر المدايني في كتاب القلم والدواة: أول من اكتنى في كتبه الوليد بن عبد الملك. قـال النـووي فـي الأذكـار: والـأدب أن لا يذكـر الرجـل كنيتـه فـي كتابـه ولا في غيره إلا أن لا يعرف إلا بكنيته أو كانت الكنية أشهر من اسمه. وقال أبو جعفر النحاس: إذا كانت الكنية أشهر يكنى على نظيره ويسمى لمن فوقه ثم يلحق المعروف أبا فلان أو بأبي فلانٍ. ثم الكنية من المكتوب عنه قد تكون في صدر الكتاب كما يكتب عن الخلفاء من عبد الله ووليـه أبـي فلـانٍ فلـانٍ أميـر المؤمنيـن: أو فـي موضـع العلامـة كمـا يكتـب فـي الطغـراة من السلطان لملوك الكفـر بعـد سياقـه ألقـاب السلطـان أبـو فلـان فلـانٌ أو فـي العنـوان كمـا كـان يكتـب فـي المصطلح القديم من أبي فلانٍ فلان إلى فلانٍ. تكنية المكتوب إليه وبه كان الإعتناء في الزمن المتقدم لا سيما إذا كان المكتوب إليه ممن يستحق التعظيم بالتكنية. وكنيـة المكتـوب إليـه تـارةً تكـون فـي عنـوان الكتـاب كمـا يكتـب إلـى أبـي فلان فلان وتارة تكون في صدر الكتاب كما كان يكتب من فلان إلى أبي فلان فلان. النوع الثالث تكنية المكتوب بسببه وهـي تـارةٌ تذكر في طرة الكتاب فيقال فمن قصد تعظيمه بما قصده أبو فلان فلان واستعماله قليل. وتارة تذكر في أثناء الكتاب حيث يجري ذكره. وأما الكنية في الولايات فلها محلان: أحدهمـا - فـي طـرة الولاية حيث يقال عهد شريف لأبي فلان فلان أو تقليد شريفٌ بأن يفوض إلى أبي فلانً فلان. والثاني - في أثناء الولايات حيث يجري ذكره على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
وفيه طرفان الطرف الأول في أصول الألقاب وفيه جملتان الجملة الأولى في معنى اللقب والنعت وما يجوز منه ويمتنع أما اللقب فأصله في اللغة النبز - بفتح الباء. قـال ابن حاجب النعمان في ذخيرة الكتاب: والنبز ما يخاطب به الرجل الرجل من ذكر عيوبه وما ستره عنده أحب إليه من كشفه وليس من باب الشتم والقذف. وأما النعت فأصله في اللغة الصفة. يقال: نعته ينعته نعتاً إذا وصفه قال في ذخيرة الكتاب: وهو متفق على أنه ما يختاره الرجل قال: لكن العامة استعملت اللقب في موضع النعت الحسن وأوقعوه موقعه لكثرة استعمالهم إياه حتى وقع الإتفاق والإصطلاح على استعماله في التشريف والإجلال والتعظيم والزيادة في النباهة والتكرمة. قلت: والتحقيق في ذلك أن اللقب والنعت يستعملان في المدح والذم جميعاً: فمن الألقـاب والنعوت ما هو صفة مدحٍ ومنها ما هو صفة ذم. وقد عرفت النحاة اللقب بأنه ما أدى إلى مدح أو ذم فالمؤدي إلى المدح كأمير المؤمنين وزين العابدين والمؤدي إلى الذم كأنف الناقة وسعيد كرز وما أشبه ذلك. والنعت تارة يكون صفة مدح وتارة يكون صفة ذم ولا شك أن المراد هنا من اللقب والنعت ما أدى إلى المدح دون الذم وقد اصطلح الكتاب على ان سموا صفات المدح التي يوردونها في صدور المكاتبات ونحوها بصيغة الإفراد كالأمير والأميري والأجل والأجلي والكبير والكبيري ونحو ذلك ألقاباً وصفات المـدح التـي يوردونهاعلـى صـورة التركيـب كسيـف أمير المؤمنين وظهير الملوك والسلاطين ونحو ذلك نعوتاً ولا معنى لتخصيص كل واحد منهم بالإسم الذي سموه به إلا مجرد اصطلاح ولا نزاع في إطلاق اللقب والنعت عليهما بإعتبارين: فمن حيث أنها صفات مؤدية إلى المدح يطلق عليها وأما ما يجوز من ذلك ويمتنع فالجائز منه ما أدى إلى المدح مما يحبه صاحبه ويؤثره بل ربما استحب كما صرح به النووي في الأذكار للإطباق على استعماله قديماً وحديثاً. والممتنع منه ما أدى إلى الذم والنقيصة مما يكرهه الإنسان ولا يحب نسبته إليه. قال النووي: وهو حرام بالإتفاق سواء كان صفة له: كالأعمش والأجلـح والأعمـى والأحـول والأشج والأصفر والأحدب والأصم والأزرق والأشتر والأثرم والأقطع والزمن والمقعد والأشل وما أشبه ذلك. أو كان صفة لأبيه: كابن الأعمى أو لأمه: كابن الصوراء ونحو ذلك مما يكرهه قال تعالى: ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ". قال: واتفقوا على جواز ذكره بذلك على جهة التعريف لمن لا يعرفـه إلا بذلـك ودلائـل ذكـره كثيرةٌ مشهورة وهو أحد المواضع التي يجوز فيها الغيبة. الجلمة الثانية في أصل وضع الألقاب والنعوت المؤدية إلى المدح واعلـم أن ألقـاب المـدح ونعوتـه لـم تزل واقعةً على أشراف الناس وجلة الخلق في القديم والحديث فقـد ثبـت تلقيـب إبراهيـم عليـه السلـام بالخليـل وتلقيـب موسى عليه السلام بالكليم وتلقيب عيسى عليـه السلـام بالمسيـح وتلقيـب يونـس عليـه السلـام ذي النـون وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلقب قبل البعثة بالأمين ووردت التواريخ بذكر ألقاب جماعةٍ من العرب في الجاهلية: كذي يزن وذي المنار وذي نواس وذي رعين وذي جدنٍ وغيرهم مما هو مشهور شائع. وكذلك وقعت ألقاب المدح على كثيرٍ من عظماء الإسلام وأشرافـه كالصحابـة رضـوان اللـه عليهـم فمـن بعدهم من الخلفاء والوزراء وغيرهم: فكان لقب أبي بكر عتيقاً ثم لقب بالصديق بعد ذلك ولقب عمر الفاروق ولقب عثمان ذا النورين ولقب علي حيدرة ولقب حمزة بن عبد المطلـب أسـد اللـه ولقب خالد بن الوليد سيف الله ولقب عمرو بن عمرو ذا اليدين ولقب مالك بن التيهان الأنصاري ذا السيفين ولقب خزيمة بن ثابت الأنصاري ذا الشهادتين ولقب جعفر بن أبي طالب بعد استشهاده ذا الجناحين. وأمـا الخلفـاء فخلفـاء بنـي أميـة لـم يتلقـب أحـد منهـم فلما صارت الخلافة إلى بني العباس وأخذت البيعة لإبراهيم بن محمدٍ لقب بالإمام ثم تلقب من بعده من خلفائهم: فتلقب محمد بن علي بالسفاح لكثرة ما سفح من دماء بني أمية. واختلـف فـي لقبه بالخلافة: فقيل: القائم وقيل المهتدي وقيل المرتضي وألقاب الخلفاء بعده وإلى زماننا معروفة مشهورة على ما مر ذكره في المقالة الثانية. وعلى ذلك كانت ألقاب خلفاء بني أمية بالأندلس إلى حين انقراضهم على ما هو مذكور في مكاتبة صاحب الأندلس على ما سيأتي في المكاتبات في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى. ثم تعدت ألقاب الخلافة إلى كثير من ملوك الغرب بعد ذلك وتلا الخلفاء في الألقاب الوزراء لاستقبال الدولة العباسية وما بعد ذلك: فلقب أبو سلمة الخلال وزير السفاح بوزير آل محمد ولقـب المهدي وزيره يعقوب بن داود بن طهمان الأخ في الله ولقب المأمون الفضل بن سهل حين استوزره ذا الكفايتين ولقب أخاه الحسن بن سهل ذا الرياستين ولقب المعتمد على الله وزيره صاعد بن مخلد ذا الوزارتين إشارة إلى وزارة المعتمد والموفق وكان لقب إسماعيل ابن بلبل الشكور الناصر لدين الله كألقاب الخلفاء. وكذلك وقع التلقيب لجماعة من أرباب السيوف وقواد الجيوش: فتلقب أبو مسلم الخراسلني صاحب الدعوة بأمير آل محمد وقيل سيف آل محمد وتلقب أبوالطيب طاهر بن الحسين بذي اليمينين ولقـب المعتصـم باللـه حيـدر ابـن كـاووس بالأفشيـن لأنـه أشروسنـي والأفشيـن لقـبٌ علـى الملـك بأشروسنة ولقب إسحاق بن كيداح أيام المعتمد بذي السيفين ولقب مؤنس في أيام المقتدر بالمظفـر ولقـب سلامـة أخـو نجـح أيـام القاهـر بالمؤتمـن ولقـب أبو بكر بن محمد بن طغج الراضي بالله بالأخشيد والأخشيد لقبٌ على الملك بفرغانة. ثـم وقـع التلقيـب بالإضافـة إلـى الدولـة فـي أيـام المكتفـي بالله: فلقب المكتفي أبا الحسين بن القاسم بـن عبيـد اللـه ولـي الدولـة وهـو أول مـن لقـب بالإضافة إلى الدولة ولقب المقتدر بالله علي بن أبي الحسين المتقدم ذكره عميد الدولة. ووافت الدولة البويهية أيام المطيع لله والأمـر جـارٍ علـى التلقيـب بالإضافـة للدولـة فافتتحـت ألقـاب الملـوك بالإضافـة إلى الدولة فكان أول من لقب بذلك من الملوك بنو بويه الثلاثة: فلقب أبو الحسـن علـي بـن بويـه بعمـاد الدولـة ولقب أخوه أبو علي الحسن بردن الدولة وأخوهما أبو الحسين أحمـد بمعـز الدولة ثم وافى عضد الدولة من بعدهم فاقترح أن يلقب بتاج الدولة فلم يجب إليه وعـدل بـه إلى عضد الدولة فلما بذل نفسه للمعاونة على الأتراك اختار له أبو إسحاق الصابي صاحب ديوان الإنشاء تاج الملة مضافاً إلى عضد الدولة فكان يقال عضد الدولة وتاج الملة ولقب أبو محمد الحسن بن حمدان أيام المتقي لله ناصر الدولة ولقب أخوه أبوالحسن علي بن حمدان سيف الدولة. وبقي الأمر على التلقيب بالإضافة إلى الدولة القادر بالله فافتتح التلقيب بالإضافة إلى الدين. وكـان أول مـن لقـب بالإضافـة إليه أبو نصر بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بويه. زيد على لقبه بهاء الدولة نظام الدين فكان يقال بهاء الدولة ونظام الدين قال ابن حاجب النعمان: ثم تزايد التلقيب به وأفرط حتى دخل في الكتاب والجند والأعراب والأكراد وسائر من طلب وأراد وكره حتى صار لقباً على الأصل. ولا شـك أنـه فـي زماننـا قـد خـرج عـن الحـد حتـى تعاطـاه أهـل الأسـواق ومن في معناهم ولم تصر به ميزة لكبير على صغبير حتى قال قائلهم: خفيف. طلـع الديـن مستغيثـاً إلى الل ه وقال العباد قد ظلموني يتسمـون بـي وحقك لا أع رف منهم شخصاً ولا يعرفوني أمـا الديـار المصريـة فكـان جريهـم فـي الألقاب على ما ينتهي إليهم خبره من ألقاب الدولة العباسية ببغداد فتلقب الفاطميين بها نحو ألقاب خلفاء بني العباس ببغداد فكان لقب أول خلفائهم بها المعـز لديـن اللـه وثانيهـم بهـا العزيـز باللـه وعلـى ذلك إلى أن كان لقب آخرهم العاضد لدين الله على ما تقدم في المقالة الثانية في الكلام على ملوك الديار المصرية. وتلقب وزراؤهم وكتابهم بالإضافة إلى الدولة وممن لقب بذلك في دولتهم ولي الدولة بن أبي كدينة وزير المستنصر وأيضاً ولي الدولة بن خيران كاتب الإنشاء المشهور. ثم تلقب الوزراء بعده بنحو الأفضل والمأمون. ثم تلقبوا بالملك الفلاني كملك الأفضل والملك الصالح ونحو ذلك على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى. وكـان الكتـاب فـي أواخـر الدولـة الفاطميـة إلـى أثنـاء الدولـة الأيوبية يلقبون بالفاضل والرشيد والعماد ومـا أشبـه ذلـك ثـم دخولوا في عموم التلقيب بالإضافة إلى الدين واختص التلقيب بالإضافة إلى الدولة كولي الدولة بكتاب النصارى والأمر على ذلك إلى الآن. الطرف الثاني في بيان معاني الألقاب وفيه تسع جمل الجلمة الأولى في الألقاب الخاصة بأرباب الوظائف المعتبرة التي بها انتظام أمور المملكة وقوامها وهي قسمان القسم الأول وهي نوعان النوع الأول الألقاب القديمة المتداولة الحكم إلى زماننا وهي صنفان الصنف الأول ألقاب أرباب السيوف وهي سبعة ألقاب الأول - الخيلفة - وهو لقب على الزعيم الأعظم القائم بأمور الأمة وقد اختلف في معناه فقيل: إنه فعيل بمعنى مفعول كجريح بمعنى مجروح وقتيل بمعنى مقتول ويكون المعنى أنه يخلفه مـن بعـده وعليـه حمـل قولـه تعالـى " إنـي جاعـلٌ فـي الـأرض خليفـةً " على قول من قال: إن آدم عليه السلام أول من عمر الأرض وخلفه بنوه من بعده. وقيـل: فعيـل بمعنـى فاعـل ويكـون المراد أنه يخلف من بعده وعليه حمل الآية من قال إنه كان قبله فـي الـأرض الجـن وإنـه خلفهمـم فيهـا واختـاره النحـاس فـي صناعـة الكتـاب وعليـه اقتصر البغوي في شرح السنة والماوردي في الأحكام السلطانية. قال النحاس: وعليه خوطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه بخليفة رسول الله. وقد أجازوا أن يقال في الخليفة خليفة رسول الله لأنه خلفه في أمته. واختلفـوا هـل يجـوز أن يقـال فيـه خليفة الله: فيجوز بعضهم ذلك لقيامه بحقوقه في خلقه محتجين بقولـه تعالـى: ويؤيد ما نقل عن الجمهور بما روى أنه قيل لأبي بكر رضي الله عنه: يا خليفة الله - فقال: لست بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: يا خليفة الله - فقال: ويلك! لقد تناولت متناولاً بعيداً! إن أمي سمتني عمر فلو دعوتني بهذا الإسم قبلت ثـم كبـرت فكنيـت أبـا حفـصٍ فلـو دعوتنـي به قبلت ثم وليتموني أموركم فسميتموني أمير المؤمنين فلو دعوتني به كفاك. وخـص البغـوي جـواز إطلـاق ذلـك بآدم وادود عليهما السلام محتجاً بقوله تعالى في حق آدم قال في شرح السنة: ويسمى خليفة وإن كان مخالفاً لسيرة أئمة العدل. ثم قد كره جماعةٌ من الفقهاء منهم أحمد بن حنبل إطلاق اسم الخليفة على ما بعد خلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما فيما حكاه النحاس وغيره محتجين بحديث الخلافة بعدي ثلاثون يعني ثلاثين سنة وكان انقضاء الثلاثين بانقضاء خلافة الحسن ولما انقضـت الخلافـة قـال المعافـى بـن إسماعيـل فـي تفسيـره: وقـد روي أن عمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه سأل طلحة والزبير وكعباً وسلمان عن الفرق بين الخليفة والملك - فقال طلحة والزبير لا نـدري - فقـال سلمان: الخليفة الذي يعدل في الرعية ويقسم بينهم بالسوية ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهلـه والوالـد علـى ولده ويقضي بينهم بكتاب الله تعالى - فقال كعب: ما كنت أحسب أن في هذا المجلس من يفرق بين الخليفة والملك ولكن الله ألهم سلمان حكماً وعلماً! واختلف في الهاء في آخره: فقيل أدخلت فيه للمبالغة كما أدخلت في رجلٍ داهية وراوية وعلامـة وسابـة وهو قول الفراء واستحسنه النحاس ناقلاً له عن أكثر النحويين وخطأه علي بن سليمان محتجاً بأنه لو كان كذلك لكان التأنيث فيه حقيقاً. وقيل الهاء فيه لتأنيث الصيغة قال النحاس: وربما أسقطوا الهاء منـه وأضافـوه فقالـوا فلـانٌ خليف فلانٍ يعنون خليفته. ثم الأصل فيه التذكير نظراً للمعنى لأن المراد بالخليفة رجلً وهو مذكر فيقال أمر الخليفة بكذا على التذكير وأجاز الكوفيون فيه التأنيث على لفظ خليفةٍ فيقال أمرت الخليفة بكذا وأنشد الفراء: أبوك خليفةٌ ولدته أخـرى فإن ظهر اسم الخليفة تعين التذكير باتفاق فتقول قال أبو جعفرٍ الخليفة أو قال الراضي الخليفة ونحو ذلك. ويجمع على خلفاء ككريم وكرماء وعليه ورد قوله تعالى: وممـن وهـم فـي ذلـك المقـر الشهابـي بـن فضـل اللـه رحمـه اللـه فـي كتابـه التعريـف حيـث قـال: وأول مـا نبـدأ بالمكاتبـة إلى الأبواب الشريفة الخليفتية ولعله سبق قلم منه وإلا فالمسألة أظهر من أن يجهلها أو تخفى عليه. الثانـي - الملـك. وهـو الزعيـم الأعظـم ممـن لم يطلق عليه اسم الخلافة وقد نطق القرآن بذكره في غيـر موضـع كمـا فـي قولـه تعالـى: ويقال فيه ملك بكسر اللام وملك بإسكانها ومليك بزيادة ياء ومنه قولـه تعالـى: ويقال لموضع الملك المملكة. الثالث - السلطان وهو اسمٌ خاصٌ في العرف العام بالملوك. ويقال: إن أول من لقب به خالد بـن برمـك وزيـر الرشيـد لقبـه بـه الرشيد تعظيماً له ثم انقطع التلقيب به إلى أيام بني بويه فتلقب به ملوكهم فمن بعدهم من الملوك السلاجقة وغيرهم وهلم جرا إلى زماننا. وأصلـه فـي اللغة الحجة قال تعالى: وسمي السلطان بذلك لأنه حجة على الرعية يجب عليهم الانقياد إليه. واختلف في اشتقاقه: فقيل إنه مشتق من السلاطة وهي القهر والغلبة: لقهره الرعية وانقيادهم لـه وقيـل مشتـق من السليط وهو الشيرج في لغة أهل اليمن لأنه يستضاء به في خلاص الحقوق وقيل من قولهم لسانٌ سليط أي حاد ماضٍ لمضي أمره ونفوذه. وقال محمد بن يزيد البصري: السلطان جمعٌ واحده سليط كقفيز وقفزانٍ وبعير وبعرانٍ. وحكـى صاحب ذخيرة الكتاب: أنه يكون واحداً ويكون جمعاً ثم هو يذكر على معنى الرجل ويؤنث على معنى الحجة. وحكى الكسائي والفراء على التأنيث عن بعض العرب قضت به عليـك السلطـان. قـال العسكـري فـي كتابـه الفـروق فـي اللغـة والفـرق بينـه وبيـن الملك أن الملك يختص بالزعيم الأعظم والسلطان يطلق عليه وعلى غيره. وعلـى مـا ذكـره العسكري عرف الفقهاء في كتبهم إذ يطلقونه على الحاكم من حيث وحتى على ومـن حيـث إن السلطـان أعـم مـن الملـك يقـدم عليه في قولهم السلطان الملك الفلاني: ليقع السلطان أولاُ على الملك وعلى غيره ثم يخرج غير الملك بعد ذلك بذكر الملك. الرابع - الوزير وهو المتحدث للملك في أمر مملكته. واختلف في اشتقاقه: فقيل مشتق من الوزر بفتح الواو والزاي وهو الملجأ. ومنه قوله تعالى وقـد أوضحـت القـول فـي ذلـك فـي النفحـات النشريـة فـي الـوزارة البدريـة. قـال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف: وأول من لقب بالوزارة في الإسلام أبو سلمة: حفص بن سلمان الخلال وزير السفاح. قال: وإنما كانوا قبل ذلك يقولون كاتب. ثم هو إما وزير تفويض: وهو الذي يفوض الإمام إليه تدبير الإمور برأيه وإمضاءها على اجتهاده كما كانت الوزراء بالديار المصرية من لدن وزارة بـدر الجمالـي وإلى حين انقراضها وإما وزير تنفيذ: وهو الذي يكون وسيطاً بين الإمام والرعايا معتمداً على رأي الإمام وتدبيره. وهذه هي التي كان أهل الدولة الفاطمية يعبرون عنها بالوساطة أما الوزارة في زماننا فقد تقاصـرت عـن ذلـك كلـه حتـى لـم يبق منها إلا الإسم دون الرسم ولم تزل الوزارة في الدول تتردد بين أرباب السيوف والأقلام تارةً وتارةً إلا أنها في زماننا في أرباب الأقلام. الخامـس - الأميـر. وهـو زعيـم الجيـش أو الناحيـة ونحـو ذلك ممن يوليه الإمام. وأصله في اللغة ذو الأمر وهو فعيل بمعنى فاعل فيكون أمير بمعنى آمر. سمي بذلك لامتثال قومه أمره يقال: أمر فلان إذا صار أميراً والمصدر الإمرة والإمارة بالكسر فيهما والتأمير تولية الأمير وهي وظيفة قديمة. السادس - الحاجب. وهو في أصل الوضع عبارةٌ عمن يبلغ الأخبار من الرعية إلى الإمام ويأخـذ لهـم الإذن منه. وهي وظيفةٌ قديمة الوضع كانت لابتداء الخلافة في ذكر القضاعي في عيـون المعـارف لكـل خليفـة حاجباً من ابتداء الأمر وإلى زمانه: فذكر أنه كان حاجب أبي بكر الصديق رضي الله عنه شديداً مولاه وحاجب عمر يرفأ مولاه وحاجب عثمان حمران مولاه وحاجب علي قنبراً مولاه وعلى ذلك في كل خليفة ماعدا الحسن ابن علي رضي الله عنهما فإنـه لـم يذكـر لـه حاجبـاً. وسمـي الحاجـب بذلـك لأنـه يحجـب الخليفـة أو الملك عمن يدخل إليه بغير إذن. قال زياد لحاجبه: " وليتك حجابي وعزلتك عن أربع: هذا المنادي إلى الله في الصلاة والفلـاح فـلا تعوجنـه عنـي ولا سلطـان لـك عليـه وطـارق الليـل فـلا تحجبـه فشر ما جاء به ولو كان خيـراً مـا جـاء فـي تلـك الساعة ورسول الثغر فإنه إن أبطأ ساعةً أفسد عمل سنةٍ فأدخله علي وإن كنت في لحافي وصاحب الطعام فإن الطعام إذ أعيد تسخينه فسد ". ثم تصرف النـاس فـي هـذا اللقـب ووضعـوه فـي غيـر موضعـه حتـى كـان فـي أعقـاب خلافـة بنـي أميـة بالأندلـس ربمـا أطلـق علـى مـن قـام مقـام الخليفـة فـي الأمـر وكانـوا في الدولة الفاطمية بالديار المصرية يعبرون عنه بصاحب البـاب كمـا سبـق بيانـه فـي المقالـة الثانيـة فـي الكلـام علـى ترتـب دولتهـم. أمـا فـي زماننا فإنه عبارةٌ عمن يقف بين يدي السلطان ونحوه في المواكب ليبلغ ضرورات الرعية إليه ويركب أمامه بعصاً في يده ويتصدى لفصل المظالم بين المتداعيين خصوصاً فيمـا لا تسـوغ الدعوى فيه من الأمور الديوانية ونحوها. وله ببلاد المغرب والأندلس أوضاعٌ تخصه في القديم والحديث على ما سيأتي ذكره في الكلام على مكاتباتهم في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى. السابع - صاحب الشرطة. بضم الشين المعجمة وإسكان الراء: وهو المعبر عنه في زماننا بالوالي وتجمـع الشرطـة علـى شـرطٍ يضـم الشيـن المعجمـة وفتـح الـراء. وفـي اشتقاقـه قولـان: أحدهمـا أنـه مشتـق مـن الشـرط بفتح الشين والراء وهي العلامة لأنهم يجعلون لأنفسهم علاماتٍ يعرفون بها ومنـه أشـراط الساعة يعني علاماتها وقيل من الشرط أيضاً: وهو رذال المال لأنهم يتحدثون في أرذال الناس وسفلتهم ممن لا مال له من اللصوص ونحوهم. الصنف الثاني ألقاب أرباب الأقلام وفيه ثلاثة ألقاب الأول - القاضي. وهو عبارة عمن يتولى فصل الأمور بين المتداعيين في الأحكام الشرعية. وهـي وظيفـةٌ قديمـة كانـت فـي زمـن النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم. فقـد ذكـر القضاعـي أنـه صلـى الله عليـه وسلـم ولـى القضـاء باليمـن علـي بـن أبـي طالب ومعاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري وأن أبا بكر رضي الله عنه ولى القضاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ثم هو مشتقٌ من القضاء واختلف في معناه فقال أبو عبيد: هو إحكام الشيء والفراغ منه ومنـه قولـه تعالـى: قال أبو جعفر النحاس: وسمي القاضي قاضياً لأنه يقال قضي بين الخصمين إذا فصل بينهما وفـرغ. وقيل معناه القطع يقال قضى الشيء إذا قطعه ومنه قوله تعالى: على أن كتاب الزمان يطلقون هـذا اللقـب والألقاب المتفرعة منه كالقضائي والقاضوي على أرباب الأقلام في الجملة سواء كان صاحب اللقب متصدياً لهذه الوظيفة أو غيرها كسائر العلماء والكتاب ومن في معناهم وعلى ذلك عرف العامة أيضاً. الثانـي - المحتسـب. وهو عبارةٌ عمن يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحدث في أمر المكاييـل والموازيـن ونحوهمـا. قـال المـاوردي فـي الأحكام السلطانية: وهو مشتقٌ من قولهم حسبك بمعنـى اكفف سمي بذلك لأنه يكفي الناس مؤونة من يبخسهم حقوقهم. قال النحاس: وحقيقته في اللغة المجتهد في كفاية المسلمين ومنفعتهم إذ حقيقة افتعل عند الخليل وسيبويه بمعنى اجتهد. وأول مـن قـام بهـذا الأمـر وصنـع الـدرة عمـر بـن الخطـاب رضـي اللـه عنـه فـي خلافتـه. وقـد كانـوا في الأيـام الفاطميـة بالديـار المصريـة يضيفونهـا إلـى الشرطـة فـي بعـض الأحيـان كما هو موجود في تقاليد الحسبة في زمانهم. الثالـث - الكاتـب. وقـد تقـدم اشتقاقه ومعناه في مقدمة الكتاب وأنه كان في الزمن الأول عند الإطلـاق إنمـا يـراد بـه كاتـب الإنشـاء ثـم تغييـر الحـل بعد ذلك إلى أن صار في العرف العام بالديار المصريـة عنـد الإطلـاق يـراد بـه كاتـب المال ومن في معناه وهو من الألقاب القديمة في الكلام على الـوزراة مـن كلام القضاعي أنهم قبل التلقيب بالوزراة في الدولة العباسية في خلافة السفاح إنما قلت: ووراء ما تقـدم مـن الألقـاب القديمـة المتداولـة ألقـابٌ أخـرى كانـت مستعملـة فـي الأيـام الفاطمية ثم رفضت الآن وتركت. كـ " صاحب المظالم " وهو المتحدث في فصل الخصومات. وصاحب الصلاة: وهو المتحدث في أمر المساجد والصلوات. وكالمتحدث في الوساطة وهي القيام بوظيفة الوزراة ممن لم يؤهل لإطلاق اسم الوزراة عليه. وصاحب الباب كنحو الحاجب. وداعي الدعاة للشيعة ونحو ذلك. النوع الثاني الألقاب المحدثة وهي إما عربية وإما عجمية. والعجمية منها إما فارسيـة وإمـا تركيـة وأكثرهـا الفارسيـة. والسبـب فـي استعمـال الفارسـي منهـا وإن كانـت الفـرس لـم تلهـا فـي الإسلـام أن الخلافـة كانت ببغداد وغالب كلام أهلها الفارسية والوظائف منقولة عنها إلـى هـذه المملكـة إمـا مضاهـاةً كمـا فـي الدولة الفاطمية على قلة كما في الاسفهسلار وإما تبعاً كما في الدولة الأيوبية فيما بعد. وهي أربعة أصناف: الصنف الأول المفردة وهي ضربان وهو ثلاثة ألقاب الأول - النائب: وهو لقبٌ على القائم مقام السلطان في عامة أموره أو غالبهـا والألـف فيـه منقلبـةٌ عـن واوٍ. يقـال: نـاب فلـانٌ عـن فلانٍ ينوب نوباً ومناباً إذا قام مقامه فهو نائبٌ. ويطلق هذا اللقـب فـي العـرف العـام علـى كـل نائـبٍ عـن السلطان أو غيره بحضرته أو خارجاً عنها في قربٍ أو بعدٍ إلا أن النائب عن السلطان بالحضرة يوصف فـي عـرف الكتـاب بالكافـل: فيقـال النائـب الكافـل وفـي حـال الإضافـة كافـل الممالـك الإسلامية على ما سيأتي ذكره في النعوت إن شاء الله تعالى. والنائب عنه بدمشق يقال فيه كافل السلطنة ومن دونه من أكابر النواب: كنائب حلب ونائب طرابلس ونائب حماة ونائب صفد ونائب الكرك من الممالك الشامية ونائب الإسكندرية ونائبـي الوجهيـن: القبلي والبحري بالديار المصرية. يقال فيه نائب السلطنة الشريفة بكذا ليس إلا ويقال فيمن دونهم من النواب بالممالك الشامية كنائب حمـص ونائـب الرحبـة وغيرهمـا النائـب بفلانة. الثانـي - الساقـي. وهـو لقـب على الذي يتولى مد السماط وتقطيع اللحم وسقي المشروب بعد رفع السماط ونحو ذلك. وكأنه وضع في الأول لسقي المشروب فقط ثم استحدث له هذه الأمور الأخرى تبعاً. ويجوز أن يكون لقب بذلك لأن سقي المشروب آخر عمله الذي يختم به الثالث - المشرف. وهو الذي يتولى أمر المطبخ ويقف على مشارفة الأطبخـة فـي خدمـة إستادار الصحبة الآتي ذكره ومعناه ظاهر. الضرب الثاني ما لفظه عجمي وهو لقبٌ واحدٌ وهو الأوجاقي وهو لقبٌ على الذي يتولى ركوب الخيول للتسيسير والرياضة ولم أقف على معناه. الصنف الثاني المركبة وهي ثلاثة أضرب الضرب الأول ما تمخض تركيبه من اللفظ العربي وفيه سبعة ألقاب الأول - ملك الأمراء. وهو من الألقاب التي اصطلح عليها لكفال الممالك من نواب السلطنة كأكابر النواب بالممالك الشامية ومن في معناهم. وذلك أنه قام فيهم مقام الملك في التصرف والتنفيذ والأمراء في خدمته كخدمة السلطان. وأكثـر ما يخاطب به النواب في المكاتبات وذلك مختصٌ بغير المخاطبات السلطانية أما السلطان فلا يخاطب عنه أحدٌ منهم بذلك. الثاني - رأس نوبة. وهو لقبٌ على الذي يتحدث على مماليك السلطان أو الأمير وتنفيذ أمره فيهم ويجمع على رؤوس نوب. والمراد بالرأس هنا الأعلى أخذاً من رأس الإنسان لأنه أعلاه. والنوبـة واحـدة النـوب وهـي المـرة بعـد الأخـرى والعامـة تقـول لأعلاهم في خدمة السلطان رأس نوبة النوب وهو خطأ لأن المقصود علو صاحب النوبة لا النوبة نفسها والصواب فيه أن يقال: رأس رؤوس النوب أي أعلاهم. الثالـث - أميـر مجلـس. وهـو لقـبٌ علـى مـن يتولى أمر مجلس السلطان أو الأمير في الترتيب وغيره ويجمـع علـى أمـراء ومعنـاه ظاهـر والأحسـن فيـه أن يقـال أميـر المجلـس بتعريـف المضـاف إليـه وتكون الألف واللام فيه للعهد الذهني إما مجلس السلطان أو غيره. الرابع - أمير سلاح. وهو لقبٌ على الذي يتولى أمر سلاح السلطان أو الأمير. ويجمع على أمراء سلاح والسلاح آلة القتال. قال الجوهري: وهو مذكر ويجوز تأنيثه. الخامس - مقدم المماليك. وهو لقبٌ على الذي يتولى أمر المماليك للسلطان أو الأمير - من الخدام الخصيان المعروفين الآن بالطواشيـة. ومقامـه فيهـم نحـو مقـام رأس النوبـة ولفـظ المقـدم والمماليك معروف. السادس - أمير علم. وهو لقبٌ على الذي يتولى أمر الأعلام السلطانية والطبلخاناه وما يجري مجرى ذلك. والعلم في اللغة يطلق بإزاء معانٍ أحدها الراية وهو المراد هنا. السابع - نقيب الجيش. وهو الذي يتكفل بإحضار من يطلبه السلطـان مـن الأمـراء وأجنـاد الحلقة ونحوهم والنقيب في اللغة العريف الذي هو ضمين القوم وفي التنزيل حكايةٌ عن بني إسرائيل: " وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً " ويقال: نقب على قومه ينقب نقباً مثل كتب يكتب كتباًُ. والجيش العسكر ويجمع على جيوش. أما بالممالك الشامية فإنه يقال في مثله نقيب النقباء. الضرب الثاني ما تمحض تركيبه من اللفظ العجمي وقاعدة اللغات العجميـة تقديـم المضـاف إليـه علـى المضـاف والصفـة علـى الموصـوف بخلـاف اللغة العربية. ولهذا الضرب حالتان: الحالة الأولى أن تكون الإضافة إلى لفظ دار وهي لفظةٌ فارسية معناها ممسكٌ فاعل من الإمساك. وكثير من كتاب الزمان أو أكثرهم بل كلهم يظنون أن لفظ دار في ذلك عربي بمعنى المحلة كدار السلطان أو الأمير ونحو ذلك وهو خطأ كما سيأتي بيانه في الكلام على إستدار وخزندار وغيرهما. والمضاف إلى لفظ دار من من وظائف أرباب السيوف تسعة ألقاب: الأول - الإستدار. بكسر الهمزة وهو لقبٌ على الذي يتولى قبـض مـال السلطـان أو الأميـر وصرفه وتمتثل أوامره فيه. وهو مركب من لفظتين فارسيتين: إحداهما إستذ بهمزة مكسورة وسين مهملة ساكنة بعدها تاء مثناة من فوق ثم ذال معجمة ساكنة ومعناها الأخذ. والثانية دار ومعناها الممسك كما تقدم فأدغمت الذال الأولى وهي المعجمة في الثانية وهي المهملة فصار إستدار. والمعنـى المتولي للأخذ سمي بذلك لما تقدم من أنه يتولى قبض المال. ويقال فيه أيضاً: ستدار بإسقـاط الألـف مـن أولـه وكسـر السيـن والمتشدقـون مـن الكتـاب يضمـون الهمـزة فـي أولـه ويلحقـون فيهـه ألفـاً بعد التاء فيقولون: أستادار وربما قالوا: أستاذ الدار بإدخال الألف واللام على لفظ الدار ظناً مكنهم أن المراد حقيقة الدار في اللفظ العربي وأن أستاذ بمعنى السيد أو الكبير ولذلك يقولون أستادار العالية: أو أستاذ الدار العالية وهو خطأ صريح لما تقدم بيانه. علـى أن العامة تنطق به على الصواب ومن كسر الهمزة وحذف الألف بعد التاء. ثم قد يزاد فـي هـذا اللقـب لفظ الصحبة فيصير إستدار الصحبة ويكون لقباً على متولي أمر المطبخ وكأنه لقب بذلك لملازمته الباب سفراً وحضراً. الثاني - الجوكاندرا. وهو لقبٌ على الذي يحمل الجوكان مع السلطان في لعب الكرة ويجمع على جوكان دارية وهومركبٌ من لفظتين فارسيتين أيضاً: إحداهما جوكان وهو المحجن الذي تضرب به الكرة ويعبر عنه بالصولجان أيضاً: والثانية دار ومعناه ممسـك كمـا تقـدم. فيكـون للمعنى ممسك الجوكان. والعامة تقول: جكندار بحذف الواو بعد الجيم والألف بعد الكاف. الثالث - الطبردار. وهو الذي يحمل الطبر حول السلطان عند ركوبه في المواكب وغيرها. وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما طبر ومعناه الفأس ولذلك يقولون في السكر الصلب الشديد الصلابة طبرزذ بمعنى يكسر بالفأس. والثانـي دار ومعنـاه ممسـك كمـا تقـدم فيكـون المعنى ممسك الطبر. الرابع - السنجقدار. وهو الذي يحمل السنجـق خلـف السلطـان. وهـو مركـب مـن لفظيـن: أحدهمـا تركـي وهـو سنجـق ومعناه الرمح وهو في لغتهم مصدر طعن فعبر به عن الرمح الذي يطعن به. والثاني دار ومعناه ممسك كما تقدم ويكـون المعنـى ممسـك السنجـق وهـو الرمـح. والمـراد هنا العلم الذي هو الراية كما تقدم إلا أنه لما كانت الراية إنما تجعل في أعلى الرمح عبر بالرمح نفسه عنها. الخامس - البندقدار. وهو الذي يحمل جراوة البندق خلف السلطان أو الأمير. وهو مركب من لفظتين فارسيتين إحداهما بندق وإن كان الجوهري قد أطلق ذكره في الصحاح من غير تعرض لأنه معرب فقال: والبندق الذي يرمى به. ثم هو منقولٌ عن البندق الذي يؤكل وهو الجلـوز بكسـر الجيـم والـزاي المعجمـة فـي آخـره فقد قال أبو حنيفة في كتاب النبات الجلوز عربي وهو البندق والبندق فارسـيٌ. اللفظـة الثانيـة دار ومعناهـا ممسـك كمـا تقـدم ويكـون المعنـى ممسك البندق. السادس - الجمدار. وهو الذي يتصدى لإلباس السلطان أو الأمير ثيابه. وأصلـه جامـا دار فحذفـت الألـف بعـد الجيـم وبعـد الميـم استثقـالاً وقيـل جمدار. وهو في الأصل مركب من لفظين فارسيين أحدهما جاما ومعناه الثوب. والثاني دار ومعناه ممسـك كمـا تقـدم فيكـون المعنـى ممسك الثوب. السابع - البشمقدار. وهو الذي يحمل نعل السلطان أو الأمير وهو مركب من لفظين: أحدهما من اللغة التركية وهو بشمق ومعناه النعل. والثاني من اللغة الفارسية وهو دار ومعناه ممسك على ما تقدم. ويكون المعنى ممسك النعل. على أن صاحب الأنوار الضوية في إظهار غلط الدرة المضية في اللغة التركية قد ذكـر أن الصـواب فـي النعـل بصمـق بالصـاد المهملـة بـدل الشيـن المعجمـة وحينئذ فيكون صوابه على ما ذكر بصمقدار. والمعروف في ألسنة الترك بالديار المصرية ما تقدم. الثامن - المهمندار. وهو الذي يتصدى لتلقي الرسل والعربان الواردين على السلطان وينزلهم دار الضيافـة ويتحـدث فـي القيـام بأمرهم. وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما مهمن بفتح الميميـن ومعنـاه الضيـف والثانـي دار ومعنـاه ممسـك كما تقدم ويكون معناه ممسك الضيف والمراد المتصدي لأمره. التاسع - الزنان دار المعبر عنه بالزمام دار. وهو لقب على الذي يتحدث على باب ستارة السلطان أو الأمير من الخدام الخصيان وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما زنان بفتح الزاي ونونين بينهما ألف ومعناه النساء. والثاني دار ومعناه ممسك كما تقدم فيكون معناه ممسك النساء بمعنى أنه الموكل بحفظ الحريم إلا أن العامـة والخاصـة قـد قلبـوا النونيـن فيـه بميمين فعبروا عنه بالزمام دار كما تقدم ظناً أن الدار على معناها العربي والزمام بمعنى القائد أخذاً من زمام البعير الذي يقاد به. الحالة الثانية أن تكون الإضافة إلى غير لفظ دار وفيها لقبان الـأول - الجاشنكير. وهو الذي يتصدى لذوقان المأكول والمشروب قبل السلطان أو الأمير خوفاً من أن يدس عليه فيه سم ونحوه. وهـو مركـب مـن لفظيـن فارسييـن: أحدهمـا جاشنـا بجيـم فـي أولـه قريبـةٍ فـي اللفـظ مـن الشين ومعناه الذوق ولذلك يقولون في الذي يذوق الطعام والشراب الشيشيني. والثاني كير وهو بمعنـى المتعاطي لذلك ويكون المعنى الذي يذوق. الثاني - السراخور. وهو الذي يتحدث على علف الدواب من الخيل وغيرها. وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما سراً ومعناه الكبير. والثاني خور ومعناه العلف ويكون المعنى كبير العلف والمراد كبير الجماعة الذين يتولون علف الدواب. والعامة يقولون سراخوري بإثبات ياء النسب في آخره ولا وجه له. ومتشدقوا الكتاب يبدلون الراء فيه لاماً فيقولن سلاخوري وهو خطأ. الضرب الثالث ما تركب من لفظ عربي ولفظ عجمي وله حالتان الحالة الأولى أن يصدر بلفظ أمير وهو لفظٌ عربي كما تقدم في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف وفيها أربعة ألقاب الأول - أميراخور. وهو الذي يتحدث على إصطبل السلطان أو الأمير ويتولى أمر ما فيه من الخيـل والإبـل وغيرهمـا ممـا هـو داخـل فـي حكـم الإصطبلـات وهـو مركـبٌ من لفظين: أحدهما عربي وهو أمير والثاني فارسي وهو آخور بهمزة مفتوحة ممدودة بعدها خاء معجمة ثم واو وراء مهملة ومعناه المعلف والمعنى أمير العلف: لأنه المتولي لأمر الدواب على ما تقدم وأهم أمورها الثانـي - أميـر جانـدار. وهـو لقـبٌ علـى الـذي يستأذن على الأمراء وغيرهم في أيام الموكب عند الجلوس بدار العدل. وهو مركب من ثلاثة ألفاظ: أحدهما عربي وهو أمير وقد تقدم معناه. والثاني جان بجيم وألف ونون ومعناه الروح بالفارسية والتركية جميعاً. والثالث دار ومعناه ممسك كما تقدم فيكون المعنى الأمير الممسك للروح ولم يظهر لي وجـه ذلك إلا أن يكون المراد أنه الحافظ لدم السلطان فلا يأذن عليه إلا لمن يأمن عاقبته. الثالـث - أميـر شكـار. وهو لقب على الذي يتحدث على الجوارح من الطيور وغيرهما وسائر أمور الصيد. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربي وهو أمير والثاني فارسي وهو شكار بكسر الشين المعجمة وكاف وألف ثم راء مهملة في الآخر ومعناه الصيد فيكون المراد أمير الصيد. الرابع - أمير طبر. وهو لقب على الذي يتحدث على الطبردارية الذين يحملون الأطبار حول السلطـان فـي المواكـب ونحوهـا. وهـو مركـب مـن لفظيـن: أحدهمـا عربـيٌ وهـو أميـر والثانـي طبـر وهو بالفارسية الفأس كما تقدم في الكلام على الطبردار. الحالة الثانية أن لا يصدر اللقب بلفظ أمير وفيها خمسة ألقاب الأول - الدوادار. وهو لقب على الذي يحمل دواة السلطان أو الأمير أو غيرهما ويتولى أمرها مـع مـا ينضـم إلـى ذلـك مـن الأمور اللازمة لهذا المعنى من حكمٍ وتنفيذ أموراً وغير ذلك بحسب مـا يقتضيـه الحـال. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربي وهو الدواة والمراد التي يكتب منها. والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم. ويكون المعنى ممسك الدواة وحذفت الهاء مـن آخـر الـدواة استثقـالاً. أمـا فـي اللغة العربية فإنه يقال لحامل الدواة داوٍ على وزن قاضٍ فتثبت الياء فيه مع الألف واللام فتقول جاء الداوي ورأيت الداوي ومررت بالداوي ويجوز حذفها كما في سائر الأسماء المنقوصة. الثاني - السلاح دار. وهو لقب على الذي يحمل سلاح السلطان أو الأمير ويتولى أمر السلاح خاناه وما هو من توابع ذلك. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربيٌ وهو السلاح وقد تقدم معناه في الكلام على أمير سلاح. والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم ويكون المعنى ممسك السلاح. الثالث - الخزندار بكسر الخاء وفتح الزاي المعجمتين. وهو لقب على الذي يتحدث على خزانـة السلطـان أو الأمير أو غيرهما. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربي وهو خزانة: وهي ما يخزن فيه المال. والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم فحذفت الألف والهاء من خزانةٍ استثقالاً فصار خزندار ويكون المعنى ممسك الخزانة والمراد المتولي لأمرها ومتشدقو الكتاب يسقطون الألف والهاء من خزانة على ما تقدم ويلحقون بعد الخاء ألفاً فينقلون لفظ خزانـة إلـى خـازن فاعـلٍ مـن الخزن ويضيفونه إلى دار ظناً منهم أن الدار على معناها العربي كما تقـدم فـي الإستـدار والزنان دار وهو خطأ كما تقدم بيانه هناك. على أن العامة تنطق بحروزفه على الصواب إلا أنهم يكسرون الزاي بعد الخاء والصواب فتحها. الرابـع - العلـم دار. وهـو لقبٌ على الذي يحمل العلم مع السلطان في المواكب. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربي وهو العلم وقد تقدم أن معناه الراية. والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم ويكون المعنى ممسك العلم. الصنف الثاني ألقاب أرباب الأقلام وهي على خمسة أضرب الضرب الأول ألقاب أرباب الوظائف من العلماء وفيه خمسة ألقاب الأول - الخطيب. وهو الذي يخطب الناس ويذكرهم في الجمع والأعياد ونحوهما. وقد كان ذلك في الزمن المتقدم مختصاً بالخلفاء والأمراء بالنواحي على ما تقدم في الكلام على ترتيب الخلافة في المقالة الثانية. الثاني - المقريء - وهو الذي يقريء القرآن العظيم وقد غلب اختصاصه في العرف على الثالـث - المحـدث. والمـراد بـه مـن يتعاطـى علم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بطريق الرواية والدراية والعلم بأسماء الرجال وطرق الأحاديث والمعرفة بالأسانيد ونحو ذلك. الرابع - المدرس. وهو الذي يتصدى لتدريس العلوم الشرعية: من التفسير والحديث والفقه والنحو والتصريف ونحو ذلك. وهو مأخوذ من درست الكتاب دراسةً إذا كررته للحفظ. الخامس - المعيد. وهو ثاني رتبـة المـدرس فيمـا تقـدم وأصـل موضوعـه أنـه ألقـى المـدرس الدرس وانصرف أعاد للطلبة ما ألقاه المدرس إليهم ليفهموه ويحسنوه. الضرب الثاني ألقاب الكتاب وهي نمطان النمط الأول ألقاب أرباب الوظائف من كتاب الإنشاء وفيه ثلاثة ألقاب الأول - كاتب السر. وهو صاحب ديوان الإنشاء وقد تقدم الكلام عليه مستوفى عند الكلام على الكتابة والكتاب في مقدمة الكتاب. الثاني - كاتب الدست. وهو الذي يجلس مع كاتب السر بدار العدل أمام السلطان أو النائب بمملكةٍ من الممالك ويوقع على القصص. وهم جماعة وقد تقدم الكلام عليهم في المقدمة أيضاً . الثالـث - كاتـب الـدرج. وهـو الـذي يكتـب المكاتبـات والولايـات وغيرهـا فـي الغالـب وربمـا الضرب الثالث ألقاب أرباب الوظائف من كتاب الأموال ونحوها وفيه تسعة ألقاب الأول - الوزير إذا كان من أرباب الأقلام وقد تقدم الكلام عليه في ألقاب أرباب السيوف في الصنف الأول. الثانـي - الناظـر. وهـو مـن ينظـر فـي الأمـوال وينفـذ تصرافاتهـا ويرفع إليه حسابها لينظر فيه ويتأمله فيمضـي مـا يمضـي ويـرد مـا يـرد. وهـو مأخـوذ إمـا مـن النظـر الـذي هـو رأي العيـن: لأنـه يديـر نظـره في أمـور مـا ينظـر فيهـا وإمـا مـن النظـر الـذي هو بمعنى الفكر: لأنه يفكر فيما فيه المصلحة من ذلك. ثم هو يختلف باختلاف ما يضاف إليه كناظر الجيش وهو الذي يتحدث في أمر الجيوش وضبطها. أو ناظر الخاص وهو الذي ينظر في خاص أموال السلطان. أو ناظر الدواوين وهو الذي يعبر عنه بناظر الدولة ويشارك الوزير في التصرف. أو ناظر النظار بدمشق وهو الذي يقوم بها مقام الوزير بالديار المصرية. أو ناظر المملكة بحلب أو طرابلس أو حمـاة ونحوهـا. أو ناظر أوقافٍ أو جهات بر وما يجري مجرى ذلك. الثالث - صاحب الديوان. وكانوا في الزمن الأول يعبرون عنه بمتولي الديوان وهو ثاني رتبة الناظر في المراجعة. وله أمورٌ تخصه كترتيب الدرج ونحو ذلك. الخامس - المستوفي. وهو الذي يضبط الديوان وينبه على ما فيه مصلحته من استخـراج أموالـه ونحـو ذلـك. ولعظـم موقعه أشار له الحريري في مقاماته بقوله: " منهم المستوفي الذي هو قطب الديوان " إلى آخره. ثم فـي بعـض المباشـرات قـد ينقسـم إلـى مستوفـي أصـلٍ ومستوفـي مباشـرة ولكل منهام أعمال تخصه. السادس - العامل. وهو الذي ينظم الحسبانات ويكتبها. وقد كان هذا اللقب في الأصل إنما يقع على الأمير المتولي العمل ثم نقله العرف إلى هذا الكاتب وخصه به دون غيره. السابـع - الماسـح. وهـو الـذي يتصـدى لقيـاس أرض الزراعـة وهـو فاعـلٌ مـن مسـح الـأرض يمسحها مساحةً إذا ذرعها. الثامـن - المعيـن. وهـو الـذي يتصـدى للكتابـة إعانـةً لأحـدٍ من المباشرين المذكورين ومعناه واشتقاقه ظاهر. التاسع - الصيرفي. وهو الذي يتولى قبض الأموال وصرفها. وزهو مأخوذ من الصرف: وهو صرف الذهب والفضة في الميزان. وكان يقال له فيما تقدم الجهبذ. الضرب الرابع ألقاب أرباب الوظائف من أهل الصناعات وفيه خمسة ألقاب الـأول - مهنـدس العمائـر. وهـو الـذي يتولـى ترتيـب العمائر وتقديرها ويحكم على أرباب صناعتها. والهندسة علم معروف فيه كتبٌ مفردة بالتصنيف. الثاني - رئيس الأطباء. وهو الذي يحكم على طائفة الأطباء ويأذن لهم في التطبيب ونحو ذلك. وسيأتي الكلام على ضبط ذلك ومعناه في الكلام على الرئيس في الألقاب المفردة في حرف الراء فيما بعد إن شاء الله تعالى. الثالث - رئيس الكحالين. وحكمه في الكلام على طائفة الكحالين حكم رئيس الأطباء في طائفة الأطباء. الرابـع - رئيـس الجرائحيـة. وحكمـه فـي الكلام على طائفة الجرائحية والمجبرين كالرئيسين المتقدمين. الخامـس - رئيـس الحراقـة. وهو الذي يحكم على رجال الحراقة السلطانية ويتولى أمرها. وكان فـي الزمـن المتقـدم يقـال لـه رئيـس الخلافـة جريـاً علـى مـا كـان الأمـر عليـه في الخلافة الفاطمية بالديار المصرية. الضرب الخامس ألقاب أرباب الوظائف من الأتباع والحواشي والخدم وهم طائفتان النمط الأول ما تمحضت ألفاظه عربيةً وفيه ثلاثة ألقاب الـأول - مقـدم الدولـة. وهو الذي يتحدث على الأعوان والمتصرفين لخدمة الوزير. والمراد المقدم على الدولة والدولة لفظٌ قد خصه العرف بمتعلقات الوزراة. كما يقال لناظر الدواوين ناظر الدولة على ما تقدم ذكره. الثانـي - مقـدم الخـاص. وهـو المتحـدث علـى الأعـوان والمتصرفين بديوان الخاص المختص بالسلطان كمقدم الدولة بالنسبة إلى أعوان الوزراة. الثالث - مقدم التركمان. ويكون بالبلاد الشامية والحلبية متحدثاً على طوائف التركمان الذي يقدم عليهم. النمط الثاني ما تمحض لفظه عجمياً وفيه لقب واحد وهو البرددار وهو الذي يكون في خدمة مباشري الديوان في الجملة متحدثاً على أعوانه والمتصرفين فيه كما في مقدم الدولة والخاص المقدم ذكرهما. وأصله فردادار بفاء في أوله وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما فردا ومعناه الستارة والثانـي دار ومعنـاه ممسـك والمـراد ممسك الستارة وكأنه في أول الوضع كان يقف بباب الستارة ثم نقل إلى الديوان. الطائفة الثانية أرباب الخدم وهم نمطان النمط الأول ما يضاف إلى لفظ الدار كما تقدم في أرباب السيوف وهي سبعة ألقاب الأول - الشربدار. وهو لقبٌ على الذي يتصـدى للخدمـة بالشـراب خانـاه التـي هـي أحـد البيوت. وهو مركب من لفظين: أحدهما شراب وهو ما يشرب من ماء وغيره فحذفوا الألف فيه استثقالاً. والثاني دار ومعناه ممسك على ما تقدم والمعنى ممسك الشراب. الثاني - الطست دار وهـو لقـبٌ علـى بعـض رجـال الطشـت خانـاه وهـو مركـب مـن لفظيـن أحدهمـا طسـت بفتـح الطـاء وإسكـان السيـن المهملة في اللغة العربية وهو الذي يغسل فيه ويجمع علـى طسـوس بسينيـن مـن غيـر تـاء ويقال فيه أيضاً طسٌ بإسقاط التاء إلا أن العامة أبدلوا السين المهملة بشين معجمة. والثاني دار ومعناه ممسكٌ على ما تقدم فيكون معناه ممسك الطست. الثالث - البازدار. وهو الذي يحمل الطيور الجوارح المعدة للصيد على يده. وخـص بإضافتـه إلـى البـاز الـذي هـو أحـد أنـواع الجـوارح دون غيـره لأنـه هـو المتعـارف بين الملوك في الزمن القديم على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى. الرابع - الحوندار. وهو الذي يتصدى لخدمة الطيور الصيد من الكراكي والبلوشونات ونحوها ويحملها إلى موضع تعليم الجوارح. وأصله حيوان دار أطلق الحيوان في عرفهم على هذا النوع من الطيور كما أطلق على من يتعانى معامل الفروج الحيواني. الخامس - المرقدار. وهو الذي يتصدى لخدمة ما يحوز المطبخ وحفظه. سمي بذلك لكثرة معاطاته لمرق الطعام عند رفع الخوان ونحو ذلك. السادس - المحفدار بكسر الميم. وهو الذي يتصدى لخدمة المحفة. وهو مركب من لفظين. أحدهما محفة فحذفت التاء منها استثقالاً والثاني دار ومعناه ممسكٌ على مـا تقـدم فيكـون بمعنى ممسك المحفة. النمط الثاني ما لا يتقيد بالإضافة إلى دار ولا غيرها وفيه خمسة ألقاب الأول - المهتار وهو لقبٌ واقع على كبير كل طائفة من غلمان البيوت كمهتار الشراب خاناه ومهتار الطست خاناه ومهتار الركاب خاناه. ومه بكسر الميم معناه بالفارسية الكبيـر وتـار بمعنى أفعل التفضيل فيكون معنى المهتار الأكبر. الثاني - البابا. وهو لقبٌ لجميع رجال الطست خاناه ممن يتعاطى الغسل والصقل وغير ذلك. وهـو لفـظ رومـي ومعنـاه أبـو الآبـاء علـى مـا سيأتـي بيانـه فـي لقـب البـاب فـي الكلـام علـى ألقاب أهل الكفـر. وكأنـه لقـب بذلـك لأنـه لمـا تعاطـى مـا فيـه ترفيـه مخدومـه: مـن تنظيـف قماشـه وتحسين هيئته أشبه الأب الشفيق فلقب بذلك. الثالـث - الرختـوان. وهو لقبٌ لبعض رجال الطست خاناه يتعاطى القماش. والرخت بالفارسية اسمٌ للقماش والوا و والألف والنون بمعنى ياء النسب ومعناه المتولي لأمر القماش. الرابع - الخوان سلار. وهو لقبٌ مختصٌ بكبير رجال المطبخ السلطاني القائم مقام المهتار في غير المطبخ من البيوت. وهو مركب من لفظين: " أحدهما خوان وهو الذي يؤكل عليه. قال الجوهري: وهو معرب. والثاني سلار وهي فارسية ومعناها المقدم وكأنه يقول مقدم الخوان. والعامة تقول إخوان سلار بألف في أوله وهو لحن. الخامس - المهمرد. وهو الذي يتصدى لحفظ قماش الجمال أو قماش الإصطبل والسقائين ونحو ذلك. ومعناه باللغة الفارسية الرجل الكبير فمه اسمٌ للكبير ومرد اسمٌ للرجل. السادس - الغلام. وهو الذي يتصدى لخدمة الخيل ويجمع على غلمانٍ وغلمةٍ بكسـر الغيـن وسكون اللام. وهو فـي أصـل اللغـة مخصـوصٌ بالصبـي الصغيـر والمملـوك ثـم غلـب علـى هـذا النـوع مـن أربـاب الخـدم وكأنهم سموه بذلك لصغره في النفوس وربمال أطلق على غيره من رجال الطست خاناه ونحوهم. القسم الثاني من ألقاب أرباب الوظائف ألقاب أرباب الوظائف من أهل الكفر والمشهور منهم طائفتان الطائفة الأولى النصارى والمشهور من ألقاب أرباب وظائفههم ثمانية ألقابٍ الأول - الباب - بباءين موحدتيـن مفخمتيـن فـي اللفـظ. وهـو لقـبٌ علـى القائـم بأمـور ديـن النصارى الملكانية بمدينة رومية. وما ذكره من التثقيف من أنه عندهم بمثابة القان عند التتار فخطأ ظاهر: لأن البابا قائم في النصارى مقام الخليفة بل به عندهم يناط التحليل والتحريم وإليه مرجعهم في أمر ديانانتهم بخلاف القان فإن أمره قاصرٌ على أمر الملك وأصله البابا بزيادة ألـف فـي آخـره والكتـاب يثبتونهـا فـي بعـض المواضـع ويحذفونهـا فـي بعـض وربمـا قيـل فيـه البابـه بإبدال وهـي لفظـةٌ رومية معناها أبو الآباء. وأول ما وضع هذا اللقب عندهم على بطرك الإسكندرية الآتي ذكره فيما بعد وذلك أن صاحب كل وظيفة من وظائفهم الآتي ذكرها كان يخاطب من فوقه منهم بالأب فالتبس ذلك عليهم فاخترعوا لبطرك الإسكندرية الباب دفعاً للاشتراك في اسم الباب وجعلوه أبا للكل ثم رأوا أن بطرك رومية أحق بهذا اللقـب: لأنـه صاحـب كرسـي بطـرس كبيـر الحوارييـن ورسول المسيح عليه السلام إلى رومية وبطرك الإسكندرية صاحب كرسي مرقص الإنجيلي تلميذ بطر س الحواري المقدم ذكره فنقلوا اسم البابا إلى بطرك رومية وأبقوا اسم البطرك على بطرك الإسكندرية. الثاني - البطرك - بباء موحدة مفتوحة ثم طاء مهملة ساكنةٍ وبعدها راء مهملة مفتوحة ثم كـافٍ فـي الآخـر. وهـو لقـبٌ علـى القائـم بأمور دين النصرانية. وكراسي البطاركة عندهم أربعةٌ: كرسـي بروميـة وهـو مقـر البـاب المقـدم ذكـره وكرسـي بأنطاكيـة من بلاد العواصم وكرسي بالقدس وكرسي بالإسكندرية وقد غلب الآن بالديار المصرية على رئيس النصارى اليعقوبية باليار المصرية وهو المعبر عنه بالزمن القديم ببطرك الإسكندرية ومقره الآن بالكنيسة المعلقة بالفسطاط على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى. وأصله البطريرك بزيادة ياء مثناة تحت مفتوحة بعدها راء ساكنة وهو لفظ رومي معناه. . . . . . . . . . . . . . . . . . . ورأيـت فـي ترسل العلاء بن موصلايا كاتب القائم بأمر الله العباسي فـي تقليـدٍ أنشـأه الفطـرك بإبـدال البـاء الموحـدة فـاءً. وقـد تقـدم أن هـذا البطـرك هو الذي كان يدعى أولاً بالبابا ثم نقل ذلك إلى بابا رومية على أن بطرك الإسكندرية لم يكن في الزمن المتقدم مختصاً ببطرك اليعقوبية بل كان تارةً يكون يعقوبياً وتارةً يكون ملكانياً وإنما حدث اختصاصه باليعقوبية في الدولة الإسلامية على ما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى. الثالث - الأسقف - بضم الهمزة والقاف. وهو عندهم عبارة عن نائب البطرك. الرابع - المطران - بكسر الميم. وهو عبارةٌ عن القاضي الذي يفصل الخصومات بينهم. الخامس - القسيس - بكسر القاف. وهو القاريء الذي يقرأ عليهم الإنجيل والمزامير وغيرها. السادس - الجاتليق - بجيم بعدها ألف ثم تاء مثناة فوق ولام ثم ياء مثناة تحت وقاف في الآخر. وهو عندهم عبارة عن صاحب الصلاة. السابـع - الشمـاس - بشيـن معجمـة فـي الأول وسين مهملة في الآخر وميم مشددة. وهو عبارة عندهم عن قيم الكنيسة. الثامن - الراهب -. وهو عبارةٌ عن الذي حبس نفسه على العبادة في الخلوة. الطائفة الثانية اليهود الأول - الرئيس. وهو القائم فيهم مقـام البطـرك فـي النصـارى وقـد تقـدم الكلـام علـى لفـظ الرئيس وأنه يقال بالهمز وبتشديد الياء. الثانـي - الحـزان - بحـاء مهملـة وزاي معجمـة مشددة وبعد الألف نون. وهو فيهم بمثابة الخطيب يصعد المنبر ويعظهم. الثالث - الشليحصبور - بكسر الشين المعجمة واللام وفتح الياء المثناة تحت وبعدهـا حـاء مهملة ساكنة ثم صاد مهملة مفتوحة وباء موحدة مشددة مضمومة بعدها راء مهملة. وهو الإمام الذي يصلي بهم. الجملة الثانية في ذكر الألقاب المرتبية على الأصول العظام الألقاب المرتبية على الأصول العظام من ألقاب أرباب الوظائف المتقدمة وهي نوعان النوع الأول ألقاب الخلفاء المرتبة على لقب الخليفة وهي صنفان وهو لقبان الـأول - أمير المؤمنين. وهو لقبٌ عامٌ للخلفاء. وأول من لقب به منهم عمر بن الخطاب رضي اللـه عنـه فـي أثنـاء خلافتـه وكانـوا قبـل ذلـك يدعـون أبـا بكـر الصديق رضي الله عنه بخليفة رسول الله ثم ادعوا عمر بعده لابتداء خلافته بخليفة خليفة رسول الله. واختلـف فـي أصـل تلقيبـه بأميـر المؤمنيـن فـروى أبـو جعفر النحاس في صناعة الكتاب بسنده إلى أبي وبرة أن أصل تلقيبه بذلك أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يجلدان في الشراب أربعين قال فبعثني خالدٌ إلى عمر في خلافته أسأله عن الجلد في الشراب فجئته فقلت يا أميرالمؤمنين إن خالداً بعثني إليك - قال فيم قلت: إن الناس قد تخافوا العقوبة وانهمكوا في الخمر فمـا تـرى فـي ذلـك فقـال عمـر لمـن حولـه مـا تـرون فـي ذلـك فقـال علـي نـرى يـا أميـر المؤمنيـن ثمانيـن جلدةٍ فقبل ذلك عمر فكان أبو وبرة ثم علي بن أبي طالب أول من لقبه بذلك. وذكـر أبـو هلـال العسكـري فـي كتابـه الأوائـل أن أصـل ذلـك أن عمر رضي الله عنه بعث إلى عامله بالعراق أن يرسل إليه رجلين عارفين بأمور العراق يسألهما عما يريد فأنفذ إليه لبيد بن ربيعة وعـدي بـن هشـام فلمـا وصـلا المدينـة دخـلا المسجـد فوجـدا عمـرو بن العاص فقالا له: استأذن لنا علـى أميـر المؤمنيـن - فقـال لهمـا عمـرو: أنتمـا أصبتمـا اسمـه! ثم دخل على عمر فقال السلام على أمير المؤمنين - فقال: ما بدا لك يا ابن العاص لتخرجن من هذا القول! فقص عليه القصة فأقره على ذلك فكان ذلك أول تلقيبه بأمير المؤمنين ثم استقر ذلك لقباً على كل من ولي الخلافـة بعـده أو ادعاهـا خـلا خلفاء بني أمية بالأندلس فإنهم كانوا يخاطبون بالإمارة إلى أن ولي منهم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن عبد الرحمن وهو الثالث عشر من خلفائهم إلى زماننا. الثانـي - عبـد اللـه ووليـه. وهو لقبٌ عام للخلفاء أيضاً إذ يكتب في نعت الخليفة في المكاتبات ونحوهـا " مـن عبـد اللـه ووليـه أبـي فلـانٍ فلـانٍٍ أميـر المؤمنيـن " فأمـا عبـد اللـه فـأول من تلقب به أمير المؤمنيـن عمـر بـن الخطـاب رضـي اللـه عنـه أيضـاً فكـان يكتـب في مكاتباته من عبد الله عمر ولزم ذلـك مـن بعـده مـن الخلفـاء حتـى إن المأمـون كان اسمه عبد الله فكان يكتب من عبد الله عبدالله بن هارون مكرراً لعبد الله على الاسم الخاص واللقب العام وأما إردافها بقوله ووليه فأحدث بعد ذلك. الصنف الثاني ألقاب الخلافة الخاصة بكل خليفة والمتلقبون بألقاب الخلافة خمس طوائف: الطائفة الأولى خلفاء بني العباس قـد تقـدم فـي الجملـة الثانيـة من الطرف الأول من هذا الفصل في الكلام على أصل وضع الألقاب والنعـوت أن خلفـاء بنـي أميـة لـم يتلقـب أحـدٌ منهـم بألقـاب الخلافـة وأن ذلك ابتديء الدولة العباسية فتلقـب إبراهيـم بـن محمـدٍ حيـن أخـذت البيعـة بالإمـام وأن الخلف وقع في لقب السفاح: فقيل القائم وقيل المهتدي وقيل المرتضي ثم تلقب أخوه بعده بالمنصـور واستقـرت الألقـاب جاريـةً علـى خلفائهم كذلك إلى أن ولي الخلافة أبو إسحاق إبراهيم بن الرشيد بعد أخيه المأمون فتلقب بالمعتصـم باللـه فكـان أول مـن أضيـف فـي لقبـه مـن الخلفـاء اسم الله. وجرى الأمر على ذلك فيمن بعده من الخلفاء كالواثق بالله و المتوكل على الله والطائع لله والقائم بأمر الله والناصر لدين الله وما أشبه ذلك من الألقاب المتقدمة في الكلام على ترتيب الخلافة في المقالة الثانية. وكـان مـن عادتهـم أنـه لا يتلقـب خليفـة بلقب خليفة قبله إلى أن صارت الخلافة إلى الديار المصرية فتردافوا على الألقاب السابقة واستعملوا ألقاب من سلف من الخلفاء على ما تقدمت الإشارة في الكلام على ترتيب الخلفاء إلى أن تلقب أمير المؤمنين محمد بن أبي بكر خليفة العصـر بالمتوكل على الله وهو من أوائل ألقاب الخلافة العباسية. الطائفة الثانية خلفاء بني أمية بالأندلس حين غلب بنو العباس على الأمر بالعراق وانتزعوا الخلافة منهم وأول من ولي الخلافة منهم بالأندلس عبد الرحمن بن معاويـة بـن هشـام بـن عبـد الملـك بـن مـروان المعـروف بالداخـل لدخولـه الأندلـس في سنة تسع وثلاثين ومائة على ما سيأتي ذكره في مكاتبة صاحب الأندلس. ولم يتلقب بلقب من ألقاب الخلافة جرياً على قاعدتهم الأولى في الخلافـة. وجـرى علـى ذلـك مـن بعـده مـن خلفائهـم إلـى أن ولـي منهـم عبد الرحمن بن محمد المعروف بالمقبـول فتلقـب بالناصـر بعـد أن مضـى مـن خلافتـه تسـعٌ وعشـرون سنة وتبعه من بعده منهم على ذلك إلى أن ولي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن الناصر بن عبد الرحمن المقدم ذكره فتلقـب بالمرتضـي باللـه وهـو أول مـن أضيـف فـي لقبه بالخلافة منهم اسم الله مضاهاً لبني العباس وذلك فـي حـدود الأربعمائـة وبقـي الأمـر علـى ذلـك فـي خلفائهـم إلـى أن كـان آخرهـم هشـام ابـن محمـد فتلقـب بالمعتمـد باللـه وانقرضـت خلافتهـم مـن الأندلس بعد ذلك بانقراضه في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. الطائفة الثالثة الخلفاء الفاطميون ببلاد الغرب ثم بالديار المصرية وأول ناجـم نجـم منهـم ببلـاد الغـرب أبـو محمـد عبيـد اللـه في سنة ست وتسعين ومائتين من الهجرة وتلقـب بالمهـدي ثم تلقب بنوه من بعده بألقاب الخلافة المضاف فيها اسم الله كالقائم بأمر الله و المنصور بالله إلى أن كان منهم المعز لدين الله أبو تميم معد وهو الذي انتزع الديار المصرية من أيدي الأخشيدية وصار إليها في سنة تسع وخمسين وثلثمائة. وتداول خلفاؤهم بها مثل هذه الألقـاب إلـى أن كان آخرهم العاضد لدين الله عبد الله وانقرضت خلافتهم بالدولة الأيوبية على ما تقدم ذكره في المقالة الثانية في الكلام على ملوك الديار المصرية. الطائفة الرابعة الخلفاء الموحدون الذين ملوك أفريقية بتونس الآن من بقاياهم وأولهـم فـي التلقيـب بألقـاب الخلافـة إمامهـم محمد بن تومرت البربري القائم ببلاد الغرب في أعقاب الفاطميين المتقدم ذكرهم تلقب بالمهدي وآل الأمر مـن جماعتـه إلـى الشيـخ أبـي حفـصٍ أحـد أصحابـه ومـن عقبـه ملـوك تونس المتقدم ذكرهم فلم يتلقب أحد منهم بألقاب الخلافة إلى أن ولي منهم أبو عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى فتلقب بالمستنصر بالله وتبعه من بعده من ملوكها على التلقيب بألقاب الخلافة غلى زماننا ولذلك قال المقر الشهابي بن فضل الله في كتابـه التعريف في الكلام على مكاتبة صاحب تونس لا يدعي إلا الخلافة وشبهتهم في ذلك أنهم يدعون انتسابهم إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو من صميم قريش. الطائفة الخامسة جماعةٌ من ملوك الغرب ممن لا شبهة لهم في دعوى الخلافة كملـوك الطوائـف القائميـن بالأندلـس بعـد انقـراض الدولة الأموية منها: بني عباد وبني هود وغيرهم النوع الثاني الصنف الأول الألقاب العامة وهي التي تقع بالعموم على ملوك ممالك مخصوصةٍ تصدق كل واحد منهم وهي ضربان الضرب الأول الألقاب القديمة والمشهور منها ألقاب ست طوائف الطائفة الأولى التبابعة ملوك اليمن كـان يقال لكل منهم تبع قال السهيلي في الروض الأنف: سموا بذلك لأن الناس يتبعونهم ووافقه الزمخشري على ذلك وقال ابن سيده في المحكم: سموا بذلك لأنهم يتبع بعضهم بعضاً. قال المسعودي في مروج الذهب: ولم يكونوا ليسموا أحداً منهم تبعاً حتى يملك اليمن والشحر وحضرموت. وقيل: حتى يتبعه بنو جشم بن عبد شمس أما إذا لم يكن كذلك فإنما يسمى ملكاً. وأول من لقب منهم بذلك الحارث بن ذي شمر وهو الرائش. ولم يزل هذا اللقب واقعاً على ملوكهم إلى أن زالت مملكتهم بملك الحبشة اليمن. الطائفة الثانية ملوك الفرس وهم على أربعة طبقات الطبقة الأولى - القيشدادية كان يقال لكل من ملك منهم قيشداد ومعناه سيرة العدل وأولهم وحكـى الغزالـي فـي نصيحـة الملـوك: أن كيومرث ابن آدم لصلبه وأن آدم عهد إلى شيثٍ بأمر الدين وإلى كيومرث بأمر الملك وبعضهم يقول إنه كامر ابن يافث بن نوح عليه السلام. الطبقة الثانية - الكيانية. سموا بذلك لأن فـي أول اسـم كـل واحـد منهـم لفـظ كـي وأولهـم كيقباذ. الطبقة الثالثة - الأشغانية. كان يقال لكل منهم أشغان. قال المسعودي: بالغين المعجمة ويقال بالكاف. الطبقة الرابعة - الأكاسرة كان يقال لكل منهم كسرى بكسر الكاف وفتحها وربما قيل فيهم الساسانيـة نسبـةٌ إلـى جدهـم ساسـان بـن أردشيـر بـن كـي بهمـن. وأولهـم أردشيـر بـن بابـك وآخرهم يزدجرد الذي انقرض ملكهم بانتزاع المسلمين الملك من يديه في خلافة عثمان رضي الله عنه. الطائفة الثالثة ملوك مصر من بعد الطوفان من القبط كـان كـل مـن ملكهـا منهـم يسمـى فرعـون قـال إبراهيم بن وصيف شاه في كتاب العجائب: والقبط تزعم أن الفراعنة من ملكها من العمالقة دون القبط كالوليد بن دومغ ونحوه. ويقال: إن أول من تسمـى بهـذا الاسـم منهم فرعان آخر ملوكها قبل الطوفان ثم تسمى من بعده بفرعون قال المؤيد صاحـب حمـاة فـي تاريخـه: ولم أدر لأي معنى سمي بذلك. والمذكور في القرآن منهم هو الذي الطائفة الرابعة ملوك الروم وهم طبقتان الطبقة الأولى منهما ليس لهم لقبٌ يعم كل ملك بل لكل ملك منهم اسمٌ يخصه. الطبقة الثانية - القياصرة. كان يقال لكل ملك منهم قيصر وأصل هذه اللفظة في اللغة الرومية جاشـر بجيـم وشيـن معجمـة فعربتهـا العـرب قيصر ولها في لغتهم معنيان: أحدهما الشعر والثاني الشيء المشقوق. واختلـف فـي أول مـن تلقـب بهـذا اللقب منهم: فقيل أغانيوش أول ملوك الطيقة الثانية منهم. سمي بذلـك لـأن أمـه ماتـت وهـو حمـل فـي بطنها فشق جوفها وأخرج فأطلق عليه هذا اللفظ أخذاً من معنى الشق ثم صار علماً على كل من ملكهم بعده وقيل أول من لقب بذلك يوليوش الذي ملـك بعـد أغانيـوش المذكور وقيل أول من لقب به أغشطش واختلف في سبب تسميته بذلك: فقيـل لـأن أمـه ماتـت وهـو فـي جوفهـا فشـق عنـه وأخـرج كمـا تقـدم القـول فـي أغانيوش وقيل لأنه ولد وله شعر تام فلقب بذلك أخذاً من معنى الشعر كما تقدم. ولم يزل هذا اللقب جارياً على ملوكهم إلى أن كان منهم هرقل الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم. وزعـم القاضـي شهـاب الديـن بـن فضـل اللـه فـي كتبـه التعريف في الكلام على مكاتبة الأدفونش أن هرقل لم يكن الملك نفسه وإنما كان متسلم الشام لقيصر وقيصر القسطنطينة لم يرم وإنما كتب النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم إلـى هرقـل لقربـه مـن جزيـرة العـرب وبقـي هـذا اللقـب عليهـم بعـد الإسلام إلى أن كان آخر من تلقب به منهم إستيراق قيصر ملك القسطنطينية في خلافة المأمون بن الرشيد. الطائفة الخامسة ملوك الكنعانين بالشام كـان كـل مـن ملك منهم لقب بجالوت إلى أن كان آخرهم جالوت الذي أخبر الله تعالى عنه بقوله الطائفة السادسة ملوك الحبشة كان كل من ملك منهم يلقب بالنجاشي ولم يزل ذلـك لقبـاً علـى ملوكهـم إلـى أن كـان منهـم النجاشـي الـذي كتـب إليـه النبـي صلـى اللـه عليه وسلم وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بعـد موتـه وهـو الـذي هاجـر إليه من هاجر من الصحابة رضوان الله عليهم الهجرة الأولى واسمه صحمة ويقال أصحمه ومعناه بالعربية عطية. الضرب الثاني الألقاب المستحدثة والمشهور منها ألقاب ست طوائف الطائفة الأولى ملوك فرغانة كان كل من ملك منهم يلقب الأخشيد ولذلك لقب الراضي بالله العباسي محمـد بـن طغـج صاحب الديرا المصرية والبلاد الشامية بالأخشيد لأنه كان فرغانياً. الطائفة الثانية ملوك أشروسنة كـان كـل مـن ملكها يقال له الأفشين. قال في ذخيرة الكتاب: وبه لقب المعتصم بالله حيدر بن كاووس بالأفشين لأنه أشروسني. الطائفة الثالثة ملوك الجلالقة من الفرنج الذين قاعدة ملكهم طليطلة وبرشلونة من الأندلس يقال لكل مكن ملك منهـم أدفونـش بـدالٍ مهملـة ثـم فـاءٍ بعدهـا واو ثـم نـون مفتوحـة وشيـن معجمـة فـي آخـره. وهـذا اللقـب جارٍ على ملوكهم إلى زماننا وهو الذي تسميه العامة الفنش. الطائفة الرابعة ملوك فرنسة ويقال فرنجة بالجيم وهو ملك الأرض الكبيرة بظاهر الأندلس يقال لكل من ملكها ريد أفرنس ومعنى ريد بلغتهم الملك والأفرنس اسم للجنس الذي يملك عليهم. والمعنى ملك الأفرنس. وهو الذي تسميه العامة الفرنسيس وهذا اللقب جارٍ على ملوكهم إلى الآن. الطائفة الخامسة ملوك البندقية من بلاد الفرنج كل من ملك منهم يسمونه دوك بالكاف المشوبة بالجيم فيقال: دوك البندقية. وهذا اللقب جارٍ على ملوكهم إلى آخر وقت. الطائفة السادسة ملوك الحبشة في زماننا كل من ملك منهم يقال له حطي بفتح الحاء المهملة وكسر الطاء المهملة المشددة. وهذا اللقب يذكر في مكاتباتهم عن الأبواب السلطانية على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى. الصنف الثاني من النوع الثاني الألقاب الخاصة وهي التي يخص كل ملكٍ من ملوك الإسلام منها بلقبٍ وهو المعبر عنه عند الكتاب باللقب الملوكي. ويختلف الحال فيه باختلاف البلاد والزمان. فأما بلاد المشرق فأول افتتاح تلقيب ملوكهم بالإضافة إلى الدولة وكان أول مـن تلقـب منهـم بذلـك بنـو حمـدان ملـوك حلـب فتلقـب أبـو محمدٍ الحسن بن حمدان في أيام المتقي لله ناصر الدولة وتلقب أخوه أبو الحسـن علـي سيـف الدولـة وعلـى ذلـك جـرى الحـال فـي ملـوك بنـي بويـه علـى مـا تقـدم ذكره في الكلام على أصول الألقاب وتوالى ذلك فيهم إلى انقراض دولتهم. ثم وقع التلقيب بالسلطان فيما بعدهم من الدول كدولة بني سبكتكين وبني ساسان وبني سلجوق إلى أن غلبت التتار على بلاد المشرق فجرت ملوكهم في التلقيب بألقابٍ على عادة ملوكهم. وأما بلاد المغرب: فأوائل ملوكهم على عموم ملوكهم لجميعها وخصوصه ببعضها ما بين مدعٍ للخلافة كبني أمية بالأندلس وأتباع المهدي بن تومرت فيدور أمر أحدهم بين التلقيب بألقاب الخلافة والاقتصار على اسمه أو كنيته وما بين غير مدعٍ للخلافة فيقتصر على اسمه أو كنيته فقط إلى أن غلب يوسف بن تاشفين في أوائل دولة المرابطين من الملثمين من البربر على بلاد المغرب والأندلس ودان بطاعة الخلافة العباسية ببغداد فتلقب بأمير المسلمين خضوعاً عن أن يتلقب بأمير المؤمنين الذي هو من خصائص الخلافة وتبعه على ذلك من جاء بعده من ملوك الغـرب مـن البربـر: فتلقـب بـه بنـو مرين: ملوك فاس وبنو عبد الواد ملوك تلمسان وبقي الأمر على ذلـك إلـى أن ملـك فـاس ومـا معهـا مـن بلـاد المغـرب أبو عنان من أحفاد السلطان أبي الحسن فتلقب بأمير المؤمنين وصارت مكاتباته ترد إلى الديار المصرية بذلك وتبعه من بعده من ملوكهم على ذلك. أما ملوك تونس من بقايا الموحدين فلم يزالوا يلقبون بألقاب الخلافة على ما سبق ذكره فـي الكلام على ألقاب الخلفاء. وأمـا الديـار المصرية فمضى الأمر فيها على نواب الخلفاء من حين الفتح الإسلامي وإلى انقراض الدولة الأخشيدية ولم يتلقب أحد منهم بلقبٍ من الألقاب الملوكية. ولـم يتلقـب أحـد مـن وزرائهـم أرباب السيوف لابتداء أمرهم بالألقاب الملوكية إلى أن ولي الوزارة المستنصر بدر الجمالي وعظم أمر الوزارة وصـارت قائمـةً مقـام السلطنـة الـآن فتلقـب باميـر الجيوش وتلقب ابنه في وزارته بعده بالأفضل وتلقب ابن السلار بعد ذلك بالعادل وتلقب ابن البطائحي وزير الأمر بالمأمون ثم وزر بعد ذلك الحافظ بهرام الأرمني النصراني فتلقب بتاج الدولة ثم وزر بعده وزير اسمه رضوان فلقبه بالملك الأفضل. قال المؤيد صاحب حماة: وهو أول من لقب من وزرائهم بالملك وجرى الأمر على ذلك في وزارتهـم حتـى كـان منهم الملك الصالح طلائعٌ بن رزيك وزير الفائز ثم العاضد ثم وزر للعاضد أخراً أسد الدين شيركوه عم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب ولقب بالملك المنصور ثم وزر له بعده ابن أخيه صلاح الدين فلقب بالملك الناصر ثم استقل بالملك بعد ذلك وبقي في السلطنة على لقبه الأول. وتداول ملوك الدولة الأيوبية بعده مثل هذه الألقاب: كالملك العزيز ابن السلطان صلاح الدين والملك العادل أبي بكر بن أيوب والملك الكامل محمد ابنه والأفضل صاحب دمشق والمعظم صاحب الكرك وغيرهم إلى حين انقراض دولتهم ودخول الدولة التركية. فتلقب أيبك التركماني أول ملوكهم بالملك المعز واستمر التلقيب مثل ذلك في الدولة التركية إلى وعلى نحو ذلك ملوك البلاد المجاورة لهذه المملكة: كماردين وحصن كيفا ونحوهما. الجملة الثالثة في الألقاب المفرعة على الأسماء على ما استقر عليه الحال من التلقيب بالإضافة إلى الدين وهي على أربعة أنواع النوع الأول ألقاب أرباب السيوف وهم صنفان الصنف الأول ألقاب الجند من الترك ومن في معناهم واعلم أن الغالب في ألقاب الترك من الجند التلقيب بسيف الدين لما فيه من مناسبةٍ حالهم وانتسابهم إلى القوة والشدة: كيلبغا ومنكلي بغا وبي خجا وأسن خجا وتغري بردي وتغري برمش ونحو ذلك. وقد يخرج ذلك في الأسماء فيلقب بألقاب خاصة كما يلقبون طيبغا والطنبغا وقرابغا علاء الدين وأيدمر وبيدمر عز الدين ولاجين حسام الدين وأرسلان بهاء الدين وأقوش جمال الدين وسنجر علم الدين ونحو ذلك. وفي المولدين يقولون في لقب محمد ناصر الدين ولقب أبي بكر سيف الدين ولقب عمر ركن الدين ولقب علي علاء الدين ولقب إبراهيم صارم الدين ولقـب إٍسماعيـل تـاج الديـن ولقـب حسن وحسين حسام الدين ولقب خالد شجاع الدين ونحو ذلك. الصنف الثاني ألقاب الخدام الخصيان المعبر عنهم الآن بالطواشية وفي زمن الفاطميين بالأستاذين ولهـم ألقـاب تخصهـم: فيقولـون فـي هلـال ومرجـان زيـن الديـن وفـي دينار عز الدين وفي بشير سعد الدين وفي شاهيـن فـارس الديـن وفـي جوهـر صفـي الديـن وفـي مثقـال سابـق الديـن وفـي عنبـر شجـاع الدين وفي لؤلؤ بدر الدين وفي صواب شمس الدين وفي محسن جمال الدين ونحو ذلك. النوع الثاني ألقاب أرباب الأقلام وهي على صنفين الصنف الأول ألقاب القضاة والعلماء قد كان في الزمن الأول لغالب أسمائهم ألقابٌ لا يتعدونها كقولهم في محمد: شمس الدين وفي أحمـد شهـاب الديـن وفـي أبـو بكـر زيـن الديـن وفي عمر سراج الدين وفي عثمان فخر الدين وفي علـي نـور الديـن وفـي يوسف جمال الدين وفي عبد الرحمن زين الدين وفي إبراهيم برهان الدين ونحو ذلك. ثم ترك أعيانهم ذلك لابتذاله بكثرة الاستعمال وعدلوا إلى ألقاب أخر ابتدعوها على حسب أغراضهم فقالوا في محمد بدر الدين وصدر الدين وعز الدين ونحوها وفي أحمد بهاء الدين وصدر الدين وصلاح الدين وفي علي تقي الدين وفي عبد الرحمن جلال الدين ونحو ذلك ولم يتوقفـوا فـي ذلـك علـى لقـب مخصوص بل صاروا يقصدون المخالفة لما عليه جادة من تقدمهم في ذلك. الصنف الثاني ألقاب الكتاب من القبط ولهـم ألقـاب تخصهـم أيضـاً: فيقولون في عبد الله شمس الدين وفي عبد الرازق تاج الدين وربما قالوا سعد الدين وفي إبراهيم علم الدين وفي ماجد مجد الدين وفي وهبة تقي الدين ونحو ذلك. النوع الثالث ألقاب عامة الناس من التجار والغلمان السلطانية ونحوهم وهم على سنن الفقهاء في ألقابهم وربما مال من هو منهم في الخدم السلطانية إلى التلقيب النوع الرابع ألقاب أهل الذمة من الكتاب والصيارف ومن في معناهم من اليهود والنصارى وقد اصطلحوا على ألقاب يتقلبون بها غالبها مصدرة بالشيخ ثم منهم من يجري على الرسم الـأول فـي التلقيـب بالإضافـة إلـى الدولة فيتلقب بولي الدولة ونحوه ومنهم من يحذف المضاف إليه في الجملة ويعرف اللقب بالألف واللام فيقولون الشيخ الشمسي والشيخ الصفي والشيخ الموفق وما أشبه ذلك. فإذا أسلم أحدهم أسقطت الألف واللام من أول لقبه ذلك وأضيف إلى لفظ الدين. فيقـال فـي الشيـخ الشمسـي شمـس الديـن وفـي الصفـي صفـي الديـن وفي ولي الدولة ولي الدين وما أشبه ذلك. وربمـا كـان لقـب الذمـي ليـس لـه موافقـةٌ فـي شـيء ممـا يضاف إلى الدين من ألقاب المسلمين فيراعى فيـه إذا أسلـم أقـرب الألقـاب إليـه مثل أن يقال في الشيخ السعيد مثلاً إذا أسلم سعد الدين ونحو ذلك. في أصل وضع الألقاب الجارية بين الكتاب ثم انتائها إلى غاية التعظيم ومجاورتها الحد في التكثير أمـا أصـل وضعهـا ثـم انتهاؤهـا إلـى غايـة التعظيـم فإن ألقاب التعظيم فإن ألقاب الخلافة في ابتداء الأمر - على جلالة قدرها وعظم شأنها - كانت في المكاتبات الصادرة عن ديوان الخلافة وإليـه والولايات الناشئة عنه عبد الله ووليه الإمام الفلاني أمير المؤمنين ولم يزل الأمر على هذا الحد في الألقاب إلى أن استولى بنو بويه من الديلم على الأمر وغلبوا على الخلفاء واستبدوا عليهم احتجبت الخلفاء ولم يبق إليهم فيما يكتب عنهم غالباً سوى الولايات وفوض الأمر في غالب المكاتبـات إلـى وزرائهـم وصـارت الحـال إذا اقتضـت ذكـر الخليفـة كنـي عنـه بالمواقـف المقدسة والمقامات الشريفة والسرة النبوية والدار العزيزة والمحل الممجد يعنون بالمواقف الأماكن التي يقف فيها الخليفة وكذلك المقامات وبالسرة الأنماط التي يجلس عليها الخليفة وبالدار دار الخلافة وبالمحل محل الخليفة. قـال فـي ذخيـرة الكتـاب: وليت شعري أي شيء قصد من كنى عن أمير المؤمنين بهذه الكنايات وبدل نعوته وصفاته المعظمـة الكمرمـة بهـذه الألفـاظ المحقـرات وإذا استجيـز ذلـك ورضـي بـه وأعضـي عنـه لآخـر أن يقـول المجالـس الطاهـرة والمقاعـد المقدسة والمراكب المعظمة والأسرة الممجدة وما يجري هذا المجرى مما ينبو عنه السمع وينكره لاستحداثه واستجداده. على أنه لو توالى على الأسماع كتوالي تلك الألفاظ لم تنكره بعد إذ لا فرق. قال: ولم يستسنه النبي صلى الله عليه وسلم ولا اختاره لنفسه ولا استحدثه الخلفاء من بعده. فما وجه العمل بموضعه والاقتفاء لأثره وكيف يجوز أن يكنى عن الجمادات بما يكنى به عن الإنسان الحي الناطق الكامل الصفات. ولما انتهى الحال بالخلفاء إلى التعظيم بهذه الألقاب والنعوت المستعارة تداعى الأمر إلى تعظيم الملوك والوزراء بالتلقيب بالمجلس العالي والحضرة السامية وما أشبه ذلك. قـال: وهـذا ممـا لـم يكـن فـي زمـانٍ ولا جـرى فـي وقتٍ ولا كتب به النبي صلى الله عليه سلم ولا استعملـه الخلفـاء بعـده. ثـم تزايد الحال في ذلك إلى أن كنوا بالمقام والمقر والجناب والمجلس ونحو ذلك على ما سيأتي ذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى. وأما مجاوزتها الحد في الكثرة فقد تتقدم أن اللقب الواحد كان يلقب به الشخص دون تعدد ألقاب إلى أن وافت أيام القادر بالله والتلقيب بالإضافة إلى الدولة فزيد في لقب عضد الدولة بن بويه تاج الملة فكان يقال عضد الدولـة وتـاج الملـة وكان أول من زيد في لقبه على الإفراد وأن ابنه بهاء الدولة زيد في لقبه في الأيام القادرية أيضاً نظام الدين فكان يقال بهاء الدولة ونظام الدين ويقال إنه زاده من بعد بهاء الدولة لفظ في الأمـة فكـان يقـال: بهـاء الدولـة فـي الأمـة ونظـام الديـن ثـم لقـب محمـود بـن سبكتكيـن فـي الأيام القادرية أيضاً يمين الدولة وأمين الملة وكهف الإسلام والمسلمين ولي أمير المؤمنين وتزايد الأمـر بعد ذلك في تكثير الألقاب حتى جاوز الحد وبلغ النهاية وصارت الكتاب في كل زمن يقترحـوه ألقابـاً زيـادةً علـى مـا سبق إلى أن صارت من الكثرة في زماننا على ما ستقف عليه إن شاء الله تعالى فيما بعد. الجملة الخامسة في بيان الألقاب الأصول وذكر معانيها واشتقاقها وهي صنفان الصنف الأول ما يقع في المكاتبات والولايات وهي ثمانية ألقاب الـأول - الجانـب. وهـو من ألقاب ولادة العهد بالخلافة ومن في معناهم: كإمام الزيدية باليمن في مكاتبته عن الأبواب السلطانية. وربمـا وقـع فـي الخطـاب فـي أثنـاء المكاتبـة: فيقـال الجانب الأعلى والجانب الشريف العالي والجانب الكريم العالي والجانب العالي مجرداً عنهما رتبة بعد رتبة. ثم الجانب في أصل اللغة اسم للناحية والمراد الناحية التي صاحب اللقب فيها كني بها عنه تعظيماً له من أن يتفوه بذكره وكذا في غيره مما يجري هذا المجرى من الألقاب المكتتبة: كالمقام والمقر ونحوهما. الثاني - المقام بفتح الميم. وهو من الألقاب الخاصة بالملوك. وأصل المقام في اللغة اسمٌ لموضع القيام أخذاً من قام يقوم مقاماً وقد ورد في التنزيل بمعنى موضع القيام في قولـه تعالـى أما المقام بالضم فاسمٌ لموضع الإقامة أخذاً من أقام يقيم إذ الفعل متى جاوز الثلاثة فالموضع منه مضموم كقولهم في المكان الذي يدحرج فيه مدحرج كما نبه عليه الجوهري وغيره. قال الجوهري: وقد يكون المقام بالفتح بمعنى الإقامة والمقام بالضم بمعنى موضع القيام. وجعل من الثاني قوله تعالى: وبالجملة فالذي يستعمله الكتاب في المقام الفتح خاصةً يكنون بذلك عن السلطان تعظيماً له عن التفوه باسمه. قال المقر الشهابي بن فضل الله في عرف التعريف: ويقال فيه المقام الأشرف والمقام الشريف العالـي وربمـا قيـل فيـه المقـام العالـي ولـم يتعـرض لذكـر المقـام الكريـم ولـو عمل عليه تأسياً بلفظ القرآن الكريم حيث قال تعالى: الثالث - المقر - بفتح الميم والقاف. قال في عرف التعريف: ويختص بكبار الأمراء وأعيان الوزراء وكتاب السر ومن يجري مجراهم: كناظر الخاص وناظر الجيش وناظر الدولة وكتـاب الدست ومن في معناهم. قال: ولا يكتب لأحد من العلماء والقضاة وكأنه يريد العرف العام. والتحقيـق فـي ذلـك أن الحـال فيـه يختلـف بحسب المكتوب عنه فلا يقال فيما يكتب عن السلطان إلا لأكابر الأمراء وبعض الملوك المكاتبين عن هذه المملكة: كصاحب ماردين ونحوه. بـل قـد ذكـر ابـن شيـثٍ فـي معالم الكتابة أن المقر من أجل ألقاب السلطان. وقد رأيت ذلك في أما عمن عدا السلطان كالنواب ونحوهم فإنه يكتب به لأكابر أرباب السيوف والأقلام: من القضاة والعلماء والكتاب. علـى أن ابـن شيثٍ في معالم الكتابة قد جعله من الألقاب الملوكية كالمقام بل جعلهما على حد واحدٍ في ذلك. قـال فـي عـرف التعريـف: ويقـال فيـه المقـر الأشـرف والمقر الشريف العالي والمقر الكريم العالي والمقر العالي مجرداً عن ذلك. وأصله في اللغة لموضع الاستقرار والمراد الموضع الذي يستقر فيها صاحب ذلك اللقب. ولا يخفـى أنـه مـن الخـاص الـذي استعمـل فـي العمـوم كمـا تقـدم فـي لفـظ المقـام عن الزمخشري. إذ يجوز أن يقال فلان مقره محلة كذا وبلدة كذا كما يقال مقامه محلة كذا وبلد كذا. الرابع - الجناب. وهو من القاب أرباب السيوف والأقلام جميعاً فيما يكتب به عن السلطان وغيره من النواب ومن في معناهم. قال في عرف التعريف: وهو أعلى كما يكتب للقضاة والعلماء من الألقاب. قال: ويكتب لمن لا يؤهل للمقر من الأمراء وغيرهم ممن يجري مجرى الوزراء ويزيد على ما قد ذكـره أن يكتـب بـه لبعض الملوك المكاتبين عن الأبواب السلطانية. قال في عرف التعريف: ويقال وأصل الجناب في اللغة الفناء أو ما قرب عن محلة القوم ومنه قولهم لذنا بجنابٍ فلانٍ وفلانٌ خصيب الجناب فيعبر عن الرجل بفنائه وما قرب من محلته تعظيماً له ويجمع علـى أجنبـة كمكانٍ وأمكنةٍ وعلى جنابات كمجادٍ وجمادات. الخامس - المجلس. وهو من ألقاب أرباب السيوف والأقلام أيضاً ممن لم يؤهل لرتبة الجناب وربما لقب به بعض الملوك في المكاتبات السلطانية. على أنه كان في الدولة الأيوبية لا يلقب به إلا الملوك ومن في معناهم. ومكاتبات القاضي الفاضل والعماد الأصفهاني وغيرهما من كتاب الدولة الأيوبية ومن عاصرها مسحونةٌ بذلك حتى قال صاحب معالم الكتابـة: وقـد كانـوا لا يكتبـون المجلـس إلا للسلطـان خاصة. قال: ولم يكن السلطان يكاتب به أحداً من الداخلين تحت حكمه والمنسحب عليهم أمره. ثم ذكر أنه كان يكتب به في زمانه إلى كبار الأمراء والوزراء وولاة العد بالسلطنة. أما في زماننا فقد صار في أدنى الرتب وجعل الجناب والمقر فوقه على ما تقدم. ويقال فيه: المجلس العالي والمجلس السامي رتبةً بعد رتبة. ويقال في المجلس السامي السامي بالياء والسامي بغير ياء رتبةً بعد تبةً. واعلم أن العالي والسامي اسمان منقوصان كالقاضي والوالي وقد تقرر في علم النحو أنه إذا دخلت الألف واللام على الاسم المنقوص جاز فيه إثبات الياء وحذفها فيقال القاض والقاضي ونحـو ذلـك وحينئذ فيجوز في العالي والسامي إثبات الياء وحذفها ولكن الكتاب لا يستعملونها إلا بالياء. فأما في العالي فيجوز أن تكون الياء التي تثبتها الكتاب في آخره هي الياء اللاحقة للاسم المنقـوص علـى مـا تقـدم وتكـون حينئـذ ساكنـةً ويجـوز أن تكـون ياء النسب نسبة إلى العالي وتكون مشددة وكذلك في السامس بالياء. أما السامي بغير ياء فيجوز أن يكون المراد حذف ياء النسب لا الياء اللاحقة للاسم المنقوص لما تقدم من أن الكتاب لم يستعملوها إلا بإثبات الياء وحينئذ فتحذف اليـاء مـن اليـاء مـن اللقاب التي تنعت بها. ويحتمل أن يكون المراد حذف الياء اللاحقة للاسم المنقوص وهو بعيد. وأصـل المجلـس فـي اللغـة لموضـع الجلـوس ويشـار بذلـك إلـى الموضع الذي يجلس فيه تعظيماً له على ما تقدم في غيره. ولا يخفى أنه ليس للمجلس ما للمقر والمقام من العموم حتى يعم ما فوق موضع الجلوس إذ لا يحسن أن يقال مجلس فلان محلة كذا ولا بلد كذا كما يحسن أن يقال: مقره أو مقامه محلة كذا أو السادس - مجلس - مجرداً عن الألف واللـام مضافـاً إلـى مـا بعـده ولـه فـي الاصطلـاح أربـع حالات: الأولى - أن يضاف إلى الأمير: فيقال مجلس الأمير وهو مختصٌ بأرباب السيوف على اختلاف أنواعهم من الترك والعرب وغيرهم. الثانية - أن يضاف إلى القاضي: فيقال مجلس القاضي وهو مختص بأرباب الأقلام من القضاة والعلماء والكتاب ومن في معناهم. الثالث - أن يضاف إلى الشيخ: فيقال مجلس الشيخ ويختص ذلك بالصوفية وأهل الصلاح ومن في معناهم. الرابعة - أن يضاف إلى الصدر: فيقال: مجلس الصدر وهو مختص بالتجار وأرباب الصنائع ومـن فـي معناهـم وربما كتب به في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون وما قاربها لكتاب الدرج ومن في معناهم. والمراد بالصدر صدر المجلس الذي هو أعلى أماكنه وأرفعهـا والمضـاف والمضـاف إليـه فيـه كالمتعاكسين والتقدم صدر المجلس. السابع - أن يقتصر على المضاف إليه من مجلس الأمير أو مجلـس القاضـي ومجلـس الشيـخ أو الثامن - الحضرة والمراد بها حضرة صاحب اللقب. قال الجوهري: حضرة الرجل قربه وفناؤه. قال ابن قتيبة في أدب الكاتب: وتقال بفتح الحاء وكسرها وضمها وأكثر مـا تستعمـل فـي المكاتبات. وهـي مـن الألقـاب القديمـة التي كانت تستعمل في مكاتبات الخلفاء وكان يقال فيها الحضرة العالية والحضرة السامية وتستعمل الآن في المكاتبات الصادرة عن الأبواب السلطانية إلى بعض الملوك. ويقال فيها الحضرة الشريفة العالية والحضرة الكريمة العالية والحضرة العلية بحسب ما تقتضيـه الحال. قال ابن شيثٍ في معالم الكتابة: كانت مما يكتب بها لأعيان الدولة من الوزراء وغيرهم ولم يكن السلطان يكاتب بها أحداً من الداخلين تحت حكمه والمنسحب عليهم أمره. وتستعمل أيضاً في مكاتبات ملوك الكفر ويقال فيه بعد الدعاء للحضرة: حضرة الملك الجليل ونحو ذلك على ما سيأتي بيانه فـي موضعـه. وقـد تستعمـل فـي الولايـات فـي نحـو مـا يكتـب للبطـرك. فيقال حضرة الشيخ أو حضرة البطرك ونحو ذلك. قلت: وكثيرٌ من كتاب الزمان يظنون أن هذه الألقاب الأصول أو أكثرها أحدثها القاضي شهاب الدين بن فضل الله وليس كذلك بل المجلس مذكورٌ في مكاتبات القاضي الفاضل ومن عاصره بكثرة بل لا تكاد مكاتبةٌ من مكاتباته الملوكية تخلو عن ذلك. ومقتضى كلام ابن حاجب النعمان في ذخيرة الكتاب أنه أول ما ابتدع في أيام بني بويه ملوك الديلم والجناب موجود في مكاتبات القاضي الفاضل أيضاً بقلة. وقد ذكره ابن شيث في مصطلح كتابة الدولة الأيوبية. والمقـر موجـودٌ فـي كلـام القاضـي محيـي الديـن بن عبد الظاهر. الترتيب الخاص: وهو جعل أعلاها المقام ثم المقر ثم الجناب ثم المجلس ثم مجلس الأمير أو القاضي أو الشيخ لم أره إلا في كلام المقر الشهابي المشار إليه ومتابعيه ولا أدري أهـو مقتـرح لهـذا أم سبقـه إليـه غيـره وقـد أولـع الفضلاء بالسؤال عن وجه هذا الترتيب بل أخذوا في إنكاره على مرتبه من حيث إن هذه الألقـاب متقاربـة المعانـي فـي اللغـة فـلا يتجـه تقديـم بعضهـا علـى بعـض في الرتبة ولا يخفى أن واضع ذلـك مـن المقـر الشهابـي أو غيره لم يضعه عن جهلٍ على سبيل التشهي إذ لا يليق ذلك بمن عنده أدنى مسكة من العلم وقد ظهر لـي عـن ذلـك أجوبـة يستحسنهـا الذهـن السليـم إذا تلقيـت بالإنصـاف ولا بـد مـن تقديـم مقدمـة علـى ذلـك: وهـي أن تعلـم أن الخطاب في المكاتبات والوصـف فـي الولايـات مبنـيٌ علـى التفخيـم والتعظيـم علـى مـا سيأتـي بيانـه فـي موضعـه إن شـاء الله تعالـى ومـن ثـم أتـي فيهمـا بالألقـاب المؤديـة إلـى الرفعـة كما تقدمت الإشارة إليه في أول الكلام على الألقـاب ثـم أثبتـوا هـذه الألقـاب بمعنى الأماكن كناية عن أصحابها من باب مجاز المجاورة وجعلوها رتبة بعد رتبةٍ بحسب ما تقتضيه معانيها اللائحة منها على ما سيأتي بيانه فجعلوا أدناها رتبة الأمير والقاضي والشيخ التي وقع فيها التصريح بذكر الشخص وجعلوا فوق تلك المجلس لتجـرده عـن الاضافـة إلـى مـا هـو فـي معنـى القريـب مـن التصريـح وجعلـوا فـوق ذلـك الجناب الذي هو الفنـاء مـن حيـث إن فنـاء الرجـل أوسـع مـن مجلسـه ضـرورةً بـل ربما اشتمل على المجلس واستضافه إليه وجعلوا فوق ذلك المقر الذي هو موضع الاستقرار مع ما يقتضيه من شمول جميع المحلة أو البلد الذي هو مقيم فيه من حيث إنه يسوغ أن يقال مقره محلة كذا أو بلد كذا وتضمنـت معنـى القـرار الـذي هو ضد الزوال على ما قال تعالى: " وإن الآخرة هي دار القرار " وجعلـوا فـوق ذلـك المقـام لاستعمالـه فـي المعنـى العـام الـذي هو أعم من موضع القيام كما أشار إليه الزمخشري مع ما في معنى القيام من النهضة والشهامة الزائدة على معنى الاستقرار من حيث إن القعود دليل العجز والقصور. قال تعالى: أما تخصيصه خطاب الخليفة بالديوان فلبعد تعلقه مع كونه عنه تصدر المخاطبات وعليه ترد على ما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى. الصنف الثاني من الألقاب الأصول ما يختص بالمكاتبات دون الولايات وفيه تسعة ألقاب الـأول - الديـوان. وقـد تقـدم الكلـام علـى ضبطه ومعناه في الكلام على ترتيب ديوان الإنشاء في مقدمة الكتاب ويصدر بالدعاء له في المكاتبة إلى أبواب الخلافة المقدسة ويقال فيه الديوان العزيـز علـى مـا سيأتـي في الكلام على المكاتبات فيما بعد إن شاء الله تعالى قال المقر الشهابي بـن فضـل اللـه فـي كتابـه التعريـف. والمعنـي بـه ديـوان الإنشـاء إذ الكتب وأنواع المخاطبات إليه واردةٌ وعنه صادرة. قال: وسبب الخطاب بالديوان العزيز الخضعان عن خطاب الخليفة نفسه. ثم كتاب الزمان قد يستعملون ذلك في غير المكاتبات مثل أن يكتب عن السلطان منشور إقطاعٍ للخليفـة فيقـال: أن يجـرى فـي الديـوان العزيـز ونحـو ذلـك علـى مـا سيأتـي فـي الكلـام علـى المناشير في موضعه إن شاء الله تعالى. الثاني - الباسط وهو مما يستعمل في المكاتبات بالتقبيل على ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالـى. وأصلـه فـي اللغـة فاعـلٌ مـن البسـط والمـراد بسـط الكـف بالبـذل والعطاء. ومنه قوله تعالى: قال في عرف التعريف ويقال فيه: الباسط الشريف العالي و الباسط الكريم العالي. الثالث - الباسطة بلفظ التأنيث. وهو بمعنى الباسط إلا أن الباسطة دون الباسط في الرتبة لميزة التذكير على التأنيث. الرابع - اليد. وهي في معنى الباسطة إلا أنها دونها لفوات الوصف بالبسط فيها. قال في عرف التعريف: ويقال فيها اليد الشريفة العالية و اليد الكريمة العالية واليد العالية مجردة عنهما. الخامس - الدار وهي معروفة. وتجمع على آدرٍ وديارٍ ودورٍ والمراد دار المكتوب إليه تنزيهـاً لـه عن التصريح بذكره كما في الجناب وغيره. وكانت مما يكتب به في الزمن القديم في ألقاب الخلفاء ويقال: الدار العزيزة وما أشبه ذلك وربما كتب بها في القديم أيضاً للخواتين من نسـاء الملـوك وغيرهم وممن كتب به لهن العلاء بن موصلايا صاحب ديوان الإنشاء في أيام القائم العباسي وعلى ذلك الأمر في زماننا في الكتب الصادرة إليهن من الأبواب السلطانية وغيرها وإنما كتب إليهن بذلك إشارةً إلى الصون لملازمتهن الدور وعدم البروز عنها. السادس - الستارة وكتاب الزمان يستعملونها في نحو ما تستعمل فيه الدار ويكنون بها عن المرأة الجليلة القدر التي هي بصدد أن تنصب على بابها الستارة حجاباً. السابع - الجهة وهو مستعملٌ في معنى الدار والستارة من المكاتبات ويعنى بها المرأة الجليلة القـدر وهـي في أصل اللغة اسمٌ للناحية فكنوا بها عن المرأة الجليلة كما كنوا عن الرجل الجليل بالجناب. الثامـن - الباب. وهو من الألقاب المختصة بالعنوان في جليل المكاتبات وأصل الباب في اللغة لما يتوصل منه إلى المقصود ويجمع على أبواب: كحالٍ وأحوالٍ وعلى بيبانٍ: كجارٍ وجيرانٍ والمراد باب دار المكتوب إليه وكأنه أجل صاحب اللقب عن الوصول إليه والقـرب منـه لعلـو مكانه ورفعة محله ويقال فيه الباب الشريف العالي و الباب الكريم العالي و الباب العالي مجرداً عنهمـا واستعمالـه بلفـظ الجمـع علـى أبـواب أعلـى منـه بلفظ الإفراد لما في معنى الجمع من الشرف أما الجمع على بيبانٍ فلا يستعمله الكتّاب أصلاً. التاسع - المخيم. وهو من الألقاب المختصة بالعنوان للمسافر والمراد المكان الذي تضرب فيه خيام المكتوب إليه أخذاً من قولهم خيم بالمكان إذا أقام به أو خيمه إذا جعله كالخيمة والخيمة فـي أصـل اللغـة اسـم لبيـتٍ تنشئـه العـرب مـن عيـدانٍ ثـم توسـع فيـه فاستعمـل فيما يتخذ من الجلود قلت: وقد يستعمل بعض هذه الألقاب كالدار والستارة والجهة في غير المكاتبات من الولايات وغيرها ولكن بقلة والغالب استعمالها في المكاتبات فلذلك خصصتها بها. الجملة السادسة في بيان الألقاب المفرعة على الأصول المتقدمة وفيها مهيعان المهيع الأول في بيان أقسامها وهي على نوعين النوع الأول المفردةوهي صنفان الصنف الأول المجردة عن ياء النسب كالسلطان والملك والأمير والقاضي والشيخ والصدر والأجل والكبير والعالـم والعامـل والأوحد والأكمل وما أشبه ذلك. الصنف الثاني الملحق بها ياء النسب كالسلطانيّ والملكيّ والأميريّ والقضائيّ والقاضويّ والشيخيّ والصدريّ والأجليّ والكبيريّ والعالميّ والعامليّ والأوحديّ والأكمليّ. ونحو ذلك. ثـم الألقاب الملحقة بها ياء النسب تارةً يراد بالنسب فيها النسب الحقيقي على بابه: كالقضائيّ لأنـه منسـوبٌ إلـى القضـاء الـذي هـو موضـوع الوظيفـة التـي مناطهـا فصـل الحكومـات الشرعية على ما تقدم وتارةً يراد به المبالغة كالقاضويّ فإنه منسوب إلـى القاضـي نفسـه مبالغـةً. وفـي معنـاه الأميـريّ نسبةٌ إلى الأمير والوزيريّ نسبة غلى الوزير والشيخيّ نسبةٌ إلى الشيخ والكبيريّ نسبة إلى الكبير والعالميّ نسبة إلى العالم وما أشبه ذلك. والأصـل فيـه أن عـادة العـرب أنهـم إذا أرادوا المبالغـة فـي وصـف شـيءٍ أدخلوا عليه ياء النسب في آخره للمبالغة فـي وصفـه فيقولـون فـي الأحمـر إذا قصـدوا المبالغـة فـي وصفـه بالحمـرة أحمـريٌّ ونحـو ذلـك على ما هو مقرر في كتب النحو المبسوطة كالتسهيل ونحوه ثم منها ما يستعمل بالتجريد عن ياء النسب أو إثباتها: كالعالم والعالميّ ومنها ما يستعمل مجرداً عنها فقط كالقطب والغوث من ألقـاب الصوفية ومنها ما يستعمل بإثباتها فقط كالغياثيّ وبكل حالٍ فالألقاب التي قد تثبت ياء النسـب فـي آخرها وقد لا تثبت كالأمير والأميريّ إن كانت من ألقاب المجلس الساميّ بالياء فما فوقه من المجلس العالي والجناب العالي والمقر والمقام على مراتبها تثبت الياء في آخرها وإن كانت من ألقاب المجلس السامي بغير ياء فما دونه من مجلس الأمير ومجلس القاضي ومجلس الشيـخ ومجلـس الصـدر والأمير والقاضي والشيخ والصدر لم تثبت الياء في آخرها. والألقاب المضافة إلى الدين مثل ناصر الدين و شمس الدين ونور الدين وعز الدين و ولي الدين وسيف الدين وما أشبه ذلك إن كانت في ألقاب من تثبت الياء في ألقابه من المجلس السامي باليـاء فمـا فوقـه حـذف المضاف إليه وأدخلت الألف واللام على المضاف وألحقت به ياء النسب فيقـال فـي ناصـر الديـن الناصـري وفـي شمـس الديـن الشمسـيّ وفـي نـور الديـن النوريّ وفي عز الدين العزيّ وفي ولي الدين الولويّ وفي سيف الدين السيفيّ وما أشبه ذلك. النوع الثاني المركبة وهـي المعبـر عنهـا بالنعـوت. وأكثـر مـا يكون التركيب فيها بالإضافة ثم تارةً تكون بإضافةٍ واحدةٍ نحو ممهد الدول وتارةً تكون بإضافتين نحو سيد أمراء العالمين وتارة تكون بثلاث إضافاتٍ نحو حاكم أمور ولاة الزمان وربما زيد على ذلك وتارة تكون بوصف المضاف نحو بقية السلالة الطاهـرة وتـارة تكـون بالعطـف على المضاف إليه: إما بعطفٍ واحد نحو سيد الملوك والسلاطين وإما بأكثر نحو فاتح الممالك والأقاليم والأقطار وتارة تكون بجارٍّ ومجرور بعد المضاف إليه نحو سيد الأمراء في العالمين وربما توسط النعت بين المضاف إليه والجار والمجرور نحو سيد الأمـراء الأشـراف فـي العالميـن. وقـد يكون التركيب بغير الإضافة إما بالجار والمجرور نحو المجاهد في سبيل رب العالمين وإما بغير ذلك مثل المعفّي آل ساسان وغير ذلك مما يجري هذا المجرى. واعلم أنه إذا كان لقب الأصل مفرداً نحو المقر والجناب جاءت ألقابه ونعوته مفردةً فيقال المقر الشريف والجناب الشريف والمقر الكريم وفي نعوته سيد الأمراء في العالمين ونحو ذلك. ثم إن كان مذكراً جاء بصيغة التذكير كما تقدم في ألقاب المقر. وإذا كان لقب الأصل فيه مؤنّثاً كالجهة في ألقاب النساء أتت ألقابه ونعوته مؤنثة تبعاً له فيقال فـي ألقـاب الجهـة الجهـة الشريفـة أو الجهـة الكريمـة العاليـة وفـي النعـوت سيـدة الخواتيـن فـي العالمين ونحو ذلك. وإن كان اللقب في الأصل مجموعاً نحو مجالس الأمراء كما يكتب في المطلقات جاءت الألقاب والنعوت مجموعةً فيقال في الألقاب الأجلاء الأكابر وما أشبه ذلك. وفي النعوت إن كان ذلك اللقب اسم جنس نحو عضد الملوك والسلاطين أو مصدراً نحو عون الأمة جاز إبقاؤه على الإفراد كذلك: لأن المصدر واسم الجنس لا يثنّيان ولا يجمعان وإن لوحظ فيه معنى التعدد جاز الجمع فيقال أعوان الأمة وأعضاد الملوك والسلاطين ونحو ذلك وقد أشار إلى ذلك المقر الشهابيّ بن فضل الله في كتابه التعريف في الكلام على كتابة المطلقات فقال ونحو عضـد بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه المهيع الثاني في ذكر الألقاب والنعوت المستعملة عند كتاب الزمان وبيان معانيها ومن يقع عليه كل واحد منها من أرباب السيوف وغيرهم الالقاب المستعملة عند الكتاب وهي نوعان النوع الأول الألقاب الإسلامية وهي صنفان الصنف الأول المذكرة وهي ضربان الضرب الأول الألقاب المفردة المختصة في اصطلاح الكتاب باسم الألقاب وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم ليسهل استخراجها حرف الألف الأتابكي وهو من ألقاب أمير الجيوش ومن في معناه كالنائب الكافل ونحوه وهو بالأتابك أخص. وقد تقدم معنى الأتابك في الكلام على ألقاب أرباب الوظائـف وأن أصلـه فقلبـت تاءً في الاستعمال وأن معناه الأب الأمير وحينئذ فتكون النسبة فيه للمبالغة. نعم إن نسب إليه غيره من أتباعه كانت النسبة إليه حقيقية على بابهما. الأتقى من الألقاب ملوك المغرب التي يكتب إليهم بها من الأبواب السلطانية مضاهاةً لما يوجد في مكاتباتهم من الألقاب وهو أفعل التفضيل من التقوى. الأثيـر بالثـاء المثلثـة مـن ألقـاب أربـاب الأقلـام: مـن القضـاة والعلمـاء والكتـاب ونحوهـم وربما استعمـل فـي ألقـاب الصلحـاء أيضـاً. وأصلـه فـي اللغة المخالص وحينئذ فيصلح أن يكون لقباً لكل من نسب إلى المخالصة من أرباب السيوف والأقلام جمعياً والأثيري نسبة إليه للمبالغة. الأثيل بالمثلثة أيضاً من ألقاب أرباب الأقلام كالأثير ومعناه في اللغة الأصيل ومنه قيل مجدٌ وأثيل أي أصيل. وحينئذ فيصلح أن يكون لقباً لكل ذي أصالة من أرباب السيوف والأقلـام والأثيلي نسبةٌ إليه للمبالغة. الأجـل يكـون فـي الاصطلـاح من ألقاب السلطان كما يقال السلطان السيد الأجل ويكون من ألقاب السامي بغير ياء فما دونه فيقال: السامي الأمير الأجل. ونحو ذلك وهو مما ينكر على كتاب الزمان: لاستعماله في الأعلـى والأدنـى علـى مـا سيأتـي إن شـاء اللـه تعالـى. علـى أن هـذا اللقـب فـي الدولـة الفاطميـة كـان هـو أعلـى الألقـاب وأرفعهـا قـدراً حتى قال ابن شيثٍ في معالم الكتابة: إنه محظـورٌ علـى غيـر الوزيـر. وقـد كانت الوزارة في زمانهم بمثابة السلطنة في زماننا فتصرف فيه الكتاب حتى استعملوه في أدنى الرتب أيضاً والأجلي نسبةٌ إليه للمبالغة. الأخص من ألقاب أرباب السيوف والكتاب يستعملونه في أدنـى ألقـاب ممـا تسقـط فيـه يـاء النسب: من السامي بغير ياء فمـا دونـه علـى أن معنـاه رفيـع لأخـذه مـن الخصوصيـة وهـي الانفراد بالشيء وكان الأحق أن يكون مختصاً بالألزام المقربين دون غيرهم والأخصي نسبة إليه للمبالغة. الأخـوي مـن الألقـاب المختصـة في الغالب بالمكاتبات الإخوانية وربما وقعت في المكاتبات الملوكية إذا كان قدر الملكين المتكاتبين متقارباً وهو نسبةٌ إلى الاخوة وكأنه جعله أخاه حقيقةً. الأريب من ألقاب أرباب الأقلام. وهو في اللغة العاقل ومنه قيل للدهاء إربٌ بكسر الهمزة وإسكان الراء لأن الرهاء من جملة العقل والأريبي نسبةٌ إليه للمبالغة. الأرقى من ألقاب ملوك المغرب. وهو مأخوذ من الرقي: وهو الارتفاع والعلو في الدرج. الأزكى من ألقاب ملوك المغرب أيضاً. وهو مأخوذ من الزكاة: وهـي الزيـادة كأنـه نسبـه إلـى الزيادة في الرفعة ونحوها. الأسرى بالسين المهملة من ألقاب ملوك المغرب. وهو مأخوذ من السرو وهو سخاء في مروءة الاسفهسلار بسيني مهملتين بينهما فاء ثم هاء من ألقاب أرباب السيوف وكان في الدولة الفاطمية لقباً على صاحب وظيفةٍ تلي صاحب الباب على ما تقدم بيانه في الكلام على ترتيـب الدولـة الفاطمية في المقالة الثانية. ومعناه مقدم العسكر وهو مركب من لفظين: فارسي وتركي فأسفه بالفارسية بمعنى المقدم وسلار بالتركية بمعنى العسكر والعامة تقول لبعض من يقف بباب السلطان من الأعوان أسباسلار بالباء الموحدة وكأنهم راعوا فيه معنى المقدم في الجملـة والباء تعاقب الفاء في اللغة الفارسية كثيراً ولذلك قالوا: أصبهان وأصفهان بالباء والفاء جميعاً والأسفهسلاري نسبةٌ إليه للمبالغة. وقد ذكر المقر الشهابي بـن فضـل اللـه فـي بعـض دساتيره أن هذا اللقب يختص بأمراء الطبخاناه على أنه قد ترك استعماله في زماننا وكأنهم كرهوا مشاركة بعض الأعوان فيه فأضربوا عنه لذلك أو لم يفهموا معناه فتركوه. الأسنى من ألقاب المغرب. وهو مأخوذ من السناء بالمد: وهو الرفعة ويجـوز أن يكـون مـن السنا بالقصر: وهو الضياء. الأشـرف مـن ألقـاب المقـام والمقـر فـي مصطلـح كتـاب الزمـان على ما تقدم ذكره وربما وقع أيضاً في ألقاب ملوك المغرب. وهو أفعل التفضيل من الشرف بمعنى العلو. الأصعد من ألقاب ملوك المغرب وهو أفعل التفضيل من الصعود ضد الهبوط. الأصيل من ألقاب أرباب الأقلام غالباً. وربما وقع في ألقاب أرباب السيوف إذا كان لصاحب اللقـب عراقـة نسـب وهو فعيل من الأصل بمعنى الحسب والأصيلي نسبةٌ إليه للمبالغة. قال في عرف التعريف: ويختص بمن له ثلاثةٌ في الرياسة ابن عن أبٍ عن جدٍّ. الأضخم من ألقاب ملوك المغرب وهو مأخوذ من الضخامة والمراد بها هنا العظمة. وهي في الأصل اللغة والغلظ واستعملت في العظمة تجوزاً. الأعز من ألقاب ملوك المغرب وقد يستعمل في ألقاب من لم يثبت فيه ياء النسب من السامي بغير ياء فما دونه كالأخص: فيقال الأعز الأخص ونحو ذلك وهو أفعل التفضيل من العز. الأعظم من ألقاب السلطان يقال فيه السلطان الأعظم ويقع في ألقاب ملوك المغرب أيضاً. وهو أفعل التفضيل من العظمة: وهي الكبرياء. الأعلى من ألقاب ملوك المغرب وهو أفعل التفضيل من العلو: وهو الارتفاع. الأعلم من ألقاب ملوك المغرب. وهو أفعل التفضيل من العلم الذي هو خلاف الجهل. الأفخم من ألقاب ملوك المغرب. وهو أفعل التفضيل من الفخامة: وهي العظمة والقوة. الأفضل من ألقاب السلطان ويستعمل في ألقاب ملوك المغرب أيضاً وهـو أفعـل التفضيـل مـن الفضل بمعنى الزيادة والمراد الزيادة في الفضيلة. الأكمل من ألقاب السلطان أيضاً ويستعمل في ألقاب ملوك المغرب وفي ألقاب من لم تثبت فيه ياء النسب من السامي بغير ياء فما دونه والأكميلي نسبةٌ إليه للمبالغة. الإمـام مـن ألقـاب الخلفـاء كمـا يقـال فـي المكاتبات عنهم من عبد الله ووليه الإمام الفلاني وقد تقدم أن أول مـن تلقـب بـه إبراهيـم بـن محمـد أول مـن بويـع لـه بالخلافـة مـن بنـي العبـاس ويقـع أيضاً في ألقاب أكابر العلماء. وأصل الإمام في اللغة الذي يقتدي به ولذلك وقع على المجتهدين كالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشهورة: وهم الشافعي ومالكٌ وأبو حنيفة وأحمد. والإمامي نسبةٌ إليه للمبالغة. الأمجد من ألقاب ملوك المغرب وربما كتب به للتجار ونحوهم في ألقاب الصدر الأجل. وهو أفعل التفضيل من المجد: وهو الشرف أو الأصالة. الأميري من ألقاب أرباب السيوف. قال في فرف التعريف: ويكتب به لكبار وإن كانوا من أرباب الأقلام. وذكر في دستورٍ له آخر أنه يكتب به لنقيب الأشراف ولا يكتب له القضائي أصلاً وإن كان من أرباب الأقلام وقد تقدم لقب الأمير مجرداً عن ياء النسب وأصله المأخوذ منـه فـي الكلـام علـى ألقـاب أربـاب الوظائـف فأغنـى عـن إعادته هنا. واعلم أنهم لم يستعملوا فيه النسبة لنفس الإمرة فلم يقولوا في النسبة إليه الإمري كما قالوا في النسبة إلى القضاء القضائي. الأميـن من ألقاب التجار الخواجكية وألقاب الخدام المعروفين في زماننا بالطواشية خصوا بذلك لائتمان التجار على الجواري والمماليك في حال جلبهم إلى الملوك وائتمان الخدام على الحريم والمماليك بأبواب الملوك وهو مأخوذ من الأمانة ضد الخيانة والأميني نسبة إليه للمبالغة. الأوحـد يقـع فـي الألقـاب السلطانيـة ويكـون مـن ألقـاب أرباب الأقلام لمن لا تثبت الياء في ألقابه من السامـي بغيـر يـاء فمـا دونـه: وفيـه مـا تقـدم فـي الكلام على الأجل من الاعتراض على الكتاب في جمعهم الأعلى والأدنى في لقبٍ واحد والأوحدي نسبة إليه للمبالغة. حرف الباء البارع من ألقاب أرباب الأقلام وهو فاعلٌ مـن البراعـة: وهـي النهضـة بالشـيء والتقـدم فيـه والبارعي نسبة إليه للمبالغة. البليغ من ألقاب أرباب الأقلام وأحسن ما يقع في ألقاب ذوي البلاغة من الكتاب ونحوهم وهو فعيل من البلاغة: وهي تأدية كنه المراد بإيجاز لا يخـل وإطنـابٍ لا يمـل والبليغـي نسبـةٌ إليـه للمبالغة. حرف التاء التقي من ألقاب ملوك المغرب يقال التقي الزكي ونحو ذلك وربما استعمل بالديار المصرية في حرف الجيم الجليل من ألقاب من يكتب له الحاج كمقدمي الدولة ونحوهم ويقال فيه: الحاج الجليل ونحو ذلك والجليل في أصل اللغة العظيم وكان مقتضى الوضع أن يكون لأعلى من هذه الرتبة. حرف الحاء المهملة الحاج من ألقاب مقدمي الدولة ومهتارية البيوت ومن في معناهم وإن لم يكن قد حج وإن كان موضـوع الحـاج فـي العرف العام إنما هو لمن حج البيت وإنما اصطلح لهم على ذلك حتى صار كالعلم عليهم. الحافظ من ألقاب المحدثين وأصله من الحفظ ضد النسيان واختص بالمحدثين لاحتياجهم إلى كثرة الحفظ لمتون الأحاديث وأسماء الرجال ونحو ذلك والحافظي نسبةٌ إليه للمبالغة. الحافل من ألقاب ملوك المغرب ومعناه الكثير الجمع أخذاً من قولهم وادٍ حافلٌ إذا كثر سيله. الحاكـم من ألقاب القضاة. قال أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب: وأصله من الحكمة بفتح الكاف وهي حديدة مستديرةٌ في اللجام تمنع الدابة من الجري والشباب سمي بذلك لأنه يرد النـاس عـن الظلـم وأكثر ما يستعمله كتاب الزمان في عنوان المكاتبات في تعريف المكتوب إليهم وفي أثنائها في وصف المكتوب بسببه والحاكمي نسبةٌ إليه للمبالغة الحائز من ألقاب ملوك المغرب وهو فاعل مـن الحيـازة وهـي الحياطـة والمـراد الحائـز للملـك أو الحائز للفضائل ونحو ذلك. الحبر من ألقاب أكابر العلماء وهو بفتح الحاء وكسرها لغتان والذي اختاره ابن قتيبة في أدب الكاتب الكسر وبه سمي الحبر الذي يكتب به ولكن الجاري على ألسنة الناس الفتح والحبري نسبةٌ إليه للمبالغة. الحجـي بضـم الحـاء وكسـر الجيم المشددة وفي الآخر ياء النسب في ألقاب أكابر القضاة والعلماء وهو منسوب إلى الحجة بحذف تاء التأنيث منه على قاعدة النسب كما تحذف من طلحة ونحـوه علـى ما هو مقرر في علم النحو وبعض جهلة الكتاب يثبت فيه تاء التأنيث مع النسب فيقـول الحجتـي وهـو خطـأ. ثـم النسبـة فيـه حقيقيـةٌ لـأن المنسـوب إليـه وهـو الحجـة غيـر من له اللقب ويجوز أن تكون للمبالغة بأن يجعل صاحب اللقب هو نفس الحجة تجوزاً وهو أبلغ. الحسيب من ألقاب الشرفاء من ولد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من فاطمة رضي الله عنها أخذاً من الحسب وهو ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه على ما ذكره جماعة من أهل اللغة ولذلك اختص في الاصطلاح بالشرفاء إذ كان آباؤهم أعظم الناس مفاخر لكن قد ذكر ابن السكيت في إصلاح المنطق أن الحسب يكون في الرجل وإن لم يكن له آباءٌ لهم شرف حرف الخاء المعجمة الخاشـع مـن ألقـاب الصوفيه وأهل الصلاح وربما استعمل في العلماء بل ربما استعمل في أرباب السيوف إذا كان المكتوب له متصفاً بذلك بل ربما استعمل في ألقاب بطاركة النصارى من الباب وغيره على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى. والخاشع في اللغة الخاضع والمتذلل والخاشعي نسبةٌ إليه للمبالغة. الخواجـا مـن ألقـاب أكابـر التجـار الأعاجـم مـن الفـرس ونحوهـم. وهـو لفـظ فارسـي ومعناه السيد والخواجكي بزيـادة كـافٍ نسبـةٌ إليـه للمبالغـة وكـأن الكـاف فـي لغتهـم تدخـل مـع يـاء النسب. الخير بفتح الخاء وتشديد الياء المثناة تحت من ألقاب أهل الدين والصلاح وهو في أصل اللغة خلاف الشرير ثم غلب استعماله فيمن غلب عليه الخير والخيري نسبةٌ إليه للمبالغة وقل أن يستعمله الكتاب إلا بإثبات الياء في آخره. حرف الذال المعجمة الذخر بضم الذال وإسكان الخاء من ألقاب أرباب السيوف وربما أطلق على غيرهم. وأصله في اللغة لما يذخر من النفائس وهو مصدر ذخرت الشيء أذخره وكثيراً ما يغلـظ فيجعـل بالـدال المهملـة. وممـن وقـع لـه الوهـم فـي ذلـك الشيـخ جمـال الدين الإسنوي في طبقات الفقهاء فأورد صاحب الذخائر في الـدال المهملـة والذخـري نسبـةٌ إليـه للمبالغـة وأكثـر مـا يستعملـه الكتـاب كذلك. حرف الراء المهملة الرباني من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح وربما لقب به العالم فيقال: العالم الرباني قال الجوهري وهو المتأله والعارف بالله تعالى. قال تعالى: الرحلة بضم الراء من ألقاب أكابر العلماء والمحدثين والرحلة في اللغة ما يرحل إليه لقب بذلك لأنـه فـي حيـز أن يرحـل إليـه للأخـذ عنـه. أمـا الرحلـة بالكسر فالارتحال والرحلي بالضم أيضاً نسبةٌ إليه للمبالغة. الرئيس بالهمزة على وزن فعيل من ألقاب علية الناس وأشرافهم ويقال فيه ريس على وزن قيم قال الجوهري: وأصله من الرياسة وهي رقعة القدر وعلو الرتبة والرئيسي نسبة إليه للمبالغة وغالب ما يستعمله الكتاب كذلك وهو من ألقاب أرباب الأقلام من العلماء والكتاب. حرف الزاي الزاهد من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو في اللغة خلاف الراغب والمراد هنا من أعرض الزعيمـي مـن ألقـاب أكابـر أربـاب السيـوف كنـواب السلطنـة ومن في معناهم وهو نسبة إلى الزعيم بمعنى السيد والكافل وكأنه بولايته على القوم سادهم أو كفلهـم وتولاهـم ولـم يستعملـوا فيـه الزعيم بغير ياء لأنه إذا كان مختصاً بكبار أرباب السيـوف دون أدانيهـم وجـب إثبـات اليـاء للمبالغة. الزاكي من ألقاب المتدينين من أرباب الأقلام وغيرهم يقال التقي الزكي ونحو ذلك. وهو في أصل اللغة بمعنى الزاكي وهو الزائد وقد تقدم مثله في الأزكى في حرف الألف. حرف السين المهملة السالك من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو فاعل من السلوك والمراد سلوك سبيل الرشاد الموصل إلى الله تعالى والسالكي نسبة إليه للمبالغة. السامي من ألقاب المجلس وقد تقدمت الإشارة إليـه فـي الكلـام علـى الألقـاب الأصـول وأنـه ينقسم إلى السامي بالياء والسامي بغير ياء فليراجع منه. السفيري قال في عرف التعريف: وهو من الألقاب الخاصة بالدوادار على أني قد رأيته في بعـض الدساتيـر الشاميـة قـد كتـب بـه لبعض التجار الخواجكية لسفارتهم بين الملوك وترددهم في المماليـك لجلـب المماليـك والجـواري ونحـو ذلـك وهـو منسوب إلى السفير: وهو الرسول والمصلح بين القـوم نسبـة مبالغة ولم يستعمله الكتاب مجرداً عن الياء لأنه إذا كان خاصاً بهذين ورتبتهما علية لا يليق بها حذف الياء لم يناسب استعماله مجرداً عنها. السلطاني من ألقاب الملوك فيثبت في ألقاب المقام الشريف ونحوه فيقال المقام الشريف العالي السلطاني ونحو ذلك وهو منسوب إلى السلطان وقد تقدم الكلام عليه في الكلام على أرباب الوظائف. السيد من الألقاب السلطانية يقال: السلطان السيد الأجل ونحو ذلك ويقع في اللغة على المالك والزعيم ونحوهما والسيدي نسبةٌ إليه للمبالغة وهو من الألقاب الخاصة بالجناب الشريف فما فوقه. قال في عرف التعريف: ولا يكتب به عن السلطان لأحد. حرف الشين المعجمة الشاهنشاه من الألقاب الملوكيـة المختصـة بالسلطـان وأكابـر الملـوك. وهـو لفـظ فارسـي معنـاه بالعربيـة ملـك الأملـاك وقـد ورد النهـي عـن التسمـي بـه وفـي الحديـث أنـه صلـى الله عليه وسلم قال: " إن أخنـع اسـمٍ عنـد رجـلٌ تسمـى ملـك الأملاك لا ملك الأملاك إلا الله ". قال سفيان بن عيينة: معناه شاهنشاه ولذلك يحذفه المتدينون من الكتـاب مـن الألقـاب السلطانيـة وقـد أشـار إلـى ذلك في التثقيف في مكاتبة صاحب المغرب. واعلـم أنـه كان قد وقع في تلقيب الملوك بهذا اللقب نزاع بين العلماء في سلطن السلطان جلال الدولـة السلجوقـي فـي سنـة تسـع وعشريـن وأربعمائـة كمـا حكـاه ابـن الأثيـر في تاريخه الكامل وذلك أن السلطـان جلـال الدولـة كـان قد سأل أمير المؤمنين القائم بأمر الله الخليفة يومئذ في أن يخاطب بملك الملوك فامتنع فكتب فتوى للفقهاء في ذلك فكتب القاضي أبو الطيب الطبري والقاضي أبو عبد الله الصيمري والقاضي ابن البيضاوي وأبو القاسم الكرخي بجوازه ومنع منه أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي وجرى بينه وبين من أفتى بجوازه مراجعات وخطب لجلال الدولة بملك الملوك. وكان الماوردي من أخص الناس بجلال الدولة وكان يتردد إلى دار المملكة كل يوم فلما أفتى في ذلك بالمنع انقطع ولزم بتيه خائفاً وأقام منقطعاً من شهر رمضان إلى يوم النحر فاستدعاه جلال الدولة فحضر خائفاً فأدخله عليه وحده وقال له: قد علم كل أحدٍ أنك من أكثر الفقهاء مالاً وجاهاً وقرباً منا وقد خالفتهم فيما خالف هواي ولم تفعل ذلك إلا لعدم المجاباة منك واتباع الحق وقد بان لي موضعك من الدين ومكانك من العلم وجعلت جزاء ذلك إكراماً بأن أدخلتك إلي وحدك وجعلت إذن الحاضرين إليك ليتحققوا عودي إلى ما تحـب. فشكره ودعا له وأذن لكل من حضر للخدم بالانصراف. الشريف من ألقاب المقر والجناب من حيث إنه يقال المقر الشريف والجناب الشريف وذكر في عرف التعريف أنه مختص بالأشراف أبناء فاطمة من علي رضي الله عنهما وكأن يريد في الألقاب المطلقة التي لا تلي المقر والجناب وهو فعيل من الشرف وهو العلو والرفعة قال ابن السكيـت: ولا يكـون إلا لمـن لـه ابـاءٌ يتقدمونه في الشرف بخلاف الحسيب ومن هنا جعله الكتاب أعلى رتبة من الكريم لاشتماله على قدر زائد لا يعتبر في الكريم من عراقة الأصل وشرف المحتد والشريفي نسبة إليه للمبالغة. الشهيـر مـن ألقـاب ملـوك المغـرب ومعنـاه المشهـور الظاهـر والمـراد هنـا مـن اشتهـر علـو قـدره ورفعته. الشيخ من ألقاب العلماء والصلحاء وأصله في اللغة الطاعن في السن ولقب به أهـل العلـم والصلاح توقيراً لهم كما يوقر الشيخ الكبير والشيخي نسبة إليه للمبالغة. حرف الصاد المهملة الصاحب من ألقاب الوزراء. قال في عرف التعريف: وهو مختص بأرباب الأقلام منهم دون أرباب السيوف. وهو في أصل اللغة اسم للصديق وأول من لقب به من الوزراء كافي الكفاة إسماعيـل بن عباد وذلك أنه كان يصحب الأستاذ ابن العميد فكان يقال له بذلك صاحب ابن العميد ثم غلب عليه حتى استعمل فيه بالألف واللام ثم صار لقباً على كل من ولي الوزارة بعـده. علـى أن كتـاب الإنشاء بالمماليك الشامية يلقبون العلماء من قضاة القضاة ومن في معناهم بذلك وهم على ذلك إلى الآن بخلاف كتاب الديار المصرية فإنهم يقصرونه على الوزراء دون غيرهم كما تقدمت الإشارة إليه. والصاحبي نسبةٌ إليه للمبالغة وهو المستعمل عند كتاب الإنشاء وبغير الياء في العرف العام. الصالح من ألقاب أهل الصلاح والصوفي يقال: الشيخ الصالح ونحـو ذلـك. وهـو مأخـوذ مـن الصلاح ضد الفساد ولم يستعملوه بإثبات ياء النسب فلم يقولوا الصالحي وكأنهم تركوا ذلـك خلافاً من الالتباس بالنسبة إلى البلد المعروف أو غيره. الصدر من ألقاب التجار ونحوهم والمراد من يكون صدراً في المجالس وصدر كل شيء في اللغة أوله وعبر عن صدر المجلس بأوله لأنه في الحقيقة أول المجلس وكل جانب من جانبيه تلو له والصدري نسبةٌ إليه للمبالغة. حرف الطاء الطاهر من ألقاب ملوك المغرب والمراد المتنزه عن الأدناس. حرف الظاء الظهيري من ألقاب كبار أرباب السيوف كأعيان الأمراء من نواب السلطنة وغيرهم وهو نسبةٌ إلـى الظهيـر بمعنـى العـون للمبالغـة ومنـه قولـه تعالـى: حرف العين العابـد مـن ألقـاب الصوفيـه وأهل الصلاح وهو فاعلٌ من العبادة وهي الطاعة. وربما استعمل في أرباب السيوف والأقلام أيضاً لا تصاف متصفٍ منهم بذلك أو وقوعه أولاً على متصفٍ به منهـم ثـم لزومـه مـن بعـده من أهل تلك المرتبة كما في نائب الشام حيث كتب لبيدمر الخوارزمي في نيابته بذلك ثم لزم من بعده من نواب الشام والنائب الكافل على ما سيأتي ذكره في المكاتبات إن شاء الله تعالى. العادل من ألقاب السلطان وهو خلاف الجائر وذلك أعلى ما وصف به الملك ونحوه من ولاة الأمـور: لـأن العـدل به تقع عمارة الممالك والعادلي نسبةٌ إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف من النواب ونحوهم. العارف من ألقاب أكابر أهل الصلاح وهو خلاف الجاهل ومنهم من يفرق بينه وبين العالم بأن المعرفة قد يتقدمها جهل والعلم لا يتقدم جهـل ولذلـك لـم يطلـق اسـم العـارف علـى البـاري العاضد من ألقاب ملوك المغرب وهو في أصل اللغة اسم للمعين يقال: عضدته أعضده إذا أعنته. العالم من ألقاب السلطان وهو خلاف الجاهل ثم هو في الحقيقة إنما هو من ألقاب العلماء إلا أنهم نعتوا به الملوك تعظيماً إذ العلم كل أحدٍ يزاحم علـى الإتصـاف بـه والعالمـي نسبـة إليـه للمبالغـة. وهـو مـن الألقـاب المشتركة في الاصطلاح بين أرباب السيوف والأقلام وإن كان المختص بها في الحقيقة العلماء. العالي من الألقاب التي يشترك فيها أرباب السيوف والأقلام ويوصف به المقام والمقر والجناب والمجلس في إحدى حالتيه وهو من العلاء بالمد وهو الشرف. يقال علي بكسر اللام يعلى بفتحها إذا شرف ومنه قيل في علي ونحوه علاء الدين ويحتمل أن يكون من العلو في المكان يقال فيه: علا بفتح اللام يعلو علواً وسيأتي معنى الفرق بينه وبين السامي وإن كان بمعناه في اللغة. العامل من ألقاب أهل الصلاح والمراد المجد في العمل المجتهد في العبادة والعاملي نسبة إليـه للمبالغة وهو من الألقاب المشتركة بين أرباب السيوف والأقلام كالعالمي. العريق من ألقاب ذوي الأصالة وأكثر ما يقع على أرباب الأقلام والمراد من له عراقة في كرم العزيز من ألقاب ديوان الخلافة يقال فيه: الديوان العزيز على ما سيأتي بيانه في المكاتبة إلى أبواب الخلافة وربما استعملوه في الولد فقالوا: الولد العزيز ولم يستعملوه مضافاً إلى النسب. العضد من ألقاب أرباب السيوف وهو في الأصل اسم للساعد: وهو ما بين المرفق والكتف واستعمـل فـي المعيـن والمساعـد لقيامه في المساعدة مقام العضد الحقيقي من الإنسان ثم الأفصح فيه فتح العين مع ضم الضاد ويجوز فيه كسر الضاد وإسكانها مع الفتح أيضاً وضم العين مع إسكان الضاد والعضدي نسبةٌ إليه للمبالغة. العونـي مـن الألقاب المختصة بأكابر أرباب السيوف وهو نسبة إلى العون وهو الظهير على الأمر المعـاون عليـه. ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب لوقوع العون على الواحد من أعوان صاحب الشرطة ونحوه. العلامة بالتشديد من ألقاب أكابر العلماء. قال الجوهري: وهو العالم للغاية وقل أن يستعملوه إلا فـي ألقـاب المكتـوب بسببـه ونحـو ذلـك وحـذف الهـاء منه لغةٌ وليست بمستعملة بين الكتاب أصلاً والعلامي نسبة إلى العلام أو العلامة للمبالغة. قال في عرف التعريف: ويختص بالمفتى. حرف الغين المعجمة الغازي من ألقاب أرباب السيوف وهو من الأسماء المنقوصة كالقاضي ونحوه وقل أن يستعمل الغوث بالثاء المثلثة من ألقاب الصوفي وهو عندهم لقبٌ على القطب الذي هو رأس الأولياء وأصلـه فـي اللغـة مـن قـول الرجـل: واغوثـاه وقـل أن يستعمله الكتاب بل لم يستعملوه مضافاً إلى ياء النسب أصلاً. الغياثي من ألقاب أرباب السيوف وأكثر ما يستعمـل فـي الملـوك وهـو فـي اللغـة الاسـم مـن استغاثني فأغثته. وأصله الغواثي بالواو فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. حرف الفاء الفاتـح مـن ألقـاب ملـوك المغـرب وهـو فاعـلٌ مـن الفتح بمعنى النصر والمراد فتح الأمصار وتملكها. الفاضل من ألقاب أرباب الأقلام وأكثر ما يقع في ألقاب العلماء وربما وقع في ألقاب الكتاب وهو خلاف الناقص والمـراد زائـد الفضـل وبـه لقـب القاضـي الفاضـل عبـد الرحيـم البيسانـي الكاتب المشهور والفاضلي نسبةٌ إليه للمبالغة. الفائز من ألقاب ملوك المغرب وهو فاعلٌ من الفوز بمعنى النجاة أو الظفر وقـد يشاحـح فـي التلقيـب بـه فـإن الفـوز يطلق على الهلاك أيضاً على ما هو مقرر في كتب اللغة ومثل ذلك يجب اجتنابـه لمـا فـي مـن الاشتـراك بيـن المحمـود والمذمـوم إلا أنـه غلـب استعمالـه فـي النجـاة حتـى أنـه لـم يرد الفقيه من ألقاب العلماء وهو اسم فاعل من فقه بضم القاف إذ صار فقه له سجية ككرم إذا صـار الكـرم لـه سجيـةً. قال المسيلي في شرح مختصر ابن الحاجب: وإنما يقع على المجتهد دون المقلد أما إطلاقه على فقهاء المكاتب ونحوهم فعلى سبيل المجاز. على أن الكتاب بالديار المصرية لم يستعملـوا هـذا اللقـب إلا فـي القليـل النـادر بـل كثيـر مـن جهلـة الكتـاب وغيرهـم يستصغرون التقليب به ويعدونه نقصاً وإنما يعظم به جد التعظيم أهل المغرب والفقيهي نسبةٌ إليه للمبالغة وهو مستعمل في ألقاب العلماء. الفريـدي من ألقاب أكابر العلماء وهو نسبةٌ إلى الفريد بمعنى المنفرد للمبالغة والمراد المنفرد بما لم يشاركه فيه غيره ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب. حرف القاف القاضوي من ألقاب أرباب الأقلام وهو نسبةٌ إلى القاضي للمبالغة ثم في الحقيقة كان يجب أن يختـص بالقضـاة الذيـن هـم حكام الشريعة دون غيرهم إلا أنه توسع فيه حتى استعمل في غيرهم من ألقاب أرباب الأقلام. القدوة بكسر القاف وضمها لغةٌ من ألقاب العلماء والصلحاء وهو بمعنى الأسوة يقال: فلـان قدوة يقتدى به والقدوي نسبةٌ إليه للمبالغة وحذفت منه تاء التأنيث المبدلة من الهاء على قاعـدة النسب عند النحاة وكثير من جهلة الكتاب يثبتون فيه تاء التأنيث مع النسب فيقولون: القدوتي وهو خطأ كما تقدم في الكلام على الحجة في حرف الحاء. القضاميري من الألقاب التي يستعملها بعض الكتاب في ألقاب من اجتمع له رياسة السيف والقلـم وهـو نسبـة إلـى القضاء والأمير تشبيهاً بمذهب من يرى النسبة إلى المضاف والمضاف إليه جميعاً فيقول في النسبة إلى عبد شمس عبشمي وإلى عبد الدار عبدري ونحو ذلك وهو مذهـب مرجـوح علـى مـا تقـدم بيانـه فـي المقالـة الأولى في الكلام على النحو والأحسن فيه النسبة إلى كل منهما على انفراده فيقال القضائي الأميري أو الأميري القضائي وعلى العمل به فاللائق بعلو الرتبة أن يقال: القاضميري ليكون مركباً من القاضوي والأميري إذ كان القاضوي في المعنى أبلغ من القضائي لما في القاضوي من المبالغة على ما تقدم بيانه. القضائي من ألقاب أرباب الأقلام وهو نسبةٌ إلى القضاء فلا مبالغة فيه. القطب من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو عندهـم عبـارة عـن رأس الأوليـاء الـذي عليـه مدارهـم كمـا تقـدم فـي الغـوث وقـل أن يستعملـه الكتاب ولم يستعملوه مضافاً إلى ياء النسب فيما وقفـت عليـه أصـلاً. والقطـب فـي أصل اللغة كوكب بين الجدي والفرقدين يدور عليه الفلك فيما قالـه الجوهـري. والتحقيـق أنـه نقطة متوهمة بالقرب من هذا الكوكب على ما هو مقرر في علم الهيئة ولذلك قيل لسيد القوم الذي عليه مدار أمرهم: قطب بني فلان ومن هنا عبروا عن مدار الأولياء بالقطب. وقل أن يستعمله الكتاب ولم يستعملوه مضافاً إلى ياء النسب فيما وقفت عليه. القوامي بفتح القاف من ألقاب أرباب السيوف. وهو نسبة إلى القوام وهو العدل. ومنه قوله تعالى: وكان بين ذلك قواماً ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب. حرف الكاف الكافل مـن الألقـاب المختصـة بنائـب السلطنـة بالحضـرة يقـال فيـه: النائـب الكافـل ونحـو ذلـك والكافل في اللغة الذي يكفل الإنسان ويعوله ومنه قوله تعالى: وكفلهم زكريا ولقب بذلك لأنه يكفل الرعية ويعولهم والكافلي نسبة إليه للمبالغة. قال في عرف التعريف: وهو مختص بنائب سلطان أو وزير كبير. وذكر في دستور آخر أنه لا يكتب به لغيرهما. الكبير من الألقـاب المشتركـة بيـن أربـاب السيـوف والأقلـام وهـو فـي الأصـل لخلـاف الصغيـر والمراد هنا الرفيع الرتبة والكبيري نسبة إليه للمبالغة. الكريم من ألقاب المقر والجناب ويشترك فيه أرباب السيـوف والأقلـام والكريـم خلـاف اللئيـم فيما يقتضيه كلام الجوهري حيث قال: الكرم نقيض اللؤم وحينئذ فيكون المراد بالكريم الخالص من اللؤم ومن ثم جعل دون الشريف في الرتبة إذ في الشرف قـدر زائـد علـى ذلـك وهـو اعتبار ثبوت رفعة القدر بل اعتبار ذلك في ابائه أيضاً كما قاله ابن السكيت على ما تقدم ذكـره فـي الكلـام على لقب الشريف ويوضح ذلك أن الفقهاء قالوا: يستحب في الزوجة أن تكون نسيبة فحمله بعضهم على الصحيحة النسب احترازاً بذلك من بنت الزنا وحمله آخرون على العراقة في النسب والأول في معنى الكرم الذي لم يعتبر فيه سوى خلوصه من اللؤم والثاني بمعنى الشريف الذي اعتبر فيه قدر زائد ثم هو فعيل من كرم بضم الراء إذا صار الكرم له سجية كما تقدم في الفقيه. الكفيلي من ألقاب أكابر نواب السلطنة وهو أعلى من الكافل لأن صيغة فعيل أبلغ من صيغة فاعل على ما هو مقرر في علم النحو والتصريف. حرف اللام اللبيب من ألقاب أرباب الأقلام وهو فعيلٌ من اللبِّ وهو العقل واللبيبيُّ نسبة إليه للمبالغة. اللوذعيّ بالذال المعجمية من ألقاب أرباب الأقلام وهو الذكيّ القلب. حرف الميم الماجد من ألقاب أرباب الأقلام غالباً وربما أطلق على غيرهم وهو مختص بذوي الأصالة فقد قال ابن السكيت: إن المجد لا يكون إلا بالآباء والماجدي نسبةٌ إليه للمبالغة. المالكـي مـن الألقـاب المختصـة بأكابـر السيـوف والأقلـام. قـال في عرف التعريف: ولا يكتب به عن السلطان لأحدٍ وهو نسبةٌ إلى المالك الذي هو خلاف المملوك للمبالغة ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب. المثاغر بالثاء المثلثة من ألقاب السلطان والمراد القائم بسد الثغور وهي البلاد التي في نحر العدو أخذاً من الثغر وهو السن لأنه كالباب على الحلق الذي يمتنع الوصول إليه منه والمثاغري نسبةٌ إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم. المتصرفي من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والمراد من ينفذ تصرفه في الأمور ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب. المجاهد من الألقاب السلطانية والمراد المجاهد في سبيل الله تعالى وربما استعمل في ألقاب السامي من غير ياء فما دونه كما تقدم في الغازي والمجاهدي نسبةٌ إليه للمبالغة. وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم. المجتهـد مـن ألقـاب العلمـاء والمـراد به في الأصل من يستنبط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجمـاع والقيـاس وقـل أن يستعملـه الكتـاب والمجتهـدي نسبـةٌ إليـه للمبالغـة. وأكثر استعماله كذلك. المحترم من ألقاب العامة ممن يلقب بالصدر الأجل. فيقال: الصدر الأجل الكبير المحترم ونحو ذلك. المحقق من ألقاب العلماء وربما استعمل في ألقـاب الصوفـي والمـراد أنـه يأتـي بالأشيـاء علـى حقائقها لحدة ذهنه وصحة حدسه والمحققي نسبةٌ إليه للمبالغة. المختار من ألقاب أرباب السيوف غالباً ويختص بالسامي بغير ياء فما دونه وهو اسم مفعولٍ من الاختيار بمعنى أن الملوك وأرباب الأمور يختارونه على أن اسم الفاعل منه أيضاً المختار كلفظ المفعول على السواء وإنما ترشد إليه القرائن. المخدوم من الألقاب المختصة بالمكاتبات والمراد من هو في رتبة أن يكون مخدوماً لعلو رتبتة وسمو محلة والمخدومي نسبة إلية للمبالغة. قال في عرف التعريف ولا يكتب به عن السلطان لأحد. المدبري من ألقاب الوزراء ومن في معناهم ككتاب السر ونحوهم وهو نسبةً إلى المدبر بكسر البـاء الموحـد ة وهـو الـذي ينظـر فـي لأمـر ومـا تـؤول إليـه عاقبتة ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب المدقـق مـن ألقـاب العلمـاء وهـو الـذي ينعـم النظـر فـي المسائـل ويدققـة والمدققـي نسبـة إليه للمبالغة. المرابط من ألقاب السلطانية وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنـواب السلطنـة ونحوهم. المربي من ألقاب الصوفية والمراد من يربي المريدين ويسلكهم ويعرفهم الطريق إلى الله تعالى. المرتضى من ألقاب السيوف والأقلام ويختص بالسامي بغير ياء فمـا دونـه والمـراد مـن يرضـاه ولاة الأمور ويختارونه. المرشد من ألقاب ملوك المغرب وربما استعمل في ألقاب الصوفية والمراد من يرشد الناس إلى الحق ويهديهم السبيل والمرشدي نسبةٌ إليه للمبالغة. المسـددي مـن ألقاب أرباب السيوف وألقاب الوزراء ومن في معناهم وهو بفتح الدال المشدودة نسبـةٌ إلـى المسـدد وهو اسم مفعول من السداد بالفتح: وهو الصواب والقصد من القول والعمل. ويجوز أن يكون بالكسر على أنه اسم فاعل منه بمعنى أنه يسدد غيره ولم يستعملوه و مجرداً عن ياء النسب. المسلك بتشديد اللام المكسورة من ألقاب الصوفية وهو اسم فاعل من تسليك الطريق وهو تعريفها والمراد تعريف المريدين الطريق إلى الله تعالى وأصل التسليك إدخال الشيء ومنه قيل المشيدي بتشديد الياء المكسورة من ألقاب أكابـر أربـاب السيـوف كنـواب السلطنـة ونحوهـم وهـو نسبـةٌ إلـى المشيـد فاعـل من التشيد وهو رفع البناء ومنه قوله تعالى: المشيري من ألقاب الوزراء وأكابر الأمراء ومن ضاهاهم ممن يؤخذ رأيه في الأمور. قال في عـرف التعريـف: ولا يسمـح بـه لأحـدٍ مـن مـن أربـاب السيـوف مـا لـم يكن مقدم ألف وهو نسبةٌ إلى المشيـر: وقيل من شرت العسل إذا استخرجته من كوارة النحل لأن الرأي يستخرج من المشير و قيل شرت الناقة إذا عرضتها على الحوض لأن المستشير. يعرض ما عنده على المشير ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب لانحطاطه عن رتبة الأكابر. المظاهر من ألقاب ملوك المغرب ومعناه المعاون أخذاً من المظاهرة: وهي المعاونة. المظهر من الألقاب السلطانية أخذاً من الظفر وهو النصـر والمظفـري نسبـة إليـه للمبالغـة وهـو من ألقاب أكابر السيوف. المعرق بضم الميم وإسكان العين وكسر الراء من ألقاب ملوك المغرب والمـراد بـه مـن أعـرق فـي الكـرم. علـى أن المعـرق قـد يطلـق فـي اللغـة علـى المعـرق فـي اللؤم أيضاً فهو من الأضداد ومثل ذلك يجتنب في التلقيب. المعزز بزاءين معجمتين الأولى منهما مشددة مفتوحة من ألقاب ملوك المغر وهو اسم مفعول من العز خلاف الذل ومنه قراءة من قرأ ويعززوه ويوقوره بزاءين معجمتين. المعظم بفتح الظاء المشددة من ألقاب ملوك المغرب أيضاً وهو اسم مفعول من العظمة وهي الجلالـة وربما استعمل في ألقاب بعض ملوك الكفر على ما سيأتي ذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى. المفخم بفتح الخاء المعجمة المشددة من ألقاب ملوك المغرب وهـو مأخـوذ مـن الفخامـة وهـي الضخامة. المفوه بفتح الواو المشددة من ألقاب البلغاء من الكتاب وغيرهم. وهو البليغ اللسن والمفوهي نسبة إليه للمبالغة. المفيد من ألقاب العلماء وهو اسم فاعل من الإفادة وهي إنالة الشخص ما لم يكن حاصلاً عنده والمفيدي نسبةٌ إليه للمبالغة. المقدمي بفتح الدال المشددة من ألقاب أرباب السيوف ويختـص بمقدمـي الألـوف مـن الأمـراء والمراد أنه مقدم على مضاهية من الأمراء والأجناد ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب. المقر بفتح الراء المشددة من ألقاب الخدام والخواجكية والمراد أنه مقرب عند الملوك ومن في المكرم بفتح الراء المشددة من ألقاب ملوك المغرب. وهو مفعل من الكرامة. الملكي بفتح اللام من ألقاب الملك وألقاب أتباعه المنسوبين إليه من الأمراء والوزراء ومن في معناهـم وهـو نسبـةٌ إلـى الملـك بكسـر اللـام وإنمـا فتحت لامه في النسب جريا على قاعدة النسب في نمـر فإنـه ينسـب إليـه نمـري بفتـح الميـم علـى مـا هـو مقـرر فـي علـم النحـو. علـى أن كثيـراً مـن كتـاب الزمان يغلطون فيـه فيكسـرون لامـه فـي النسـب أيضـاً وهـو خطـأ. ثـم النسبـة إن كانـت فـي حـق الملـك نفسـه كقولهم في ألقاب الملك الملكي. فالنسبة فيه للمبالغة وإن كانت في حق أحدٍ من أتباعه كقولهم في حق بعض الأمراء ونحوهم الملكي الفلاني فالنسبة فيه على حقيقة النسب. الممجد بفتح الجيم المشددة من ألقاب ملوك المغرب وهو مفعل من المجد وهو الشرف وقـد تقدم في الكلام على الماجد عن ابن السكيت أنه يكون المجد للرجل وإن لم يتقدمه شرف آباء. الممهدي بكسر الهاء المشددة من ألقاب أكابر أرباب السيوف نسبةٌ إلى الممهد وهو الذي يمهد الممالك ويدوخها والنسبة إليه للمبالغة ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب. المنتخب من ألقاب التجار الخواجكي: وهو المختار والمنتخبي نسبةٌ إليه للمبالغة. المنفذي بكسر الفاء المشددة وبالذال المعجمة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم نسبة إلى المنفـذ: وهـو الذي له معرفة بتنفيذ الأمر ووضع الأشياء في مواضعها والنسبة إليه للمبالغة ولم المنصفي من ألقاب الوزراء وولاة الأمور نسبة إلى المنصـف وهـو الـذي ينصـف المظلـوم مـن الظالم والنسبة فيه للمبالغة ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب. المنصور من الألقاب السلطانية يقال فيه المؤيد المنصور ونحو ذلك ومعنـاه ظاهـر والمنصـوري نسبة إليه للمبالغة وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم. المؤتمـن مـن ألقاب الخدام والتجار والخواجكية والمراد أن الخدام يؤتمنون على الحريم والمماليك في الحضر والتجار يؤتمنـون علـى المماليـك والجـواري فـي السفـر أو يؤتمنـون علـى أخبـار الممالـك وأحوالها فلا يخبرون عن مملكة بمملكة أخرى إلا بما فيه السداد. المولى من ألقاب الكتاب وأكثر ما يجري ذلك في تعيين كاتب السر ونحوه. فيقال: المولى فلان الدين والمراد هنا السيد والمولوي نسبةٌ إليه للمبالغة. وهو من ألقاب أكابـر أربـاب السيـوف والأقلـام. قـال فـي عـرف التعريـف: ولا يكتـب بـه عـن السلطـان لأحـدٍ. على أن المولى لفظ مشترك يقـع فـي اللغـة علـى السيـد كما تقدم ويعبر عنه بالمولى من أسفل ويقع على المملوك والعتيق ويعبر عنـه بالمولـى مـن أسفـل ويقـع علـى المنظم إلى القبيلة من غير أنفسها كما يقال في الإمام البخاري: الجعفـي مولاهـم بمعنـى أنه ليس من صلب القبيلة ويطلق على غير ذلك أيضاً. وإذا كان مشتركاً بين المولى من أعلى والمولى من أسفل فكان الأحسن الإضراب عنه. المؤيد بفتح الياء المشددة من الألقاب السلطانية و بالكسر من ألقاب السامي بالياء فما دونه والمراد أنه يؤيد الملك وينصره وكلاهما مأخوذ من الأيد وهو القوة والمراد أن الله تعالى يؤيده ويقويـه ومنه قولهم في الدعاء: " أيده الله تعالى " أي قواه والمؤيدي بالفتح للمبالغة وبالكسر من ألقاب أكابر السيوف نسبةٌ إلى المؤيد بالكسر للمبالغة. الملاذي بالذال المعجمة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم من ولاة الأمور. وهو منسوب إلى الملاذ بمعنى الملجاء نسبة مبالغة ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب. حرف النون الناسـك مـن ألقـاب الصوفيـة وأهـل الصلاح ومعناه العابد أخذاً من الناسك وهو العابد والناسك نسبة إليه للمبالغة. وهو من ألقاب الصلحاء أيضاً وربما كتب به لأرباب السيوف والأقلام إذا كان فيهم من ينسب إلى الصلاح. النبوي من ألقاب ديوان الخلافة وما في معناه من متعلقاتها يقال فيه: الديوان العزيز النبوي من ألقاب ديوان الخلافة وما في معناه من متعلقاتها يقال فيه: الديوان العزيز النبوي ونحو ذلك ويقع أيضاً في ألقاب ولاة العهد بالخلافة وربما في ألقاب الأشراف. وهو نسبة إلى النبوة لانتساب الخلافة العباسية إلى العبـاس عـم النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم. وانتسـاب الأشـراف إلـى ابنتـه فاطمـة النسيب من ألقاب الشرفاء أبناء فاطمة من علي بن أبي طالب رضي اللـه عنهمـا والمـراد العريـق فـي النسـب لقبـوا بذلك لأنهم أعرق الناس نسباً لانتسابهم إلى بنت رسول الله صلى الله عليـه وسلـم ومـن خصائصـه صلى الله عليه وسلم جواز نسبة أولاد بناته إليه بخلاف غيره على مـا هـو مقـرر فـي كتـب الفقه. وقد أوضحت ذلك في كتابي المسمى بالغيوث الهوامع في شرح جامع المختصرات ومختصر الجوامع في أوائل النكاح والنسيبي نسبةٌ إليه للمبالغة. النصيـر من ألقاب أرباب السيوف للمجلس السامي بالياء فمن دونه. وهو بمعنى الناصر إلا أنه أبلغ منه لأن صيغة فعيل أبلغ من صيغة فاعلٍ على ما تقدم والنصيري نسبةٌ إليه للمبالغة في نصره. النظامي من ألقاب الوزراء ومن فـي معناهـم وهـو نسبـة إلـى النظـام وهـو صـورة الاجتمـاع والالتئام ومنه نظم اللؤلؤ وغيره والمراد أنه يكون به انتظام الأمـور والتئامهـا وحينئـذ فيكـون النسـب فيـه علـى حقيقتـه لأنـه نسبة إلى غير صاحب اللقب ويجوز أن تكون النسبة فيه للمبالغة على معنى أن صاحب اللقب قد جعل عن النظام تجوزاً ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب. النوين بضم النون وفتح الواو وسكون الياء المثناة تحت ونون في الآخر من ألقاب كفال الممالك القانية كنائب السلطنة وأمراء الألوس والوزير ونحوهـم فيمـا كـان عليـه مملكـة إيـران إلـى آخـر مملكـة أبـي سعيد والنويني نسبةٌ إليه للمبالغة. قال في التثقيف: وهو بمثابة الكافلي في ألقاب النواب. قال: وهو نعت يستعمل دائماً لأهل تلك البلاد ولا يستعملون الكافلي أصلاً. حرف الهاء الهمام من ألقاب أرباب السيوف والمراد الشجاع والهمامي نسبة إليه للمبالغة. حرف الواو الوالدي من ألقاب المسنين من الأكابر وهو نسبة إلى الوالد وكأنه جعله والداً له فتكن النسبة إليه على حقيقة النسب لأن النسبة فيه ليست إلى صاحب اللقب نفسه وربما قصد بذلك الوالد حقيقة وأكثر ما يقع هذا اللقب في المكاتبات. الورع من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وربما لقب به أرباب السيوف والأقلام أيضاً إذا اتصفوا بذلـك والمـراد من يتنزه عن الوقوع في الشبهات. وهو في اللغة التقي يقال منه: ورع يرع بكسر الراء فيهما ورعاً فهو ورع والورعي نسبة إليه للمبالغة. الوزيري من الألقاب الخاصة بالوزراء من أرباب السيوف والأقلام. وهو نسبة إلى الوزير وقد تقدم معناه واشتقاقه في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف. الولدي من ألقاب الأحداث من الرؤساء وهو نسبة إلى الولد كأنه جعله ولداً له وربما وقع حرف اللام ألف الألمعي من ألقاب الأذكياء. قال الجوهري: ومعناه الذكي المتوقد. حرف الياء اليميني من ألقاب الدوادار وكاتب السر والحاجب. قال في عرف التعريف ولا يقال لغيرهم وهـو نسبـة إلـى اليميـن كأنه يمين السلطان الذي يتناوله به الأشياء وإلا فمجلس كاتب السر بدار العدل عن يسار السلطان والدوادار والحاجب قائمان أمامه. الضرب الثاني المركبة المعبر عنها في اصطلاح الكتاب بالنعوت وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم أيضاً حرف الألف أتابـك العساكـر مـن نعـوت الأميـر الأتابـك ومـن فـي معناه كالنائب الكافل ومن في رتبته. وذكر في عرف التعريف أنه مما يختص بالنائب الكافل. وقد تقدم ذكر معنى الأتابك في الكلام على الألقاب الأصول والعساكر جمع عسكر وهو الجيش. إسكندر الزمان من الألقاب السلطانية والمراد بالإسكندر هنا الإسكندر بن فيلبس اليوناني وهـو الـذي يؤرخ بظهوره على الفرس وغلبته إياهم على ما سيأتي في الكلام على التاريخ في أواخر هذه المقالة. كان ملكاً عظيماً ملك الشأم وبيت المقدس والعراقين والسند والهند وبلاد الصين والتبت وخراسان وبلاد الترك وذلت له سائر الملوك وهاداه أهل الغرب والأندلـس والسودان وهو الذي بنى مدينة الإسكندرية ويقال: إنه ذو القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابـه العزيـز. قـال المؤيد صاحب حماة في تاريخه: والصحيح أن ذا القرنين ملكٌ عظيم كان قبل الإسكندر بزمن طويل. أثير الإمام من ألقاب أرباب الأقلام غالباً وهو أثير بمعنى مأثور والمراد أن الإمام يؤثره على غيره فيقدمه عليه. إعتضاد صناديد الزمان من ألقاب أرباب السيوف وقد يكتب به لبعض الملوك. والاعتضاد الاستعانة يقال: اعتضدت بفلانٍ إذا استعنت به والصناديد جمع صنديد وهو الشجاع. أكرم نجباء الأنباء في العالمين من ألقاب الرؤساء من أرباب الأقلام وأكرم أفعل التفضيل من الكرم خلاف اللؤم والنجباء جمع نجيب وهو الكريم. أجمل البلغاء في العالمين من ألقاب أرباب البلاغة من الكتاب وغيرهم ومعناه ظاهرٌ. الذاب عن حوزة المؤمنين من ألقاب ملوك المغرب ويصلح لكل ملكٍ مسلم يقوم بفرضٍ الجهاد. والذاب الدافع والحوزة بفتح الحاء المهملة والزاي المعجمة الناحية. القائم في مصالح المسلمين من ألقاب ملوك المغرب ذكر في التعريف أنه يكتب به إلى صاحب تونس ويصلح لكل متصف بذلك من ملوك الإسلام ومعناه ظاهر. المجاهد عن الدين من ألقاب ملوك المغرب ومعناه ظاهر أيضاً. المعفي ملوك آل ساسان وبقايا فراسياب وخاقان من ألقاب عظماء ملوك الأعاجم. وقد ذكره في التعريف في ألقاب صاحب الهند. والمعفي بتشديد الفاء المكسورة الماحي للأثر يقال: عفت الريح كذا بالتشديد إذا درسته ومحت أثره وشدد للمبالغة. وآل ساسان ملوك الأكاسرة وهم الطبقة الرابعة من ملوك الفرس الساسانية إلى أن غلبهم الإسلام وانتزع الملك مـن أيديهـم ينسبـون إلـى جدهـم ساسـان وهـو ساسـان بـن أردشيـر بهمـن بـن كيبستاسف من ملوك الطبقة الثانية فيهم على ما سيأتي بيانه في الكلام على مكاتبة ملوك إيران في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى. وفراسياب بفاء في أوله ثم سين مهملة بعدها ياء ثم ألف وباء موحدة ملكٌ عظيم من ملوك الترك ويقال: إن أصله من أبناء ملوك الفرس وهو فراسياب بن طوج بن أفريدون من الطبقة الأولى من ملوك الفرس وإن ابن عمه منوشهر غلب عليه بعد أن قتل أباه طوجا فقر إلى بلاد الترك وتزوج منهم وانتهت به الحال إلى أن ملكهم وعظم ملكه فيهم وخاقـان بخـاء معجمـة وقـاف ونـون ملـك من ملوك الترك أيضاً كان في زمن كسرى أنوشروان فيما يقتضيه كلام أبي هلال العسكري في كتابه الأوائل حيث ذكر أنه كان بينه وبين حرب. المواقـف المقدسـة مـن ألقـاب الخلفـاء فـي مخاطباتهـم في المكاتبات ونحوها والمراد الأماكن التي يقف فيها الخليفة كني بها عن الخليفة تنويهاً عن التصريح بذكره والمقدسة المطهرة والمراد طهارتها عن الأدناس المعوية. إمام الأئمة من ألقاب العلماء وربما قيل إمام الأئمة في العالمين. إمام البلغاء من ألقاب أهل البلاغة من الكتاب ومن في معناهم. إمام المتكلمين من ألقاب العلماء وهو بأهل المعقول أليق لإطلاق علم الكلام على أصول الدين وإنمـا سمـي بذلـك لأنـه لمـا وقـع القـول بخلـق القـرآن فـي صـدر الإسلـام ممـن وقـع كثـر الكلام والخوض في ذلك فأطلق على أصول الدين علم الكلام وبقي علماً عليه. أوحد الأشراف من ألقاب الشرفاء وربما قيل أوحد الأشراف في العالمين أو أوحد الأشراف الماجدين ونحو ذلك. أوحـد الأصحاب من ألقاب الوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم ككتاب السر ونحوه وإن كان الصاحب يختص بالوزير في عرف كتاب الديار المصرية على ما تقدم. أوحد الأكابر من ألقاب التجار الخواجكية وربمـا كتـب بـه لغيرهـم مـن الرؤسـاء وربمـا قيـل أوحد الأكابر في العالمين. أوحد الأمة من ألقاب العلماء وربما أطلق على غيرهم. أوحد الأمناء في العالمين من ألقاب الكتاب والأمناء جمع أمين وهو خلاف الخائن. أوحد الأئمة العلماء في العالمين من ألقاب العلماء وربما اقتصر على أوحد العلماء. أوحد البلغاء من ألقاب أرباب الأقلام وربما قيل أوحد البلغاء في العالمين ونحو ذلك والبلغاء جمع بليغ وقد تقدم معناه. أوحد الرؤساء وربما قيل أوحد الرؤساء في العالمين أو أوحد الرؤساء في الأنام ونحو ذلك ومعناه ظاهر. أوحد الحفاظ من ألقاب المحدثين وربما قيل أوحد الحفاظ في العالمين ونحو ذلك. أوحد الخطباء في العالمين من ألقاب الخطباء. أوحد العلماء الأعلام من ألقاب العلماء وربما قيل أوحد العلماء في العالمين. أوحد الفضلاء من ألقاب العلماء وربما أستعمل في غيرهم من أرباب الأقلام وربما قيل أوحد الفضلاء المفيدين أو أوحد الفضلاء العارفين ونحو ذلك. أوحد الكبراء من ألقاب التجار الخواجكية ويجوز أن يستعمل في غيرهم. أوحد الكتاب من ألقاب الكتاب سواء كتاب الإنشاء وغيرهم. أوحد المتصرفين من ألقاب الوزراء ومن في معناهم. أوحد المجاهدين من ألقاب أرباب السيوف. أوحد المحققين من أرباب العلماء. أوحد المتكلمين من ألقاب العلماء وهو بعلماء المعقول أنسب. أوحد المفيدين من ألقاب العلماء أوحد الملوك والسلاطين من ألقاب السلطانية. أوحد الوعاظ من ألقاب أهل التذكر والوعظ. أوحـد الوقـت مـن ألقـاب أربـاب الأقلـام وربمـا قيـل أوحـد الوقـت والأوان والوقت معروف والأوان الحين ويجمع على آونة مثل زمان وأزمنة. حرف الباء بركة الدولة من ألقاب الصلحاء أيضاً وقد يقال بركة الدول على الجمع وربما كتب به لأرباب الأقلام من العلماء وغيرهم. والمراد بالدولة المملكة القائمة وأصلها من الدولة في الحرب وهي النصر والغلبة. بركة المسلمين من ألقاب الصلحاء وقد تستعمل لأهل العلم أيضاً. بقية الأكابر من ألقاب بقايا البيوت الرئيسية من أهل الأقلام وغيرهم وربما قيل بقية الأكابر في العالمين. بقية البيت النبوي من ألقاب الأشراف وبه يكتب إلى إمام الزيدية باليمن. بقية السلف من ألقاب العلماء والصلحاء وربما قيل بقية السلف الصالح أو بقية السلف الكرام والمـراد بالسلـف الآبـاء المتقدمـون أخـذاً من قولهم سلف إذا مضى وربما أطلق على من تقدم في صدر الإسلام من الصحابة والتابعين. بقية السلالة الطاهرة من ألقاب الأشراف وقد يقال فيه بقية السلالة الطاهرة الزكية وربما أطلق علـى غيرهـم. وبذلـك يكتـب لصاحب تونس لادعائه أنه من نسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والسلالة في الأصل ما استل من الشيء والمراد هنا النطفة لأنها مستلة من الإنسان. بقية الملوك والسلاطين من ألقاب من له سلفٌ من الملك كصاحب حصن كيفا من بقايا الملوك الأيوبية. بقية الأصحاب من ألقاب الوزراء أرباب الأقلام ومن في معناهم. بقيـة شجـرة الفخـار من ألقاب ذوي الأصالة العريقين في النسب وبه يكتب لابن الأحمر صاحب الأندلس. بهـاء الأعيـان مـن ألقاب أرباب الأقلام والبهاء الحسن والأعيان جمع عين تجمع على أعينٍ وعيونٍ وأعيانٍ والمراد هنا الخيار إذ عين كل شيءٍ خياره. بهاء الأنام من ألقاب أرباب السيوف غالباً وربما أطلق على غيرهم والأنام الخلق. بهاء العصابة العلوية من ألقاب الأشراف وبه يكتب لأميري مكة والمدينة المشرفتين والعصابة بالكسر الجماعة من الناس وتجمع على عصائب والعلوية نسبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. حرف التاء المثناة من فوق تاج العلماء والحكام من ألقاب القضاة والتاج ما يوضع على الرأس وهو معروف. تاج الأمناء من ألقاب التجار الخواجكية ويصلح لكتاب الأموال أيضاً. تـاج الفضـلاء مـن ألقـاب أربـاب الأقلـام. ورأيـت في بعض الدساتير الشامية تاج الفضلاء المنشئين وهو مناسب لمن هو في أول نشأته وابتداء رياسته وحداثة سنه. تـاج الملـة مـن الألقـاب التـي يشتـرك فيهـا أربـاب السيـوف والأقلـام جميعاً. والملة في أصل اللغة الدين والشريعة والمراد هنا ملة الإسلام والألف واللام فيها للعهد الذهني. حرف الثاء المثلثة ثقة الدولة من ألقاب التجار الخواجكية وربما قيل ثقة الدولتين والثقة في اللغة الأمين وخص ذلك بالتجار لترددهم في الممالك ويحسن أن يلقب به المترددون في الرسائل بين الملوك. حرف الجيم جامع كلمة الإيمان من الألقاب السلطانية. جامع طرق الواصفين من ألقاب الصوفيـة وأهـل الصلـاح وربمـا قيـل جامـع الطـرق ويصلـح أن يكون من ألقاب العلماء أيضاً. جمال الإسلام من ألقاب العلماء وربما قيل جمـال الأكابـر مـن ألقـاب التجـار الخواجكيـة وقـد يستعمل لأرباب الأقلام والجمال في اللغة الحسن. جمال الذرية والمراد ذرية النبي صلى الله عليه وسلم لأن الذرية تشمل أولاد البنات وقد عد جمال الصدور من ألقاب أرباب الأقلام والصدور جمع صدر والمراد صدور المجالس. جمال الأئمة من ألقاب العلماء وربما قيل جمال الأئمة العارفين. جمال البارعين من ألقاب أرباب الأقلام والبارعين جمع بارعٍ وهو الناهض. جمال البلغاء من ألقاب كتاب الإنشاء ونحوهم. جمال الطائفة الهاشمية من ألقاب الشرفاء والطائفة في أصل اللغة اسم للقطعة من الشيء. قال ابـن عبـاس وتطلـق علـى الواحـد فمـا فوقـه والهاشميـة نسبـةٌ إلـى هاشـم: وهـو هاشم بن عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم. جمـال العتـرة الطاهـرة من ألقاب الشرفاء أيضاً وربما اقتصر على جمال العترة فقط. وعترة الرجل نسله وأهله الأدنون والمراد عترة النبي صلى الله عليه وسلم. جمال العصبة الفاطمية من ألقاب الشرفاء أيضاً والعصبة بفتح العين والصاد واحدة العصبات وهي في أصل اللغة البنون والقرابة للأب. قال الجوهري: سموا عصبةً لأنهم عصبوا بالشخص بمعنى أنهم أحاطوا به: فالأم طرف والأب طرف والعم جانب والأخ جانبٌ. والمراد هنا أبناء فاطمـة رضـي اللـه عنهـا وهـم أحد أفراد العصبة. ولا يجوز أن يقال العصبة بضم العين وإسكان الصـاد: لـأن المـراد بذلـك الرجـال ما بين العشرة والأربعين كما قاله الجوهري. وبنو فاطمة رضي جمال العلماء من ألقاب أهل العلم. جمال الفضلاء من ألقاب أرباب الأقلام من العلماء والكتاب وربما قيل جمال الفضلاء المفيدين ونحو ذلك ويختص حينئذ بالعلماء. جمال الكتاب من ألقاب كتاب الإنشاء وغيرهم من الكتاب. جمال المملكة من ألقاب الكتاب. جمال الورعين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح. جمال أهل الإفتاء من ألقاب أكابر العلماء. جلال الإسلام من ألقاب أرباب الأقلام ويصلـح أن يكـون لقبـاً لبعـض الملـوك وبـه يكتـب لإمـام الزيدية باليمن وربما قيل جلال الإسلام والمسلمين. جلال الأصحاب من ألقاب الوزراء ومن في معناهم. جلال الأكابر من ألقاب أرباب الأقلام وبه يكتب لناظر الخاص. جلال الحكام من ألقاب أكابر القضاة والجلال في اللغة العظمة. جلال العترة الطاهرة من ألقاب الشرفاء وبه يكتب لأميري مكة والمدينة المشرفتين. جلال العلماء في العالمين من ألقاب أهل العلم وربما قيل جلال العلماء العاملين ونحو ذلك. جلال الأسرة الزاهرة من ألقاب الأشـراف. والأسـرة بضـم الهمـزة الرهـط والمـراد رهـط بنـي هاشمٍ والزاخرة المضيئة وبه سمي الكوكب المعروف بالزهرة. جهبذ الحذاق من ألقاب الكتاب وربمـا قيـل جهبـذ الحـذاق المتصرفيـن والجهبـذ بفتـح الجيـم وإسكـان الهـاء وفتـح الموحـدة النقاد للذهب والفضة ولذلك يقال للصيرفي جهبذ. والمراد هنا أنه ينقد الأمور فيستخرج جيدها من رديئها كما يفعل الصيرفي. حرف الحاء المهملة حاكم الحكام من ألقاب قضاة القضاة. حاكم أمور ولاة الزمان من ألقاب أرباب السيوف وربما كتب به لبعض الملوك. حافظ الأسرار من ألقاب كاتب السر. حجة الأمة من ألقاب قضاة القضاة وأكابر العلماء والحجة في اللغة البرهان ومنه قوله تعالى: حجة الأئمة من ألقاب أكابر العلماء والأئمة جمع إمام وقد تقدم أنه الذي يقتدي به. حجة البلغاء من ألقاب أرباب الأقلام وهو بالكتاب أمس. حجة المذاهب من ألقاب أكابـر العلمـاء وربمـا قيـل حجـة المذهـب إذا أريـد مذهبـه خاصـة وهو دون الأول. حجة المفتين من ألقاب أكابر العلماء والمراد بالمفتين من هم أهلٌ للفتوى في الأحكام الشرعية. حرز الإمام من ألقاب الوزراء ومن في معناهم من حفظة الأموال. والحرز في اللغة الموضع الحصين والمراد بالإمام السلطان ومن في معناه. حسام أمير المؤمنين من ألقاب أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم. والحسام من أسماء السيف سمي بذلك أخذاً من الحسم وهو القطع. حسنة الأيام من ألقاب أكابر الأقلام من الوزراء والقضاة ومن في معناهم. والحسنة خلاف السيئـة والمـراد أن الأيـام أحسنـت بالامتنان به. وقد ذكر القاضي شهاب الدين بن فضل الله في بعض دساتيره أنه يصلح لكل من له سلف في الكتابة وهو بعيد المأخذ. حكم الملوك والسلاطين من ألقاب قضاة القضاة والحكم بمعنى الحكم. حرف الخاء المعجمة خادم الحرمين الشريفين من الألقاب السلطانية والمراد حرم مكة المشرفة والمدينة النبوية الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام. خالصـة الدولـة مـن ألقـاب الوزراء والخالصة في اللغة بمعنى الخاصة. يقال هذا لي خالصة يعني خاصـةً. ومنـه قولـه تعالـى: خالصـة الملـوك والسلاطيـن مـن ألقـاب أربـاب الأقلـام. قـال فـي عـرف التعريـف: وهـو في حق من لم يكن حاكماً في مقام حكم الملوك والسلاطين لمن هو حاكمٌ. خالصة أمير المؤمنين من ألقاب أرباب الأقلام. خالصـة الإمـام مـن ألقـاب الصوفية وربما جعل من ألقاب العلماء أيضاً والمراد الخليفة أو السلطان. خالصة سلف الأنصار من الألقاب التي يكتب بها لابن الأحمر صاحب الأندلس لأنه يذكر أنه من ذرية سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه ويصلح لكل من وافقه في ذلك وكـان الأحسـن أن يقـال: خلاصـة بـدل خالصـة لمـا تقـدم من أن المراد بالخالصة الخاصة. والمراد بالأنصـار أنصـار النبـي صلـى اللـه عليـه وسلـم وهم الأوس والخزرج الذين هاجر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة. خطيب الخطباء من ألقاب أكابر الخطباء وربما كتب به لقضاة القضاة إذا أضيف له خطابة خلف الأولياء من ألقاب أولاد الصالحين. خليفة الأئمة من ألقاب الشيعة والمراد من يعتقدونه من الأئمة المعصومين كالإمامية ونحوهم. وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن. خليـل أميـر المؤمنيـن مـن ألقـاب أولـاد السلطـان وربمـا كتـب بـه لبعـض الملـوك والخليـل بمعنى الصديق. خلاصة الخلافة المعظمة من ألقاب بعض الملوك والخلاصة: الذي خلص من الثفل ونحوه. ويقال فيه خلاص أيضاً بغير هاء. خلاصة سلف القوم من ألقاب الصوفيه وأهل الصلـاح والقـوم يختـص فـي اللغـة بالرجـال دون النساء قال تعالى: خيرة الإسلام من ألقاب أهل الصلاح فيما ذكره في عرف التعريف: ويصلح لأهل العلم أيضاً. والخيرة الاسم من قولك: اختار فلانٌ فلاناً والمراد أن الإسلام اختاره. حرف الدال المهملة دليل المريدين إلى أوضح الطرائق من ألقاب مشايخ الصوفية والمراد بالمريدين طلاب الطريق إلى الله تعالى. حرف الذال المعجمة ذخر الإسلام والمسلمين من ألقاب الملوك وبه يكتب لصاحب تونس وملك التكرور. والذخر في اللغة مصدر ذخرت الشيء أذخره بفتح الخاء إذا جعلته دخيرةً. ذخر الأمة من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم. ذخر الدولة من ألقاب أرباب السيوف وقد يقع في ألقاب الصلحاء والعلماء. ذخر الغزاة والمجاهدين من ألقاب أرباب السيوف أيضاً. ذخر الطالبين من ألقاب الصلحاء والعلماء والمراد طالبو الوصول إلى الحق أو نحو ذلك. ذخر المسلمين من ألقاب الملوك وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن فيما ذكره في التعريف. ذخر الملة من ألقاب أرباب السيوف وقد تقدم معنى الملة. ذخر الممالك من ألقاب بعض الملوك. وربما قيل ذخر المملكة. ذخـر الموحديـن مـن ألقـاب أكابـر أربـاب السيـوف كالنائـب الكافـل ونحـوه وجعلـه في عرف التعريف خاصاً بالكافل دون غيره. ذخر أمير المؤمنين من ألقاب الملوك وهو دون خليل أمير المؤمنين. حرف الراء المهملة رأس الصدور من ألقاب أكابر أرباب الأقلام في الجملة من أهل العلـم والكتـاب ومـن يجـري مجراهم. والمراد رأس صدور المجالس. رأس العلياء من ألقاب أكابر أرباب الأقلام من العلماء والوزراء ومن في معناهم ويصلح لكل علي القدر في الجملة وبه يكتب إلى إمام الزيدية باليمن. رحلة الحفاظ من ألقاب المحدثين وقد تقدم أن الرحلة بضم الراء ما يرحل إليه والحفاظ جمع حافظٍ والمراد حفظ الحديث. رحلة القاصدين من ألقاب كبـار أربـاب الأقلـام وهـو بأهـل الكـرم والجـود أخـص والمـراد مـن يقصد بالترحال إليه. رحلة المحصلين من ألقاب العلماء والمراد من يرحل إليه لتحصيل العلم بالأخذ عنه. رحلة الوقت من ألقاب العلماء والمراد من انفرد في الوقت بالرحيل إليه لأخذ العلم عنه. رضي الدولة من ألقاب الكتاب والمراد من يرضيه أعيـان الدولـة بالتقريـب. ثـم الظاهـر أنـه بكسـر الضـاد بمعنـى مرضـي عنـد أعيـان أهـل الدولـة. ويجـوز أن يكـون بفتح الضاد على جعله هو نفس الرضا تجوزاً. رضي أمير المؤمنين من ألقاب أرباب الأقلام. والكلام فيه كالكلام في الذي قبله. ركـن الإسلـام والمسلميـن مـن ألقاب أكابر أرباب السيوف. وبه كان يكتب للنائب الكافل على ما هو مذكور في التعريف والركن واحد الأركان وهو معروف. ركن الأمة من ألقاب الملوك وبه يكتب لملك التكرور. ركن الملوك والسلاطين من الألقاب الملوكية وما في معنى ذلك من أرباب السيوف. ونقل في التثقيف أنه كتب به لبعض مشايخ التصوف ثم أنكره وقال: الأولى أن يكون بدله بركة الملوك والسلاطيـن ومـا ذكـره واضـح. على أنه في عرف التعريف قد أورده في ألقاب الصلحاء وكأنهم راعوا في ذلك أنه ركن لهم من حيث البركة والدعاء إلا أن الأول أظهر. ركن الأولياء من ألقاب أهل الصلاح على أن المراد أولياء الله تعالى ويجوز أن يكون من ألقاب أرباب السيوف وأرباب الأقلام أيضاً على معنى أن المراد أولياء الدولة. رئيـس الكبـراء مـن ألقـاب الـوزراء مـن أربـاب الأقلام ومن في معناهم. وأهل الشأم يستعملونه في أرباب الأقلام من قضاة القضاة ونحوهم وقد تقدم المراد بالصاحب في الكلام على الألقاب المفردة. حرف الزاي المعجمة زعيم الجنود من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل والزعيم الكفيـل. والمـراد هنـا التكفل بالجنود والقيام بأمرها. ويجوز أن يكون بمعنى السيد يقال لسيد القوم زعيمهم والأول أليق بالمقام والجنود جمع جند وهم الأعوان على ما تقدم. زعيم الجيوش من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم والجيوش جمع جيش وهو العسكر. زعيم الموحدين من ألقاب صاحب تونس على تخصيص الموحدين والمراد بالموحدين فيه أتباع المهدي بن تومرت الذين من بقاياهم ملوك تونس. كان المهدي المذكور قد سماهم الموحديـن تعريضـاً بـذم مـن كـان قبلـه ببلـاد المغـرب ممـن يدعـي التجسيم على ما سيأتي ذكره في الكلام على مكاتبـة صاحـب تونـس فـي المقالـة الرابعة إن شاء الله تعالى. ويجوز أن يراد بالموحدين هنا عامة أهل الإيمان ويكون المراد بالموحدين جميع المؤمنين. ويصح وقوع هذا اللقب حينئذ على غير صاحب تونس من الملوك ونحوهم ولذلك يكتب به لملك التكرور على ما ذكره في التعريف. زعيم المؤمنين من الألقاب التي يكتب بها لإمام الزيدية باليمن. ويصح وقوعه على غيره من ملوك المسلمين أيضاً كما في زعيم الموحدين إذا جعل عاماً في حق كل موحد على ما تقدم بيانه. زعيم جيوش الموحدين من ألقاب أكابر أربـاب السيـوف كنائـب السلطنـة بحلـب وبـه يكتـب زين الإسلام والمسلمين من ألقاب أرباب الأقلام والزين في اللغة نقيض الشين. زين الأعيان من ألقاب أرباب الأقلام والأعيان جمع عين وقد تقدم الكلام عليه. زين الأكابر من ألقاب التجار الخواجكية ومن في معناهم. زين الأنام من ألقاب صغار أرباب السيوف وربما كتب به لغيرهم. زين الأئمة من ألقاب العلماء وربما قيل زين الأئمة العلماء. زين البلغاء من ألقاب الكتاب ونحوهم. زين الحكام من ألقاب القضاة. زين الذوائب الهاشمية من ألقاب الشرفاء والذوائب بالذال المعجمة جمع ذؤابة بالهمز وهي ما يرخـى مـن الشعـر. قـال الجوهـري: وكـان الأصـل ذائب لأن الألف التي في ذؤابة كالألف التي في رسالة حقها أن تبدل منها همزة في الجمع ولكنهم استثقلوا أن تقع ألف الجمع بين الهمزتين فأبدلـوا مـن الأولـى واواً. وإنمـا اختص هذا اللقب بالشرفاء لأنهم من صميم عرب الحجاز وعادة عرب الحجاز إرخاء الرجال الذوائب. زي الزهاد من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح. زين العباد من ألقاب أهل الصلاح أيضاً. زين العترة الطاهرة من ألقاب الشرفاء وبه يكتـب لأميـري مكـة والمدينـة. وقـد تقـدم معنـى العترة. زين الكتاب من ألقاب كتاب الإنشاء وغيره. زين المجاهدين من ألقاب أرباب السيوف وربما قيل زين الأمراء المجاهدين وربما كتب به لبعض صغار الملوك كصاحب دنقلة ونحوه. زيـن المنشئيـن رأيتـه فـي بعـض الدساتيـر الشاميـة فـي ألقـاب الكتـاب ونحوهـم وهـو صالـح لكـل حدثٍ مترق في العلو. حرف السين المهملة سـداد الثغور من ألقاب الوزراء وهو بكسر السين وتخفيف الدال بعدها بمعنى أنه الذي تسد به الثغور أخذاً من سداد القارورة وهو ما يسد به فمها ومنه قول الشاعر: وافر أضاعونـي وأي فتًـى أضاعوا ليوم كريهةٍ وسـداد ثغـر! ويحكـى أن المأمـون نطـق بمثـل ذلـك بفتح السين بحضرة النضر بن شميل فرده عليه فأمر له بثمانين ألف درهم فكان النضر يفتخر بذلك ويقول: أخذت بإفادة حرفٍ واحد ثمانين ألف درهم. سفير الأمة من ألقاب الدوادار وكاتب السر وقد تقدم معنى السفير. سفير الممالك من ألقاب من تقدم وربما قيل سفير المملكة. سفير الملوك والسلاطين كذلك. سلطان الإسلام والمسلمين من الألقاب السلطانية. سلطان الأوان من الألقاب السلطانية الجليلة. سلطان البسيطة من الألقاب السلطانية والبسيطة الأرض أخذاً من البسطة وهي السعة ومنه قيل: تبسط فلانٌ في البلاد إذا سار فيها طولاً وعرضاً. سلطـان العـرب والعجـم والتـرك مـن الألقـاب السلطانيـة أيضـاً. وهـو غير محرر الوضع لأن العجم في اللغـة يقـع علـى مـن عـدا العـرب فـي الجملـة ولا يختـص بالفرس على ما هو المعروف بين العامة وهو مقصودهم هنا فالترك من جملة العجم فكان يكفي أن يقال سلطان العرب والعجم وإنما حملهم على ذلك زيادة الإطراء والمدح. سليل الأطهار من ألقاب الشرفاء والسليل الولد والمراد بالأطهار المبرؤون عن الأدناس. سليل الأكابر من ألقاب أولاد الأكابر والرؤساء. سليل الطيبين من ألقاب أرباب الأقلام من ذوي الأصالة. سليل الملوك والسلاطين من ألقاب أولاد الملوك ومن مضى له سلف في الملك. سيـد الأمـراء فـي العالميـن مـن ألقـاب أكابـر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم وربما كتب به لبعض الملوك عن الأبواب السلطانية. سيد الرؤساء في العالمين من ألقاب أكابر أصحاب الأقلام ككاتب السر ونحوه. سيد العلماء والحكام في العالمين من ألقاب القضاة. سيد الكبراء في العالمين من ألقاب أكابر أرباب الأقلام كناظر الخاص ونحوه. سيد الوزراء في العالمين من الألقاب الخاصة بالوزراء. سيد أمراء العالمين من ألقاب النواب المتوسطين. سيف الإسلام والمسلمين من ألقاب أرباب السيوف وربما كتب به لبعض الملوك. سيف الحق من ألقاب العلماء وأهل النظر. سيف الخلافة من الألقاب الملوكية وبه يكتب لملك التكرور. سيف المناظرين من ألقاب العلماء والمراد بالمناظرين أهل البحث والجدل أخذاً من النظر وهو الفكر المؤدي إلى الدليل. سيف النظر بمعناه أيضاً. سيف أمير المؤمنين من ألقاب أرباب السيوف كنواب السلطنة وهو في الرتبة المتوسطة. سيف جماعـة الشاكريـن مـن الألقـاب الخاصـة بصاحـب تونـس وهـذا اللقـب رأيتـه وارداً فـي التثقيف ولم أعرف له معنى وسألت قاضي القضاة ولي الدين بن خلدون هل يعرف لذلك معنىً فقال: لا. حرف الشين المعجمة شرف الأصفياء المقربين من ألقاب كبار التجار الخواجكية. شرف الدول من ألقاب أرباب بعض الملوك ويصلح لغير الغير الملوك أيضاً. شرف الأمراء في العالمين من ألقاب أرباب السيوف وربما قيل شرف الأمراء الأشراف في العالمين إذا كان شريفاً أو شرف الأمراء العربان في العالمين إذا كان غير أمير عرب وربما قيل شرف الأمراء المقدمين إذا كان مقدم ألف وقد يقتصر على شرف الأمراء فقط. شـرف الرؤساء في العالمين من ألقاب أكابر أرباب الأقلام كوزير الشأم ونحوه وربما اقتصر على شرف الرؤساء ويكون من ألقاب التجار الخواجكية ونحوهم. شرف الصلحاء في العالمين من ألقاب أهل الصلاح. شرف العلماء العاملين من ألقاب أكابر العلماء كقضاة القضاة ونحوهم وربما قيل شرف العلماء في العالمين. شرف الملوك والسلاطين من الألقاب الملوكية. شمس الأفق من ألقاب أكابر أرباب الأقلام وهو بالعلماء أليق لأن بهم يحصل النور كما يحصل بالشمـس. وهـو ما يتخيل انطباق السماء على الأرض بالنظر في كل ناحيةٍ فيه. وأصل الأفق الناحية ومنه قيل للنواحي آفاقٌ وإنما خص الشمس هنا بالإضافة للأفق لأنها عند مطلعها تكون في النظر أعظم صورةً. شمس الشريعة من ألقاب أكابر العلماء والمراد بالشريعة هنا شريعةٌ الإسلام استعيرت الشمس لها لمشابهتها لها في النور. شمس العصر من ألقاب العلماء والصلحاء ونحوهم. شمس المذاهب من ألقاب العلماء الأكابر والمذاهب جمع مذهب وهو ما يذهب إليه المجتهد وأصله في اللغة لموضع الذهاب. شيخ المشايخ من ألقاب العلماء وأهل الصلاح وربما قيل شيخ الشيوخ الإسلام. شيخ الملوك والسلاطين من ألقاب المسنين من الملوك. وهذا اللقب رأيته في كتاب وقف عن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب بعث به نجم الدين أيوب والد السلطان صلاح الدين يوسف. شيخ شيـوخ العارفيـن مـن ألقـاب الصوفيـه وأهـل الصلـاح ومرادهـم بالعارفيـن العارفـون باللـه تعالى. حرف الصاد المهملة صالح الأولياء من ألقاب إمام الزيدية باليمن ويصلح لأهل الصلاح أيضاً. صدر المدرسين من ألقاب العلماء. صدر مصر والشام من ألقاب أكابر العلماء كقضاة القضاة ونحوهم وإنما خص هذان القطران بالذكر لكثرة علمائهما وربما قيل صدر مصر والعراق والشام وربما اقتصر على صدر الشام فقط إذا كان برسم وظيفة في الشأم ونحو ذلك. صفوة الدولة من ألقاب من في معنى الوزراء كناظر الخاص ونحوه. صفوة الصلحاء من ألقاب أهل الصلاح. صفوة الأتقياء من ألقاب الصلحاء أيضاً. صفوة الملوك والسلاطين من ألقاب أرباب الأقلام كناظر الشام ونحوه وربما كتب بـه للتجـار الخواجكية. صلاح الإسلام من ألقاب الصوفية والعلماء. صلاح الدول من ألقاب بعض الملوك وبه يكتب لصاحب تونس. ويصلح أيضاً لأكابر أرباب الأقلام من الوزراء وغيرهم. صلاح الملة من ألقاب العلماء والصلحاء. حرف الضاد المعجمة ضيـاء الإسلـام مـن ألقـاب العلمـاء والصلحـاء وربمـا قيـل ضياء الإسلام والمسلمين والضياء خلاف الظلام وهو مخصوص بما كان مضيئاً لذاته بخلاف النور فإنه يقع على ما هو مكتسب النـور ولذلـك قـال تعالـى: ضياء الأنام من ألقاب من تقدم ذكره. حرف الطاء المهملة طراز العصابة العلوية من ألقاب الأشراف كأميري مكة والمدينة المشرفتين. والطراز في أصل اللغة علم الثوب. قال الجوهري: وهو فارسيٌّ معرب كأن صاحب اللقب جعل علماً لتلك الطائفة كما جعل الطراز علماً للثوب. حرف الظاء المعجمة ظل الله في أرضه من الألقاب السلطانية والظل ما يحصل عن الشاخص في ضوء الشمس والمـراد أن الخلـق يستظلـون بالسلطـان مـن حر الجور كما يستظل المستظل بظل الشجرة ونحوها من حر الشمـس. وقـال ابـن قتيبـة فـي أدب الكاتـب أصـل الظـل الستـر ومنـه قولهـم: أنـا فـي ظلـك أي فـي ستـرك ثـم اسـم الظـل مخصـوصٌ بما قبل الزوال أما بعد الزوال فإنه يسمى فيئاً لأنه يرجع من جهة الغرب إلى جهة الشرق أخذاً من قولهم فاء إذا رجع. ظهير الملوك والسلاطين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة. ظهير أمير المؤمنين من ألقاب أرباب السيوف أيضاً وربمـا كتـب بـه لبعـض الملـوك كصاحـب الأندلس ونحوه. ظهير الإمامة من ألقاب بعض الملوك وبه يكتب إلى صاحب التكرور. حرف العين المهملة عاقد البنود من ألقاب النائب الكافل ونحوه والعاقد فاعل من العقد نقيض الحل والبنود جمع بند بفتح الباء وإسكان النون وهو العلم الكبير. قال الجوهري: وهو فارسي معرب. عز الإسلام من ألقاب بعض الملوك وبه يكتب إلى ملك التكرور. عـز الإسلـام والمسلمين من ألقاب الرتبة الوسطى من نواب السلطنة ومن في معناهم وربما كتب عدة الدنيا والدين من ألقاب الملوك وبه يكتب لصاحب تونس. والعدة بالضم في اللغة مـا أعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح ونحو ذلك وهو المراد هنا وربما أطلق علـى نفـس الاستعداد. عدة الملوك والسلاطين من ألقاب أصاغر أرباب السيوف. عضـد الملـوك والسلاطيـن مـن ألقاب متوسطي أرباب السيوف وقد تقدم أن أصل العضد لما بين الساعد والكتف. عضـد أميـر المؤمنيـن مـن ألقاب أكابر أرباب السيوف من نواب السلطنة وغيرهم. وربما كتب به إلى بعض الملوك كملك التكرور. علم الدولة من ألقاب الأمراء والوزراء ومن في معناهم وقد تقدم معنى العلم ومعنى الدولة. علم الزهاد من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وقد تقدم أن المراد بالعلم الراية وبالزهد الإقلاع عن الدنيا. علم العلماء الأعلام من ألقاب أكابر أهل العلم وربما قيل علم المفسرين أو علم النجـاة ونحـو ذلك. علم الهداة من ألقاب إمام الزيدية باليمن ويصلح لأكابر العلماء والصلحاء. والهداة جمع هادٍ علم الأعلام من ألقاب العلماء والصلحاء ويصلح لأرباب السيوف أيضاً. عماد الحكام من ألقاب أكابر القضاة وربما قيل عماد الحكام البارعين أو عمـاد الحكـام فـي العالميـن ونحـو ذلـك. وأصـل العمـاد فـي اللغـة الأبنيـة الرفيعـة. واحدهـا عمـادةٌ ومنه قيل: فلانٌ طويل العماد كأن بناءه بالارتفاع صار علماً لزائريه. عماد العرب من ألقاب أكابر أمراء العربان كأمير آل فضل ونحوه. عماد الدولة من ألقاب الأمراء وأكابر الوزراء ونحوهم. عماد الملة كذلك. عماد المحدثين من ألقاب علماء الحديث النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام وبه يكتب لقضاة القضاة ومن في معناهم. عمدة الملوك والسلاطين من ألقاب صغار أرباب السيوف وهو دون عدة الملـوك والسلاطيـن والعمدة في اللغة ما يعتمد عليه. عون العساكر من ألقاب ناظر الجيش ونحوه والعون في اللغة الظهير والمعاون. عون جيوش الموحدين من ألقاب بعض الملوك وبه يكتب لملك التكرور ويصلح لكبار أرباب السيوف من أهل المملكة أيضاً. والعلاء بالفتح والمد مصدر علا في الشرف ونحوه يعلى بفتح اللام. عين المملكة من ألقاب أرباب الأقلام ونحوهم. عين الأعيان نحوه. حرف الغين المعجمة غرة الزمان من ألقاب أرباب الأقلام والغرة في أصل اللغة بياضٌ في جبهة الفرس فوق الدرهم شبه بالغرة في وجه الفرس لظهروها وتحسين الفرس بها. غوث الأنام من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل ونحوه وقد تقدم معنى الغوث. غياث الأنام من ألقاب أكابر الملوك كصاحب الهند ونحوه. وقد تقدم معنى الغياث. غياث الأمة نحوه. حرف الفاء فاتح الأقطار من الألقاب السلطاني والفاتح فاعلٌ من الفتح وهو معروف والأقطار جمع قطر وهو الناحية والجانب والمراد نواحي الممالك. فارس المسلمين من ألقاب أكابر أرباب السيوف ذكره ابن شيثٍ من كتاب الدولة الأيوبية في معالم الكتابة. فخر الأسرة الزاهرة من ألقاب الشرفاء كأميري مكة والمدينـة المشرفتيـن وأسـرة الرجـل بضـم الهمزة رهطه. فخر الأعيان من ألقاب التجار الخواجكية ويصلح لغيرهم من الرؤساء أيضاً. فخر الرؤساء من ألقاب التجار الخواجكية. فخر السلالة الزاهرة من ألقاب الأشراف كأميري مكة والمدينة المشرفتين والسلالة الزاهرة تقدم الكلام على معناها. فخر الصدور من ألقاب أرباب الأقلام وربما كتب به للتجار الخواجكية. فخر الصلحاء من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح. فخر العباد من ألقاب أهل الصلاح أيضاً. فخر المجاهدين من ألقاب أرباب السيوف. فخر المحدثين من ألقاب أصحاب الحديث. فخر المدرسين من ألقاب العلماء وبه يكتب لقضاة القضاة ونحوهم. فخر المفيدين من ألقاب العلماء أيضاً. فخر الملوك والسلاطين من ألقاب بعض الملوك. فخر النسب العلوي من ألقاب الشرفاء أيضاً وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن. فرد السالكين من ألقاب أهل الصلاح. فرد الزمان من ألقاب العلماء والصلحاء. فرد الوجود من ألقاب العلماء وأهل الصلاح. فرع الشجرة الزكية من ألقاب الشرفاء. حرف القاف قامع البدعة من ألقاب أكابر العلماء وربما قيل قامع البدع وقد يقال قامع البدع ومخفي أهلها والقامع فاعلٌ من قمعه إذا ضربه بالمقمعة وهي محجنٌ من حديد يضرب به على رأس الفيل والبدعة واحدة البدع وهي خلاف السنة النبوية وما عليه الجماعة. قدوة الأولياء من ألقاب أهل الصلاح. قدوة البارعين من ألقاب أرباب الأقلام وهو بالكتاب أليق والبارع الماهر. قدوة البلغاء من ألقاب أرباب الأقلام. وهو بكتاب الإنشاء ومن في معناهم أخص. قدوة الخلف من ألقاب العلماء وأهل الصلاح والخلف في اللغة الذي يجيء بعد غيره ويقوم مقامه والمراد خلف من سلف من علماء الأمة أو صالحيها. قدوة العلماء من ألقاب أكابر أهل العلم وربما قيل قدوة العلماء العاملين ونحو ذلك. قدوة الفرق من ألقاب العلماء والمراد فرق أهل الحق من أرباب المذاهب والعقائد الصحيحة والفرق جمع فرقة. قدوة الفضلاء من ألقاب أكابر العلماء والفضلاء جمع فاضل وهو خلاف الناقص. قدوة الكتاب من ألقاب أكابر كالوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم من كاتـب السـر ونحوه. قدوة المجتهدين من ألقاب كبار العلماء وقد تقدم في الألقاب أن الاجتهاد عبارةً عن استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس. قدوة المحققين من ألقاب أكابر العلماء وقد تقدم معنى التحقيق. قـدوة المسلكيـن مـن ألقـاب الصوفيـه وأهل الصلاح والمراد بالمسلكين المعرفون الطريق إلى الله تعالى كما تقدم بيانه. قدوة المشتغلين من ألقاب أهل العلم والمراد الاشتغال بالعلم. قدوة الموحدين من الألقاب الخاصة بصاحب تونس لوقوع الموحدين في اصطلاحهم على أتباع المهدي بن تومرت وصاحب تونس الآن من بقاياهم كما تقدم. قسيم أمير المؤمنين من الألقاب السلطانية وهو فعيلٌ بمعنى فاعلٍ فيكون معناه يقاسم أميـر المؤمنين والمراد مقاسمته الأمر. قطب الزهاد من ألقاب أهل الصلاح والقطب تقدم معناه. قطب الأولياء من ألقابهم أيضاً والأولياء جمعولي وهو خلاف العدو والمراد أولياء الله تعالى. قوام الأمة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والقوام بالكسر نظـام الشـيء وعمـاده وملاكـه يقال فلانٌ قوام أهل بيته ومنه قوام الأمر بمعنى نظامه. قوام الجمهور قال في عرف التعريف: هو من ألقاب الوزراء والجمهور من الناس جلهم أخذاً من الجمهور وهي الرملة المجتمعة المشرفة على ما حولها. قوام الدولة من ألقاب الكتاب وهو بالكسر أيضاً. قوام المصالح من ألقاب أكابر الكتاب من الوزراء ومن في معناهم وهو بالكسر أيضاً والمصالح جمع مصلحة وهي خلاف المفسدة. قوام الإسلام من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو بالكسر كالذي قبله. حرف الكاف كافل السلطنة من ألقاب كبار النواب كنائب دمشق وقد تقدم معنى الكافل في الكلام على كافل الممالك الإسلامية من ألقاب النائب الكافل: وهو النائب بحضرة السلطان. كافي الدولة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والكافي اسم فاعلٍ من الكفاية. كنز التقـى مـن ألقـاب الصوفيـة وأهـل الصلـاح والكنـز فـي أصـل اللغـة المـال المدفـون استعيـر لصاحب اللقب لأنه الشيء المكنوز لذلك الباب. كنز الطالبين من ألقاب العلماء. كنز العلماء من ألقاب أهل العلم وربما قيل كنز المفسرين أو كنز المتفقهين ونحو ذلك. كنز المسلكين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح. كهف الأسرة الزاهرة من ألقاب الشرفاء والكهف الملجأ ومنه قولهم: فلانٌ كهفٌ. والأصل في الكهف البيت المنقور في الجبل ويجمع على كهوف وقد تقدم الكلام على الأسرة والزاهرة. كهف الكتاب من ألقاب أكابر الكتاب كالوزير من أرباب الأقلام وكاتب السر ومن في معناهم. كهف الملة من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم كوكب الأسرة الزاهرة من ألقاب الأشراف كأميـري مكـة والمدينـة المشرفتيـن والكوكـب واحـد الكواكب وهو يقع على النجوم والشمس والقمر. كوكب الذرية من ألقاب الشرفاء أيضاً والمراد الذرية العلوية. لسان الحقيقة من ألقاب الصوفية واللسان هنا جارحة الكلام والحقيقة خلاف المجاز وهي في الأصل عين الحق والمراد هنا معرفة الأمر على ما هو عليه. لسان الحفاظ من ألقاب المحدثين والوعاظ والمراد المتكلم عنهم يقال: فلان لسان القوم إذا كان متكلماً عنهم ويجوز أن يكون المراد اللسان الذي هو جارحة الكلام ويكون المعنى آلتهم للكلام كما أن اللسان آلة الكلام للمتكلم ويجوز أن يكون من اللسان بمعنى اللغة كما في قوله تعالى: لسان الدولة من ألقاب كاتب السر ومن في معناه واللسان فيه يحتمل المعنيين. لسان السلطنة من ألقاب كاتب السر. لسان المتكلمين من ألقاب العلماء والمتكلمون يجوز أن يراد بهم كل متكلم في الجملة تعميماً للمدح ويجوز أن يراد العلماء بعلم الكلام وهو أصـول الديـن لـأن أصحابـه هـم أربـاب النظـر الدقيق والبحث لدقة متعلقه وهو الظاهر. لسان الممالك من ألقاب كتاب السر والممالك جمع مملكة وهي موضع الملك والمعنى أنه يتكلم بلسان ملوك الممالك. حرف الميم مالك زمام الأدب من ألقاب البلغاء من الكتاب ونحوهم ويصلح لكاتب السر ومن في معناه. مانح الممالـك والأقاليـم والأمصـار مـن الألقـاب السلطانيـة والمانـح المعطـي والممالـك تقـدم ييانهـا والأقاليم جمع إقليم وله معنيان أحدهما واحد الأقاليم السبعة التي تسميها الحكماء ممتدة في طول الأرض ما بين المغرب والمشرق والثاني الواحد من الأقاليم العرفية كمصر والشام والعراق وما أشبه ذلك وقد مر القول فيهما. متعمد المصالح من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والمراد بالمتعمد المتقصد. مجد الإسلام من ألقاب صغار أرباب السيوف. مجد الإسلام والمسلمين من ألقاب متوسطيهم. مجد الأمراء من ألقاب أصاغر أرباب السيوف كأمراء العشرين ونحوهم. مجد الرؤساء من ألقاب التجار الخواجكية. مجلـي الغياهـب مـن ألقاب أكابر العلماء والمجلي بالتشديد الكاشف يقال: جلا الأمر إذا أوضحه وكشفه ومنه جلوت السيف ونحوه إذا كشفته من الصدإ والغياهب جمع غيهب وهو الظلمة الشديدة يقال: فرسٌ أدهم غيهب إذا اشتد سواده. مجمل الأمصار من ألقاب أكابر أرباب الأقلام والمجمل فاعل الجمال والأمصار جمع مصرٍ وهو الإقليم. مجهـدٌ نفسـه فـي رضـا مولاه من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح والمراد به المعمل نفسه للغاية. يقال: اجهد جهدك في هذا الأمر أي أبلغ غايتك والمراد بالمولى هنا الخالق سبحانه وتعالى. محيي السنة من ألقاب العلماء والصلحاء. محيي العدل في العالمين من الألقاب السلطانية. مدبر الجيوش من ألقاب ناظر الجيش. مدبر الممالك من ألقاب الوزراء وربما قيل مدبر الدولة والمدبر فاعل التدبير وقد تقدم معناه في الكلام على المدبري في جملة الألقاب المفردة. مدبر أمور السلطنة من ألقاب الوزراء وكتاب السر وغيرهم. مذكر القلوب من ألقاب الخطباء والوعاظ والمذكر فاعل التذكيـر وهـو الأخـذ بالذكـرى ومنـه قوله تعالى: مذل البدعة من ألقاب علماء السنة والمذل نقيض المعز. مذل حزب الشيطان من ألقاب العلماء والصلحاء والحزب الطائفة وحزب الرجل أصحابه. مرتب الجيوش من ألقاب ناظر الجيش. مرتضى الدولة من ألقاب الكتاب والمرتضى بمعنى المرضي المقبول. مترضى الملوك والسلاطين من ألقاب أرباب السيوف والأقلام جميعاً. مستخدم أرباب الطبل والعلم من ألقاب النائب الكافل ونحوه. مشيد الممالك من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والمشيد فاعل التشييد وهو رفع البناء. مشير الدولة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم والمشير الذي يشير على غيره بالرأي. مشير السلطنة مثله. مشير الملوك والسلاطين مثله. مظهر أنباء الشريعة من ألقاب العلمـاء وهـو بضـم الميـم وإسكـان الظـاء علـى أنـه فاعـلٌ مـن الظهور والأنباء جمع نبأٍ وهو الخبر والمراد أنه يظهر أخبار الشريعة ويذيعهـا ويجـوز أن يكـون بفتح الميم على أنه هو نفس المظهر وهو أبلغ. معز الإسلام والمسلمين من ألقاب النائب الكافل ومن في معناه. معز السنة من ألقاب العلماء والسنة خلافا البدعة. معين الحق وناصره من ألقاب الحكام من أرباب السيوف وغيرهم. مفيد البلغاء من ألقاب أهل البلاغة من الكتاب وغيرهم. مفيد الطالبين من ألقاب العلماء. مفيد المناحج من ألقاب الوزراء والمناحج جمع منجح أخذاً من لنجاح وهو الظفر بالحوائج. مفيد أهل مصر والعراق والشام من ألقاب العلماء. مفيد كل غادٍ ورائح من ألقابهم أيضاً. مقرب الحضرتين من ألقاب التجار الخواجكية إذا كان متردداً بين مملكتين. مقرب الدول من ألقاب التجار الخواجكية وهو أعم من الأول. ملجأ الفقراء والمساكين من ألقاب النائب الكافل ونائب الشأم على ما استقر عليه الحال آخراً. ملجأ المريدين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح. ملك البحرين من الألقاب السلطانية والمـراد بحـر الـروم وبحـر القلـزم لأنهمـا يتقاربـان بيـن مصـر والشام على القرب من العريش. ملك البلغاء من ألقاب أهل البلاغة من الكتاب وغيرهم. مملك الممالك والتخوت والتيجان من الألقاب السلطانية أيضاً والمراد بالتخوت هنا تخوت الملك يريد أنه مملك الملوك من تحت يده. ممهـد الـدول مـن ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم وربما كتب به لبعض الملوك أيضاً وقد تقدم الكلام على التمهيد عند الكلام على الممهدي في جملة الألقاب المفردة. منبه الخواطر من ألقاب الخطباء والوعاظ والمنبه الموقظ والخواطر جمع خاطرٍ. منجد الملوك والسلاطين من ألقاب النائب الكافل وبه يكتب لإمام الزيديـة باليمـن. والمنجـد المعين أخذاً من قولهم: استنجدني فلانٌ فأنجدته أي استعان بي فأعنته. منشي العلماء والمفتين من ألقاب أكابر العلماء. منصف المظلومين من الظالمين من الألقاب السلطانية. مورد الجود من ألقاب الكرماء. موصل السالكين من ألقاب الصوفية والصلحاء. موضح الطريقة من ألقاب الصوفية والصلحاء أيضاً وربما قيل موضـح الطرائـق وقـد تقـدم أن المراد الطريق إلى الله تعالى. مولي الإحسان من الألقاب السلطانية والمراد بالمولي المنيل. مؤمـن الـأرض المحيطـة مـن الألقـاب السلطانيـة أيضـاً وكأنهـم يريـدون الـأرض المحيطة لاتساعها ويكـون المـراد أرض المملكـة وإلا فالـأرض محوطـةٌ من حيث استدارة الماء عليها لا محيطةٌ ملاذ الطالبين من ألقاب العلماء والصلحاء والمراد الملجأ. ملاذ العباد من ألقاب الصلحاء وفيه نظر لأن العبـاد لا يلـوذون إلا باللـه تعالـى ولا يلجـأون إلا إليه. ملاذ الكتاب من ألقاب أكابر الكتاب ككاتب السر ونحوه. مؤيد الملة من ألقاب العلماء. مؤيد أمور الدين كذلك. وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن. حرف النون ناصح الملوك والسلاطين من ألقاب التجار الخواجكية. ناصر السنة من ألقاب العلماء. ناصر الغزاة والمجاهدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل ونحوه وربما كتب به لبعض الملوك كملك التكرور ونحوه. ناصر الشريعـة مـن ألقـاب العلمـاء والشريعـة مـا شرعـه اللـه تعالـى مـن الديـن يقـال شـرع لهـم شرعاً وأصله من الشريعة التي هي مورد الماء. ناشر لواء العدل والإحسان من الألقاب السلطانية. نجل الأكابر من ألقاب ذوي الأصالة والنجل النسل يقال: نجهل أبوه إذا ولده. نسب الإمام من ألقاب الشرفاء كأميري مكة والمدينة المشرفتين والنسيب القريب يقال: فلـان نسيب فلان أي قريبه وذلك أن مرجع بني العباس والعلويين إلى بني هاشم. نسيب أمير المؤمنين مثله. نصر الغزاة والمجاهدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم وهو عندهم فوق ناصر الغزاة. نصير الغزاة والمجاهدين كذلك وهو عندهم دون الأول وفوق الثاني وفيه كلام يأتي ذكره. نظام الدولة من ألقـاب أكابـر السيـوف والكتـاب وقـد تقـدم الكلـام علـى النظـام فـي الألقـاب المفردة. نظام الممالك من ألقاب الوزراء وكتاب السر ونحوهم. نظام المناجح من ألقابهم أيضاً. نور الزهاد من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح. حرف الهاء همـام الدولـة مـن ألقـاب أربـاب السيـوف وقد تقدم في الكلام على الألقاب المفردة أن الهمام بمعنى حرف الواو وارث الملك من الألقاب السلطانية. ولي أمير المؤمنين من الألقاب التي يشترك فيها أرباب السيوف والأقلام كالوزراء وقضاة القضاة وكاتب السر ومن في معناهم والولي في اللغة خلاف العدو. حرف اللام ألف لابس ثوب الفخار من ألقاب أكابر أرباب الأقلام. لافت الغواة إلى طريق الرشاد من ألقـاب الصلحـاء والوعـاظ واللافـت الصـارف يقـال: لفـت وجهه عني إذا صرفه وأصل اللفت اللي والغواة جمع غاوٍ وهو الضال يقال: غوى يغوي غياً إذا ضل فهو غاوٍ. حرف الياء يميـن الملوك والسلاطين قال في عرف التعريف: يختص بالدوادار وكاتب السر وقد تقدم الكلام على معنى ذلـك فـي الكلـام علـى اليمينـي فـي الألقـاب المفـردة وأن المـراد يميـن السلطـان التـي يتنـاول بهـا وإلا فمجلس كاتب السر عن يسار السلطان والدوادار واقفٌ أمامه. يمين المملكة مثله. النوع الثاني من الألقاب المفردة المؤنثة ولتأنيثها سببان السبب الأول الجمع بأن يجمع شيءٌ من الألقاب المذكرة المفردة أو المركبة فتنتقل من التذكير إلى التأنيث فإن الجموع كلهـا مؤنثة على ما هو مقرر في علم النحو ويتأتى ذلك في المطلقات مثل أن يجمع في صدر المطلـق بيـن المقـر الكريـم والجنـاب الكريـم والجنـاب العالـي والمجلـس العالـي ثـم يتبعهـا بالألقـاب التـي تليـق بها مما يأتي ذكره فيأتي بتلك الألقاب مجموعة بلفظ التأنيث مفردةً ومركبة مثل أن يكتب إلى المقـر والجنـاب الكريميـن والجنابـات العاليـة والمجلـس العالـي: الأميريـة الكبيريـة العالمية والعادلية المؤيدية الزعيمية العونية الغياثية المثاغرية المرابطية الممهدية المشيدية الظهيرية الكافليـة الفلانية إعزاز الإسلام والمسلمين سادات الأمراء في العالمين أنصار الغزاة والمجاهدينم زعماء الجيـوش مقدمـي العساكـر ممهـدي الـدول مشيـدي الممالـك عمـادات الملـة أعـوان الأمة ظهيري الملوك والسلاطين سيوف أمير المؤمنين ونحو ذلك. واعلم أن هذه الألقاب كلها من جملة الألقاب المفردة والمركبة المتقدم ذكرها فيستغنى عن بيان مشكلها وتعريف أحوالها هنا اكتفاءً بما تقدم إلا أن من الألقاب المجموعة ما يقوم لفظ الإفراد مقامـه بـأن يكـون اللقب اسم جنس مثل عضد ومجد ونحو ذلك مما لا يجوز جمعه لأنه يقصد به الجنس فيجوز للكاتب حينئذ أن يأتي بذلك بلفظ الجمع ولفظ الإفراد الذي معناه الجمع وقد أشـار إلى ذلك القاضي شهاب الدين بن فضل الله في التعريف في الكلام على المطلقات فقال عند ذكره اعتضاد الملوك والسلاطين ويجوز فيه أعضاد الملوك وعضد الملوك إطلاقاً للافراد على الجمع. السبب الثاني تأنيث اللقب الأصل الذي تتفرع عليه الألقاب الفروع وله حالتان الحالة الأولى أن يكون اللقب الأصل لمؤنث غير حقيقي كالحضرة واليد والباسطة فيأتي الألقاب المفرعـة عليهـا مؤنثـةً بنـاء علـى أن الصفـة تتبع الموصوف في تذكيره وتأنيثه على ما هو مقرر في علم النحو. أما نعوت الحضرة فمثل أن يقال: الحضرة الشريفـة العليـة السنيـة العالميـة العامليـة العادليـة الأوحديـة المؤيديـة المجاهدية المرابطية المثاغرية المظفرية المنصورية وما أشبه ذلك وأما النعوت الباسطة فمثل أن يقال: الباسطة الشريفة العالية المولوية الأميرية الكبيرية العالمية العادلية المؤيدية المحسني السيدية المالكية الفلاني. وفي معناها نعـوت اليـد. وألقـاب هذه الحالة كلها في معنى ما تقدم من الألقاب المذكرة لا تختلف الحال فيها إلا في التذكيـر والتأنيث وأنه ليس فيها ألقاب مركبة فيستغنى بما تقدم عن ذكر معانيها وأحوالها أيضاً. الحالة الثانية أن يكون اللقب الأصل لمؤنث حقيقي كالدار والستـارة والجهـة إذا كنـي بهـا عـن المرأة في الكتابة إليها مثل أن يقال: الدار الكريمة والستارة الرفيعة والجهة المصونة ونحو ذلك فتتبعها الألقاب المفرعة عليها أيضاً في التأنيث إلا أن لها معاني تخصها. وهي على ضربين: مفردةٍ ومركبةٍ كما تقدم في المذكرة وإن لم تبلغ شأوها في الكثرة. فأما المفـردة فكالشريفـة والكبرى والعالية والمعظمة والمكرمة والمحجبة والمصونة والخاتونيـة والخونـد وربمـا قيـل الوالديـة إذا كانـت والـدة حقيقـةً أو فـي مقامهـا والولديـة إذا كانـت بنتـاً حقيقـةً أو قائمـةً مقامها والحاجية إذا كانت حاجة ونحو ذلك. ثم الألقاب المفردة تارةً تكون مجردةً عن ياء النسب كالألقاب المتقدم ذكرها وقد تلحقها ياء النسب للمبالغة في التعظيم فيما تدخل فيه ياء النسب في المذكر مثل أن يقـال: المعظميـة والمكرمية والمحجبية وما أشبه ذلك. وهذه الألقاب أكثرها منقول عن المذكر فيستغنى عـن ذكر معانيها وأحوالها وفيها ألقاب لم يتقدم ذكر مثلها في المذكر كالمحجبية وهو مأخوذ مـن الحجاب كأنها محجوبةٌ عن أن يراها الناس ومنها المصونة وهو مأخوذٌ من الصيانة وهي جعل الشيء في الصوان وقايةً له عن مثل النظر والمس ونحو ذلك ومنها الخاتون وهو لفظ تركي معناه السيدة ومنها الخوند وهي لفظة عجمية بمعنى السيادة أيضاً. وأما المركبة فمثل جلال النساء وسيدة الخواتين في العالمين وشرف الخواتين وجميلة المحجبات وجليلة المصونات وقرينة الملوك والسلاطين وسليلة الملوك والسلاطين إذا كانت بنتاً لسلطانٍ أو في معناها وكريمة الملوك والسلاطين إذا كانت أخت سلطان. ومعاني هـذه الألقـاب ظاهـرةٌ معلومة. النوع الثاني من الألقاب المفرعة على الأصول ألقاب من يكتب إليه من أهل الكفر مما اصطلح عليها لمكاتباتهم واعلـم أنـه لـم يكـن ملـكٌ مـن ملـوك الكفـر ممن يكتب له عن الأبواب السلطانية غير النصارى لأنه لم يكـن لغيرهـم مـن أهـل الملـل بالقـرب مـن هـذه المملكـة مملكـةٌ قائمة بل اليهود ليس لهم مملكةٌ قائمة في قطر من الأقطار بعد غلبة الإسلام إنما يؤدون الجزية حيث حلوا إذ يقول تعالى في حقهم: ثم من يلقب من أهل الكفر في المكاتبات إن كان من متدينتهم كالباب والبطـرك ناسبـه مـن الألقاب ما فيه معنـى التنسـك والتعبـد وإن كـان مـن الملـوك ناسبـه مـا فيـه معنـى الشجاعـة والرياسـة والقيـام بأمـر دينـه وتحملـه أعبـاء رعيتـه ومـا فـي معنـى ذلـك. فقـد ثبـت في الصحيحين أن النبي صلـى اللـه عليـه وسلـم كتـب إلـى هرقـل: " مـن محمـدٍ رسـول اللـه إلـى هرقـل عظيـم الـروم " وفـي كتب السيرة أنه صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى: " من رسول الله إلى كسرى عظيم فـارس " وأنـه كتـب إلـى المقوقـس: " مـن محمـدٍ رسـول اللـه إلـى المقوقـس عظيـم القبـط " فعبـر عـن كل من الملوك الثلاثة بعظيم قومه لمناسبة ذلك لهم. وبالجملة فالألقاب التي تكتب إليهم على ضربين: الضرب الأول الألقاب المذكرة وهي نمطان النمط الأول المفردة وأكثر ما تبنى على صفات الشجاعة وما في معناها. وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم أيضاً مقفاةٌ عليها. حرف الألف الأسد من الألقاب التي اصطلح عليها بمعنى الشجاعة وهو في الأصل للحيوان المفترس ثم استعمل في الرجل الشجاع مجازاً لعلاقة ما بينهما من الشجاعة. الأصيل من الألقـاب التـي اصطلـح عليهـا لملوكهـم أيضـاً وقـد تقـدم فـي الكلـام علـى الألقـاب الإسلاميـة نقـلاً عن عرف التعريف أنه يختص بكل من له ثلاثة آباءٍ في الرياس وحينئذ فيكون هنا مختصاً بمن له ثلاثة آباءٍ في الملك على أنهم الآن لا يقفون مع ذلك بل يراعون من له أدنى الانجالـوس مـن الألقـاب التـي اصطلـح عليهـا لملوكهـم وهـي لفظـة يونانيـة معناهـا الملك واحد الملائكة وإنما كتب إليهم بذلك مضاهاةً للكتب الواردة عنهم ولعل الكاتب لم يعلم معنى ذلك وكذلك غيرها من الألفاظ التي في معناها. حرف الباء البالالوغس من الألقاب التي اصطلـح عليهـا لملوكهـم وهـي لفظـة يونانيـة أصلهـا البالـي لوغـس ومعناها الكلمة القديمة. حرف الجيم الجليل من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم ومعنى الجليل في اللغة العظيم لكن قد استعمل في ألقابهم في المكاتبات لملوكهم فيقال: الملك الجليل والمراد الجليل بالنسبة إلى ملوك الكفر وإلا فالكافر لا يوصف بالعظمة. وكان الأحسن أن لا يكتب به إليهم لا سيما وهو اسم من أسمائه تعالى. حرف الخاء المعجمة الخاشع من الألقاب التي اصطلح عليها لمتدينتهم: كالباب والبطرك. وقد تقدم في الألقـاب الإسلامية أنه يكون من ألقاب الصلحاء والصوفية وأن معنى الخاشع المتذلل. الخطير من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والخطير في اللغة الكبير الجليل القـدر ومنـه قولهم: أمرٌ له خطر أي مقدار كبيرٌ. حرف الدال المهملة الدوقس بضم الدال وكسر القاف من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم. وقد يقال الضوقس بالضاد بدل الدال وهي لفظة يونانية أصلها دقستين ومعناها المشكور. حرف الراء المهملة الروحانـي مـن الألقـاب التـي اصطلـح عليهـا للمتدينيـن منهـم وهـو بضـم الراء نسبة إلى الروح التي بها مناط الحياة للمخلوقين ومنه نسب إلى الملائكة والجن روحاني وبالفتح نسبةٌ إلى الروح بمعنى الرائحة والمعنى الأول أقرب إلى مراد الكتاب. حرف السين السميـدع مـن الألقـاب التـي اصطلـح عليهـا لملوكهـم. قـال الجوهـري: وهـو بضم السين وقال في كفاية المتحفظ بفتحها ومعناه السيد وكأن المراد: سيد قومه وزعيمهم. حرف الضاد المعجمة الضرغام من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو من أسماء الأسد لقب به ملوكهم لما فيه حرف الغين المعجمة الغضنفر بفتح الغين والضاد المعجمتين وسكون النون وفتح الفاء من أسماء الأسد اصطلـح الكتـاب علـى تلقيبهـم بذلـك لمـا فـي مـن معنـى الشجاعـة كالأسـد والضرغـام. علـى أنـه قـد يطلق في اللغـة علـى الرجـل الغليـظ كمـا حكاه الجوهري ولا بأس باستعمال الألفاظ التي لها كامل بارله في المكاتبات إلى الكفار. حرف القاف القديس بكسر القاف من الألقاب التي اصطلح عليها لمتدينتهم من الباب والبطريرك ونحوهما وأصله من التقديس وهو التنزيه. حرف الكاف الكرار بتشديد الراء من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والكرار صيغة مبالغة من الكر خلاف الفر. والمراد أنه يرجع في المحاربة على قرنه المرة بعد المرة ولا ينهزم عنه. الكمينيوس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو لفظ رومس معناه. . . . . . . حرف الميم المتبتل من الألقاب التي اصطلح عليها لمتدينتهم ومعناه المنقطع عن الدنيا. المتخت بفتح الخاء المعجمة المشددة من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهـم والمـراد أنـه ممـن يجلس مثله على تخت الملك لاستحقاقه له. المتوج بفتح الواو المشددة من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والمراد أنه ممن يلبس التاج لا ستحقاقه له. المحتشم من الألقاب التي اصطلح عليها لتجار الروم والفرنج والمراد بالمحتشم هنا الرئيس الذي له حشم وهو خوله وخدمه. وأصل الحشمة في اللغة الغضب وسمي خول الرجل وخدمه حشماً لأنهم يغضبون له وبعضهم يطلق المحتشم على المستحيي وعليه عرف العامة وهو المراد هنا وأنكره ابن قتيبة وغيره حتى قال النحاس إنه لا يعرف احتشم إلا بمعنى غضب وإن كان الجوهري قد حكاه. المعزز من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو اسم مفعول من العز خلاف الذل. الممجـد من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو مفعل من المجد. وقد تقدم الكلام عليه من الألقاب الإسلامية. حرف الهاء الهمـام مـن الألقـاب التـي اصطلـح عليهـا لملوكهـم وقـد تقـدم فـي الألقـاب الإسلاميـة أن معنـاه النمط الثاني من الألقاب التي يكتب بها لملوك الكفر الألقاب المركبة وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم أيضاً حرف الألف آخر ملوك اليونان من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهي تصلح لكل ملك ينتسب إلى اليونان أو قام مقامهم في الملك. واليونان أمةٌ معروفة مشهورة وكانت مملكتهم أولاً في الجانب الشرقي من الخليج القسطنطيني المعـروف الـآن ببلـاد الـروم ثـم ملكـوا بعدهـا العـراق والتـرك والهند وبلاد أرمينية والشـام ومصـر والإسكندريـة. ومنهـم أكثـر الحكمـاء والفلاسفـة وكانـت دولتهـم مـن أعظـم الـدول واختلـف فـي نسبهـم فنقل ابن سعيد عن البيهقي وغيره من المحققين أنهم من ولد أفريقش بن يونان بن علجان بن يافث بن نوحٍ عليه السلـام والمنقـول عـن التـوراة أن يونـان هـو ابـن يافـث لصلبـه واسمـه فيهـا يافان بفاء تقرب في اللفظ من الواو فعربت يونان وخالف كثير من المؤرخين فنسبوا يونان إلى عابر بن فالغ فجعله أخاً لقحطان جد العرب العاربة وأنه خـرج مـن اليمـن مغاضبـاً لأخيـه قحطـان فنـزل مـا بيـن الأفرنجـة والـروم واختلـط نسبـه بنسبهم. وقيل: بل اليونان من جملة الروم من ولد صوفر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام. أسوة الملوك والسلاطين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والإسوة بكسر الهمزة وضمها بمعنـى القـدوة ومنـه قولهـم: لـي فـي فلـانٍ إسـوةً يعنـي قـدوةً وكأنهـم جعلـوه إسـوةً لملـوك الكفـر يقتـدون به وإلا فلا يجوز إطلاق ذلك على الملوك من حيث هم لدخول ملوك الإسلام فيهم. العـادل في ملته من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم معنى العادل والملة في الكلام على الألقاب الإٍسلامية. العادل في مملكته من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم معنى العادل والمملكة في الأصل موضع الملك ثم أطلقت على الرعية مجازاً. الريـد أرغون من الألقاب التي اصطلح عليها بعض ملوكهم ممن يملك البلاد المعروفة بأرغون وقد ذكر في الروض المعطار بلاد أرغون وقال: هو اسم بلاد غرسيه بن شانجة تشتمل على بلاد ومنـازل وأعمـال ولـم يذكـر فـي أي حيـز هـي ولا فـي أي قطـر. وقـد رأيت هذا اللقب في التعريف للمقـر الشهابـي بـن فضـل اللـه فـي ألقـاب صاحـب القسطنطينيـة وفـي التثقيف لابن ناظر الجيش في ألقاب الأذفونش صاحب طليطلة من الأندلس ويحتاج إلى تحقيق من يملك هذه الطائفة منهما فيكتـب بـه إليـه. والريـد فـي لغتهـم بمعنى الملك كما تقدم في الكلام على ريد أفرنس في ألقاب الملوك. المنصف لرعيته من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والرعية من يسوسه الملك سموا بذلك تشبيهاً لهم بالغنم وله بالراعي. أوحد الملوك العيسوية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم ويصلح للمكانية واليعقوبية جميعاً لأنه لم يقيد بمذهب من مذاهب النصارى. أوحد ملوك اليعقوبية من الألقـاب التـي اصطلـح عليهـا لملـوك الحبشـة: لـأن ملكهـا مـن طائفـة اليعقوبية. حرف الباء بطل النصرانية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو صالح لكل واحد منهـم ومعنـى البطل في اللغة الشجاع سمي بذلك لأنه يبطل حركة قرنه. بقيـة أبنـاء التخـوت والتيجـان من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهي تصلح لكل منهم أيضاً من الملكانية واليعاقبة جميعاً. بقية الملوك الأغريقية من الألقاب التي اصطلح عليها لبعض الملوك من بقايا طائفة الأغريقية من اليونان وهم طائفة من اليونان تنسب إلى أغريقش ابن يونان المقدم ذكره وهـم اليونـان الـأول وقـد ذكـره فـي التعريـف فـي ألقاب ملك الكرج ولعله أطلع على أنه من بقايا هذه الطائفة وهو مما بقية سلف قيصر من الألقاب التي اصطلح عليها لبعض ملوكهم ممن انتسب إلى القياصرة ملوك الـروم أو قـام مقامهـم. وقيصـر اسم قديم لكل من ملك الروم وأصل هذه اللفظة في اللغة الرومية جاشر بجيم وشين معجمة فعربت قيصر ولها عندهم معنيان: أحدهما الشيء المشقوق عنه والثاني الشعر. واختلف في أول من لقب بذلك منهم فقيل: أغانيوش قيصر أول الطبقة الثانية من ملوك الروم ماتت أمه وهو حمل فشق بطنها وأخرج فسمي بذلك لما فيه من الشق عليه وقيـل يوليـوش قيصـر وهو الذي ملك بعد أغانيوش المقدم ذكره وقيل أغشطش قيصر وهو الذي ولـد المسيـح عليـه السلـام فـي زمانـه فقـد قيل إنه الذي ماتت أمه وهو حمل جوفها وأخرج فسمي بذلك وقيل لأنه ولد وله شعرٌ تامٌّ فسمي قيصر لوجود الشعر فيه حينئذ. حرف الجيم جامع البلاد الساحلية من الألقاب التـي تصلـح لكـل ملـك مملكـة متسعـةٍ علـى ساحـل البحـر كصاحب القسطنطينية ونحوه. حرف الحاء المهملة حافظ البلاد الجنوبية من الألقاب التي اصطلح عليها لملك الحبشة من النصارى على أنه يصلح لغيره من ملوك السودان أيضاً ممن أخذ في الجنوب من المسلمين وغيرهم. حامل راية المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهي تصلح لكل ملك كبيرٍ من ملـوك النصـارى والمـراد بالمسيحيـة الملـة المسيحيـة فحـذف الموصـوف وأقيمـت الصفة مقامه يريـدون ملـة المسيـح وهـو عيسـى عليـه السلـام. واختلـف فـي سبـب تسميتـه بالمسيح فقيل لأنه كان ممسوح القدمين بمعنى أنه لا أخمص له. وقيل لأنه مسح الأرض بالسياحة وقيل غير ذلك. أما تسمية الدجال بالمسيح فلأنه ممسوح العين لأنه أعور وقيل لأنه يمسح الأرض بالسير فيها. حامي البحار والخلجان من الألقاب التي تصلح لكل من مملكته منهم على البحر والبحار جمع بحـر وأصلـه فـي اللغـة الشـق ومنه سميت البحيرة المذكورة في القرآن وهي الناقة التي تشق أذنها فلا تعارض والخلجان جمع خليج وهو الجدول الصغير والمراد ما يتشعب من البحر كخليج القسطنطينية وجون البنادقة ونحوهما. حامي حماة بني الأصفر من الألقاب التي تصلح لملوك الروم والفرنج بالممالك العظام كصاحب القسطنطينية وغيره والمراد ببني الأصفر الروم فإنهم من ولد صوفر بن العيص بن إسحاق بن إبراهيـم عليه السلام والمؤرخو يعبرون عن صوفر بالأصفر. وإنما خصه بحماية الحماة تفخيماً له فإنه إذا حمى الحماة كان بحماية غيرهم أجدر. حرف الخاء المعجمة خالصة الأصدقاء من الألقاب التي اصطلح عليها ملوكهم والمراد بالخالصة هنا من ليس في صداقته شائبةً. خلاصة ملوك السريان من الألقاب التي تصلح لكل من ينسب إلى بقايا السريانيين من الملوك. والسريان أقدم الأمم في الخليقة وكانوا يدينون بدين الصابئة وينتسبون إلى صابيء بن إدريس عليـه السلـام. قـال ابـن حـزم: ودينهـم أقـدم الأديان على وجه الأرض ومدار مذاهبهم على تعظيم الروحانيات والكواكب. وكانت منازلهم أرض بابل من العراق. قال المسعودي: وهم أول ملوك الأرض بعد الطوفان. حرف الذال المعجمة ذخـر ملـوك البحار والخلج من الألقاب التي تصلح لكل ملك منهم على ساحل البحر وقد تقدم معنى الذخر والبحار والخلج هي الخلجان وقد تقدم معناها. ذخر الأمة النصرانية من الألقاب التي تصلح لجميع ملوك النصرانية من الملكانية واليعاقبة وقد تقدم معنى الذخر والأمة في الكلام على الألقاب الإسلامية. حرف الراء المهملة رضي الباب بابا رومية يجوز أن يكون بفتح الراء وكسر الضاد بمعنى مرضي الباب ويجوز أن يكـون بكسـر الـراء وفتـح الضـاد بمعنـى أنـه يجعـل نفـس رضـا البـاب وهـو أبلـغ. وهو من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم في الألقاب الأصول معنى البابا ورومية اسم لرومية التي بها الباب مقيم إضافة إليها لإقامته بها وقد مر القول عليها في الكلام على المسالك والممالك في المقالة الثانية. وتأتي الإشارة إليها في الكلام على مكاتبة الباب في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى. ركن الأمة العيسوية من الألقاب التي اصطلح عليها لكبار ملوكهم كملك الحبشة ونحوه ويصلح للملكانية واليعاقبة جميعاً. حرف الشين المعجمة شبيـه مـر يحنـا المعمـدان من الألقاب التي تصلح لكبار ملوكهم ومر يحنا بفتح الميم وسكون الراء المهملة وضم الياء المثناة تحت وبعدها خاء مهملة ونون. ومعنى مر السيد ويحنا بلغتهم يحيى والمـراد شبيـه السيـد يحيـى والمعمـدان بميميـن مفتوحتيـن بينهمـا عيـن مهملـة صفـة عندهـم ليحيى فهم يزعمون أن مريم عليها السلام خرجت بعيسى عليه السلام من الشأم إلى مصر وعادت به إلى الشـأم وهـو ابـن اثنتـي عشـرة سنـةً فتلقـاه يحيـى عليـه السلام وهو ابن خالته فغمسه في نهر الأردن وهـو عندهـم أصـل ماء المعمودية الذي لا يصح عندهم تنصر نصراني إلا به فأطلقوا على يحيى حرف الصاد المهملة صديق الملوك والسلاطين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والمراد أن فيه صداقةً ووداً لملوك الإسلام وسلاطينهم. حرف الضاد المعجمة ضابط الممالك الرومية من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية وهو نظير حافظ البلاد الجنوبية لملك الحبشة. حرف الظاء المعجمة ظهير الباب بابا رومية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقد تقدم معنى الباب بابا. حرف العين المهملة عز الملة النصرانية من الألقاب التي اصطلح عليها الأكابر ملوكهم. عماد بني المعمودية من الألقاب التي اصطلح عليها لكبار ملوكهم والعماد فـي اللغـة الأبنيـة الرفيعة يذكر ويؤنث وقد مر بيان معنى المعمودية في حرف الشين. حرف الفاء فارس البر والبحر يصلح لمن يكون مجاوراً للبر والبحر من الملوك كأصحاب الجزائر وقد يصلح فخر الملة المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وتصلح للملكانية واليعاقبة منهم. حرف الميم متبع الحواريين والأحبار الربانيين والبطاركة القديسين من ألقاب عظماء ملوكهم والمراد بالحوارييـن أصحـاب عيسـى عليـه السلام الذين بعثهم إلى أقطار الأرض للبشارة به وللدعاية إلى الله تعالى وعنهم أخبر تعالى بقوله " قال الحواريون نحن أنصار الله " وهم اثنا عشر نفساً أسماؤهم يونانية. أحدهم بطرس ويقال له شمعون الصفا وهو الذي بشر بالقدس وأنطاكية وما حولها. والثاني أندراوس. وهو الذي بشر ببلاد الحبشة والسودان. والثالث يعقوب بن زيري. وهو الذي بشر بمدينة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . والرابع يوحنا الإنجيلي وهو الذي بشر ببلاد أفسس وما معها. والخامس فيلبس ولم أقف على موضع بشارته. والسادس برتلوما وهو الذي بشر في الواحات والبربر. والسابع توما ويعرف بتوما الرسول وهو الذي بشر في السند والهند. والثامن متـى وهـو الـذي بشـر بـأرض فلسطيـن وصـور وصيـدا ومصـر وقرطاجنـة مـن بلـاد والتاسع يعقوب بن حلفا وهو ممن بشر ببلاد الهند أيضاً. والعاشر سمعان ويقال شمعان الصفا وهو الذي بشر بشمشاط وحلب ومنبج وبزنطية: وهي القسطنطينية. والحادي عشر بولس ويقال لـه تـداوس وهـو الـذي بشـر بدمـش وبالقـدس أيضـاً وبلـاد الـروم والجزائر ورومية. والثاني عشر يهوذا الأسخريوطي وهو الذي خرج عن طاعة المسيح ودل عليه اليهود ليقتلوه فألقى الله تعالى شبه المسيح عليه فأمسكه اليهود وقتلوه وصلبوه ورفع الله تعالى المسيح إليه وليس هذا من المراد بالحواريين هنا لأنه قد خرج عن دائرتهم. فلفظ الحواريين مأخوذ من الحور وهو شدة البياض سموا بذلك لصفائهم وتفانيهم في اتباع المسيح عن الدخل وقيل لأنهم كانوا في الأول قصارين يبيضون الثياب. والأحبار جمع حبر بفتح الحاء وكسرها وهو العالم. والربانيون جمع رباني وقد تقدم معناه في الألقاب الإسلامية. والبطاركة جمع بطرك وقد تقدم الكلام عليه في الألقاب الأصول وأن أصله بطريرك وأنه يقال فيه فطرك بالفاء بدل الباء وكان لهم خمسة كراسي كرسي برومية وهو الذي قعد فيه الباب وكرسي بالإسكندرية وهو الذي استقر لبطرك اليعقوبية الآن وكرسي ببزنطية وهي القسطنطينية وكرسي بأنطاكية وكان فيـه بطـرك النسطوريـة وكرسـي بالقـدس وهـو أصغرهـا عندهم. محيي طرق الفلاسفة والحكماء من الألقاب التـي اصطلـح عليهـا لصاحـب القسطنطينيـة لـأن مملكتـه منبع حكماء اليونان وفلاسفتهم. والفلاسفة جمع فيلسوف بكسر الفاء وهي لفظ يوناني مركب من مضاف ومضاف إليه معناه محب الحكمة فلفظ فيل بمعنى محب وسوف بمعنـى الحكمة وهم يطلقون الفلسفة على من يحيط بالعلوم الرياضية وهي: الهيئة والهندسة والحساب واللحون وغيرها والحكماء جمع حكيم وهو من يحسن دقائق الصناعات ويتقنها أو من يتعاطى الحكمة وهي معرفة أفضل الأشياء وأفضل العلـوم وأول مـا صـارت الحكمـة فيهـم فـي زمـن بختنصـر ثـم اشتهـرت فيهـم بعـد ذلـك ولذلـك عبـر بالفلاسفـة القدمـاء إشـارة إلـى أول زمـن الحكماء. مخول التخوت والتيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية لعظم مملكته في القديم والحديث والمخول المملك والتخوت جمـع تخـت وهـو كرسـي الملـك الـذي يجلـس عليـه الملك في مجلسه العام والتيجان جمع تاج وهو الذي يوضع على رأس الملك إذا جلس على تختـه والمعنـى أنـه يعطـي الملـوك الممالـك مـن تحت يده لسعة مملكته وعظمتها وقد كانت القسطنطينية قبل غلبة الفرنج وقوة شوكتهم ملكاً عظيماً. مسيح الأبطال المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم كصاحب القسطنطينية. أضاف المسيح إلى الأبطال ثم وصفها به جمعاً له بين رتبتي الشجاة والتدين بدينه. مصافـي المسلمين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم والمصافي مفاعل من الصفاء والمراد أنه صافي النية للمسلمين والمسلمون صافو النية له. معز النصرنية من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم والمـراد بالنصرانيـة ملـة النصرانيـة حـذف الموصول وأقام الصفة مقامه والنصرانية في الأصل منسوبة إلى الناصرة وهي القرية التي نزلها المسيح وأمه عليهما السلام من بلاد القدس عند عودهما إلى مصر وقيل مأخوذة من قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام معظم البيت المقدس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وربمـا زيـد فيهـا فقيـل: معظـم البيت المقدس بعقد النية لموافقة الروي في السجعة التي تقارنها ويصلح لكل ملك من ملوكهم لأن جميعهم يعتقدون تعظيم البيت المقدس والبيت المقس معروف والتقديس التنزيه والتطهير. معظـم كنيسـة صهيون من الألقاب المختصة بملك الحبشة لأنه يعقوبي وكنيسة صهيون بالإسكندرية وهي كنيسة بطرك اليعاقبة الآن. ومعتقدهم إنـه لا يصـح ولايـة ملـك منهـم إلا باتصال من هذا البطرك على أنه في ابتداء البطركية في زمن الحواريين لم يكن بكرسـي الإسكندرية أحد من الحواريين إنما كان بها مرقص الإنجيلي تلميذ بطرس الحواري صاحب كرسي رومية والنصارى يومئذ على طريقة واحدة قبل ظهور الملكية واليعقوبية فلما افترق ديـن النصرانيـة إلـى الملكيـة واليعقوبية وغيرهم كانت بطركية الإسكندرية يتدولها الملكية واليعقوبيـة تـارةً وتـارةً بحسـب انتحـال الملـوك والميـل إلـى كـل مـن المذهبيـن ثـم استقـرت آخـراً في بطرك اليعاقبة إلى زماننا وتبعه ملوك الحبشة لانتحالهم مذهب اليعاقبة كما تبع الروم والفرنجة الباب برومية لانتحالهم مذهب الملكانية وسيأتي الكلام على طرف من ذلك في الكلام على مكاتبة ملك الحبشة إن شاء الله تعالى. ملك ملوك السريان من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية لعظمتة عندهم وقد تقدم ذكر السريان فيما قبل. مواد المسلمين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو بتشديد الدال أخذاً من المودة. مؤيد المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليهم لملوكهم والمؤيد المقوي والمراد بالمسيحية الملة المسيحية كما تقدم بيانه وربما قيل مؤيد العيسوية: والأمر فيهما كذلك. ناصر الملة المسيحية من الألقاب التـي اصطلـح عليهـا لأكابـر ملوكهـم وقـد تقـدم معنـى هـذه الألقاب في مواضعها. حرف الواو وارث التيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وقـد تقـدم معنـى التيجـان والمـراد أنـه انتقل إليه الملك وراثةً من آبائه. وارث آبائـه في الأسرة والتيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لمن يكون عريقاً في الملك وهو قريب من اللقب الذي قبله. وارث القياصرة العظماء من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية التي هي قاعدة القياصرة وقد تقدم أول من سمي قيصر فيما سلف من الألقاب. الضرب الثاني من ألقاب أهل الكفر الألقاب المؤنثة بأن يكون اللقب الأصل مؤنثاً فتتبعه الألقاب الفروع في التأنيث. ولها حالتان الحالة الأولى أن يكون اللقب الأصل لمؤنث غير حقيقي كالحضرة مثلاً فترد ألقابه مؤنثة وفي الغـاب إنمـا يقع التأنيث في اللقب الأول ثم ينتقل إلى الألقاب المذكرة مثل أن يقال: الحضرة العالية أو السامية أو العلية حضرة الملك الجليل ويؤتى بما يناسبه من الألقاب بعد ذلك وربما أوتي للحضـرة بلقبيـن فأكثـر طلبـاً للتفخيم ثم يعدل إلى الألقاب المذكورة مثل الحضرة العالية المكرمة ثم يقال حضرة الملك الجليل وما أشبه ذلك. الحالـة الثانيـة أن يكـون اللقـب الأصل لمؤنث حقيقي بأن يكون لامرأة كما إذا كانت ملكة في بعض ممالكهم على قاعدة الأعاجم في إسناد الملك إلى بنات الملوك فيؤتى بألقابها المفردة والمركبة مؤنثةً فيكتب مثلاً الملكة الجليله المكرمه المبجله الموقره المفخمة المعززة فلانة العادلة في مملكتها كبيرة دين النصرانية نصرة الأمة العيسوية حامية الثغور صديقة الملوك والسلاطيـن ومـا أشبـه ذلك ومعاني هذه الألقاب معلومةً مما تقدم. قلت: قد أتيت من ألقاب أهل الإسلام وألقاب أهل الكفر: المفردة والمركبة على ما تضمنه التعريف بالمصطلح الشريف للمقر الشهابي بن فضل الله وعرف التعريف في الإخوانيـات لـه وتثقيـف التعريف للقاضي تقي الدين ابن ناظر الجيش إلا ما شرد عنه القلم مع ما ضممته إلى ذلـك مما وجدته في غيرها من الدساتير المجموعة في السلطانيات والإخوانيات المصرية والشامية جارياً على عرفهم مما استعمله أهل الزمان ومن قاربه والكاتب الماهر إذا فهم أصلها وعرف طرقها اخترع ما شاء من الألقاب والنعوت والضابط في وضع الألقاب أن يراعى فيها أحوال المكتوب له فيؤتي منها بما يناسب حاله في الوظيفة والرياسة وسائر أوصاف المدح اللائقة به فيؤتـى لصاحـب السيف بالألقاب المقتضية للشجاعة والبسالة مثل المجاهدي والمثاغري والمرابطي وما أشبه ذلك. وربما أضيف له بعض الألقاب المقتضية للعلم والصلاح كالعالمي والعاملي ونحو ذلك لاشتراك الناس في المدح بمثل ذلك. ويؤتى للعالم والقاضي ونحوهما بالألقاب المقتضية للعلم كالعالمي والمحققي ونحو ذلك. وربما أضيف إليها الألقاب المقتضية للصلاح لتمدح العلماء بـه. ويؤتـى للصوفيـة وأهـل الصلـاح بالألقـاب المقتضيـة للصلاح والتعبد كالعابدي والزاهدي ونحوهما. ويؤتى لكتاب الإنشاء بالألقاب المقتضية للبلاغة كالبليغ والمفوهي ونحوهما. ويؤتى للنساء بالألقاب المقتضية للصيانة والعفة كالمصونة والمحجبة وما أشبههما. ويؤتى لأهل الكفر من الملوك ونحوهم بما لا حرج فيه على الكاتب كالشجاعة وما في معناها والتقدم على ملـوك طائفته وأهـل ملتـه ومـا فـي معنـى ذلـك. فـإن اجتمـع فـي شخـصٍ واحـدٍ أوصـافٌ متعـددةٌ مـن الممـادح جمعت له على أن أكثر ما يستعمله الكتاب من الألقاب غير موجودة في صاحبها وإنما هي ألقـابٌ حفظوهـا لرتـبٍ معينة لا يسعهم الإخلال بشيء منها وإن كانت كذباً محضاً و " إنا الله وإنا إليه راجعون ". وقـد كـان فـي القديـم قاعـدةٌ مستقـرةٌ. وهـو أنـه لا يلقـب أحـد بلقـب ولا يكنـى بكنيـة إلا أن يكون الخليفة هو الذي يلقب بذلك أو يكني. في تفاوت الألقاب في المراتب وهي قسمان القسم الأول ما يقع التفاوت فيه بالصعود والهبوط وهو نوعان النوع الأول ما يقع التفاوت فيه بحسب القلة والكثرة وله حالتان الحالة الأولى أن يكون المكتوب إليه من أتباع المكتوب عنه كنواب السلطنة فيما يكتب عن الأبواب السلطانية من مكاتبات وولايات فزيادة الألقاب وكثرتها في هذه الحالة علو وشرفٌ في حق المكتوب إليه لأنها من باب المدح والإطراء ولا شك أن كثرة المدح من المتبوع للتابع أعلى من قلته ولذلك تقع الإطالة في ألقاب كبار النواب والاختصار في صغارهم وتأتي في غاية الاختصار في نحو ولاة النواحي ومن في معناهم. الحالـة الثانيـة أن يكـون المكتـوب لـه أجنبياً عن المكتوب عنه كالملوك الذين تكتب إليهم المكاتبات عن السلطان فقلة الألقاب في حقه أرفع لأن الإكثار من ذلك يرى أنه من باب الملق المذموم بين الأكابر في المكاتبات فوجـب تجنبـه كمـا يجـب المـدح وكثـرة الدعـاء ولذلـك يقـع الاختصـار فـي الألقـاب فيمـا يكتـب لهـم عن السلطان إجلالاً لقدرهم عن رتبة رعاياه الذين يكثر من ألقابهم. النوع الثاني ما يقع فيه التفاوت في العلو والهبوط بحسب ما يقتضيه جوهر اللفظ أو ما وقع الاصطلاح عليه. وهو صنفان الصنف الأول الألقاب المفردة وهي على أربعة أنماط النمط الأول التوابع وهي التي تلي الألقاب الأصول كالتي تلـي المقـام والمقـر والجنـاب والمجلـس فيلـي المقـام لفـظ الشريـف ولفـظ العالـي فالمقـام يقال فيه المقام الأشرف العالي والمقام الشريف العالي والمقام العالي. ويلي المقر لفظ الأشرف ولفظ الشريف ولفظ الكريم ولفظ العالي. فيقال المقر الأشرف العالي والمقر الشريف العالي والمقر الكريم العالي والمقر العالي. ويلي الجناب لفظ الكريم ولفظ العالي فيقال الجناب الكريم العالي والجناب العالي. ويلي المجلس لفظ العالي والسامي فيقال المجلس العالي والمجلس السامي. والألفاظ التي تتبع وهي الأشرف والشريف والكريم والعالي والسامي بعضها أرفع من بعض على الترتيب. فالأشرف أرفع من الشريف لأن أشرف أفعل تفضيل يقتضـي الترجيـح علـى غيـره كمـا هـو مقـرر فـي علـم النحـو والشريف أرفع رتبةً من الكريم لما تقدم عـن ابـن السكيـت أن الكـرم يكون في الرجل وإن لم يكن له آباءٌ شرفاءٌ والشرف لا يكون إلا لمن لـه آبـاءٌ شرفـاء. ومقتضـى ذلك ترجيح الشريف على الكريم لاقتضائه الفضل في نفس الشخص وفي آبائه بخلاف الكرم ولذلك اختير الشـرف لأبنـاء فاطمـة رضـي اللـه عنهـا دون الكـرم. والكريم أرفع رتبةً من العالي لأن الكريم يحتمل أن يكـون مـن الكـرم الـذي هـو خلـاف اللـؤم ويحتمـل أن يكـون مـن الكـرم الـذي هـو خلـاف البخـل وكلاهمـا مقطـوع بأنـه صفة مدح وإن الأقـرب إلـى مـراد الكتـاب المعنـى الـأول. والعالـي يحتمـل أن يكـون من علي بكسر اللام يعلى بفتحها عـلاءً بفتح العين والمد في المكان مما يدل على صفة المدح إلا أن يستعار للارتفاع في الشرف فيكون صفة مدح حينئذٍ على سبيل المجاز وإن كان مراد الكتاب هو المعنى الأول وما كان مقطوعـاً فيـه بالمـدح مـن الجانبيـن أعلى مما يكون مقطوعاً فيه بالمدح من جانب دون جانب. وقد اصطلحوا على أن جعلوا العالي أرفع من السامي وهو مما أنكر على واضعه إذ لا فرق بينهما من حيث المعنى لأن السمو بمعنى العلو. والذي يظهر أن الواضع لم يجهل ذلك ولعله إنما جعل العالي أرفع رتبةً من السامي وإن كان بمعناه لأن العالي لفظٌ واضح المعنى يفهمه الخاص والعام فيكون المدح به أعم باعتبار من يفهمه بخلاف السامي فإنه لا يفهم معنى العلو منه إلا الخاصة فيكون المدح به أخص لاقتصار الخاصة على معرفته دون العامة. النمط الثاني ما يقع التفاوت فيه بحسب لحوق ياء النسب وتجرده منها قد تقدم أن الألقاب المفردة منها ما تلحق به ياء النسب ومنها ما يتجرد عنها وأن الذي تلحقه ياء النسب منها منه ما هو منسوبٌ إلى شيءٍ خارج عن صاحـب اللقـب كالقضائـي فإنـه منسـوبٌ إلـى القضـاء الذي هو نفس الوظيفة فيكون النسب فيه على بابه ومنه ما هو منسوبٌ إلـى صاحـب اللقـب نفسـه كالأميـري فإنـه نسبـةٌ إلـى الأميـر وهـو عيـن صاحـب اللقـب فدخلـت فيـه ياء النسب للمبالغة كما في قولهم لشديد الحمرة أحمري على ما تقدم بيانه. وبالجملـة فقد اصطلحوا على أن يكون ما لحقت به ياء النسب ارفع رتبةً مما تجرد عنها سواءٌ منسوباً إلى نفس صاحب اللقب أو غيره فيجعلون الأميري أعلى رتبةً من الأمير والقضائـي أرفـع رتبـةً مـن القاضـي ثـم يجعلـون المنسـوب إلـى نفـس صاحب اللقب أرفع رتبةً من المنسوب إلى شيءٍ خارج عنه ومن أجل ذلك جعلوا القاضوي أرفع رتبةً من القضائي. أما كون ما لحقت به ياء النسب أرفع رتبةً من المجرد عنها فظاهرٌ لأن المبالغة تقتضي الرفعة ضرورةً وأما كون المنسـوب إلـى شـيءٍ آخـر غيـر المنسـوب إليـه يقتضـي الرفعـة وإن لـم يكـن فيـه مبالغـةٌ فللألحـاق بما فيه المبالغـة استطـراداً لئـلا يلتبـس الحـال فـي النسبتيـن علـى الضعيـف الفهـم فـلا يفـرق بيـن مـا هـو منسـوبٌ إلـى هـذا وبيـن مـا هـو منسـوب إلـى ذاك. علـى أنهـم لـم يقفـوا مـع الحكـم فـي كـون مـا دخلـت عليه ياء النسـب أرفـع ممـا لـم تدخـل عليـه فقد استعملوا الجل ونحوه في الألقاب السلطانية التي هي أعلى الألقاب فقالوا: السلطان الأجل العالم العادل إلى آخر ألقابه المفردة من غير إلحاق ياء النسب بهـا ثـم استعملـوا مثـل ذلـك فـي ألقـاب السامـي بغيـر يـاء فمـا دونـه ممـا هـو أدنـى الألقاب رتبةً. وكأنهم اكتفوا بمكانة السلطان من الرفعة عن المبالغة في ألقابه بإلحاق ياء النسب من حيث إن المعرف لا يحتاج إلى تعريف. النمط الثالث ما يقع التفاوت فيه بصيغة مبالغةٍ غير ياء النسب فيكون أرفع رتبةً لمعنى المبالغة كما في الكفيلي فإنه أرفع رتبةً من الكافلي لأن صيغة فعيلٍ أبلـغ فـي المعنـى مـن صيغـة فاعـلٍ مـن حيـث أن فعيـلاً لا يصـاغ إلا مـن فعـل بضـم العين إذا صار ذلك الفعل له سجيةً كما يقال: كرم فهو كريم وعظم فهو عظيم وحلم فهو حليم بخلاف فاعلٍ ومن أجـل ذلـك كـان لفـظ فقيـه أبلـغ فاقـهٍ لأن فاقه يصاغ من فقه بكسر القاف إذا فهم ومن فقه بفتحها إذا سبـق غيـره إلـى الفهـم. وفقيـه إنمـا يصـاغ من فقه بضمها إذا صار الفقه له سجية كما مر القول النمط الرابع ما يقع فيه التفاوت بحسب ما في ذلك اللقب من اقتضاء التشريف لعلو متعلقه ورفعته كالممهدي والمشيدي فإن المراد ممهد الدول ومشيد الممالك على ما مر في الألقاب المركبة فإن مـن ينتهـي فـي الرتبـة إلـى تمهيـد الـدول وتشييـد الممالـك فـلا نـزاع فـي أنـه مـن علـو الرتبـة بالمكـان الأرفـع وكذلـك مـا يجـري هـذا المجـرى كالمدبـري بالنسبـة إلـى الـوزراء ومـن في معناهم والمحققي بالنسبة إلى العلماء والأصيلي بالنسبة إلى العريق في الكرم الأصل ونحو ذلك. الصنف الثاني الألقاب المركبة وهي على ضربين الضرب الأول ما يترتب بعضه على بعض لقباً بعد لقب وله اعتباران الاعتبار الاول أن يشترك في رعاية الترتيب أرباب السيوف والأقلام وغيرهم وهو على ثلاثة أنماط النمط الأول ما يضاف إلى الإسلام وله ثلاثة أحوال الحال الأول أن يكـون ذلـك فـي ألقـاب السيـوف. وقـد اصطلـح المقر الشهابي بنفضل الله على أن جعل أعلاها ركن الإسلام والمسلمين فذكر ذلك في المكاتبة إلى النائب الكافل ومكاتبته يومئـذ بالجنـاب الكريم ثم أبدل الكتاب ذلك بعده بمعز الإسلام والمسلمين وجعلوه مع المكاتبة إليه بالمقر الكريم على ما استقر عليه الحال آخراً في المكاتبة إلى النائب الكافل ونائب الشام وجعلوا دون ذلك عـز الإسلـام والمسلميـن فـأوردوه مـع الجنـاب الكريـم والجنـاب العالـي على ما أستقر عليه مصطلحهم فـي السلطانيات. وجعل في عرف التعريف في الإخوانيات عز الإسلام والمسلمين فأوردوه في ألقـاب المقـر الشريـف ثم طرده فيما بعد ذلك من المقر الكريم والمقر العالي ولم يعده إلى ما بعد ذلـك ثـم جعـل دونـه مجـد الإسلـام والمسلميـن فـأورده مـع المجلس العالي مطلقاً مع الدعاء وصدرت ثم جعل دون ذلك مجد الإسلام فقط من غير عطف المسلمين عليه فأورده فـي المجلـس السامـي باليـاء والسامـي بغيـر يـاء ولـم يعـده إلـى مجلس الأمير بل أعاضه بمجد الأمراء على ما سيأتي ذكره وتابعه على ذلك في التثقيف. الحال الثاني أن يكون ذلك في ألقاب الوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم ككاتب السر وناظر الجيش وناظر الخاص فمن دونهم من الكتاب. وقد ذكر المقر الشهابي بن فضل الله في بعض دساتيره السامية أن أعلاها لهم ركن الإسلام والمسلمين وجعل في عرف التعريف أعلاها للوزراء صلاح الإسلام والمسلمين ولمن في معنى الوزراء عز الإسلام والمسلمين أو جلال الإسلام والمسلمين وأورد ذلك في المقر الشريـف ومـا بعده: من المقر الكريم والمقر العالي والجناب الشريف والجناب الكريم وجعل دون ذلك مجـد الإسلام مجرداً عن عطف المسلمين عليه وأورده مع المجلس العالي والمجلس السامي. أما تخصيص صلاح الإسلام والمسلمين بالوزراء وعز الإسلام والمسلمين وجلال الإسلام والمسلمين بمن في معناهم فلأن الصلاح فيه معنى السداد والقصد والعز والجلال فيهما معنى العظمة والهيبة ولا شك أن وظيفة الوزارة التي مناطها تدبير الملك بالصلاح أجدر على أنه إذا حصل الصلاح تبعته العظمة والهيبة ضرورةً. وأما كون جلال الإسلام والمسلمين أعلى من مجد الإسلـام فلأمريـن أحدهمـا أن الجلـال بمعنـى العظمـة والمجـد بمعنـى الشـرف والعظمة أبلغ من الشـرف لمـا فـي العظمـة مـن نفـاذ الكلمـة. والثانـي أن الإضافـة فـي جلـال الإسلـام والمسلميـن فـي المعنـى إلى شيئين وفي مجد الإسلام إلى أحدهما. الحال الثالث أن يكون في ألقاب القضاة والعلماء وقد جعل في عرف التعريف أعلاها حجة الإسلام أو ضياء الإسلام فأوردهما مع الجناب الشريف الذي هـو عنـده أعلـى الرتـب لهـذه الطائفة وجعل دون ذلـك بهـاء الإسلـام فـأورده مـع الجنـاب الكريـم وجعـل دونـه مجـد الإسلـام فأورده مع المجلس العالي والسامي بالياء وبغير ياء. أمـا كـون حجة الإسلام وضياء الإسلام أعلى رتبة من مجد الإسلام فلأن الحجة في اللغة بمعنى البرهان وهو الدليل القاطع وبه تتقرر قواعد الإسلام ومباينه والضياء في أصل اللغة خلاف الظلمة ثم استعير للهداية وما في معناها ولا شك أن الوصف بهذين الأمرين أبلغ من الوصف بالمجد الذي هو بمعنى الشرف. الحال الرابع أن يكون في ألقاب الصلحاء وقد جعل في عرف التعريف أعلاها صلاح الإسلام وأورده مـع الحضـرة ومـع الجنـاب الشريـف والجنـاب الكريـم وجعـل دونـه جلـال الإسلـام وأورده مع الجناب العالي ودونه ضياء الإسلام وأورده مع المجلـس العالـي وجعـل دونـه جلـال الإٍسلـام فأورده مع المجلس السامي بالياء فما دونه. أما كون صلاح الإسلام والمسلمين أعلى من جلال الإسلام والمسلمين فقد تقدم بيانه. وأما كون جلال الإسلام والمسلمين أعلى من ضياء الإسلام والمسلمين فلـأن الجلـال معنـاه العظمـة وهـي أعلى من الضياء على ما فيه من التعسف. النمط الثاني من الألقاب المركبة ما يضاف إلى الأمراء والوزراء ونحوهم من أرباب المراتب السنية وهو على الأحوال الأربعة المتقدمة الذكر فيما يضاف إلى الإسلام الحال الأول أن يكون في ألقاب أرباب السيوف. قد جعل في عرف التعريف أعلاها سيد الأمراء في العالمين وأورده مع المقر الشريف والمقر الكريـم والمقـر العالـي. وجعـل دونـه سيـد الأمراء المقدمين وأورده مع الجناب الشريف والجناب الكريـم والجنـاب العالـي. ودونـه شـرف الأمراء المقدمين وأورده مع المجلس العالي والدعاء. ودونه شرف الأمراء في الأنام وأورده مع السامي بالياء. ودونه زين الأمراء المجاهدين وأورده مع السامي بغير ياءٍ. ودونه مجد الأمراء وأورده مع مجلس الأمير. والـذي فـي التثقيـف بعـد سيـد الأمـراء في العالمين سيد أمراء العالمين وأورده مع الجناب العالي. ودونه شرف الأمراء فـي العالميـن وأورده مـع المجلـس العالـي والدعـاء. ودونـه شـرف الأمـراء المقدمين وأورده مع السامي بالياء. ودونه فخر الأمراء وأورده مع السامـي بغيـر يـاء. ودونـه مجد الأمراء وأورده مع مجلـس الأميـر. ولا يخفـى مـا بينهمـا مـن الاختلـاف. ولا مشاحـة فـي الاصطلـاح بعد فهم المعنى ولا نزاع في أن الترتيب الذي في التثقيف أحسن. وإذا تأملت ذلك وعرضته على ما تقدم من التوجيه في النمط الأول ظهر لك حقيقة ذلك. الحال الثانـي أن يكـون فـي ألقـاب الـوزراء ومـن فـي معناهـم. فقـد ذكـر فـي عـرف التعريـف أن أعلاهـا للوزراء سيد الوزراء في العالمين ولمن في معناهم من كاتب السر ونحوه سيد الكبراء في العالمين وأورد ذلك مع المقر الشريـف والمقـر الكريـم والمقـر العالـي والجنـاب الشريـف والجنـاب الكريم والجناب العالي وجعل دونه لمن دون هؤلاء من الكتاب فخر الأنام وأورده في المجلس العالي والدعاء مع ما بعده. الحال الثالث أن يكون من ألقاب القضاة والعلماء. وقد جعل في عرف التعريف: أعلاها شرف الأنام. وأورده مع الجناب الشريف الذي جعله أعلى المكاتبات لهم ومع الجناب الكريم والجناب العالي وجعل دونه فخر الأنـام فـأورده مـع المجلـس العالـي بالدعـاء. ودونـه بهـاء الأنـام وأورده مـع صـدرت والعالـي ومـع السامي بالياء والسامي بغير باء. الحال الرابع أن يكون من ألقاب الصلحاء وقد جعل في عرف التعريف أعلاها خالصة الأنام وأورده مـع الحضـرة الشريفـة التـي جعلهـا أكبـر رتبهـم ومـع الجنـاب الشريف والجناب الكريم والجناب العالي وجعل دونه شرف الأنام وأورده مع المجلس العالي. ودونه زي الأنام وأورده مع السامي بالياء وبغير ياء. النمط الثالث من الألقاب المركبة ما يضاف إلى الملوك والسلاطين وهو على الأحوال الأربعة المتقدمة الذكر الحال الأول أن يكون من ألقاب السيوف. وقد ذكر في عرف التعريف أن أعلاها ظهير الملوك والسلاطيـن وأورده مـع المقـر الشريـف والمقـر الكريـم والمقـر العالـي والجنـاب الشريـف والجنـاب الكريم والجناب العالي وجعل دونه عضد الملوك والسلاطين وأورده مع المجلس العالي والمجلس السامي بالياء. ودونه عمدة الملوك والسلاطين وجعله مع مجلس الأمير. والذي في التثقيف إيـراد ظهيـر الملـوك والسلاطيـن مـع المقـر الكريـم ومـا بعـده إلـى آخر المجلس العالي وجعل عضد الملوك والسلاطين مع السامـي باليـاء وعمـدة الملـوك والسلاطيـن مـع السامـي بغيـر يـاء وعـدة الملـوك والسلاطين مع مجلس الأمير. والحاصـل أنـه فـي التثقيـف زاد رتبتيـن فـي ظهير الملوك والسلاطين فجعله في المجلس السامي مع الدعاء ومع صدرت على أن التحقيق أن عضد الملوك والسلاطين أعلى في الحقيقة من ظهير الملوك والسلاطين لأن العضد عضو من أعضاء الإنسان وهو ما بين المرفق والكتف والظهير خـارج عنـه ومـا كـان مـن نفـس الإنسـان كيـف يجعل ما هو خارجٌ عنه أرفع منه بالنسبة إلى ذلك الشخص الحـال الثانـي أن يكـون مـن ألقـاب الـوزراء ومـن فـي معناهـم. وقد جعل في عرف التعريف أعلاها ظهير الملوك والسلاطيـن أيضـاً وأورده مـع المقـر الشريـف والمقـر الكريـم والمقـر العالـي والجنـاب الشريـف والجنـاب الكريـم والجنـاب العالـي وجعـل دونـه صفوة الملوك والسلاطين وأورده مع الحال الثالث أن يكون من ألقاب القضاة والعلماء. وقد جعل في عرف التعريف أعلاها للقضاة حكم الملوك والسلاطين ولغيرهم من العلمـاء خالصـة الملـوك والسلاطيـن وهـو عنـده للجنـاب الشريف فما فوقه. ودونه بركة الملوك والسلاطين وأورده مع الجناب الكريم والجنـاب العالـي والمجلس العالي مع الدعاء. وجعل دونه صفة والملوك والسلاطين وأورده في صدرت والعالي فما دونه ذلك. الحـال الرابـع أن يكـون فـي ألقـاب الصلحاء. ولم يزد في عرف التعريف على أنه يكتب لهم بركة الملوك والسلاطين وحينئذ فيقتصر عليها لجميعهم ممن يستحق ذلك بحسب ما يقتضيه حال المكتوب بسببه. النمط الرابع من الألقاب المركبة ما يضاف لأمير المؤمنين وهو على الأحول الأربعة المتقدم ذكرها. الحال الأول أن يكون من ألقاب أرباب السيوف وأعلاها قسيم أمير المؤمنين وهو من الألقاب الخاصة بالسلطان كما تقدم ذكره في موضعه. ودونه خليل أمير المؤمنين وهو من ألقاب أولاد الملوك وألقاب بعض الملوك الأجانب المكتوب إليهم عن الأبواب السلطانية. ودونه عضد أمير المؤمنيـن وهـو أعلـى مـا يكتب لنواب السلطنة عن الأبواب السلطنة عن الأبواب السلطانية وجعله فـي عـرف التعريف مع المقر الشريف خاصةً. ودونه سيف أمير المؤمنين وأورده مع المقر الكريم والمقـر العالـي ودونه حسام أمير المؤمنين وجعله في عرف التعريف مع الجناب الشريف والجناب الكريم والجناب العالي ولم يورد بعد ذلك لقباً بالإضافة إلى أمير المؤمنين بل اقتصر على ما يضاف إلى الملوك والسلاطين. وأما في التثقيف فجعله مع المقر الكريم والمقر العالي. ودونه حسـام أميـر المؤمنيـن وأورده مـع المجلـس العالـي والدعـاء ولم يورد فيما بعد ذلك لقباً بالإضافة إلى أمير المؤمنين. والحاصل أنه في عرف التعريف زاد رتبةً فيما يضاف إلى أمير المؤمنين وهي حسام أمير المؤمنين. الحـال الثانـي أن يكـون مـن ألقـاب الـوزراء ومـن فـي معناهـم. ولم يزد في عرف التعريف على ولي أمير المؤمنين وأورده مع المقر الشريف والمقر الكريم والمقر العالي والجناب الشريف ويحسن أن يجـيء مـع الجنـاب الكريـم خالصـة أميـر المؤمنيـن ومـع الجنـاب العالـي صفـي أميـر المؤمنيـن أو صفوة أمير المؤمنين ولا يضاف إلى أمير المؤمنين مع المجلس العالي فما دونه شيءٌ من الألقاب اكتفاءً بما يضاف إلى الملوك والسلاطين كما تقدم في أرباب السيوف. الحـال الثالـث أن يكـون مـن ألقـاب القضـاة والعلمـاء. فقـد جعـل في عرف التعريف أعلاها ولي أمير المؤمنين وجعله مع الجناب الشريف فما فوقه ويحسن أن يجيء مع الجناب الكريم خالصة أمير المؤمنيـن ومـع الجنـاب العالـي صفـي أميـر المؤمنين أو صفوة أمير المؤمنين كما تقدم في الوزراء ومن في معناهم ومن دونهم من الكتاب. الاعتبار الثاني في الألقاب المركبة أن يختص الترتيب في الألقاب بنوع من المكتوب لهم وهو أربعة أنماط النمط الأول ما يختص بأرباب السيوف وله حالان الحـال الـأول أن تقـع الإضافـة فيـه إلـى الغـزاة والمجاهدين. وقد جعل المقر الشهابي بن فضل الله في التعريف ناصر الغزاة والمجاهدين أعلاها فأورده فـي المكاتبـة إلـى نائـب الشـام والمكاتبـة إليـه يومئذ دون المكاتبة إلى النائب الكافل وهو خلاف مقتضى تركيب لغة العرب لما تقدم من أن صيغـة فعيـل أعلى من صيغة فاعل ولذلك جعلوا الكفيل أعلى من الكافل على ما تقدم بيانه. وحينئذ فيكون نصير الغزاة والمجاهدين أعلى من ناصر الغزاة والمجاهدين على خلاف ما ذكره. أما في عرف التعريف فإنه أعرض عن ذكر الألقاب المضافة إلى الغزاة والمجاهدين مع المقـر الشريـف الـذي هـو أعلـى الألقـاب لأربـاب السيـوف مـن النـواب ومـن فـي معناهم وأتى بعده مع المقر الكريم بنصير الغزاة والمجاهدين ثم أتى بعده مع الجناب الشريف إلى آخر المجلس العالي بنصرة الغـزاة والمجاهديـن فجعـل نصير الغزاة أبلغ من نصرة الغزاة لما في نصير من التذكير وفي نصرة من لفظ التأنيث والتذكير أعلى رتبةً من التأنيث ثم أتى مع السامي بالياء بذخر الغزاة والمجاهدين ثم مع السامي بغير ياء بزين الأمراء المجاهديـن علـى وصـف الأمـراء بالمجاهديـن دون عطـف المجاهدين على الأمراء ثم مع مجلس الأمير بزين المجاهدين. وجعل في التثقيف أعلاها ناصر الغزاة والمجاهدين تبعاً للتعريف وأورده مع المقر الكريم ودونه نصرة الغزاة والمجاهدين وأورد مع الجناب الكريم وما بعده إلى آخر المجلس العالي ثم أتى مع السامي بالياء بأوحد المجاهدين ومع السامي بغير ياء ومجلس الأمير بزين المجاهدين والحال في ذلك قريبٌ. الحـال الثانـي أن يكـون اللقب مضافاً إلى الجيوش. وقد جعل في التعريف أعلاها أتابك الجيوش وأورده في ألقاب النائب الكافل وجعل دونه زعيم الجيوش وأورده في ألقاب نائب الشام وهو يومئذ دون النائب الكافل ثم جعل زعيم جيـوش الموحديـن وأورده فـي ألقـاب نائـب حلـب. وعلى نحوٍ من ذلك جرى في عرف التعريف فجعل أعلاها زعيم الجيوش وأورده مع المقر الشريف والمقر الكريم والمقر العالي ودونه زعيم جيوش الموحدين وأورده مع الجناب الشريف والجنـاب الكريـم والجنـاب العالـي ولم يورد شيئاً في هذا المعنى فيما بعد ذلك وعلى نحو ذلك جرى في التثقيف. النمط الثاني ما يختص بالوزراء ومن في معناهم من كاتب السر ونحوه فمن دونه من الكتاب وقـد ذكـر فـي عـرف التعريـف أن أعلاهـا للـوزراء سيـد الـوزراء فـي العالميـن ولمـن في معناهم سيد الكبراء في العالمين وأورد ذلك مع المقر الشريف والمقر الكريم والمقر العالي والجناب الشريف والجناب الكريم والجناب العالي وجل دونه لمن دونهم من الكتاب شرف الرؤساء وأورده مع المجلس العالي ولا شك أنه يجيء بعده أوحد الكتاب أو شرف الكتاب مع المجلـس السامـي بالياء ثم جمال الكتاب للسامي بغير ياء فما دونه. النمط الثالث ما يختص بالقضاة والعلماء وقد جعل في عرف التعريف أعلاها سيد العلماء والحكام ولغيرهم أوحد العلمـاء الأعلـام وجعله للجناب الشريف فما فوقه ثم للجناب الكريم والجناب العالي وجعل دونه تاج العلماء والحكـام أو شـرف العلمـاء والحكماء وأورده مع المجلس العالي ودونه جمال العلماء أوحد الفضلاء وأورده مع السامي بالياء ودونه جمال الأعيان مع السامي بغير ياء فما دونه. وقد جعل في عرف التعريف أعلاها لهم شيخ شيوخ العارفين وأورده مع الحضرة الطاهرة وجعل دون ذلك أوحد المحققين فأورده مع الجناب الكريم ودونه أوحد الناسكين فأورده مع الجناب العالي. قلـت: وليـس وضـع هـذه الألقـاب علـى الترتيـب فـي العلـو والهبـوط راجعـاً إلـى مجـرد التشهـي من غير تقص لعلو أو هبوط يدل عليه جوهر اللفظ بل لا بد أن يكون لتقدم كل لقب منها على الآخر ورفعتـه عليه في الرتبة سبب يقتضيه اللفظ وتوجبه دلالته الظاهرة أو الخفة. وما وقع فيها مما يخالف ذلك فلعدم تأمل الواضع لذلك أو وقوعه من بعض المدعين الظانين أن القلم في ذلك مطلـق العنـان يتصـرف في وضعه كيف شاء من غير نظر إلى ما يتوجب تقدماً ولا تأخيراً ومما يوضح ذلك ويبينه أنك إذا اعتبرت الألقاب المضافة إلى الإسلـام المتقدمـة الذكـر فـي أربـاب السيـوف مثـلاً رأيـت أعلاها ركن الإسلام والمسلمين على ما هو مذكور في التعريف وغيره من سائر دساتير المقر الشهابي بن فضل الله وأعلاها على ما ذكره في التثقيف معـز الإسلـام والمسلمين ودن ذلك في الرتبة عز الإسلام والمسلمين ودونه مجد الإسلام والمسلمين ودنه مجد الإسلام فقط من غير عطف على ما تقدم ذكره. أما كون ركن الإسلام والمسلمين أعلى من عز الإسلام والمسلمين فلأن ركن الشيء في اللغة جانبه الأقوى وقد قال الأصولين: إن الركن ما كان داخل الماهية وحينئذ فيكون ركن الشيء بعضاً منه بخلاف العز فإنه معنى من المعاني خارجٌ عنه وما كان بعضاً للشيء كان أخص به مما هو خارجٌ عنه. وأما وجه إبدالهم ركن الإسلام والمسلمين بمعز الإسلام والمسلمين فلأن في الركن معنى العز والقوة وقد فسر قوله تعالى حكايةً عن لوطٍ عليه السلام: " أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ " بالعز والمنعة فجعل المعز لهذا الاعتبار في الألقاب قائماً مقام الركن. وأمـا كـون عز الإسلام والمسلمين أعلى من مجد الإسلام والمسلمين فلأن العز أجدى في النفع من المجد فقد تقدم ابن السكيت قال: إن المجد لا يكون إلا بشرف الآباء ولا نزاع في أن العز في تعارف الملوك أكثر جدوى وأوفر نفعاً في تحصيل المقاصد. وقد ذكر أبو جعفر النحاس في صناعـة الكتـاب أن الكتـاب فـي الزمـن القديم كانوا يجعلون الدعاء بالعز عقب الدعاء بطول البقاء فإنه يكون بالعز مصوناً عالياً آمناً غنياً. وأمـا كون مجد الإسلام والمسلمين أعلى من مجد الإسلام فلأن الشيء كلما تعدى فعله إلى غيره كان أرفع رتبةً ومجد الإسلام والمسلمين يتعدى إلـى شيئيـن وهمـا الإسلـام والمسلميـن ومجـد الإسلـام لا يتعـدى إلا إلـى شـيء واحـد وهـو الإسلـام. فلذلـك إذا اعتبرت الألقاب المضافة إلى أمير المؤمنين رأيت أعلاها في أرباب السيوف قسيم أمير المؤمنين ودونه خليل أمير المؤمنين ودونه عضد أمير المؤمنين ودونه سيف أمير المؤمنين ودونه حسام أمير المؤمنين. أمـا كـون قسيـم أمير المؤمنين أعلى من خليل أمير المؤمنين فلأن القسيم بمعنى المقاسم والمراد أنه قاسـم أميـر المؤمنيـن الملـك وساهمـه فـي الأمـر فصـارا فيـه مشتركين وخليل أمير المؤمنين مأخوذ من الخلة بضم الخاء وهي الصداقة وفرقٌ بين من يقاسم الخليفة فيصير عديله في الأمر وبين من يكـون خليلـه وصاحبـه. علـى أنـه قـد تقـدم أن الملـوك قـد أربـت بأنفسهـا عـن هذا اللقب لاستبدادهم بالملك واستيلائهم عليه. وأما كون خليل أمير المؤمنين أعلى من عضد أمير المؤمنين فلأن العضد ليس المراد منه العضو الحقيقي الذي هو بين الكتف والمرفق وإنما استعير للناصر وكأنه ينصره بنفسـه كمـا ينصـره عضده ومثل هذا الوصف لا يكون إلا للأتباع بخلاف الخيل والصديق فإنه لا يكاد رتبته عند الشخص تنحط عن رتبة نفسه. وأما كون عضد أمير المؤمنين أعلى من سيف أمير المؤمنين فلأن العضد وإن قصد به الناصر فإنـه منقـول عـن العضـو للناصـر كمـا تقـدم وعضـو الإنسـان عنـده فـي العـزة وقـوة النصـر فـوق سيفه في ذلك. وأما كون سيف أمير المؤمنين أعلى من حسام أمير المؤمنين وإن كان الحسام متضمناً لوصف القطع الذي هو المقصود الأعظم من السيف من حيث إنه مأخوذ من الحسم وهو القطع فلأن السيـف مأخـوذٌ مـن سـاف إذا هلـك كما صرح به الشيخ جمال الدين بن هشام في شرح قصيدة كعب بن زهير ولا شك أن معنى الإهلاك أبلغ من معنى القطع لأن القطع قد يقع في بعض البدن مما لا يتضمن الإهلاك وهذا مما يجب التنبه له فإنه ربما توهم أن الحسام أبلغ من السيف لتضمن وصف القطع كما تقدم. وبالجملة فلا سبيل إلى استيعاب جميع ما يرد من هذا الباب بالتوجيه لأن ذلك يؤدي إلى الإسهـاب والملـل والقـول الجامع في ذلك أنه ينظر إلى الألفاظ الواقعة في الألقاب وما تقتضيه من أصنـاف المدح وما تنتهي إليه رتبتها فيه من أعلى الدرجات أو أوسطها أو أدناها فيرتبها على هذا الترتيب ويوجهها بما يظهر له من التوجيه على نحو ما تقدم. كما إذا اعتبرت رتبة الجلال والجمال فإنك تجد الجلال أعلى رتبةً لأن معنى الجلال العظمة ومعنى الجمال الحسن ولا نزاع في أن العظمة أبلغ وأعلى موقعاً من الحسن وكما إذا اعتبرت الضياء والبهاء فإن الضياء يكون أبلغ لأن الضياء معناه النور الذاتي وهو متعدي النفع عام الفضيلة والبهاء معناه الحسن وهو قاصرٌ على صاحبه. وفيما ذكر إرشادٌ إلى ما لم يذكر. تفاوت مراتب الالفاظ بالتقديم والتاخير النوع الأول الألقاب المفردة وهي على ستة أنماط النمط الأول الألقاب التي تلي الألقاب الأصول وهي التي تلي المقام والمقر والجناب والمجلس كالأشرف والشريف والكريم والعالي والسامي. فالأشرف يلي المقام والمقر فيقال: المقام الأشرف والمقر الأشرف والشريـف يلـي المقـام والمقـر والجناب فيقال: المقام الشريف والمقر الشريف والجناب الشريف. والكريم يلي المقر والجناب فيقال: المقر الكريم والجناب الكريم. والعالي يلي المقام والمقر والجناب والمجلس فيقال: المقام العالـي والمقـر العالـي والجنـاب العالـي والمجلـس العالـي. والسامـي يلـي المجلـس خاصـةً فيقـال: المجلس السامي. والعالي يلي الأشرف والشريـف والكريـم فيقـال: الأشـرف العالـي والشريـف العالي والكريم العالي. النمط الثاني ما يلي العالي أو السامي من الألقاب وهو اللقب الـذي يميـز نـوع المكتـوب لـه كالأميـري لأربـاب السيـوف والصاحبـي للـوزراء مـن أربـاب الأقلـام والقضائـي والقاضـوي لسائـر أربـاب الأقلـام والشيخي للصوفيه وأهل الصلاح والصدري للتجار ومن في معناهم مثل إن يقال: المقر الكريم العالي الأميري والجناب العالي الصاحبي أو الجناب العالي القاضوي أو المجلس العالـي أو المجلـس السامـي الشيخـي أو المجلـس السامـي الصـدري وما أشبه ذلك. والمعنى في وضع هذه الألقاب في هذا الموضع أن يدل أول لقـبٍ يذكر بعد اللقب الأصل وتابعه على الوظيفة كما تدل براعة الاستهلال على صورى الحال في المكاتبة أو المكاتبة أو الولاية أو غيرهما وربما كان المحل مما يقتضي التلقيب بالمولوي فيقدم لقب المولوي على لقب الوظيفة مثل أن يقال: المقر الشريف العالي المولوي الأميـري فـإن كـان اللقب الأصل مضافاً لمجلس الأمير أو مجلـس القاضـي أو مجلـس الشيـخ أو مجلـس الصـدر قـام المضاف إليه مقام لقب الوظيفة فيقوم الأمير من مجلس الأمير مقام الأميري والقاضي من مجلس القاضي مقام القضائي والشيخ من مجلس الشيخ مقـام الشيخـي والصـدر مـن مجلـس الصـدر مقام الصدري. ثم لا ينعت بعد ذلك في هذه الحالة إلا بالأجل ويؤتى بعده بما يناسبه من الألقاب. النمط الثالث ما يلي لقب الوظيفة وهو الكبير أو الكبيري فيؤتى به تلو اللقـب الـدال علـى الوظيفـة مثـل أن يقـال: المقـر العالـي الأميري الكبيري أو الجانب العالي القضائي الكبيري أو المجلس السامي الكبيري إذا كان بالياء أو الكبير إذا كان بغير الياء. وهو اللقـب الـدال علـى الوظيفـة دلالـةً خاصـةً كالكافلـي والكافلـي للنـواب والوزيـري للـوزراء والحاكمي للقضاة. فإن كان المكتوب له نائب سلطنة كتب له قبل الفلاني الكافلي أو الكفيلي بحسـب مـا يقتضيـه الحـال وإن كان حاكماً كتب الحاكمي. قال في التثقيف: وإن كان وزيراً كتب فـي آخـر ألقابه الوزيري. والذي ذكره في عرف التعريف أن الوزيري يلي لقب الوظيفة فإذا كان الوزير من أرباب السوف كتب الأميري الوزيري وإن كان من أرباب الأقلـام كتـب الصاحبـي الوزيـري. ومـا ذكـره فـي التثقيـف متجـه فيمـا إذا كـان الوزيـر صاحـب قلم فإن التعريف في الوظيفة يعرف أولاً من قوله الصاحبي. وما ذكره في التعريف ظاهرٌ فيما إذا كان الوزير من أرباب السيوف فإنه يتعين تقديم الوزيري فيذكر بعد الأميري ليدل من الابتداء على الوظيفة إذ مطلق الإمـرة لا يـدل علـى وزارة ولا عدمهـا فلـو أخـر إلـى آخـر الألقـاب لما عرف أنها ألقاب وزيرٍ إلى حين ذكر هذا اللقب وإنما رتب هذا الترتيب ليدل باللقب الذي هـو أول الألقـاب بعـد العالـي أو السامي على حال صاحب تلك الألقاب هل هو من أرباب السيوف أو الأقلام أو غير ذلك وباللقب الذي هو آخر الألقاب المفردة على وظيفته الخاصة به. النمط الخامس ما يقع فصلاً بين الألقاب المفردة والمركبة وهو لقب التعريف كالفلاني وفلان الدين فقد جعلوه فاصلاً بينهما. وهو ما بين اللقب الذي يقع به التمييز بين الأميري ونحوه وبين اللقب الذي قبل لقب التعريف كالعالمـي والعادلـي ونحوهما فالقلم في ذلك مطلق العنان بالتقديم والتأخير على ما يقتضيه الحال بحسب ما يراه الكاتب. النوع الثاني مما تتفاوت فيه مراتب الألقاب بالتقديم والتأخير الألقاب المركبة المعبر عنها بالنعوت وهي على ثلاثة أنماط النمط الأول ما يلي لقب التعريف الذي هو الفلاني أو فلان الدين وهـو ما يضاف إلى الإسلام مثل ركن الإسلام والمسلمين وعز الإسلام والمسلمين وما أشبه ذلك فقد اصطلحوا على أن يكون ذلك أول الألقاب المركبة وتوجيهـه ظاهـر لـأن المضـاف يشـرف بشرف المضاف إليه ولا أشرف عند أهل الإسلام من الإسلام فوجب تقديم ما يضاف إليه على غيره. النمط الثاني ما يقع في أخر الألقاب المركبة ويختلف الحال فيه باختلاف حال المكتوب له فإن كان ممن يكتب له المجلس السامي بغير ياء فما دونه جعل آخر الألقاب فيه ما يضاف إلى الملوك والسلاطين مثل أن يقال: صفوة الملوك والسلاطين أو اختيرا الملوك والسلاطين وما أشبه ذلك. وإن كان ممن يكتب له السامي بالياء فمـا فوقـه جعـل آخـر الألقـاب فيـه مـا يضاف إلى أمير المؤمنين مثل عضد أمير المؤمنين وولي أمير المؤمنين وخالصة أمير المؤمنين وما أشبه ذلك على ما تقتضيه رتبة المكتوب له. والمعنى فيه أن حسن الاختتام بالإضافة إلى الملوك والسلاطين الذين هم ثاني رتبة الخلافة. النمط الثالث ما بين أول الألقاب المركبة وبين آخرها فقد اصطلحوا على أن يكون المقدم منها مما يتقضي تقديم المكتوب له على أبناء جنسه مثل: سيـد الأمـراء فـي العالميـن وسيـد العلمـاء والحكـام فـي العالميـن ومـا أشبـه ذلك ثم في حق كل أحد من أرباب الأقلام والسيوف بحسب ما يقتضيه حاله على نحو ما تقدم في الكلام على ما تتفاوت رتبه بالعلو والهبوط. الجملة الثامنة في بيان محل اللقب المضاف إلى الملك ولقب التعريف الخاص به الواقع تلو اللقب الملوكي مثل الملكي الناصري الزيني وما أشبه ذلك وله ثلاثة أحوال الحالة الأول أن يكون ذلك في ألقاب السلطان نفسه كما يقع في التقاليد والمناشير ونحوهما فموضعه بعد رسم بالأمر الشريف أو خرج الأمر الشريف مثل أن يكتب رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري الزيني أو فلذلك رسم بالأمر الشريف الفلاني أو خرج الأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الفلاني الفلاني وما أشبه ذلك. الحالـة الثانيـة أن يكـون اللقب المضاف إلى الملك في ألقاب المكتوب له كما لو كتب في تقليد أو نحوه. ومحله بعد ذكر اسم المكتوب له بعد الألقاب مثل أن يقال بعد انتهاء الألقاب: فلـان الظاهري أو الناصري ونحو ذلك ولا يقال له: الملكي حينئذٍ. الحالـة الثالثـة أن يكـون في ألقاب المكتوب عنه كما يكتب في أول المكاتبات الملكي الفلاني وقد اصطلحوا على أن يكتب ذلك تحت جرة البسملة على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى. الجملة التاسعة في ترتيب جملة الألقاب الفروع على الألقاب الأصول على قدر طبقاتها وهي قسمان القسم الأول واعلـم أن ترتيب الألقاب تارةً يكون في السلطانيات وتارةً يكون في الإخوانيات وما يكتب عن النـواب. وقـد كانـوا فـي الأيـام الناصريـة محمـد بن قلاوون يستعملون في الإخوانيات وما يكتب عن النـواب النعـوت المركبـة كمـا فـي السلطانيـات لا يفـرق بينهمـا إلا مـا فـي الإخوانيـات ومـا في معناها من الألقاب التي لا تصلح للسلطانيات كالمولوي والسيدي والمخدومي ونحوها. أما الآن فقد وقع الاقتصار فيها على المفردات دون المركبات وصارت المركبات مختصةً بالسلطانيات. ثم الألقاب الإسلامية الفروع المرتبة على الألقاب الأصول على سبعة أضرب: الضرب الأول الألقاب المتعلقة بالخلافة وما يلتحق بها ومبناها على الاختصار وهي ثلاثة أنواع النوع الأول ألقاب الخلفاء وهي صنفان الصنف الأول أن تكون لنفس الخليفة فكان يقال فيها في الزمن القديم عبد اللـه فلـانٌ أميـر المؤمنيـن فـإن كـان اسم الخليقة عبد الله كالمأمون كرر الاسم مرتين: مرةً للاسم العلم ومرةً للقب الخلافة. فيقال: عبد الله عبد الله أمير المؤمنين ثم زيد فيها الكنية بعد ذلك فقيل عبد الله فلـانٌ أبـو فلـانٌ أميـر المؤمنين ثم زيد لفظ الإمام فقيل عبد الله فلانٌ أبو فلان الإمام الفلاني بلقب الخلافة مثل المتوكل على الله ونحوه أمير المؤمنين ثم زيد ووليه بعد عبد الله فقيل: عبد الله ووليه فلانٌ أبو فلانٍ الإمام الفلاني أمير المؤمنين وهو ما استقر عليه الحال آخراً. الصنف الثاني أن تكون الألقاب للديوان في مكاتبةٍ أو غيرها. والذي اصطلح عليه أن يقال الديوان العزيز المولوي السيدي النبوي الإمامي الفلاني بلقب الخلافة. النوع الثاني ألقاب ولاة العهد بالخلافة وهي الجانب الشريف المولوي السيدي النبوي الفلاني بلقبه المنسوب إلى الخلافة. وربما قيل فيه الجناب بدل الجانب وبقية الألقاب على ما تقدم. النوع الثالث ألقاب إمام الزيدية باليمن وهي الجناب الكريم العالي السيدي الإمامي الشريف النسبي الحسيبي الفلاني بلقب التعريف سليل الأطهار جلال الإسلام سيف الإمام بقية البيت النبوي فخـر الحسـب العلـوي مؤيد أمور الدين خليفـة الأئمـة رأس العليـاء صالـح الأوليـاء علـم الهـداة زعيـم المؤمنيـن ذخـر المسلمين منجد الملوك والسلاطين. الضرب الثاني الألقاب الملوكية وهي نوعان النوع الأول الألقاب التي اصطلح عليها للسلطان بالديار المصرية المذهب الأول أن يقال السلطان السيد الأجل الملك الفلاني العالم العادل المجاهد المرابط المثاغر المؤيـد المظفـر المنصـور الشاهنشاه فلان الدنيا والدين. سلطان الإسلام والمسلمين محيي العدل في العالمين وارث الملك ملـك العـرب والعجـم والتـرك ظـل اللـه فـي أرضـه القائـم بسنتـه وفرضـه إسكنـدر الزمـان مملـك أصحـاب المنابـر والأسـرة والتيجان واهب الأقاليم والأمصار مبيد الطغـاة والبغاة والكفار حامي الحرمين الشريفين والقبلتين جامع كلمة الإيمان لواء العدل والإحسان سيد ملوك الزمان أبو فلان فلان ابن السلطـان الشهيـد الملـك الفلانـي والـد الملـوك والسلاطين أبي فلان فلان. أما في التثقيف فإنه ذكر ذلك بزيادةٍ وتغيير وتقديم وتأخير فقال: السلطان الأعظـم المالـك الملك الأشرف السيد الأجل العالم العادل المؤيد المجاهد المرابط المثاغر المظفر الشاهنشاه ناصر الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين محيي العدل في العالمين منصف المظلومين من الظالمين وارث الملك سلطان العـرب والعجـم والتـرك فاتـح الأقطـار مانـح الممالـك والأمصـار إسكنـدر الزمـان مولـي الإحسـان جامـع كلمـة الإيمـان مملك أصحاب المنابر والتخوت والتيجان ملك البحرين مسلك سبل القبلتين خادم الحرمين الشريفين ظل الله في أرضه القائم بسنته وفرضه سلطان البسيطة مؤمن الأرض المحيطة سيد الملوك والسلاطين ولي أمير المؤمنين أبو فلان فلان بن فلان. وذكر أن الغالب أن تحذف الشاهنشاه لأن معناها ملك الأملاك وقد تقدم النهي عن التسمي بذلك. ثم قال: والواجب أن يكون بدل ولي أمير المؤمنين قسيم أمير المؤمنين. المذهب الثاني أن يكتب المقام الشريف أو الكريم أو العالي مجرداً عنهما ويقتصر على المفردة دون المركبة مثـل أن يكتـب المقـام الشريـف العالـي المولـوي السلطانـي الملكـي الفلانـي أبـو فلـانٍ فلان. قال في التعريف: وإلى هذا ذهب المتأخرون من الكتاب ثم قال: وأنا على الأول أعمل. النوع الثاني الألقاب التي يكتب بها عن السلطان لغيره من الملوك وهي على ثلاثة أصناف الصنف الأول ألقاب ولاة العهد بالسلطنة وهـي المقـام العالـي العالمـي العادلـي الملكـي الفلانـي الفلانـي بلقـب الملك واللقب المتعارف. قال في التثقيف: فإن كان أخاً للسلطان زيد فيه الأخوي أو ولداً زيد فيه الولدي. الصنف الثاني ألقاب الملوك المستقلين بصغار البلدان كما كان صاحب حماة في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون وكان يكتب له: المقام الشريف العالـي السلطانـي الملكـي الفلانـي بلقـب الملـك. وربمـا كتب له قبل لقب الملك الأصيلي لعراقته في الملك. النمط الأول ما يصدر بالألقاب المذكرة وهي على أربع طبقات الطبقة الأول ما يصدر بالمقام. وأعلاها المقام الأشرف كألقاب صاحب الهند وهـي: المقـام الأشرف العالي المولوي السلطاني الأعظمي الشاهنشاهي العالمـي العادلـي المجاهـدي المثاغـري المظفري المؤيدي المنصوري إسكندر الزمـان سلطـان الـأوان منبـع الكـرم والإحسـان المعفـي آل ساسان وبقايا فراسياب وخاقـان ملـك البسيطـة سلطـان الإسلـام غيـاث الأنـام أوحـد الملـوك والسلاطين. ودونه المقام الشريف كألقاب الشيخ حسن الكبير صاحب بغداد كان وهي: المقام الشريـف العالي الكبيري السلطاني العالمي العادلي المجاهدي المؤيدي المرابطي المنصوري الملكي الفلاني الفلاني بلقبي الملك والتعارف. ودونـه المقـام العالـي كألقـاب القـان ببلـاد أزبك فيما ذكره في التثقيف وهي: المقام العالي السلطاني الكبيري الملكي الأكرمي الفلاني بلقب التعريف فلان الدنيا والدين مؤيد الغزاة والمجاهدين قاتل الكفرة والمشركين ولي أمير المؤمنين. وكألقاب صاحب المغرب فيما ذكره في التعريف وهي: المقام العالي السلطاني السيد الأجل العالم العادل المجاهد المرابط المثاغر المؤيد المظفر المنصور على أعداء الله أمير المسلمين قائد الموحدين مجهز الغزاة والمجاهدين مجند الجنود عاقد البنود مالـيء صـدور البـراري والبحـار مزعـزع أسـرة الكفـار مؤيـد السنـة معـز الملـة شرف الملوك والسلاطين بقية السلف الكريم والنسب الصميم ربيب الملك القديم أبو فلانٍ فلان. الطبقة الثانية ما يصدر بالمقر وأعلاها فيما رأيت المقر الكريـم كألقـاب صاحـب هـراة فيمـا ذكـره فـي التعريـف وهـي: المقر الكريم العالي العالمي العادلي المجاهدي المؤيدي المرابطي المشاغري الأوحدي الفلاني شرف الملوك والسلاطين خليل أمير المؤمنين. كألقاب صاحب كرمينان من بلاد الشام فيما ذكـره فـي التثقيـف وهـي: المقـر الكريـم العالـي الملكـي الأجلـي العالـي العادلـي المجاهـدي المؤيـدي المرابطـي المثاغـري المظفري المنصوري الفلاني عز الإسلام والمسلمين فخر الملوك والسلاطين نصير الغزاة والمجاهدين زعيم الجيوش مقدم العساكر ظهير أمير المؤمنين. ودونه المقر العالي كألقاب صاحب مالي من بلاد التكرور فيما ذكره في التعريف وهي: المقر العالي السلطاني الجليل الكبير العالم العادل المجاهد المؤيد الأوحد عـز الإسلـام شـرف ملـوك الأنام ناصر الغزاة والمجاهدين زعيم جيوش الموحدين جمال الملوك والسلاطيـن سيـف الخلافـة ظهير الإمامة عضد أمير المؤمنين. الطبقة الثالثة ما يصدر بالجناب. وأعلاها الجناب الكريم كألقاب ملك التكرور فيما ذكره في التثقيف أنه استقر عليه الحال وهي: الجناب الكريم العالي الجليل العالم العادل المجاهد المؤيد الثاغر المرابط العابد الخاشع الناسك الأوحد فلان ذخر الإسلام. وكألقاب ملكي البرنو والكانم فيما ذكره في التعريف وهي: الجانب الكريم العالي الملك الجليل الكبير العالم الغازي المجاهد الهمام الأوحد المظفر المنصور عز الإسلام. ثم بقية الألقاب من نسبة ألقاب ملك التكرور. الطبقـة الرابعـة ألقـاب المجلس. وأعلاها المجلس العالي كألقاب صاحب حصن كيفا فيما ذكره في التعريف وهو: المجلس العالي الملكي الفلاني الأجلي العالمي العادلي المجاهدي المؤيدي المرابطي المثاغري الأوحدي الأصلي الفلاني بلقب التعريف عز الإسلام والمسلمين بقية الملوك والسلاطين نصير الغزاة والمجاهدين زعيم جيوش الموحدين شرف الدول ذخر الممالك خليل أمير المؤمنين أو عضد أمير المؤمنين على مخالفة فيه فيما أورده في التثقيف تأتي في المكاتبة إليه. ودونه المجلس السامي بالياء كألقاب صاحب أرزن وهي المجلس السامي الملكي الفلاني بلقب الملك الأصيلي الكبيري العالمي المجاهدي المؤيدي المرابطي الأوحدي الفلاني بقلب التعريف عز الإسلام شرف الملوك في الأنام بقية السلاطين نصرة الغزاة والمجاهدين ولي أمير المؤمنين. ودونه المجلس بغير ياء في ألقابه كألقاب صاحب دنقلة إذا كان مسلماً فيما ذكره في التعريف وهـي: المجلـس الكبيـر الغـازي المجاهـد المؤيـد الأوحـد العضـد مجـد الإسلـام زيـن الأنـام فخـر المجاهديـن عمدة الملوك والسلاطين ولم يذكر فيه السامي ولا لقباً مضافاً إلى الملك وهو الملكي: إلا أنهم أوردوه في عدة الملوك. قلت وأكثر هذه الألقاب يؤتى فيها بالألقاب المختصة بالملك إما في المفردة كالملكي الفلاني وإمـا فـي المركبـة مثـل بقيـة الملـوك والسلاطيـن ونحـو ذلـك لتدل على أن المكتوب له ملك فيمتاز عن غيره. وربما أتي فيها بالألقاب الإمارية دون الملوكية لوقوع اصطلاح أهل تلـك المملكـة علـى ذلك. كما يكتب في ألقاب صاحب تونس أمير المؤمنين لادعائه الخلافة وفي ألقاب صاحب فاس أمير المسلمين اتباعاً ليوسف بن تاشفين صاحبها في القديم إذ كان أول من تلقب بذلك خضوعاً عن أن يلقب بأمير المؤمنين لاختصاصه بالخلافة كما سيأتي الكلام عليه في المكاتبة إليه إن شاء الله تعالى. النمط الثاني ما يصدر بالألقاب المؤنثة وهي الحضرة ويختلـف الحـال فيهـا باختلاف الممالك فألقاب القان بمملكة إيران على ما كان عليه الحال في أيام السلطـان أبـي سعيـد ومـا قبله الحضرة الشريفة العالية السلطانية الأعظمية الشاهنشاهية الأوحديـة القانيـة الفلانيـة. قـال فـي التعريـف: ولا يخلـط فيهـا الملكيـة لهوانهـا لديهم وإن كان صاحـب التثقيـف قد أثبت فيها الملكية أيضاً على ما سيأتي في الكلام على المكاتبة إليه في موضعه إن شاء الله تعالى. وألقاب صاحب تونس فيمـا ذكـره فـي التثقيـف الحضـرة العليـة السنية السرية المظفرية الميمونة المنصورة المصونة حضرة الأمير العالم إلى آخر الألقاب المذكورة. الضرب الثالث من الألقاب الإسلامية الألقاب العامة لسائر الطوائف مما يكتب به عن الأبواب السلطانية وهي ثمانية أنواع النوع الأول ألقاب أرباب السيوف من أهل المملكة وغيرهم من الأمراء والعربان والأكراد والتركمان. وهي على خمس درجات الدرجة الأولىدرجة المقر وفيها ثلاث مراتب المرتبة الأولى مرتبة المقر الشريف وهو مختص في عرف الزمان بما يكتب عن نواب السلطنة. وصورتها على ما أورده في عرف التعريف: المقر الشريـف العالـي المولـوي الأميـري الكبيـري العالمي العادلي الممهدي المشيدي الزعيمي المقدمي الغوثي الغياثي المرابطي المثاغري الظهيري المالكي المخدومي الفلاني عـز الإسلـام والمسلميـن سيـد الأمـراء فـي العالميـن زعيـم الجيوش مقدم العساكر عون الأمة غياث الملة ممهد الدول مشيد الممالك ظهير الملوك المرتبة الثانية مرتبة المقر الكريم وهي مستعملة في السلطانيات وما يكتب عن النواب. فأمـا فـي السلطانيات فصورتها على ما أوردها في التثقيف في الألقاب المستقرة للنائب الكافل ونائب الشام: المقر الكريم العالي الأميري الكبيري العالمي العادلي المؤيـدي الزعيمـي الغوثي الغياثي المثاغري المرابطي الممهدي المشيدي الظهيري العابدي الناسكي الأتابكي الكفيلي الفلاني معز الإسلام والمسلمين سيد أمراء العالميـن ناصـر الغـزاة والمجاهديـن زعيـم الجيـوش الموحدين ممهد الدول مشيد الممالك عماد الملة عون الأمة ظهير الملوك والسلاطين عضد أمير المؤمنين. وأما فيما يكتب عن النواب فقد ذكر في التعريف أن ألقابها من نسبة ما تقدم في ألقاب المقر الشريف. وصورتها على ما أورده شهاب الديـن الفارقـي فـي دستـوره عـن نائـب الشـام: المقـر الكريـم العالـي المولـوي الأميـري الكبيـري العالمـي العادلـي المؤيـدي الممهدي المقدمي الذخري الغياثي الفلاني عز الإسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين زعيم جيوش الموحدين مقدم العساكر المجاهدين ذخر الدولـة بهـاء الملـة ممهـد المملكـة ظهيـر الملـوك والسلاطيـن عضـد أميـر المؤمنين. وصورتها على ما أورده الصلاح الصفدي فـي دستـوره عـن نائـب الشـام أيضـاً: المقـر الكريـم العالي المولوي الأميري الكبيري العالمـي العادلـي المؤيـدي المجاهـدي الذخـري العضـدي النصيري المقدمي الغوثي الغياثي الفلانـي ركـن الإسلـام والمسلميـن سيـد الأمـراء فـي العالميـن نصرة الغزاة والمجاهدين غيـاث الملـة كهـف الأمـة ذخـر الملـوك والسلاطيـن. ثـم قـال: وإن كـان المكتـوب إليـه نائـب سلطنة زيد في ألقابه الممهدي المشيدي الزعيمي المدبري الكافلي الفلاني. وصورتها على ما أورده غيره: المقر الكريم العالي المولوي الأميـري الكبيـري العالمـي العادلي الغوثـي الغياثـي الذخـري الزعيمـي الفلانـي عـز الإسلـام والمسلميـن سيـد الأمـراء فـي العالمين جمال الدولة ذخر الملة زين المملكة عين السلطنة سفير الأمة ظهير الملوك والسلاطين عضد أمير المؤمنين. وصورتها على ما رأيته فـي بعـض الدساتيـر عـن نائـب حلـب: المقـر الكريـم العالـي المولـوي الأميري الكبيري العالمي العادلي المؤيدي الذخري المشيدي الزعيمي الظهيري الفلاني عز الإسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين ناصر الغزاة والمجاهدين زعيم الجيوش مقـدم العساكر عون الأمة ظهير الملوك والسلاطين. المرتبـة الثالثـة مرتبـة المقـر العالـي. وقـد ذكـر فـي عـرف التعريـف أن ألقابهـا مـن نسبـة مـا تقـدم في المقر الشريـف. وذكـر الصلـاح الصفـدي فـي دستـوره عـن نائـب الشـام فـي ألقابـه مـا تقـدم لـه فـي ألقـاب المقر الكريم ثم قال: إلا أنه لا يقال فيه الذخري. وصورتها على ما رأيتـه فـي توقيـع الأشـراف بحلـب عـن النائـب بهـا: المقـر الكريـم الأميـري الكبيـري النقيبي الشريفي الحسيبي النسيبي العريقي الأصيلي الفاضلي العلامي الحجي القـدوي الناسكـي الزاهـدي العابدي الفلاني عز الإسلام والمسلمين جلال العلماء العاملين جمال الفضلاء البارعين حجة الأمراء الحاكمين زين العترة الطاهرة شرف الأسرة الزاهرة حجة العصابة الهاشمية قدوة الطائفة العلوية نخبة الفرقة الناجية الحسينية شرف أولي المراتب نقيب أولي المناقب ملاذ الطلاب الراغبين بركة الملوك والسلاطين. الدرجة الثانية درجة الجناب وفيها ثلاث مراتب المرتبة الأولى مرتبة الجناب الشريف وليست مستعملة في السلطانيات وهي مستعملـة فيمـا يكتب عن النواب. وصورتهـا على ما أورده في عرف التعريف: الجناب الشريف العالي المولوي المجاهدي المؤيـدي الممهـدي الذخـري الأوحـدي العوني الظهيري الفلاني عز الإسلام والمسلمين سيد الأمراء المقدمين نصرة الغزاة والمجاهدين عماد الملة عون الأمة ذخر الملة ظهير الملوك والسلاطين سيف أمير المؤمنين. المرتبة الثانية مرتبة الجناب الكريم وهي مستعملة في السلطانيات وما يكتب عن النواب. فأما في السلطانيات فصورتها على ما أورده في التعريف في ألقاب النائب الكافل في الزمن المتقـدم: الجنـاب الكريـم العالي الأميري الأجلي الكبيري العالمي العادلي المؤيدي الممهدي المشيدي الزعيمي الذخري المقدمي العوني الغياثي المرابطي المثاغري المظفري المنصوري الأتابكي ركن الإسلـام والمسلميـن سيـد الأمـراء فـي العالميـن أتابـك الجيـوش مقـدم العساكر زعيم الجنود عاقد البنود ذخر الموحدين ناصر الغزاة والمجاهدين غيـاث الأمـة عـون الملة مشيد الدول كافل الممالك ظهير الملوك والسلاطين عضد أمير المؤمنين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب النائب الكافل أيضاً على ما كان الحال عليه أولاً الجانب الكريم العالي الأميري العالمـي المؤيـدي الزعيمـي العونـي الغياثـي المثاغـري المرابطـي المهـدي المشيدي الظهيري الكافلي الفلاني مؤيد الإسلام والمسلمين سيد أمراء العالمين ناصرالغزاة والمجاهدين زعيم جيوش الموحدين مقدم العساكر ممهد الدول مشيد وصورتها على ما أورده في التثقيف في المكاتبة لنائب الشام على ما كان عليه الحال أيضاً الجانب الكريم العالي الأميري الكبيري العالمي العادلي المؤيدي الزعيمي العوني الغياثي المثاغري المرابطي الممهدي المشيدي الظهيري الكافلي الفلاني عز الإسلـام والمسلميـن سيد الأمراء في العالمين نصرة الغزاة والمجاهدين زعيم جيوش الموحدين مقدم العساكـر ممهـد الدول مشيد الممالك عماد الملة عون الأمة ظهير الملوك والسلاطين سيف أمير المؤمنين. وصورتهـا علـى مـا أورده فـي التثقيـف فـي المكاتبـة إلى أحد الأمراء الألوس بمملكة إيران في دولة السلطان أبي سعيد الجناب الكريم العالي الأميري الكبيري العالمي العادلي المؤيدي الزعيمـي العونـي الغياثـي المثاغـري المرابطـي الممهـدي المشيـدي النوينـي الفلانـي عـون الإسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين ناصـر الغـزاة والمجاهديـن زعيـم جيـوش الموحديـن ممهد الـدول عمـاد الملـة عـون الأمـة كافـي الدولـة القانيـة كافـل المملكـة الشرقيـة أميـر التواميـن أمير الألوس ظهير الملوك والسلاطين عضد أمير المؤمنين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقـاب ابـن المظفـر اليـزدي: الجنـاب الكريـم العالـي الأميري الكبيري العالمي العادلي المؤيدي العوني الزعيمي الممهـدي المشيـدي الظهيـري الغياثي المثاغري المرابطـي النوينـي الفلانـي عـز الإسلـام والمسلميـن سيـد الأمـراء فـي العالميـن ناصـر الغـزاة والمجاهديـن زعيـم جيـوش الموحديـن مقـدم العساكر ممهد الدول مشيد الممالك عمـاد الملـة عـون الأمـة حاكـم أمور ولاة الزمان موضح قوانين العدل والإحسان اعتضاد صناديد الأوان مستنيب ملوك العجم مستخدم أرباب الطبل والعلم ظهير الملوك والسلاطين سيف أمير المؤمنين. وأما فيما يكتب عن النواب وما كان يكتب به في الإخوانيات في الزمن المتقدم فقد ذكر في عرف التعريف أن ألقابه من نسبة ما تقدم في ألقاب الجناب الشريف. وصورتها على ما أورده القاضي شهاب الدين الفارقي في دستوره عن نائب الشام: الجناب الكريـم العالـي المولـوي الأميـري الكبيـري العالمـي العادلـي العضدي النصيري المؤيدي المقدمـي الذخـري الفلانـي مجـد الإسلـام والمسلمين شرف الأمراء في العالمين نصرة الغزاة والمجاهدين ظهير الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده الصلاح الصفدي في دستوره عن نائب الشام: الجناب الكريم العالي المولوي الأميري العالمي العادلي العوني الغياثي الظهيري المقدمي الفلاني عز الإسلام والمسلمين شرف الأمراء في العالمين نصرة الغزاة والمجاهدين ظهير الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده الصلاح الصفدي في دستوره عن نائب الشام: الجناب الكريم العالي المولوي الأميري العالمي العادلي العوني الغياثي الظهيري المقدمي الفلاني عز الإسلام والمسلمين شرف الأمراء في العالمين ناصر الغزاة والمجاهدين ظهير ملوك والسلاطين. المرتبة الثالثة مرتبة الجناب العالي وهي مستعملة في السلطانيات وما يكتب عن النواب وما كان في الإخوانيات قديماً. فأما في السلطانيات فلها رتبتان: الرتبة الأولى مع الدعاء بمضاعفة النعمة. وصورتها على ما أورده في التعريف في ألقاب نائب حلب على ما كان الحال عليه أولاً ": الجنـاب العالـي الأميـري الأجلـي الكبيـري العالمـي العادلي الممهدي المشيدي العوني الذخري الزعيمي المقدمي الظهيري المرابطي المثاغري الفلاني عز الإسلـام والمسلميـن سيد الأمراء في العالمين نصير الغـزاة والمجاهديـن زعيـم جيـوش الموحديـن عمـاد الأمـة ذخـر الدولة ظهير الملوك والسلاطين سيف أمير المؤمنين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب نائب طرابلس ومن في رتبته: الجناب العالي الأميري الكبيري العالمي العادلي المؤيدي العوني الزعيمي الممهـدي المشيـدي الظهيـري الكافلـي الفلانـي عـز الإسلـام والمسلميـن سيـد أمـراء العالميـن نصرة الغزاة والمجاهدين زعيم جيـوش الموحديـن مقـدم العساكـر ممهـد الدول مشيد الممالك عماد الملة عون الأمة ظهير الملوك والسلاطين سيف أمير المؤمنين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب قطلوبغا إيناق أحد أمراء الألوس ببلاد أزبك: الجنـاب العالـي الأميـري الكبيـري العالمـي العادلي المؤيدي العوني الزعيمي الممهدي المشيدي الظهيري النويني الفلاني عز الإسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين نصرة الغزاة والمجاهديـن زعيـم الجيـوش مقـدم العساكـر كهـف الملـة ذخـر الدولة ظهير الملوك والسلاطين سيف أمير المؤمنين. الرتبة الثانية مع الدعاء بدوام النعمة. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب مقدم العساكر بغزة ومن في رتبته: الجناب العالي الأميري الكبيري العالمـي العادلـي المؤيـدي الأوحـدي النصيـري العونـي الهمامـي المقدمي الظهيري الفلاني عز الإسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين نصرة الغزاة والمجاهديـن مقـدم العساكـر كهـف الملة ذخر الدولة عماد المملكة ظهير الملوك والسلاطين حسام أمير المؤمنين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب مماي أحد الحكام ببلاد أزبك كان: الجناب العالي الأميري الكبيري العالمي المجاهدي المؤيدي الذخري النصيري الهمامي المقدمي النويني الفلاني عز الإسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين نصرة الغزاة والمجاهدين مقـدم العساكر ذخر الدولة عضد الملوك والسلاطين حسام أمير المؤمنين. وأمـا مـا يكتـب عـن النـواب ومـا كان يكتب في الإخوانيات قديماً فقد ذكر في عرف التعريف أن ألقابه من نسبة ما تقدم في ألقاب الجناب الشريف. وصورتها على ما أورده الصلاح الصفدي في دستوره عن نائب الشام في الرتبة الأولى منها: الجناب العالي الأميري الأجلي الكبيري المؤيدي المجاهدي العوني المقدمي الاسفهسلاري الظهيري الفلاني مجد الإسلام والمسلمين شرف الأمراء المقدمين نصرة الغزاة والمجاهدين عضد الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده في التذكرة الآمدية عن نائب الشام أيضاً في الرتبة الثانية من هذه المرتبة: الجناب العالي الأميري الكبيري العضدي الذخري النصيري المؤيدي المقدمـي الظهيري الفلانـي مجـد الإسلـام والمسلميـن شـرف الأمـراء فـي العالميـن نصـرة الغـزاة والمجاهديـن ظهير الملوك والسلاطين الدرجة الثالثة درجة المجلس المرتبة الأولى مرتبة المجلس العالي وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب نائب الكرك: المجلس العالي الأميري الكبيري العالمـي المجاهـدي المؤيـدي المقدمـي الأوحـدي النصـري الهمامـي الظهيـري الفلانـي عـز الإسلام والمسلمين شرف الأمراء في العالمين نصرة الغزاة والمجاهدين مقدم العساكر كهف الملة ذخر الدولة ظهير الملوك والسلاطين حسام أمير المؤمنين. وصورتها على ما أورد في التثقيف أيضاً في ألقاب وزير القان ببلاد أزبك: المجلس العالي الأميري الكبيري الذخري الأوحدي الأكملـي المتصرفـي العونـي الوزيـري الفلانـي مجـد الإسلام والمسلمين شرف الأمراء والوزراء في العالمين جمال المتصرفين أوحد الأولياء المقربين ذخر الدولة مشير الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده في التثقيف أيضاً في ألقاب حافظ أخي علي باشاه: المجلس العالي الأميري الكبيري العالمي المجاهدي المؤيدي الأوحدي النصيري العوني الهمامي المقدمي الظهيري النويني الفلاني عز الإسلام والمسلمين شرف الأمراء في العالمين نصرة الغزاة والمجاهديـن زعيـم الجيـوش مقـدم العساكـر كهـف الملة عماد الأمة ظهير الملوك والسلاطين وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب أمير مكة المشرفـة: المجلـس العالـي الأميـري الكبيـري الشريفـي الحسيبـي النسيبـي العالمـي المجاهدي المقدمي الأوحدي النصيري العوني الهمامي الظهيري الأصيلي العريقي الشهابـي عـز الإسلـام والمسلميـن شـرف الأمـراء الأشـراف في العالمين نصرة الغـزاة والمجاهديـن كهـف الملـة عـون الأمـة فخـر السلالـة الزاهـرة زيـن العتـرة الطاهـرة بهـاء العصابـة العلويـة جمـال الطائفـة الهاشميـة ظهير الملوك والسلاطين نسيب أمير المؤمنين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب أمير آل فضل من عرب الشام: المجلس العالي الأميري الكبيري العالمي المجاهدي المؤيدي الأوحدي النصيري العوني الهمامي المقدمي الظهيـري الأصيلـي الفلانـي عـز الإسلـام والمسلميـن شـرف الأمـراء العربـان فـي العالميـن نصرة الغزاة والمجاهدين مقدم العساكر كهف الملة ذخـر الدولـة عمـاد العـرب ظهيـر الملـوك والسلاطين حسام أمير المؤمنين. الرتبة الثانية المجلس العالي مع صدرت وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب نائب الرحبة ومن في رتبته: المجلس العالي الأميري الكبيري العضدي الذخري النصيري الأوحدي المؤيدي العوني الهمامي المقدمي الظهيري الفلاني مجد الإسلام والمسلمين شرف الأمراء المقدمين نصرة الغزاة والمجاهدين مقدم العساكر ذخر الدولة كهف الملة ظهير الملوك والسلاطين. وأما ما يكتب عن النواب وما كان يكتب في الإخوانيات أولاً فصورتها على ما أورده في عـرف التعريـف: المجلس العالي الأميري الأسفهسلاري الأجلي الكبيري المجاهدي المؤيدي النصيري الظهيري الفلاني مجد الإسلام والمسلمين زين الأمـراء المقدميـن نصـرة الغـزاة والمجاهدين عضد الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده الصلاح الصفدي في دستوره عن نائب الشام: المجلس العالي الأميري الأجلي الكبيري المؤيدي المجاهدي الاسفهسلاري العوني الظهيري الفلاني مجد الإسلام والمسلمين شرف الأمراء المقدمين نصرة الغزاة والمجاهدين عضد الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده في التذكرة الآمدية عن نائب الشام: المجلس العالي الأميري الكبيري العضدي النصيري المؤيدي المجاهدي الذخري مجد الإسلام والمسلميـن شـرف الأمـراء المقدمين ذخر الغزاة والمجاهدين عضد الملوك والسلاطين. المرتبة الثانية مرتبة المجلس السامي بالياء وهو مستعمل في السلطانيات وغيرها. فأمـا فـي السلطانيات فصورتها على ما ذكره المقر الشهابي بن فضل الله في بعض دساتيره في توقيع نقيب الأشـراف: المجلـس السامـي الأميـري الكبيـري العالمـي المجاهـدي المؤيـدي الشريفـي الحسيبي النسيبي الذخري النصيري الأوحدي الأصيلي عز الإسلام زين الأنام نسيب الإمـام شـرف الأمـراء نقيـب النقبـاء جمـال العتـرة الطاهرة جلال الأسرة الزاهرة ذخر الغزاة والمجاهدين ظهير الملوك والسلاطين ولي أمير المؤمنين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب الكشاف بالوجهين القبلي والبحـري بالديـار المصرية: المجلس السامي الأميري الكبيري الذخري النصيري الأوحدي المؤيدي الفلاني مجد الإسلام بهاء الأنام شرف الأمراء أوحد المجاهدين عضد الملوك والسلاطين. وصورتها على ما رأيته في بعض المراسيم لأمير آل مرا مـن عـرب الشـام: المجلـس السامـي الأميـري الكبيـري المجاهـدي المؤيـدي العضـدي الذخـري النصيري الأوحدي الأصيلي العريقي مجد الإسلام بهاء الأنام شرف الأمراء زين القبائل فخر العشائر ملاذ العرب عضد الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب وزير الشيخ أويس ببغداد: المجلس السامي الأجلي الكبيري الأوحدي المقدمي المنتخبي الفلاني مجد الإسلام بهاء الأنام شرف وصورتها في ألقاب أمراء العرب: المجلس السامي الأميري الكبيري الذخري المؤيدي الفلاني مجد الإسلام بهاء الأنام زين القبائل فخر العشائر عماد الملوك والسلاطين. وأما مـا يكتـب عـن النـواب ونحوهـم فصورتهـا علـى مـا أورده فـي عـرف التعريـف: المجلـس السامي الأميري الأجلي الكبيري المؤيدي العضدي النصير الأوحدي الهمامي الفلاني مجد الإسلام زين الأمراء في الأنام ذخر الغزاة والمجاهدين عضد الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده شهاب الدين الفارقي في دستوره عن نائب الشام: المجلس السامي الأمير الأجلي الكبيري العضدي النصيري المؤيدي الفلاني مجد الإسلام جمال الأمراء نصرة الغزاة والمجاهدين عضد الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده الصلاح الصفدي في دستوره عن نائب الشام أيضاً: المجلس السامي الأميري الأجلي الكبيري المؤيدي المجاهدي العضـدي النصيـري الهمامـي الفلانـي مجـد الإسلام شرف الأمراء نصرة الغزاة عمدة الملوك والسلاطين. المرتبة الثالثة مرتبة المجلس السامي بغير ياء وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها. فأما في السلطانيات فصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب الولاة الطبلخاناه بالوجهين القبلي والبحري: المجلس السامي الأمير الأجل الكبير الغازي المجاهد المؤيد الأوحد المرتضى فلان الدين مجد الإسلام بهاء الأنام فخر الأمراء زين المجاهدين عمدة الملوك والسلاطين. وصورتها على ما رأيته في بعض نسخ التواقيع: ترتيب الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي: المجلس السامي الأمير الأجل الكبير الحسيـب الطاهـر الكامـل العالـم العامـل الفاضـل الزاهـد الـورع الزكـي التقـي فلـان الديـن جلـال الإسلـام شـرف السـادة الأشراف فخر العترة الطاهرة زين السلالة الزاهرة نقيب نقباء الشرفاء مجد العصبة العلوية جمـال العصبـة الفاطميـة صدر الأئمة العلماء مجتبى الدولة بهاء الملة خالصة الملوك والسلاطين. وصورتهـا علـى مـا فـي ألقـاب النائـب بالينبـع: المجلـس السامـي الأميـر الأجـل المجاهـد المؤيد الشريـف الحسيـب النسيـب مجـد الإسلـام بهـاء الأنـام زيـن العتـرة فخـر الأسرة جمال الذرية فخر الشجرة الزكية عمدة الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب أكابر عربان آل فضل من عرب الشام: المجلس السامي الأمير الأجل الكبير الغازي المجاهد المؤيد الأوحد الأصيل فلان الدين مجد الإسلام بهاء الأنام فخر القبائل زين العشائر عماد الملوك والسلاطين. وأما فيما يكتب عن النواب ومن في معناهم فصورتها على ما أورده في عرف التعريف: المجلـس السامـي الأميـر الأجـل الكبيـر الغـازي المجاهـد المؤيد فلان الدين مجد الإسلام زين الأمراء فخر الأنام ذخر الغزاة والمجاهدين عضد الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده في التذكرة الآمدية عن نائب الشـام: المجلـس السامـي الأميـر الأجـل الكبيـر المؤيـد المجاهـد العضـد النصيـر فلـان الدين مجد الأمراء شرف الخواص زين الغزاة عدة الملوك والسلاطين. الدرجة الرابعة درجة مجلس الأمير وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها على مرتبة واحدة. فأما في السلطانيات فصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب الولاة العشرات بالوجهين القبلـي والبحـري: مجلـس الأميـر الأجـل الكبيـر الغـازي المجاهـد المؤيـد الأوحـد المرتضـى فلـان الدين مجد الأمراء زين المجاهدين عدة الملوك والسلاطين. وأما فيما يكتب عن النواب ومن في معناهم فصورتها على ما أورده في عرف التعريف: مجلس الأمير الأجل الكبير الغازي المجاهد المرتضى فلان الديـن فخـر الأمـراء زيـن المجاهدين عمدة الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده الفارقي في دستوره عن نائب الشام: مجلـس الأميـر الأجـل الكبيـر الأخص الأكمل الغازي المجاهد المرتضى المختار فلان الدين مجد الأمراء زين الغزاة عدة الملوك والسلاطين. وصورتهـا علـى مـا أورده فـي التذكـرة الآمدية: مجلس الأمير الأجل الكبير المؤيد المجاهد الأعز الأخص الأكمل المجتبى المختار فلان الدين مجد الأمراء زين الغزاة عدة الملوك والسلاطين. الدرجة الخامسة درجة الأمير مجرداً عن مضاف إليه وأكثر ما يأتي ذلك في الولايات أو فيمن يكتب بسببه كتابٌ وما أشبه ذلك. وصورتها في السلطانيات: الأمير الأجل وربما زيد على ذلك فقيل: الكبير الغازي. وصورتهـا فـي غيـر السلطانيـات علـى مـا أورده فـي التذكـرة الآمديـة: الأميـر الأجل الأخص الأكمل. النوع الثاني من الألقاب الإسلامية الألقاب الديوانية وهي أيضاً على خمس درجات الدرجة الأولى درجة المقر وليست مستعملة في السيدي العالمي الواصفين صدر أورده الأكملي وصورتها على الورعي الخاشعـي الناالخاشعـي المسلكي الإسلام والمسلمين جمال الأصفياء العاملين خالصة الأنام صفـوة الأتقيـاء قطـب العبـاد الملـك علـى الحقيقـة والمالـك لأزمـة الطريقـة بقية السلف قدوة الخلف مفيد الطالبين أوحد المحققين ركن الملوك والسلاطين ولي أمير المؤمنين. وقد تقدم أن الأحسن في اللقب المضاف إلى السلاطين هنا بركة الملوك والسلاطين. المرتبة الثانية مرتبة المقر الكريم وألقابها من نسبة الألقاب المتقدمة. المرتبة الثالثة مرتبة المقر العالي وألقابها نحو ذلك الدرجة الثانية درجة الجناب وفيها ثلاث مراتب المرتبة الأولى مرتبة الجناب الشريف وهي مختصة بغير السلطانيات. وصورتها: الجناب الشريف العالي المولوي الشيخي الإمامي العالمي العاملـي الكافلـي الفاضلي الزاهدي العابدي الخاشعي الناسكي الورعـي جلـال الإسلـام سيـف الإمـام قطب الزهاد علم العباد أوحد الناسكين فرد السالكين بركة الملوك والسلاطين. المرتبة الثانية مرتبة الجناب الكريم وهي مختصة بغير السلطانيات أيضاً. وصورتها على ما رأيته في بعض التواقيع عن نائب الشام: الجناب الكريم العالي الشيخي العالمي العلامي الأوحدي القدوي العابدي الناسكي الخاشعي المسلكي المربي الرباني الأصيلـي الفلانـي مجـد الإسلـام حسنـة الأيـام قـدوة الزهـاد ملـاذ العبـاد جمـال الورعيـن مربـي المريدين أوحد المسلكين خلف الأولياء بركة الملوك والسلاطين. المرتبة الثالثة مرتبة الجناب العالي وهي مختصة بغير السلطانيات وصورتها على ما رأيته في بعض التواقيع عن نائب الشام: الجناب العالي الشيخي العالمي العاملي الأوحـدي العابـدي الناسكـي الورعـي الزاهـدي الخاشعـي المسلكـي الأصيلـي الفلاني مجد الإسلام بهاء الأنام قدوة العباد جمال الزهاد أوحد المسلكين بركة الملوك والسلاطين. الدرجة الثالثة درجة المجلس وفيها ثلاث مراتب المرتبة الأولى مرتبة المجلس العالي وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها. فأما في السلطانيات فصورتها على ما أورده في التثقيف فـي ألقـاب شيـخ الشيـوخ بخانقـاه سرياقـوس: المجلـس العالي الشيخي الكبيري العالمي العاملي السالكي الأوحدي الزاهدي العابدي الخاشعي الناسكي المفيدي القدوي الإمامي النظامـي الملـاذي جلـال الإسلـام والمسلمين شرف الصلحاء في العالمين شيخ الشيوخ الإسلام أوحد العلماء فـي الأنـام قـدوة السالكين بركة الملوك والسلاطين. وأما في غير السلطانيات فصورتها على ما أورده في عرف التعريف: المجلس العالي الشيخي الأجلي الإمامي العالمي العاملي الزاهدي العابدي الورعي الخاشعي الناسكي القدوي الفلانـي خيـرة الإسلـام شـرف الأنـام زيـن العبـاد نـور الزهـاد ذخـر الطالبيـن كنـز التقـى ملجـأ المريدين بركة الملوك والسلاطين. المرتبة الثانية مرتبة المجلس السامي بالياء وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها. أمـا فـي السلطانيـات فصورتهـا علـى مـا أورده في التثقيف في ألقاب الشيخ شمس الدين الطوطي ممن كان يكتب إليه قديماً: المجلس السامي الشيخي الأجلي العالمي العاملي الكاملي الفاضلي الزاهدي الورعي العابدي الخاشعي الناسكي القدوي الأوحدي الفلاني مجد الإسلـام ضيـاء الأنـام بقيـة السلـف الكـرام فخـر الصلحـاء أوحـد الكبـراء زيـن الزهاد عماد العباد قدوة المتورعين ذخر الدول ركن الملوك والسلاطين. وصورتهـا علـى مـا رأيته في بعض التواقيع الشريفة: المجلس السامي الشيخي الكبيري الأوحـدي الأكملـي العابدي الخاشعي الناسكي جمال الإسلام زين الأنام صفوة الصلحاء فخر العباد بركة الملوك والسلاطين. وأمـا في غير السلطانيات فصورتها على ما ذكره المقر الشهابي بن فضل الله في بعض التواقيع عن نائب الشام: المجلس السامي الإمامي العالمي العاملي الخاشعي الورعي الناسكي السالكـي العارفـي القـدوى البليغـي الأصيلـي الشيخـي الفلانـي مجد الإسلام شرف العلماء قدوة الفضلاء فخر الصلحاء جمال السناك قدوة السلاك أوحد العارفين بركة الملوك والسلاطين. المرتبة الثالثة مرتبة المجلس السامي بغير ياء وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها. فأما في السلطانيات فلم يورد لها صورةً في التثقيف. وصورتها على ما رأيته في بعض التواقيـع الشريفـة: المجلـس السامـي الشيـخ الصالـح الزاهـد العابد الورع الخاشع الناسك السالك فلان الدين مجد الصلحاء زين المشايخ قـدوة السالكين بركة الملوك والسلاطين. وأما في غير السلطانيات فصورتها على نحوٍ من ذلك. الدرجة الرابعة درجة مجلس القاضي ولـم يـورد لهـا صـورةً فـي التثقيـف. وصورتها على ما في بعض الدساتير: مجلس الشيخ الصالح الزاهد العابد الناسك السالك فلان الدين مجد الصلحـاء زيـن المشايـخ بركـة الملـوك والسلاطين. الدرجة الخامسة درجة القاضي وهي الشيخ الصالح الورع الزاهد ونحو ذلك. النوع الرابع من الالقاب الاسلامية القاب مشايخ الصوفية واهل الصلاح وهي على خمس درجات الدرجة الاولى درجة المقتر الدرجة الثانية درجة الجناب الدرجة الثالثة درجة المجلس الدرجة الرابعة درجة مجلس الشيخ الدرجة الخامسة درجة الشيخ النوع الخامس ألقاب التجار الخواجكية والمستعمل فيه أربع درجات الدرجة الأولى درجة الجناب وصورتها على ما رأيته في بعض الدساتير الشامية فيما كتب به لبعض الخواجكية الجناب العالي الصدري الكبيري المحترمي المؤتمني الأوحدي الأكملي الرئيسي العارفي المقربي الخواجكي الفلاني مجد الإسلام والمسلمين شرف الأكابـر فـي العالميـن أوحـد الأمنـاء المقربيـن صدر الرؤساء رأس الصدور عين الأعيان كبير الخواجكية ثقة الدولة مؤتمن الملوك والسلاطيـن. فـإن اتفـق أن يكتـب لأحـد مـن الخواجكيـة بأعلـى مـن الجنـاب العالي كتب له من نظير هذه الألقاب وأعلى منها. الدرجة الثانية درجة المجلس وفيها ثلاث مراتب المرتبة الأولى مرتبة المجلس العالي وهي مختصة بغير السلطانيات. وصورتهـا علـى مـا رأيتـه فـي بعـض الدساتير الشامية: المجلس العالي الصدري الرئيسي الكبيري المحترمي المؤتمني الأوحدي الأكملي المقربي الخواجكي الفلانـي مجـد الإسلـام شرف الأكابر أوحد الأمناء صدر الرؤساء زين الأعيان ثقـة الدولـة مؤتمـن الملـوك والسلاطين. المرتبة الثانية مرتبة المجلس السامي بالياء وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها. فأمـا في السلطانيات فصورتها على ما ذكره في التثقيف في ألقاب خواجا عساف بن مسافر ونظام الدين الإسعردي: المجلس السامي الصدري الكبيري الكاملي الماجدي الأوحدي المقربي المنتخبي الأميني الأثيري الخواجكي الفلاني مجد الإسلام زين الأنام شرف الرؤساء أوحد الكبراء تاج الأمناء فخر الأعيان مقرب الحضرتين مؤتمن الدول صفـوة الملـوك والسلاطين. وأما في غير السلطانيات فعلى نحوٍ من ذلك. الدرجة الثالثة درجة مجلس الصدر وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها فأمـا فـي السلطانيـات فصورتهـا علـى مـا ذكـره فـي التثقيـف: مجلـس الصـدر الأجـل الكبير المحترم المقرب الأوحد فلان الدين. وأما في غير السلطانيات فلا تخرج عن ذلك. الدرجة الرابعة درجة الصدر وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها فأما في السلطانيات فصورتها على ما أشار إليه في التثقيف: الصدر الأجل الكبير المحترم وأما في غير السلطانيات فلا تبتعد من ذلك. النوع السادس من الألقاب الإسلامية ألقاب أرباب الصناعات الرئيسية كرياسة الطب ورياسة الكحالين ورياسة الجرائحية ونحو ذلك والمستعمل فيه درجتان الدرجة الأولى درجة المجلس وفيها ثلاث مراتب المرتبة الأولى مرتبة المجلس العالي وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها. فأما في السلطانيات فكألقاب رئيس الأطباء وهي المجلس العالي القضائـي العالمـي الفاضلـي الكاملي الأوحدي الفلاني جمال الإسلام والمسلمين سيد الرؤساء في العالمين أوحد الفضلاء المقربين خاصة الملوك والسلاطين. وأما في غير السلطانيات فعلى نحوٍ من ذلك. المرتبة الثانية مرتبة المجلس السامي وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها. فأما في السلطانيات فصورتها: المجلس السامي الصـدري الأجلـي الكبيـري الرئيسـي الفلاني. وأما في غير السلطانيات فعلى نحوٍ منه. فأما في السلطانيات فصورتها: المجلس السامي الصدر الأجل الكبير الرئيس المحترم. وأما في غير السلطانيات فعلى نحو ذلك. الدرجة الثانية درجة الصدروهي مستعملة في السلطانيات وغيرها. وصورتها فيهما: الصدر الأجل فإن زيد في تعظيمه قيل: الكبير المحترم. النوع السابع من الألقاب الإسلامية ألقاب الحاشية السلطانية كمهتارية البيوت ومهندس العمائر ورئيس الحراقة ونحوهم وفيه درجتان الدرجة الأولى درجة مجلس الصدر وهي مستعملة في السلطانيات وغيرها. فأما في السلطانيات فصورتها على ما ذكره في التثقيف في ألقاب المهندس والرئيس: مجلس الصـدر الأجـل الكبيـر المحتـرم المؤتمـن فلـان الديـن. وفـي ألقـاب مهتارية البيوت: من مهتار الشراب خاناه والطشت خاناه والفراش خاناه وإخوان سلار ونحوهم: مجلس الصدر الأجل الكبير المحترم المؤتمن الحاج فلان. وأما في السلطانيات فكذلك أو أزيد. الدرجة الثانية درجة الصدر وصورتها فيهما: الصدر الأجل فإن زيد في رعايته قيل بعد ذلك: الكبير المحترم. النوع الثامن من الألقاب الإسلامية ألقاب النساء وفيه ثلاث درجات الدرجة الأولى درجة الجهة وفيها مرتبتان المرتبـة الأولـى مرتبـة الجهـة الشريفـة وصورتهـا علـى ما ذكره في التثقيف في ألقاب إلى بنت الملك الناصر محمد بن قلاوون عن والدتها: الجهة الشريفة العالية المحجبـة المصونـة الولديـة العصميـة عصمة الدين جلال النساء شرف الخواتين سليلة الملوك والسلاطين. وصورتها على ما ذكره في التثقيف أيضاً في المكاتبة إل أم آنوك زوجة السلطان الملك الناصر عنه: الجهة الشريفة العالية المعظمة المحجبة المصونة الكبـرى خونـد خاتـون جلـال النسـاء فـي العالمين قرينة الملوك والسلاطين. وصورتـه علـى ما ذكره في المكاتبة إلى أخت السلطان الملك الناصر حسن عنه: الجهة الشريفة العاليـة المكرمـة المحجبـة المصونـة الكبـرى الخاتـون جلـال النسـاء فـي العالمين جميلة المحجبات جليلة المصونات كريمة الملوك والسلاطين. وصورتهـا علـى مـا ذكـره فـي ألقـاب السـت حـدق: الجهـة الشريفـة العاليـة الكبيرية المحجبية المصونية الحاجية الوالدية جلال النساء في العالمين بركة الدولة والدة الملوك والسلاطين. وصورتهـا علـى مـا رأيتـه فـي بعض الدساتير في ألقاب والدة الأشرف شعبان بن حسين: الجهة الشريفـة العاليـة الكبـرى المعظمـة المحجبـة العصمـي الخاتونـي جلـال النسـاء فـي العالميـن سيـدة الخواتين جميلة المحجبات جليلة المصونات والدة الملوك والسلاطين. المرتبة الثانية مرتبة الجهة الكريمة. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب دلشاه زوج الشيخ حسن الكبير ببغداد: الجهة الكريمة المحجبة المصونة العصميـة الخاتونيـة المعظمـة سيـدة الخواتيـن زينـة النسـاء فـي العالميـن جميلة المحجبات جليلة المصونات قرينة نوين الملوك والسلاطين. الدرجة الثانية درجة الدار وهي على نحو المرتبتين المتقدمتين في الألقاب السابقة. الدرجة الثالثة درجة الستارة وهي لا تكاد تخرج عما تقدم من المرتبتين المتقدمتين. القسم الثاني من الألقاب المرتبة على ثلاثة أضرب الضرب الأول ألقاب متدينتهموهي نوعان النوع الأول ألقاب بطاركة النصارى وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب الباب برومية: الباب الجليل القديس الروحانـي الخاشـع العامـل بابـا روميـة عظيـم الملة المسيحية قدوة الطوائف العيسوية مملك ملوك النصرانية حافـظ البحـار والخلجـان ملـاذ البطاركـة والأساقفـة والقسـوس والرهبـان تالـي الإنجيل معرف طائفته التحريم والتحليل صديق الملوك والسلاطين. وصورتها على ما ذكره في التثقيف فـي ألقـاب البطريـرك بالديـار المصريـة: البطريـرك الجليـل القديس الخاشع قدوة النصرانية. ثم قال: ومن نسبة ذلك. وصورتها على ما رأيتها في بعض التواقيع له: الحضرة السامية الشيخ الرئيس المبجل المكرم الكافـي المعـزز المفخـر القديس شمس الرياسة عماد بني المعمودية كنز الطائفة الصليبية اختيار الملوك والسلاطين. وصورتها على ما رأيته في بعض الدساتير الشامية عن نائب الشام للبطريرك بها: البطريرك المحتشم المبجل العارف الحبر فلانٌ العالم بأمور دينه المعلم لأهـل ملتـه ذخـر الملـة المسيحيـة النوع الثاني ألقاب رؤساء اليهود وصورتهـا علـى مـا رأيتـه فـي بعـض التواقيـع لرئيـس اليهود بالشام من إنشاء القاضي محيي الدين بن الزكي في سنة ست وعشرين وستمائة: الرئيس الأوحد الأعز الأخص الكبير شرف الطائفة الإسرائيلية فلان. الضرب الثاني ألقاب ملوكهم وتختص بالنصارى وهو نمطان النمط الأول الألقاب المذكرة وهي على ثلاثة أنواع النوع الأول ما يصدر بالألف واللام وهي على خمس مراتب المرتبة الأولى مرتبة الحضرة العالية. وصورتها على ما أورده في التعريف في ألقاب ملك الحبشة: الحضرة العاليـة حضـرة الملـك الجليل الهمام الضرغام الأسد الغضنفر الخطير الباسـل السميـدع العالـم فـي ملتـه العـادل فـي مملكته المنصف لرعيته المتبع لما يجب في أقضيته عز الأمة النصرانية ناصر الملـة المسيحيـة ركـن الأمـة العيسويـة عمـاد بنـي المعمودية حافظ البلاد الجنوبية متبع الحواريين والأحبار السريانييـن والبطاركـة القديسيـن معظـم كنيسـة صهيـون أوحـد ملوك اليعقوبية صديق الملوك وصورتها على ما أورده في التعريف أيضاً في ألقاب صاحب القسطنطينية: الحضرة العالية المكرمة حضرة الملك الجليل الخطير الهمام الأسد الغضنفر الباسـل الضرغـام المعـرق الأصيـل الممجـد الأثيـل البلالـاوس الريدأرغون ضابط الممالك الرومية جامع البلاد الساحلية وارث القياصرة القدماء محيي طرق الفلاسفة والحكماء العالم بأمور دينه العادل في ممالكـه معـز النصرانيـة مؤيـد المسيحيـة أوحـد ملـوك العيسويـة مخـول التخـوت والتيجـان حامـي البحـار والخلجـان ملـك ملـوك السريـان عمـاد بنـي المعمودية رضي الباب بابا رومية ثقة الأصدقاء صديق المسلمين أسوة الملوك والسلاطين فلان. المرتبة الثانية مرتبة الحضرة العلية. وصورتهـا على ما أورده في التعريف في ألقاب ملك الكرج: الحضرة العلية حضرة الملك الجليل الهمـام الباسـل الضرغـام السميدع الكرار الغضنفر المتخت المتوج العالم في ملته العادل فـي رعيتـه بقيـة الملـوك الإغريقيـة سلطـان الكـرج ذخر ملوك البحار والخلج حامي حمى الفرسان وارث آبائه في الأسرة والتيجان سياج بلاد الروم وإيران سليل اليونان خلاصة ملوك السريان بقية أبناء التخوت والتيجان معز النصرانية مؤيد العيسويـة مسيـح الأبطـال المسيحيـة معظم البيت المقدس بعقد النية عماد بني المعمودية ظهير الباب بابا رومية مواد المسلميـن المرتبة الثالثة مرتبة الحضرة السامية وصورتها على ما أورده فـي التعريـف فـي ألقـاب الأدفونـش صاحـب طليطلـة وإشبيليـة مـن الأندلس: الحضرة السامية الملك الجليل الهمـام الأسـد الباسـل الضرغـام الغضنفـر بقيـة سلـف قيصر حامي حماة بني الأصفر الممنع السلوك وارث لذريق وذراري الملوك فارس البر والبحر ملك طليطلة وما يليها من البلاد الأندلسية بطل النصرانية عماد بني المعمودية حامل رايـة المسيحيـة وارث التيجـان شبيـه مريحنـا المعمـدان محـب المسلميـن صديـق الملـوك والسلاطين. المرتبة الرابعة مرتبة الحضرة المكرمة. وصورتهـا علـى مـا رأيتـه في بعض الدساتير الشامية في ألقاب صاحب قبرس: الحضرة المكرمة حضرة الملك الجليل البطل الباسل الهمام السميدع الضرغام الغضنفر القمقام مؤيد الملة المسيحيـة عمـاد بنـي المعموديـة ذخـر الملـة النصرانيـة حامـي الجزائـر القبرسيه مواد المسلمين صديق الملوك والسلاطين الملك فلان. المرتبة الخامسة مرتبة الحضرة الموقرة. وصورتها على ما ذكره في التثقيف في ألقاب الأدفونش المقدم ذكره: الحضرة الموقرة الملك الجليل المكرم المبجل الخطير البطل الباسل الهمام الضرغام الريدأرغون نصر النصرانية فخر الأمة العيسوية. ذخر الملة المسيحية حامي الثغور متملك السواحل والبحور عماد بني المعمودية ظهير بابا رومية ملاذ الفرسان جمال التخوت والتيجان صديق الملوك والسلاطين. النوع الثاني ما يصدر بحضرة مع الإضافة وصورتها على ما ذكره في التثقيف في ألقاب صاحب القسطنطينية: حضرة الملك الجليل المكـرم المبجـل الأسـد الخطيـر البطـل الباسـل الهمـام الضرغام فلانٍ العالم في ملته العادل في أهل مملكته عز الأمة المسيحية كنز الطائفة الصليبية جمال بني المعمودية صمصام الملوك اليونانية حسام المملكة المالوصية صاحب أمصار الروس والعلان معز اعتقاد الكـرج والسريان وارث الأسرة والتيجـان الحاكـم علـى الثغـور والبحـور والخلجـان الدوقـس الأنجالـوس الكمينيوس البالالوغس صديق الملوك والسلاطين. وصورتها على ما ذكره في التثقيف في ألقاب ملك الكرج: حضرة الملك الجليل المكرم الخطير الباسل القمقـام القديـس الروحانـي فلـانٍ عـز الأمـة المسيحيـة كنـز الطائفـة الصليبيـة فخـر ديـن النصرانية ملك الجبال والكرج والجرجان صديق الملوك والسلاطين. وصورتها على ما رأيته في بعض الدساتير في ألقاب ملك الكرج أيضاً: حضرة الملك الجليل العالم في ملته العادل في مملكته المتوج من الله فلانٍ سيد ملوك النصرانية أكبر زعماء الملة المسيحية ضابط الممالك الكرجية. . . . . . . . . . . . . . خليل الملوك والسلاطين. وصورتها على ما ذكره في التعريف في ألقاب متملك سيس قبل فتحها: حضرة الملك الجليل البطل الباسل الهمام السميدع الضرغام الغضنفر فلانٍ فخر الملة المسيحية ذخر الأمة النصرانية عماد بني المعمودية صديق الملوك والسلاطين. وصورتهـا علـى مـا ذكـره فـي التثقيـف فـي ألقاب متملك سيس المذكور أيضاً: حضرة الملك الجليل المكـرم المبجـل المعـزز الهمـام الباسـل فلـانٍ عـز دين النصرانية كبير الطائفة الصليبية عماد بني المعمودية صديق الملوك والسلاطين. وصورتها على ما ذكره في التثقيف أيضاً في ألقاب صاحب البندقية: حضرة الدوك الجليل المكـرم الخطيـر الباسـل الموقـر المفخـم فلـانٍ فخـر الملـة المسيحيـة جمـال الطائفة الصليبية دوك البندقية والمانسية فلانٍ زين بني المعمودية صديق الملوك والسلاطين. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب ملك السرب والبلغار: حضرة الملك الجليـل المكـرم المبجـل الهمـام الضرغـام الباسل الدوقس الأنجالوس الكمينيوس فلانٍ عماد النصرانيـة مالـك السـرب والبلغـار فخـر الأمـة العيسويـة ذخـر الملة المسيحية فارس البحور وصورتها على ما أورده في ألقـاب ملـك مونفـراد: حضـرة الملـك الجليـل المكـرم البطـل الهمـام الأسـد الضرغـام فلـانٍ مجـد النصرانيـة فخر العيسوية عماد بني المعمودية جمال الطائفتين الرومية والفرنجية ملك منفراد وارث التاج معز الباب. وصورتهـا علـى مـا أورده فـي ألقـاب لـدوك البندقيـة غيـر مـا تقـدم: حضـرة المحتشـم الجليل المبجل الموقر المكرم المفخم الباسل الضرغام فلانٍ عز الملة المسيحية جمال الطائفة العيسوية ذخر الملة الصليبية صديق الملوك والسلاطين. النوع الثالث ما يصدر بالملك وما في معناه وصورتـه علـى ما ذكره في التثقيف في ألقاب ملك الحبشة: الملك الجليل المكرم الخطير الأسد الضرغام الباسل فلانٌ العالم في ملته العادل في مملكته حطي ملك أمحرا أكبر ملوك الحبشان نجاشي عصره سند الملة المسيحية عضد دين النصرانية عماد بني المعمودية صديـق الملـوك والسلاطين. وصورتهـا علـى ما ذكر في التثقيف في ألقاب دوك البندقية غير ما تقدم: الدوك الجليل المكرم المبجـل الموقـر البطـل الهمام الضرغام الغضنفر الخطير مجد الملة النصرانية فخر العيسوية عماد بني المعمودية معز بابا رومية صديق الملوك والسلاطين فلان. وصورتها على ما أورده في التثقيف في ألقاب صاحبة بابل: الملكة الجليلة المكرمة المبجلة الموقرة المفخمة المعززة فلانة العالمة في ملتها العادلة في مملكتهـا كبيـرة ديـن النصرانيـة نصيـرة الملة العيسوية حامية الثغور صديقة الملوك والسلاطين. الضرب الثالث ألقاب نواب ملوكهم وكناصلتهم ومن في معنى ذلك وهو على نوعين النوع الأول ألقاب النواب وصورتها على ما ذكره في التثقيف في ألقاب النائب بالأبواب: النائب الجليل المبجل الموقر القديس الروحاني والنعوت من نسبة ألقاب متملك سيس. وصورتها على ما ذكره في التثقيف في ألقاب صاحب دنقلة: النائب الجليل المبجل الموقـر الأسد الباسل فلانٌ مجد الملة المسيحية كبير الطائفة الصليبية غرس الملوك والسلاطين. النوع الثاني ألقاب الكناصلة وصورتهـا علـى مـا ذكـره فـي التثقيـف فـي ألقاب الكنصل بانكفا كألقاب متملك سيس المنقولة عن التثقيف فيما تقدم. وصورتهـا علـى مـا أشـار إليـه فـي التثقيـف في ألقاب المطران نائب الباب الانقبة وهي قبرس نحو مـا تقـدم في ألقاب البطرك بالديار المصرية. قال: ويزاد عليه المطرا فلان ويقال في نعوته ناصح الملوك والسلاطين. وصورتهـا على ما رأيته في بعض الدساتير الشامية في ألقاب إبراهيم كري أحد كتاب الفرنج عن نائب دمشق: المحتشم الكبير المخول الأسد الهمام الغضنفر مواد المسلمين متبع الحواريين جمال العيسوية أوحد بني المعمودية صاحب الملوك والسلاطين. قلت: قد تبين مما تقدم من الألقاب والنعوت الإسلامية وألقاب أهل الكفر ونعوتهم أنها ليست واقفةً عند حد بل هي راجعةٌ إلى اصطلاح الكتاب واختيارهم في زيادة الألقاب ونقصها والإتيان بلقبٍ دون لقب مـع رعايـة المناسبـة لكـل مقـام ومـا يحتملـه مـن الألقـاب إلا أن لذلـك أصولاً يرجع إليها وقوانين يوقف عندها إذا اعتمدها الكاتب ومشى على نهجها ونسج على منوالها أصاب سواء الثغرة من الصناعة وطبق المفصل بالمفصل فـي الإتيـان بالمقصـد ومتـى أهملهـا وفـرط فـي مراعاتهـا ضـل سـواء السبيـل وخـرج عـن جـادة الصواب: " ومن يضلل الله فما له من هادٍ ". الأصل الأول أن يقف على ما رتبه البلغاء من أرباب الصنعة من الألقاب والنعوت لكل صنف من ذوي الألقاب والنعوت لأهل الإسلام وأهل الكفر. ويجري ذلك منه مجرى الحفظ والاستحضار ليسهل عليه إيراده في موضعه ول ولا يشذ عنه شيءٌ منها عند الاحتياج إليه. وقد تقدم من ذلك جملة مستكثرة يهتدى بنجمها ويستضاء في ظلمة اللبس بضوئها. الأصل الثاني أن يعرف ما هو من الألقاب والنعوت حقيقيٌّ لصاحب اللقب الذي يستعمله فيه كالعالمي لأهل العلم والعابدي لأهل الصلاح والعادلي للحكام من أرباب السيوف وغيرهم وما هو منها مجازي كالعالمي لأرباب السيوف والكتاب حيث لا اتصاف لصاحب اللقـب بالعلـم والأصيلي لمن ليس له آباءٌ في الرياسة ولا عراقة في النسب ونحو ذلك مما يجري هذا المجرى. الأصـل الثالـث أن يعـرف الألقـاب الخاصـة ببعـضٍ دون بعـض كالشريفـي والحسيبي والنسيبي للأشراف أولاد فاطمة رضي الله عنها والكافلي لنائب السلطنة أو وزيرٍ كبير والنويني لأمير التوامين بالشرق والمدبري للوزير ونحوه من ناظر الخاص ومن في معناه والمشيري لمن يؤخذ رأيه مـن أكابـر أرباب السيوف والأقلام والسفيري للحاجب والدوادار وكاتب السر واليميني للدوادار وكاتب السر والعريقي لذي العراقة في النسب والأصيلي لمن له ثلاثة آباءٍ في الرياسة. وكذلك النعوت كوالد الملوك والسلاطين لمن يكون له أولاد من الملوك وولد الملوك والسلاطين لأولاد الملوك وعضد الملوك والسلاطين للأمراء ونحوهم وكافل الممالك للنائـب الكافـل وسفيـر الدولة ولسان المملكة للدوادار وكاتب السر ويمين الملوك والسلاطين لهما أيضاً ووالدة الملوك والسلاطين لمن يكون من أولادها ملك وكريمة الملوك والسلاطين لمن يكون من إخوتها سلطان وقرينـة الملـوك والسلاطيـن لمـن تكـون زوجـة ملـك وصديـق الملـوك والسلاطيـن أو مـواد الملوك والسلاطين لملوك الكفر وقرين الملوك والسلاطين لنوابهم ونحو ذلك مما يجري هذا المجرى فيوقع كل لقبٍ أو نعتٍ منها في موضعه ولا يجاوزه إلى غيره وأنت إذا تأملت ما سلف من ترتيب الألقاب والنعوت على الأصول المتقدمة ظهر لك منها مـا تستعيـن بـه علـى ترتيبهـا وإيقاعهـا مواقعها. الأصـل الرابـع أن يعـرف الألقـاب والنعـوت الرفيعـة المقدار فيلحقها بما يناسبها من الألقاب الأصول كإلحاق العالمي والعادلي وممهد الدول ومشيد الممالك وما شاكل ذلك بالمقر والجناب الكريـم ونحـو ذلـك. ويعرف الألقاب النازلة فيخرج منها ما يجرده عن الياء ويلحقه بالسامي بغير الياء فما دونه كالعضد والذخر وما أشبه ذلك. الأصل الخامس أن يعرف مراتب الألقاب في التقديم والتأخير مثل أن يعلم أن الشريف والكريم يليان المقر والجناب والعالي يليهما ثم العالي يلي المقر والجناب والمجلس والسامي يلي المجلس حيـث لا يليـه العالـي. وأن النعـت المضـاف إلـى أميـر المؤمنيـن مثل عضد أمير المؤمنين وسيف أمير المؤمنيـن وحسـام أميـر المؤمنيـن يكـون آخر النعوت. وأن المضاف إلى الملوك والسلاطين مثل عضد الملـوك والسلاطيـن وظهيـر الملـوك والسلاطيـن يكـون قبلـه المضـاف إلـى أمير المؤمنين إن كان في رتبةٍ يثبـت فيهـا مـا يضـاف إلـى أميـر المؤمنيـن وإلا يكـون المضـاف إلـى الملـوك والسلاطيـن هـو آخـر الألقاب. وأن يعلـم أن لقـب التعريـف وهـو الفلانـي أو فلـان الديـن يكـون واسطـةً بيـن الألقـاب والنعوت فاصلاً بينهما. وأن لقب الوظيفة كالكافلي والحاكمي وما أشبههما يكون قبل لقـب التعريـف غالباً على ما تقدم بيانه فيضع هذه الألقاب في مواضعها ولا يخرجها عنها بخلاف ما يجوز فيه تقديم والتأخير من الألقاب والنعوت. الجملة العاشرة في ذكر ألقابٍ تقع على أشياء متفرقة قد جرت في عرف الكتاب القاب تقع على اشياء متفرقة وهي على ضربين الضرب الأول فيما يجري من ذلك مجرى التفاؤل ويختلف باختلاف الأحوال والوقائع ويتنوع إلى أنواع النوع الأول ما يوصف بالنصر فيقال في الجيوش والعساكر: الجيوش المنصورة والعساكر المنصورة ويقال في القلاع المنصـورة وقلعة دمشق المنصورة وقلعة حلب المنصورة ونحـو ذلـك وكذلـك يقـال القلـاع المنصـورة علـى الجمع تفاؤلاً بحصول النصر لها ويقال في البريد: البريد المنصور على ما اصطلح عليه كتاب الزمان على أن في وصف البريد بالمنصور نظراً لأنه إنما وضع ليوصـل الأخبـار ونحـو ذلـك وكان الأحسن أن يوصف بالسعيد ونحوه اللهم إلا أن يراد أنه ربما وصل به خبر النصر على العدو وهو من أهم المهمات وكأنه وصف بأشرف متعلقاته. النوع الثاني ما يوصف بالحراسة كالمدن والثغور فيقـال فـي المـدن مصـر المحروسـة والقاهـرة المحروسة ودمشق المحروسة وحلب المحروسة ونحو ذلك. ويقال في الثغور الثغر المحروس وثغر الإسكندرية المحروس وثغر رشيد المحروس وثغر دمياط المحروس وثغر أسوان المحروس ونحو ذلك تفاؤلا بوقوع الحراسة لها. على أنه لو وصفت القلاع أيضاً بالحراسة فقيل القلعة المحروسة والقلاع المحروسة ونحو ذلك لكان له وجهٌ ظاهر. وبكل حال فكل ما كان محل خوفٍ مما ينبغي حراسته والاحتفاظ به حسن وصفه بالحراسة. وقد رأيت من يذكر ضابطاً لذلك في البلاد: وهو أن كل مدينة مسورة يقال فيها محروسة وإلا فلا وهو بعيد والظاهر ما قدمنا ذكره. وهي المواضع التي يجلس فيها الكتاب على ما تقدم بيانه في مقدمة الكتاب وغير ذلك. فيقال: الديوان المعمور والدواوين المعمورة تفاؤلاً بأنهـا لا تـزال معمـورةً بالكتـاب أو بـدوام عـز صاحبها وبقاء دولته. النوع الرابع ما يوصف بالسعادة كالدواوين أيضاً فيقال الديوان السعيد والدواوين السعيدة تفاؤلاً بدوام سعادتها بدوام سعادة صاحبها. النوع الخامس ما يوصف بالقبول كالضحايا المقبولة تفاؤلاً بأن الله تعالى يتقبلها وهو في الحقيقة بمعنى الدعاء كأنه يقال تقبلها الله تعالى. النوع السادس ما يوصف بالبر كالصدقة والأحباس فيقال في الأحباس: الأحباس المبرورة وفي الصدقة الصدقة المبرورة تفاؤلاً بأنها تكون جاريةً مجـرى البـر الـذي يلحـق بـه الثـواب. وكتـاب الجيـش ونحوهـم يستعملـون ذلـك فـي وصف الرزقة أيضاً وهي القطعة من الأرض ترصد لمصالح المسجد أو الرباط أو الشخص المعين. فيقولون: الرزقة المبرورة لجريانها مجرى الصدقة. النوع السابع ما يوصف بالخذلان كالعدو ونحوه فيقال: العدو المخذول على الإجمال وفلانٌ المخذول بالتصريح باسمه وأهل الكفـر المخذولـون ونحو ذلك تفاؤلاً بأن الله تعالى يوقع بالعدو الخذلان ويرميه به. الضرب الثاني ما يجري من ذلك مجرى التشريف ويختلف أيضاً باختلاف الأحوال ويتنوع أنواعاً النوع الأول ما يوصف بالعز كالكتاب بمعنى القرآن فيقال فيه: الكتاب العزيز ومن ثم يقولون في قاريء القرآن: من حملة كتاب الله العزيز وربما وصف بذلك الديوان أيضاً كما يقال في ديوان الخلافة: الديوان العزيز على ما تقدم ذكره في الكلام على الألقاب. النوع الثاني ما يوصف بالشريف كالمصحف والعلم فيقـال فـي المصحـف: المصحـف الشريف وفي العلم العلم الشريف ولذلك يقولون: فلانٌ من طلبة العلم الشريف ونحو ذلك وكذا في الأماكن الرفيعة كمكة والمدينة النبوية والقدس. فيقال: مكة المشرفة والمدينة الشريفة والقدس الشريف والحرم الشريف تارةً لحرم مكة وتارةً لحرم المدينة. فإذا جمعا قيل: الحرمان الشريفان وربما أطلق في عرف الكتاب الحرمان على القدس الشريف ومقام الخليل عليه السلام وهو مراد المقر الشهابي بن فضل الله في كتابه التعريف في قسم الوصايا بناظر الحرمين الشريفين دون حرم مكة والمدينة المشرفتين. وقد اصطلح كتاب الزمان على أن وصفوا أكثر ما يضاف إلى السلطان بالشريف فيقولون فيما يصدر عن السلطان من عهـد وتقليـد وتوقيـع ومرسـوم ومثـال وتذكـرة: عهـد شريـف وتقليـدٌ شريـف وتوقيـع شريف ومرسومٌ شريف ومثالٌ شريف وتذكرة شريفة ونحو ذلك. النوع الثالث ما يوصف بالكريم كالقرآن فيقـال: القـرآن الكريـم والأصـل فيـه قولـه تعالـى: فيقولون: توقيعٌ كريم ومرسومٌ كريم ومثالٌ كريم وتذكرة كريمة. وقد توصف به المكاتبـة أيضـاً فيقـال: إن مكاتبتـه الكريمـة وردت ونحـو ذلـك وقـد ورد فـي التنزيـل: النوع الرابع ما يوصف بالعلو وهو في معنى الكرم في اصطلاحهم فيقال: توقيعٌ عالٍ ومرسومٌ عالٍ ونحو ذلك وقد يوصف به الرأي فيقال: الرأي العالي وقـد يوصف به أمر السلطان أيضاً من ذي الرتبة الرفيعة مثل كتابة الوزير على المراسيم الشريفـة ونحوها أمتثل الأمر العالي. النوع الخامس ما يوصف بالسعادة كالرأي السعيد والآراء السعيدة وربما وصف بذلك الديوان فقيل: الديوان السعيد ونحو ذلك. النوع السادس ما يوصف بالبركة كالكعب فيقال: كعبٌ مبارك وقد يوصف به المنزل فيقال: منزلٌ مبارك وقد يوصف به الأمر لمن دون العالـي فيقـال: يتقـدم أمـره المبـارك وكذلـك المكاتبـة فيقال: إن مكاتبته المباركة وردت ونحو ذلك.
|