الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
المجلد الرابع {قبب} (ه) فيه <خَير الناس القُبِّيُّون> سئل عنه ثعلب، فقال: إن صح فهمُ الذين يَسْرُدون الصوَّمَ حتى تَضْمُرَ بطُونهم. والقَبَب: الضُّمْر وخُمص البطن. (س) ومنه حديث علي في صفة المرأة <إنها جَدّاءُ قَبَّاء> القَبَّاء: الخَمِيصة البَطْن. [ه] وفي حديث عمر <أمَر بضَرْب رجُل حَدَّاً ثم قال: إذ قَبَّ ظَهْرُه فرُدُّوه> أي إذا انْدَمَلَت آثارُ ضَرْبه وجَفَّت، مِن قَبَّ اللحمُ والتَّمْرُ إذا يَبِسَ ونَشِف. وفي حديث علي <كانت درْعُه صَدْراً لا قَبَّ لها> أي لا ظَهْرَ لها؛ سُمَّي قَبَّاً لأن قِوامَها به، من قَبَّ البَكَرة، وهي الخشبة التي في وسَطِها وعليها مَدارُها. وفي حديث الاعتكاف <فرأى قُبَّةً مضْروبة في المسجد> القُبَّة من الخيام: بَيْتٌ صغير مُسْتدير، وهو من بيوت العرب. {قبح} * فيه <أقْبَحُ الأسماء حَرْبٌ ومُرَّة> القُبْح ضدّ الحُسْن. وقد قَبُح يَقْبَحُ فهو قَبيح. وإنما كانا أقْبَحَها؛ لأنّ الحَرْب مما يُتفَاءلُ بها وتُكره لما فيها من القَتْل والشرِّ والأذَى. وأما مُرَّة؛ فلأنه من المَرارة، وهو كَرِيه بَغِيض إلى الطباع، أو لأنه كُنْية إبليس، فإن كُنْيَتَه أبو مُرَّة. (ه) وفي حديث أم زَرْع <فعنده أقول فلا أُُقبَّحُ> أي لا يَرْدّ عليّ قولي، لِمَيْله إليَّ وكَرامَتي عليه. يقال: قَبَّحْتُ فُلاناً إذا قُلْتَ له: قَبَّحَك الله، من القَبْح، وهو الإِبْعاد. (ه) ومنه الحديث <لا تُقَبِّحُوا الوَجْه> أي لا تَقُولوا: قَبَّح اللّه وجْه فُلان. وقيل: لا تَنْسبوه إلى القُبْح: ضِدّ الحُسن؛ لأن اللّه صَوَّره، وقد أحْسَن كلَّ شيء خَلْقه. (ه) ومنه حديث عمَّار <قال لِمَن ذَكَر عائشة: اسْكُت مَقْبُوحا مَشْقُوحاً مَنْبُوحاً> أي مُبْعَداً. ومنه حديث أبي هريرة <إنْ مُنع قَبَّح وكَلَح> أي قال له: قَبَّح اللّه وجْهَك. {قبر} * فيه <نَهى عن الصلاة في المَقْبُرة> هي موضع دَفْن المَوْتَى، وتُضَمّ باؤُها وتُفْتَح. وإنما نَهَى عنها لاخْتِلاط تُرابها بصَديد المَوْتَى ونجاساتهم، فإن صَلَّى في مكان طاهر منها صحَّت صلاتُه. ومنه الحديث <لا تَجْعَلُوا بيوتكم مَقَابِرَ> أي لا تَجعلوها لكم كالقُبور، فلا تُصَلُّوا فيها، لأنّ العبد إذا مات وصار في قَبْره لم يُصَلّ، ويَشْهَد له قوله: <اجْعَلوا من صلاتِكم في بيوتِكم، ولا تَتَّخِذوها قُبورا>. وقيل: معناه لا تَجعلوها كالمَقابر التي لا تجوز الصلاة فيها، والأوّل أوْجَه. (س) وفي حديث بني تميم <قالوا للحَجَّاج - وكان قد صَلَب صالح بن عبد الرحمن - أَقْبِرنا صالحِاً> أي أمْكنَّا من دَفْنه في القبر. تقول: أقْبَرْتُه إذا جَعَلتَ له قَبْراً، وقَبَرْتُه إذا دَفَنْتَه. (ه) وفي حديث ابن عباس <أنّ الدجَّالَ وُلِدَ مَقْبورا - أراد وَضَعَتْه أمُّه وعليه جِلْدة مُصْمَتَة ليس فيها نَقْب (في الهروي: <ثقب> بالثاء المثلثة) - فقالت قابِلَتُه: هذه سِلْعَة وليس وَلَداً، فقالت أمُّه: فيها وَلَدٌ وهو مَقْبور [فيها] (من الهروي، واللسان) فشَقُّوا عنه (في الأصل: <عليه> وأثبتُّ ما في ا، واللسان، والهروي) فاستَهَلَّ>. {قبس} (س) فيه <من اقْتَبَسَ عِلْماً من النُّجوم اقْتَبَس شُعْبةً من السِّحْر> قَبَسْتُ العلْمَ واقْتَبَسْتُه إذا تَعلَّمْتَه. والقَبَس: الشُّعْلةُ من النار، واقْتِباسُها: الأخْذُ منها. ومنه حديث علي <حتى أوْرَي قَبَساً لِقابِس> أي أظْهَر نُوراً من الحق لطالبِه. والقابِس: طالبُ النار، وهو فاعلٌ من قَبَس. ومنه حديث العِرْباض <أتَيْناك زائرين ومُقْتَبِسين> أي طالبي العلم. ومنه حديث عقبة بن عامر <فإذا راح أقْبَسْناه ما سَمِعْنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي أعْلَمناه إيَّاه. {قبص} (ه) فيه <أن عُمر أتاه وعنده قِبْصٌ من الناس> أي عدد كثير، وهو فِعْل بمعنى مفعول، من القَبص. يقال إنهم لفي قِبْص الحَصَى. (س) ومنه الحديث <فتَخْرُج عليهم قَوابِصُ> أي طَوائِف وجَماعات، واحِدها (في ا <واحدتها> ) قابصة. (ه) وفيه <أنه دعا بتَمْر فَجعل بِلالٌ يَجِيء به قُبَصَاً قُبَصَاً> هي جَمْع قُبْصَة (في الهروي <قَبْصة> بالفتح. قال في القاموس: "القَبُصْة، بالفتح والضم)، وهي ما قُبِصَ، كالغُرْفة لِما غُرِف. والقَبْص: الأخْذُ بأطْراف الأصابع. ومنه حديث مجاهد <في قوله تعالى <وآتُوا حقَّه يومَ حَصادِه> يعني القُبَص التي تُعْطَى الفقراءَ عند الحَصاد>. هكذا ذكر الزمخشري حديث بلال ومُجاهد في الصاد المهملة. وذكرهما غيرُه في الضاد المعجمة، وكِلاهما جائزان (في الأصل <وكلاهما واحد وإن اختلفا> والمثبت من ا، واللسان) وإن اخْتَلفا. (س) ومنه حديث أبي ذَرّ <انْطَلَقْتُ مع أبي بكر ففَتَح باباً فَجعل يَقْبِضُ لي من زَبِيب الطائف>. (س) وفيه <مِن حين قَبَص> أي شَبَّ وارتفع. والقَبَص: ارْتِفاع في الرأس وعِظَمٌ. وفي حديث أسماء <قالت: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المَنام، فسألَني: كيف بَنُوك؟ قُلْت: يُقْبَصُون قَبْصاً شديداً، فأعْطاني حَبَّةً سَوْداء كالشُّونِيز شِفاءً لهم، وقال: أمّا السامُ فلا أشْفي منه> يُقْبَصُون: أي يُجْمَع بعضُهم إلى بعض من شدة الحُمَّى. وفي حديث الإِسراء والبُراق <فَعمِلَت بأُُذَنيْها وقَبَصَت> أي أسْرعت. يقال: قَبَصَت الدابَّة تَقْبِص قَبَصاً وقَباصَة إذا أسْرعَت. والقَبَص: الخِفَّة والنَّشاط. (س) وفي حديث المعتدّة لِلوفاة <ثم تؤُتَى بدابَّةٍ؛ شاةٍ أو طَيْرٍ فَتَقَبِص به> قال الأزهري: رواه الشافعي بالقاف والباء الموحَّدة والصاد المهملة: أي تَعدُو مُسْرِعةً نحو مَنْزل أبَويْها، لأنها كالمسْتَحِييَة من قُبْح مَنظَرِها. والمشهور في الرِواية بالفاء والتاء المُثَنَّاة والضاد المعجمة وقد تقدم (ص 454 من الجزء الثالث). {قبض} * في أسماء اللّه تعالى <القابض> هو الذي يُمسك الرزق وغيرَه من الأشياء عن العباد بلُطْفه وحِكْمَتَه، ويَقْبِض الأرْواح عند المَمات. ومنه الحديث <يَقْبِض اللّه الأرضَ ويَقْبِض السماء> أي يَجْمَعُها. وقُبض المريضُ إذا تُوُفَّيَ، وإذا أشْرَف على المَوتْ. ومنه الحديث <فأرسَلْتُ إليه أنّ ابْناً لِي قُبض> أرادت أنه في حال القَبْض ومُعالَجة النَّزع. (س) وفيه <أنّ سَعْداً قَتَل يوم بدر قَتِيلاً وأخَذَ سَيْفه، فقال له: ألِقه في القَبَض> القَبَض بالتحريك بمعنى المقْبوض، وهو ما جمع من الغَنيمة قبل أن تقُسَم. (س) ومنه الحديث <كان سَلْمانُ على قَبَضٍ من قَبَض المُهاجِرين>. (س) وفي حديث حنُين <فأخَذَ قُبضَة من التُّراب> هو بمعنى المَقْبوض، كالغُرفة بمعنى المغْروف، وهي بالضم الاسْم، وبالفتح المَرّة. والقَبْض: الأخْذُ بجميع الكَفّ. ومنه حديث بلال والتمر <فجعل يَجيء [به] (من: ا، واللسان، ومما سبق في (قبص> قُبَضاً قُبَضاً>. وحديث مجاهد <هي القُبَض التي تُعْطَى عند الحَصادِ> وقد تقدّما مع الصاد المهملة. (س) وفيه <فاطمةُ بَضْعةٌ مِنَّي، يَقْبِضُني ما قَبَضها> أي أكْرَهُ ما تَكْرَهُه، وأتَجَمَّع مما تَتَجَمَّع (في ا، واللسان: <وأنجمع مما تنجمع منه> والمثبت في الأصل) منه. {قبط} (ه) في حديث أسامة <كساني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قُبْطِيَّة (في الهروي: <ثوبا قبطية> ) >. القُبِطيَّة: الثَّوب من ثياب مِصْر رَقيقة بَيْضاء، وكأنه منسوب إلى القِبْط، وهُم أهل مِصر. وضَمُّ القاف من تغيير النَّسب. وهذا في الثِياب، فأمّا في الناس فقِبْطيٌّ، بالكسر. ومنه حديث قَتْل ابن أبي الحْقَيْق <ما دَلَّنا عليه إلاَّ بَياضُة في سَواد الليل كأنه قُبْطِيَّة>. ومنه الحديث <أنه كَسا امرأةً قُبْطِيَّةً فقال: مُرْها فلْتَتَّخِذ تحتَها غِلاَلة لا تَصِفُ حَجْم عِظامِها> وجَمْعُها القَباطِيّ. ومنه حديث عمر <لا تُلْبِسوا نساءكم القَباطِيَّ، فإنه إنْ لا يَشِفُّ فإِنه يَصِفُ>. ومنه حديث ابن عمر <أنه كان يُجَلِّلُ بُدْنَه القَباطِيَّ والأنْماط>. {قبع} (ه) فيه <كانت قَبيعة سَيْف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من فِضَّة> هي التي تكون على رأس قائم السَّيف. وقيل: هي ما تحت شارِبَيِ السَّيف. (ه) وفي حديث ابن الزبير <قاتَلَ (في الأصل <قَتَل> والتصحيح من: ا، واللسان، والهروي، ومما سبق في (ضبح) ) اللّه فُلاناً؛ ضَبَح ضَبْحةَ الثَّعْلَب، وقَبَع قَبْعةَ القُنْفُذ> قَبَع: إذا أدْخَل رأسَه واسْتَخْفى، كما يَفْعل القُنْفُذ. وفي حديث قُتَيبة <لمَّا وَلِي خُراسان قال لهم: إنْ وَلِيَكم والٍ رَؤوفٌ بكم قُلْتم: قُبَاع بن ضَبَّة> هو رجُل كان في الجاهِلية أحْمَق أهل زَمِانه، فضُرِب به المَثَل. [ه] وأما قولُهم للحارِث بن عبد اللّه: <القُبَاع>؛ فلإِنَّه وَلِيَ البَصْرة فَغَّير مَكايِيلَهم، فنَظر إلى مِكيَال صغير في مَرْآة العَيْن أحاط بدَقيق كثير، فقال: إنّ مِكْيالَكم هذا لَقُباع، فلُقِّب به واشْتَهَر. يقال: قَبَعْتُ الجُوالَق إذا ثَنَيْتَ أطرافَه إلى داخل أو خارج، يُريد: إنه لَذُو قَعْر. (س) وفي حديث الأذان <فذَكَرُوا له القُبْع> هذه اللفظة قد اخْتُلف في ضبْطها، فرُوِيت بالباء والتاء [والثاء (تكملة من اللسان، ومما يأتي في (قنع>] والنون، وسَيَجيء بيانُها مُسْتَقْصىً في حرف النون، لأنّ أكثر ما تُرْوَى بها. {قبعثر} (ه) في حديث المَفْقُود <فجاءني طائر كأنه جَملٌ قَبَعْثَرَي، فَحملَني على خافِيةٍ من خَوافِيه> القَبَعْثَرَي: الضَّخم العظيم. {قبقب} (س) فيه <مَن وُقِيَ شَرَّ قَبْقَبِه، وذَبْذَبِه، ولَقْلَقِه، دَخَل الجنة> القَبْقَبُ: البَطْنُ، من القَبْقَبة: وهو صَوْت يُسْمَع من البطن، فكأنها حكاية ذلك الصَّوت. ويُرْوَى عن عمر. {قبل} (ه) في حديث آدم عليه السلام <إنّ اللّه خَلَقَه بِيَده ثم سَوّاه قِبَلاً> وفي رواية <إنّ اللّه كلَّمه قِبَلاً> أي عِياَناً ومُقابَلة، لا مِن وَراء حِجاب، ومن غير أن يُوَلِّيَ أمْرَه أو كلامَه أحداً من ملائكته (قال الهروي: <ويجوز في اللغة العربية: قَبَلاً، بفتح القاف، أي مستأنفاً للكلام> ). (ه) وفيه <كان لِنَعْلهِ قِبالان> القِبال: زِمام النَّعْل، وهو السَّير الذي يكون بين الإِصَبعين (عبارة الهروي: <بين الإصبع الوسطى والتي تليها> وكذا في الصِّحاح والقاموس). وقد أقْبل نَعْلَه وقابَلها. (ه) ومنه الحديث <قابِلوا النِّعال> أي اعْمَلوا لها قِبالاً. ونَعْلٌ مُقْبَلة إذا جَعَلْتَ لها قِبالاً، ومَقْبولة إذا شَدَدْت قِبالَها. (ه) وفيه <نَهَى أن يُضَحَّى بمُقابَلة أو مُدابَرة> هي التي يُقْطَع من طَرَف أُذُنِها شيء ثم يُتْرك مُعَلَّقا كأنه زَنَمة، واسْم تلك السِمة القُبْلة والإِقْبالة. (ه) وفي صِفة الغَيْث <أرضٌ مُقْبِلة وأرض مُدْبِرَة> أي وَقَع المطَر فيها خِطَطاً ولم يكن عاماً. وفيه <ثم يُوضَع له القَبُول في الأرض> وهو بفتح القاف: المَحَبَّة والرِضا بالشيء ومَيْل النَّفْس إليه. [ه] وفي حديث الدّجال <ورأى دابّة يُوارِيها شَعَرُها أهْدَب القُبال> يريد كثرة الشَّعْر في قُبالِها. القُبال: الناصية والعُرْف؛ لأنهما اللذان يَسْتَقْبِلان الناظِرَ. وقُبال كل شيء وقُبُله: أوّلُه وما اسْتَقْبَلك منه. (ه) وفي أشراط الساعة <وأنْ يُرْى الهلالُ قَبَلاً> أي يُرى ساعة ما يَطْلَع، لعِظَمِه ووُضُوحِه من غير أنْ يُتَطَلَّب، وهو بفتح القاف والباء. [ه] ومنه الحديث (الذي في اللسان، حكايةً عن ابن الأعرابي: <قال رجل من بني ربيعة بن مالك: إن الحق بِقَبل، فمن تعدّاه ظَلم، ومن قصَّر عنه عجز، ومن انتهى إليه اكتفى> ). <إن الحق بِقَبَلٍ (في الأصل: <إن الحق قبل> والمثبت من ا، واللسان، والهروي> ) أي واضح لك حيث تراه. (س) وفي حديث صفة هارون عليه السلام <في عينَيه قَبَلٌ> هو إقْبال السَّواد على الأنف. وقيل: هو ميل كاَلحَول. ومنه حديث أبي رَيْحانة <إنّي لأجِدُ في بعض ما أُنْزِل من الكُتب: الأقْبَل القَصِيرُ القَصَرة، صاحب العِراقَين، مُبَدَّل السُّنَّة، يَلْعَنُه أهلُ السماء والأرض، وَيْلٌ له ثم وَيْلٌ له> الأقْبَل: من القَبَل الذي كأنه يَنْظر إلى طَرَف أنْفه. وقيل: هو الأفْحَج، وهو الذي تَتَدانى صُدور قَدَمَيْه ويتباعد عَقِباهُما. (ه) وفيه <رأيت عَقيلا يَقْبَلُ غَرْبَ زَمْزم> أي يتَلقَّاها فيأخُذها عند الاسْتقاء. [ه] ومنه <قَبَلَت (في الأصل: <قَبَّلت...تُقَبَّله> بالتشديد. والتصحيح من:ا، واللسان، والهروي، والمصباح) القابِلةُ الولدَ تَقْبَله> إذا تَلَقَّنْه عند وِلادته من بطْن أمّه. (س) وفيه <طَلَّقُوا النّساء لِقُبُل عِدَّتِهنّ> وفي رواية <في قُبُل طُهْرِهنّ> أي في إقْبالِه وأوّله، [و] (من ا، واللسان) حين يُمكنها الدخول في العِدِّة والشُّروع فيها، فتكون لها مَحْسوبةً، وذلك في حالة الطهُّر. يُقال: كان ذلك في قُبُل الشِّتاء: أي إقباله. (س) وفي حديث المزارعة <يُسْتَثْنى ما على المَاذِيَانَاتِ، وأقْبَال الجَداوِل> الأقبال: الأوائل والرؤوس، جَمْع قُبْل، والقُبْل أيضاً: رأس الجبل والأكَمَةِ، وقد يكون جمع قَبَل - بالتحريك - وهو الكَلأ في مواضع من الأرض. والقَبل أيضاً: ما اسْتَقْبلك من الشيء. (س) وفي حديث ابن جُرَيج <قُلت لعَطاء: مُحْرمٌ قَبَض على قُبُل امرأتِه، فقال: إذا وَغَلَ إلى ما هُنالِك فعليه دَمٌ> القُبُل بضمتين: خِلافُ الدُّبُر، وهو الفَرْج من الذكر والأنثى. وقيل: هو للأنثى خاصَّة، ووّغّل إذا دَخَل. (س) وفيه <نسألك من خير هذا اليوم وخير ما قَبْله وخير ما بَعْده، ونعوذ بك من شرّ هذا اليوم وشر ما قبله وشر ما بعده> مَسْأَلَة (في الأصل: <مثاله>. وفي اللسان: <سؤالُه خَيْر> "وأثبت قراءة ا) خَيْرِ زمان مَضَى: هو قَبُول الحَسنة التي قدّمها فيه، والاسْتِعاذة منه: هي طَلَب العَفْو عن ذَنْب قارَفَه فيه، والوَقْت وإن مَضَى فَتبعتُه باقية. (س) وفي حديث ابن عباس <إيَّاكم والقَبالاتِ فإنها صَغارٌ وفَضْلُها رِباً> هو أن يَتَقبَّل بخَراج أو جِبَابة أكثر مما أعْطي، فذلك الفَضْلُ رباً، فإن تَقَبَّل وزَرع فلا بأس. والقّبّالة بالفتح: الكفالة، وهي في الأصل مًصْدر: قَبَل إذا كَفَل. وقَبُل بالضم إذا صار قَبيلاً: أي كفيلاً. (ه) وفي حديث ابن عمر <ما بين المشْرِق والمغرب قِبلَة> أراد به المُسَافر إذا الّتبَسَت عليه قِبْلته، فأما الحاضر فيَجب عليه التَّحري والاجتهاد. وهذا إنما يصح لمن كانت القِبلة في جَنوبه أو في شَماله. ويجوز أن يكون أراد به قِبلْة أهل المدينة ونواحيها؛ فإن الكعبة جنوبها. والقبلة في الأصل: الجِهَة. (س) وفيه <أنه أقْطَع بِلال بن الحارث مَعادن القَبَليَّة، جَلْسِيهَّا وغَوْرِيَّها> القَبليَّة: منسوبة إلى قَبَل - بفتح القاف والباء - وهي ناحية من ساحل البحر، بينها وبين المدينة خمسة أيام. وقيل: هي من ناحية الفُرْع، وهو موضع بين نَخْلة والمدينة. هذا هو المحفوظ في الحديث. وفي كتاب الأمْكِنة <مَعادن القِلَبَة> بكسر القاف وبعدها لامٌ مفتوحة ثم باء. وفي حديث الحج <لو اسْتَقْبَلتُ من أمْري ما اسْتَدْبَرتُ ما سُقْتُ الهَدْيَ> أي لو عَنَّ لي هذا الرَّأي الذي رأيته آخِراً وأمَرْتُكم به في أول أمْري، لما سُقْتُ الهدْيَ معي وقلَّدتُه وأشعَرتُه، فإنه إذا فَعل ذلك لا يُحِلُّ حتى يَنْحَر، ولا يَنْحَر إلا يوم النَّحر، فلا يصح له فسخ الحج بعُمرة، ومن لم يكن معه هَدْيٌ فلا يَلْتَزِم هذا، ويجوز له فسْخ الحج. وإنما أراد بهذا القول تَطْييب قلوب أصحابه؛ لأنه كان يَشُق عليهم أن يُحِلُّوا وهو مُحِرم، فقال لهم ذلك لئلا يَجدوا في أنْفُسِهم، وليعلموا أنّ الأفضل لهم قَبُول ما دَعاهم إليه، وأنه لولا الهدْيُ لفَعَله. وفي حديث الحسن <سئل عن مُقْبَلة من العِراق> المُقْبَل بضم الميم وفتح الباء: مَصْدر أقْبَل يُقْبِل إذا قَدِم. {قبا} (ه) في حديث عطاء <يُكْره أن يَدْخُل المُعْتَكِف قَبْواً مَقْبُوَّاً> القَبْوُ: الطَّاق المعقود بعْضُه إلى بعض. وقَبَوْتُ البناء: أي رفعَتْهُ. هكذا رواه الهروي. وقال الخطّابي: قيل لعِطَاء: أيَمُرّ المْعتكِفُ تحت قَبوٍ مَقْبُوٍ؟ قال: نعم. {قتب} (ه) فيه <لا صدَقةَ في الإبل القَتُوبَة> القَتُوبَة بالفتح: الإبل التي تُوضع الأقْتاب على ظُهورها، فَعُولة بمعنى مَفْعُولة، كالرَّكُوبة والحَلُوبة، أراد ليس في الإبل العَوامِل صَدقةٌ. وفي حديث عائشة <لا تَمْنع المرأة نفسها من زَوجها وإن كانت على ظَهر قَتَب> القَتَب للجَمل كالإِكاف لغيره. ومعناه الحثُّ لهنّ على مُطاوعة أزواجِهن، وأنه لا يَسعُهُنّ الامتناع في هذه الحال، فكيف في غيرها. وقيل: إن نسِاء العرب كُنَّ إذا أَردْن جلسْنَ على قَتَب، ويقلن إنه أسْلسُ لخرُوج الولد، فأرادت تلك الحالة. قال أبو عبيد: كُنَّا نرى أن المعنى: وهي تَسِير على ظَهْر البعير، فجاء التفسير بغير ذلك. (ه) وفي حديث الرِّبا <فَتْندَلِق أقَتْابُ بطْنه> الأقتاب: الأمعاء، واحِدها: قِتْب بالكسر. وقيل: هي جَمْع قِتْب، وقِتْبٌ جمع قِتْبَة، وهي المِعَي. وقد تكرر في الحديث. {قتت} (ه) فيه <لا يَدْخُلُ الجَنة قَتَّات> هو النَّمَّام. يقال: قّتَّ الحديث يَقُتُّه إذا زوّره وهَيَّأه وسَوّاه. وقيل: النَّمَّام: الذي يكون مع القَوم يَتحدّثون فيَنِمُّ عليهم. والقَتَّات: الذي يَتَسَمَّع على القوم وهم لا يعلمون ثم يَنِمُّ. والقَسَّاس: الذي يَسْأل عن الأخبار ثم يَنُمُّها. (ه) وفيه <أنه ادّهَن بدُهن غيرِ مُقَتَّت وهو مُحْرِم> أي غيرُ مُطَيَّب، وهو الذي يُطْبَخ فيه الرَّياحين حتى تَطِيبَ رِيحُه. وفي حديث ابن سلام <فإن أهْدَى إليك حِمْل تِبْن أو حِمْلَ قَتّ فإنه رِباً> القَتُّ: الفِصْفِصَة وهي الرَّطْبة، من عَلَف الدَّوابّ. {قتر} (ه) فيه <كان أبو طلحة يَرْمي ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بُقَتِّرُ بين يديه> أي يُسَوَّي له النِصال ويَجْمع له السِهام، من التَّقْير وهو المُقارَبة بين الشَيئين وإدناء أحدِهما من الآخر. ويجوز أن يكون من القِتْر، وهو نصل الأهْداف (زاد الهروي: <وقال بعض أهل العلم: يقتَّر، أي يجمَّع له الحصى والتراب ويجعله قُتَرا> ). ومنه الحديث <أنه أهْدَى له يَكْسومُ سِلاحا فيه سَهْم، فقَوّم فُوقَه وسمَّاه قِتر الغِلاء> القِتْر بالكسر: سَهم الهَدَف. وقيل سَهْم صغير. والغِلاء: مصدر غالى بالسهم إذا رَماه غَلْوةً. (ه) وفيه <تَعَوذوا باللّه من قِتْرةَ وما وَلَد> هو بكسر القاف وسكون التاء: اسم إبليس. وفيه <بسُقْمٍ في بَدَنِه وإقْتارً في رِزْقِه> الإقْتار: التَّضْييق على الإنسان في الرزْق. يقال: أقْتَر اللّهُ رِزقه: أي ضَيّقه وقَلله. وقد أقْتَر الرجلُ فهو مُقْتر، وقُتِرَ فهو مَقْتور عليه. ومنه الحديث <مُوسَّعٌ عليه في الدينا ومَقْتور عليه في الآخرة>. والحديث الآخر <فأقْتَر أبواه حتى جَلَسا مع الأوْفاض> أي افْتَقَرا حتى جَلسَا مع الفقراء. (ه) وفيه <وقد خَلَفَتهم قَتَرة رسول اللّه> القَتَرة: غَبرة الجيش. وخَلَفَتْهم: أي جاءت بَعْدَهم. وقد تكررت في الحديث. (س) وفي حديث أبي أمامة <مَن اطَّلَع من قُتْرةٍ ففُقِئت عينه فهي هَدَرٌ> القُترة بالضم: الكُوّة. والنافِذة، وعَيْن التَّنُّور، وحَلْقة الدِّرع، وبَيْتُ الصائد، والمراد الأوّل. (س) وفي حديث جابر <لا تُؤذِ جارَك بقُتَار قِدْرك> هو ريح القِدْر والشِّواء ونحوهما. (ه) وفيه <أن رجلاً سأله عن امرأة أراد نِكاحَها، قال: وبقَدْر (في الهروي: <وتُقَدِّر> ) أيّ النساء هي؟ قال: قد رأت القَتِير. قال: دَعْها> القَتير: الشِّيب. وقد تكرر في الحديث. {قتل} (ه) فيه <قاتَلَ اللّه اليهود> أي قَتلهم اللّه. وقيل لَعنهم، وقيل: عاداهم. وقد تكررت في الحديث، ولا تَخْرج عن أحد هذه المعاني. وقد تَرِدُ بمعنى التَّعَجُّب من الشيء كقولهم: تَرِبَتْ يَداه! وقد تَرِدُ ولا يُراد بها وقُوع الأمر. ومنه حديث عمر <قاتَل اللّهُ سَمُرة>. وسبيل <فاعَل> هذا أن يكون من اثْنَين في الغالِب، وقد يَرِدُ من الواحد، كسافَرْتُ، وطارَقْتُ النَّعْل. (ه) وفي حديث المارِّ ين يَدَي المُصَلِّي <قاتِلْه فإنه شيطان> أي دافِعْه عن قِبْلَتِك، وليس كل قِتال بمعنى القَتْل. (س) ومنه حديث السِّقيفة <قتل اللّه سعداً فإنه صاحب فِتْنة وشَرّ> أي دَفَع اللّه شَرَّه، كأنه إشارة إلى ما كان منه من حديث الإفك، والله أعلم. وفي رواية <إنّ عمر قال يوم السَّقِيفة: اقْتلوا سعداً قتله اللّه> أي اجْعلوه كمن قُتِل واحْسُبُوه في عِداد مَن مات وهلك، ولا تَعْتَدّوا بمَشْهَدِه ولا تُعَرِّجُوا على قوله. ومنه حديث عمر أيضاً <مَن دَعا إلى إمارة نفسه أو غيره من المسلمين فاقتلوه> أي اجْعَلَوه كمن قُتَل ومات، بأن لا تَقْبلوا له قَوْلاً ولا تُقِيموا له دَعوة. وكذلك الحديث الآخر <إذا بُويِع لخَلِيفَتين فاقتلوا الآخِرَ منهما> أي أبْطِلوا دَعْوَته واجْعَلوه كمن مات. وفيه <أشدُّ الناس عذاباً يومَ القيامة مَن قَتَل نَبِيَّا أو قَتَله نبيٌّ> أراد من قَتَله وهو كافر، كقَتْله أبيّ بن خَلفٍ يوم بدرٍ، لا كمن قتله تطهيراً له في الحدّ، كماعِزٍ. (س) وفيه <لا يُقْتَل قُرَشِيٌّ بعد اليوم صَبْراً> إن كانت اللام مرفوعة على الخبر فهو مَحْمول على ما أباح من قَتْل القُرَشيَّين الأربعة يوم الفتح، وهُم ابن خَطل ومَن معه: أي أنهم لا يَعُودون كُفَّاراً يَغْزَون ويُقْتَلون على الكفر، كما قُتل هؤلاء، وهو كقوله الآخر <لا تُغْزَى مكة بعد اليوم> أي لا تَعُودُ دَارَ كُفر تُغْزى عليه، وإن كانت اللام مجزومة فيكون نَهْياً عن قَتْلِهم في غير حدٍّ ولا قِصاص. وفيه <أعَفُّ الناس قِتْلَةً أهلُ الإِيمان> القِتْلة بالكسر: الحالة من القَتْل، وبفتحها المرّة منه. وقد تكرر في الحديث. ويُفْهَم المراد بهما من سِياق اللفظ. وفي حديث سَمُرة <من قَتل عبده قَتلْناه، ومن جَدع عبدَه جَدَعْناه> ذُكِر في رواية الحسن أنه نَسِي هذا الحديث، فكان يقول: <لا يُقْتَل حُرٌّ بعَبْد> ويَحتمِل أن يكون الحسَن لم يَنْسَ الحديث، ولكنه كان يَتَأوّلُه على غير معنى الإيجاب، ويَراه نوعا من الزجْر ليَرْتَدِعوا ولا يُقْدِموا عليه، كما قال في شارب الخمْر: <إنْ عادَ في الرابعة أو الخامسة فاقتُلوه>، ثم جيء به فيها فلم يَقْتُلْه. وتأوّلَه بعضُهم أنه جاء في عبدٍ كان يَمْلِكه مرَّةً، ثم زال مِلْكُه عنه فصار كُفؤاً له بالحُرِّيَّة. ولم يَقلُ بهذا الحديث أحدٌ إلا في رواية شاذَّة عن سُفيان، والمَرْوِيُّ عنه خلافهُ. وقد ذَهب جماعة إلى القِصاص بين الحُرِّ وعبد الغَير. وأجْمعوا على أن القِصاص بينهم في الأطراف ساقِط، فلما سَقَط الجَدْع بالإجماع سقط القِصاص، لأنهما ثَبَتا معاً، فلما نُسِخا نُسِخا معاً، فيكون حديث سَمُرة منسوخا. وكذلك حديث الخمر في الرابعة والخامسة. وقد يَرِدُ الأمر بالوعيد رَدْعاً وزجْراً وتحذيراً، ولا يُراد به وُقوع الفعل. وكذلك حديث جابر في السارق <أنه قُطِع في الأولى والثانية والثالثة، إلى أنْ جِيء به في الخامسة فقال: اقْتُلوه، قال جابر: فقتلناه> وفي إسناده مقَال. ولم يَذْهب أحدٌ من العلماء إلى قتْل السارق وإن تكرَّرت منه السَّرِقة. (س) وفيه <على المُقْتَتِلين أن يَتَحَجُّزُوا، الأوْلى فالأوْلى، وإن كانت امرأة> قال الخطّابي: معناه أن يَكفُّوا عن القَتْلِ، مثْل أن يُقْتَل رجل له ورَثة، فأيُّهم عَفا سَقط القَودَ. والأوْلَى: هو الأقْرَب والأدْنَى مِن وَرَثة القَتيل. ومعنى <المُقْتَتِلين>: أن يَطْلب أولياء القتيل القَوَد فيَمتنِع القَتَلة فيَنْشأ بينهم القِتال من أجْلِه، فهو جَمْع مُقْتَتِل، اسم فاعِل من اقْتَتَل. ويَحْتَمل أن تكون الرواية بنَصْب التاءَيْن على المفْعول. يقال: اقْتَتِل فهو مُقْتَتَل، غير أنّ هذا إنما يكثُر استعمالُه فيمن قَتَله الحُبُّ. وهذا حديث مُشْكِل، اخْتَلَفت فيه أقوال العلماء، فقيل: إنه في المُقْتَتِلين من أهل القِبْلَة، على التأويل، فإن البَصائر رُبما أدْرَكَت بعضَهم، فاحْتاج إلى الانصراف من مَقامه المذموم إلى المحمود، فإذا لم يَجدْ طريقاً يَمرُّ إليه بَقَيَ في مكانه الأوّل، فعَسَى أن يُقْتَل فيه، فأمِروا بما في هذا الحديث. وقيل: إنه يَدخل فيه أيضاً المُقْتَتِلون من المسلمين في قتالهم أهل الحَرْب، إذْ قد يجوز أن يَطْرَأ عليهم مَن معه العُذر الذي أبِيح لهم الانْصِراف عن قِتالِه إلى فِئَة المسلمين التي يَتَقَوَّون بها على عَدُوّهم، أو يَصِيرُوا إلى قوم من المسلمين يَقْوَون بهم على قتال عَدُوهم فيُقاتِلونَهم معهم. وفي حديث زيد بن ثابت <أرْسَل إليَّ أبو بكر مَقْتَلَ أهلِ اليَمامة> المَقْتَل: مَفْعل، من القَتْل، وهو ظَرْف زمان ها هنا، أي عند قَتْلِهم في الوقْعة التي كانت باليَمامة مع أهل الرِدّة في زمَن أبي بكر. (س) وفي حديث خالد <أن مالِكَ بن نُوَيْرة قال لامْرأتْه يومَ قَتلَه خالد: أقْتَلْتِني> أي عَرَّضْتِنيِ للقتل بُوجوب الدِفاع عنْكِ والمُحاماة عليكِ، وكانت جَميلةً وتَزَوّجَها خالد بعد قَتْلِه. ومثْلُه: أبَعْتُ الثَّوبَ إذا عَرّضْتَه للبَيع. {قتم} (س) في حديث عمرو بن العاص <قال لابْنِه عبد اللّه يوم صِفِّين: انْظر أين تَرى عَلِيَّاً، قال: أراه في تِلك الكَتِبية القَتْماء، فقال: للّه دّرُّ ابن عُمَر وابنْ مالِك! فقال له: أيْ أبَتِ، فما يَمْنَعُك إذْ غَبَطْتَهم أن تَرْجع، فقال: يا ُبَنيَّ أنا أبو عبد اللّه. أذا حَكَكْتُ قَرْحَةً دَمَّيْتُها * القَتْماء: الغَبْراء، من القَتام، وتَدْمِية القَرْحَة مَثَل: أي إذا قَصَدْت غاية تَقَصَّيْتها. وابن عُمر هو عبد اللّه، وابْنُ مالك هو سعد بن أبي وقاَّص، وكانا ممن تَخَلَّف عن الفَرِيَقْين. {قتن} (س) فيه <قال رجل: يا رسول اللّه تَزوجّتُ فُلانة، فقال: بَخٍ، تَزَوّجْت بِكْراً قَتِيناً> يقال: امرأة قَتِين، بِلا "هاء"، وقد قَتُنت قَتنانةً وقَتْناً، إذا كانت قليلة الطُّعْم. ويَحتْمِل أن يريد بذلك قِلَّة الجماع. ومنه قولُه <عليكم بالأبكار فأنَّهنّ أرْضَى باليسير>. (ه) ومنه الحديث في وصْفَ امرأة <إنها وَضِيئةٌ قَتِين>. {قتا} (ه) فيه <أن عُبَيد اللّه بن عبد اللّه بن عُتْبة سُئل عن امرأة كان زَوْجُها مَملوكاً فاشْتَرتْه، فقال: إن اقْتَوَتْه فُرِّق بينهما، وإن أعْتَقَتْه فهُما على النِكاح> اقْتَوَتْه: أي اسْتَخْدَمَتْه. والقَتْوُ: الخدْمة. {قثث} (ه) فيه <حَثَّ النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يَوْما على الصَّدَقة، فجاء أبو بكر بماله كلَّه يَقُثُّه> أي يَسوقه، من قولهم: قَثَّ السَّيْلُ الغُثَاء، وقيل يَجْمَعُه. {قثد} * فيه <أنه كَان يأكل القِثَّاء والقَثَدَ بالمُجاج>. القَثَد بفتحَتْين: نبت يُشْبِه القِثَّاء. والمُجاج: العَسَل. {قثم} (س) فيه <أتاني مَلَك، فقال: أنت قُثَمُ وخَلْقُكَ قَيِّم> القُثَم: المجْتَمِع الخَلْقِ وقيل الجامِع الكامِل: وقيل الجَمُوع للخير، وبه سُمِّي الرجُل قُثَم. وقيل: قُثَم مَعْدُول عن قائِم، وهو الكثير العَطاء. ومنه حديث المبعث <أنتَ قُثَمُ، أنت المُقَفّى، أنت الحاشِر> هذه أسماء للنبي صلى اللّه عليه وسلم. {قحح} (س) فيه <أعْرابيٌّ قُحٌّ> أي محض خالص. وقيل: جافٍ. والقُحُّ: الجافِي من كل شيء. {قحد} (ه) في حديث أبي سفيان <فقُمْت إلى بَكْرَة قَحْدَة أريد أن أُعَرْقِبها> القَحْدة: العظيمة السَّنام. والقَحَدَةُ بالتحريك: أصْل السَّنام. يقال: بَكْرةٌ قَحِدة، بكسر الحاء ثم تُسَكَّن تخفيفاً، كَفَخِذٍ وفَخْذ. {قحر} (ه) في حديث أم زَرْع <زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ قَحْرٍ> القَحْر: البعير الهَرِم القليلُ اللحم، أرادت أنَّ زوجَها هَزِيلٌ قليل المال (في ا: <الماء> ). {قحز} (ه) في حديث أبي وائل <دَعاه الحَجَّاج فقال له: أحْسبُنا قد رَوَّعْناك، فقال: أمَا إني بِتّ أُقَحّز البارِحَة> أي أُنَزّى وأقْلَق من الخَوف. يقال: قَحَزَ الرجُل يَقْحَز: إذا قَلِق واضْطَرب. (ه) ومنه حديث الحسن وقد بَلَغه عن الحَجَّاج شيء فقال <ما زِلّتُ الليلة أُقَحَّزُ كأنّي على الجَمْر>. {قحط} * في حديث الاستسقاء <يا رسول اللّه، قُحِطَ المطَرُ واحْمَرّ الشَّجَر> يقال: قَحِطَ المطر وقَحَطَ إذا احْتَبَس وانْقَطع. وأقْحَط الناس إذا لم يُمْطَروا. والقَحط: الجَدْب؛ لأنه من أثَرِه. وقد تكرر ذكره في الحديث. ومنه الحديث <إذا أتَى الرجُل القَوْمَ فقالوا: قَحْطاً، فقَحْطاً له يومَ يَلْقَى ربَّه> أي إذا كان ممن يقال له عند قُدُومه على الناس هذا القول، فإنه يقال له مَثْل ذلك يوم القيامة. وقَحْطاً: منصوب على المصدر: أي قُحِطْت قَحْطاً، وهو دُعاء بالجَدب، فاستعاره لانقطاع الخَيْر عنه وجَدْبه من الأعمال الصالحة. (ه) وفيه <من جامع فأقْحَط فلا غُسل عليه> أي فتَر ولم يُنْزِل، وهو من أقْحَط الناس: إذا لم يمُطَروا. وهذا كان في أول الإسلام ثم نُسِخ، وأوجب الغُسل بالإيلاج. {قحف} * في حديث يأجوج ومأجوج <تأكل العِصابة يومئذ من الرُّمّانة، ويَسْتَظِلُّون بقِحفها> أراد قِشْرها، تشبيها بقِحْف الرأس، وهو الذي فوق الدِّماغ. وقيل: هو ما انْفَلَق من جُمْجمَته وانْفَصَل. ومنه حديث أبي هريرة في يوم اليَرْموك <فما رُئِيَ مَوْطِنٌ أكثر قِحْفاً ساقِطاً> أي رأساً، فكني عنه ببعضه، أو أراد القِحْفَ نفْسَه. (س) ومنه حديث سُلافة بنت سعد <كانت نَذَرت لتَشْرَبنَّ في قِحْف رأس عاصم بن ثابت الخَمْر> وكان قد قَتل ابْنَيْها مُسافِعاً (في اللسان: <نافعاً> ) وخِلاباً. وفي حديث أبي هريرة، وسُئل عن قُبْلة الصائم فقال <أُقَبَّلُها وأقْحَفُها> أي أَترَشَّف رِيقَها، وهو من الإقحاف: الشُّرب الشديد. يقال: قحَفْتُ قَحْفاً إذا شربتَ جميع ما في الإناء. {قحل} * في حديث الاستسقاء <قَحِل الناس على عَهْد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي يَبِسوا من شدّة القَحْط. وقد قَحِل يقَحْلُ قَحْلا إذا الْتَزَق جلْدُه بعَظْمِه من الهزال والبِلى. وأقْحَلتُه أنا. وشَيْخٌ قَحْل، بالسكون. وقد قَحَل بالفتح يَقْحَل قُحُولا فهو قاحِل. (ه) ومنه حديث استسقاء عبد المطِّلب <تتابعتْ على قُرِيش سِنُو جَدْب قد أقْحَلَتِ الظِلْف> أي أهْزَلَت الماشِية وألْصَقَت جلودَها بعِظامِها، وأراد ذات الظَّلْف. ومنه حديث أم ليلى <أمَرَنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن لا نُقْحِل أيْدِيَنا من خِضاب>. والحديث الآخر <لأَن يَعْصُبَه أحدُكم بِقِدٍ حتى يَقْلَ خيرٌ من أن يَسْأل الناس في نِكاح> يعني الذَّكر: حتى ييَبْسَ. (ه) وفي حديث وَقْعة الجمل: كيف نَرُدُّ شَيْخَكم وقد قَحَلْ * أي مات وَجَفّ جِلْدُه. أخرجه الهروي في يوم صِفِّين. والخبرُ إنما هو في يوم الجملِ، والشعر: نحنُ بَني ضَبَّةَ أصحابُ الجملْ * الموتُ أحْلى عندنا من العَسَلْ رُدُّوا علينا شَيْخَنا ثم بَجَلْ * فأجيبَ: كيف نَرُدُّ شَيْخَكم وقد قَحَلْ * {قحم} * فيه <أنا آخِذٌ بحُجَزِكم عن النار، وأنتم تَقْتَحِمون فيها> أي تَقَعون فيها. يقال: اقْتَحَم الإنسان الأمْرَ العظيم، وتَقَحَّمَهُ: إذا رَمَى نفسَه فيه من غير رَوِيَّة وتَثبُّت. (ه) زمنه حديث علي <مَن سَرَّه أنْ يَتَقَحَّم جَراثِيمَ جهنم فلْيَقْضِ في الْجَدِّ> أي يَرْمي بنفسه في معَاظِم عذابها. (ه) ومنه حديث عمر <أنه دخل عليه وعنده غُلَيِّم أسْودُ يَغْمِز ظهْره، فقال: ما هذا؟ قال: إنه تقَحَّمَت بي الناقةُ الليلة> أي ألْقَتْني في ورْطَة، يقال: تقَحَّمتْ به دابَتُه إذا نّدَّت به فلم يَضْبُط رأسها، فرُبما طَوَّحت به في أُهْويَّة. والقُحْمة: الوَرْطة والمَهْلَكة. (ه) وفي حديث ابن مسعود <مَن لَقِي اللّه لا يُشْرِك به شيئاً غَفَر له المُقْحِمات> أي الذُّنوب العِظام التي تُقْحِم أصحابَها في النار: أي تُلْقِيهم فيها. (ه) ومنه حديث علي <إن للخُصومة قُحَماً> هي الأمور العظيمة الشاقَّة، واحدتُها: قُحْمة. (س) ومنه حديث عائشة <أقْبَلَت زينب تَقَحَّمُ لها> أي تَتَعرّض لشَتْمها وتدخل عليها فيه، كأنها أقْبَلَت تَشْتِمُها من غير رَوِيَّة ولا تَثَبُّت. وفي حديث ابن عمر <ابْغِني خادِماً لا يكون قَحْماً فانياً ولا صغيراً ضَرَعاً> القَحْم: الشيخ الهِمُّ الكبير. (ه) وفيه <أقْحَمت السَّنَةُ نابغة بَني جَعدة> أي أخْرَجَته من البادية وأدْخَلْته الحَضَر. والقُحْمة: السَّنوُ تُقْحِم الأعراب ببلاد الرِيف وتُدْخِلُهم فيها. وفي حديث أم مَعْبَد <لا تَقْتَحِمهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَر> أي لا تَتَجاوَزُه إلى غيره احْتِقاراً له. وكلُّ شيْ ازْدَرَيْتَه فقد اقْتَحَمْتَه. {قد} * في صفة جهنم <فيُقال: هل امْتَلأتِ؟ فتَقول هل من مَزِيد، حتى إذا أُوعِبوا فيها قالت: قَدْ قَدْ> أي حَسْبي حَسْبي. ويُرْوَى بالطاء بدل الدال، وهو بمعناه. ومنه حديث التَّلْبِية <فيقول: قَدْ قدْ> بمعنى حَسْب، وتكرارها لِتأكيد الأمْر. ويقول المتكلم: قَدْنِي: أي حَسْبي، وللمُخاطَب: قَدْك: أي حَسْبُك. ومنه حديث عمر <أنه قال لأبي بكر: قَدْكَ يا أبا بكر>. {قدح} (ه) فيه <لا تَجْعَلوني كَقَدَح الراكب> أي لا تُؤَخِّرُوني في الذِّكْر، لأن الراكب يُعَلِّق قَدَحه في آخِر رحْله عند فَرَاغه من تَرْحاله ويَجْعَله خَلْفَه. قال حسَّان: كما نِيطَ خَلْفَ الراكِب القَدَحُ الفَرْدُ (صدره: * وأنت زنيمٌ نِيطَ في آلِ هاشمٍ * ديوانه ص 160 بشرح البرقوقي)*. (س) ومنه حديث أبي رافع <كنتُ أعْمَل الأقْداح> هي جمع قَدَح، وهو الذي يُؤكل فيه. وقيل: هي جَمْع قِدْح، وهو السِّهم الذي كانوا يَسْتّقْسِمون به، أو الذي يُرْمى به عن القَوْس. يقال للسَّهم أوّل ما يُقْطَع: قِطْعٌ، ثم يُنْحَتُ ويُبرَى فيُسَمَّى بَرِياً، ثم يُقَوَّم فيسمَّى قِدحاً، ثم يُرَاش ويُرَكَّب نصْلهُ فيُسَمَّى سَهْماً. ومنه الحديث <كان يُسَوَّى الصُّفوف حتى يدَعَها مِثْلَ القِدْح أو الرَّقيم> أي مَثْل السَّهْم أو سَطْر الكتابة. ومنه حديث عمر <كان يُقَوِّمُهم في الصَّف كما يُقَوِّم القَدَّاح القِدْحَ> القَدَّاح: صانِع القِدْح. ومنه حديث أبي هريرة <فشَرِبْتُ حتى اسْتوى بطنِي فصار كالقِدْح> أي انْتَصَب بما حصَل فيه من اللَّبن وصار كالسَّهم، بعد أن كان لَصِق بظَهْره من الخُلُوّ. ومنه حديث عمر <أنه كان يُطْعِم الناسَ عامَ الرَّمّادّة فاتخذَ قِدْحاً فيه فَرْضٌ> أي أخَذ سِهْماً وحَزَّ فيه حَزَّاً عَلَّمه به، فكان يَغْمِر القِدْح في الثَّرِيد، فإن لم يبْلُغ موضع الحزِّ لامَ صاحِبَ الطعام وعَنَّفه. (ه) وفيه <لو شاء اللّه لجعل الناسِ قِدْحَةَ ظُلْمة كما جعل لهم قِدْحَة نُورٍ> القِدْحة بالكسر: اسم مشْتَقّ من اقِتْدَاح النار بالزَّنْد. والمِقْدَح والمِقْدَحَة: الحديدة. والقَدّاح والقَدَّاحة: الحَجر. (ه) ومنه حديث عمرو بن العاص <اسْتَشار وَرْدان غُلامَه، وكان حَصِيفاً، في أمْرِ عليٍّ ومعاويةَ إلى أيِّهما يذْهَب؟ فأجابه بما في نفسِه وقال له: الآخِرة مع عليّ، والدنيا مع معاوية، وما أراك تختار على الدنيا. فقال عمرو: يا قاتَلَ اللّهُ وَرْداناً وقِدْحَتَه ** أبْدَي لَعَمْرُك ما في القلبِ وَرْدانُ فالقِدْحَة: اسم للضرب بالمِقْدحة، والقَدْحة: المَرَّة، ضَرَبَها مثلا لاسْتخراجِه بالنَّظَر حقيقةَ الأمر. وفي حديث حذيفة <يكون عليكم أمِيرٌ لو قَدَحْتُمُوه بشَعْرة أو رَيْتُمُوه> أي لو اسْتَخْرَجْتم ما عنده لظَهر ضَعْفُه، كما يَسْتخرِج القادح النار من الزَّنْد فَيُورِى. (ه) وفي حديث أم زَرْع <تَقْدَح قِدْراً وتَنْصِب أخْرَى> أي تَغْرِف. يقال: قَدَح القِدْرَ إذا غَرف ما فيها. والمِقدَحَة: المِغْرَفة. والقديِح: المَرَق. ومنه حديث جابر <ثم قال: ادْعي خابِزةً فلْتَخْبِزْ مَعك واقْدَحي من بُرمَتِك> أي اغرفي. {قدد} * فيه <ومَوضعُ قِدَّهِ في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها> القَدّ بالكسر: السَّوط، وهو في الأصْل سَيْرٌ يُقَدّ مِن جلْد غير مَدْبوغ: أي قَدْر سَوْط أحدِكم، أو قَدْر الموضع الذي يسع سَوْطَه من الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها. (س) وفي حديث أحُد <كان أبو طَلْحة شديدَ القدِّ> إن رُوي بالكسر فيُريد به وَتَر القَوْس، وإن رُوِي بالفتح فهو المَدُّ والنَّزع في القَوْس. (س) وفي حديث سَمُرة <نَهى أن يُقَدّ السَّيرُ بين أصبعَين> أي يُقْطع ويُشَق لئلا يَعْقِر الحديدُ يَدَه، وهو شبيه بنَهيه أن يَتَعاطى السيف مَسْلولاً. والقَدُّ: القَطْعُ طولاً، كالشَّق. ومنه حديث أبي بكر يومَ السَّقيفة <الأمر بينَنا وبينكم كقَدّ الأُبْلُمة> أي كشَق الخُوصة نصفين. (ه) ومنه حديث علي <كان إذا تطاول قَدّ، وإذا تقَاصَر قَطّ> أي قَطع طُولاً وقَطع عرضاً. [ه] وفيه <أن امرأةً أرسلت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بجَدْيَيْن مَرْضُوفين وقَدٍّ> أراد سقاءً صغيراً متَّخذاً من جِلْد السَّخْلة فيه لَبن، وهو بفتح القاف. ومنه حديث عمر <كانوا يأكلون القَدَّ> يُريد جلد السَّخْلة في الجدْب. وفي حديث جابر <أُتيَ بالعَبَّاس يومَ بَدْر أسِيراً ولم يكن عليه ثَوبٌ، فَنظَر له النبي صلى اللّه عليه وسلم قَمِيصاً، فَوجَدُوا قَميص عبد اللّه بن أبيّ يُقَدُّ عليه فكَساه إيَّاه> أي كان الثّوب على قَدْرِه وطوُله. وفي حديث عروة <كان يَتَزوّد قَدِيدَ الظِباء وهو مُحْرِم> القَدِيد: اللَّحْم المَمْلُوح المُجَفَّف في الشمس، فَعِيل بمعنى مفعول. (ه) وفي حديث ابن الزبير <قال لمعاوية في جواب: رُبَّ آكلِ عَبِيطٍ سَيُقَدّ عليه، وشاربِ صَفْو سَيَغَصُّ> هو من القُداد، وهو داء في البطن. (ه) ومنه الحديث <فجعله اللّهُ حَبَناً وقُدَاداً> والحَبن الاسْتِسقاء (عبارة الهروي: <السَّقْي في البطن> ). (ه س) وفي حديث الأوزاعيِّ <لا يُسْهَم من الغَنيمة للعبد ولا الأجير ولا القَديِديِّين> هم تُبَّاع العسكر والصُّنّاع، كالحدّاد، والبَيْطار، بلُغَة أهل الشام. هكذا يُرْوَى بفتح القاف وكسر الدال. وقيل: هو بضم القاف وفتح الدال، كأنهم لخسَّتهم يَلْبسون القَديِد، وهو مِسْح صغير. وقيل: هو من التَّقَدُّد: التَّقَطُّع والتَّفَرُّق، لأنهم يَتَفرَّقون في البِلاد للحاجة وتمزَّق ثيابُهم. وتصغِيرُهم تَحْقِير لشأنِهم. ويُشْتَمُ الرجُل فيقال له: يا قَدِيدِيّ، ويا قُدَيْديُّ. وفيه ذكر <قُدَيْد> مصُغَراً، وهو موضع بين مكة والمدينة. وقد ذكر في الأشربة <المَقَدِّيُّ> هو طِلاءٌ مُنَصَّف طُبخَ حتى ذَهب نِصفْه، تشبيهاً بشيء قُدَّ بِنصْفين، وقد تُخَفَّف داله. {قدر} * في أسماء اللّه تعالى <القادِر، والمْقتدِر، والقَدِير> فالقادر: اسم فاعل، من قَدَر يَقْدر، والقَدير: فَعيل منه، وهو للمبالغة، والمْقتدر: مُفْتَعِل، من اقْتَدَر، وهو أبْلَغ. وقد تكرر ذكر <القَدَر> في الحديث، وهو عبارة عما قضاه اللّه وحَكَم به من الأمور. وهو مصدر: قَدَرَ يَقْدُرُ قَدَراً. وقد تُسَكَّن دالُه. (ه) ومنه ذكر <ليلة القَدَر> وهي الليلة التي تُقَدَّر فيها الأرزاق وتُقْضَى. ومنه حديث الاسْتخارة <فاقْدُرْه لي ويَسِّرْه> أي اقْضِ لي به وهَيِّئه. [ه] وفي حديث رؤية الهلال <فإن غُمّ عليكم فاقْدروا له> أي قَدَّروا له عدد الشهر حتى تُكَمِّلوه ثلاثين يوما. وقيل: قَدِّرُوا له مَنازِلَ القمر، فإنه يَدُلُّكم على أنّ الشهر تسه وعشرون أو ثلاثون. قال ابن سُرَيج (في اللسان <ابن شريح> وانظر شرح النووي على مسلم (باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، من كتاب الصوم) 7/189): هذا خِطاب لمن خصَّه اللّه بهذا العلْم. وقوله <فأكْمِلوا العِدّة> خطابٌ للعامَّة التي لم تُعْن به. يقال: قَدَرْت الأمْر أقْدُرُه وأقْدِرُه إذا نَظَرتَ فيه ودّبَّرتَه. (ه) ومنه حديث عائشة <فاقْدُروا قَدْرَ الجاريِة الحديثةِ السِنِّ> أي انْظُروه وأفْكِروا فيه. ومنه الحديث <كانَ يَتَقَدَّر في مَرضه: أيْنَ أنا اليوم؟> أي يُقَدِّر أيام أزواجه في الدَّوْر عليهنّ. وفي حديث الاستخارة <اللهم إني أسْتَقْدِرك بقُدْرَتك> أي أطْلُب منك أن تَجْعل لي عليه قُدْرة. (ه) ومنه حديث عثمان (أخرجه الهروي من حديث عمر) <إن الذَّكاة في الحَلْق واللبَّة لَمن قَدَر> أي لمن أمْكَنه الذبح فيهما، فأما النادُّ والمُتَردِّي فأين اتَّفَق من جسْمِهما. وفي حديث عُمَير مولى آبي اللحم (هو عبد اللّه بن عبد الملك بن عبد اللّه بن غِفار، وقيل في اسمه أقوال أخرى. انظر الأصابة 1/9. وإنما سمي آبي اللحم، لأنه كان يأبى أن يأكل اللحم) <أمرَنِي مولاي أن أقْدُر لحَمْاً> أي أطْبُخ قِدراً من لَحْم. {قدس} * في أسماء اللّه تعالى <القُدُّوس> هو الطاهر المنزَّه عن العُيوب. وفُعُّول: من أبْنِية المبالغة، وقد تُفتح القاف، وليس بالكثير، ولم يَجيء منه إلا قَدُّوس، وسَبُّوح، وذَرُّوح. وقد تكرر ذكر <التقديس> في الحديث، والمراد به التطهير. ومنه <الأرض المُقدَّسة> قيل: هي الشام وفِلَسْطين. وسُمِّي بيتْ المَقْدس، لأنه الموضع الذي يُتَقَدَّس فيه من الذنوب. يقال: بيت المَقْدِس، والبيت المُقَدَّس، وبيت القُدْس، بضم الدال وسكونها. (ه) ومنه الحديث <إن رُوحَ القُدُس نَفَث في رُوعي> يعني جبريل عليه السلام؛ لأنه خُلِق من طَهارة. (ه) ومنه الحديث <لا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لا يُؤْخَذ لضَعيفها من قَوِيِّها> أي لا طُهِّرت. (س) وفي حديث بلال بن الحارث <أنه أَقْطَعه حيث يَصْلُح للزرع من قُدْس، ولم يُعْطه حقَّ مُسْلِم> هو بضم القاف وسكون الدال: جبل معروف. وقيل: هو الموضع المُرْتَفِع الذي يَصْلح للزراعة. وفي كتاب الأمْكِنة <أنه قَرِيسٌ> قيل: قريس وقَرْس: جبلان قُرب المدينة، والمشهور المَرْوِيُّ في الحديث الأوّل. وأما <قَدَس> بفتح القاف والدال. فموضع بالشام من فتوح شُرَحْبيل بن حَسَنة. {قدع} (ه) فيه <فَتتقَادَع [بهم] (تكملة من الهروي، ومما سبق في (فرش> جَنَبَتَا الصِّراط تَقادُعَ الفَراشِ في النار> أي تُسْقِطهم فيها بعضهم فوق بعض. وتقَادع القوم: إذا مات بعضُهم إثْرَ بعض. وأصل القَدْع: الكَفُّ والمنْع. (ه) ومنه حديث أبي ذَرّ <فذهَبت أُقَبِّل بين عينيه، فقَدَعَني بعض أصحابه> أي كَفَّني. يقال: قَدَعْتُه وأقْدَعْتُه قَدْعاً وإقْداعاً. (ه) ومنه حديث زواجه بخديجة <قال ورَقة بن نوفل: مُحَمدٌ يَخطُب خديجة؟ هو الفَحْل لا يُقْدَع أنْفُه> يقال: قدَعْتُ الفحلَ، وهو أن يكون غيرَ كريم، فإذا أراد ركُوب الناقة الكريمة ضُرِب أنفهُ بالرمح أو غيره حتى يَرْتَدع ويَنْكَفّ. ويُروى بالراء. ومنه الحديث <فإنْ شاء اللّهُ أن يَقْدَعَه بها قدَعَه>. (ه س) ومنه حديث ابن عباس <فجعَلْت أجدُ بي قَدَعاً من مسْألتِه> أي جُبْناً وانْكِساراً وفي رواية <أجدُنِي قَدِعْت عن مسألته>. ومنه حديث الحسن <اقدَعُوا هذه النُّفوس فإنها طُلَعَة>. (ه) ومنه حديث الحجّاج <اقْدَعوا هذه الأنْفُسَ فإنها أسألُ شيء إذا أُعْطِيَت، وأمنعُ شيء إذا سئلت> أي كُفُّوها عمَّا تَتَطلّع إليه من الشهوات. [ه] وفيه <كان عبد اللّه بن عُمَر قَدِعاً> القَدَع بالتحريك: انْسِلاق العين وضَعْف البَصَر من كثرة البكاء، وقد قَدِعَ فهو قَدِعٌ. {قدم} في أسماء اللّه تعالى <المُقَدِّم> هو الذي يُقَدِّم الأشياءَ ويَضَعها في مواضِعها، فمن اسْتَحقّ التقديمَ قدّمه. (ه) وفي صفة النار <حين يضَعَ الجْبَّارُ فيهال قدَمَه> أي الذين قَدّمَهُم لها من شِرار خَلْقه، فهم قَدَمُ اللّه للنار، كما أنّ المسلمين قدَمُه للجنة. والقَدَم: كلُّ ما قدّمْتَ من خير أو شر. وتَقَدَّمَتْ لفُلان فيه قَدَمٌ: أي تَقَدُّم في خير وشرٍّ. وقيل: وضْع القَدم على الشيء مَثَل للرَّدْع والقَمْع، فكأنه قال: يأتيها أمرُ اللّه فَيكُفّها من طلَب المَزيد. وقيل: أراد به تسكين فَوْرتها، كما يقال للأمر تُريد إبطاله: وضَعْته تحت قَدَمِي. (س) ومنه الحديث <ألاَ إن كلَّ دَمٍ ومَأثُرةٍ تحت قَدَمَيَّ هاتَين> أراد إخْفاءَها، وإعْدامها، وإذْلال أمْرِ الجاهلية، ونَقْضَ سُنَّتها. ومنه الحديث <ثلاثةٌ في المَنْسَي تحت قَدَم الرحمن> أي أنهم مَنْسِيُّون، مَتْروكون، غيرُ مَذْكورِين بخير. (ه) وفي أسمائه عليه الصلاة والسلام <أنا الحاشِرُ الذي يُحْشَر الناسُ على قَدَمِي> أي على أثَرِي. وفي حديث عمر <إنَّا على مَنازِلِنا من كتاب اللّه وقِسْمة رسوله، والرجُلُ وقَدَمُه، والرجُلُ وبَلاؤه> أي فِعاله وتَقَدُّمه في الإسلام وسَبْقه. وفي حديث مواقيت الصلاة <كان قَدْرُ صلاته الظُّهرَ في الصيف ثلاثة أقْدام إلى خمسة أقْدام> أقدام الظَّل التي تُعْرَف بها أوقات الصلاة هي قَدَم كل إنسان على قَدْر قامَتِه، وهذا أمرٌ مُخْتلِف باخْتلاف الأقاليم والبلاد؛ لأن سبب طُول الظِل وقِصَره هو انحِطاط الشمس وارتِفاعُها إلى سَمْت الرؤوس، فكلَّما كانت أعْلى، وإلى مُحاذاة الرؤوس في مَجْراها أقْرَب، كان الظِل أقْصر، وينعكِس الأمرْ بالعكس، ولذلك تَرَى ظِلّ الشِتاء في البلاد الشماليَّة أبداً أطْول من ظِل الصيف في كل موضع منها، وكانت صلاته عليه الصلاة والسلام بمكة والمدينة من الأقليم الثاني. ويُذْكر أنّ الظِل فيهما عند الاعْتِدال في آذارَ وأيْلُول ثلاثة أقْدام وبعض قدَمٍ، فيشْبِه أن تكون صلاته إذا اشتدَّ الحرّ مُتَأخِّرة عن الوقْت المعهود قبلَه إلى أن يَصِير الظِلُّ خمسة أقْدّام، أو خمسةً وشيئاً، ويكون في الشتاء أوّلَ الوقت خمسةَ أقدام، وآخِرُه سبعة، أو سبعة وشيئاً، فيُنَزَّل هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الإقليم دون سائر الأقاليم. واللّه أعلم. [ه] ومنه حديث علي <غير نَكِلٍ في قَدَمٍ ولا واهِناً في عَزْم (رواية الهروي: <لغير نَكَلٍ في قَدَم، ولا وَهْيٍ في عَزْم>. وقال ابن الأثير في مادة (وها): ويروى <ولا وَهْيٍ في عَزْم> ) > أي في تَقَدُّم. ويقال: رجُلٌ قَدَمٌ إذا كان شجاعاً. وقد يكون القَدَم بمعنى التقدُّم. (س) وفي حديث بدر <أقْدِم حَيْزُومُ> هو أمرٌ بالإقْدام. وهو التقدُّم في الحرْب والإقْدام: الشجاعة وقد تُكْسر همزة: <إقْدَم> ويكون أمْراً بالتقدُّم لا غَير. والصحيح الفتح، من أقْدَم. (س) وفيه <طوبى لعبْدٍ مُغْبَرٍّ قُدُمٍ في سبيل اللّه> رجُلٌ قُدُمٌ بضمتين: أي شجاع. ومَضَى قُدُماً إذا لم يُعَرِّج. (س) ومنه حديث شَيْبة بن عثمان <فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: قُدْماً، ها> أي تَقَدَّموا و<ها> تَنْبيه، يُحَرِّضُهم على القتال. وفي حديث علي <نَظَر قُدُماً أمامَه> أي لم يُعَرِّج ولم يَنْثَن. وقد تُسَكّن الدال. يقال: قَدَم بالفتح يَقْدُم قُدْماً: أي تَقَدَّم. (س) وفيه <أنَّ ابن مسعود سلَّم عليه وهو يصَلي فلم يَردّ عليه، قال: فأخذني ما قَدُم وما حَدُث> أي الحُزْن والكآبة، يُرِيد أنه عاوَدَتْه أحزانُه القديمة واتَّصَلت بالحديثة. وقيل: معناه غَلب عليَّ التفكُّرُ في أحْوالي القديمة والحَديثة. أيُّها كان سبباً لتَرك رَدِّه السلام عليّ. [ه] وفي حديث ابن عباس <أنّ ابن أبي العاص مَشى القُدَمِيةَّ> وفي رواية <اليقْدمِيَّة (في الأصل: <التقدمية> والمثبت من ا، واللسان، والهروي) > والذي جاء في رواية البخاري <القُدَمِيَّة> ومعناها أنه تَقَدّم في الشّرَف والفضْل على أصحابه. وقيل: معناه التَّبَخْتر، ولم يُرد المَشْي بعينه. والذي جاء في كُتب الغريب <اليقْدُمِيَّة> [والتَّقْدُمِيّة (تكملة من اللسان، نقلاً عن ابن الأثير)] بالياء والتاء فهما زائدتان، ومعناهُما التقدّم. ورواه الأزهري بالياء المعجمة من تحت، والجوهري (وحكى عن سيبويه أن التاء زائدة) بالمعجمة من فَوْق. وقيل: إنَّ اليَقْدُمِيَّة بالياء من تحت هو التقدُّم بهِمَّتِه وأفعاله. (س) وفي كتاب معاوية إلى ملك الروم <لأكوننَّ مُقَدِّمَتَه إليك> أي الجماعة التي تَتقدّم الجيش، من قَدَّم بمعنى تَقَدَّمَ، وقد اسْتُعيرت لكل شيء، فقيل: مُقَدِّمة الكتاب، ومقدِّمة الكلام بكسر الدال، وقد تُفْتح. وفيه <حتى إنّ ذِفْراها لتَكاد تُصيب قادِمةَ الرَّحْل> هي الخشبة التي في مُقَدِّمة كُور البعير بمنزلة قَرَبُوس السَّرج. وقد تكرر ذِكْرها في الحديث. (س) وفي حديث أبي هريرة <قال له أبَان بن سعيد: تَدَلَّى من قَدُوم ضأن> قيل: هي ثَنِيَّة أو جَبلٌ بالسَّراة من أرض دَوْس. وقيل: القَدوم: ما تقدم من الشاة، وهو رأسُها، وإنما أراد احْتِقارَه وصِغَر قَدْرِه. (س) وفيه <إن زَوْج فُرِيعة قُتِل بطَرَف القَدوم> هو بالتخفيف والتشديد: موضع على ستة أميال من المدينة. (ه) ومنه الحديث <إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام اخْتَتَن بالقَدوم> قيل: هي قرية بالشام. ويُروَى بغير ألف ولام. وقيل: القَدوم بالتخفيف والتشديد: قَدُوم النَّجَّار. وفي حديث الطفيل بن عمرو: ففِينا الشِعْرُ والمُلْكُ القُدَامُ * أي القديم، مثْل طَويل وطُوال.
|