الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{ملأ} * قد تكرر ذكر <المَلآءِ> في الحديث. والمَلأ: أشرافُ الناس ورؤَساؤُهم، ومُقَدَّموهم الذين يُرْجَعُ إلى قولهم. وجمعُه: أمْلاءٌ. (ه) ومنه الحديث <أنه سمِع رجُلاً، مُنْصَرَفَهُم من غَزْوةِ بدْرٍ، يقول: ما قتَلْنا إلاَّ عَجائِزَ صُلْعاً، فقال: أولئك المَلأُ من قريش، لو حضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ> أي أشرافُ قريش. ومنه الحديث <هل تَدْري فيمَ يَخْتَصِمُ الملأُ الأعلى؟> يريد الملائكةَ المقرَّبين. (س) وفي حديث عمر حين طُعِنَ <أكان هذا عن مَلأٍ منكم؟> أي تَشاوُر من أشرافِكم وجماعتِكم. (ه) وفي حديث أبي قَتادة <لَّما ازْدَحَمَ الناسُ على المِيضَأة قال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أحْسِنوا المَلأَ فكلُّكم سَيَرْوَى> المَلأ، بفتح الميم واللام والهمزة كالأوّل: الخُلُقُ. ومنه قول الشاعر (هو عبد الشارق بن عبد العُزَّى الجهني. معجم مقاييس اللغة 6/492): تَنادَوا يا لَبُهْثَةَ إذْ رَأَوْنا ** فَقُلْنا: أحْسِنِي مَلأً جُهَيْنا. وأكثرُ قُرَّاءِ الحديث يَقْرَأونها <أحسِنوا الْمِلءَ> بكَسر الميم وسكون اللام، من مِلْءِ الإناء. وليس بشيء. ومنه الحديث الآخر <أحسِنوا أمْلاءَكم> أي أخلاقَكم. وفي حديث الأعرابيِّ الذي بال في المسجد <فصاح به أصحابهُ، فقال: أحسِنوا مَلأً> أي خُلُقاً. وفي غريب أبي عبيدة <مَلأً: أي غَلَبَةً>. ومنه حديث الحسن <أنهم ازْدَحَمُوا عليه فقال: أحسنوا مَلأَكم أيها المَرْؤُون>. (س) وفي دعاء الصلاة <لك الحمدُ مِلْءَ السموات والأرض> هذا تمثيلٌ، لأن الكلام لا يَسَعُ الأماكنَ. والمراد به كثرةُ العدد. يقول: لو قُدِّر أن تكون كلماتُ الحمدِ أجْساماً، لَبَلَغَت من كثرتِها أن تَملأ السموات والأرض. ويجوز أن يكون المراد به تفخيمَ شأن كلمةِ الحمد. ويجوز أن يريد به أجرَها وثوابَها. ومنه حديث إسلام أبي ذرٍّ <قال لنا كلمةً تَملأُ الفَم> أي أنها عظيمةٌ شنيعة، لا يجوز أن تُحكى وتُقال، فكأنّ الفمَ مَلآنُ بها، لا يَقْدر على النطقِ. ومنه الحديث <امْلُئوا أفواهَكم من القرآن>. (ه) وفي حديث أن زَرْع <مِلْءُ كِسائها، وغيظُ جارَتِها> أرادت أنها سَمينةٌ، فإذا تَغَطَّت بكِسائها مَلأَتْه. وفي حديث عِمرانَ ومَزادةِ الماء <إنه لَيُخَيَّلُ إلينا أنها أشدُّ مِلأْةً منها حين ابْتُدِىءَ فيها> أي أشدُّ امْتِلاءً. يقال: مَلأْتُ الإناءَ أمْلَؤُه مَلأً. والمِلْءُ: الاسمُ. والمِلأْة أخَصُّ منه. وفي حديث الاستسقاء <فرأيتُ السَّحابَ يَتَمَزَّقُ كأنه المُلاءُ حين تُطْوَى> المُلاءُ، بالضم والمدّ: جمع مُلاءةٍ، وهي الإزارُ والرَّبْطةُ. وقال بعضُهم: إنَّ الجمع مُلأٌ، بغير مدٍّ. والواحدُ ممدود. والأوّلُ أثبتُ. شَبَّهَ تَفَرُّقَ الغَيم واجتماع بعضِه إلى بعض في أطراف السماء بالإزار، إذا جُمِعَت أطرافهُ وطُوِيَ. ومنه حديث قَيْلة <وعليه أسمالُ مُلَيَّتْين> هي تصغير مُلاَءةٍ، مُثَنَّاةً مخففةَ الهمز. وفي حديث الدَّيْن <إذا أُتْبِع أحدُكم على مَلِىءٍ فلْيَتْبَعْ (ضُبِط في الأصل، وا، واللسان: <فلْيَتَّبِعْ> وضبطته بالتخفيف ممّا سبق في مادة (تبع) ومن صحيح مسلم (باب تحريم مَطْل الغنيّ، من كتاب المساقاة> > المَلِيءُ بالهمز: الثِقةُ الغنيُّ وقد مَلُؤ، فهو مَلِيءٌ بيَّن المَلاَءِ والمَلاءةِ بالمدّ. وقد أُولِعَ الناسُ فيه بترك الهمز وتشديدِ الياء. (ه) ومنه حديث عليّ <لا مَلِيءٌ (في الأصل: <لا مَليّ> والتصحيح من ا، واللسان) واللّه بإصْدار ما ورَد عليه>. (ه) وفي حديث عمر <لو تَمالأَ عليه أهلُ صَنْعاء لأَقَدْتُهم به> أي تَساعَدوا واجتمعوا وتعاونوا. (ه) ومنه حديث علي <واللّهِ ما قتلتُ عثمانَ ولا ملأْتُ في قَتْلِه> أي ما ساعدتُ ولا عاوَنْتُ. {ملج} (ه) فيه <لا تُحرِّم الْمَلْجَةُ والمَلْجَتانِ> وفي رواية (وهي رواية الهروي) <الإمْلاجةُ والإمْلاجَتانِ> المَلْجُ: المَصُّ. مَلَجَ الصبيُّ أمَّهُ يَمْلُجُها مَلْجاً، ومَلِجَها يَمْلَجُها، إذا رَضَعَها. والمَلْجُة: المَرّةُ. والإملاجةُ: المرّة أيضاً، من أمْلَجَتْه أمُّه: أي أرضعتْه. يعني أنّ المصَّةَ والمَصَّتين لا تُحَرِّمان ما يُحَرِّمُه الرِّضاعُ الكامِلُ. (ه) ومنه الحديث <فجعل مالكُ بن سِنانٍ يَمْلَجُ الدَّمَ بفيه من وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم ازْدَرَدَه> أي مَصَّه ثم ابْتَلَعَه. ومنه حديث عمرو بن سعيد <قال لعبد الملك بن مروان يومَ قَتَله: أُذْكِرُك مَلْجَ فُلانةَ> يعني امرأةً كانت أرْضَعتْهما. [ه] وفي حديث طَهْفَة <سَقط الأمْلوجُ> هو (هذا شرح الأزهري، كما في الهروي) نوى المُقْل. وقيل (الذي في الهروي: <وقال القُتَيبي: الأملوج ورقٌ كالعِيدان ليس بعريض، نحو ورَق الطَّرْفاء والسَّرْو. وجمعه: الأماليج. وقال أبو بكر: الأملوج: ضرب من النبات ورقه كالعيدان، وهو العَبَل. قال: وقال بعضهم: هو ورق مفتول> ): هو ورقٌ من أوراق الشجر، يَشْبِه الطَّرْفاء والسَّرْوَ. وقيل: هو ضَرْبٌ من النَّبات، ورقُه كالعيدان. وفي رواية <سَقط الأُمْلوجُ من البِكارة> هي جمع بَكْر، وهو الفَتِيُّ السَّمين من الإبل: أي سقط عنها ما علاها من السَّمَنِ برَعْي الأُمْلوج. فسمَّي السَّمَن نفسه أُمْلُوجاً، على سبيل الاسْتعارة. قاله (انظر الفائق 2/6) الزمخشري. {ملح} (ه) فيه <لا تُحَرِّمُ المَلْحَةُ والمَلْحَتان> أي الرّضْعة والرَّضْعتان. فأما بالجيم فهو المَصَّة. وقد تقدّمت. والمِلْحُ بالفتح والكسر: الرَّضْع. والمُمالَحة: المُراضَعةُ. [ه] ومنه الحديث <قال له رجل من بني سعد، في وفد هَوزان: يا محمد، إنَّا لو كنا مَلَحْنا للحارث بن أبي شِمْرٍ، أو للنُّعمان بن المُنْذِر، ثم نَزَل مَنْزِلَك هذا مِنَّا لَحَفِظَ ذلك فينا، وأنت خيْرُ المكفولين، فاحفظ ذلك> أي لو كنا أرضعنا لهما. وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم مُسْتَرْضَعاً فيهم، أرضَعَتْه حليمةُ السَّعْدية. (ه) وفيه <أنه ضَحَّى بكَبْشين أمْلَحَين> الأمْلَحُ (هذا شرح الكِسائي، كما في الهروي): الذي بياضُه أكثر من سواده. وقيل (القائل هو ابن الأعرابي. كما ذكر الهروي): هو النَّقِيُّ البَياض. ومنه الحديث <يُؤتَى بالموت في صورة كَبْشٍ أمْلَحَ> وقد تكرر في الحديث. [ه] وفي حديث خَبَّابٍ <لكن حمزة لم يكن له إلا نَمِرَةٌ مَلَحاء> أي بُرْدَةٌ فيها خُطوط سودٌ وبيضٌ. ومنه حديث عُبيد بن خالد <خرجتُ في بُردَينِ وأنا مُسْبِلُهما، فالتَفتُّ فإذا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقلت: إنما هي مَلْحاء، قال: وإن كانت مَلْحاء، أما لَكَ فيَّ أسْوةٌ؟>. (ه) وفيه <الصادقُ يُعْطَى ثلاثَ خِصالٍ: المُلْحةَ، والمحبَّةَ، والمَهابةَ> المُلْحة بالضم البَركةُ. يقال: كان ربيعُنا مَمْلوحاً فيه: أي مُخْصِباً مبارَكاً. وهو من تَمَلَّحَت الماشيةُ، إذا ظَهر فيها السِّمَن من الرَّبيع. (س) وفي حديث عائشة <قالت لها امرأةٌ: أزُمُّ جَمَلِي، هل عليَّ جُناحٌ؟ قالت: لا، فلما خرجَت قالوا لها: إنها تَعْني زوجهَا، قالت: رُدُّوها عليَّ، مُلْحةٌ في النار، اغسلوا عني أثَرَها بالماء والسِّدْر> المُلْحَةُ: الكلمةُ المَليحةُ. وقيل: القبيحةُ. وقولها: <اغسلوا عني أثَرَها> تَعني الكلمةَ التي أذِنَت لها بها، رُدُّوها لأُعْلِمَها أنه لا يجوز. وفيه <إن اللّه ضَرَبَ مَطْعَم ابن آدمَ للدينا مَثَلاً، وإن مَلَحَه> أي ألْقَي فيه المِلْحَ بِقَدرٍ للإصلاح. يقال منه: مَلَحْتُ القِدْرَ، بالتخفيف، وأمْلَحْتُها، ومَلَّحْتُها، إذا أكثْرتَ مِلْحَها حتى تَفْسُد. وفي حديث عثمان <وأنا أشَربُ ماءَ المِلْحِ> يقال: ماءٌ مِلْحٌ، إذا كان شديدَ المُلوحة، ولا يقال: مالِحٌ، إلاَّ على لغة ليست بالعالية. وقوله <ماءَ المِلْح> من إضافة الموصوف إلى الصفة. وفي حديث عمرو بن حُرَيثٍ <عَناقٌ قد أُجِيدَ تَمليحُها وأُحْكِمَ نَضْجُها> التَّمْليحُ ها هنا: السَّمْطُ، وهو أخْذُ شَعْرِها وصُوفِها بالماء. وقيل: تَمليحُها: تَسْمينُها، من الجَزُور المُمَلَّح، وهو السَّمينُ. (ه) ومنه حديث الحسن <ذُكِرت له النُّورة (في اللسان: <التوراة>. قال في المصباح: والنُّورة، بضم النون: حَجَر الكِلْس، ثم غَلبتْ على أخلاطٍ تضاف إلى الكِلْس من زِرْنِيخ وغيره، وتُستعمل لإزالة الشَّعَر>. وقيل: إن النُّورة ليست عربية في الأصل. انظر المعرَّب ص 431. ولم يذكرها المصنِّف في (نور) ) فقال: أتُريدون أن يكون جِلْدِي كجِلد الشاةِ الممْلُوحةِ> يقال: مَلَحْتُ الشاةَ ومَلَّحْتُها، إذا سَمَطْتَها. (ه) وفي حديث جُرَيْرِيَةَ <وكانت امرأةً مُلاَحةً> أي شديدةَ الملاحةِ، وهو من أبْنِية المُبالغة. وفي كتاب الزمخشري: <وكانت امرأةً مُلاحةً: أي ذاتَ مَلاحةٍ. وفُعَالٌ مبالغةٌ في فعيل. نحو كريمٍ وكُرَامٍ، وكبيرٍ وكُبَارٍ. وفُعَّالٌ مُشَدَّدٌ (في الفائق 3/46: <مشدَّداً> ) أبْلَغُ منه>. (ه) وفي حديث ظَبْيانَ <يأكلون مُلاَّحَها، ويَرْعَون سِراحَها> المُلاَّحُ: ضَرْبٌ من النَّباتِ. والسِّراح: جمعُ سَرْحٍ، وهو الشجرُ. (ه) وفي حديث المختار <لَما قَتل عُمَرَ بنَ سَعْدٍ جَعل رأسَه في ملاَحٍ وعَلَّقه> المِلاحُ: المِخْلاةُ، بلُغةِ هُذَيلٍ. وقيل: هو سِنانُ الرُّمْحِ. {ملخ} (س) في حديث أبي رافع <ناوَلَنِي الذِراعَ فامْتَلَخْتُ الذِّراعَ> أي استخرجْتُها. يقال: امْتَلَخْتُ اللِّجِام عن رأس الدابة، إذا أخرجْتَه. (ه) وفي حديث الحسن <يَمْلَخُ في الباطل مَلْخاً> أي (هذا شرح أبي عَدنان، كما في الهروي) يَمُرُّ فيه مَرّاً سهْلاً. ومَلَخَ في الأرض، إذا ذَهَبَ فيها. {ملذ} (س) في حديث عائشة، وتمَثَّلَتَ بشِعْرِ لَبِيد (انظر حواشي ص 307 من هذا الجزء): يَتَحدّثون مَخانةً ومَلاذَةً ** ويُعابُ قائلُهم وإن لم يَشْغَبِ. المَلاذَةُ: مصدَرُ مَلَذَةُ مَلْذاً ومَلاذَةً. والمَلُوذُ والمَلاَذُ: الذي لا يَصْدُقُ في مَوَدّته. وأصلُ المَلْذِ: سُرْعةُ المجيءُ والذَّهاب. {ملس} (ه) فيه <أنه بعث رجلاً إلى الجِن، فقال له: سِرْ ثلاثاً مَلْساً> أي سِرْ سَيراً سريعاً. والملْس: الخِفَّةُ والإسراعُ والسَّوقُ الشديد. وقد امَّلَسَ في سيره، إذا أَسرع. وحقيقتُه سِرْ ثلاثَ ليالٍ ذاتَ مَلْسٍ، أو سِرْ ثلاثاً سَيراً مَلْساً، أو أنه ضَرْبٌ من السِّير، فنَصَبَه على المصدر. {ملص} (ه) في حديث عمر (في الهروي: <وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما>. وفي اللسان: <وفي الحديث أن عمر رضي اللّه عنه سأل عن إملاص المرأةِ الجنينَ. فقال المغيرة بن شعبة: قضى فيه النبي صلى اللّه عليه وسلم بغُرَّة> ) <أنه سُئل عن إمْلاصِ المرأةِ الجَنِينَ> هو أن تُزْلِقَ الجَنين قبل وقت الوِلادة. وكلُّ ما زَلِقَ من اليد فقد مَلِص، وأملص، وأمْلصْتُه أنَا. (ه) ومنه حديث الدجّال <فأمْلَصَتْ به أمّه>. ومنه حديث علي <فلما أتمّت أمْلَصَتْ ومات قَيِّمُها>. {ملط} (س) في حديث الشَّجَاج <في المِلْطَي نِصفُ دِيَةِ المُوضِحَةِ> المِلْطَي، بالقَصْرِ، والمِلْطَاةُ: القِشْرَةُ الرقيقةُ بين عَظْمِ الرأسِ ولَحْمِه، تمنعُ الشَّجَّةَ أن تُوضِحَ، وهي من لَطِيتُ بالشَّيء، أي لَصِقتُ، فتكون الميمُ زائدةً. وقيل: هي أصليةٌ، والألفُ للإِلْحاق، كالتَّي في مِعْزَى. والمِلْطَاةُ كالعِزْهَاةِ، وهو أشْبَهُ. وأهل الحجاز يُسَمُّونها السِّمْحاقَ. (س) ومنه الحديث <يُقْضَى في المِلْطَاةِ بدَمِها> أي يُقْضَى فيها حين يُشَجُّ صاحِبُها، بأن يُؤخَذَ مقدارُها تلك الساعةَ ثم يُقْضَى فيها بالقِصَاص، أو الأرْشِ، ولا يُنْظَر إلى ما يَحْدُثُ فيها بعدَ ذلك من زيادةٍ أو نُقْصان. وهذا مذهبُ بعضِ العلماء. وقوله <بِدَمِها> في موْضِعِ الحال، ولا يَتَعَلَّقُ بِيُقْضَى، ولكن بِعَامِلٍ مُضْمَرٍ، كأنه قيل يُقْضَى فيها مُلْتَبِسَةً بِدَمِها، حالَ شَجِّهَا وسَيَلانِه. وفي كتاب أبي موسى في ذكْر الشَّجَاج <المِلْطَاةُ، وهي السِّمْحَاقُ> والأصلُ فيها من مِلْطَاطِ البَعِير، وهو حرفٌ في وَسَط رأسِهِ. والمِلْطَاطُ: أَعلى حَرْفِ الجبلِ، وصحْن الدارِ. (س) وفي حديث ابن مسعود <هذا المِلْطَاطُ طريق بَقِيَّة المؤمنين> هو ساحلُ البحرِ. ذَكَرهُ الهرويُّ في اللام، وجعل ميمَه زائدةً وقد تقدّم. وذكره أبو موسى في الميم، وجعل ميمَه أصْليةً. ومنه حديث علي <وأمَرْتُهم بِلُزوم هذا المِلْطَاط حتى يأتِيَهُم أمْرِي> يُريدُ به شاطِىءَ الفُرَات. وفي صفة الجنة <وَمِلاَطُها مِسْكٌ أذْفَرُ> المِلاَطُ: الطِّين الذي يُجْعَلُ بين سافَيِ البِنَاء، يُمْلطُ به الحائطُ: أي يُخْلَطُ. ومنه الحديث <إنَّ الإبِلَ يُمالِطُها الأجربُ> أي يخالِطُها. وفيه <إن الأحنفَ كان أمْلَطَ> أي لا شَعْرَ على بدَنِه، إلاَّ في رأسِه. {ملع} * فيه <كنتُ أسيرُ المَلْعَ، والخَبَبَ، والوَضْعَ> المَلْعُ: السَّيرُ الخفيفُ السَّريعُ، دون الخبَب، والوضْعُ فوقَهُ. {ملق} * في حديث فاطمة بنت قَيْسٍ <قال لها: أمّا معاويةُ فرجلٌ أمْلَقُ من المال> أي فقير منه. قد نَفِدَ مَالُه. يقال: أمْلَقَ الرَّجُلُ فهو مُمْلِقٌ. وأصل الإمْلاَق: الإنْفَاقُ. يقال: أمْلَقَ ما مَعَهُ إمْلاقاً، ومَلَقَهُ مَلْقاً، إذا أخْرَجهُ من يَدِهِ ولم يَحْبِسْهُ، والفَقْرُ تابعٌ لذلك، فاسْتَعْمَلُوا لفظَ السَّبَب في موضع المُسَبَّب، حتى صار به أشْهَرَ. ومنه حديث عائشة <ويرِيشُ مُمْلِقَها> أي يُغْنى فَقِيرها. (ه) ومن الأصل حديث ابن عباس <فسألَتْه امْرَأةٌ: أَأُنْفِقُ (في الأصل، وا: <أنفق> والمثبت من الهروي، واللسان، والفائق 3/47) من مالي ما شِئتُ؟ قال: نعم، أمْلِقي من مالِكِ ما شِئتِ>. (ه) وفي حديث عَبِيدةَ [السَّلْمانيّ] (زيادة من الهروي، واللسان، والفائق 1/946. وضبطتُ <عَبِيدةَ> بالفتح من الهروي، واللسان. وانظر أيضاً تذكرة الحفاظ 1/47، واللباب 1/552، والمشتبه ص 437) <قال له ابن سيرين: ما يوجِبُ الجَنابَةَ؟ قال: الرَّفُّ والاسْتِمْلاقُ> الرَّفُّ: المصُّ. والاسْتٍمْلاقُ: الرَّضْعُ. وهو اسْتِفْعال منه. وكَنَى به عن الجماع، لأنَّ المَرأةَ تَرْتَضِعُ ماءَ الرَّجَلِ. يقال: مَلَقَ الجَدْيُ أُمَّه، إذا رَضَعَها. (س) وفيه <ليس من خُلُقِ المؤمنِ المَلَقُ> هو بالتحريك: الزيادةُ في التَّودُّدِ والدعاءِ والتضرُّع فوق ما يَنْبِغي. {ملك} (ه) فيه <أمْلِكْ عليك لِسانَك> أي لا تُجْرِه إلاَّ بما يكون لك لا عَليك. (س) وفيه <مِلاَكُ الدِّين الوَرَعُ> المِلاَكُ بالكسر والفتح: قِوَامُ الشَّيءَ ونِظامُه، وما يُعْتَمد عليه [فيه (تكملة من اللسان. وفي الأصل، وا: <يَعتمد> بفتح الياء)]. وفيه <كان آخِرُ كلامه الصلاةَ وما مَلَكَتْ أيمانُكم> يريد الإحسانَ إلى الرقيق، والتخفيفَ عنهم. وقيل: أراد حقوقَ الزكاةِ وإخراجهَا من الأموال التي تمْلِكُها الأيدي، كأنه عَلِمَ بما يكون من أهل الرِّدَّةِ، وإنكارِهِم وُجوبَ الزَّكاةِ، وامْتناعِهم من أدائِها إلى القائِم بعدَه، فقَطع حُجَّتَهُم بأن جعَل آخِرَ كلامِه الوصِيَّةَ بالصلاة والزكاة. فَعَقَلَ أبو بكْرٍ هذا المعنى، حتى قال: لأَقاتِلَنّ مَن فرّق بين الصلاة والزكاة. وفيه <حُسْنُ المَلَكَةِ نَماءٌ> يقال: فُلانٌ حَسَنُ المَلَكَة، إذا كان حَسَنَ الصَّنيعِ إلى مَمالِيكِهِ. ومنه الحديث <لا يدخل الجنةَ سيِّئُ المَلَكَةِ> أي الذي يُسِيءُ صُحبَةَ المماليكِ. (ه) وفي حديث الأشعث <خاصَم أهلَ نَجْرانَ إلى عمرَ في رِقابِهم، فقالوا: إنما كنا عبيدَ مَمْلُكَةٍ، ولم نَكْن عبيدَ قِنٍّ> المَملُكَةُ، بضم اللام وفتحها (وبالكسر أيضاً، عن ابن الأعرابي. كما قال في اللسان): أن يَغْلِب عليهم فيستَعْبِدَهُم وهُم في الأصلِ أحرارٌ. والقِنُّ: أن يُملَكَ هو وأبَوَاه. [ه] وفي حديث أنس <البَصْرَةُ إحْدَى المؤتَفِكاتِ، فأنْزِلْ في ضواحِيها، وإيّاكَ والمَمْلُكَةَ> مِلْك الطَّرِيق ومَمْلُكَتُه: وسَطُهُ. (س) وفيه <من شَهِد مِلاَكَ امْرِىءٍ مُسْلمٍ> المِلاَكُ والإمْلاَكُ: التَّزويجُ وعَقْدُ النِّكاحِ. وقال الجوهري: لا يقال مِلاكٌ (عبارة الجوهري: <الإملاك: التزويج...وجئنا من إملاكِه، ولا تقل: مِلاكِه> ). (ه) وفي حديث عمر <امْلِكُوا العَجِينَ، فإنه أحَدُ الرَّيْعَيْنَ> يقال: مَلَكْتُ العَجِينَ وأمْلَكْتُه، إذا أنْعَمْتَ عَجْنَهُ وأَجَدْتَهُ. أرادَ أنّ خُبْزَهُ يَزيد بما يحتمله من الماء لِجَوْدَةِ العَجْنِ. (س) وفيه <لا تدخُل الملائِكَةُ بيتاً فيه كلبٌ ولا صُورةٌ> أراد الملائكةَ السَّيَّاحِينَ، غيرَ الحفَظَة والحاضِرِينَ عند الموتِ. والملائكةُ: جمعُ مَلأَكٍ، في الأصل، ثم حُذفَتْ همزتهُ، لكثرة الاسِتْعمَال، فقيل: مَلَكٌ. وقد تحذفُ الهاءُ فيقال: مَلائِك. وقيل: أصلُه: مَأْلَكٌ، بتقديم الهمزةِ، من الألْوك: الرِّسالة، ثم قدِّمَت الهمزةُ وجُمِع. وقد تكرر في الحديث ذكر <المَلَكُوتِ> وهو اسمٌ مبنيٌّ من المُلْكِ، كالجَبَرُوتِ والرَّهَبُوتِ، من الجَبْر والرَّهْبَةِ. وفي حديث جرير <عليه مَسْحَةُ مَلَكٍ> أي أثَرٌ من الجَمالِ، لأنهم أبداً يصِفُونَ الملائكَةَ بالجَمالِ. وفيه <لقد حَكَمْتَ بِحُكْمِ المَلِكِ> يريد اللّه تعالى. ويروى بفتح اللام، يعني جبريل عليه السلام، ونزُولَه بالوحْي. وفي حديث أبي سفيان <هذا مُلْكُ هذه الأمّة قد ظَهَر> يُرْوَى بضم الميم وسكون اللام، وبفتحها وكسر اللام. وفيه أيضاً <هل كان في آبائه مَنْ مَلَكَ؟> يروى بفتح الميمين واللام، وبكسر الأولى وكسر اللام. وفي حديث آدم <فلما رآه أجْوفَ عَرَف أنه خَلْقٌ لا يَتَمالَكُ> أي لا يتماسَكُ. وإذا وُصِفَ الإنسانُ بالخِفَّةِ والطَّيْش، قيل: إنه لا يتمالَكُ. {ملل} (ه) فيه <إكْلَفُوا من العمل ما تُطِيقُون، فإن اللّه لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا> معناه: أن اللّهَ لا يَمَلُّ أبداً، مَلِلْتم أو لم تَمَلُّوا، فجرى مَجْرَى قولهم: حتى يَشيبَ الغُرَابُ، ويَبْيَضَّ الْفَأر. وقيل: معناه: أنّ اللّه لا يَطَّرِحُكم حتى تَتْركوا العمل (في الهروي زيادة: <له> )، وتَزْهَدوا في الرغبةِ إليه، فَسَمَّى الفِعْلَيْن مَلَلاً، وكِلاهُما ليسا بِمَللٍ، كعَادَةِ العَرَبِ في وَضْعِ الفِعْلِ موضعَ الفِعْلِ، إذا وَافَقَ معناهُ نحو قولهم (نسبه الهروي لعَدِيّ بن زيد. وهو بهذه النسبة في أمالي المرتضى 1/56. وزهر الآداب ص 333. وانظر أيضاً الأغاني 2/95، 135): ثم أضْحَوْا لَعِبَ الدَّهْرُ بهمْ ** وكَذَاكَ الدَّهْرُ يُودِي بالرِّجالْ. فجعل إهْلاكَه إيَّاهُم لَعِباً. وقيل: معناه: أن اللّه لا يَقْطع عنكم فَضْلَه حتى تَمَلُّوا سُؤالَه. فَسَمَّى فِعْل اللّه مَلَلاً، على طريق الازْدِواج في الكلام، كقوله تعالى: <وجزاءُ سَيّئةٍ سَيِّئةٌ مثلُها> وقوله: <فَمن اعتدَى عليكم فاعتَدُوا عليه> وهذا بابٌ واسعٌ في العَربيةِ، كثيرٌ في القرآنِ. وفيه <لا يتوارثُ أهلٌ مِلَّتَين> المِلَّةُ: الدِّينُ، كَمِلّةِ الإسلامِ، والنَّصْرَانِيَّةِ، واليهوُدِيَّةِ. وقيل: هي مُعْظَمُ الدِّينِ، وجُمْلَةُ ما يَجيءُ به الرُّسُل. وفي حديث عمر <ليس على عَرَبيٍّ مِلْكٌ، ولَسْنا بنَازِعِين من يَدِ رَجُلٍ شيئاً أسْلم عليه، ولكنا نُقَوِّمُهُم، المِلَّةَ على آبائهم خَمْساً من الإبل> المِلَّةُ (هذا شرح أبي الهيثم، كما ذكره الهروي): الدَّية، وجمعها مِلَلٌ. قال الأزهري: كان أهل الجاهلية يَطَأونَ الإماءَ ويَلْدِنَ لهم، فكانوا يُنْسَبُون إلى آبائِهم، وهم عَربٌ، فرأى عمر أن يَرُدَّهم على آبائِهم فَيَعْتِقُون، ويَأخُذ من آبائِهم لموَاليهِم، عن كلِّ واحِدٍ خَمْساً من الإبِل. وقيل: أراد مَن سُبِيَ من العَرب في الجاهلية وأدركه الإسلامُ وهو عِنْدَ من سَبَاهُ أن يَرُدَّهُ حُرّاً إلى نَسَبه، وتَكُونُ عليه قِيمتُه لمن سَباه، خمساً من الإبِل. (س) ومنه حديث عثمان <أن أمَةً أتَتْ طَيّئاً فأخْبَرتْهُم أنها حُرَّةٌ، فتزوّجت فَوَلَدتْ، فجعل في وَلَدِها الْمِلَّةَ> أي يَفْتَكُّهُم أبُوهُم مِنْ مَوالي أمِّهم. وكان عثمان يُعْطِي مكان كلِّ رأسٍ رَأسَيْن، وغيرهُ يُعْطِي مكانَ كلِّ رأسٍ رأساً، وآخَرُون يُعْطُون قِيمتَهُم، بالغةً ما بَلَغَتْ. (ه) وفيه <قال له رجلٌ: إنّ لي قَراباتٍ أَصِلُهُم ويَقْطَعُونَني، وأُعْطِيهم فَيَكْفُرونَنِي، فقال له: إنما تُسِفُّهُم المَلُّ> المَلُّ والمَلَّةُ: الرَّمادُ الحارُّ الذي يُحْمَى لِيُدْفَنَ فيه الخُبْزُ لِيَنْضَجَ، أراد: إنما تَجْعَلُ المَلَّةً لهم سُفُوفاً يَسْتَفُّونه، يعني أن عَطاءَك إياهم حرامٌ عليهم، ونارٌ في بُطُونِهم. (ه) ومنه حديث أبي هريرة <كأنَّما تُسِفُّهُم المَلَّ>. وفيه <قال أبو هريرة: لَّما افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ، إذا أُنَاسٌ مِنْ يَهُودَ مَجْتَمِعُونَ على خُبْزَةٍ يَمُلُّونَها> أي يَجْعَلُونها في المَلَّةِ. (س) وحديث كعبٍ <أنه مَرَّ به رِجْلٌ من جَرادٍ، فأخَذَ جَرادَتَين فَملَّهُما> أي شَوَاهما بالمَلَّةِ. وفي حديث الاسِتسقاء <فألَّف اللّهُ السَّحَابَ ومَلَّتْنا> كذا جاء في رواية لمسْلم (أخرجه مسلم في (باب الدعاء في الاستسقاء من كتاب صلاة الاستسقاء) الحديث الحادي عشر. وروايته: <ومكثنا> وقال الإمام النووي في شرحه على مسلم 6/195: <هكذا ضبطناه: ومكثنا. وكذا هو في نُسخ بلادنا، ومعناه ظاهر. وذكر القاضي فيه أنه رُوي في نسخ بلادهم على ثلاثة أوجه، ليس منها هذا>. ففي رواية لهم: <وبلَّتْنا> ومعناه أمطرتنا. قال الأزهري: بلّ السحاب بالمطر بلاًّ، والبلل: المطر. ويقال: انهلت، أيضاً. وفي رواية لهم: <وملَتْنا> بالميم، مخففة اللام. قال القاضي: ولعل معناه: أوسعتنا مطراً. وفي رواية: <ملأتنا> بالهمز). قيل: هي من الْمَلل، أي كَثُر مَطرُها حتى مَلِلْنَاها. وقيل: هي <مَلَتْنا> بالتَّخْفيف، من الامْتلاء، فخُفّفَ الهمز. ومعناه: أوسَعَتْنا سَقْياً وَرِيّاً. وفي قصيد كَعْب بن زُهَيرٍ: كأنَّ ضَاحِيَةُ بالنَّارِ ممْلُولُ * أي كأنَّ ما ظَهر منه للشمس مَشْوِيٌّ بالمَلَّةِ من شِدَّةِ حَرِّه. (س) وفيه <لا تَزَالُ المَلِيلَةُ والصُّدَاعُ بالعَبْدِ> المَلِيلَةُ: حَرارةُ الحُمَّى ووَهَجُها. وقيل: هي الحمَّى التي تكون في العِظام. وفي حديث المغيرة <مَلِلَةُ الإرغْاء> أي ممْلُولَةُ الصَّوْتِ. فَعِيلةٌ بمعنى مفعولةٍ، يَصِفُها بكَثْرِة الكلام ورَفْع الصَّوْتِ، حتى تُمِلَّ السَّامِعِين. (س) وفي حديث زيد، أنَّه أمَلَّ عليه <لا يَسْتَوِي القاعِدون مِن الْمُؤمنينَ> يقال: أمْلَلْتُ الكِتابَ وأملَيْتهُ، إذا ألْقَيْتَه على الكاتِب ليكْتُبَه. (س) وفي حديث عائشة <أصْبَح النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم بِمَلَلٍ، ثم رَاحَ وتَعَشَّى بِسَرِفٍ> مَلَلٌ - بوزن جَمَلٍ - موضِعٌ بين مكة والمدينة، على سبعة عشر ميلاً (في ياقوت 8/153: <ثمانية وعشرين ميلاً> ) من المدينة. {ململ} * في حديث أبي عُبيد <أنه حَمَل يوم الجِسْرِ، فضَرَبَ مَلْمَلَةَ الْفِيلِ> يعني خُرْطُومَه. {ملا (وضعت هذه المادة في الأصل، وا قبل (مم) على غير نهج المصنِّف في إيراد الموادّ على ظاهر لفظها)} * فيه <إنّ اللّهَ لَيُمْلِي للظَّالِمِ> الإمْلاءُ: الإمْهَالُ والتأخيرُ وإطالةَ العُمْرِ. وقد تكرر في الحديث. وكذلك تكرر فيه ذكْرُ <المَلِيِّ> وهو الطائفةُ من الزَّمانِ لا حَدَّ لها. يقال: مَضَى مَلِيٌّ من النهار، ومَلِيٌّ من الدَّهْرِ: أي طائفةٌ منه. (لم يوضع هذا الباب فوق المادَّة في الأصل، و ا). {مم} * في كتابه لِوَائل بن حُجْر <من زَنَى مِمْ بِكَرٍ، ومَن زَنَى مِمْ ثَيِّبٍ> أي مِنْ بِكْرٍ ومن ثَيِّبٍ، فَقَلبَ النون ميماً، أمّا مع بِكرٍ، فلأنّ النُّون إذا سَكَنَت قبْل البَاءِ فإنها تُقْلَبُ مِيماً في النُّطْق، نحو عَنبرٍ وشَنْبَاءَ، وأما مع غير الباء، فإنها لُغَةٌ يَمانيةٌ، كما يُبْدِلُون الميم من لامِ التعريف. وقد مَرَّ هذا فيما تقدّم. {منأ} (س) في حديث عمر <وآدِمَةٌ في المَنِيئَةِ> أي في الدِّبَاغِ. وقد مَنَأْتُ الأَدِيمَ، إذا ألْقَيْتَه في الدِّباغِ. ويقال له ما دام في الدباغ: مَنِيئَةٌ، أيضاً. ومنه حديث أسماء بنت عُمَيس <وهي تَمْعَسُ مَنِيئَةً لها>. {منجف} * في حديث عمرو بن العاص، وخروجهِ إلى النَّجَاشِيِّ <فَقَعَدَ على منْجافِ السَّفينةَ> قيل: هو سُكَّانُها [أي ذَنَبُها (تكملتان من الفائق 3/70. والنقل منه)] الذي تُعَدَّلُ به، وكأنه [ما تُنْجَفُ به السفينةُ (تكملتان من الفائق 3/70. والنقل منه)] مِن نَجَفْتُ السَّهْمَ، إذا بَرَيْتَهُ وعَدَلْتَه، كذا قال الزمخشريُّ. والميم زائدةٌ. قال الخطَّابي: لم أسمع فيه شيئاً أعْتَمِدُهُ. وأخْرَجه أبو موسى في الحاء المهملةِ مع الياء، وقال: قال الحربيُّ: ما سَمِعْتُ في المِنْجافِ شيئاً، ولعلُّه أراد أحد ناحيَتي السَّفينة. وأخرَجه الهرويّ في النون والجيم، وقال: هو سُكّانُهَا، سُمِّي به لارتفاعه. {منح} (ه) فيه <مَن مَنَح مِنْحَةَ وَرِقٍ، أو مَنَح لَبَناً كان له كعِدْل رَقَبةٍ> مِنْحَةُ (هذا قول أحمد بن حنبل. كما ذكر الهروي. وقبله قال: <قال أبو عبيد: المنحة عند العرب على معنيين: أحدهما أن يعطِيَ الرجلُ صاحبَه صِلَةً، فتكون له، والأخرى أن يمنحه شاةً أو ناقةً ينتفع بلبنها ووَبَرها زماناً ثم يردّها. وهو تأويل قوله: <المنحة مردودة> ) الوَرِقِ: القَرْضُ، ومِنْحَةُ اللبنِ: أن يُعْطِيَه ناقَةً أو شاةً، يَنْتَفِعُ بِلَبَنِها ويُعِيدُها. وكذلك إذا أعْطاهُ لِيَنْتَفِعَ بِوَبَرِها وصُوفِها زماناً ثم يَرُدّها. ومنه الحديث <المِنْحَةُ مَرْدُودةٌ>. [ه] والحديث الآخر <هل من أحَدٍ يَمْنَح من إبله ناقَةً أهلَ بَيْتٍ لا دَرَّ لهم؟>. ومنه الحديث <ويَرْعَى عليها مِنْحَةٌ (هكذا ضبطت بالرفع، في الأصل، وا، وهوالمناسب لقوله في التفسير <أي غنمٌ> لكن جاءت في اللسان بالنصب: <عليهما منحةً> مع رفع التفسير) من لَبَنٍ> أي غنمٌ فيها لبنٌ. وقد تقَع المِنْحَةُ على الهِبَةِ مُطْلَقاً، لا قَرْضاً ولا عَارِيَّةً. ومن العارِيَّةِ: (ه) حديثُ رافعٍ <من كانت له أرضٌ فَلْيَزْرَعْها أو يمْنَحْها أخاهُ>. والحديث الآخر <من مَنَحهُ المُشْرِكون أرضاً فلا أرضَ له> لأنّ مَن أعارَهُ مَشْرِكٌ أرضاً ليَزْرَعَها، فإنّ خَراجَها على صاحبها المشرك، لا يُسقِط الخَراجَ عنه مِنْحَتُهُ (في الأصل، وا، واللسان: <منحتُها> وما أثبتُّ من الفائق 3/51. وفي النسخة 517: <منحتها إياه المسلم> ) إيّاها المسلم، ولا يكون على المسلم خَراجُها. ومنه الحديث <أفضلُ الصَّدَقّة المَنِيحَةُ، تَغْدُو بِعِساءٍ وتَرُوحُ بِعِساءٍ> المَنيحَةُ: المِنْحَةُ. وقد تكرَّرَتا في الحديث. وفي حديث أم زَرْع <وآكُلُ فأتَمنَّحُ> أي أُطْعِمُ غيري. وهو تَفَعُّلٌ مِنَ المِنْحَة: العطيَّة. (ه) وفي حديث جابر <كنتُ مَنِيحَ أصحابي يومَ بدر> المَنِيحُ: أحَدُ سِهَامِ المَيْسِر الثلاثة التي لا غُنْمَ لها ولا غُرْمَ عليها، أراد أنه كان يومَ بدْرٍ صَبِيّاً، ولم يكُن ممن يُضْرَبُ له بسَهْمٍ مَعَ المُجاهدين. {منع} * في أسماء اللّه تعالى <المَانِعُ> هو الذي يَمْنَعُ عن أهلِ طاعَتهِ، ويَحُوطُهُم ويَنْصُرُهم. وقيل: يمنع مَن يُريدُ من خَلقهِ ما يُريدُ، ويُعْطِيه ما يُريدُ. وفيه <اللهم من مَنَعْتَ ممُنوعٌ> أي مَن حَرَمْتَه فهو مَحْروم. لا يُعطيه أحدٌ غَيرُك. وفيه <أنه كان يَنْهَى عن عُقُوقِ الأُمَّهاتِ، ومَنْعٍ وهَاتِ> أي عن مَنْعِ ما عليه إعطاؤُهُ، وطَلَبِ ما لَيْسَ له. وفيه <سيَعُوذ بهذا البيتِ قَوْمٌ ليست لهم مَنْعَةٌ> أي قُوَّةٌ تَمْنَعُ مَن يُريدُهُم بسُوء. وقد تُفْتَحُ النونُ. وقيل: هي بالفتح جمعُ مانعٍ، مثل كافِرٍ وكَفَرَةٍ. وقد تكررت في الحديث على المعْنَيَيْنِ. {منقل} * في حديث ابن مسعود <إلاَّ امْرَأةً يَئِسَتْ من البُعُولةِ فهي في مَنْقَلَيْها> المَنْقَلُ، بالفتح: الخُفُّ. قال أبو عبيد: لَولا أنّ الرِّواية اتَّفَقَتْ في الحديث والشِّعْرِ ما كان وجهُ الكلامِ عندي إلاّ كَسْرَها. والميم زائدةٌ. {منن} * في أسماء اللّه تعالى <المنَّان> هو المُنْعِمُ المُعْطِي، من المَنِّ: العَطاء، لا مِنَ المِنَّةِ. وكثيراً ما يَرِدُ المَنُّ في كلامِهِمْ بمعنى الإحسان إلى مَنْ لا يَسْتَثِيبُه ولا يَطْلبُ الجَزَاءَ عليه. فالمنَّانُ من أبنيةِ المُبَالَغة، كالسَّفاكِ والوَهَّابِ. (ه) ومنه الحديث <ما أحَدٌ أَمَنُّ عَلَيْنَا من ابْنِ أبي قُحَافَةَ> أي ما أحَدٌ أجْوَدُ بمالِه وذاتِ يَدِه, وقد تكرر [أيضاً] (من: ا) في الحديث. وقد يَقَعُ المَنَّانُ على الذي لا يُعْطِي شيئاً إلاَّ مَنَّه. واعْتَدَّ به على مَن أعطاهُ، وهو مَذمُومٌ لأن المِنَّةَ تُفْسِدُ الصَّنِيعَةَ. (ه) ومنه الحديث <ثلاثة يَشْنَؤُهُم اللّه، منهم البَخيلُ المنَّانُ> وقد تكرر أيضاً في الحديث. (ه) ومنه الحديث (عبارة الهروي: <ورُوي عن بعضهم: لا تتزوّجّنَّ...>) <لا تَتَزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانةً> هي التي يُتَزَوّجُ بها لِمَالِها، فهي أبداً تَمُنُّ على زَوجِهَا. ويقال لها: المَنُونُ، أيضاً. [ه] ومن الأوّل الحديث <الكَمْأَةُ من المَنِّ، وماؤُها شِفَاءٌ لِلعَيْن> أي هي ممَّا مّنَّ اللّه به على عباده. وقيل: شَبَّهها بالمَنِّ، وهو العَسلُ الحُلْوُ، الذي يَنْزِلُ من السماء عَفْواً بِلاَ عِلاَجٍ. وكذلك الْكَمْأَة، لا مَؤُؤنَةَ فيها بِبَذْرٍ ولا سَقْيٍ. (س) وفي حديث سَطِيحٍ: يا فاصِلَ الخُطَّةِ أعْيَتْ مَنْ وَمَنْ *. هذا كما يقال: أعْيَا هذا الأمرُ فلاناً وفلاناً، عند المُبَالَغةِ والتعظيم: أي أعيَتْ كُلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه، فحُذِفَ. يعني أنّ ذلك مما تَقْصُر العِبارَة عنهُ لِعِظَمِه، كما خذَفُوها من قولهم بَعْدَ اللَّتَيَّا والتَّي، اسْتِعْظاماً لِشأْن المحذوف. (س) وفيه <مَن غَشَّنَا فليس مِنَّا> أي ليس على سِيرتِنا ومذْهَبِنَا، والتَّمسُّكِ بِسُنَّتِنَا، كما يقُولُ الرَّجُلُ: أنا مِنْكَ وإليْكَ، يريد المتَابَعَةَ والمُوافَقَةَ. (س) ومنه الحديث <ليس مِنَّا مَن حَلَقَ وخَرَق وصَلَقَ> وقد تكرر أمثالُه في الحديث بهذا المعنى. وذهب بعضهم إلى أنه أراد به النَّفْيَ عن دِين الإسلام، ولا يصحُّ. {منهر} * في حديث عبد اللّه بن أُنَيْسٍ <فأتَوْا مَنْهَراَ فاخْتَبأوا> المَنْهَرُ: خَرْقٌ في الحِصْنِ نافِذٌ يدخُلُ فيه الماءُ، وهو مَفْعَلٌ، من النَّهْرِ، والميمُ زائدةٌ. (ه) ومنه حديث عبد اللّه بن سهل <أنه قُتِلَ وطُرِحَ في مَنْهَرٍ من مَنَاهِيرِ خَيْبَر>. {منا} (ه) فيه <إذا تَمَنَّى أحَدُكم فلْيُكْثِر، فإنما يسألُ ربَّه> التَّمَنِّي: تَشَهِّي حُصُولِ الأمْرِ المَرْغُوبِ فيه، وحديث النَّفْس بما يكون وما لا يكون. والمعنى: إذا سألَ اللّهَ حوائِجَه وفَضْلَه فلْيُكْثِر، فإن فَضْلَ اللّه كثيرٌ، وخزائِنَه واسِعةٌ. (س) ومنه حديث الحسن <ليس الإيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمنِّي، ولكن ما وقَر في القَلْبِ، وصَدَّقَتْه الأعمال> أي لَيْسَ هو بالقولِ الذي تُظْهِرهُ بِلسانِكَ فقط، ولكن يجب أن تُتْبِعَهُ مَعْرِفَةَ القلْبِ. وقيل: هو من التَّمنِّي: القراءةِ والتَّلاَوةِ؛ يقال: تَمنَّى، إذا قَرأ. [ه] ومنه مَرْثِيَةُ عثمان: تَمَنَّى كِتَابَ اللّهِ أوّلَ لَيْلَةٍ * وآخِرَهَا (في اللسان: <أوّلَ ليلِهِ...وآخِرَه> ) لاَقَى حِمَامَ المَقادِرِ. وفي حديث عبد الملِك <كتب إلى الحجَّاج: يا ابن المُتَمنِّيَةِ> أراد أمَّهُ، وهي الفُرَيْعَةُ بنتُ هَمّامٍ، وهي القائلَةُ: هَلْ مِنْ سَبيلٍ إلى خَمْرٍ فأَشْرَبَهَا ** أمْ هَلْ سَبِيلٍ إلى نَصْرِ بن حَجَّاجِ. وكان نصرٌ رَجُلاً جميلاً من بني سُلَيمٍ، يَفْتَتِنُ به النِّساءُ، فحلَقَ عمر رأسَه ونفاهُ إلى البَصْرَةِ. فهذا كان تَمنِّيها الذي سمّاها به عبدُ الملك. (ه) وفي حديث عثمان <ما تَعَنَّيْتُ، ولا تَمنَّيْتُ، ولا شَرْبِتُ خمْراً في جاهليَّةٍ ولا إسْلامٍ>. وفي رواية <ما تَمَنَّيْتُ منذُ أسْلَمْتُ> أي ما كَذَبْتُ. التَّمنِّي: التَّكَذُّبُ، تَفَعُّلٌ، مِنْ مَنَى يَمْنِي، إذا قَدَّرَ، لأنّ الكاذبَ يُقَدِّرُ الحديثَ في نَفْسه ثم يقوله. قال رجلٌ لابْن دَأْبٍ، وهو يُحَدِّثُ: <أَهذا شيءٌ رُوِّيتَهُ (في الهروي: <رَوَيْتَه> ) أَمْ شيءٌ تَمنَّيْتَهُ؟> أي اخْتَلَقْتَهُ ولا أصلَ له. ويقال للأحاديث التي تُتُمنَّى: الأمانِيُّ، واحِدتُها: أُمْنيَّةٌ. ومنه قصيد كعب: فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ ** إنّ الأمانِيَّ والأحْلاَمَ تَضْلِيلُ. (ه) وفيه <أنَّ مُنْشِداً أنْشَدَ النبي صلى اللّه عليه وسلم: لا تَأْمَنَنَّ وإنْ أمْسَيْتَ في حَرَمٍ ** حَتَّى تُلاَقِيَ ما يَمْنِي لَكَ المَانِي فالخَيْرُ والشَّرُّ مَقْرُونَانِ فِي قَرَنٍ ** بِكُلِّ ذلِك يَأْتِيكَ الجَدِيدَانِ. فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: لو أَدْرَكَ هذا الإسلام> مَعناه: حتى تُلاقِيَ ما يُقدَّرُ لَكَ المُقدِّرُ، وهو اللّه تعالى. يقال: مَنَى اللّهُ عليكَ خَيْراً يَمْنِي مَنْياً. ومنه سَمِّيَتِ <المَنِيَّةُ> وهي الموتُ. وجمعُها: المَنايا؛ لأِنها مُقدَّرةٌ بوقتٍ مَخْصُوصٍ. وقد تكررت في الحديث. وكذلك تكرر في الحديث ذِكْرُ <المَنِيِّ> بالتشديد، وهو ماءُ الرَّجُلِ. وقد مَنَي الرَّجُلُ، وأمْنَى، واسْتَمْنَى، إذا اسْتَدْعَى خُروجَ المَنِيِّ. [ه] وفيه <البيتُ المعمورُ مَنَا مَكّة> أي بِحذَائِها في السماء. يقال: دّارِي مَنَا دارِ فُلانٍ: أي مُقَابِلُها. ومنه حديث مجاهدٍ <إن الحَرَمَ حَرَمٌ مَنَاهُ من السَّمواتِ السَّبْعِ والأَرَضِينَ السَّبْعِ> أي حذاءَه وقَصْدَه (في الأصل: <حذاؤه وقصدهُ> والمثبت من ا واللسان). وفيه <أنَّهم كانوا يُهِلُّون لِمَنَاةَ> مَنَاةُ: صنمٌ كان لِهُذَيْلٍ وخُزَاعَةَ بين مكّة والمدينة، والهاء فيه للتأنيث. والوقف عليه بالتاءِ. {مناذر} * فيه ذكر <مَنَاذِرَ> هي بفتح الميم وتخفيف النُّون وكسر الذال المعجمة: بلدةٌ معروفةٌ بالشام قديمةٌ. {منار} * فيه <لَعَنَ اللّهُ من غَيَّر مَنَارَ الأرض> أي أعْلامَها. والميم زائدةٌ. وستُذكَرُ في النُّون. {موبذ} * في حديث سَطِيح <فَأرْسَلَ كِسْرَى إلى المُوبَذانِ> المُوبَذَانُ للمَجُوس: كقاضِي القُضاة للمسلمين، والمُوبَذُ: كالقاضِي. {موت} * في دعاء الانْتِباه <الحمد للّه الذي أحيانا بعدَ ما أماتَنا، وإليه النشورُ> سَمَّى النَّومَ مَوْتاً، لأنه يزول معه العقلُ والحركةُ، تمثيلاً وتشبيهاً، لا تَحقيقاً. وقيل: الموت في كلام العرب يُطلق على السكون. يقال: ماتَتِ الرَّيحُ: أي سَكَنَت. والموتُ يقعُ علَى أنواع بحَسَب أنواعِ الحياةِ، فمنها ما هو بإزَاءِ القُوّةِ النَّامِيَةِ الموجودة في الحيوان والنَّباتِ، كقوله تعالى: <يُحْيِي الأرَضَ بعدَ موتِها>. ومنها زوالُ القُوَّةِ الحِسِّيَّةِ، كقوله تعالى: <يا ليتني مِتُّ قبلَ هذا>. ومنها زوالُ القُوَّةِ العاقلة، وهي الجَهالة، كقوله تعالى: <أَوَمَن كان مَيْتاً فأحْيَيْنَاه> و<إنّك لا تُسْمِعُ الموتَى>. ومنها الحُزْنُ والخَوْف المكَدِّرُ للحياةِ، كقوله تعالى: <ويأتيهِ الموتُ من كُلِّ مَكانٍ وما هو بِميِّتٍ>. ومنها المنَام كقوله تعالى: <والتَّي لم تَمُتْ في مَنامها>. وقد قيل: المنامُ: الموتُ الخفيفُ، والموت: النَّومُ الثَّقيل. وقد يُسْتعارُ الموتُ للأحوالِ الشّاقَّةِ، كالفقرِ، والذُّلِّ، والسُّؤالِ، والْهَرَمِ، والْمعصِيَةِ، وغير ذلك. (س) ومنه الحديث <أولُ من مات إبليس> لأنّه أوّلُ من عَصَى. (س) وحديث موسى عليه السلام <قيل له: إنّ هامَانَ قد ماتَ، فَلَقِيهُ، فسألَ رَبَّه، فقال له: أما تعلم أنَّ مَن أَفْقَرْتُه فَقدْ أمَتُّهُ>. (س) وحديث عمر <اللَّبَنُ لا يموتُ> أراد أن الصَّبيَّ إذا رَضَعَ امْرأةً مَيِّتَةً حَرُمَ عليه من ولَدِها وقَرَابَتِها ما يَحْرُمُ عليه منهم لو كانتْ حَيَّةً وقد رَضِعها. وقيل: معناه: إذا فُصِلَ اللَّبنُ من الثَّدْي وأُسْقِيَهُ الصَّبِيُّ، فإنه يحرُمُ به ما يَحْرُمُ بالرّضَاعِ، ولا يَبْطُل عَملُه بمُفارَقةِ الثَّدِيِ، فإنّ كُلَّ ما انْفَصَلَ من الحيِّ ميِّت، إلاَّ اللَّبَنَ والشَّعَرَ والصُّوفَ، لِضَرُورَةِ الاسْتِعمالِ. وفي حديث البحر <الحِلُّ مَيْتَتُهُ> هو بفتح الميم: اسمٌ لِمَا ماتَ فيهِ من حيوانهِ. ولا تُكْسَرُ الميمُ. وفي حديث الفِتَن <فَقَدْ مات مِيتَةً جَاهليَّةً> هي بالكسر: حالةُ الموتِ: أي كما يموتُ أهلُ الجاهليَّة، من الضَّلالِ والفُرْقَةِ. (س) وفي حديث أبي سَلَمة <لم يكن أصحابُ محمد صلى اللّه عليه وسلم مُتَحزِّقين ولا مَتَماوِتين> يقال: تَماوَتَ الرَّجُلُ، إذا أظهرَ من نفْسه التَّخافُتَ والتَّضَاعُفَ، من العِبادَةِ والزُّهدِ والصَّومِ. (س) ومنه حديث عمر <رأى رجُلاً مُطَأْطِئاً رأسَه، فقال: ارْفَعْ رأسَك، فإن الإسلام ليس بِمَريِض>. ورأى رجُلاً متَماوِتاً، فقال: <لا تُمِت عَلَيْنَا دِينَنَا، أماتَكَ اللّهُ>. (س) وحديث عائشة <نَظَرتْ إلى رَجُلٍ كادَ يَمُوتُ تَخَافُتاً، فقالت: ما لهذا؟ فقيل: إنَّه من القُرَّاءِ، فقالت: كان عُمَرَ سيِّدَ القُرَّاءِ، كان إذا مَشَى أسْرَع، وإذا قال أسْمَع، وإذا ضَرَبَ أوجَعَ>. (ه) وفي حديث بدر <أرى القَوْمَ مُسْتَمِيتين> أي مُسْتَقْتِلينَ، وهم الذين يُقَاتِلُون على الموْتِ. (س) وفيه <يكون في الناس موُتَانٌ كَقُعَاصِ الغَنَمِ> الموُتَانُ، بوزن البُطْلانِ: الموْتُ الكثيرُ الوُقوعِ. وفيه <مَن أحْيَا مَواتاً فهو أحَقُّ به> المَوَاتُ: الأرضُ التَّي لم تُزرَعْ ولَم تُعْمَرْ، ولا جَرى عليها مِلْكُ أحَدٍ. وإحياؤُها: مبُاشَرَةُ عمِارَتها، وتأثيرُ شَيْءِ فيها. (س) ومنه الحديث <مَوَتَانُ الأرْضِ للّه ولِرسوله> يعني مَواتها الذي ليس مِلْكاً لأحَد. وفيه لغتان: سكون الواوِ، وفَتحها مع فتح الجيم. والمَوَتانُ أيضاً: ضدَّ الحَيوانِ. وفيه <كان شِعَارُنا: يا منصورُ أمِتْ> هو أَمْرٌ بالموْتِ. والمراد به التفاؤُل بالنَّصرِ بعدَ الأمْرِ بالإمَاتَةِ، مع حُصُولِ الغَرَضِ للشِّعارِ، فإنَّهم جَعلوا هذه الكَلِمةَ علامةً بينهم، يتَعارفُون بها؛ لأجْل ظُلْمةِ اللَّيلِ. وفي حديث الثُّوم والبَصَل <مَن أكَلَهُما فَلْيُمِتْهُما طَبْخاً> أي فلْيُبَالِغْ في طَبْخِهما؛ لتَذْهَبَ حِدّتُهما ورائحَتُهما. وفي حديث الشيطان <أمّا هَمْزُهُ فالُموتة> يعني الجُنونَ. والتفسير في الحديث. فأما <غَزْوَةُ مُؤْتَةَ> فإنها بالهمز. وهي موضِعٌ من بَلَدِ الشَّام. {مود} (ه) في حديث ابن مسعود <أرأيْتَ رجُلاً مُودِياً نَشِيطاً> المُودِي: التَّامُ السِّلاَحِ، الكامِلُ أَدَاةِ الحرْبِ. وأصلُه الهمْزُ، والميم زائدةٌ، وقد تُلَيَّن الهمزةُ فتصيرُ وَاواً. وقد تقدّم هو وغيرهُ في حرف الهمزة. {مور} (ه) في حديث الصدقة <فأمّا المُنْفِقُ فإذا مارَتْ عَلَيه> أي تَرَدَّدَتْ نَفَقَتُهُ، وذَهَبتْ وجاءتْ. يقال: مَارَ الشَّيْءُ يَمُورُ مَوْراً، إذا جاءَ وذهبَ. ومارَ الدَّمُ يَمُورُ مَوْراً، إذا جَرى على وجه الأرض. (س) ومنه حديث سعيد بن المُسيِّبِ <سُئِل عن بَعِيرٍ نَحَرُوهُ بِعُودٍ، فقال: إن كان مارَ مَوْراً فَكُلُوهُ، وإن ثَرَّدَ فَلاَ>. (ه) وفي حديث ابن الزبير <يُطْلَقُ عِقالُ الحرْبِ لكَتائِبَ تَمُورُ كَرِجْلِ الْجَرادِ> أي تَتَرَدَّدُ وتَضْطربُ، لِكَثْرَتَها. (ه) وفي حديث عِكْرِمة <لمَّا نُفِخَ في آدَمَ الروحُ مارَ في رأسه فَعَطَس> أي دَارَ وتَرَدَّدَ. وحديث قُسٍّ <ونُجُومٌ تَمُورُ> أي تَذهبُ وتَجيءُ. وفي حديثه أيضا <فتركْتُ المَوْرَ وأخَذْتُ في الجَبَلِ> المَوْرُ، بالفتح: الطَّريقُ. سُمِّي بالمَصْدر؛ لأنه يُجَاءُ فيه ويُذْهَبُ. (س) وفي حديث لَيْلى <انْتَهَيْنا إلى الشُّعَيْثَةِ، فَوجَدْنَا سَفِينةً قد جاءَتْ من مَوْرٍ> قيل: هو اسمُ مَوْضِعٍ، سُمِّي به لِمَوْرِ الْمَاءِ فيه: أي جَرَيانِه. فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ ** إنّ الأمانِيَّ والأحْلاَمَ تَضْلِيلُ. [؟؟نقص في الملف يلزم طباعته؟؟] لا تَأْمَنَنَّ وإنْ أمْسَيْتَ في حَرَمٍ ** حَتَّى تُلاَقِيَ ما يَمْنِي لَكَ المَانِي وأصلُ الماءِ: مَوَهٌ، ويُجمع على أمْواهٍ وَميِاهٍ، وقد جاء أمْوَاء. والنَّسَبُ إليه: ماهِيٌّ، ومائِيٌّ، على الأصل واللفَّظ. (س) وفي حديث الحسن <كان أصحابُ رسول اللّه صلى اللّه عليه سلم يَشْتَرونَ السَّمْنَ المَائِي> هو مَنْسُوبٌ إلى مواضِعَ تُسَمَّى مَاهَ، يُعْمَلُ بها. ومنه قولُهم <ماهُ البَصْرةِ، وماهُ الكُوفَةِ، وهو اسمٌ للأماكِنِ المُضافة إلى كلِّ واحدةٍ منهما، فَقَلَب الهاء في النسب همزةً أو ياءً. وليسَتِ اللَّفظةُ عَربيةً (قال صاحب شفاء الغليل ص 208: <ماه: بمعنى البلد. ومنه ضُرب هذا الدرهم بماه البصرة> ). {مهر} (ه) فيه <مَثَلُ المَاهرِ بِالقرآنِ مَثَلُ الكِرام السَّفَرَة البَرَرَة> المَاهِرُ: الحاذِق بالقِراءَةِ. وقد مَهَر يَمْهُر مَهَارةً. والسَّفَرَةُ الملائِكةُ. وفي حديث أم حَبيبة <وأمْهَرَها النَّجاشِيُّ مِن عِندِه> يقال: مَهَرْتُ المرأةَ وأمْهَرْتُها، إذا جعلْتَ لها مَهْراً، وإذا سُقْتَ إليها مَهْرَها، وهو الصَّدَاقُ. {مهش} (ه) فيه <أنه لَعَنَ من النِّساءِ المُمْتَهِشَة (في الأصل، وا: <المُمتَهِّشمة> وما أثبتُّ من الهروي، واللسان، والفائق 1/283، وتاج العروس) > تَفْسِيره في الحديث: التي تَحْلِقُ وجْهَها بالمُوسَى (بعد هذا في الهروي: <وقال القتيبي: لا أعرف الحديث إلا أن تكون الهاء مبدلة من الحاء. يقال: مرّ بي جملٌ فمحشني، إذا حاكّه فسَحَج جِلدَه. وقال غيره: مَحشَتْه النارُ، ومهَشَتْه، إذا أحرقته> ). {مهق} (ه) في صفته صلى اللّه عليه وسلم <لم يَكُنْ بالأبْيَضِ الأَمْهَق> هو الكَرِيهُ البَيَاضِ كَلَونِ الجَصِّ. يريد أنه كان نَيِّرَ البَيَاضِ. {مهل} (ه) في حديث أبي بكر <ادْفِنُوني في ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ، فإنما هُمَا للِمُهْلِ والتُّراب> ويُرْوَى <للمِهْلَةِ> بضم الميم وكسرها وفَتْحها، وهي ثلاثَتُها: القَيْح والصَّدِيدُ الذي يَذُوبُ فيسيلُ من الجسدِ، ومنه قيل للنُّحَاسِ الذَّائبِ: مُهْلٌ. (ه) وفي حديث عَلِيٍّ <إذا سِرتُم إلى العَدُوِّ فَمَهْلاً مَهْلاً، وإذا وَقَعتِ العَيْنُ على العَيْنِ فَمَهْلاً مَهْلاً> السَّاكِنُ: الرِّفْقُ، والمُتَحَرِّكُ: التَّقَدُّم. أي إذا سرْتُم فتأنَّوا، وإذا لَقِيتُم فاحْمِلُوا. كذا قال الأزهري وغيره. وقال الجوهريُّ: المَهَلُ، بالتَّحْرِيكِ: التُّؤَدَةُ والتَّباطُؤ، والاسمُ: المُهْلَةُ (زاد الجوهري: <بالضم> ). وفلانٌ ذو مَهَلٍ، بالتحريك: أي ذو تَقدُّمٍ في الخير. ولا يقال في الشرِّ. يقال: مَهَّلْتُه وأمْهَلْتُه: أي سَكَّنْتُه وأخَّرْتُه. ويقال: مَهْلاً للواحد والاثنين والجمعِ والمؤنَّثِ، بِلَفْظٍ واحدٍ. (ه) ومنه حديث رُقَيْقة <ما يَبْلُغُ سَعْيُهم مَهْلَهُ> أي ما يَبْلُغُ إسْرَاعُهم إبطاءَهُ. {مهم} (ه س) في حديث سَطِيح: أزْرَقُ النَّابِ صَرَّارُ الأذُنْ * أي حَديد النَّاب. قال الأزهريُّ: هكذا رُوِيَ، وأظُنُّه <مَهْوُ النَّابِ> بالواو. يقالُ: سيفٌ مَهْوٌ: أي حديدٌ ماضٍ. وأوْرَدَه الومخشريُّ: أزْرَقُ مُمْهَى النَّابِ صَرَّارُ الأذُنْ *. وقال (انظر الفائق 1/464): <المُمْهَى: المُحَدَّدُ>، مِن أَمْهَيْتُ الحديدةَ، إذا أحْدَدْتَها. شَبَّهَ بَعِيَرُه بالنِمرِ، لزُرْقَةِ عَيْنَيْه، وسُرْعَةِ سَيْرِه. (س) وفي حديث زيد بن عمرو <مَهْمَا تُجَشِّمْني تَجَشَّمْتُ> مَهْما: حرفٌ من حُروفِ الشَّرْطِ التي يُجَازَى بها، تقول: مَهْمَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ. وقيل: معناه: إذا فُصِلَ اللَّبنُ من الثَّدْي وأُسْقِيَهُ الصَّبِيُّ، فإنه يحرُمُ به ما يَحْرُمُ بالرّضَاعِ، ولا يَبْطُل عَملُه بمُفارَقةِ الثَّدِيِ، فإنّ كُلَّ ما انْفَصَلَ من الحيِّ ميِّت، إلاَّ اللَّبَنَ والشَّعَرَ والصُّوفَ، لِضَرُورَةِ الاسْتِعمالِ. [؟؟ ؟؟ ؟؟ نقص في الملف ؟؟] وفي حديث الفِتَن <فَقَدْ مات مِيتَةً جَاهليَّةً> هي بالكسر: حالةُ الموتِ: أي كما يموتُ أهلُ الجاهليَّة، من الضَّلالِ والفُرْقَةِ. ولَيْسَ لِعَيْشِنَا هَذّا مَهَاهٌ ** ولَيْسَتْ دَارُنَا الدُّنْيَا بِدَارِ. وقيل: المَهاهُ: النَّضَارَةُ والحُسْنُ، أراد على الأوَّل أن كُلَّ شَيء يَهُون ويُطرَحُ إلاَّ ذكْرِ النِّسَاء. أي أن الرَّجُلَ يَحْتَمل كلَّ شَيءٍ إلاَّ ذِكْرَ حُرَمِه. وعلى الثاني يكون الأمر بِعَكْسِهِ، أي أنّ كُلَّ ذِكْرٍ وحَديثٍ، حَسَنٌ إلاَّ ذِكْرَ النِّساء. وهذه الهاء لا تَنْقَلِبُ في الوصْلِ تَاءً. وفي حديث طلاق ابن عمر <قُلْتُ: فَمَهْ؟ أرأيت إنْ عَجَزَ واسْتَحْمَقَ> أي فماذا، للاسْتفهام، فَأَبْدَلَ الأَلفَ هاءً، للوقف والسَّكْت. (س) وفي حديث آخر <ثُمَّ مَهْ؟>. ومنه الحديث <فقالَتِ الرَّحِمُ: مَهْ؟ هذا مَقامُ العائِذِ بكَ>. وقيل: هو زَجْرٌ مصْرُوفٌ إلى المُستَعَاذ منه، وهو القاطِعُ، لاَ إلى المُسْتَعاذِ به، تبارك وتعالى. وقد تكرر في الحديث ذِكْرُ <مَهْ> وهو اسمٌ مَبْنِيٌّ على السُّكُونِ، بمعنى اسْكُتْ. {مها} (ه) في حديث ابن عباس <أنه قال لعُتْبَة بْنِ أبي سُفْيَان - وقد أَثْنَى عليه فأحْسَن -: أمْهَيْتَ يا أبا الوليد> أمْهَيتَ: أي بَالَغْتَ في الثَّناء واسْتَقْصَيْتَ، مِنْ أمْهَى حافِرٌ البِئْر، إذا اسْتَقْصَى في الحَفْرِ وبلغَ الماءَ. (ه) وفي حديث ابن عبد العزيز <أنّ رَجُلاً سألَ ربَّه أن يُرِيَه موقِعَ الشَّيْطَان من قلْب ابْنِ آدمَ فرأى فيما يرَى النَّائمُ جَسد رَجُلٍ مُمَهَّى، يُرَى داخِلْه من خارجه> المَهَا: البِلَّوْرُ، وكلُّ شَيْءٍ صُفِّى فهو مُمَهَّى، تَشْبِيهاً به. ويقال للكَوْكَبِ: مَهاً، وللِثَّغْرِ إذا ابْيَضَّ وكَثُرَ ماؤُهُ: مَهاً. {مهيع} (س) فيه <وانْقُلْ حُمَّاهَا إلى مَهْيَعَةَ> مَهْيَعَةُ: اسمُ الجُحفَة، وهي مِيقَاتُ أهل الشَّامِ، وبها غَديرُ خُمٍّ، وهي شَدِيدَةُ الوَخَم. قال الأَصمَعِيُّ: لم يُولَد بغَدِير خُمٍّ أحدٌ فعاشَ إلى أن يحْتَلِم، إلاَّ أن يتَحوَّلَ منها. وفي حديث علي <اتَّقوا البِدَعَ والْزَمُوا المَهْيَعَ> هو الطَّرِيقُ الواسِعُ المُنْبَسِطُ. والميم زائدةٌ، وهو مَفْعَلٌ من التَّهَيُّعِ: الانْبِساطٍ. {مهيم} * في حديث الدجّال <فأخذ بِلَجْفَتَيِ البَاب فقال: مَهْيَمْ؟> أي ما أَمْرُكُم وشَأنُكم. وهي كَلِمةٌ يَمانيَّةٌ. [ه] ومنه الحديث <أنه قال لعبدِ الرَّحمن بنِ عوفٍ ورأى عليه وَضَراً مِنْ صُفْرةٍ: مَهْيَمْ؟>. وحديث لَقِيطٍ <فَيَسْتَوي جَالِساً فيقول: رَبّ، مَهْيَمْ>. {ميتاء} * في حديث اللُّقَطَةِ <ما وَجَدْتَ في طَرِيقٍ مِيتَاءٍ فَعَرِّفْه سَنَةً> أي طرِيقٍ مَسْلُوكٍ، وهو مِفْعَالٌ من الإتِيانِ. والميم زائدةٌ، وبابُه الهمزَةُ. ومنه الحديث <قال لَّما مَات ابْنَه إبراهيم: لَوْلاَ أنَّه طريقٌ مِيتَاءٌ لَحَزِنَّا عليك يا إبراهيم> اي طريقٌ يَسْلُكُه كلُّ أَحَدٍ. {ميتخة} * فيه <أنه خرج وفي يَدِه مِيتَخَة> هكذا جاء في رواية، بتقديم الياء على التَّاء، وهي الدِّرَّةُ، أو العصا، أو الجَرِيدَةُ. وقد تقدّمَتْ في الميم والتَّاء مَبْسُوطَةً. {ميث} * في حديث أبي أُسَيْدٍ <فلما فَرَغ من الطعام أماثَتْه فسقَتْهُ إياه> هكذا رُوِي <أمَاثَتْه> والمعروف <ماثَتْه>. يقال: مِثْتُ الشَّيءَ أمِيثُه وأمُوثُه فانْمَاثَ، إذا دُفْتَه في الْماءِ. (ه) ومنه حديث علي <اللهمَّ مِـُثْ قلوبَهم كما يُمَاثُ المِلْحُ في الماءِ>. {ميثر} * فيه <أنه نَهى عن مِيثَرةِ الأُرْجُوَانِ> هي وِطَاءٌ مَحْشُوٌّ، يُتْرَكُ على رَحْلِ البَعِير تَحْتَ الرَّاكِب. وأصْلُه الواوُ، والميم زائدةٌ. وسيجيء في بابه. {ميجن} * في حديث ثابت <فَضَربوا رَأْسَهُ بِميِجَنَةٍ> هي العَصَا التي يُضْرِبُ بها القَصَّارُ الثوبَ. وقيل: هي صَخْرةٌ. واخْتُلِفَ في أصْلِهَا، هل هو من الهمزة أو الواوِ؟ وجمعُها: المَوَاجِن. ومنه حديث عَلِيٍّ <ما شَبَّهتُ وَقْعَ السُّيُوفِ على الْهَامِ إلا بِوَقْع البَيَازِرِ على المَواجِن>. {ميح} (ه) في حديث جابر <فَنَزلْنا فيهَا سِتَّةً مَاحَةً> هي جمعُ مَائح، وهو الذي يَنْزِل في الرَّكِيَّة إذا قَلَّ ماؤها، فَيْملأُ الدَّلْوَ بيدِه. وقد ماحَ يَميحُ مَيْحاً. وكُلُّ من أولَى مَعْروفاً فقد ماحَ. والآخِذُ: مَمْتَاحٌ ومُسْتَمِيحٌ. [ه] ومنه حديث عائشة تصف أباها <وامْتَاحَ من المَهْواةِ> هو (في الهروي: <أي استقى> ) افْتَعَلَ، مِنَ المَيْحِ: العَطَاءٍ. {ميد} * فيه <لمَّا خَلَق اللّهُ الأرضَ جَعلَتْ تَميدُ فأرسَاهَا بالجِبالَ> مادَ يَميد، إذا مالَ وتَحَرَّكَ. ومنه حديث ابن عباس <فَدَحا اللّهُ الأرضَ من تَحْتِها فَمادَتْ>. ومنه حديث عَلِيٍّ <فَسَكَنَتْ من المَيَدانِ بِرُسُوبِ الجبَالِ> هو بفتح الياءِ: مصدَرُ مادَ يَمِيد. وفي حديثه أيضاً يَذُمُّ الدُّنْيا <فهي الحَيُودُ المَيُودُ> فَعُولٌ منه. (س) ومنه حديث أمِّ حَرامٍ <الْمَائِد في البَحْرِ له أجْرُ شَهِيدٍ> هو الذي يُدَارُ بِرأسِهِ من رِيحِ البَحْرِ واضْطِرَابِ السَّفِينَةِ بالأمْواج. (ه) وفيه <نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُون، مَيْدَ أَنَّا أُوتِينَا الْكِتابَ من بَعْدِهم> مَيْدَ وبَيْدَ: لُغتان بمعْنَى غَيْر. وقيل: مَعْناهما على أنَّ. {مير} (س) فيه <والحَمولةُ المائِرَةُ لهم لاغِيَةٌ> يعني الإبِلَ التي تُحْمَلُ عليها المِيرَةُ، وهي الطَّعَامُ ونَحْوُهُ، ممَّا يُجْلَب للِبَيْع، ولا يُؤخَذُ مِنها زَكاةٌ، لأنها عوامِلُ. يقال: مارَهُم يَمِيرُهُم، إذا أعطاهُم المِيرَةَ. ومنه حديث ابن عبد العزيز <أنه دعا بإبِلٍ فأمَارَها> أي حَمل عليها المِيرَةَ. وقد تكرر ذكرها في الحديث. {ميز} * فيه <لا تَهْلِكُ أُمَّتِي حتى يَكُونَ بَيْنَهُم التَّمَايُلُ والتَّمايُزُ> أي يَتَحَزَّبُونَ أحْزَاباً، ويَتَمَيَّزُ بَعْضَهم من بَعْضٍ، ويَقَعُ التَّنَازُع. يقال: مِزْتُ الشَّيْءَ من الشَّيْءِ إذا فَرَّقْتَ بَيْنَهُما، فانْمَازَ وامْتَازَ، ومَيَّزْتُه فتَميَّز. ومنه الحديث <منْ مَازَ أذىً فالحَسَنَةُ بعَشْرِ أمثالها> أي نَحَّاه وأزالَه. (س) ومنه حديث ابن عمر <أنه كان إذا صلَّى يَنْمازُ عن مُصَلاَّه فَيَرْكَع> أي يَتَحوّل عن مَقامِه الذي صلَّى فيه. (ه) وحديث النَّخَعِيّ <اسْتَمازَ رَجُلٌ مِن رَجُلٍ به بَلاَءٌ فابْتُلِيَ به> أي انْفَصل عنه وتَبَاعَد. وهو اسْتَفْعَل من المَيْز. {ميس} (س) في حديث طَهْفَة <بِأكْوَارِ المَيْسِ> هو شجرٌ صُلْب، تُعْمل منه أكْوارُ الأبل ورِحالُها. [ه] وفي حديث أبي الدَّرْدَاء <تَدْخُل قَيْساً وتَخْرُج مَيْساً> يُقَال: مَاسَ يَمِيس مَيْساً، إذا تَبَخْتَر في مَشْيِه وتَثَنَّى. {ميسع} * في حديث هشام <إنها لَمِيسَاع> أي واسِعَة الخَطْوِ. والأصْل: مِوْساع، فقُلِبَت الواوُ يَاء لِكَسْرة الميم، كَمِيزان ومِيقَات. والميم زائدة. وبَابُها الوَاوُ. {ميسم} (س) فيه <تُنْكَحُ المَرْأةُ لِميسَمِها> أي لِحُسْنِها، من الوَسَامَة. وقد وَسُم فَهُو وَسِيم، والمَرأة وَسِيمَة، وحُكْمُها في البنَاء حُكْم مِيسَاع، فهي مِفْعَل من الوَسَامة. وقد تكرّرت في الحديث. {ميسوسن} (س) في حديث ابن عمر <رَأى في بَيْته المَيْسُوسَنَ فقال: أخْرِجُوه فإنه رِجْسٌ> هو شَرابٌ تَجْعَلٌه النِّساء في شُعُورِهِنّ، وهو مُعَرَّب. أخرجه الأزهري في <أسَنَ> من ثُلاَثِيِّ المعْتَلِّ. وعَادَ أخْرجَه في الرُّباعي. {ميض} * فيه <فَدَعا بالميِضأة> هي بالقَصْرِ وكَسْر الميم، وقَد تُمدّ: مِطْهَرَةٌ كَبيرة يُتَوَضَّأ منها. وَوَزْنُها مِفْعَلَة ومِفْعَالة. والمِيم زائدة. {ميط} [ه] في حديث الإيمان <أدْنَاهَا إمَاطَةُ الأذَى عن الطَّرِيق> أي تَنْحِيَتُه. يقال: مِطْتُ الشَّيء وأمَطْتُه. وقيل: مِطْتُ أنا، وأمَطْتُ غَيْري. ومنه حديث الأكْل <فَلْيُمِطْ ما بِهَا مِن أذىً>. وحديث العَقيقة <أمِيطُوا عَنْه الأذَى>. والحديث الآخر <أمِطْ عَنَّا يَدَك> أي نَحِّها. (ه) وحديث العَقَبة <مِطْ عَنَّا يا سَعْدُ> أي ابْعُدْ. وحديث بدر <فَما مَاطَ أحَدُهم عَنْ مَوْضع يَدِ رَسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم>. وحديث خَيْبر <أنَّه أخَذَ الراية فَهَزَّها، ثم قال: مَنْ يَأخُذها بحَقِّها؟ فَجاء فُلانٌ فَقال: أنا، فَقال: أمِطْ، ثُمَّ جاء آخَرُ فقال: أمِطْ> أي تَنَحَّ واذْهَبْ. [ه] وفي حديث أبي عثمان النَّهْدِي <لو كان عُمر مِيزَاناً مَا كَان فيه مَيْط شَعْرة> أي مَيْل شَعْرة. وفي حديث بَني قُرَيْظَة والنَّضير: وَقَدْ كانوا بِبَلْدَتِهم ثِقَالاً ** كَمَا ثَقُلَت بمِيطَانَ الصُّخُورُ. هو بكَسْرِ الميم (في ياقوت 8/225 بالفتح): موضِع في بلاد بَنِي مُزَيْنَة، بالحِجَاز. {ميع} * في حديث المدينة <لا يُرِيدُها أحَدٌ بِكَيْدٍ إلا انْمَاع كما يَنْمَاع المِلْحُ في الْمَاء> أي يَذُوب ويَجْرِي. ماع الشَّيءُ يَمِيعُ، وانْمَاع، إذَا ذَابَ وسَالَ. (ه) ومنه حديث جرير <مَاؤُنا يَمِيع، وجَنَابُنَا مَريِع>. (ه) وحديث ابن مسعود <وسُئِل عن المُهْلِ، فأذَابَ فِضَّة، فَجَعَلت تَمِيع، فقال: هَذَا مِنْ أشْبَهِ ما أنْتُم رَاؤُون بالمُهْل>. (ه) وحديث ابن عمر <سُئِل عن فأرة وَقَعَت في سَمْن، فقال: إن كان مائِعاً فألْقِه كُلَّه>. {ميقع} (س) في حديث ابن عباس <نَزَل مع آدمَ عليه السلام المِيقَعَةُ، والسِّنْدَانُ والكَلْبَتَان> المِيقَعَة: المِطْرَقة التي يُضْرَب بها الحَدِيد وغيْرُه، والجَمْع: المَواقِع. والميم زائدة. والياء بَدَل من الواوِ، قُلِبَت لِكَسْرة الميم. {ميل} (ه) فيه <لا تَهْلِكُ أمّتي حتى يكُونَ بَيْنَهُم التَّمايلُ والتَّمايزُ> أي لا يَكُون لهم سُلْطان، يَكُفُّ النَّاسُ عن التَظالُمِ، فيمِيلُ بَعْضُهم على بَعْض بالأذَى والحَيْف. (ه) وفيه <مائِلات مُمِيلات> المَائِلات: الزَّائِغات عن طاعَة اللّه، وما يَلْزَمُهُنّ (في الهروي: <وما يلزمهنّ من حفظ الفروج> ) حِفْظُه. ومُمِيلاَت: يُعَلِّمْنَ غيرَهُنّ الدّخولَ في مِثْل فِعْلهِنّ. وقيل: مَائِلات: مُتَبَخْتِراتٌ في المشْيِ، مُمِيلاَت لأكْتافِهن وأعْطافِهنّ. وقيل: مَائِلات: يَمْتَشِطْن المِشْطَة المَيْلاء، وهي مِشطَة البَغايا. وقد جاء كَراهَتُها في الحديث. والمَمِيلات: اللاَّتي يَمْشُطْن غَيْرَهُنّ تِلك المِشْطَة (زاد الهروي: <ويجوز أن تكون المائلات المميلات بمعنىً، كما قالوا: جادٌّ مُجِدٌّ، وضَرَّابٌ ضَروبٌ> ). (ه) ومنه حديث ابن عباس <قالت له امرأة: إني أمْتَشِطُ المَيْلاَء، فقال عِكْرمة: رأسُكِ تَبَعٌ لِقَلْبِك، فإن اسْتَقام قَلْبُك اسْتَقام رأسُكِ، وإنْ مَال قَلْبُك مَالَ رأسُك>. (س) وفي حديث أبي ذَر <دَخَل عليه رجُلٌ فَقَرب إليه طَعاماً فِيه قِلَّة، فَميَّل فيه لقلَّتِه، فقال أبو ذر: إنَّما أخافُ كَثْرَته، ولم أخَفْ قِلَّتَه> مَيَّل: أي تَردَّدَ، هَلْ يأكُل أو يَتْرك. تَقُول العَرَب: إني لأُمَيِّلُ بَيْنَ ذَيْنِك الأمْرَيْن، وأُمَايل بَيْنَهما، أيَّهما آتِي. (ه) ومنه حديث أبي موسى <قال لأنس: عُجِّلَتِ الدُّنيا وغُيِّبَت الآخِرة، أمَا وَاللّه لَوْ عايَنُوها ما عَدَلُوا وَلاَ مَيَّلُوا> أي ما شَكُّوا ولا تَردّدُوا. وقوله <ما عَدَلُوا>: أي ما سَاوَوْا بها شيئاً. (ه س) وفي حديث مُصْعَب بن عُمَيرٍ <قالت له أمّه: واللّهِ لا ألْبَسُ خِمَاراً ولا أسْتَظِلّ أبَداً، ولا آكُلُ، ولا أشْرَب، حتى تَدَعَ ما أنْتَ عليه، وكانت امْرَأة مَيِّلَة> أي ذات مَالٍ. يقال: مَالَ يَمَالُ ويَمُول، فهو مالٌ ومَيِّل، على فَعْل وفَيْعَل. والقِياس مَائِل. وبَابُه الواو. (س) ومنه حديث الطُّفَيل <كان رجُلاً شَرِيفاً شَاعِراً مَيِّلاً> أي ذَا مال. (س) وفي حديث القيامة <فتُدْنَى الشَّمسُ حَتَّى تكونَ قَدْرَ مِيل> قيل: أرادَ المِيل الذَّي يُكْتَحَل به. وقيل: أراد ثُلُثَ الفَرْسَخ. وقيل: المِيلُ: القِطْعةُ من الأرض ما بين العَلَمَين. وقيل: هو مَدُّ البَصَر. ومنه قصيد كعب: إذا تَوقَّدتِ الحُـِزَّانُ والمِيلُ * وقيل: هي جَمْع أمْيَل، وهو الْكَسِل الذَّي لا يُحْسِن الرُّوكُوب والفُرُوسِيَّة. وفي قصيده أيضاً: عِنْدَ اللِّقَاء ولا مِيلٌ مَعَازِيلُ * {مين} * قد تكرر فيه ذكر <المَيْن> وهو الكذِب. وقَدْ مَانَ يَمِين مَيْناً، فهو مَائِن. ومنه حديث علي في ذمّ الدينا <فهي الجامِحَةُ الحَرُونُ، والمَائِنَة الخَؤُون>. (ه س) وفي حديث بعضهم <خَرَجْتُ مَرابِطاً لَيْلَة مَحْرَسِي إلى المِينَاء> هو المَوْضِع الذي تُرفأ إليه السُّفن: أي تُجْمَع وتُرْبَط. قيل: هو مِفْعَال من الوَنْيِ: الفُتُور، لأنّ الرّيح يَقِلّ فيه هُبُوبُها. وقد تُقْصَر. فتكون على مِفْعَل. والميم زائدة. {ميناث} * في حديث المغيرة <فُضُلٌ مِينَاثٌ> أي تَلِدُ الإنَاثَ كثيراً، والميم زائدة. وقد تقدّم.
|