الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{قنأ} (ه) فيه <مَرَرْت بأبي بكر فإذا لِحْيَتُه قانِئةٌ> وفي حديث آخر <وقد قَنَأ لَوْنُها> أي شديدة الحُمْرة. وقد قَنأتْ تَقْنَأ قُنُوءاً، وتَرْك الهمز فيه لُغة أخرى. يقال: قَنا يَقْنُو فهو قانٍ. وفي حديث شَرِيك <أنه جلَس في مَقْنُوءةٍ له> أي مَوضع لا تَطْلُع عليه الشمس، وهي المقنأة أيضاً. وقيل: هُما غير مَهْموزين. {قنب} (ه) في حديث عمر واهْتِمامِه للخِلافة <فذُكِرَ له سَعْد، فقال: ذلك إنما يكون في مِقْنَبٍ من مَقانِبكم> المِقْنَب بالكسر: جَماعة الخيْل والفُرْسان. وقيل: هو دون المائة، يريد أنه صاحِبُ حَرْب وجُيوش، وليس بصاحب هذا الأمْر. ومنه حديث عدِيّ <كيف بِطَيّيء ومَقانِبها> وقد تكرر في الحديث. {قنت} (س) فيه <تَفَكُّرُ ساعةٍ خَيرٌ من قُنوت ليلة> وقد تكرّر ذكر <القُنوت> في الحديث، ويَرِدُ بِمعانٍ مُتعَدّدة، كالطَّاعة، والخُشوع، والصلاة، والدُّعاء، والعِبادة، والقِيام، وطول القِيام، والسُّكوت، فيُصْرف في كل واحدٍ من هذه المعاني إلى ما يَحْتَمِله لفظُ الحديث الوارِد فيه. وفي حديث زيد بن أرقم <كنا نَتَكلَّم في الصلاة حتى نَزَلَت: <وقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ> فأمْسَكْنا عن الكلام> أراد به السُّكوت. وقال ابن الأنباري: القُنوت على أربعة أقسام: الصلاة، وطُول القيام، وإقامة الطاعة، والسُّكوت. {قنح} (ه) في حديث أم زَرْع <وأشرب فأتَقَنَّح> (روي بالميم، وسبق) أي أقْطَع الشُّرب وأتَمَهَّل فيه. وقيل: هو الشُّرب بعد الرِّيّ. {قنذع} * في حديث أبي أيوب <ما مِن مُسْلمٍ يَمْرَض في سبيل اللّه إلا حَطَّ اللّهُ عنه خَطاياه وإنْ بَلَغَت قُنذُعَةَ رأسه> هو ما يَبْقَى من الشَّعَر مُفَرَّقاً في نواحِي الرّضأس، كالقُنْزُعة. وذكره الهروي في القاف والنون، على أنّ النون أصْلية. وجعل الجوهري النون منه، ومن القُنْزُعة زائدة. ومنه حديث وهْب <ذلك القُنْذُع> هو الدَّيُّوث الذي لا يَغار على أهْله. {قنزع} (ه) فيه <أنه قال لأم سُلَيْم: خَضِّلي قَنازِعَك> (في الصحاح: وفي الحديث: <غَطِّي عنا قَنازِعَكِ يا أم أيمنَ> ) القَنازِع: خُصَل الشَّعر، واحِدتُها قُنْزُعة: أي نَدِّيها ورَوِّيها بالدُّهْن ليَذْهَبَ شَعَثُها. (ه) وفي حديث آخر <أنه نَهَى عن القَنازِع> هو أن يُؤْخَذ بعضُ الشَّعر ويُتْرك منه مَوَاضِع مُتَفرِّقة لا تؤُخَذ، كالقَزَع. ومنه حديث ابن عمر <سُئِل عن رجُلٍ أهَلَّ بعُمْرة وقد لَبَّد وهو يريد الحجَّ، فقال: خذْ من قَنازِع رأسِك> أي مما ارْتَفَع من شَعَرك وطال. {قنص} (ه) فيه <تخْرج النارُ عليهم قَوانِصَ> أي قِطَعاً قانِصةً تَقْنِصُهم كما تَخْتَطِف الجارحةُ الصَّيدَ. والقَوانص: جَمْع قانِصة، من القَنَص: الصيَّد. والقانِص: الصائد. وقيل: أراد شَرراً كقَوانِص الطَّير: أي حَواصِلها. ومنه حديث علي <قَمَصَتْ بأرْجُلها وقَنَصَت بأحْبُلها> أي اصْطادت بِحِبالها. وحديث أبي هريرة <وأنْ تَعْلُوَ التُّحوتُ الوُعُولَ، فقيل: ما التُّحوت؟ قال: بُيوت القانِصة> (روى <القافصة> بالفاء. وسبق) كأنه ضَرَب بيُوت الصَّيَّادين مَثَلاً للأراذِل والأدْنياء، لأنها أرْذَل البُيوت. وفي حديث جبير بن مطعم <قال له عُمر - وكان أنْسَبَ العَرب -: ممَّن كان النُّعمان بن المنذِر؟ فقال: من أشْلاء قَنَص بن مَعَدّ> أي من بَقيَّة أولاده. وقال الجوهري: <بَنُو قَنَص بن مَعَدّ قَوْمٌ دَرَجُوا>. {قنط} * قد تكرّر ذِكر <القنوط> في الحديث، وهو أشَدّ اليأس من الشيء. يقال: قَنِط يَقنَط، وقَنَط يَقْنِط، فهو قانِطٌ وقَنُوط: والقُنُوط بالضم: المصدر. (س) وفي حديث خُزَيمة في رواية <وقُطَّتِ القَنَطة> قُطَّعت: أي قُطِعَت. وأما <القَنطَة> فقال أبو موسى: لا أعرفها، وأظُنُّه تَصْحيفاً، إلاَّ أن يكون أراد <القَطَنة> بتقديم الطاء، وهي هَنَة دُون القبَّة. ويقال لِلَّحْمة بين الوَرِكين أيضاً: قَطَنة. {قنطر} * فيه <مَن قام بألف آيةٍ كُتِبَ من المُقَنْطَرين> أي أُعْطِي قِنْطاراً من الأجر. جاء في الحديث أن القِنْطار ألف ومائتا أوقيَّة، والأُوقيَّة خَير ممَّا بين السماء والأرض. وقال أبو عبيدة: القَناطير: واحدها قِنْطار، ولا تَجِد العرب تَعْرِف وَزْنه، ولا واحد للقِنطار من لَفْظه. وقال ثعلب: المَعْمول عليه عند العرب الأكْثر أنه اربعة آلاف دينار، فإذا قالوا قناطير مُقَنْطَرة، فهي اثنا عشر ألف دينار. وقيل: إنَّ القِنطار مِلْء جِلْد ثَور ذَهباً. وقيل: ثمانون ألفاً. وقيل: هو جُمْلة كثيرة مجهولة من المال. (ه) ومنه الحديث <أنّ صفوان بن أميَّة قَنْطَر في الجاهليَّة وقَنْطَر أبُوه> أي صار له قنْطار من المال. (ه) وفي حديث حُذَيفة <يُوشِك بَنُو قَنْطُوراء أنْ يُخْرِجوا أهلَ العِراق من عِراقهم> ويُرْوَى <أهل البَصْرة منها، كأنِّي بهم خُنْس الأُنُوف، خُرْز العُيون، عِراض الوُجوه> قيل: إنّ قَنْطُوراء كانت جاريةً لإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وَلدَت له أولاداً منهم التُّرك والصِّين. ومنه حديث عمرو بن العاص <يُوشِك بنو قَنْطوراء أن يُخْرِجوكم من أرض البَصْرة>. وحديث أبي بكرة <إذا كان آخر الزَّمان جاء بنو قَنْطوراء>. {قنع} (ه) فيه <كان إذا رَكع لا يُصَوِّب رأسَه ولا يُقْنِعُه> أي لا يرفعه حتى يكون أعْلَى من ظَهْره. وقد أقْنَعَه يُقْنِعه إقْناعاً. (ه) ومنه حديث الدعاء <وتُقْنِع يَدَيْك> أي تَرْفَعُهما. [ه] وفيه <لا تَجوز شهادةُ القانِع من (في الهروي: <مع> ) أهل البيت [لهم (ساقط من: ا والهروي)]> القانِع: الخادِم والتابع تُرَدُّ شهادتُه للتُّهمة بِجَلْب النَّفْع إلى نفسه. والقانِع في الأصل: السائل. ومنه الحديث <فأكلَ وأطعْمَ القانِع والمُعْتَرَّ> وهو من القُنوع: الرِضا باليسير من العطاء. وقد قَنَع يَقْنع قُنوعاً وقَناعة - بالكَسْر - إذا رَضِيَ، وقَنَع بالفتح يَقْنَع قُنوعاً: إذا سأل. ومنه الحديث <القَناعة كَنْز لا يَنفْد> لأنّ الإنْفاق منها لا يَنْقطع، كلما تَعَذّر عليه شيء من أمور الدينا قَنِع بما دونه ورَضي. ومنه الحديث الآخر <عَزَّ مَن قَنِع وذَلَّ مَن طَمِع، لأنَّ القانِع لا يُذِلُّه الطَّلب فلا يَزال عزيزاً. وقد تكرر ذكر <القُنوع، والقَناعة> في الحديث. (س) وفيه <كان المَقانِعُ من أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم يقولون كذا> المَقانُع: جَمْع مَقْنَع بوزن جَعْفر. يقال: فُلانٌ مَقْنَعٌ في العِلْم وغيره: أي رِضاً. وبعضُهم لا يُثَنِّيه ولا يَجْمعه لأنه مصدر، ومَن ثَنَّى وجمع نَظَر إلى الاسْمِيَّة. وفيه <أتاه رجلٌ مُقَنَّع بالحديد> هوالمُتَغَطَّى بالسلاح. وقيل: هو الذي على رأسه بَيْضة، وهي الخَوذة، لأنَّ الرأس موضع القِناع. (ه) ومنه الحديث <أنه زارَ قَبْرَ أمِّه في ألْفِ مَقَنَّع> أي في ألْف فارس مُغطًّى بالسِّلاح. (س) وفي حديث بدر <فانْكَشف قِناعُ قَلْبه فمات> قِناع القَلْب: غِشاؤه، تشبيهاً بِقناع المرأة، وهو أكبر من المِقْنَعة. (س) ومنه حديث عمر <أنه رأى جارِيةً عليها قِناعٌ فَضَربها بالدِّرَّة وقال: أتَشَبَّهين بالحرائر؟> وقد كان يؤمئذ من لُبْسِهنَّ. [ه] وفي حديث الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ <قالت: أتَيْتُه بقِناعٍ من رُطَب> القِناع: الطَّبق الذي يُؤْكل عليه. ويقال له: الـقُـِنْع، بالكسر والضم، (قال الهروي: <ويقال في جمع القُنْع: أقناعٌ، كما يقال: بُرْدٌ، وأبرادٌ، وقُفْلٌ، وأقْفالٌ. ويجوز: قِناعٌ، كما يقال: عُسٌّ وعِساسٌ. وجمع القِناع: أقناعٌ> ) وقيل: القِناع جَمْعُه. ومنه حديث عائشة <إن كان لَيُهْدَي لنا القِنَاعُ فيه كَعْبٌ من إهالةٍ فَنفْرَح به>. (س) وفي حديث عائشة، أخّذَتْ أبا بَكْر غَشْيةٌ عند الموت فقالت: من لا يَزال دَمْعُه مُقَنَّعاً ** لا بُدَّ يَوْماً أنْ يُهرَاقَ. هكذا وَرَد. وتَصْحِيحه: من لا يَزال دَمْعُه مُقَنَّعاً ** لا بُدَّ يَوْماً أنه يُهرَاقُ. وهو من الضَّرب الثاني من بَحر الرَّجَز. ورَواه بعضهم: ومَن لا يَزال الدَّمْع فيه مُقنَّعاً ** فلا بُدَّ يَوْماً أنه مُهرَاقُ. وهو من الضرب الثالث من الطَّويل، فَسَّروا المُقَنَّع بأنه المحْبُوس (في الأصل، وا: <بأنه محبوس في جوفه> والمثبت من اللسان. والفائق 2/381. ويلاحظ أن هذا الشرح بألفاظه من الفائق) في جَوْفه. ويجوز أن يُراد: مَن كان دَمْعُه مغطًّى في شُؤونه كامِناً فيها فلا بدَّ أن يُبْرِزه البُكاء. [ه] وفي حديث الأذان <أنه اهْتَمَّ للصلاة، كيف يَجْمَع لها الناس، فذُكر له القُنْع فلم يُعْجِبه ذلك> فُسِّر في الحديث أنه الشَّبُّور، وهو البُوق. هذه اللفظة قد اخْتُلِف في ضبطها، فرُوِيت بالباء والتاء، والثاء والنون، وأشهرُها وأكثرها النون. قال الخطّابي: سألت عنه غير واحد من أهل اللغة فلم يُثْبِتُوه لي على شيء واحد، فإن كانت الرِواية بالنون صحيحةً فلا أُراه سُمِّي إلا لإقْناع الصَّوت به، وهو رفْعُه. يقال: أقْنَع الرجُلُ صَوْتَه ورأسَه إذا رفَعه. ومن يُريد أن يَنْفُخ في البُوق يَرفَع رأسه وصَوته. قال الزمخشري: <أوْ لأنَّ أطرافَه أُقْنِعَت إلى داخله: أي عُطِفَت>. وقال الخطّابي: وأما <القُبَع> بالباء المفتوحة فلا أحْسَبُه سُمِّي به إلاَّ لأنه يَقْبَع فم صاحبه: أي يَسْتُره، أو مِن قَبَعْت الجُوالِقَ والجراب: إذا ثَنَيْتَ أطرافه إلى داخِل. قال الهروي: وحكاه بعض أهل العلم عن أبي عُمر الزاهد: <القُثْع> بالثاء (في الأصل، وا: <القُبْع، بالباء> وصححته من الهروي، والفائق 2/379، ومعالم السُّنَن 1/151) قال: وهو البُوق فَعرضْته على الأزهري فقال: هذا باطل. وقال الخطّابي: سمِعْت أبا عُمر الزاهد يقولُه بالثاء المثلثة، ولم أسْمَعْه من غيره. ويجوز أن يكون من: قَثَع في الأرض قُثُوعاً إذا ذَهب، فسُمِّي به لذَهاب الصَّوْت منه. قال الخطّابي: وقد رُوي <القتع> بتاء بنُقْطَتين من فوق، وهو دُودٌ يكون في الخشب، الواحدة: قَتَعَة. قال: ومَدار هَذا الحَرف على هُشَيْم، وكان كثيرَ اللَّحن والتَّحريف، على جَلالة مَحلِّة في الحديث. {قنن} (ه) فيه <إنّ اللّه حرّم الكُوبة والقِنَّين> هو بالكسر والتشديد: لُعْبة للرُّوم يُقامِرُون بها. وقيل: هو الطُّنْبور بالحَبَشِيَّة. والتَّقْنِين: الضَّرب بها. (س) وفي حديث عُمر والأشعث <لم نَكُن عَبِيد قِنّ، إنما كنَّا عبيدَ مَمْلكة> العَبْد القِنّ: الذي مُلِك هو وأبواه. وعبْد المَمْلكة: الذي مُلك هو دُون أبَويْه. يقال: عبْدٌ قِنٌ، وعَبْدان قِنٌّ، وعَبيدٌ قِنٌّ. وقد يُجْمع على أقْنان وأقِنَّة. {قنا} (س) في صفته عليه الصلاة والسلام <كان أقْنَى الِعْرِنين> القَنا في الأنْف: طُوله ورِقَّة أرْنَبَتِه مع حَدَبٍ في وسطه. والعِرْنين: الأنْف. ومنه الحديث <يَمْلِك رجُلٌ أقْنَى الأنفِ> يقال: رجلٌ أقْنَى وامرأة قَنْواء. ومنه قصيد كعب: قَنْواءُ في حُرَّيتْها للبَصير بها ** عِتْقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّينِ تَسْهيِلُ. وفيه <أنه خَرج فرأى أقْناء مُعلَّقَة، قِنْوٌ منها حَشَف> القِنْو: العِذْق بما فيه من الرُّطَب، وجمعه: أقْناء. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه <إذا أحَبَّ اللّه عبْداً اقْتَناه فلم يترك له مالاً ولا وَلَداً> أي اتَّخَذَه واصْطفاه. يقال: قَناه يَقْنُوه، واقْتَناه إذا اتَّخذه لنَفْسِه دون البَيْع. (س) ومنه الحديث <فاقْنُوهم> أي عَلِّمُوهم واجْعلوا لهم قُنْيَة من العِلم، يَسْتَغْنون به إذا احْتاجوا إليه. (س) ومنه الحديث <أنه نَهَى عن ذَبح قَنِيِّ الغَنَم> قال أبو موسى: هي التي تُقْتَنى للدَّرّ والولد، واحدتُها: قُـِنْوة، بالضم والكسر، وبالياء أيضاً. يقال: هي غنم قُـِنْوة وقُـِنْية. وقال الزمخشري: <القَنِيُّ والقَنِيَّة (عبارة الزمخشري: <القَنِيَّة: ما اْقُتنى من شاة أو ناقة> الفائق 2/379): ما اقْتُني من شاة أوناقةٍ> فجعله واحداً، كأنه فَعِيل بمعنى مفعول، وهو الصحيح. يقال: قَنَوْت الغَنم وغيرها قِنْوة وقُنوة، وقَنَيْت أيضاً قُنْية وقِنْية: إذا اقْتَنْيتَها لنفِسك لا للتِّجارة، والشاة قنِيَّة، فإن كان جَعل القَنِيَّ جنْساً للقَنِيَّة فيَجوز، وأما فِعْلَة وفُعْلةٌ فلم يُجمعا على فَعِيل. ومنه حديث عمر <لو شئت أمَرْت بقَنِيّةٍ سَمينة فأُلقيَ عنها شَعَرها>. وفيه <فيما سَقَت السماءُ والقُنِيُّ العُشُور> القُنِيُّ: جَمْع قَنَاة، وهي الآبار التي تُحفَر في الأرض مَتَتابعةً ليُسْتَخْرج ماؤها ويَسِيح على وَجْه الأرِض. وهذا الجمع أيضاً إنما يَصِحُّ إذا جُمِعَت القَنَاة على قَناً، وجُمِع القَنَا على: قُنِيٍّ، فيكون جَمْع الجَمْع، فإن فَعَلة لم تُجمَع على فُعُول. قال الجوهري: <القَنا: جَمْع قَنَاة، وهي الرمْح، (بعد هذا في الصحاح: <على فُعُولٍ، وقِناءٍ، مثل جبل وجِبَالٍ، وكذلك القناة التي تُحفر، وقناة الظهر التي تنتظم الفَقار> ) ويُجْمَع على قَنَواتٍ وقُنِيٍّ. وكذلك القَناة التي تُحْفَر>. ومنه الحديث <فنزَلْنا بقَناةَ> وهو وادٍ من أْودِية المدينة، عليه حَرْثٌ ومالٌ وزرع. وقد يقال فيه: وادِي قَناة، وهو غير مَصْروف. وفي حديث أنس عن أبي بكر وصَبْغِه <فَغلَّفَها بالحِنَّاء والكَتَم حتى قَنَا لَوْنُها> أي احمَرَّ. يقال قنا لونُها يَقْنُو قُنُواًّ وهو أحْمَرُ قانٍ. (س) وفي حديث وابِصة <والإِثْم ما حَكّ في صَدْرك وإنْ أقْناك الناس عنه وأْقَنْوك> أي أرْضَوك. وحَكَى أبو موسى أنّ الزمخشري قال ذلك، وأنّ المَحْفُوظ بالفاء والتاء: أي من الفُتْيا. والذي رأيته أنا في <الفائق> في باب الحاء والكاف: <أفْتَوْك (الذي في الفائق 1/279: <وإن أفتاك الناسُ عنه وأَقْنَوْك> ) > بالفاء، وفَسَّره بأرْضَوك. وجعَل الفُتْيا إرْضاءً من المُفْتِي. على أنه قد جاء عن أبي زيد (في النوادر ص 178: <يقال: قَناه اللّهُ ويُقنِّيه إذا أكثر مالَه> ) أنَّ القَنا: الرضا، وأقناه إذا أرْضاه. {قوب} (ه) فيه <لَقابُ قَوْسِ أحدِكم، أو مَوضِعُ قِدّه من الجنة خيرٌ من الدينا وما فيها> الْقاب والْقِيبُ: بمعنى القَدْر، وعَيْنُها واوٌ، من قولهم: قَوَّبُوا في هذه الأرض: أي أثَّرُوا فيها بِوَطْئِهم، جعلوا في مَسافَتِها علامات. يقال: بَيْنِي وبَيْنه قابُ رُمحٍ وقاب قَوْس: أي مِقدارهما (حكى الهروي عن مجاهد: <قاب قوسين: أي مقدار ذراعين. قال مجاهد: والقوس: الذِّراع، بلغة أَزْدِ شَنُوءَة> ). [ه] وفي حديث عمر <إن اعْتَمرتُم في أشْهُر الحج رأيُتموها مُجْزئَةً عن حَجِّكم فكانت قائِبةَ قُوبِ عامِها (في الأصل، ا: <رأيتموه مجزئةً من> والمثبت من الفائق 1/433، واللسان. غير أن في اللسان <من> وفي الفائق واللسان: <قائبة من قوب> ) > ضَرب هذه مثلاً لخلُوّ مكة من المُعْتمِرين في باقي السَّنة. يقال: قِيبَتِ البَيْضةُ فهي مَقُوبةٌ: إذا خرج فَرْخُها منها. فالقائبة: البَيْضة. والقُوب: الفَرْخ. وَتَقوَّبتِ البيضة إذا انْفَلَقت عن فَرْخها. وإنما قيل لها: قائبة وهي مَقُوبة على تَقْدير: ذات قُوب، أي ذات فَرْخ. والمعنى أنَّ الفَرْخ إذا فارق بَيْضَته لم يَعُد إليها. وكذا إذا اعْتَمرُوا في أشهر الحج لم يَعُودوا إلى مكة. {قوت} * في أسماء اللّه تعالى <المُقيت> هو الحفيظ. وقيل: المُقْتدِر. وقيل: الذي يُعْطي أقوات الخلائق. وهو مِن أقاتَه يُقِيتُه: إذا أعطاه قُوتَه، وهي لُغَة في: قاتَهُ يقوته. وأقاتَه أيضاً إذا حَفِظَه. [ه] ومنه الحديث <اللهُمَّ اجْعل رِزْق آل محمد قُوتاً> أي بقَدْر ما يُمْسِك الرَّمَق من المَطْعَم. (س) ومنه الحديث <كَفَى بالمَرْء إثْماً أن يُضَيَّعَ مَن يَقُوت> أراد من تَلْزَمُه نَفَقَتُه من أهله وعِياله وعبِيده. ويُرْوَى <مَن يُقِيت> على اللُّغة الأخْرَى. (س) وفيه <قُوتُوا طُعامَكُم يُبارَكْ لكم فيه> سُئِل الأوْزاعِي عنه فقال: هو صِغَر الأرْغِفة. وقال غيره: هو مِثل قوله <كِيلُوا طَعامَكُم>. وفي حديث الدعاء <وجَعل لكل منهم قِيتَةً مقسومةً من رِزْقه> هي فِعْلَة من القُوت، كمِيتةٍ من المَوْت. {قوح} * فيه <إنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم احَتجم بالقَاحة وهو صائم> هو اُسم موضِع بين مكة والمدينة، على ثلاث مَراحِلَ منها، وهو مِن قاحَة الدار: أي وَسَطها، مِثْل ساحَتِها وباحَتِها. (ه) ومنه حديث عمر <مَن مَلأ عيْنَيه من قاحَة بَيْتٍ قَبْل أن يُؤذَن له فقد فَجَر>. {قود} (س) فيه <مَن قتل عَمْداً قهو قَوَدٌ> القَوَدُ: القِصاص وقَتْل القاتِل بَدل القَتيل. وقد أقَدْتُه به أُقِيدُه إقادةً. واسْتَقَدْتُ الحاكِمَ: سألتُه أن يُقيِدَني. واقْتَدْتُ منه أقْتاد. فأمَّا قادَ البَعيرَ واقْتاده فبِمَعْنَى جَرَّه خَلْفه. ومنه حديث الصلاة <اقْتادُوا رَواحِلهم>. وفي حديث علي <قُرَيش قادَةٌ ذَادَة> أي يَقُودون الجُيوش، وهو جَمْع: قائد. ورُوِي أنَّ قُصَيَّا قَسَم مَكارِمَه، فأعْطَى قَوْدَ الجُيوش عبدَ مَناف، ثم وَلِيها عبدُ شمس، ثم أمَيَّةُ، ثم حَرْبٌ، ثم أبو سُفيان. وفي حديث السَّقيفة <فانْطَلَق أبو بكر وعمر يَتَقاودانِ حتى أتَوْهُم> أي يَذْهَبان مُسْرِعَين كأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يَقُود الآخَر لسُرْعَتِه. وفي قصيد كعب: وعَمُّها خالُها قَوْداءٌ شِمْلِيلُ * القَوْداء: الطويلة. ومنه: <رَمْلٌ مُنْقاد> أي مُسْتطيل. {قور} (س) في حديث الاستسقاء <فَتَقوَّر السَّحابُ> أي تَقَطَّع وتَفَرّق فِرَقاً مُسْتديرة. ومنه: قُوّارَة الجَيْب. ومنه حديث معاوية <وفي فِنائه أعْنُزٌ دَرُّهُنّ غُبْرٌ، يُحْلَبْن في مِثل قُوارَةِ حافِر البعِير> أي ما اسْتدارَ من باطِن حافِره، يعني صِغَر المِحْلَب وضِيقَه، وصَفَه باللُّؤم والفَقْر. واسْتعار للبعِير حافِراً مَجازاً، وإنما يقال له: خُفٌّ. (ه) ومنه حديث الصدقة <ولا مُقْوَرَّة الألْياط> الاقْوِرارُ: الاسْتِرخاء في الجُلود. والألْياطك جَمْع لِيطٍ وهو قِشْر العُود. شَبَّه به الجلْد لالْتِزاقه باللِّحْم. أراد: غير مُسْتَرْخِية الجُلود لِهُزَالِها. ومنه حديث أبي سعيد <كجِلْد البَعِير المُقْوَرّ>. (ه) وفيه <فله مثْلُ قُورِ حِسْمَي> القُورُ: جَمْع قارَة وهي الجَبل. وقيل: هو الصغير منه كالأكَمة. [ه] ومنه الحديث <صَعَّد قارَة الجبَل> كأنه أراد جَبَلاً صغيراً فَوق الجَبَل، كما يقال: صَعَّد قُنَّة الجَبَل: أي أعْلاه. ومنه قصيد كعب: وقد تَلَفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ * (ه) ومنه حديث أم زَرْع <زَوْجي لَحْمُ جَمَلٍ غَثّ، على رأس قُورٍ (لم يروه الهروي في (قور) ورواه في (قوز) بالزاي) وَعْث> وقد تكرر في الحديث. وفي حديث الهجرة <حتى إذا بَلَغَ بِرْك الغِـُماد لَقِيَه ابن الدُّغُنَّة وهو سَيَّد القارة> القارَة: قَبِيلة من بَني الهُون بن خُزَيْمة، سُمُّوا قارةً لاجْتماعهم والْتِفافِهم، ويُوصَفُون بالرَّمْي. وفي المثل: أنْصَفَ القارةَ مَن رامَاها. {قوز} (ه) فيه <محمدٌ فب الدَّهْم بهذا القَوْز> القَوْز بالفتح: العالِي من الرَّمْل، كأنه جَبل (قال الهروي: <وجمعه: أقوازٌ، وقِيزازٌ، وأقاوِزُ، للكثرة> ). (ه) ومنه حديث أم زَرْع <زَوْجي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ، على رأس قَوْزٍ وَعْثٍ> أرادت شِدّة الصُّعود فيه، لأنَّ المَشْي في الرَّمْل شاقٌّ فكيف الصُعُود فيه، لا سيَّما وهو وعث. {قوس} (ه) في حديث وفْد عبد القَيْس <قالوا لِرَجُلٍ منهم: أطْعِمْنا مِن بَقِيَّة القَوْس الذي في نَوْطِك> القَوْس: بَقيَّة التَّمر في أسْفل الجُلَّة، كأنها شبَّهَت بقَوْس البَعير وهي جانِحَتُه. ومنه حديث عمرو بن مَعْد يكرِب <تَضَيَّفْت خالد بن الوليد، فأتانِي بقَوْسٍ وكَعْبِ وثَوْر> {قوصر} (س) في حديث علي <أفْلَح مَن كانت له قَوْصَرَّة> هي وِعاءٌ من قَصَب يُعْمَل للتَّمر، ويُشدّد ويُخَفَّف. {قوصف} * فيه <أنه خرج على صَعْدةٍ عليها قَوْصَف> القَوْصَف: القَطيفة. ويُرْوَى بالراء. وقد تقدّم. {قوض} * في حديث الاعتكاف <فأمَر ببنائِه فَقُوِّضَ> أي قُلِع وأُزِيلَ. وأراد بالبِناء الخِباءَ. ومنه <تَقْويض الخِيام>. (ه) وفيه <مَرَرْنا بشَجرةٍ وفيها فَرْخَا حُمَّرَةٍ فأخَذْناهما، فجاءتِ الحُمَّرة [إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم] (من الهروي واللسان) وهي تَقَوَّض> أي تَجِيء وتَذْهَب ولا تَقِرّ. {قوف} (س) فيه <أن مُجَزِّراً كان قائِفاً> القائِفك الذي يَتَتَبَّع الآثارَ ويَعْرِفهُا، ويَعْرِف شَبَه الرجُل بأخيه وأبيه، والجمع: القافَة. يقال: فُلانٌ يَقُوف الأثر ويَقْتافُه قِيافةً، مثل: قَفا الأثَر واقْتَفاه. {قوق} (س) في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر <اجئْتُم بها هِرَقْليَّةً قُوقِيَّة؟> يُريد أنَّ البَيْعة لأولاد الملوك سُنَّةُ الرُّوم والعَجم. قال ذلك لما أراد معاوية أن يُبايِع أهلُ المدينة ابْنَه يَزيد بوِلاية العَهْد. وقُوق: اسم مَلِك من ملوك الرُّوم، وإليه تُنْسَب الدَّنانير القُوقِيَّة. وقيل: كان لَقَب قَيْصَر قُوقاً. ورُوِي بالقاف والفاء، من القَوْف: الاتِّباع، كأنَّ بعضَهم يَتْبَع بعضاً. {قول} [ه] فيه <أنه كَتَب لِوائِل بن حُجْر: إلى الأقوال العَباهِلة> وفي وراية <الأقْيال> (وهي رواية الهروي). الأقوال: جمع قَيْل، وهو المَلِك النافِذ القَول والأمْر. وأصله: قَيْوِل، فَيْعِل، من القوْل، فحُذِفَت عينهُ. ومِثْله: أمْوات، في جمع مَيَّت. وأمّا <أقْيال> فمَحْمُول على لَفْظ قَيْل، كما قالوا: أرْياح، في جمع: ريح. والسائغ المَقِيس: أرْواح. (ه س) وفيه <أنه نَهى عن قِيَلٍ وقال> أي نَهى عن فُضول ما يَتَحَدّث به المُتَجالِسون، من قَوْلهم: قيل كذا، وقال كذا. وبِناؤهما على كونِهما فِعْلين ماضِيَين مُتَضَمِّنَين (في اللسان نقلاً عن ابن الأثير: <مَحكيَّيْن متضمِّنْين>. وكذا في الفائق 2/382) للضمير.والإعْرابُ على إجْرائِهما مُجْرَى الأسْماء خِلْوَيْن من الضمير، وإدْخال حَرْف التَّعريف عليهما [لذلك] (تكملة من اللسان، والفائق. وهذا الشرح بألفاظه في الفائق) في قولهم: القِيل (في الفائق: <في قولهم: ما يعرف القال والقِيل> ) والقال. وقيل: القال: الابْتِداء، والقِيل الجَواب. وهذا إنما يصح إذا كانت الرِواية <قِيلَ وقال>، على أنَّهما فِعْلان، فيكون النهي عن القَوْل بما لا يَصِحُّ ولا تُعْلم حقِيقتُه. وهو كحديثه الآخَر <بئس مَطِيَّةُ الرجُلِ زَعَمُوا> فأمَّا مَن حَكَى ما يَصِحُّ ويَعْرِف حَقيقته وأسْنَده إلى ثِقَةٍ صادق فلا وجهَ للنَّهْي عنه ولا ذَمَّ. وقال أبو عبيدة: فيه نَحْوٌ وعَربيَّة، وذلك أنه جَعل القال مَصْدراً، كأنه قال: نَهَى عن قِيلٍ وقَوْل. يقال: قُلْت قَوْلاً وقِيلاً وقالاً. وهذا التأويل على أنهما اسْمان. وقيل: أراد النَّهي عن كثرة الكلام مُبْتدِئاً ومُجِيباً. وقيل: أراد به حكاية أقوال الناس، والبَحْثَ عمَّا لا يَجْدِي عليه خْيراً ولا يَعْنِيه أمْرُه. ومنه الحديث <ألاَ أنَبِّئُكم ما العَضْة؟ هي النَّميمة القالَة بين الناس> أي كثرة القَول وإيقاع الخُصومة بين الناس بما يُحْكَى للبعض عن البعض. ومنه الحديث <ففَشَتِ القالَةُ بين الناس> ويجوز أن يُريد به القَوْل والحديث. (ه س) وفيه <سُبحانَ الذي تَعَطَّف بالعِزَّ وقال به> أي أحَبَّه واخْتَصَّه لنفسه، كما يقال: فُلان يقول بفُلان: أي بِمَحَبَّتِه واخْتِصاصِه. وقيل: معناه حَكَم به، فإنَّ القَول يُستعمل في معنى الحُكْم. وقال الأزهري: معناه غَلَب به. وأصلُه من القَيْل: المَلِك، لأنه يَنْفُذ قوُله. [ه] وفي حديث رُقْيَة النَّملة <العَرُوس تكْتَحِلُ وتَقْتال وتَحْتَفل> أي تَحْتَكِم على زَوْجِها. (س) وفيه <قُولوا بقَولِكم أو ببعض قولكم، ولا يَسْتَجْرِيَنَّكم الشيطان> أي قولوا بقول أهلِ دينِكم ومِلَّتِكم: أي ادْعُوني رسولاً ونَبيَّاً كما سَمَّاني اللّه، ولا تُسَمُّوني سَيَّداً، كما تُسَمُّون رُؤساءكم؛ لأنهم كانوا يَحْسَبون أنّ السِيادة بالنُّبوّة كالسِيادة بأسباب الدينا. وقوله <بعض قولِكم> يعني الاقْتِصادَ في المَقال وتَرْكَ الإسراف فيه. وفي حديث علي <سَمِع امْرأةً تَنْدُب عُمر، فقال: أمَا واللّه ما قالتَه، ولكن قُوِّلَتْه> أي لُقَّنَتْه وَعُلِّمَتْه، وأُلْقِيَ على لِسانها. يعني من جانب الإلْهام: أي أنه حَقيقٌ بما قالَتْه فيه. (ه) ومنه حديث ابن المسيّب <قيل له: ما تقول في عثمان وعليّ، فقال: أقول ما قَوَّلَنِي اللّه، ثم قرأ: <وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بالإيمَانِ>. يقال: قَوَّلْتَني وأقْوَلْتَنِي: أي عَلّمْتَنِي ما أقول، وأنْطَقْتَنِي، وحَمَلَتَنِي على القول. وفيه <أنه سَمِع صَوت رجلٍ يَقْرأ بالليل فقال: أتَقُولُه مُرائِياً؟> أي أتَظْنُّه، وهو مُخْتَصٌّ بالاستفهام. (ه) ومنه الحديث <لَمَّا أراد أن يَعْتَكِف ورأى الأخْبية في المسجد، فقال: البِرَّ تقولون بهنّ؟> أي أتَظُنُّون وتُرَوْن أنهنّ أردْن البرَّ. وفِعْلُ القَوْل إذا كان بمعنى الكلام لا يَعْمَل فيما بعده، تقول: قُلْت زيْدٌ قائم، وأقول عَمْروٌ مُنْطَلق وبعض العرب يُعْمِلهُ فيقول: قلت زيد قائماً، فإن جَعلت القولَ بمعنى الظَّنّ أعْمَلْتَه مع الاستفهام، كقولك: مَتَى تقول عَمْراً ذاهباً، وأتَقُول زيداً مُنْطلِقاً؟ (س) وفيه <فقال بالماء على يَدِه>. (س) وفي حديث آخر <فقال بثَوْبه هكذا> العرب تَجْعل القَول عبارة عن جميع الأفعال، وتُطْلِقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيدِه: أي أخَذَ: وقال بِرْجله: أي مَشَى. قال الشاعر: وقالت له العَيْنانِ سَمْعاً وطاعةً (عجزُه، كما في اللسان: وحَدَّرَتا كالدُّرِّ لّما يُثَقَّبِ *) * أي أوْمَأتْ وقال بالماء على يَدِه: أي قَلَب. وقال بثَوْبه: أي رَفَعه. وكلُّ ذلك على المجاز والاتِّساع كما رُوِي: في حديث السَّهْو <فقال: ما يَقُولُ ذُو اليَدَيْن؟ قالوا صَدَق> رُوِي أنهم أوْمَأُوا برؤوسِهم. أي نَعم، ولم يَتَكلَّموا. ويقال: قال بمعنى أٌقبَل، وبمعنى مَال، واسْتَراح، وضَرَب، وغَلَب، وغير ذلك. وقد تكرر ذِكر <القول> بهذه المعاني في الحديث. (س) وفي حديث جُرَيج <فأسْرَعت القَوْلِيَّة إلى صَومعتِه> هم الغوغاء، وقَتَلة الأنبياء، واليَهُود تُسَمِّي الغَوْغاء قَوْلِّية. {قوم} * في حديث المسالة <أوْ لِذي فقْرٍ مُدْقِع حتى يُصيب قَواماً (في القاموس: والقَوام، كسَحاب: العَدْل وما يُعاش به. وبالكسر: نظام الأمر وعماده؛ ومِلاكه) من عَيش> أي ما يقوم بحاجتِه الضَّرُّورِية. وقِوام الشيء: عماده الذي يَقُوم به. يقال: فُلان قِوام أهل بيته. وقِوام الأمرِ: مِلاكُه. (س) وفيه <إنْ نَسَّانِي الشيطانُ شيئاً من صَلاتي فلْيُسَبِّح القومُ ولْيُصَفِّق النساء> القوم في الأصل: مصدرُ قام، فوُصف به، ثم غَلَب على الرجال دون النساء، ولذلك قابَلُهنّ به. وسُمُّوا بذلك لأنهم قَوّامون على النساء بالأمور التي ليس للنّساء أن يَقُمْن بها. وفيه <مَن جالسَه أو قَاوَمه في حاجته صابَرهُ> قاوَمَه: فاعَلَه، من القيام: أي إذا قام معه ليَقْضِيَ حاجتَه صَبَر عليه إلى أن يَقْضِيها. وفيه <قالوا: يا رسول اللّه لو قَوّمْتَ لنا، فقال: اللّه هو المُقَوِّم> أي لو سَعَّرْت لنا. وهو من قيمة الشيء: أي حَدّدْت لنا قِيمَتَها. (ه) وفي حديث ابن عباس <إذا اسْتَقمْتَ بِنَقْدٍ فبعْتَ بِنَقْد فلا بأسَ به، وإذا اسْتَقَمْت بِنَقْدٍ فبِعْتَ بنَسِيئةٍ فلا خيرَ فيه> اسْتَقَمْت في لغة أهل مكة: بمعنى قَوَّمْتز يقولون: اسْتَقَمْتُ المَتاع إذا قَوّمْتَه. ومعنى الحديث أن يَدْفَع الرجُلُ إلى الرجل ثَوْباً فيُقَوِّمه مثلاً بثلاثين، ثم يقول: بعْه بها وما زاد عليها فهو لك. فإن باعه نَقْداً بأكثَر من ثلاثين فهو جائز ويأخذ الزيادة، وإن باعه نَسِيئةً بأكثر ممَّا يَبيعهُ نَقْداً، فالبيع مَرْدود ولا يجوز (انظر اللسان، فقد بسط القول في هذه المسألة). (س) وفيه <حين قام قائمُ الظَّهِيرة> أي قِيامُ الشمس وقْتَ الزَّوال، من قولهم: قامت به دابَّتُه: أي وقَفَت. والمعنى أن الشمس إذا بَلَغت وسَطَ السماء أبْطَأت حركة الظِّلّ إلى أن تزُول، فيَحْسَب الناظرُ المُتأملّ أنها قد وقَفَت وهي سائرة، لكن سَيْراً لا يَظْهَر له أثَر سَريع، كما يَظْهَر قبل الزَّوال وبعده، فيقال لذلك الوُقوفِ المُشاهَد [قام] (من:ا واللسان، وزاد في اللسان: <والقائُم قائُم الظَّهيرة> ) قائم الظَّهِيرة. (س ه) وفي حديث حَكيم بن حِزتم <بايَعْتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن لا أخِرَّ إلا قائماً> أي لا أمُوت إلا ثابِتاً على الإسلام والتَّمسُّك به. يقال: قام فُلان على الشيء إذا ثَبَت عليه وتمسَّك به. وقيل غير ذلك. وقد تقدّم في حرف الخاء. (س[ه]) ومنه الحديث <اسْتَقِيموا لقُريش ما اسْتَقاموا لكم، فإن لم يفعلوا فضَعُوا سُيوفَكم على عَواتِقِكم فأبِيدُوا خَضْراءهُم> أي دُومُوا لهم على الطاعة واثْبتُوا عليها، ما دامُوا على الدِّين وثَبَتُوا على الإسلام. يقال: أقام واسْتقام، كما يقال: أجاب واسْتَجاب. قال الخطّابي: الخَوارِج ومن يَرَى رأيَهم يَتَأوّلُونَه على الأئمة، ويحْملون قوله <ما اسْتَقاموا لكم> على العَدْل في السِّيرة، وإنما الاسْتِقامة ها هنا الإقامةُ على الإسلام. ودَلِيلُه في حديث آخر <سَيَلِيكُم أُمَراء تَقْشَعرّ منهم الجُلود، وتَشْمَئزُّ منهم القلوب، قالوا: يا رسول اللّه أفلا نُقاتِلُهم؟ قال: لا، ما أقاموا الصلاة>. وحديثه الآخر <الأئمة من قُرَيش، أبْرارُها أمَراءُ أبْرارها، وفُجَّارُها أمراءُ فُجَّارِها>. ومنه الحديث <العلْم ثلاثةٌ؛ آية مُحْكَمة، أو سُنَّة قائمة، أو فَريِضة عادِلة> القائِمة: الدائمة المُسْتَمِّرة التي العَملُ بها مُتَّصِلٌ لا يُتْرك. ومنه الحديث <لو لَم تَكِلْه لقَام لكم> أي دام وثَبت. والحديث الآخر <لو تَرَكْتَه ما زال قائماً>. والحديث الآخر <ما زال يُقيم لها أُدْمَها>. وفيه تَسْوية الصَّفِّ من إقامة الصلاة> اي من تَمامِها وكَمالها. فأمَّا قوله <قد قامت الصلاة> فمعناه قام أهلُها أو حان قيامهم. (س) وفي حديث عمر <في العين القائمة ثُلث الدِّية> هي الباقية في موضِعها صحيحة، وإنما ذَهَب نظرها وإبْصارُها. (س) وفي حديث أبي الدَّرداء <رُبَّ قائمٍ مَشْكورٌ له، ونائمٍ مغفورٌ له> أي رُبَّ مُتَهجِّد يَسْتَغفْر لأخِيه النائم، فيُشْكَر له فعْلُه، ويُغْفَر للنائم بِدُعائه. (س) وفيه <أنه أذِنَ في قطع المَسَدِ والقائمَتَين من شجر الحَرم> يريد قائمَتَي الرَّحْل التي تكون في مُقَدّمه ومُؤخّره. {قونس} * في شعر العباس بن مرداس: وأضْرَبُ منّاً بالسيُّوف القَوانِساَ * القَوانِسُ: جَمْع قَوْنَس، وهو عَظْم ناتِىءٌ بين أذُنَي الفَرَس، وأعْلَى بَيْضَة الحديد، وهي الخُوذة. {قوه} (ه) فيه <أنَّ رجُلاً من أهل اليَمن قال: يا رسول اللّه إنَّا أهلُ قاهٍ، وإذا كان قاهُ أحدنا دعَا من يُعِينُه، فعَمِلوا له فأطْعَمَهم وسَقَاهم من شَرَاب يقال له: المِزْر، فقال: ألَه نَشْوة؟ قال: نَعم. قال: فلا تَشْرَبوه> القاهُ: الطاعة. ومعناه إنا أهلُ طاعة لِمَنْ يَتَملَّك علينا، وهي عادَتُنا لا نرى خِلافَها، فإذا كان قاهُ أحَدِنا: أي ذُو قاه أحدِنا دعانَا فأطْعَمَنا وسَقانا. وقيل: القاهُ: سرعة الإجابة والإعانة. وذكره الزمخشري في القاف والياء، وجَعل عيْنَه مُنْقلِبة عن ياء. ومنه الحديث <ما لي عنده جاهٌ ولا لي عليه قاهٌ> أي طاعة. وفي حديث ابن الدَّيْلَمِيّ <يُنْقَض الإسلام عُرْوةً عُرْوةً، كما يُنْقَض الحَبْل قُوّةً قُوّة> القُوّة: الطاقة من طاقاتِ الحَبْل: والجمع: قُوىً. وفي حديث آخر <يَذْهب الإسلامُ سُنَّةً سُنَّةً كما يذهب الحَبْل قُوّةً قُوّة> وليس هذا موضعها، وإنما ذكرناها للفظها، وموضعها: قَوى. {قوا} * في حديث سَرِية عبد اللّه بن جَحْش <قال له المسلمون: إنَّا قد أقْوَيْنا فأعْطِنا من الغَنيمة> أي نَفِدَت أزْوادُنا، وهو أن يبَقى مِزْوَدُه قَواءً، أي خالِياً. ومنه حديث الخُدْرِيّ، في سَرِيّة بَنِي فَزَارة <إني أقوْيت منذ ثلاثٍ فخِفْت أن يَحْطِمَني الجوع>. ومنه حديث الدعاء <وإنَّ مَعادِن إحْسانِك لا تَقْوَى> أي لا تَخْلو من الجَوْهَر، يُريدُ به العطاء والإفْضال. (ه) ومنه حديث عائشة <وبي رُخِّصَ لكم في صَعِيد الأَقواء> الأقواء: جمع قَواء وهو القفْر الخالي من الأرض، تُريد أنها كانت سَبب رُخْصَة التَّيمم لَّما ضاع عِقْدُها في السَّفَر، وطلَبوه فأصبحوا وليس معهم ماء، فنَزَلت آيةُ التيمم، والصَّعيدُ: التُّراب. وفيه <أنه قال في غَزْوة تَبُوك: لا يَخْرُجَنّ معنا إلا رَجُلٌ مُقَوٍ> أي ذُو دابَّة قوية. وقد أقْوى يُقْوِي فهو مُقْوٍ. ومنه حديث الأسود بن يزيد (في الأصل وا، واللسان، والهروي: <زيد> وأثبتُّه <يزيد> مما سبق في مادة <أدا> وهو كذلك في اللسان (أدا) وفي أصل الفائق 2/385. وتفسير الطبري 19/44. وانظر أسد الغابة 1/85، 88) في قوله تعالى <وإنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُون (الآية 56 من سورة الشعراء. <وحاذرون> بألف: قراءة أهل الكوفة. وهي معروفة عن عبد اللّه بن مسعود وابن عباس. القرطبي 13/101> ) قال مُقْوون مُؤدُون> أي أصحاب دَوابَّ قَوِيَّة، كامِلو أدوات الحَرْب. (ه) وفي حديث ابن سِيرين <لم يكن يرى بأساً بالشُّرَكاء يَتَقاوَوْن المَتاعَ بينهم فيمن يَزيد (في الأصل، ا: <يُريد> بالراء، وأثبتُّه بالزاي من الهروي، واللسان، والفائق 2/386> ) التَّقَاوِي بين الشُّركاء: أن يَشْتَروا سِلْعَةً رَخِيصة ثم يَتزايدُوا بينهم حتى يَبْلغوا غاية ثمنها. يقال: بَيني وبين فُلان ثَوْبٌ فتَقاوَيْناه: أي أعطيتُه به ثمناً فأخذْتهُ، و (في اللسان: <أو> ) أعْطاني به ثمناً فأَخَذَه. واقْتَويْت منه الغُلام الذي كان بينَنا: أي اشتريتُ حِصًّته. وإذا كانت السِّلْعة بين رَجُلين فقوّماها بثمن فهُما في المُقاواةِ (في الأصل: <المقاوات> وأثبتُّ ما في ا. وفي الهروي، واللسان: <التَّقاوِي> ) سواء، فإذا اشتراها أحدهُما فهو المقْتَوِي دون صاحبه، ولا يكون الاقْتِواء في السِّلْعة إلاَّ بين الشركاء. قيل: أصله من القُوّة؛ لأنه بلوغ بالسِّلْعة أقوى ثمنها. (ه) ومنه حديث مَسْرُوق <أنه أوْصى في جاريةٍ له أن قُولوا لبَنِيَّ: لا تَقْتَوُوها بينَكم، ولكن بِيعُوها؛ إني لم أغْشَها، ولكني جلَسْتُ منها مَجْلِساً ما أحِبُّ أن يَجْلِس وَلَدٌ لي ذلك المجلِس>. (س) وفي حديث عطاء <سأل عبيدَ اللّه بن عبد اللّه بن عُتْبة عن امرأة كان زَوْجُها مملوكاً فاشترته: فقال: إن اقْتَوته فُرِّق بينهما، وإن أعْتَقَته فهُما على نكاحِهما> أي إن اسْتَخْدمَتْه، من القَتْو: الخِدْمة. وقد تقدّم في القاف والتاء. قال الزمخشري: <وهو أفْعَلَّ، من القَتْو: الخِدمة، كارْعَوَي من الرَّعْو (في الفائق 2/386: <الرَّعْوَي> )، إلا أنَّ فيه نظراً؛ لأنَّ أفْعَلَّ لم يجيء مُتَعدياً. قال: والذي سمعته: اقْتَوَى إذا صار خادماً. قال: <ويجوز أن يكون معناه: افْتَعَل من الاقْتواء، بمعنى الاستِخْلاص، فكَنَى به عن الاسْتِخْدام؛ لأنَّ مَن اقْتَوى عبداً لا بد أن يَسْتخدِمَه (عبارة الفائق: <لأن من اقتوى عبداً رَدِفَهُ> ) >. والمشهور عن أئمة الفِقه أن المرأة إذا اشترت زوجَها حَرُمَت عليه من غير اشتِراط الخِدْمة. ولعل هذا شيء اخْتَصَّ به عبيد اللّه. {قهر} * في أسماء اللّه تعالى <القاهر> هو الغالِب جميع الخلائق. يقال: قَهَره يَقْهَره قَهْراً فهو قاهِر، وقهَّار للمبالَغة. وأقْهَرتُ الرجُل إذا وجَدْتَه مَقْهوراً، أو صار أمرُه إلى القَهر. وقد تكرر في الحديث. {قهرم} * فيه <كتب إلى قَهْرمانِه> هو كالخازِن والوكيل والحافظ لما تحت يده، والقائم بأمور الرجُل، بلُغَة الفُرس. {قهز} * في حديث علي <أنَّ رجُلاً أتاه وعليه ثوبٌ من قِهْز> القِهْز، بالكسر: ثِياب بيضٌ يُخالِطُها حرير، وليست بعربِيَّة مَحْضة. وقال الزمخشري (انظر الفائق 2/387، والمعرَّب ص 264): <القَهْز والقِهْزُ: ضَرْبٌ من الثِياب يُتَّخذ من صوف كالمِرْعزَّي، وربما خالطه حرير>. {قهقر} * قد تكرر ذكْر <القَهْقَرَى> في الحديث، وهو الْمَشيُ إلى خَلْف من غير أن يُعيد وجْهَه إلى جِهة مَشْيه. قيل: إنه من باب القَهْر. (ه س) وفي بعض أحاديثها <فأقول: يا ربِّ أمَّتي، فيقال: إنهم كانوا يَمْشُون بعدَك القَهْقَرَى> قال الأزهري: معناه الارْتِدادُ عمَّا كانوا عليه. وقد قَهْقَر وتَقَهْقَر. والقَهْقَرَى مصدر. ومنه قولُهم: <رجَع القَهْقَرَى> أي رجَع الرُّجوع الذي يُعْرف بهذا الاسم، لأنه ضَرْب من الرُّجوع. {قهل} (ه) في حديث عمر <أتاه شَيْخٌ مُتَقَهّل> أي شَعِثٌ وَسِخٌ. يقال: أقْهَل الرجُل وتَقَهَّل. {قيأ} [ه] فيه <أنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اسْتَقاءَ عامِداً فأفْطَر> هو اسْتَفْعَل من القيء، والتَّقَيُّؤ أبلَغُ منه؛ لأنَّ في الاسْتِقاءة تَكَلُّفاً أكثر منه. وهو اسْتِخراج ما في الجَوْف تَعَمُّداً. ومنه الحديث <لو يعلم الشارِبُ قائماً ماذا عليه لاسْتقاء ما شَرِب>. (س) ومنه حديث ثَوْبان <مَن ذَرَعَه القَيْءُ وهو صائم فلا شيءَ عليه، ومن تَقَيَّأَ فعليه الإعادة> أي تَكَلَّفه وتَعَمدَّه. (س) ومنه الحديث <تَقِيءُ الأرضُ أفلاذَ كَبِدها> أي تُخْرج كنوزَها وتَطْرَحُهما على ظَهرها. ومنه حديث عائشة تَصِف عُمر <وبَعَجَ الأرض فقاءت أكُلَها> أي أظهرت نَباتَها وخَزائنها. يقال: قاءَ يَقيء قَيْأً، وتَقَيَّأَ واسْتَقاء. {قيح} (س) فيه <لأَنْ يَمْتلىءَ جَوْفُ أحدِكم قَيْحاً حتى يَرِيَه خَيرٌ له من أن يَمْتَلىء شِعْراً> القَيْح: المِدَّة وقد قاحت القَرْحة وتَقَيَّحت. {قيد} (ه) فيه <قَيَّد الإيمانُ الفَتْكَ> أي أنَّ الإيمانَ يَمْنَع عن الْفَتْك، كما يَمنعُ القَيْدُ عن التَّصَرُّف، فكأنه جَعل الفَتْك مُقَيَّداً. ومنه قولهم في صفة الفرس <هو قَيْدُ الأوابد> يريدون أنه يلحقها بسرعة، فكأنها مقيَّدة لا تعدو. [ه] ومنه حديث قَيْلة <الدَّهْناء مُقَيَّدُ الجمل> أرادت أنها مُخْصِبة مُمْرِعة، فالجمل لا يَتَعدّى مَرْتَعه (عبارة الهروي: <والجملُ يُقيَّد في مرتعه حتى يَسْمَن> ). والمَقَيَّد ها هنا: الموضع الذي يُقَيَّد فيه: أي أنه مكان يكون الجَملُ فيه ذا قَيْد. [ه] ومنه حديث عائشة <قالت لها امرأة: أُقَيَّد جَمَلي> أرادت أنها تَعْمَل لزَوْجها شيئاً يمنَعه عن غيرها من النساء، فكأنها تَرْبِطُه وتُقَيِّده عن إتْيان غيرها. [ه] وفيه <أنه أمَر أوْس بن عبد اللّه الأَسْلمي أن يَسِم إبلَه في أعْناقها قَيْدَ الفَرس> هي سِمَة معروفة، وصورتها حَلْقتان بينهما مَدّة. (س) وفي حديث الصلاة <حين مالت الشمس قيِدَ الشِّراك>. (س) وفي حديث آخر <حتى تَرتفِعَ الشمسُ قِيدَ رُمْح> وقد تكرر ذكر <القِيد> في الحديث. يقال: بيني وبينه قِيدُ رُمْح، وقادُ رُمْح: أي قَدْرُ رُمْح. والشِّراك: أحَدُ سُيور النَّعْل التي على وجهِها. وأراد بقِيدِ الشِّراك الوَقْتَ الذي لا يَجُوز لأحد أن يَتَقَدّمه في صلاة الظُّهر. يعني فَوْق ظِل الزوال، فقدّره بالشِّراك لدِقتَّه، وهو أقل ما يَتَبَيَّن به زيادة الظّل حتى يُعْرف منه مَيْل الشمس عن وسَط السماء. (س) ومنه الحديث <لَقابُ قًوْسِ أحدِكم من الجنة، أو قيِدُ سَوْطهِ خيرٌ من الدينا وما فيها>. {قير} (س) في حديث مجاهد <يَغْدو الشيطانُ بقَيْرَوانه إلى السُّوق فلا يزال يَهْتَزُّ العَرْش ممَّا يَعْلُم اللّهُ ما لا يَعْلم> القَيْروان: مُعْظَم العَسْكر والقافلة والجَماعة. وقيل: إنه مُعَرّب: كارْوَانْ، وهو بالفارِسيَّة: القافلة. وأراد بالقَيْرَوانِ أصحابَ الشيطان وأعوْانَه. وقولُه <يَعْلم اللّه ما لا يَعْلم>: يعني أنه يَحْمل الناس على أنْ يقولوا: يَعْلَم اللّه كذا، لأِشياء يَعْلَم اللّه خِلافَها، فيَنْسبون إلى اللّه عِلْم ما يَعْلَم خِلافَه. و<يَعْلم اللّه> من ألفاظ القَسَم. {قيس} (س) فيه <ليس ما بين فرِعَونٍ من الفَراعِنة، وفِرعونِ هذه الأمَّة قِيس شِبْر> أي قَدْر شِبْر. القِيسُ والقِيدُ سواء. (ه) ومنه حديث أبي الدَّرْداء <خيرُ نِسائِكم التي تَدْخُل قَيْساً وتَخْرُج مَيْساً> يُريد أنها إذا مَشَت قاسَت بعض خُطاها ببعض، فلم تَعْجَل فِعْلَ الخَرْقاء، ولم تُبْطِىء، ولكنها تَمْشي مَشْياً وَسَطاً مُعْتدلاً، فكأنّ خُطاها مُتساوية (زاد الهروي: <وقال غيره [غير أبي العباس ثعلب] أراد: خير نسائكم التي تريد صلاح بيتها، ولا تَخْرُق في مَهْنَتها> ). (س) وفي حديث الشَّعْبيّ <أنه قَضَى بشَهادة القايس مع يمين المَشْجُوج> أي الذي يَقِيس الشَّجَّةَ ويَتَعرّف غَوْرَها بالمِيل الذي يُدْخِله فيها ليَعْتبرها. {قيض} (ه) فيه <ما أكْرَم شابٌ شيخاً لِسِنّه إلاَّ قيَّضَ اللّه له مَن يُكْرِمه عند سِنّه> أي سَبَّب وقَدَّر. يقال: هذا قَيْضٌ لهذا، وقِياضٌ له: أي مُساوٍ له. (س) ومنه الحديث <إن شِئتَ أقِيضُك به المُخْتارةَ من دُرُوع بَدْر> أي أبْدِلُك به وأعَوِّضُك عنه، وقد قاضَه يَقِضُه. وقايَضَه مقُايَضَةً في البَيْع: إذا أعْطاه سِلْعَةً وأخَذ عِوَضها سِلعة. (س) ومنه حديث معاوية <قال لسَعد بن عُثمان بن عفّان: لو مُلِئت لي غُوطَةُ دِمَشْقَ رِجالاً مِثْلَك قِياضاً بيَزيد ما قَبِلْتُهُم> أي مقُايضةً بيَزيد. وفي حديث علي رضي اللّه عنه <لا تَكونوا كقَيْضِ بَيْضٍ في أداحٍ، يكون كَسْرُها وِزْراً ويَخْرج حِضانُها شَرّاً> القَيْض: قِشْر البَيْض. (ه) ومنه حديث ابن عباس <إذا كان يومُ القيامة مُدَّت الأرضُ مَدَّ الأديِم، فإذا كان كذلك قيِضَتْ هذه الشماء الدينا عن أهلها> أي شُقَّت، من قاض الفَرْخُ البَيْضةَ فانْقاضَت، وقِضْت القارُورة فانقاضتْ: أي انْصَدَعَت ولم تَنفلق. وذكرها الهروي في <قَوض> من تَقْويض الخِيام، وعادَ ذكرها في <قَيَض>. {قيظ} * وفيه <سِرْنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في يومٍ قائظ> أي شديد الحَرّ. ومنه حديث أشراط الساعة <أن يكونَ الولَدُ غَيْظاً والمَطَر قَيْظاً> لأنّ المَطَر إنما يُراد للنَّبات وبَرْدِ الهواء. والقَيْظ ضِدّ ذلك. (ه) ومنه حديث عمر <إنما هي أصْوُعٌ ما يُقَيِّظْن بَنِيَّ> أي ما تَكْفيهم لقَيْظِهم، يعني زَمان شدّة الحرِّ. يقال: قَيَّظَني هذا الشيء، وشَتَّاني وصَيَّفَني. وفيه ذكر <قَيْظ> بفتح القاف: موضِعٌ بقُرْب مكة على أربعة أميال من نَخْلة. {قيع} (ه) فيه <أنه قال لأُصَيل: كيف تَرْكت مكّة؟ فقال: تَركْتُها قد ابْيَضَّ قاعُها> القاعُ: المكان المُسْتَوِي الواسع في وَطْأة من الأرضِ، يَعْلوه ماء السماء فيُمْسِكه ويَسْتوِي نَباته، أراد أنَّ ماء المَطَر غَسَله فابْيَضَّ، أو كَثُر عليه، فبَقِي كالغدِير الواحد، ويُجْمَع على: قِعة وقِيعان. ومنه الحديث <إنما هي قِيعانٌ أمْسَكَت الماء>. {قيل} (ه) فيه <أنه كَتَب: إلى الأقيال العَبَاهِلة> حمع قَيْل، وهو أحدُ مُلوك حِمْيَر، دون الملك الأعْظَم. ويُرْوَى بالواو. وقد تقدّم. ومنه الحديث <إلى قَيْل ذي رُعَيْن> أي مَلِكها، وهي قَبيلة من اليَمن تُنسب إلى ذي رُعَين، وهو من أذْواء اليمن ومُلوكها. [ه] وفيه كان لا يُقِيلُ (في الهروي: <يُقيِّل> ) مالاً ولا يُبَيّتهُ> أي كان لا يُمْسك من المال ما جاءه صَباحاً إلى وقْتِ القائلة، وما جاءه مَساءً لا يُمْسِكه إلى الصَّباح. والمَقِيل والقَيْلُولة: الاسْتِراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نَوم. يقال: قال يَقِيل قَيْلُولة، فهو قائل. (س) ومنه حديث زيد بن عَمْرو بن نُفَيل <ما مُهاجِرٌ كمَن قال> وفي رواية <ما مُهَجِّر> أي ليس مَن هاجَر عن وطنِه، أو خرج في الهاجِرة، كمن سَكَنَ في بَيْته عند القائلة، وأقام به. وقد تكرر ذكر <القائلة> وما تَصَرَّف منها في الحديث. ومنه حديث أم مَعْبَد: رَفِيقَيْنِ مالا خَيْمَتيْ أمّ مَعْبَدِ أي نَزلا فيها عند القائلة، إلاَّ أنه عَدّاه بغير حرف جَرّ. (س) ومنه الحديث <أنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان بِتِعْهِنَ وهو قائلُ السَّقْيا> تِعْهِن والسُّقْيا: موضِعان بين مكة والمدينة: أي أنه يكون بالسُّقْيا وقت القائِلة، أو هو من القول: أي يذْكر أنه يكون بالسُّقْيا. ومنه حديث الجنائز <هذه فُلانة ماتت ظُهْراً وأنت صائمٌ قائل> أي ساكن في البيت عند القائلة. ومنه شعر ابن رَواحة: اليومَ نَضْرِبْكمْ على تَنْزيلِهِ ** ضَرْباً يُزِيلُ الهامَ عن مَقِيلِهِ. الهامُ: جَمْع هامةً، وهي أعلى الرأس. ومَقِيله: موضِعه، مُسْتعار من موضع القائلة. وسكون الباء من <نَضْرِبْكم> من جائزات الشّعْر، وموضعها الرفع. (ه) وفي حديث خُزَيمة <وأكْتَفِي (في الهروي: <واكْتَفي> ) مِنْ حِمْلة بالقَيْلة> القَيْلة والقَيْل: شرْب نِصف النهار، يعني أنه يكْتَفي بتِلك الشَّرْبة، لا يحتاج إلى حَمْلها للخِصْب والسَّعَة. وفي حديث سَلْمان <يَمْنَعُك ابْنا قَيْلَةَ> يُريد الأوْس والخَزْرج، قَبيلَتي الأنصار، وقَيْلة: اسم أمٍّ لهم قديمة، وهي قَيْلة بنت كاهل. (س) وفيه <من أقال نادِماً أقاله اللّه من نار جَهَنَّم> وفي رواية <أقاله اللّه عَثْرتَه> أي وافَقَه على نَقْض البيع وأجابه إليه. يقال: أقاله يُقِيله إقالة، وتقَايَلاَ إذا فَسَخا البيع، وعاد المَبيعُ إلى مالكه والثمنُ إلى المَشْتري، إذا كان قد نَدِم أحدُهما أو كِلاهما، وتكون الإقالة في البَيْعة والعَهْد. (س) ومنه حديث ابن الزبير <لمّا قُتِل عثمان قُلْت: لا أسْتَقِيلُها أبَداً> أي لا أُقِيل هذه العَثْرة ولا أنْساها. والاسْتِقالة: طَلَب الإقالة. وقد تكررت في الحديث. (س [ه]) وفي حديث أهل البيت <ولا حامِل القِيلة> القِيلة بالكسر: الأُدْرَة. وهو انْتِفاخ الخُصْية. {قيم} (س) في حديث الدعاء <لك الحمدُ أنت قَيَّام السموات والأرض> وفي رواية <قَيِّم> وفي أخرى <قَيُّوم> وهي من أبنية المبالَغة، وهي من صفات اللّه تعالى، ومعناها: القائم بأمور الخَلق، ومُدَبرّ العالم في جميع أحواله، وأصلُها من الواو، قَيْوَام، وقَيْوِم، وقَيْوُوم، بوزن فَيْعَال، وفَيْعِل، وفَيْعُول. والقَيُّوم: من أسماء اللّه تعالى المعْدُودة، وهوالقائم بنفسه مطَلقاً لا بغيره، وهو مع ذلك يَقُوم به كلّ موجود، حتى لا يُتَصوّر وجُود شيء ولا دَوامُ وجوده إلا به. ومنه الحديث <حتى يكون لخَمسين امرأة قَيِّمٌ واحد> قَيِّم المرأة زوجُها، لأنه يَقُوم بأمْرها وما تَحْتاج إليه. [ه] ومنه الحديث <ما أفْلَح قومٌ قَيّمُهم (في الهروي واللسان: <قيِّمتُهم> وذكره الهروي في (قوم) ) امرأة>. ومنه الحديث <أتاني مَلَكٌ فقال: أنت قُثَمُ، خَلْقُك قَيِّم> أي مسْتقيم. ومنه الحديث <ذلك الدينُ القَيِّم> أي المستقيم الذي لا زَيْغَ فيه ولا مَيْلَ عن الحقِّ. (ه) وفيه ذِكْر <يوم القيامة> في غير موضع. قيل: أصلُه مصدر: قام الخَلق من قُبورِهم قيامة. وقيل هم تَعْرِيب <قَيْمَثا> وهو بالسُّريانية بهذا المعنى. {قين} (ه) فيه <دخَل أبو بكر وعند عائشة قَينَتان تُغَنّيان في أيام مِنّى> القَيْنَة: الأمَة غَنَّت أو لم تُغَنّ، والماشِطة، وكثيراً ما تُطْلق على المُغَنِّية من الإماء، وجَمْعها: قَيْنات. ومنه الحديث <نَهى عن بَيْعِ القَيْنات> أي الإماء المُغَنّيات. وتُجمع على: قِيانٍ أيضاً. (س) ومنه حديث سَلْمان <لو بات رجلٌ يُعْطي البِيضَ القِيان، وفي رواية <القِيان البِيض> وبات آخَرُ يَقْرأ القُرآن ويذكر اللّه لرأيتُ أنّ ذِكر (في الفائق 2/389: <ذاكِر اللّه> ) اللّه أفضل> أراد بالقِيان الإماءَ والعَبِيد. (س) وفي حيث عائشة <كان لها دْرِعٌ ما كانت امرأة تُقَيَّنُ بالمدينة إلا أرسَلَت تَسْتعيره> تُقَيَّن: أي تُزَيَّن لزفافها. والتَّقْيين: التَّزيين. (س) ومنه الحديث <أنا قيَّنت عائشة>. (س) وفي حديث العباس <إلاَّ الإذخِرَ فإنه لِقيوننا> القُيون: جمع قَيْن، وهو الحدّاد والصائغ. (س) ومنه حديث خَبّاب <كنتُ قَيناً في الجاهلية> وقد تكرر في الحديث. (س) وفي حديث ابن الزبير <وإنّ في جَسده أمثالَ القُيون> جمع قَينة، وهي الفَقَارةُ من فَقَار الظَّهر. والهَزْمة التي بين وَرِك الفَرَس وعَجْب ذَنَبه، يُريد آثار الطَّعَنات وضَرَبات السُّيوف، يَصِفه بالشجاعة والإقْدام. {قينقاع} (ه) فيه ذِكر <قَيْنُقاع، وسُوق قَيْنُقاع> وهم بَطْن من بطون يَهُود المدينة، أُضيفَت السُّوق إليهم، وهو بفتح القاف وضم النون، وقد تكسر وتُفْتح. {قيي} (ه س) في حديث سَلْمان <من صَلَّى بأرضٍ قِيٍّ فأذَّن وأقام الصلاة صَلَّى خَلْفَه من الملائكة ما لا يُرَى قُطْرُه> وفي رواية <ما من مُسْلم يُصَلّي بِقِيٍّ من الأرض> القِيُّ - بالكسر والتشديد - فِعْل من القَواء، وهي الأرض القَفْر الخالية.
|