الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{قذذ} (ه) في حديث الخوارج <فيَنْظُر في قُذَذِه فلا يرى شيئا> القُذَذ: ريش السَّهم، واحِدتُها: قُذَّة. (ه) ومنه الحديث <لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم حَذْوَ القُذَّة بالقُذَّة> أي كما تُقَدَّر كلُّ واحدة منهما على قَدْر صاحِبتها وتُقْطَع. يُضرب مثلاً للشَّيئين يَسْتويان ولا يتفاوتان. وقد تكرر ذِكْرها في الحديث مُفرَدة ومجموعة. {قذر} (س) فيه <ويَبْقى في الأرض شِرارُ أهلها تَلْفِظُهم أرَضُوهُم وتَقْذَرُهم نَفْسُ اللّه عز وجل> أي يَكْره خروجَهم إلى الشام ومَقامَهم بها، فلا يُوَفِّقهم لذلك، كقوله تعالى: <كَرِه اللّهُ انْبِعاثَهم فثَبَّطَهُمْ> يقال: قَذِرْت الشيء أقْذَرُه إذا كَرِهْتَه واجْتَنَبْته. ومنه حديث أبي موسى في الدَّجاج <رأيتهُ يأكل شيئاً فَقَذِرْته> أي كرِهْت كأنه، كأنه رآه يأكل القَذَر. (ه) ومنه الحديث <أنه عليه الصلاة والسلام كان قاذُورةً لا يَأكل الدَّجاج حتى يُعْلَف> القاذُورة: ها هنا الذي يَقْذَرُ الأشياء، وأراد بعَلَفها أن تُطْعَم الشيء الطاهر. والهاء فيها للمبالَغة. (ه) وفي حديث آخر <اجْتَنبوا هذه القاذُورة التي نهى اللّه عنها> القاذُورة ها هنا: الفِعلُ القبيح والقولُ السَّيء. ومنه الحديث <فمن أصاب من هذه القاذُورة شيئا فليَسْتَتِر بسِتْر اللّه> أراد به ما فيه حَدّ كالزنا والشُّرْب. والقاذُورة من الرجال: الذي لا يُبالي ما قال وما صَنَع. ومنه الحديث <هَلَك المُتَقَذِّرُون> يعني الذين يأتون القاذورات (قال السيوطي في الدر النثير: وفي <الحيلة> عن وَكِيع أنهم الذين يُهَرِقون المَرَق إذا وقع فيه الذُّباب). (س) وفي حديث كعب <قال اللّه لِرُومِيَّة: إني أُقسِم بعِزَّتي لأَهَبَنّ سَبْيَك لبَنِي قاذِر> أي بَني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، يُرِيدُ العَربَ، وقاذِر: اسم ابن إسماعيل. ويقال له: قَيْذَر وقَيْذار. {قذع} * فيه <مَن قال في الإسلام شِعْراً مُقْذِعاً فلِسانه هَدَرٌ> هو الذي فيه قَذَع، وهو الفُحْش من الكلام الذي يَقْبُح ذكره، يقال: أقْذَع له إذا أفْحَش في شَتْمه. (ه) ومنه الحديث <مَن رَوَى هجاءً مُقْذِعاً فهو أحد الشاتمْين> أي إن إثمه كإثم قائله الأوّل. (س) ومنه حديث الحسن <أنه سُئل عن الرجُل يُعْطى غيره الزكاة أيُخْبِرُه به؟ فقال: يريد أن يُقْذِعَه به> أي يُسْمِعه ما يَشُقُّ عليه، فسَمَّاه قَذَعاً، وأجْراه مُجْرى مَن يَشْتِمه ويُؤذيه، فلذلك عدّاه بغير لام. {قذف} * فيه <إنّي خَشِيتُ أن يَقْذِف في قلوبكما شرَّاً> أي يُلْقِى ويُوقِع. والقَذْف. الرَّمْيُ بقُوّة. وفي حديث الهجرة <فَيَتَقَذَّف عليه نساء المشركين>. وفي رواية <فَتنقْذِف> والمعروف <فَتَتَقَصَّف>. وفي حديث هلال بن أمية <أنه قَذَف امرأته بشَرِيك> القَذْف ها هنا: رَمْيُ المرأة بالزنا، أو ما كان في معناه. وأصله الرَّمْي، ثم استُعْمِل في هذا المعنى حتى غَلَب عليه. يقال: قَذَف يَقْذِف قَذْفاً فهو قاذف. وقد تكرر ذكره في الحديث بهذا المعنى. وفي حديث عائشة <وعندها قَيْنتَان تُغَنِّيان بما تقَاذَفَت به الأنصار يومَ بُعاث> أي تَشاتَمَت في أشعارها التي قالتْها في تلك الحَرْب. (ه) وفي حديث ابن عمر (الذي في اللسان: <قال أبو عبيد: في الحديث أن عمر رضي اللّه عنه كان لا يصلي في مسجد فيه قُذُفات. هكذا يحدِّثونه. قال ابن بَرِّي: قُذُفات صحيح، لأنه جمع سلامة، كغُرْفة، وغُرُفات، وجمع التكسير قُذَف، كغُرَف. وكلاهما قد رُوي>. ثم حكى ابن منظور بعد ذلك رواية ابن الأثير) <كان لا يُصَلِّي في مسجد فيه قِذاف> القِذاف: جمع قُذْفة، وهي الشُّرْفة، كَبُرْمَة وبِرام، وبُرْقَة وبِراق. وقال الأصمعي: إنما هي <قذَف>، واحدتها: قُذْفة، وهي الشُّرَف، والأول الوجْه، لِصِحَّة الرواية ووجُود النَّظير {قذا} (ه) فيه <هُدْنةٌ على دَخَنٍ، وجَماعةٌ على أقْذاء> الأقْذاء: جَمع قَذًى، والقَذَى جَمْع قَذاة، وهو ما يَقَع في العين والماء والشَّراب من تُراب أو تِبْن (في ا: <أو طين> ) أو وَسَخ أو غير ذلك، أراد اجْتماعَهم يكون على فساد (في ا: <يكون فساداً في قلوبهم>. وفي اللسان: <يكون على فساد من قلوبهم> وأثبت ما في الأصل) في قلوبهم، فشَبَّهه بقَذَى العين والماء والشَّراب. ومنه الحديث <يُبْصِر أحدثكم القَذَى في عين أخيه ويَعْمَى عن الجِذْع في عينه> ضَرَبَه مثلاً لمن يَرى الصغير من عُيوب الناس ويُعَيِّرهم به، وفيه من العُيوب مَا نِسبَتُه إليه كنسْبة الجِذْع إلى القَذاة. وقد تكرر في الحديث. {قرأ} * قد تكرر في الحديث ذِكر <القِراءة، والاقْتراء، والقارِىء، والقُرآن> والأصل في هذا اللفَّظة الجمعُ. وكلُّ شيء جَمعْتَه فقد قَرَأتَه. وسُمِّيَ القُرآن قُرآناً لأنه جَمع القِصَص، والأمْر والنهي، والوْعد والوعيد، والآياتِ والسُّوَر بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغُفْران والكُفْران. وقد يُطْلق على الصلاة لأنَّ فيها قِراءة، تَسْمِيةً للشيء ببعضه، وعلى القِراءة نفْسِها، يقال: قَرأ يَقْرأ قِراءة وقُرآناً. والاقتراء: افْتِعال من القِراءة، وقد تُحْذف الهمزة منه تخفيفاً، فيقال: قُران، وقَرَيْتُ، وقارٍ، ونحو ذلك من التّصْريف. (س) وفيه <أكثرُ منافقي أمَّتي قُرّاؤها> أي أنهم يَحْفَظون القرآن نَفْياً للتُّهمة عن أنفُسهم، وهم معْتَقدون تَضْييعَه. وكان المنافقون في عَصْر النبي صلى اللّه عليه وسلم بهذه الصفة. وفي حديث أبيّ في ذِكْر سورة الأحزاب <إن كانت لَتُقارِى أو هي أطْول> أي تجاريها مَدَى طُولها في القراءة، أو أنَّ قَارئها لَيُساوِي قارىء سورة البقرة في زَمَن قِراءتها، وهي مُفاعَلة من القِراءة. قال الخطَّابي: هكذا رواه ابن هشام. وأكثر الروايات <إن كانت لتُوَازِي>. [ه] وفيه <أقرؤكم أُبيّ> قيل أراد من جماعة مخصوصين، أو في وقْت من الأوقات، فإن غيْره كان أقْرَأ منه. ويجوز أن يريد به أكثرهم قِراءة. ويجوز أن يكون عامَّاً وأنه أقْرَأُ الصحابة: أي أتْقَنُ للقرآن وأحْفَظ (قال الهروي: <ويجوز أن يحمل <أقرأ> على قارىء، والتقدير: قارىء من أمتي أبيٌّ، قال اللغويون: اللّه أكبر، بمعنى كبير> ). (س) وفي حديث ابن عباس <أنه كان لا يَقْرأ في الظُّهر والعَصْر> ثم قال في آخره <وما كاَنَ ربُّكَ نَسِيَّا> معناه أنه كان لا يَجْهَر بالقراءة فيهما أو لا يُسْمع نفْسَه قراءته، كأنه رأى قَوماً يَقرأون فيُسمِعون أنفسهم ومن قَرُب منهم. ومعنى قوله <وما كان رَبُّك نَسِيَّأ> يريد أن القراءة التي تَجْهَر بها أو تُسْمعُها نفسك يكتُبها الملكان، وإذا قرأتها في نفِسك لم يكْتُباها، واللّه يحفظُها لك ولا ينْساها لِيُجازِيَك عليها. وفيه <إن الربَّ عزَّ وجلَّ يُقْرِئك السلام> يقال: أقْرِئ فُلانا السلام واقْرَأ عليه السلام، كأنه حين يُبَلِّغه سلامه يَحْمِله على أن يَقْرأ السلام ويَرُدّه، وإذا قَرأ الرجل القرآن أو الحديث على الشيخ يقول: أقْرَأني فلان: أي حَمَلني على أن أقرأ عليه. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي إسلام أبي ذَرّ <لقد وضَعْتُ قولَه على أقْراء الشِعْر فلا يِلْتَئِم على لِسان أحد> أي على طُرُق الشِعْر وأنواعه وبُحوره، واحِدها: قَرْءٌ، بالفتح. وقال الزمخشري وغيره: أقْراء الشِعر: قَوافيه التي يُخْتم بها، كأقْراء الطُّهْر التي يَنْقطع عندها، الواحد قَرْءٌ، وقُرْءٌ، وقَرِيّ (انظر الفائق 1/519. وقال في الأساس: <ويقال للقصدتين: هما على قَرِيٍّ واحد، وعلى قَرْوٍ واحد، وهو الروِيّ> )؛ لأنها مقاطع الأبيات وحُدُودُها. [ه] وفيه <دَعِي الصلاة أيامّ أقْرائك> قد تكررت هذه اللفظة في الحديث مُفْرَدةً ومجموعة، والمُفْرَدة بفتح القاف، وتجمع على أقْراء وقُرُوء، وهو من الأضداد يقع على الطُّهر، وإليه ذَهب الشافعيّ وأهل الحجاز، وعلى الحَيْض، وإليه ذهب أبو حنيفة وأهلُ العراق. والأصل في القَرْء الوقت المعلوم، فلذلك وَقَع على الضّدّين؛ أنَّ لكل منهما وقْتاً، وأقرَأتِ المرأةُ إذا طَهُرت وإذا حاضت. وهذا الحديث أراد بالإقْراء فيه الحِيَضَ؛ لأنه أمَرها فيه بتَرْك الصلاة. {قرب} * فيه <مَن تَقَرّب إليّ شِبْراً تَقَرّبْتُ إليه ذِراعاً> المراد بقُرْب العبد من اللّه تعالى القُرْب بالذِكْر والعمل الصالح، لا قُرْبُ الذات والمكان؛ لأنّ ذلك من صفات الأجسام. واللّه يَتَعالى عن ذلك ويَتَقدّس. والمراد بقُرْب اللّه من العَبْد قُرْبُ نِعَمِه وألْطافِه منه، وبِرّه وإحْسانه إليه، وتَرادُف مِنَنه عنده، وفَيْض مَواهِبه عليه. (س) ومنه الحديث <صِفة هذه الأمَّة في التَّوْراة قُرْبانُهم دماؤهم> القُرْبان: مصدر مِن قَرُبَ يَقْرُب: أي يَتَقَرَّبون إلى اللّه تعالى بإراقة دِمائهم في الجِهاد، وكان قُرْبان الأمم السالفة ذَبْح البَقَر والغنم والإبِل. (س) ومنه الحديث <الصلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقِيّ> أي أن الأتْقياء من الناس يَتَقَّربون بها إلى اللّه، أي يطلبون القُرْبَ منه بها. ومنه حديث الجمعة <مَن راحَ في الساعة الأولى فكأنما قرّب بَدَنَة> أي كأنما أهْدى ذلك إلى اللّه تعالى، كما يُهْدى القُرْبانُ إلى بَيْت اللّه الحرام. (ه) وفي حديث ابن عمر <إنْ كُنَّا لَنَلْتَقِي في اليوم مِراراً يسأل بعضُنا بعضاً، وإن نَقْرُب بذلك إلا أن نَحْمَد اللّه تعالى> قال الأزهري: أي ما نَطْلُب بذلك إلاَّ حَمْدَ اللّه تعالى. قال الخطّابي: نَقْرُب: أي نَطْلب. والأصل فيه طَلَبُ الماء. ومنه <ليلة القَرَب> وهي الليلة التي يُصْبِحون منها (في الأصل: <فيها> والمثبت من ا واللسان) على الماء، ثم اتُّسِع فيه فقيل: فُلانٌ يَقْرُب حاجَته: أي يطْلُبها، وإن الأولى هي المُخَفَّفة من الثقيلة، والثانية نافية. ومنه الحديث <قال له رجُل: ما لِي هارِبٌ ولا قارِبٌ> القارِب: الذي يَطْلُب الماء. أراد ليس لي شيء. ومنه حديث علي <وما كنت إلاَّ كقارِب وَرَد، وطالِبٍ وَجَد>. وفيه <إذا تَقارَب الزمان> وفي رواية <اقْتَرب الزمان لم تَكَدْ رؤيا المؤمِن تَكْذِب> أراد اقْتِراب الساعة. وقيل: اعْتِدال الليل والنهار، وتكون الرؤيا فيه صحيحة لاعتدال الزمان. واقْتَرب: افْتَعل، من القُرْب. وتقَارَب: تفاعَل منه. ويقال للشيء إذا وَلَّى وأدْبَر: تَقارَب. (ه) ومنه حديث المهدي <يَتقارَب الزمان حتى تكون السَّنَة كالشَّهر> أراد: يَطِيب الزمان حتى لا يُسْتطال، وأيام السُّرور والعافية قَصِيرة. وقيل: هو كناية عن قِصَر الأعْمار وقِلّة البركة (ه) وفيه <سَدِّدُوا وقارِبُوا> أي اقْتَصِدوا في الأمور كلها، واتْرُكوا الغُلُوَّ فيها والتَّقْصير. يقال: قارَب فُلانٌ في أموره إذا اقْتَصد. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث ابن مسعود <أنه سلَّم على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو في الصلاة فلم يَرُدّ عليه، قال: فأخَذني ما قَرُب وما بَعُد> يقال للرجُل إذا أقْلقَه الشيء وأزعَجه: أخَذه ما قَرُب وما بَعُد، وما قَدُم وما حَدُث، كأنه يُفكِّر ويَهْتَم في بعيد أموره وقَرِيبها. يعني أيُّها كان سبباً في الامْتناع من رَدّ السلام. وفي حديث أبي هريرة <لأُقَرِّبَنَّ بكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي لآتِنَنَّكم بما يُشْبِهِهُا ويَقْرُب منها. ومنه حديث الآخر وفيه <من غير المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَةَ فعليه لعنة اللّه> المَقْرَبة: طريق صغير يَنْفُذ إلى طريق كبير، وجَمْعُها: المَقارِب. وقيل: هو مِن القَرَب، وهو السَّير بالليل. وقيل السَّير إلى الماء. (ه) ومنه الحديث <ثلاثٌ لَعِنيات: رجُل عَوَّرّ (في الأصل، واللسان وشرح القاموس: <غوّر> بالغين المعجمة. وأثبته بالعين المهملة من ا واستناداً إلى تصحيحات الأستاذ عبد السلام هارون للسان العرب. قال: <والطريق لا يغوَّر، وإنما يعوَّر، أي تُفْسَد أعلامه ومَناره. ومنه قولهم: <طريقٌ أعورُ> أي لا عَلَمَ فيه. وقد جاء على هذا الصواب في تهذيب الأزهري، مادة (قرب) > ) طرِيقَ المَقْرَبة>. (ه) وفي حديث عمر <ما هذه الإبل المُقْرِبة> هكذا رُوِي بكسر الراء. وقيل: هي بالفتح وهي التي حُزِمَت للركوب. وقيل هي التي عليها رِحال مُقْرَبة بالأدَم، وهو من مَراكب الملوك، وأصلهُ من القِراب. (ه) وفي كتابه لوائل بن حُجْر <لكل عشرة من السَّرايا ما يَحْمِل القِرابُ من التَّمْر> هو شِبْه الجِراب يَطْرح فيه الراكب سَيْفه بِغمده وسَوْطَه، وقد يَطْرح فيه زاده من تَمْر وغيره. قال الخطّابي: الرِواية بالباء هكذا، ولا موضع لها ها هنا، وأراهُ <القِراف> جَمْع قَرْف، وهي أوْعِيَة من جُلود يُحْمَل فيها الزاد للسَّفَر، وتُجْمع على: قُروف، أيضاً. (ه) وفيه <إنْ لَقِيتَني بقُراب (قال في القاموس: <وِقابُ الشيء بالكسر، وقُرَابُه، وقُرابتُه بضمهما: ما قارب قدره> ) الأرض خَطِيئة> أي بما يُقارِب مَلأْها، وهو مصدر: قارب يُقارب. (س) وفيه <اتَّقُوا قُرَابَ المؤمن فإنه ينْظُر بنور اللّه> ورُوِي <قُرابة المؤمن> يعني فِراسَتَه وظَنَّه الذي هو قريب من العلم والتَّحَقُّق؛ لصِدْق حَدْسِه وإصابتِه. يقال: ما هو بعالِم ولا قُرَاب عالِم، ولا قُرابة عالِم، ولا قَريب عالم. [ه] وفي حديث المولِد <فخَرج عبد اللّه أبو النبي صلى اللّه عليه وسلم ذات يوم مُتَقَرِّباً مُتَخَصَّراً بالبَطْحاء> أي واضِعاً يَدَه على قُرْبه: أي خاصِرتَه. وقيل: هو الموضع الرَّقيق أسفل من السُّرّة. وقيل: مُتَقَرِّباً، أي مُسْرِعاً عجِلاً، ويُجْمَع على أقْراب. ومنه قصيد كعب بن زهير: يَمشي القُرادُ عليها ثم يُزْلِقُه * عنها (رواية شرح ديوانه ص 12: <منها>) لَبانٌ وأقْرابٌ زَهاليلُ. وفي حديث الهجرة <أتيْت فَرسي فركِبْتها فرَفَعْتها تُقَرَّب بي> قَرّب تَقْربياً إذا عَدَا عدْواً دون الإسْراع، وله تَقْرِيبان، أدْنى وأعْلَى. (س) وفي حديث الدّجال <فجلسوا في أقرُب السَّفينة> هي سُفُنٌ صِغار تكون مع السُّفُن لكبِار البَحْرِيَّة كالجنائب لها، واحِدها: قارِب، وجَمْعُها: قَوارِب، فأمَّا أقْرُب فَغْير معروف في جمع قارِب، إلاَّ أن يكون على غير قياس. وقيل: أقْرُب السفينة أدانيها، أي ما قارَب إلى الأرض منها. (س) وفي حديث عمر <إلاَّ حامَى على قَرابَتِه> أي أقارِبه. سُمُّوا بالمصدر، كالصَّحابة. {قرثع} (س) في صفة المرأة الناشِز <هي كالقَرْثَع> القَرْثَع من النساء: البَلْهاء. وسُئل أعْرابي عن القَرْثَع فقال: هي التي تُكَحِّل إحْدَى عيْنَيْها وتَتْرك الأخرى، وتَلْبَس قميصَها مَقْلوباً. {قرح} * في حديث أُحُد <بَعْد ما أصابهم القَرْح> هو بالفتح والضم: الْجُرح، وقيل: هو بالضم: الاسم، وبالفتح: المصدر، أراد ما نالهم من القَتْل والهزيمة يومئذ. ومنه الحديث <إنّ أصحاب محمد قَدِموا المدينة وهم قُرْحان>. (ه) ومنه حديث عمر <لَّما أراد دُخول الشام وقد وقَع به الطاعون قيل له: إنَّ [مَنْ] (من الهروي، والصحاح، والفائق 1/596. وحكى صاحب اللسان عن شَمِر، قال: <قُرحان؛ إن شئت نوَّنت، وإن شئت لم تنِّون> ) معك من أصحاب محمد قُرْحان> وفي رواية <قُرْحانون> القُرْحان بالضم: هو الذي لم يَمَسّه القَرْح وهو الجُدَرِيّ، ويقَع على الواحد والاثنين والجمع والمؤنّث، وبعضهم يُثَنَّي ويَجْمع ويُؤنث. وبَعِيرٌ قُرْحان: إذا لم يُصِبْه الجرَب قَطّ (في الهروي: <قال شَمِر: قُرحان؛ من الأضداد> ). وأما قُرْحانُون، بالجمع، فقال الجَوهري: <هي لغة متروكة> فَشَّبهوا السَّليم من الطاعون والقَرْح بالقُرْحان، والمراد أنهم لم يكن أصابهم قبل ذلك داءٌ. ومنه حديث جابر <كُنَّا نَخْتَبِط بقِسِيِّنا ونأكُل حتى قرَحَتْ أشداقُنا> أي تَجرّحت من أكل الخَبْط. وفيه <جِلْفُ الخُبْزِ والماء القَرَاح> هو بالفتح: الماء الذي لم يُخالِطْه شيء يُطَّيب به، كالعَسل والتَّمر والزَّبيب. (س) وفيه <خَيْر الخيل الأقْرَحْ المحَجَّل> هو ما كان في جَبْهتَه قُرْحة، بالضم، وهي بياض يَسيرٌ في وَجْه الفَرس دون الغُرّة، فأمَّا القارِح من الخيل فهو الذي دَخَل في السَّنة الخامسة، وجَمْعُه: قُرَّح. (س) ومنه الحديث <وعليهم الصالِغُ والقارِحُ> أي الفَرس القارح. وفيه ذكر <قُرْح> بضم القاف وسكون الراء، وقد تُحَرّك في الشِّعر: سُوق وادِي القُرَى، صلَّى به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وبُنيَ به مَسْجِدٌ. {قرد} (ه) فيه <إيَّاكم والإقْرادَ، قالوا: يا رسول اللّه، وما الإقْراد؟ قال: الرجل يكون منكم أميراً أو عامِلاً فيأتيه المسكين والأرْمَلة فيقول لهم: مكانَكم حتى أنظُرَ في حوائجكم، ويأتيه الشريفُ الغَنِيُّ فيُدنْيه ويقول: عَجِّلوا قضاء حاجته، ويُتْرك الآخَرون مُقْرِدِين> يقال: أقْرَد الرجُل إذا سَكَت ذُلاً (روى الهروي عن ثعلب: <يقال: أخرد الرجل: إذا سكت حياءً. وأقرد: إذا سكت ذلاًّ> )، وأصله أن يَقَع الغُراب على البعير فيلُقط القِردان فيقَرُّ ويَسْكن لما يَجِدُ من الراحة. (ه) ومنه حديث عائشة <كان لَنا وَحْشٌ فإذا خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أسْعَرَنا قَفْزاً فإذا حضر مَجيئُه أقْرَد> أي سَكَن وذَلّ. (س) ومنه حديث ابن عباس <لم يَر بتَقْريد المْحرِم البَعيرَ بأساً> التَّقْرِيد: نَزْع القِرْدان من البَعير، وهم الطَّبُّوع الذي يَلْصق بجِسْمه. ومنه حديثه الآخر <قال لِعكْرِمة وهو مُحْرِم: قُمْ فقَرِّدْ هذا البعير، فقال: إني مُحْرِم فقال: قمْ فانْحَرْهُ، فنَحَرَه، فقال: كم تراك الآن قتَلْت من قُرادٍ وحَمْنانة>. (س) وفي حديث عمر <ذُرِّي الدَّقيق وأنا أَحِرُّ (في الأصل واللسان: <أُحَرِّك لك> والتصويب من: ا، ومما سبق في (حرر) 1/365) لك لئلاَّ يَتَقَرّدَ> أي لئلا يَرْكب بعضُه بعضاً. (ه) وفيه <أنه صَلى إلى بعيرٍ من المغنم، فلما انْفَتَل تناول قَرَدَة من وَبَر البعير> أي قِطْعة مما يُنْسَل منه، وجَمْعُها: قَرَد، بتحريك الراء فيهما، وهو أرْدَأ ما يكون من الوَبر والصوف وما تَمَّعط منهما. (ه) وفيه <لَجَؤُوا إلى قَرْدَدٌ> هو الموضع المرتِفع من الأرض، كأنهم تَصَّنوا به. ويقال للأرض المُسْتَوية أيضاً: قَرْدَدٌ. ومنه حديث قُسّ والجارود <قَطْعت قَرْدَداً>. وفيه ذِكْر <ذِي قَرَد> هو بفتح القاف والراء: ماءٌ على ليلتين من المدينة بينها وبين خَيْبر. ومنه <غَزْوة ذِي قَرَد> ويقال ذُو القَرَد. {قردح} (ه) في وصية عبد اللّه بن حازِم <قال لِبَنِيه: إذا أصابَتْكم خُطَّةُ ضَيْم فقَردِحُوا لها> القَرْدَحة: القَرارُ على الضَّيْم والصبر على الذُّل: أي لا تَضْطرِبوا فيه فإن ذلك يَزيدُكم خَبالاً. {قرر} (ه) فيه <أفضل الأيام يومُ النَّحْر ثم يوم القَرِّ> هو الغَدُ من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، لأنَّ الناس يَقِرّون فيه بمنىً: أي يَسْكُنون ويُقِيمون. ومنه حديث عثمان <أقِرُّوا الأنْفُس حتى تَزْهَق> أي سَكِّنوا الذَّبائح حتى تُفارِقها أرواحُها، ولا تُعَجِّلوا سَلْخَها وتَقْطِيعَها. (س) ومه حديث أبي موسى <أُقِرَّت الصلاةُ بالبِّر، والزكاة> ورُوِي <قَرَّت>: أي اسْتَقَرّت معهما وقُرِنت بهما، يعني أنَّ الصلاة مَقْرونة بالبِّر، وهو الصدق وجِماَع الخير، وأنها مَقْرونة بالزكاة في القرآن، مذكورة معها. [ه] ومنه حديث ابن مسعود <قارّوا الصلاة> أي اسكنوا فيها ولا تتحرّكوا ولا تعبثوا، وهو تفاعلُ من القَرار. وفي حديث أبي ذرَ <فلم أتَقارَّ أن قُمْت> أي لم ألبث، وأصله: أتقَارَرُ، فأدْغَمِت الراء في الراء. (ه) ومنه حديث نائل مولى عثمان <قُلْنا لرَباح بن المُعْتَرِف: غَنِّنا غِناءَ أهل القَرار> أي أهل الحضر المُسْتَقرِين في مَنازلهم، لا غِناء أهل البَدْو الذي لا يزالون مُنْتَقِلين. (ه) ومنه حديث ابن عباس وذَكَر علياً فقال: <عِلْمي إلى عِلْمه كالقَرارة في المثْعَنْجِر> القَرارة: المُطْمَئن من الأرض يَسْتقرّ فيه ماء المطَر، وجَمْعها القَرارُ. ومنه حديث يحيى بن يَعْمَر <ولَحِقت طائفةٌ بقَرَارِ الأوْدِية>. (ه) وفي حديث البُراق <أنه اسْتصْعب ثم ارْفَضَّ وأقَرّ> أي سَكن وانْقاد. (ه س) وفي حديث أم زَرْع <لا حَرٌّ ولا قُرّ> القُرُّ: البَرْد، أرادت أنه لا ذو حَرّ ولا ذُو بَرْدٍ، فهو مَعْتَدل. يقال: قَرّ يَوْمُنَا يَقَرُّ قُرّةً، ويومٌ قَرٌّ بالفتح: أي بارد، وليلة قَرَّة. وأرادت بالحَرّ والبَرْد الكِناية عن الأذى، فالحرّ عن قليله، والبرد عن كثيره. ومنه حديث حذيفة في غزوة الخندق <فلما أخْبَرتُه خبر القوم وقَرَرْت قَرِرْتُ> أي لّما سَكَنْتُ وجَدتُ مسَّ البَرْد. [ه] وفي حديث عمر <قال لأبي مسعود البَدْري: بَلَغَني أنّك تُفتِي، وَلِّ حارَّها مَن تَولْى قارّها> جعل الحرّ كناية عن الشَّرِّ والشِدّة، والبَرْدَ كناية عن الخير والهَيْن. والقارّ: فاعِل من القُرِّ: البَرْد. أراد: وَلِّ شَرَّها مَن تَوَلَّى خَيْرها، وولِّ شديدها من تولى هَيْنَها. ومنه حديث الحسن بن علي في جَلد الوليد بن عُقْبَة <وَلِّ حارَّها من تَولَّى قارَّها> وامْتَنَع مِن جَلده. (ه) وفي حديث الاستسقاء <لو رَآك لقرّتْ عيناه> أي لسُرَّ بذلك وفَرِح. وحَقيقته أبْرَد اللّه دمْعة عينيه، لأن دمعة الفَرح والسُّرور باردة. وقيل: معنى أقَرّ اللّه عينَك بَلّغَك أُمْنيَّتك حتى تَرْضى نفْسُك وتَسْكُن عيْنُك فلا تستشرف إلى غيره. وفي حديث عبد الملك بن عُمَير <لَقُرْصٌ بُرِّيٌّ بأبْطَحَ قُرِّىّ> سُئل شَمِرٌ عن هذا فقال: لا أعْرِفه، إلا أن يكون من القُرّ: البَرْد. [ه] وفي حديث أَنْجَشة، في رواية البَراء بن مالك <رُوَيْدَك، رفقاً بالقوارِير> أراد النساء، شَبَّهَهُن بالقوارير من الزجاج؛ لأنه يُسْرِع إليها الكسر، وكان أنْجَشَة يَحْدُو ويُنْشِد القريض والرَّجَز. فلم يأمَن أن يُصِيبَهُنَّ، أو يَقَع في قلوبهن حُدَاؤه، فأمَره بالكف عن ذلك. وفي المَثل: الغِناء رُقْيَة الزِّنا. وقيل: أراد أنّ الإبل إذا سَمِعت الحُداء أسْرعَت في الْمشي واشْتَدّت فأزْعجت الراكب وأتْعَبَتْه، فنهاه عن ذلك لأنّ النساء يَضْعُفْن عن شدّة الحركة. وواحدة القَوارير: قارُورة، سُمِّيت بها لاسْتقْرار الشراب فيها. (س) وفي حديث علي <ما أصَبْتُ مُنْذُ وَليِتُ عَمَلي إلا هذه القُوَيْريرة، أهْداها إليَّ الدِّهْقان> هي تَصغير قارُورة. (ه) وفي حديث استراق السمع <يأتي الشيطانُ فيتَسَمَّع الكلِمة فيأتي بها إلى الكاهن فيُقِرُّها في أذُنه كما تقر القارُورة إذا أُفْرِغ فيها>. وفي رواية <فيَقْذِفها في أذُن وَلِيّه كقَرِّ الدجاجة> القَرُّ: تَرْدِيدُك الكلام في أذُن المُخاطب (عبارة الهروي: <في أذن الأبكم>. وهي رواية اللسان، حكاية عن ابن الأعرابي. وذكر رواية ابن الأثير أيضاً) حتى يَفْهَمَهُ، تقول: قَرَرْته فيه أقُرُّه قَرَّاً. وَقَرَّ الدجاجة: صوتها إذا قَطعَتْه. يقال: قَرَّت تَقِرُّ قَرَّاً وقَرِيراً، فإن رَدَّدَتْه قُلْت: قرْقَرَت قَرْقَرَة (زاد الهروي <وقَرْقَريراً> ). ويُروَى <كقَرِّ الزُّجاجة> بالزاي: أي كصَوْتها إذا صُبَّ فيها الماء. {قرس} (ه) فيه <قرِّسوا الماء في الشِّنان، وصُبُّوه عليهم فيما بين الأذاَنْين> أي بَرِّدُوه في الأسْقِية. ويَومٌ قارِس: بارِدٌ. {قرش} * في حديث ابن عباس، في ذِكْر قُرَيْش <هي دابة تَسْكْن البَحْر تأكُل دَوابَّه> وأنشد في ذلك: وقُرَيْشٌ هي التي تَسْكن البح * ر بها سُمِّيت قرَيشٌ قُرَيْشاً. وقيل: سُمِّيت لاجتماعِها بمكّة بعد تَفَرُّقها في البلاد. يقال: فُلان يَتَقَرَّش المال (في ا: <الماء> ): أي يَجْمَعه. {قرص} [ه] فيه <أن امرأة سألتْه عن دم المَحِيض يُصِيبُ الثَّوب، فقال: اقْرُصِيه بالماء>. (ه س) وفي حديث آخر <حُتِّيه بضِلَع، واقْرُصِيه بماءٍ وسِدْر> وفي رواية <قَرِّصيه> (وهي رواية الهروي) القَرْص: الدلْك بأطراف الأصابع والأظْفار، مع صَبِّ الماء عليه حتى يَذْهَب أثَرُه. والتَّقْرِيصِ مِثْله. يقال: قَرَصْتُه وقَرَّصْتُه، وهو أبْلَغ في غَسْل الدم من غَسْله بجَميع اليَدِ. وقال أبو عبيد (في الأصل: <أبو عبيدة> وأثبت ما في: ا. ويلاحظ أن ابن الأثير أكثر ما ينقل عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم. ولم أره ينقل عن أبي عبيدة مَعْمر بن المثنى إلا نادراً): قَرِّصيه بالتشديد: أي قَطِّعيه. وفيه <فأُتي بثلاثة قِرَصَة من شَعِير> القِرَصَة - بوزْن العِنَبة - جمْع قُرْص، وهو الرَّغيف، كجُحْرِ وجِحَرَة. وفي حديث علي <أنه قَضَى في القارِصة والقامِصة والواقِصة بالدِية أثْلاثاً> هُنّ ثلاث جوَارٍ كُنّ يَلْعَبْن، فتَراكَبْن فَقَرَصت السُّفْلى الوُسْطى، فقَمصَت، فَسقَطت العُليا فوُقِصَت عنقُها، فجَعل ثُلُثَيِ الدِية على الثِّنْتينِ وأسْقَط ثُلُث العُلْيا؛ لأنها أعانَت على نفْسها. جعل الزمخشري هذا الحديث مرفوعاً، وهو من كلام عليّ. القارِصة: اسم فاعِل من القَرصْ بالأصابع. (س) وفي حديث ابن عُمَير <لَقَارِصٌ قُمَارِصٌ> أراد الَّلبَن الذي يَقْرُص الِّلسان من حُموضِته. والقُمَارص: تأكيد له. والميم زائدة. ومنه رَجَزُ ابن الأكوع: لكنْ غَذَاها الَّلبَنُ الخَرِيفُ ** المَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ. {قرصف} (س) فيه <أنه خرج على أتَانٍ وعليها قَرْصَفٌ لم يَبْقَ منها إلا قَرْقَرُها> القَرْصَف: القَطِيفة. هكذا ذكره أبو موسى بالراء. ويُروَى بالواو. وسيُذكر. {قرض} (ه) فيه <وَضَع اللّه الحرَجَ إلاَّ امْرَأً اقْتَرض امْرَأًمسلماً> وفي رواية <إلا مَن اقترض مسلما ظُلْما> وفي أخرى <من اقترض عِرْض مُسْلم> أي نال منه وقطعه بالغِيبة، وهو افْتِعال، من القَرْض: القَطْع. (ه) ومنه حديث أبي الدَّرْداء <إنْ قارَضْتَ الناَس قارَضُوك> أي إنْ سابَبْتَهم ونِلْتَ منهم سَبُّوك ونالُوا منك. وهو فاعَلْت من القَرْض. [ه] ومنه حديثه الآخر <أقْرِضْ مِن عِرْضك لَيوم فقْرِك> أي إذا نال أحدٌ مِن عِرْضك فلا تُجازِه، ولكن اجْعَلْه قَرْضاً في ذِمَّتِه لِتأخُذه منه يوم حاجِتك إليه. يعني يوم القيامة. وفي حديث أبي موسى وابن عمر <اجْعَلْه قِراضاً> القِراض: المُضارَبة في لُغة أهل الحجاز يقال: قَارَضَه يُقارِضُه قِراضا ومُقارَضة. (ه) ومنه حديث الزُّهْرِي <لا تُصْلُح مُقارَضةُ مَن طُعْمته الحَرام> قال الزمخشري (انظر الفائق 2/339): أصلُها من القَرْض في الأرض، وهو قَطْعُها بالسَّير فيها، وكذلك هي المُضارَبة أيضاً، من الضَّرب في الأرض. (ه) وفي حديث الحسن <قيل له: أكان أصحابُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَمْزَحُون؟ قال: نعم، ويتَقَارضون> أي يقولون القَريض ويُنْشِدونه. والقَريض: الشِّعْر. {قرط} * فيه <ما يَمْنَع إحْداكُنّ أن تَصْنَع قُرْطين من فِضْة> القُرْط: نَوْع من حُلِيِّ الأذُن معروف، ويُجْمع على أقْراط، وقِرَطة، وأقْرِطة. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفي حديث النُّعمان بن مُقَرِّن <فَلْتَثِب الرِّجالُ إلى خُيولِها فيُقَرِّطُوها أعِنَّتَها> تَقْريُط الخيل: إلجْامُها. وقيل حَمْلُها على أشدّ الجَرْي. وقيل: هو أن يَمُدَّ الفارس يَده حتى يَجْعلها على قَذال فَرَسِه في حال عَدْوِه (في الهروي: <حُضْرِه> وكذلك يفهم من شرح اللسان). (س) وفي حديث أبي ذَر <ستَفْتَحون أرْضاً يُذْكَر فيها القِيراطُ، فاسْتَوصُوا بأهلها خيراً، فإنَّ لهم ذمَّةً ورَحِماً> القيراطُ: جُزء من أجزاء الدِينار، وهو نصف عُشْره في أكثر البلاد. وأهلُ الشام يَجْعَلُونه جُزءًا من أربعة وعشرين. والياء فيه بَدَل من الراء، فإنَّ أصلَه: قِرّاط. وقد تكرر في الحديث. وأراد بالأرض المُسْتَفْتَحة مِصْرَ، وخَصَّها بالذكر وإن كان القِيراطُ مَذْكوراً في غيرها؛ لأنه كان يغْلب على أهلِها أن يقولوا: أعْطَيْت فُلاناً قَرَارِيط، إذا أسْمَعَه ما يكْرَهُه. واذْهَب لا أعطيك (في الأصل: <لأُعطيك> وأثبت ما في ا واللسان> ) قَرارِيطَك: أي سَبَّك وإسْماعَك المكروهَ، ولا يُوجَد ذلك في كلام غيرِهم. ومعنى قوله <فإنَّ لهم ذِمَّة ورَحِماً>: أي أنّ هاجَر أمَّ إسماعيل عليه السلام كانت قِبْطِيَّةً من أهل مصر. وقد تكرر ذِكْر <القِيراط> في الحديث مُفْرَداً وجَمْعاً. ومنه حديث ابن عمر وأبي هريرة في تشييع الجنازة. {قرطف} (س) في حديث النَّخَعَيّ في قوله تعالى <يا أيُّها المُدَّثِّرُ> إنه كان مُتَدَثّراً في قَرْطَف> هو القطيفة التي لها خَمْلٌ. {قرطق} (س) في حديث منصور <جاء الغُلام وعليه قُرْطَقٌ أبْيَضُ> أي قَبَاء، وهو تَعْريب: كُرْتهَ، وقد تُضَم طاؤه. وإبْدال القاف من الهاء في الأسماء المُعَرَّبة كثير، كالبَرَق (في الأصل، واللسان: <البَرْق> بسكون الراء. وهو خطأ، صوابه الفتح. انظر المعرَّب ص 45، 265 حاشية 2) والباشَق، والمُسْتُق. ومنه حديث الخوارج <كأنّي أنْظُر إليه حَبَشِيٌّ عليه قُرَيْطِقٌ> هو تصغير قُرْطَق. {قرطم} * فيه <فَتلْتَقِط المُنافقين لَقْطَ الحمامة القُرْطم> هو بالكسر والضم: حَبُّ العُصْفُر. {قرطن} (س) فيه <أنه دَخَل على سَلْمان فإذا إكافٌ وقِرْطانٌ> القِرطانُ: كالبَرْذَعة لذَوات الحَوافِر. ويقال له قِرْطاطٌ، وكذلك رَواه الخطابي بالطاء، وقِرْطاق بالقاف، وهو بالنون أشْهَر. وقيل: هو ثُلاثيُّ الأصل، مُلحَق بقِرطاسٍ. {قرظ} (س) فيه <لا تُقَرِّظُوني كما قَرِّظت النصارى عيسى> التَّقْريظ: مَدْح الحَيّ ووَصْفُه. ومنه حديث علي <ولا هو أهلٌ لِمَا قُرِّظ به> أي مُدِح. وحديثه الآخر <يَهْلِك فِيَّ رجُلان: مُحِبٌ مُفْرِطٌ يُقَرِّظني بما ليس فِيَّ، ومُبِغض يَحْمِله شَنَآنِي على أن يَبْهَتِني>. (س) وفيه <أنّ عُمَر دَخَل عليه وإنّ عند رِجْليه قَرَظاً مَصْبوراً>. ومنه الحديث <أُتيَ بهَدِية في أدِيم مَقْرُوظ> أي مَدْبوغ بالقَرَظ وهو وَرقَ السَّلَم. وبه سمِّي سَعْد القَرَظ المؤذِّن. وقد تكرر في الحديث.{قرع} (ه) فيه <لَمَّا أتى على مُحَسِّر قَرَع ناقتَه> أي ضرَبها بسَوْطه. (ه) ومنه حديث خِطْبة خديجة <قال وَرَقَة بن نَوفَل: هو الفَحْلُ لا يُقْرَع أنفهُ> أي أنه كُفْءٌ كَريم لا يُرَد. وقد تقدّم أصلُه في القاف والدال والعين. (ه) ومنه حديث عمر <أنه أخَذَ قَدح سَوِيق فشَرِبَه حتى قَرَع القَدَحُ جَبِينَه> أي ضَرَبه، يعني أنه شَرِب جميع ما فيه. ومنه الحديث <أقْسم لَتَقْرَعَنّ (في ا: <ليَقْرعنّ...ليَفْجأنَّه) بها أبا هريرة> أي لتَفْجأنَّه بذكْرها، كالصَّك له والضَّرب. ويجوز له أن يكون من الرَّدْع. يقال: قَرَع الرُجُل: إذا ارْتَدَع. ويجوز له أن يكون من أقْرَعْتُه إذا قَهَرَته بكلامك، فتكون التاء مضمومة والراء مكسورة. وهُما في الأولى مفتوحتان. وفي حديث عبد الملك وذكر سَيْف الزُّبير فقال: بهنَّ فُلُولٌ من قِراعِ الكتائبِ * (انظر ص 472 من الجزء الثالث). أي قتال الجُيوش ومُحارَبَتها. (ه) وفي حديث عَلْقمة <أنه كان يُقَرَّع غنَمه ويَحْلِبُ ويَعْلِفُ> أي يُنْزِي عليها الفُحول. هكذا رواه الهروي بالقاف والزمخشري. وقال أبو موسى: هو بالفاء، وهو من هَفَوات الهروي. قلت: إن كان من حيثُ إنّ الحديث لم يُرْوَ إلا بالفاء فيجوز، فإن أبا موسى عارفٌ بطُرُق الرواية. وأمّا من حيث الُلغَة فلا يَمْتنع، فإنه يقال: قَرع الفحلُ الناقةَ إذا ضرَبها. وأقْرَعْتُه أنا. والقَرِيع: فَحْل الإبل. والقَرْع في الأصل: الضَّرب. ومع هذا فقد ذكره الحرْبي في غريبه بالقاف، وشرحه بذلك. وكذلك رواه الأزهري في <التهذيب> لفْظاً وشَرحاً. ومنه حديث هشام، يصف ناقة <إنها لَمِقْراع> هي التي تُلْقَح في أوّل قَرْعَة يَقْرَعُها الفَحْل. وفيه <أنه ركِب حمار سَعد بن عُبادة وكان قَطوفاً، فَردّه وهو هِمْلاج قَرِيعٌ ما يُسَايَرُ> أي فارِهٌ مُخْتار. قال الزمخشري: ولو رُوِي <فَريغ (في الدر النثير: <قلت: كذا ضبطه الحافظ شرف الدين الدمياطي في حاشية طبقات ابن سعد وفسره بذلك> ) > يعني بالفاء والغين المعجمة لكان مُطابِقاً لِفَراغٍ، وهو الواسِع الَمْشي. قال: وما آمن أن يكون تَصْحيفاً. وفي حديث مسروق <إنك قَريع القُرّاء> أي رئيسُهم. والقَرِيع: المُخْتار. واقتَرْعتُ الإبل إذا اخْتَرتَها. ومنه قيل لفحْل الإبل <قريع>. (ه) ومنه حديث عبد الرحمن <يُقْتَرع منكم وكُلُّكم مُنْتَهى> أي يُخْتارُ منكم. (ه) وفيه <يَجيء كَنْزُ أحدكم (في الأصل: <أحدهم> والمثبت من: ا، واللسان) يوم القيامة شُجاعاً أقْرَع> الأقرع: الذي لا شَعْر على رأسه، يُريد حَيةً قد تَمَعَّطَ جلْد رأسِه، لِكثرة سَمِّه وطُول عُمْره. (ه) ومنه الحديث <قَرِع أهلُ المسجد حين أصيب أصحاب النَّهْر (قال مصحح اللسان: <بهامش الأصل: صوابه النهروان> ) > أي قَلّ أهلُه، كما يَقْرع الرأسُ إذا قَلَّ شَعْرُه، تشبيهاً بالقَرْعة، أو هو من قَوْلهم: قَرِع المُراح إذا لم يكن فيه إبل. [ه] وفي المثل <نعوذ باللّه من قَرَع الغِناء وصَفَر الإناء> أي خُلُوِّ الدِيار من سُكانها، والآنية من مُسْتَوْدَعاتها. (ه) ومنه حديث عمر <إن اعْتَمرتُم في أشْهُر الحج قَرِعَ حَجُّكم> أي خَلَت أيَّام الحج من الناس واجْتَزَأوا بالعُمْرة. [ه] وفيه <لا تُحدِثوا في القَرَع فإنه مُصَلَّى الخافِين> القَرَع بالتحريك: هو أن يكون في الأرض ذات الكَلأ مواضِعُ لا نباتَ بها، كالَقَرع في الرأس، والخافُون: الجِنُّ. ومنه حديث علي <أن أعْرابياً سأل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن الصُّلَيْعاء والقُريْعاء> القُريْعاء: أرض لعنَها اللّه، إذا أنْبَتَت أو زُرِع فيها نَبَت في حافَتَيْها، ولم يَنْبُت في مَتْنِها شيء. وفيه <نهى عن الصلاة على قارِعة الطريق>. هي وِسَطه. وقيل أعلاه. والمراد به ها هنا نَفْس الطريق وَوَجْهه. (ه) وفيه <مَن لم يَغْزُ ولم يَجِّهز غازياً أصابه اللّه بقارعة> أي بداهية تُهلِكُه. يقال قَرعَه أمْرٌ إذا أتاه فَجْأة، وجَمْعُها: قَوَارِعُ. ومنه الحديث <في ذكر قَوارِع القُرآن> وهي الآيات التي مَن قَرأها أمِن شَرَّ الشيطان، كآية الكُرْسيّ ونحوها، كأنها تَدْهاه وتُهْلِكُه. {قرف} (ه) فيه <رجُلٌ قَرَفَ على نفْسه ذُنُوباً> أي كَسَبَها. يقال: قَرَف الذنْبَ واقْتَرفَه إذا عَمِله. وقارَف الذَّنْب وغيره إذا داناه ولاصَقَه. وقَرفَه بكذا: أي أضافَه إليه واتَّهَمُه به. وقارف امْرأته إذا جامَعَها. (ه) ومنه حديث عائشة <أنه كان يُصْبح جُنُباً من قِرَافٍ غيرِ احْتلام، ثم يَصُوم> أي من جِماع. (س) ومنه الحديث في دَفْن أمِّ كُلْثُوم <مَن كان معكم لم يُقَارِف أهله الليلةَ فَلْيَدْخُل (في الأصل: <فيدخل> والمثبت من ا، واللسان) قَبْرها>. ومنه حديث عبد اللّه بن حُذافة <قالت له أمُّه: أمِنْت أن تكون أمُّك قارَفَت بعض ما يُقَارِف أهلُ الجاهلية> أرادت الزنا. ومنه حديث الإفك <إن كنتِ قَارفتِ ذَنباً فتُوبي إلى اللّه> وكلُّ هذا مَرْجِعُه إلى المقارَبة والمداناة. (س) وفيه <أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان لا يأخُذ بالقَرَف> أي التُّهَمة. والجمع: القِراف. ومنه حديث عليّ <أوَ لَمْ يَنْهَ أُمَيَّةَ عِلمُها بي عن قِرافِي> أي عن تُهمَتي بالمُشارَكة في دَم عثمان. (س) وفيه <أنه رَكِب فرَساً لأبي طلحة مُقْرِفاً> المُقْرِف من الخيل: الهَجِين، وهو الذي أمُّه بِرْذَوْنةٌ وأبوه عَرَبي. وقيل: بالعكس. وقيل: هو الذي دانى الهُجْنَة وقارَبها. ومنه حديث عمر <كتب إلى أبي موسى في البَراذِين: ما قارَف العِتاقَ منها فاجعل له سَهْماً واحداً> أي قاربها وداناها. وفيه <أنه سئل عن أرضٍ وبيئة فقال: دَعْها فإنَّ مِن (في الهروي: <في> ) القَرَفِ التَّلَفَ> القَرَف: مُلابَسَة الداء ومُداناة المَرَض، والتَّلفُ: الهلاك. وليس هذا من باب العَدْوى، وإنما هو من باب الطِبّ، فإن اسْتِصْلاح الهواء من أعْون الأشياء على صحة الأبْدان. وفَساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسْقام. وفي حديث عائشة <جاء رجُل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: إني رجلٌ مِقْراف للذنوب> أي كثير المُباشَرة لها. ومِفْعال: من أبنية المُبالَغة. (ه) وفيه <لكل عشرة من السَّرايا ما يَحْمل القِراف (رُوي: <القِراب> بالباء. وسبق) من التَّمر> القِرَافُ: جَمْع قَرْف بفتح القاف، وهو وِعاءٌ من جِلْد يُدْبَغ بالقِرْفة، وهي قُشُور الرُّمَّان. (ه) وفي حديث الخوارج <إذا رَأيْتُموهم فاقْرِفُوهم واقْتُلوهم> يقال : قَرَفْتُ الشجرةَ إذا قشَرتَ لِحاءَها، وقَرَفْت جْلد الرجُل: إذا اقْتَلَعْتَه، أراد اسْتَأصلوهم. (ه) وفي حديث عمر <قال له رجل من البادية: مَتَى تَحلّ لنا المَيْتَة؟ قال: إذا وَجَدْت قِرْفَ الأرض فلا تَقْرَبْها> أراد ما يُقْتَرف من بَقْل الأرض وعُروقه: أي يُقْتَلَع. وأصلُه أخْذُ القِشْر. (ه) ومنه حديث عبد الملك <أراك أحْمَرَ قَرِفاً> القَرِف بكسر الراء: الشديد الحُمْرة، كأنه قُرِف: أي قُشِر. وقِرف السِدْر: قِشْرُه، يقال: صَبَغَ ثوبَه بقِرْف السِدْر. [ه] وفي حديث ابن الزبير (أخرجه الهروي من حديث ابن عباس) <ما على أحدِكم إذا أتَى المسجد أن يُخْرِج قِرْفَة أنْفِه> أي قِشْرته، يريد المُخاط اليابسَ اللازِقَ به. {قرفص} (ه) فيه <فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالسٌ القُرْفُصاء> هي جِلْسة المُحتبي بيدَيْه. {قرق} (س [ه]) في حديث أبي هريرة، في ذكر الزكاة <وبُطِح لها بقاعٍ قَرِقٍ> القَرِق - بكسر الراء - المُسْتَوِي الفارِغ. والمَرْوِي <بقاعٍ قَرْقَرٍ> وسَيَجيء. [ه] وفي حديث أبي هريرة <أنه كان ربما رآهم يَلْعَبون بالقِرْق فلا يَنْهاهم> القِرْق بكسر القاف: لُعْبة يَلْعَب بها أهلُ الحجاز، وهو خَطٌّ مُرَبَّع، في وسَطِه خَطٌّ مُرَبَّع، في وسَطِه خَطٌّ مُرَبَّع، ثم يُخَطُّ في كل زاوِية من الخَطّ الأوّل إلى زوايا الخطّ الثالث، وبين كل زاويَتين خَطّ، فيصير أربعة عشر (هكذا في الأصل، ا. والذي في الهروي، واللسان، والقاموس: <أربعة وعشرين خطاً> وتجد صورته بهامش القاموس. لكن جاء في اللسان: <وقال أبو إسحاق: هو شيء يلعب به. قال: وسمعت الأربعة عشر> ) خَطّاً. {قرقب} (س) في حديث عمر <فأقْبَل شيخٌ عليه قميص قُرْقُبِيٌّ> هو منْسوب إلى قُرْقُوب، فحَذَفوا الواو كما حَذَفُوها من <سابُريّ> في النَّسَب إلى <سابور>. وقيل: هي ثياب كَتَّان بِيض. ويُروَى بالفاء وقد تقدّم. {قرقر} (في الأصل، وا، وضعت هذه المادة بعد (قرقف> (ه س) في حديث الزكاة <بُطِح لها بقاعٍ قَرْقَر> هو المكان المُسْتوي. وفيه <ركِبَ أتاناً عليها قَرْصَفٌ لم يَبْق منها (في الأصل: <منه> والمثبت من ا، واللسان، والفائق 2/23) إلا قَرْقَرْها: أي ظَهْرها. وفيه <فإذا قُرِّب المُهْلُ منه سقَطَت قَرْقرة وجْهِه> أي جِلْدَته. والقَرْقَرُ من لِباس النساء، شُبِّهَت بَشَرة الوجه به. وقيل: إنما هي <رَقْرَقة وجْهِه> وهو ما تَرَقْرق من مَحاسِنِه. ويُرْوَى <فرْوة وجْهِه> بالفاء وقد تقدّم. وقال الزمخشري: أراد ظاهر وجهه وما بَدا منه (في الفائق 2/330: <وما بدا من محاسنه> ). ومنه <قيل للصًّحْراء البارِزة: قَرْقَر> (الذي في الفائق: <ومنه قيل للصحراء البارزة: قَرْقَرة. وللظَّهر: قَرْقَر>. ولعل في نقل ابن الأثير سقطاً). (ه) وفيه <لابأس بالتَّبَسُّم ما لم يُقَرْقِر> (في الهروي: <تقرقر> ) القَرْقرة: الضحك العالي. وفي حديث صاحب الأُخدود <اذْهَبوا فاحْملوه في قُرْقُور> هو السفينة العظيمة، وجَمْعُها: قَراقِير. ومنه الحديث <فإذا دّخل أهلُ الجنةِ الجنةَ ركب شُهَداء البحر في قَراقِير من دُرٍّ>. [ه] وفي حديث موسى عليه السلام <رَكِبوا القَراقِيرَ حتى أتَوْا آسيةَ امرأة فِرعون بتابوت موسى عليه السلام>. (س) وفي حديث عمر <كنت زَمِيلَه في غَزْوة الكُدْر> هي غَزْوة معروفة. والكُدْر: ماء لَبِني سُلَيْم. والقَرْقَر: الأرض المسْتوِية. وقيل: إن أصل الكُدْر طَيْرٌ غُبْرٌ، سُمِّي الموضع أو الماء بها. وفيه ذِكْر <قُراقِر> بضم القاف الأولى، وهي مَفازة في طريق اليمامة، قطعها خالدُ بن الوليد، وهي بفتح القاف: موضع من أعْراض المدينة لآل الحسن بن علي. {قرقف} (ه) في حديث أم الدرداء <كان أبو الدرْداء يَغْتَسِل من الجَنابة فيَجِيْ وهو يُقَرْقِف فأضُمُّه بين فَخِذيَّ> أي يُرْعَدُ من البَرْد. {قرم} [ه] فيه <أنه دَخل على عائشة وعلى الباب قِرامُ سِتْرٍ> وفي رواية <وعلى باب البيت قِرامٌ فيه تَماثيلُ> القِرام: السِتْر الرقيق. وقيل: الصَّفيق من صوف ذي ألْوان، والإضافة فيه كقولك: ثَوبُ قميصٍ. وقيل: القِرام: السِتر الرقيق وراء السِتْر الغليظ، ولذلك أضاف. (ه) وفيه <أنه كان يَتَعوّذ من القَرَم> وهي شدّة شهْوة اللَّحم حتى لا يَصْبر عنه. يقال: قَرِمتُ إلى اللحم أقْرَم قَرَماً. وحكى بعضهم فيه: قَرِمْتُه. ومنه حديث الضَّحَّية <هذا يومٌ اللحمُ فيه مَقْرُوم> هكذا جاء في رواية. وقيل: تقديره: مَقْرومٌ إليه، فحذف الجار. ومنه حديث جابر <قَرِمنا إلى اللحم، فاشتريت بدِرْهم لَحْماً> وقد تكرر في الحديث. وفي حديث الأحنف، بلغه أن رجلاً يَغْتابهُ فقال: عُثَيْثَةٌ تَقْرِم جِلْداً أمْلَساً * أي تَقْرِض، وقد تقدّم (تقدم في (عثث) ). (س) وفي حديث علي <أنا أبو حسن القَرْمُ> أي المُقَدَّم (في اللسان: <المُقْرَم> ) في الرأي. والقَرْم: فَحْل الإبِل أي أنا فيهم بمنزلة الفحْل في الإبل. قال الخطّابي: وأكثر الرِوايات <القَوْم> بالواو، ولا ومعنى له، وإنما هو بالراء: أي المُقَدَّم في المعرفة وتجارِب الأمور. وفي حديث عمر <قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: قُم فزَوِّدْهم، لجماعةٍ قَدِموا عليه مع النُّعْمان بن مُقَرِّن المُزَنِي، فقام ففَتَح غُرْفَة له فيها تَمْر كالبعير الأقْرَم> قال أبو عبيد: صوابه <المَقْرَم>، وهو البَعير المَكْرَم يكون للضِرَاب. ويقال للسَّيِّد الرئيس: مُقْرَم، تشبيهاً به. قال (الذي في الفائق 2/326: <وزعم أبو عبيد أن أبا عمرو لم يعرف الأقرم. وقال: ولكن أعرف المُقرَم> ): ولا أعْرِف الأقْرَم. وقال الزمخشري (حكاية عن صاحب التكملة): قَرِم البَعيرُ قَرِم: إذا اسْتَقْرَم، أي صار قَرْماً. وقد أقرَمه صاحبُه فهو مُقْرَم، إذا تركه للفِحْلة. وفَعِل وأفْعَل يَلْتَقِيان كثيراً، كوَجِلَ وأوْجَل، وتَبِع وأتْبَع، في الفعل، وكخشِنٍ وأخْشَنَ، وكدِرٍ وأكْدَر، في الاسم. {قرمز} (س) في تفسير قوله تعالى <فخرجَ على قومِه في زِينته> قال: <كالقِرْمِز> هو صِبغٌ أحمر. ويقال: إنه حَيوان تُصْبَغ به الثياب فلا يكاد يَنْصُل لونه، وهو مُعَرَّب. {قرمص} (س) في مناظرة ذي الرُّمّة ورُؤْبة <ما تَقَرْمَص سَبُعٌ قُرْمُوصاً إلا بَقضاء> القُرْمُوص: حُفْرَة يَحْفِرها الرجُل يَكْتَنّ فيها من البرد، ويَأوِي إليها الصَّيد، وهي واسعة الجَوْف ضَيَّقة الرأس. وقَرْمَص وتقَرمَص إذا دَخلها. وتَقرْمَص السَّبُع إذا دَخَلها للاصطِياد. {قرمط} في حديث علي <فرِّجْ ما بين السُّطور، وقرْمِطْ بين الحروف> القَرْمطة: المُقارَبة بين الشيئين. وقرْمَط في خَطوه: إذا قارب ما بين قَدَمَيه. ومنه حديث معاوية <قال لعَمرو: قرمَطْتَ؟ قال: لا> يُريد أكَبِرْتَ؟ لأنَّ القَرمطة في الخَطو من آثار الكِبَر. {قرمل} (ه) في حديث علي <أنّ قِرْمليَّاً تَرَدّى في بِئر> القِرمْليُّ من الإبل: الصغير الْجِسْم الكثير الوَبر. وقيل: هو ذُو السَّنامَين. ويقال له: قِرْمِل أيضاً. وكأن القِرْمِليَّ مَنْسوب إليه. ومنه حديث مسروق <تَرَدَّى قِرْمِلٌ في بئر فلم يَقْدِرُوا على نَحره، فسألوه، فقال: جوُفُوه، ثم اقطَعوه أعضاءً> أي اطْعَنوه في جَوْفه. (س) وفيه <أنه رَخَّص في القَرامِل> وهي ضَفائرُ من شَعَر أو صُوف أو إبِرَيْسم، تَصِل به المرأة شَعرها. والقَرمَل بالفتح: نَباتٌ طويلُ الفُروع لَيِّن. {قرن} (ه) فيه <خيرُكم قَرْنيِ، ثم الذين يَلونهم> يعني الصحابة ثم التابعين. والقرْن: أهل كل زمان، وهو مِقْدار التَّوَسُّط في أعمار أهل كل زمان. مأخوذ من الاقْتران، وكأنه المِقدار الذي يَقْتَرِن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم. وقيل: القَرْن: أربعون سنة. وقيل: ثمانون. وقيل: مائة. وقيل: هو مُطلَقٌ من الزمان. وهو مصدر: قَرَن يَقْرِن. (ه) ومنه الحديث <أنه مسح على رأس غُلام وقال: عِشْ قَرْناً، فعاش مائة سنة>. (س) ومنه الحديث <فارسُ نَطْحَةً أو نَطْحَتين (هكذا <نطحةً أو نطحتين> وسيأتي الخلاف فيه، في (نطح) )، ثم لا فارِسَ بعدها أبداً، والرومُ ذات القُرون، كلما هلك قرْن خَلَفَه قرْن> فالقُرون جمع قرْن. [ه] ومنه حديث أبي سفيان <لم أر كاليوم طاعةَ قَوْم، ولا فارسَ الأكارِم، ولا الرُّوم ذات القُرون> وقيل: أراد بالقرون في حديث أبي سفيان: الشُّعور (وهو تفسير الهروي. حكى عن الأصمعي أنه قال: <أراد قرون شعورهم، وهم اصحاب الجُمَم الطويلة> )، وكل ضَفيرة من ضَفائر الشعر: قَرْن. ومنه حديث غُسل الميت <ومَشَطناها ثلاثة قُرون> (في ا: <ومشطنا> وفي اللسان: <ثلاث قرون> ). ومنه حديث الحجاج <قال لأسْماء: لَتَأتِينِّي، أو لأبْعَثَنَّ إليك من يَسْحَبك بُقرونك>. ومنه حديث كَرْدَم <وبِقَرْنِ أيِّ النِساء هي؟> أي بِسِنَّ أيِّهنّ. (س) وفي حديث قَيْلة <فأصابت ظُبَتُه طائفةً من قُرُون راسِيَة> أي بعض نَواحي رأسي. (س [ه]) وفيه <أنه قال لِعَليٍّ: إن لك بَيْتاً في الجنة، وإنك ذُو قرْنَيها> أي طَرَفي الجنة وجانِبْيها. قال أبو عبيد: وأنا أحْسِبُ أنه أراد ذُو قرْنَيِ الأمَّة، فأضْمر. وقيل: أراد الحسن والحُسين. [ه] ومنه حديث علي <وذكر قصَّة ذي القَرْنين ثم قال: وفيكم مِثْلُه> فيُرَى أنه إنما عَني نفسه؛ لأنه ضُرِب على رأسه ضربَتَيْن: إحداهُما يوم الخَنْدَق، والأخرى يوم ضَرْبه ابن مُلْجَم. وذُو القَرْنين: هو الإسْكَنْدرن سُمّي بذلك؛ لأنه مَلَك الشَّرق والغرب. وقيل: لأنه كان في رأسِه شِبْه قَرْنَيْن. وقيل: رأى في النَّوم أنه أخَذَ بَقَرْنَي الشمس. (س [ه]) وفيه <الشمس تَطْلُع بين قَرْنَيِ الشيطان> أي ناحِيَتَي رأسِه وجانِبَيْه. وقيل: القَرْن: القٌوّة: أي حين تَطْلُع يَتَحَرَّك الشيطان ويَتَسلَّط، فيكون كالمُعِين لها. وقيل: بين قَرْنَيْه: أي أمَّتَيْه الأوّلين والآخرين. وكل هذا تمثيل لمن يَسْجد للشمس عند طلوعها، فكأنّ الشيطان سَوّل له ذلك، فإذا سجَد لها كان كأن الشيطان مُقْتَرِن بها. (ه) وفي حديث خَبَّاب <هذا قَرْنٌ قد طَلع> أراد قَوْماً أحْداثاً نَبَغوا بعد أن لم يكونوا. يعني القُصَّاص. وقيل: أراد بِدْعةً حَدَثَت لم تكن في عَهْد النبي صلى اللّه عليه وسلم. (ه) وفي حديث أبي أيوب <فوجَده الرسول يغتسل بين القرْنَين> هما قَرْنا البئر المَبْنِيَّان على جانِبَيها، فإن كانتا من خَشَب فهُما زُرْنُوقان. وفيه <أنه قَرَن بين الحجّ والعُمْرة> أي جمع بينهما بِنَّية واحدة، وتَلْبِية واحدة، وإحْرام واحدٍ، وطواف واحد، وسَعْي واحد، فيقول: لَبَّيْك بحَجَّة وعُمْرة. يقال: قَرَن بينهما يَقْرِن قِراناً، وهو عند أبي حنيفة أفْضل من الإفراد والتَّمَتُّع. (س) ومنه الحديث <أنه نَهَى عن القِران، إلاَّ أنْ يَسْتأذِن أحدُكم صاحبَه> ويُرْوَى <الإقْران> والأوّل أصحُّ. وهو أن يَقْرُن بين التَّمْرَتَين في الأكل. وإنما نَهى عنه لأنَّ فيه شَرهاً وذلك يُزْري بصاحبه، أو لأنَّ فيه غَبْناً بِرَفيقه. وقيل إنما نَهى عنه لما كانوا فيه من شِدة العيش وقِلَّة الطَّعام، وكانوا مع هذا يُواسون من القليل، فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضُهم بعضاً على نفسه. وقد يكون في القَوْم من قَد اشْتَدَّ جوعُه، فربَّما قَرَن بين التمْرَتَيْن، أو عَظَّم اللُّقْمة. فأرْشَدهم إلى الإذْن فيه، لِتَطيبَ به أنْفُس الباقين. ومنه حديث جَبَلة <قال: كُنَّا بالمدينة في بَعْث العِراق، فكان ابن الزبير يَرْزُقنا التَّمر، وكان ابن عُمر يَمُرّ فيقول: لا تُقارِنوا إلا أن يَسْتأذِنَ الرجُل أخاه> هذا لأجْل ما فيه من الغَبْن، ولأنَّ مِلْكهم فيه سَواء. ورُوِي نحوُهُ عن أبي هريرة في أصحاب الصُّفَّة. وفيه <قارِنوا بين أبنائِكم> أي سَوُّوا بينهم ولا تُفَضِّلوا بعضهم على بعض. ورُوِي بالباء الموحَّدة، من المقاربة، وهو قريب منه. (س) وفيه <أنه عليه الصلاة والسلام مَرَّ برَجُلَين مُقْترِنَيْن، فقال: ما بالُ القِران؟ قالا: نَذَرْنا> أي مَشْدُودَيْن أحدهما إلى الآخر بحَبل. والقَرَن بالتحريك: الحْبل الذي يُشَدّانِ به. والجمع نفسُه: قَرَنٌ أيضاً. والقِرانُ: المصدر والحَبْل. (س) ومنه حديث ابن عباس <الحياء والإيمان في قَرَن> أي مجْمُوعان في حَبْل، أو قِرَان. (ه) وفي حديث الضالَّة <إذا كَتَمها آخِذُها ففيها قَريَنتُها مِثْلُها> أي إذا وَجَد الرجُل ضالَّة من الحيوان وكتَمها ولم يُنْشِدْها، ثم تُوجَد عنده فإنّ صاحبَها يأخذها ومِثْلَها معها من كاتِمِها. ولعلّ هذا قد كان في صدر الإسلام ثم نُسخ، أو هو على جهة التأديب حيث لم يُعرِّفها. وقيل: هو في الحيوان خاصَّة كالعقوبة له. وهو كحديث مانِع الزكاة <إنَّا آخِذُوها وشَطْرَ مالِه> والقَرينة: فَعيلة بمعنى مفعولة، من الاقْتِران. ومنه حديث أبي موسى <فلما أتَيْتُ رسول اللّه قال: خُذْ هَذّيْنِ القَرِينَين> أي الجَمَلْين المَشْدُدَيْن أحدُهما إلى الآخَر. ومنه الحديث <أنّ أبا بكر وطَلحة يقال لهما القَرِينان> لأنَّ عثمان أخا طَلْحة أخَذَهما فَقَرَنَهما بحَبْل (بعد ذلك في اللسان: <وورد في الحديث أن أبا بكر وعمر، يقال لهما القرينان> ). (س) ومنه الحديث <ما مِن أحدٍ إلاَّ وُكّلَ به قَرِينُه> أي مُصاحِبُه من الملائكة والشياطين. وكُلُّ إنسان فإنّ معه قَرِيناً منهما، فقَريُنه من الملائكة يأمُره بالخير ويَحُثُّه عليه، وقَرينُه من الشياطين يأمُرُه بالشَّرّ ويَحُثُّه عليه. (س) ومنه الحديث الآخر <فقاتِلْه فإنَّ معه القَرين> والقرين: يكون في الخير والشَّر. (س) ومنه الحديث <أنه قُرِنَ بِنُبُوّتِه عليه السلام إسْرافيل ثلاثَ سنين، ثم قُرِن به جبريل> أي كان يأتيه بالوَحْي. (ه) وفي صِفَته عليه الصلاة والسلام <سَوابغَ في غير قَرَن> القَرَن - بالتحريك - الْتِقاء الحاجِبَين. وهذا خلاف ما رَوَت أم مَعْبَد، فإنها قالت في صِفَته <أزَجّ أقْرَن> أي مَقْرُون الحاجبَيْن، والأوّل الصحيح في صِفته. و<سَوابِغ> حالٌ من المْجرور وهو الحَواجِب: أي أنه دَقّت في حال سُبوغها، ووُضع الحَواجِب موضع الحاجِبَين، لأنَّ التَّثنِية جَمْع. (س) وفي حديث المواقيت <أنه وَقْتَ لأهْل نَجْد قَرْناً> وفي رواية <قَرْن المَنازل> هو اسم موضعٍ يُحرِم منه أهل نَجْد. وكثير ممَّن لا يَعْرف يَفْتَح راءه، وإنما هو بالسكون، ويُسَمَّى أيضاً <قَرْن الثَّعالب>. وقد جاء في الحديث. (س) ومنه الحديث <أنه احتَجَم على رأسه بقَرْنٍ حين طُبَّ> وهو اسم موضع، فإمّا هو المِيقاتُ أو غيره. وقيل: هو قَرْن ثَوْر جُعِل كالمحْجَمة. (س) وفي حديث علي <إذا تزوّج المرأةَ وبها قَرْنٌ فإن شاء أمْسَك وإن شاء طَلّق> القَرْن بسكون الراء شيء يكون في فَرْج المرأة كالِسنّ يَمنع من الوَطْء، ويقال له: العَفَلة. (س) ومنه حديث شُرَيح <في جاريةٍ بها قَرْن، قال: أقْعِدوها فإن أصاب الأرضَ فهو عَيْب، وإن لم يُصِبْها فليس بعَيْب>. (س) وفيه <أنه وَقَف على طَرَف القَرْن الأسْود> هو بالسكون: جُبَيْل صغير. (س) وفيه <أنَّ رجُلاً أتاه فقال: عَلَّمني دُعاءً، ثم أتاه عند قَرْن الحَوْل> أي عند آخر الحوْل [الأوّل] (تكملة من: ا، واللسان) وأوّل الثاني. وفي حديث عُمر وَالأُشْقُفّ <قال: أجِدُك قَرْناً، قال قَرْن مَهْ؟ قال: قَرْنٌ من حديد> القَرْن بفتح القاف: الحَصْن، وجَمْعُه قُرون، ولذلك قيل لها صَياصِي. وفي قصيد كعب بن زهير: إذا يُساوِر قِرْناً لا يَحِلُّ له ** أن يَتْرُكَ القِرْنَ إلا وهْو مَجْدُولُ (الرواية في شرح ديوانه 22: <مفلول> ). القِرْن بالكسر: الكُفْء والنَّظير في الشَّجاعة والحَرْب، ويُجْمَع على: أقْران. وقد تكرر في الحديث مُفْرَداً ومجموعاً. ومنه حديث ثابت بن قيس <بئس ما عَوَّدْتم أقْرَانَكُم> اي نُظَراءكم وأكفاءكم في القتال. [ه] وفي حديث ابن الأكوع <سأل رسولَ اللّه عن الصلاة في القَوس والقَرن، فقال: صَلّ في القَوْس واطْرَح القَرَن> القَرَن بالتحريك: جَعْبَة من جُلود تُشَقّ ويَجْعل فيها النُّشَّاب، وإنما أمَرَه بَنَزْعِه، لأنه كان من جِلْد غير ذَكِيٍّ ولا مَدْبُوغ. ومنه الحديث <الناس يوم القيامة كالنَّبْل في القَرَن> أي مَجْتَمِعون مِثْلَها. (س) ومنه حديث عُميَر بن الحمام <فأخْرَج تَمْراً من قَرَنه> أي جَعْبَته، ويُجْمَع على: أقْرُن، وأقْران، كجَبَل وأجْبُل وأجبال. (س) ومنه الحديث <تَعاهَدوا أقْرَانكم> أي انْظُروا هل هي من ذَكِيَّة أو مَيِّتة، لأجْل حَمْلِها في الصلاة. (ه) ومنه حديث عمر <قال لرجَل: ما لُك؟ قال: أقْرُنٌ لِي وآدِمَةٌ في المَنِيئة، فقال: قَوِّمْها وزَكِّها>. وفي حديث سليمان بن يَسار <أمّا أنا فإنِّي لهذه مُقْرِن> أي مُطِيق قادِرٌ عليها، يعني ناقَتَه. يقال: أقْرَنْت للشيء فأنت مُقْرِن: أي أطاقَه وقَوِيَ عليه. ومنه قولع تعالى <وما كُنَّا له مُقرِنِينَ>. {قرا} (س) فيه <الناسُ قَوارِي اللّه في الأرض> أي شُهودهُ، لأنهم يَتَتَبَّع بعضُهم أحوالَ بعض، فإذا شَهِدُوا لإنْسانٍ بخير أو شرٍّ فقد وَجَب، واحدُهم: قارٍ، وهو جمع شاذّ حيث هو وَصْف لآدَمي ذَكَر، كَفَوارِس، ونَواكِسَ. يقال: قَرَوْتُ الناس، وتَقَرَّيْتُهم، واقْتَرَيْتُهم، واسْتَقْرَيْتُهم بمعنىً. ومنه حديث أنس <فتَقَرَّى حُجَر نسائه كلِّهن>. (س) وحديث ابن سلام <فما زال عثمانُ يَتَقرّاهم ويقول لهم ذلك>. (ه) ومنه حديث عمر <بَلَغني عن أمَّهاتِ المؤمنين شيءٌ فاسْتَقْرَيْتَهَنَّ أقول: لتَكْفُفْنَ عن رسول اللّه أو لَيُبدِّلَنَّه اللّه خيراً منكنَّ>. (ه) ومنه الحديث <فجَعل يَسْتَقْرِي الرِّفاق>. (ه) وفي حديث عمر <ما ولىَ أحدٌ إلاَّ حامَى على قَرَابِته وقَرَى في عَيْبَته (الذي في الهروي <وقرى على عَيَّلَته> ) > أي جَمَع يقال: قَرَى الشيءَ يَقْريه قَرْياً إذا جَمَعه، يريد أنه خانَ في عَمَلِه. ومنه حديث هاجر حين فَجَّر اللّه لها زَمْزَم <فَقرَت في سِقاءٍ أو شَنَّة كانت معها>. (ه) وحديث مُرَّة بن شراحيل <أنه عُوتِب في تَرْك الجمعة فقال: إنَّ بي جُرْحاً يَقْرَى، وربما ارْفَضَّ في إزارِي> أي يَجْمع المِدَّة ويَنْفَجِر. (ه) وفي حديث ابن عمر <قام إلى مَقْرَى بُسْتانٍ فَقعد يَتَوَضْأ> المَقْرَى والمَقْراة: الحَوْض الذي يَجْتمع فيه الماء. (س) وفي حديث ظَبْيان <رَعَوْا قرْيانَه> أي مَجاري الماء. واحدُها: قَرِيٌ، بوزْن طَرِيٍّ. (س) ومنه حديث قسّ <ورَوْضة ذات قرْيانٍ>. وفيه <إنّ نَبياً من الأنبياء أمر بقَرْية النمل فأُحْرِقت> هي مَسْكَنُها وبَيْتُها، والجمع: قُرىً. والقرْية من المساكن والأبنِية: الضِياع، وقد تُطلَق على المُدُن. [ه] ومنه الحديث <أُمِرت (في الهروي <أموت> ) بقرْية تأكل القُرَى> هي مدينة الرسول عليه السلام. ومعنى أكْلها القُرَى ما يُفْتَح على أيْدِي أهلها من المُدُن، ويُصِيبون من غَنائِمها. (س) ومنه حديث علي <أنه أُتِي بضَبٍّ فلم يأكُلْه وقال: إنه قَرَوي> أي مِن أهل القُرَى، يعني إنما يأكُلُه أهلُ القُرى والبَوادي والضِياع دون أهل المُدن. والقَرَوِيُّ: منسوب إلى القَرْية على غير قياس، وهو مذهب يونس، والقياس: قَرَئِيٌّ (في الأصل: <قرييّ> بالياء. وأثبتّه بالهمز من القاموس واللسان. غير أنه في اللسان بسكون الراء). وفي حديث إسلام أبي ذر <وضَعْتُ قوله على أقْرَاء الشِعْر فليس هو بِشْعر> أقْراء الشِعر: طَرائقُه وأنواعُه، واحدُها: قَرْوٌ، وقَرْيٌ، وقَرِيٌّ. وذكره الهروي في الهمز، وقد تقدّم. ومنه حديث عتبة بن ربيعة <حين مَدح القُرْآن لَما تَلاه رسول اللّه عليه، فقالت له قُرَيش: هو شِعر. قال: لا، لأنِّي عَرَضْتُه على أقراء الشَّعر فليس هو بِشعْر>. (س) وفيه <لا تَرْجِع هذه الأمَّةُ على قَرْواها> أي على أوّل أمْرِها وما كانت عليه. ويُرْوَى <على قَرْوائِها> بالمدِّ. وفي حديث أم مَعْبَد <أنها أرسلت إليه بشاةٍ وشَفْرة، فقال: ارْدُدِ الشّفْرة وهاتِ لي قَرْواً> يعني قَدَحاً من خشب. والقَرْو: أسْفَل النَّخْلة يُنْقَرُ ويُنْبَذُ فيه. وقيل: القَرْوُ: إناءٌ صغير يُرَدَّدُ في الحَوائج. {قزح} (ه) فيه <لا تَقُولوا قَوْس قُزَحَ، فإن قزح من أسماء الشياطين (هكذا في الأصل، والفائق 2/342. وفي ا: <الشيطان> وفي اللسان: <فإن قُزَح اسم شيطان> ) > قيل سُمّي به لتَسْويله للناس وتَحْسينه إليهم المَعاصي، من التَّقزِيح: وهو التَّحْسِين. وقيل: من القُزَح، وهي الطرائق والألوانُ التي في القَوْس، الواحدة: قُزْحة، أوْمِن قَزَح الشيءُ إذا ارتفع، كأنه كَرِه ما كانوا عليه من عادات الجاهلية و [كأنه أحبَّ (تكملة موضحة من الفائق. وهذا النص بألفاظه في الفائق، حكايةً عن الجاحظ)] أن يقال قوسُ اللّه، فيُرفع قَدْرها، كما يقال: بيت اللّه. وقالوا: قَوْس اللّه أمانٌ من الغرق. (س) وفي حديث أبي بكر <أنه أتى على قزَحَ وهو يَخْرِش بَعِيره بمِحْجَنِة> هو القَرْن الذي يَقِف عنده الإمام بالمُزْدَلِفة. ولا ينصرف لِلْعَدل والعَلَمِيَّة كعُمر، وكذلك قَوس قُزَح، إلا من جعل قُزَح من الطرائق والألوان فهو جمع قُزْحة. (ه) وفيه <إن اللّه ضَرَب مَطْعم ابن آدم للدينا مَثَلاً، وضرب الدينا لمَطْعَم ابن آدم مثلاً، وإنْ قَزَّحَه ومَلّحه> أي تَوْبَلَه، من القِزْح وهو التابِلُ الذي يُطرح في القِدْر، كالكمُّون والكُزْبرة ونحو ذلك. يقال: قَزْحتُ القِدْر إذا تركْتُ فيها الأبَازِير. والمعنى أنَّ المَطْعَم وإن تَكَلَّف الإنسان التَّنَوقَ في صنْعِته وتَطْييبه فإنه عائِد إلى حالٍ يُكْرَه ويُسْتَقْذَر، فكذلك الدينا المَحْرُوص على عِمارتها ونَظْم أسْبابها راجِعة إلى خَراب وإدْبارً. [ه] وفي حديث ابن عباس <كَرِه أن يُصَلِّيَ الرجُلُ إلى الشجرة المُقَزَّحة> هي التي تَشَعَّبَت شُعَباً كثيرة. وقد تَقَزَّح الشجرُ والنَّبات. وقيل: هي شجرة على صورة التِّين، لها أغْصان قِصار في رُؤوسها مِثْل بُرثُن الكلب. وقيل: اراد بها كلَّ شجرة قَزَحت الكلابُ والسِباعُ بأبْوالها عليها. يقال: قَزَح الكلبُ ببَوْلِه: إذا رفَع إحْدى رِجليه وبالَ. {قزز} (س) في حديث ابن سلام <قال: قال موسى لجِبْريل عليهما السلام: هل يَنام ربُّك؟ فقال اللّه: قُلْ له فلْيأخُذْ قازُوزَتَين، أو قارُورَتَين، وليَقُمْ على الجَبَل من أوّل الليل حتى يُصْبح> قال الخطّابي: هكذا رُوي مَشْكُوكاً فيه. وقال: القازُوزةُ مَشْرَبَة كالقاقُوزة، وتُجْمَع على: القَوازِيز والقَواقِيز وهي دون القَرْقارة (في الأصل: <القزقازة> بزايين: والتصحيح من: ا، واللسان). والقارُورة بالراء معروفة. (ه) وفيه <إنَّ إبليس لَيَقُزُّ القَزَّةَ من المشْرِق فَتَبْلُغ المغرب> أي يَثِبُ الوَثْبَة. {قزع} * في حديث الاستسقاء <وما في السماء قَزَعَة> أي قِطْعة من الغَيْم، وجَمْعُها: قَزَعٌ. (ه) ومنه حديث علي <فَيجتمعون إليه كما يَجْتمع قَزَعُ الخَريف> أي قِطَع السَّحاب المُتَفَرقة وإنما خَصَّ الخريف؛ لأنه أوّل الشتاء، والسَّحابُ يكون فيه مُتَفرِّقاً غير مُتراكم ولا مُطْبِق، ثم يَجْتمع بعضُه إلى بعض بعد ذلك. (ه) ومنه الحديث <أنه نَهَى عن القَزَع> هو أن يُحْلَق رأسُ الصَّبيِّ ويُتْرك منه مواضعُ مَتَفَرِّقةٌ غير مَحْلوقة، تشبيهاً بقَزَع السَّحاب. وقد تكرر ذكر الجميع في الحديث مُفْرداً ومجموعاً. {قزل} (س) في حديث مُجالِد ين مسعود <فأتاهم وكان فيه قَزَلٌ فأوسَعُول له> القَزَل بالتحريك: أسْوَأ العَرَج وأشدّه. {قزم} (س) فيه <أنه كان يتعوّذ من القَزَم> وهو الُّلؤْم والُّشحُّ. ويُرْوَى بالراء. وقد تقدّم. وفي حيث علي في ذم أهل الشام <جُفَاةٌ طَغامٌ عَبِيد أقزام> هو جَمْع قَزَم. والقَزَم في الأصل: مصدرٌ، يَقَع على الواحد والاثنين والجمع، والذَّكر والأنثى.
|