فصل: ذكر مَا يُعَارض ذَلِك:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدراية في تخريج أحاديث الهداية



.فصل فِي أَحَادِيث نقض الْوضُوء بِمَسّ الْفرج:

الْوضُوء من مس الذّكر:
- وَأشهر شي فِي ذَلِك حَدِيث بسرة بنت صَفْوَان أخرجه مَالك فِي الْمُوَطَّإِ وَالشَّافِعِيّ عَنهُ عَن عبد الله بن أبي بكر ابْن حزم عَن عُرْوَة قَالَ دخلت عَلَى مَرْوَان فَذكر مَا يكون مِنْهُ الْوضُوء فَقَالَ مَرْوَان اخبرتني بسرة بنت صَفْوَان أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من مس ذكره فَليَتَوَضَّأ».
َرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجه من طَرِيق هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن مَرْوَان بِهِ قَالَ.
التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح.
وَقَالَ النَّسَائِيّ لم يسمعهُ هِشَام من أَبِيه.
َوبِهَذَا جزم الطَّحَاوِيّ وَزَاد إِن هشاما إِنَّمَا سَمعه من أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عُرْوَة ثمَّ سَاقه من طَرِيق همام عَن هِشَام كَذَلِك كَذَا قَالَ.
وَقد أخرجه أحمد عَن يحيى الْقطَّان عَن هِشَام حَدثنِي أبي.
وَمن هَذَا الْوَجْه أخرجه التِّرْمِذِيّ.
وَأخرجه ابْن حبَان من طَرِيق عبد الله بن أبي بكر وَقَالَ لم أحتج بِمَرْوَان فَإِن عُرْوَة لم يقنع بِهِ حَتَّى أرسل شرطيا إِلَى بسرة ثمَّ أَتَاهَا عُرْوَة فَسمع مِنْهَا فَالْخَبَر عَن عُرْوَة عَن بسرة مُتَّصِل ثمَّ أخرجه من طَرِيق عُرْوَة عَن مَرْوَان عَن بسرة قَالَ فَذَهَبت إِلَى بسرة فسألتها فصدقته.
قلت وَوَقع فِي رِوَايَة الْقطَّان أَيْضا أَن عُرْوَة قَالَ أَخْبَرتنِي بسرة.
وَقد استوعب الدَّارَقُطْنِيّ طرق الحَدِيث فِي نَحْو عشر وَرَقَات كبار.
وَأخرجه التِّرْمِذِيّ أَيْضا من رِوَايَة أبي الزِّنَاد عَن عُرْوَة عَن بسرة.
وَأخرجه الطَّحَاوِيّ من رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ أَخْبرنِي الزُّهْرِيّ حَدثنِي أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عُرْوَة بِهِ.
وَفِي رِوَايَة لِابْنِ حبَان «فَليَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة».
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ لما أخرجه وَفِي الْبَاب عَن أم حَبِيبَة وَأبي أَيُّوب وَأبي هُرَيْرَة وأرْوَى بنت أنيس وَعَائِشَة وَجَابِر وَزيد بن خَالِد وَعبد الله بن عَمْرو قَالَ وَقَالَ مُحَمَّد حَدِيث بسرة أصح شَيْء فِي هَذَا الْبَاب. انْتَهَى.
فَأَما حَدِيث أم حَبِيبَة فَأخْرجهُ ابْن ماجه من طَرِيق الْعَلَاء بن الْحَارِث عَن مَكْحُول عَن عَنْبَسَة بن أبي سُفْيَان عَنْهَا بِلَفْظ: «من مس فرجه فَليَتَوَضَّأ» وَرِجَاله ثِقَات حَتَّى قَالَ أَبُو زرْعَة فِي مَا حَكَاهُ التِّرْمِذِيّ إِنَّه أصح شَيْء فِي هَذَا الْبَاب وَلكنه أعل بالانقطاع فَإِن البُخَارِيّ قَالَ لم يسمع مَكْحُول عَن عَنْبَسَة وَكَذَا أسْند الطَّحَاوِيّ عَن أبي مسْهر.
وَأما حَدِيث أبي أَيُّوب فَأخْرجهُ ابْن ماجه أَيْضا وَفِي إِسْنَاده إِسْحَاق بن أبي فَرْوَة وَهُوَ ضَعِيف.
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأخْرجهُ أحمد وَالشَّافِعِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن حبَان وَاللَّفْظ لَهُ وَالْحَاكِم وَالدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة يزِيد النَّوْفَلِي زَاد الشَّافِعِي وَنَافِع بن أبي نعيم كِلَاهُمَا عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: «إِذا أَفْضَى أحدكُم بِيَدِهِ إِلَى فرجه وَلَيْسَ بَينهمَا ستر وَلَا حَائِل فَليَتَوَضَّأ» وَيزِيد ضَعِيف وَنَافِع فِيهِ لين.
وَأما حَدِيث أروى بنت أنيس فَأخْرجهُ الدَّارقطني فِي الْعِلَل وَإِسْنَاده ضَعِيف.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَأخْرجهُ الدَّارَقُطْنِيّ بِلَفْظ: «ويل للَّذين يمسون فروجهم ثمَّ يصلونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ» وَفِي إِسْنَاده عبد الرَّحْمَن الْعمريّ وَهُوَ واه جدًّا.
وَرَوَاهُ عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَنْهَا وَلَكِن لَهُ طرق أُخْرَى أخرجهَا الطَّحَاوِيّ من طَرِيق الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة وَفِي إِسْنَاده عَمْرو بن شُرَيْح وَهُوَ ضَعِيف.
وَأما حَدِيث جَابر فَأخْرج الشَّافِعِي من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان عَنهُ بِلَفْظ: «إِذا أَفْضَى أحدكُم بِيَدِهِ إِلَى فرجه فَليَتَوَضَّأ» قَالَ الشَّافِعِي سَمِعت جمَاعَة من الْحفاظ يَرْوُونَهُ لَا يذكرُونَ فِيهِ جَابِرا. انْتَهَى.
وَأخرجه ابْن ماجه والطَّحَاوِي من هَذَا الْوَجْه مَوْصُولا بِلَفْظ: «إِذا مس أحدكُم ذكره فَعَلَيهِ الْوضُوء».
وَأما حَدِيث زيد بن خَالِد فَأخْرجهُ أحمد من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن زيد بن خَالِد سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «من مس فرجه فَليَتَوَضَّأ».
وَأخرجه الطَّحَاوِيّ وَقَالَ هَذَا غلط لِأَن عُرْوَة أنكر عَلَى مَرْوَان لما حَدثهُ بِهِ عَن بسرة وَذَلِكَ بعد موت زيد بن خَالِد بِمَا شَاءَ الله فَكيف يُنكر عَلَى مَرْوَان شَيْئا سَمعه من زيد ابْن خَالِد انْتَهَى.
وَأجِيب بِاحْتِمَال أَن يكون ذَلِك قبل موت خَالِد فَإِن الْقِصَّة الَّتِي دارت بَين عُرْوَة ومروان لم يجِئ فِي خبر قطّ تعْيين زمانها.
وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فَأخْرجهُ أحمد وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق الزبيدِيّ حَدثنِي عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده بِلَفْظ: «أَيّمَا رجل مس فرجه فَليَتَوَضَّأ وَأَيّمَا إمرة مست فرجهَا فلتتوضأ» وَرِجَاله ثِقَات إِلَّا أَنه اخْتلف فِيهِ عَلَى عَمْرو بن شُعَيْب وَقد بَين ذَلِك الْبَيْهَقِيّ فَقيل عَنهُ هَكَذَا وَقيل إِن المثني بن الصَّباح عَنهُ عَن سعيد ابْن الْمسيب عَن بسرة بنت صَفْوَان قَالَت «يَا رَسُول الله كَيفَ ترَى فِي إحدانا تمس فرجهَا وَالرجل يمس فرجه بعدمَا يتَوَضَّأ قَالَ يتَوَضَّأ يَا بسرة».
قَالَ عَمْرو حَدثنِي سعيد أَن مَرْوَان أرسل إِلَيْهَا يسْأَلهَا فَقَالَت «سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْده عبد الله ابْن عمر وَفُلَان وَفُلَان فَأمرنِي بِالْوضُوءِ».
قلت وَقد ورد من حَدِيث عبد الله بن عمر كَمَا دلّت عَلَيْهِ هَذِه الرِّوَايَة أخرجهَا الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق عبد الله الْعمريّ والطَّحَاوِي من طَرِيق هِشَام كِلَاهُمَا عَن نَافِع عَنهُ بِلَفْظ: «من مس ذكره فَليَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة» والعمري وَهِشَام ضعيفان وَأخرجه الطَّحَاوِيّ من طَرِيق الْعَلَاء بن سلمَان عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه والْعَلَاء ضَعِيف وَفِي الْبَاب أَيْضا عَن طلق بن عَلّي كَمَا سَيَأْتِي بعد.

.ذكر مَا يُعَارض ذَلِك:

أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق ملازم بن عَمْرو عَن عبد الله بن بدر عَن قيس ابْن طلق عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنه سُئِلَ عَن الرجل الَّذِي يمس ذكره فِي الصَّلَاة فَقَالَ وَهل هُوَ إِلَّا بضعَة مِنْك» وَصَححهُ ابْن حبَان من هَذَا الْوَجْه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ هُوَ أحسن شَيْء يروي فِي هَذَا الْبَاب وَنقل الطحاو عَن عَلّي بن الْمَدِينِيّ قَالَ هُوَ أحسن من حَدِيث بسرة وَقَالَ عَمْرو بن عَلّي الفلاس حَدِيث طلق عندنَا أثبت من حَدِيث بسرة.
أخرجه ابْن ماجه من طَرِيق مُحَمَّد بن جَابر وَأحمد من طَرِيق أَيُّوب بن عتبَة وَابْن عدي من طَرِيق أَيُّوب ابْن مُحَمَّد ثَلَاثَتهمْ عَن قيس بن طلق بِهِ.
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عِكْرِمَة بن عمار عَن قيس بن طلق «أن طلقا سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقَالَ عِكْرِمَة أمثل هَؤُلَاءِ وَقد أرْسلهُ.
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق أَيُّوب ابْن عتبَة عَن قيس بن طلق عَن أَبِيه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من مس ذكره فَليَتَوَضَّأ» فاضطرب حَدِيث طلق.
وَفِي الْبَاب عَن أبي أُمَامَة أخرجه ابْن ماجه من حَدِيثه «أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي مسست ذكري وَأَنا أُصَلِّي فَقَالَ لَا بَأْس إِنَّمَا هُوَ جُزْء مِنْك» وَفِي إِسْنَاده جَعْفَر بن الزبير وَهُوَ مَتْرُوك.
وَعَن عصمَة بن مَالك الخطمي نَحوه لَكِن قَالَ فِي الْجَواب «وَأَنا أفعل ذَلِك» وَإِسْنَاده واه.
وَعَن عَائِشَة أخرجه أَبُو يعْلى من طَرِيق سُفْيَان بن عبد الله الْحِمْيَرِي قَالَ دخلت أَنا وَرِجَال معي عَلَى عَائِشَة فسألناها عَن الرجل يمس فرجه أَو الْمَرْأَة تمس فرجهَا فَقَالَت سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لَا أُبَالِي إِيَّاه مسست أَو أنفي» وَفِي إِسْنَاده من لَا يعرف.
وَجَاء عَن الصَّحَابَة نَحْو ذَلِك فروَى الطَّحَاوِيّ عَن عَلّي قَالَ: «مَا أُبَالِي مسست أنفي أَو ذكرى».
وَمن طَرِيق ابْن مَسْعُود نَحوه.
وَمن طَرِيق عمار «إِنَّمَا هُوَ بضعَة مِنْك وَإِن لكفك موضعا غَيره».
وَعَن حُذَيْفَة وَعمْرَان أَنَّهُمَا كَانَا لَا يريان فِي مس ذكر وضُوءًا.
وَعَن ابْن عَبَّاس نَحوه قَالَ: وَجَاء أَن فِيهِ الْوضُوء.
وَعَن ابْن عمر فِيهِ الْوضُوء.
وَعَن مُصعب بن سعد قَالَ مسست ذكري وَمَعِي الْمُصحف فَقَالَ لي أبي تَوَضَّأ ثمَّ أخرج من طَرِيقه قَالَ فَقَالَ لي أبي قُم فاغسل يدك.

.أَحَادِيث لمس الْمَرْأَة وَمن قَالَ ينْقض الْوضُوء أَو لَا:

- وَقد أسْندهُ الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن مَسْعُود وَعَن ابْن عمر وَعَن عمر قَالُوا اللَّمْس ما دون الْجِمَاع فَمن لمس فَعَلَيهِ الْوضُوء.
قَالَ وَخَالفهُم ابْن عَبَّاس فَقَالَ هُوَ الْجِمَاع وَلم ير فِي اللَّمْس وضُوءًا.
وَمن أغرب مَا أحتج بِهِ من أوجب الْوضُوء حَدِيث معَاذ فِي قصَّة الَّذِي بَاشر الْمَرْأَة الْأَجْنَبِيَّة وَلم يُجَامِعهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَوَضَّأ وضُوءًا حسنا ثمَّ صل» فَأنْزل الله: {وأقم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار} الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَصَححهُ الْحَاكِم إِلَّا أَنه من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن معَاذ وَلم يسمع مِنْهُ.
وَتعقب بِأَن الْأَمر بِالْوضُوءِ فِيهِ للتبرك بِدَلِيل حَدِيث: «اكتم الْخَطِيئَة وَتَوَضَّأ وضُوءًا حسنا ثمَّ صل رَكْعَتَيْنِ».
وَفِي مُقَابلَته مَا رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم عَن عَائِشَة قَالَت «كنت أَنَام بَين يَدي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجلاي فِي قبلته فَإِذا سجد غمزني فقبضت رجْلي فَإِذا قَامَ بسطتهما».
وَلمُسلم من وَجه آخر عَنْهَا «فقدت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَات لَيْلَة فَجعلت أطلبه بيَدي فَوَقَعت يَدي عَلَى قَدَمَيْهِ وهما منصوبتان وَهُوَ ساجد».
وللنسائي من وَجه آخر «إِن كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُصَلِّي وَإِنِّي مُعْتَرضَة بَين يَدَيْهِ اعْتِرَاض الْجِنَازَة حَتَّى إِذا أَرَادَ أَن يُوتر مسنى بِرجلِهِ».
وَرَوَى أَصْحَاب السّنَن إِلَّا النَّسَائِيّ من طَرِيق الْأَعْمَش عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل امرأة من نِسَائِهِ ثمَّ خرج إِلَى الصَّلَاة وَلم يتَوَضَّأ» قَالَ عُرْوَة فَقلت لَهَا من هِيَ إِلَّا أَنْت فَضَحكت.
وَأخرجه أَبُو دَاوُد من وَجه آخر عَن الْأَعْمَش قَالَ حَدثنَا أَصْحَاب لنا عَن عُرْوَة الْمُزنِيّ عَن عَائِشَة.
قَالَ أَبُو دَاوُد وَرَوَى عَن الثَّوْريّ قَالَ مَا حَدثنَا حبيب بن أبي ثَابت إِلَّا عَن عُرْوَة الْمُزنِيّ.
قَالَ أَبُو دَاوُد وَقد رَوَى حَمْزَة الزيات عَن حبيب عَن عُرْوَة بن الزبير عَن عَائِشَة حَدِيثا.
قلت وَقع فِي رِوَايَة ابْن ماجه وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي حَدِيث الْبَاب عَن عُرْوَة ابْن الزبير وَأَيْضًا فالسؤال الَّذِي فِي رِوَايَة أبي دَاوُد ظَاهر فِي أَنه ابْن الزبير لِأَن الْمُزنِيّ لَا يَجْسُر أَن يَقُول ذَلِك الْكَلَام لعَائِشَة.
وَقد جَاءَ هَذَا الحَدِيث من غير هَذَا الْوَجْه.
فروَى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق الثَّوْريّ عَن أبي روق عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ يقبل بعض نسائه وَلَا يتَوَضَّأ».
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَرَوَى أَبُو حنيفَة عَن أبي روق عَن إِبْرَاهِيم عَن حَفْصَة وَهُوَ مُنْقَطع لِأَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ لم يسمع من عَائِشَة وَلَا من حَفْصَة.
قَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره وَلَكِن رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من وَجه آخر عَن الثَّوْريّ فَقَالَ فِيهِ عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أَبِيه عَن عَائِشَة لَكِن إِسْنَاده ضَعِيف.
وَله طَرِيق أُخْرَى عِنْد ابْن ماجه من رِوَايَة زَيْنَب السهمية عَن عَائِشَة «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يتَوَضَّأ ثمَّ يقبل وَيُصلي وَلَا يتَوَضَّأ وَرُبمَا فعله بِي».
وَقَالَ إِسْحَاق فِي مُسْنده حَدثنَا بَقِيَّة حَدثنِي عبد الْملك ابْن مُحَمَّد عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبلهَا وَهُوَ صَائِم وَقَالَ إِن الْقبْلَة لَا تنقض الْوضُوء وَلَا تفطر الصَّائِم وَقَالَ يَا حميراء إِن فِي ديننَا لسعة».
وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق حَاجِب بن سُلَيْمَان عَن وَكِيع عَن هِشَام بِلَفْظ: «قبل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض نِسَائِهِ ثمَّ صَلَّى وَلم يتَوَضَّأ ثمَّ ضحِكت» وَرِجَاله أثبات إِلَّا أَن الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ إِن حاجبا وهم فِيهِ وَإِنَّمَا رَوَاهُ وَكِيع بِهَذَا الْإِسْنَاد «أَنه كَانَ يقبل وهو صائم».
وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا من طَرِيق أبي أويس عَن هِشَام عَن أَبِيه عَنْهَا أَنه بلغَهَا قَول ابْن عمر فِي الْقبْلَة الْوضُوء فَقَالَت «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل وَهُوَ صَائِم وَلَا يتَوَضَّأ».
وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا من طَرِيق مَنْصُور ابْن زَاذَان وَابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن الزُّهْرِيّ.
أما مَنْصُور فَقَالَ عَن أبي سَلمَة.
وَأما ابْن أخي الزُّهْرِيّ فَقَالَ عَن عُرْوَة.
ثمَّ اتفقَا عَن عَائِشَة قَالَت «لقد كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبلني إِذا خرج إِلَى الصَّلَاة وَلَا يتَوَضَّأ» هَذَا لفظ مَنْصُور.
وَلَفظ الآخر قَالَت «لَا تُعَاد الصَّلَاة من الْقبْلَة كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل بعض نِسَائِهِ وَيُصلي وَلَا يتَوَضَّأ».
وَأخرج الْبَزَّار من طَرِيق عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عَطاء عَن عَائِشَة مثل هَذَا الْمَرْفُوع وَرِجَاله ثِقَات.
وَقد أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من وَجه آخر عَن عبد الْكَرِيم عَن عَطاء ثمَّ أخرجه من وَجه آخر أَيْضا عَن عَطاء قَالَ لَيْسَ فِي الْقبْلَة وضوء.
وَفِي الْبَاب عَن أبي أُمَامَة «قلت يَا رَسُول الله الرجل يتَوَضَّأ ثمَّ يقبل أَهله ويلاعبها أينقض ذَلِك وضوءه قَالَ لَا» أخرجه ابْن عدي وَإِسْنَاده ضَعِيف.
وَعَن أبي هُرَيْرَة «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل ثمَّ يخرج إِلَى الصَّلَاة ولا يحدث وضُوءًا» أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَفِي إِسْنَاده يزِيد بن سِنَان ضَعِيف.
وَعَن ابْن عمر «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل وَلَا يُعِيد الْوضُوء» أخرجه ابْن حبَان فِي تَرْجَمَة غَالب الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء.