فصل: باب البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تغليق التعليق على صحيح البخاري



قوله:

.باب البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا:

وَبِه قَالَ ابْن عمر وَشُرَيْح وَالشعْبِيّ وَطَاوُس وَعَطَاء وَابْن أبي مليكَة.
أما قَول ابْن عمر فَهُوَ عِنْده مُسْند قبل ببابين فِي أثْنَاء حَدِيث.
وَأما قَول شُرَيْح فَأَخْبرنِي بِهِ أَبُو مُحَمَّد بن الْقَمَر الْفراء بِدِمَشْق فِيمَا قَرَأت عَلَيْهِ قلت لَهُ أخْبركُم جدك أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا وهبان بن عَلِيّ الشَّيْبَانِيّ أَنا عبد الْعَزِيز بن باقا.
(ح) وأنبأنا بِهِ عَالِيا أَبُو الْحسن بْن أبي الْمجد شفاها عَن سُلَيْمَان بن حَمْزَة عَن عبد الْعَزِيز أَنا عَلِيّ بن عَسَاكِر البطائحي أَنا أَبُو طَالب بن يُوسُف أَنا إِبْرَاهِيم بن عمر أَنا أَبُو بكر بن بخيت أَنا عمر بن مُحَمَّد بن عِيسَى أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن هانىء الْأَثْرَم ثَنَا الْفضل بن دُكَيْن ثَنَا سُفْيَان عَن الشّعبِيّ عَن شُرَيْح قَالَ: (البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا).
رَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة عَن أبي نعيم الْفضل بن دُكَيْن فوافقناه بعلو وَسَيَأْتِي لَهُ طَرِيق أُخْرَى.
وَأما قَول الشّعبِيّ فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور أخبرنَا هشيم ثَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ السّلمِيّ سَمِعت أَبَا الضُّحَى يحدث: «أَنه شهد شريحا واختصم إِلَيْهِ رجلَانِ قد اشْتَرَى أَحدهمَا من الآخر دَارا بأَرْبعَة آلَاف فأوجبها لَهُ ثمَّ بدا لَهُ فِي بيعهَا قبل أَن يُفَارق صَاحبه قَالَ لَا حَاجَة لي فِيهَا فَقَالَ البَائِع قد بِعْتُك وأوجبت لَك فاختصما إِلَى شُرَيْح فَقَالَ هُوَ بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا».
قَالَ وَحدثنَا هشيم ثَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ السّلمِيّ أَنه شهد الشّعبِيّ قَضَى بذلك.
وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا جرير عَن مُغيرَة عَن الشّعبِيّ: «فِي رجل اشْتَرَى من رجل برذونا فَأَرَادَ أَن يردهُ قبل أَن يَتَفَرَّقَا فَقَضَى الشّعبِيّ أَنه قد وَجب عَلَيْهِ البيع فَشهد عِنْده أَبُو الضُّحَى أَن شريحا أُتِي فِي مثل ذَلِك فَرده عَلَى البَائِع فَرجع الشّعبِيّ إِلَى قَول شُرَيْح».
وَأما قَول طَاوس فَأخْبرنَا بِهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلِيّ الْأمين قِرَاءَة عَلَيْهِ عَن سِتّ الوزراء التنوخية أَن الْحُسَيْن بن يَحْيَى أخْبرهُم أَنا أَبُو زرْعَة أَنا السَّلَام بن عَلان أَنا أَبُو بكر القَاضِي ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم أَنا الرّبيع بن سُلَيْمَان أَنا الشَّافِعِي أَنا ابْن عُيَيْنَة عَن عبد الله بن طَاوس عَن أَبِيه قَالَ: «خير رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا بعد البيع فَقَالَ الرجل عمرك الله مِمَّن أَنْت قَالَ امْرُؤ من قُرَيْش ثمَّ قَالَ وَكَانَ أبي يحلف مَا الْخِيَار إِلَّا بعد البيع».
وَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة أَيْضا ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن طَاوس نَحوه وَلَيْسَ فِيهِ قَول طَاوس.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيقه.
وَكَذَا رَوَاهُ هِشَام بن يُوسُف عَن ابْن جريج.
وَرَوَاهُ ابْن وهب عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر مُتَّصِلا.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ صَحِيح غَرِيب وَابْن مَاجَه وَالدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيثه.
وَتَابعه يَحْيَى بن أَيُّوب عَن ابْن جريج قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ وَهَذَا وهم وَالصَّوَاب رِوَايَة هِشَام بن يُوسُف.
وَأما قَول عَطاء فَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا جرير بن عبد الحميد عَن عبد الْعَزِيز بْن رفيع عَن ابْن أبي مليكَة وَعَطَاء قَالَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «البيعان بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا عَن رضى».
وَأما قَول ابْن أبي مليكَة فَسبق كَمَا ترَى مَعَ عَطاء.
قوله:

.باب إِذا اشْتَرَى شَيْئا فوهبه من سَاعَته قبل أَن يَتَفَرَّقَا فَلم يُنكر البَائِع عَلَى المُشْتَرِي أَو اشْتَرَى عبدا فَأعْتقهُ:

وَقَالَ طَاوس: «فِيمَن يَشْتَرِي السّلْعَة عَلَى الرِّضَا ثمَّ بَاعهَا وَجَبت لَهُ وَالرِّبْح لَهُ».
[2115]- وَقَالَ الْحميدِي ثَنَا سُفْيَان ثَنَا عَمْرو عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر فَكنت عَلَى بكر صَعب لعمر فَكَانَ يغلبني فيتقدم أَمَام الْقَوْم فيزجره عمر وَيَردهُ ثمَّ يتَقَدَّم فيزجره عمر وَيَردهُ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر بعنيه قَالَ هُوَ لَك يَا رَسُول الله قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعنيه فَبَاعَهُ من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ لَك يَا عبد الله بن عمر تصنع بِهِ مَا شِئْت».
أما قَول طَاوس فَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا ابْن الْمُبَارك عَن معمر عَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه (فِي رجل أَخذ ثوبا بِشَرْط فَبَاعَهُ قَالَ الرِّبْح لَهُ).
وَأما حَدِيث الْحميدِي فَأخْبرنَا بِهِ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْقَيْسِي فِي كِتَابه أَن أَحْمد بن أبي طَالب أخبرهُ عَن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد أَن أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ أخْبرهُم أَنا أَبُو مَنْصُور الْخياط أَنا أَبُو طَاهِر الْمُؤَدب أَنا أَبُو عَلِيّ الصَّواف ثَنَا بسر بن مُوسَى ثَنَا أَبُو بكر عبد الله بن الزبير الْحميدِي بِهَذَا سَوَاء.
وَوَقع فِي روايتنا من طَرِيق ابْن عَسَاكِر بِإِسْنَادِهِ فِي هَذَا الحَدِيث إِلَى البُخَارِيّ وَقَالَ لنا الْحميدِي فَذكره.
قوله فِي:
[2116]- وَقَالَ اللَّيْث حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن خَالِد عَن ابْن شهَاب عَن سَالم بن عبد الله عَن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «بِعْت من أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان مَالا بالوادي بِمَال لَهُ بِخَيْبَر فَلَمَّا تبايعنا رجعت عَلَى عُقْبى حَتَّى خرجت من بَيته خشيَة أَن يرادني البيع وَكَانَت السّنة أَن الْمُتَبَايعين بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا قَالَ عبد الله فَلَمَّا وَجب بيعي وَبيعه رَأَيْت أَنِّي قد غبنته بِأَنِّي سقته إِلَى أَرض ثَمُود بِثَلَاث لَيَال وساقني إِلَى الْمَدِينَة بِثَلَاث لَيَال».
قَالَ الْحَافِظ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه حَدثنَا الْقَاسِم ثَنَا ابْن زَنْجوَيْه ثَنَا أَبُو صَالح حَدثنِي اللَّيْث بِهَذَا.
وَأخرجه من طَرِيق آخر عَن أبي صَالح.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير عَن ابْن عَمْرو الأديب عَن الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن الْقَاسِم بِهِ.
وَأخْبرنَا بِهِ الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن منيع أَنا عبد الله بن الْحُسَيْن بن أبي التائب مشافهة عَن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ أَن الْحَافِظ أَبَا مُوسَى الْمَدِينِيّ كتب إِلَيْهِم أَنا الْحسن بن أَحْمد الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو عَمْرو بن حمدَان ثَنَا الْحسن بن سُفْيَان ثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان ثَنَا أَبُو صَالح ثَنَا اللَّيْث حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن خَالِد عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: «بِعْت من أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان مَالا بالوادي بِمَال لَهُ بِخَيْبَر فَلَمَّا تبايعنا رجعت عَلَى عَقبي الْقَهْقَرِي» فَذكر مثله سَوَاء.
قوله:

.باب مَا ذكر فِي الْأَسْوَاق:

وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف لما قدمنَا الْمَدِينَة قلت هَل من سوق فِيهَا تِجَارَة فَقَالَ سوق قينقاع.
وَقَالَ أنس قَالَ عبد الرَّحْمَن دلوني عَلَى السُّوق.
وَقَالَ عمر ألهاني الصفق بالأسواق.
أما حَدِيث عبد الرَّحْمَن فأسنده الْمُؤلف فِي الْبيُوع أَيْضا وَفِي فَضَائِل الْأَنْصَار.
وَأما حَدِيث أنس فأسنده أَيْضا فِي الْبيُوع وَفِي النِّكَاح.
وَأما قَول عمر فَهُوَ عِنْده فِي حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي قصَّة اسْتِئْذَانه ثَلَاثًا عَلَى عمر ورجوعه وإنكار عمر عَلَيْهِ وَشَهَادَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ بِتَصْدِيق أبي مُوسَى.
وَقد أسْندهُ الْمُؤلف فِي الاستئذان وَغَيره.
قوله:

.باب كَرَاهِيَة الصفق بالأسواق:

[2125]- حَدثنَا مُحَمَّد بن سِنَان ثَنَا فليح ثَنَا هِلَال عَن عَطاء بن يسَار قَالَ لقِيت عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما فَقلت أَخْبرنِي عَن: «صفة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاة قَالَ أجل وَالله إِنَّه لموصوف فِي التَّوْرَاة بِبَعْض صفته فِي الْقُرْآن» الحَدِيث.
تَابعه عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَن هِلَال قَالَ سعيد عَن هِلَال عَن عَطاء عَن ابْن سَلام أما مُتَابعَة عبد الْعَزِيز فَقَالَ الْمُؤلف فِي التَّفْسِير حَدثنَا عبد الله ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة فَذكره.
فَذكر أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف أَن عبد الله هَذَا هُوَ ابْن أبي رَجَاء الغداني.
وَقَالَ الْمزي بل هُوَ عبد الله بن صَالح وتقوى ذَلِك أَن البُخَارِيّ رَوَاهُ فِي الْأَدَب الْمُفْرد عَن مُحَمَّد بن سِنَان بِسَنَدِهِ ثمَّ أردفه بروايته لَهُ عَن عبد الله بْن صَالح وَنسبه بِسَنَدِهِ سَوَاء.
قلت وَحَدِيثه فِي رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ حَدثنَا عبد الله بن مسلمة فَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمد وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات عَن يزِيد بن هَارُون وَغَيره عَن عبد الْعَزِيز بِهِ.
وَأما حَدِيث سعيد بن أبي هِلَال فَأخْبرنَا بِهِ أَحْمد بن عَلِيّ بن يَحْيَى بن تَمِيم أَنا أَحْمد بن نعْمَة أَنا أَبُو المنجا بن اللتي أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا عبد الله بن أَحْمد السَّرخسِيّ أَنا عِيسَى بن عمر السَّمرقَنْدِي أَنا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا عبد الله بن صَالح حَدثنِي اللَّيْث ثَنَا خَالِد بن يزِيد عَن سعيد هُوَ ابْن أبي هِلَال عَن هِلَال بن أُسَامَة عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن سَلام أَنه كَانَ يَقُول: (إِنَّا لنجد صفة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا وحرزا للأميين) الحَدِيث مثل حَدِيث عبد الله بن عمر وَقَالَ عَطاء بن يسَار وَأَخْبرنِي أَبُو وَاقد اللَّيْثِيّ أَنه سمع كَعْبًا يَقُول مثل مَا قَالَ ابْن سَلام.
وَرَوَاهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي تَارِيخه عَن عبد الله بن صَالح بالإسنادين جَمِيعًا فوافقناه بعلو.
قلت وَلَا مَانع من أَن يكون عَطاء بن يسَار لَقِي عبد الله بن عَمْرو بعد ذَلِك فحدثه كَمَا حَدثهُ هَذَانِ فروَى كل من الروَاة عَنهُ مَا حفظه وَلِحَدِيث ابْن سَلام شَاهد رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات من طَرِيق زيد بن أسلم قَالَ بلغنَا أَن عبد الله بن سَلام كَانَ يَقُول فَذكره.
وَالظَّاهِر أَن الْوَاسِطَة بَينه وَبَينه هُوَ عَطاء بن يسَار لِأَن زيدا من المكثرين عَنهُ وَالله أعلم.
قوله فِيهِ:

.بَاب الْكَيْل عَلَى البَائِع والمعطي:

وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكتالوا حَتَّى تستوفوا».
وَيذكر عَن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «إِذا بِعْت فَكل وَإِذا ابتعت فاكتل».
وَأما قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى الْقِصَّة الَّتِي فِي حَدِيث طَارق بن عبد الله الْمحَاربي فقد قَرَأت عَلَى أم الْفضل بنت الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن سُلْطَان بِدِمَشْق عَن الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ كِلَاهُمَا عَن أبي الْوَفَاء مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم الْعَبْدي أَنا أَبُو الْخَيْر الباغبان ثَنَا أَبُو عَمْرو عبد الْوَهَّاب بن الْحَافِظ أبي عبد الله بن مَنْدَه أَنا أبي أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد وَمُحَمّد بن يَعْقُوب قَالَا: ثَنَا أَحْمد بن عبد الْجَبَّار ثَنَا يُونُس بن بكير عَن يزِيد بن زِيَاد بن أبي الْجَعْد عَن جَامع بن شَدَّاد عَن طَارق قَالَ: «رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّتَيْنِ رَأَيْته بسوق ذِي الْمجَاز وَأَنا فِي تباعة لي فَمر وَعَلِيهِ حلَّة حَمْرَاء فَسَمعته يَقُول يَا أَيهَا النَّاس قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله تُفْلِحُوا وَرجل يتبعهُ يَوْمئِذٍ بِالْحِجَارَةِ قد أدْمَى كَعبه وَهُوَ يَقُول يَا أَيهَا النَّاس لَا تطيعوا هَذَا فَإِنَّهُ كَذَّاب فَقلت من هَذَا قيل غُلَام من بني عبد الْمطلب فَقلت من هَذَا الَّذِي يرميه بِالْحِجَارَةِ قيل عَمه عبد الْعُزَّى أَبُو لَهب بن عبد الْمطلب فَلَمَّا أظهر الله الْإِسْلَام خرجنَا من الربذَة ومعنا ظَعِينَة لنا حَتَّى نزلنَا قَرِيبا من الْمَدِينَة فَبينا نَحن قعُود إِذْ أُتِي رجل عَلَيْهِ ثَوْبَان فَسلم علينا فَقَالَ من أَيْن الْقَوْم فَقُلْنَا من الربذَة ومعنا جمل أَحْمَر فَقَالَ تبيعون الْجمل قُلْنَا نعم فَقَالَ بكم قُلْنَا بِكَذَا وَكَذَا صَاعا من تمر فَقَالَ قد أخذت وَمَا استقصى فَأخذ بِخِطَام الْجمل فَذهب حَتَّى توارى بحيطان الْمَدِينَة فَقَالَ بَعْضنَا لبَعض أتعرفون الرجل فَلم يكد أحد منا يعرفهُ فلام الْقَوْم بَعضهم بَعْضًا وَقَالُوا تعطون جملكم من لَا تعرفونه فَقَالَت الظعينة لَا تتلاوموا فَلَقَد رَأَيْت وَجه رجل لَا يغدر بكم مَا رَأَيْت شَيْئا أشبه بالقمر لَيْلَة الْبَدْر من وَجهه فَلَمَّا كَانَ الْعشي أَتَى رجل فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله أَنْتُم الَّذين جئْتُمْ من الربذَة فَقُلْنَا نعم فَقَالَ أَنا رَسُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُم وَهُوَ يَأْمُركُمْ أَن تَأْكُلُوا من هَذَا التَّمْر حَتَّى تشبعوا وتكتالوا حَتَّى تستوفوا فأكلنا من التَّمْر حَتَّى شبعنا واكتلنا حَتَّى اسْتَوْفَيْنَا ثمَّ قدمنَا الْمَدِينَة من الْغَد فَإِذا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِم يخْطب النَّاس عَلَى الْمِنْبَر فَسَمعته يَقُول يَد الْمُعْطِي الْعليا وأبدأ بِمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك وأدناك وَثمّ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ يَا رَسُول الله هَؤُلَاءِ بَنو ثَعْلَبَة من يَرْبُوع الَّذين قتلوا فلَانا فِي الْجَاهِلِيَّة فَخذ لنا بثأرنا فَرفع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأينَا بَيَاض أبطيه يَقُول لَا تجني أم عَلَى ولد لَا تجني أم عَلَى ولد».
رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن عبد الله بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ ابْن رَاهَوَيْه عَن الْفضل بن مُوسَى عَن يزِيد بن زِيَاد بِطُولِهِ.
وَرَوَى النَّسَائِيّ بعضه مفرقا عَن يُوسُف بن عِيسَى عَن الْفضل بن مُوسَى.
وَقد وَقع لنا من وَجه آخر عَن جَامع بن شَدَّاد قَرَأت عَلَى خَدِيجَة بنت إِبْرَاهِيم البعلبكية بِدِمَشْق عَن الْقَاسِم بن مظفر بن مَحْمُود بن تَاج الْأُمَنَاء قِرَاءَة عَلَيْهِ وَهِي آخر من حَدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ عَن عبد الله بن عمر بن عَلِيّ عَن مَسْعُود بن الْحسن الثَّقَفِيّ أَن مُحَمَّد بن الْحسن بن سليم حَدثهمْ ثَنَا أَبُو عَلِيّ بن شَاذان أَنا عبد الله بن إِسْحَاق الْخُرَاسَانِي ثَنَا مُحَمَّد بن الجهم ثَنَا جَعْفَر بن عون ثَنَا أَبُو جناب الْكَلْبِيّ ثَنَا جَامع بن شَدَّاد الْمحَاربي حَدثنِي رجل من قومِي فَقَالَ لَهُ طَارق بن عبد الله قَالَ: «إِنِّي لقائم بسوق ذِي الْمجَاز إِذْ أقبل رجل عَلَيْهِ جُبَّة لَهُ وَهُوَ يَقُول يَا أَيهَا النَّاس قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله تُفْلِحُوا وَرجل يتبعهُ يرميه بِالْحِجَارَةِ وَيَقُول يَا أَيهَا النَّاس إِنَّه كَذَّاب فَلَا تُصَدِّقُوهُ فَقلت من هَذَا قَالُوا غُلَام من بني هَاشم الَّذِي يزْعم أَنه رَسُول الله قلت من هَذَا الَّذِي يفعل بِهِ قَالُوا هَذَا عَمه عبد الْعُزَّى فَلَمَّا أسلم النَّاس وَهَاجرُوا خرجنَا من الربذَة نُرِيد الْمَدِينَة نمتار من تمرها قَالَ فَلَمَّا دنونا من حيطانها ونخلها قُلْنَا لَو نزلنَا فلبسنا ثيابًا غير ثيابنا هَذِه إِذْ أقبل رجل فِي طمرين لَهُ فَسلم ثمَّ قَالَ من أَيْن أقبل الْقَوْم قُلْنَا من الربذَة قَالَ فَأَيْنَ تُرِيدُونَ قُلْنَا نُرِيد هَذِه الْمَدِينَة قَالَ مَا حَاجَتكُمْ فِيهَا قُلْنَا ثمار من تمرها قَالَ ومعنا ظَعِينَة لنا ومعنا جمل أَحْمَر مَخْطُوم بِحَبل قَالَ تبيعون جملكم هَذَا قُلْنَا نعم بِكَذَا وَكَذَا صَاعا من تمر قَالَ فَمَا استوضعنا مِمَّا قُلْنَا شَيْئا فَأخذ بِخِطَام الْجمل وَانْطَلق فَلَمَّا توارى عَنَّا بحيطان الْمَدِينَة ونخلها قُلْنَا مَا ضيعنا وَالله مَا بعنا جملنا مِمَّن نَعْرِف وَلَا أَخذنَا لَهُ ثمنا قَالَ تَقول الْمَرْأَة الَّتِي مَعنا وَالله لقد رَأَيْت رجلا كَأَن وَجهه شقة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر أَنا ضامنة لثمن جملكم قَالَ إِذْ أقبل رجل فَقَالَ أَنا رَسُول رَسُول الله إِلَيْكُم هَذَا تمركم فَكُلُوا واشبعوا واكتالوا واستوفوا فأكلنا حَتَّى شبعنا واكتلنا فاستوفينا ثمَّ دَخَلنَا الْمَدِينَة فَإِذا هُوَ قَائِم عَلَى الْمِنْبَر يخْطب النَّاس فَأَدْرَكنَا من خطبَته وَهُوَ يَقُول تصدقوا إِن الصَّدَقَة خير لكم الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلَى أمك وأباك وأختك وأخاك ثمَّ أدناك أدناك إِذْ أقبل رجل فِي نفر من بني يَرْبُوع فَقَامَ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن لنا فِي هَؤُلَاءِ دَمًا فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ إِن أما لَا تجني عَلَى ولد ثَلَاث مَرَّات».
رَوَاهُ أَبُو عبد الله بن مَنْدَه فِي الْمعرفَة عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ عَن مُحَمَّد بن الجهم وَلم يسق لَفظه.
وَأَبُو جناب اسْمه يَحْيَى بن أبي حَيَّة كُوفِي يكْتب حَدِيثه فِي المتابعات وَكَانَ يعاب عَلَيْهِ التَّدْلِيس وَقد صرح بِسَمَاعِهِ هُنَا.
وَأما حَدِيث عُثْمَان فَقَرَأته عَلَى سُلَيْمَان بن أَحْمد السقا بِطيبَة المكرمة أخْبركُم أَحْمد بن عَلِيّ بن الْحسن أَن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي أخبرهُ أَنا يُوسُف بن معالي أَنا عَلِيّ بن أَحْمد بن قبيس أَنا الْحُسَيْن بن عَلِيّ بن أبي الرِّضَا أَنا تَمام بن مُحَمَّد الرَّازِيّ أَنا مُحَمَّد بن حميد ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي.
(ح) وقرأت عَلَى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف أخْبركُم يُوسُف بن أَحْمد بن جِبْرِيل أَن أَبَا الْفرج بن الصيقل أخبرهُ أَنا يُوسُف بن الْمُبَارك أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنا أَحْمد بن عُثْمَان أَنا أَبُو الْقَاسِم بن حبابة أَنا أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ حَدثنِي ابْن زَنْجوَيْه وَإِبْرَاهِيم بن هَانِئ قَالَا: ثَنَا عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث.
(ح) وأخبرنيه أَعلَى من هَذَا بِدَرَجَة أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي بكر الْمَقْدِسِي فِي كِتَابه أَن سُلَيْمَان بْن حَمْزَة الْمَقْدِسِي أنبأه عَن الْحَافِظ ضِيَاء الدَّين الْمَقْدِسِي إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا أَنا أَبُو جَعْفَر الصيدلاني أَنا الْحسن بن أَحْمد الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بْن جَعْفَر ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله ثَنَا عبد الله بن صَالح حَدثنِي أَبُو أَيُّوب يَعْنِي يَحْيَى بْن أَيُّوب عَن عبيد الله بن الْمُغيرَة عَن منقذ مولَى ابْن سراقَة عَن عُثْمَان: «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا عُثْمَان إِذا ابتعت فاكتل وَإِذا بِعْت فَكل».
أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن حَمَّاد عَن أَحْمد بن مَنْصُور وَغَيره عَن أبي صَالح بِهِ ومنقذ مَجْهُول الْحَال وَقد ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات.
وَقد تَابعه سعيد بن الْمسيب عَن عُثْمَان قَالَ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده أَنا الْحسن بن مُوسَى ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن مُوسَى بن وردان عَن سعيد بن الْمسيب.
وَمن هَذَا الْوَجْه أخرجه ابْن مَاجَه فِي سنَنه وَأَبُو بكر الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.
قلت والإسناد السَّابِق يرد عَلَيْهِ وَابْن لَهِيعَة ضَعِيف الحَدِيث وَلكنه من قديم حَدِيثه فَذكر ابْن عبد الحكم فِي فتوح مصر قَالَ وَرَوَى اللَّيْث بن سعد عَن ابْن لَهِيعَة عَن مُوسَى بن وردان أَن سعيد بن الْمسيب قَالَ لَهُ اقْرَأ عَلَى ابْن حجيرة السَّلَام وَأمره فلينه أهل بَلَده عَن الزِّنَا فَإِنَّهُ ذكر لي أَنه بهَا كثير وَقد سَمِعت عُثْمَان بن عَفَّان عَلَى الْمِنْبَر يَقُول: «كنت اشْترِي التَّمْر من سوق بني قينقاع ثمَّ أجلبه إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ أفرغه لَهُم وَأخْبرهمْ بِمَا فِيهِ من المكيلة فيعطوني مَا رضيت بِهِ من الرِّبْح ويأخذونه بخبري وَلَا يكيلونه فَبلغ ذَلِك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا عُثْمَان إِذا بِعْت فَكل وَإِذا ابتعت فاكتل».
وَرَوَاهُ أَبُو بكر بن عَلِيّ الْمروزِي فِي مُسْنده من حَدِيث ابْن وهب عَن ابْن لَهِيعَة حَدثنِي مُوسَى بن وردان أَنه سمع سعيد بن الْمسيب يَقُول حَدثنِي عُثْمَان فَذكر الحَدِيث دون الْقِصَّة وَقد قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره إِن حَدِيث ابْن لَهِيعَة الْقَدِيم صَحِيح وتابع مُوسَى بن وردان عَلَى رِوَايَته عَن سعيد إِسْحَاق بن أبي فَرْوَة وَهُوَ أَضْعَف من ابْن لَهِيعَة رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من طَرِيقه.
وَله شَاهد مُرْسل رَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه قَالَ: حَدثنَا يَحْيَى بْن أبي زَائِدَة وَابْن أبي غنية عَن عبد الْملك بن أبي غنية عَن الحكم قَالَ: «قدم لعُثْمَان طَعَام عَلَى عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اذْهَبُوا بِنَا إِلَى عُثْمَان نعينه عَلِيّ بيع طَعَامه فَقَامَ إِلَى جنبه وَعُثْمَان يَقُول فِي هَذِه العرارة كَذَا وَكَذَا وأبيعها بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا سميت فَكل».
وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي الْعِلَل سَأَلت أبي عَن حَدِيث رَوَاهُ مُحَمَّد بن حمير قَالَ حَدثنِي الأوزعي حَدثنِي ثَابت بن ثَوْبَان حَدثنِي مَكْحُول عَن أبي قَتَادَة قَالَ: «كَانَ عُثْمَان يَشْتَرِي الطَّعَام ويبيعه قبل أَن يقبضهُ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا ابتعت فاكتل وَإِذا بِعْت فَكل» فَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر بِهَذَا الْإِسْنَاد.
قلت رُوَاته ثِقَات إِلَّا أَن مَكْحُولًا لم يسمع من أبي قَتَادَة وبمجموع هَذِه الطّرق يعرف أَن للْحَدِيث أصلا وَالله أعلم.
قوله فِيهِ:
عقب حَدِيث [2127] مُغيرَة عَن الشّعبِيّ عَن جَابر فِي قصَّة دين أَبِيه وَفِيه: «ثمَّ قَالَ كل للْقَوْم فكلتهم حَتَّى أوفيتهم الَّذِي لَهُم» الحَدِيث.
وَقَالَ فراس عَن الشّعبِيّ حَدثنِي جَابر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا زَالَ يَكِيل لَهُم حَتَّى أَدَّاهُ».
وَقَالَ هِشَام عَن وهب عَن جَابر قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جذ لَهُ فأوف لَهُ».
أما حَدِيث فراس فأسنده الْمُؤلف فِي الْوَصَايَا وَفِي الْمَغَازِي.
وَأما حَدِيث هِشَام وَهُوَ ابْن عُرْوَة فأسنده فِي الصُّلْح وَفِي الاستقراض.