فصل: ‏(‏كتاب أمثال سليمان‏)‏ حاله سقيم أيضًا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: إظهار الحق **


‏(‏كتاب أمثال سليمان‏)‏ حاله سقيم أيضًا ادعى البعض‏:‏ أن هذا الكتاب كله من تصنيف سليمان عليه السلام، وهذا الادعاء باطل يردُّه اختلاف المحاورة وتكرار الفقرات، والآية الأولى من الباب الثلاثين والحادي والثلاثين وستعرفهما، ولو فرض أن بعض هذا الكتاب من تصنيفه فحسب الظاهر يكون تسعة وعشرون بابًا من تصنيفه، وما جمعت هذه الأبواب في عهده، لأن خمسة أبواب منها أعني من الباب الخامس والعشرين إلى الباب التاسع والعشرين جمعها أحباء حزقيا، كما تدل عليه الآية الأولى من الباب الخامس والعشرين، وكان هذا الجمع بعد مائتين وسبعين سنة من وفاة سليمان عليه السلام، وقال البعض‏:‏ إن تسعة أبواب من أول هذا الكتاب ليست من تصنيف سليمان عليه السلام كما ستعرف في جواب المغالطة الثانية من كلام ‏(‏آدم كلارك‏)‏ المفسر والباب الثلاثون من تصنيف ‏(‏آجور‏)‏ والباب الحادي والثلاثون من تصنيف ‏(‏لموئيل‏)‏ ولم يتحقق لمفسريهم أنهما مَنْ كانا ومتى كانا، ولم تتحقق نبوتهما، لكنهم على حسب عادتهم يقولون ظنًا إنهما كانا نبيين، وظنهم لا يتم على المخالف، وظن البعض أن لموثيل اسم سليمان، وهذا باطل، قال جامعو تفسير ‏(‏هنري واسكات‏)‏‏:‏ رد هولدن هذا الظن أن لموئيل اسم سليمان، وحقق أنه شخص آخر لعله حصل لهم دليل كاف على أن كتاب لموئيل وكتاب آجور إلهاميان وإلا لما دخلا في الكتب القانونية، قولهم لعله حصل لهم الخ مردود لأن قدماءهم أدخلوا كتبًا كثيرة في الكتب القانونية، وهي مردودة عندهم، ففعلهم ليس حجة كما ستعرف في آخر هذا الفصل‏.‏ وقال آدم كلارك في الصفحة 12 و 25 من المجلد الثالث من تفسيره‏:‏ ‏"‏لا دليل على أن المراد بلموئيل سليمان عليه السلام وهذا الباب ألحق بعد مدة من زمانه والمحاورات الكثيرة التي توجد في أوله من اللسان الجالدي ليست أدلة صغيرة على هذا‏"‏، وقال في حق الباب الحادي والثلاثين هكذا‏:‏ ‏"‏إن هذا الباب ليس من تصنيف سليمان عليه السلام قطعًا‏"‏، انتهت الآية الأولىمن الباب الخامس والعشرين هكذا‏:‏ ‏"‏فهذه أيضًا من أمثال سليمان التي استكتبها أصدقاء حزقيا ملك يهودا‏"‏ والآية الأولى من الباب الثلاثين في التراجم الفارسية هكذا نسخة سنة 1828‏:‏ ‏"‏اين ست كلمات آجور بن ياقه يعني مقالات كه او براي ايثئيل بلك برأي ايثئيل وأوكال برزبان أورد ‏"‏ نسخة سنة 1845‏:‏ ‏(‏كلمات أكور بسرياقه يعني وحى كه أن مرد به ايثئيل به ايثئيل وأو قال بيان كرد‏)‏ وأكثر التراجم في الألسنة المختلفة موافقة لها وتراجم العربية مختلفة ههنا‏.‏ مترجم العربية المطبوعة سنة 1811 أسقطها ومترجم العربية المطبوعة سنة 1831 وسنة 1844 ترجما هكذا‏:‏ ‏"‏هذه أقوال الجامع ابن القاي الرؤيا التي يكلم بها الرجل الذي اللّه معه وإذا كان اللّه معه أيده‏"‏ فانظر إلى الاختلاف بين تراجم العربية والتراجم الأخر، والآية الأولى من الباب الحادي والثلاثين هكذا‏:‏ ‏"‏كلمات لموئيل الملك الرؤيا التي أدبته فيها أمه‏"‏ إذا عرفت ما ذكرت ظهر لك أنه لا يمكن أن يدعي أن هذا الكتاب كله تصنيف سليمان عليه السلام، ولا يمكن أن جامعه هو أيضًا، ولذلك اعترف الجمهور أن أناسًا كثيرين مثل حِزْقيا وأشعيا ولعل عزرا أيضًا جمعوه‏.‏

‏(‏وكتاب الجامعة‏)‏ فيه اختلاف عظيم أيضًا، قال البعض‏:‏ إنه من تصنيف سليمان عليه السلام، وقال ‏(‏رب قمجى‏)‏ وهو عالم مشهور من علماء اليهود إنه تصنيف أشعيا، وقال علماء ‏(‏تالميودي‏)‏ إنه تصنيف حزقيا، وقال ‏(‏كروتيس‏)‏ إن أحدًا صنفه ‏(‏زروبابل‏)‏ لأجل تعليم ابنه ابيهود، وقال ‏(‏جهان‏)‏ من العلماء المسيحية وبعض علماء جرمن من إنه صنف بعد ما أطلق بنو إسرائيل من أسْر بابل، وقال زرقيل‏:‏ إنه صنف في زمان ‏(‏انتيوكس إيبى فانس‏)‏ واليهود بعد ما أطلقوا من أسر بابل أخرجوه من الكتب الإلهامية، لكنه أدخل بعد ذلك فيها‏.‏

‏(‏وكتاب نشيد الإنشاد‏)‏ حاله سقيم جدًا قال بعضهم‏:‏ إنه تصنيف سليمان أو أحد من معاصريه، وقال ‏(‏داكتر ‏(‏43‏)‏ كنى كات‏)‏ وبعض المتأخرين‏:‏ إن القول بأن هذا الكتاب من تصنيف سليمان عليه السلام غلط محض، بل صنف هذا الكتاب بعد مدة من وفاته، وذم القسيس ‏(‏تهيودور‏)‏ الذي كان في القرن الخامس هذا الكتاب، وكتاب أيوب ذمًا كثيرًا، وكان ‏(‏سَيْمُن وليكلرك‏)‏ لا يسلمان صداقته وقال ‏(‏وشتن‏)‏ إنه غناء فِسْقي، فليخرجْ من الكتب المقدسة، وقال بعض المتأخرين أيضًا هكذا، وقال سِمْلز‏:‏ الظاهر أن هذا الكتاب جعلي، وقال ‏(‏وارد كاتلك‏)‏‏:‏ ‏"‏حكم كاستليو بإخراج هذا الكتاب من كتب العهد العتيق، لأنه غناء نجس‏"‏‏.‏

‏(‏وكتاب دانيال‏)‏ يوجد في الترجمة اليونانية ‏(‏لتهيودوشن‏)‏ والترجمة اللاطينية وجميع تراجم ‏(‏رومن كاثلك‏)‏ غناء الأطفال الثلاثة في الباب الثالث، كذا يوجد الباب الثالث عشر والباب الرابع عشر، وفرقة ‏(‏الكاثلك‏)‏ تسلم الغناء المذكور والبابين المذكورين، وتردها فرقة البروتستنت وتحكم بكذبها، ‏(‏وكتاب أَسْتير‏)‏ لم يُعلم اسمُ مصنفه ولا زمانُ تصنيفه، قال البعض‏:‏ إنه تصنيف علماء المعبد الذين كانوا من عهد عِزْرا إلى زمان ‏(‏سَيْمُن‏)‏، وقال ‏(‏فلو يهودي‏)‏‏:‏ إنه تصنيف ‏(‏يهوكن‏)‏ الذي هو ابن يسوع الذي جاء بعد ما أُطلق من أسر بابل، وقال ‏(‏اكستاين‏)‏‏:‏ إنه تصنيف عزرا، وقال البعض‏:‏ إنه تصنيف ‏(‏مردكي وأستير‏)‏ وستعرف باقي حالاته في الشاهد الأول من المقصد الثاني من الباب الثاني إن شاء اللّه تعالى، ‏(‏وكتاب أرميا‏)‏ الباب الثاني والخمسون منه ليس من تصنيف أرميا قطعًا، وكذلك الآية الحادية عشرة من الباب العاشر ليست منه، أما الأول فلأن آخر الآية الرابعة والستين من الباب الحادي والخمسين هكذا ترجمة فارسية سنة 1838‏:‏ ‏(‏كلمات يرميا تابدينجا اتمام بدرفت‏)‏ ترجمة فارسية سنة 1845 ‏(‏كلام يرميا تابدينجاست‏)‏ ترجمة عربية سنة 1844 ‏(‏حتى إلى الآن كلام أرميا‏)‏ وأما الثاني فلأن الآية المذكورة في اللسان الْكسْدي وسائر الكتاب في اللسان العبراني، ولم يعلم أن أي شخص ألحقهما، والمفسرون المسيحيون يقولون رجْمًا بالغيب‏:‏ لعل فلانًا أو فلانًا ألحقهما، قال جامعو تفسير ‏(‏هنري واسكات‏)‏ في حق الباب المذكور‏:‏ ‏"‏يعلم أن عزرا أو شخصًا آخر ألحق هذا الباب، لتوضيح أخبار الحوادث الآتية التي تمّت في الباب السابق ولتوضيح مرتبته‏"‏، وقال هورن في الصفحة 195 من المجلد الرابع‏:‏ ‏"‏أُلحق هذا الباب بعد وفاة أرميا، وبعد ما أُطلق اليهود من أسر بابل، الذي يوجد ذكره قليلًا في هذا الباب‏"‏ ثم قال في المجلد المذكور‏:‏ ‏"‏إن جميع ملفوظات هذا الرسول بالعبري إلا الآية الحادية عشرة من الباب العاشر فإنها بلسان الكسدينر، وقال القسيس ‏(‏ونما‏)‏ إن هذه الآية إلحاقية‏"‏

وقعت مباحثة بين ‏(‏كاركرن كاتلك ووارن‏)‏ من علماء البروتستنت، وطبعت هذه المباحثة في بلدة أكبر أباد سنة 1853 فقال ‏(‏كاركرن‏)‏ في الرسالة الثالثة منها‏:‏ إن الفاضل المشهور ‏(‏استاهلن الجرمني‏)‏ قال‏:‏ ‏"‏إنه لا يمكن أن يكون الباب الأربعون وما بعده إلى الباب السادس والستين من كتاب أشعيا من تصنيفه‏"‏، فسبعة وعشرون بابًا ليس من تصنيف أشعيا، وستعرف في الشاهد الثامن عشر من المقصد الثالث أن القدماء المسيحية كافة وغير المحصورين من المتأخرين أن إنجيل متى كان باللسان العبراني وفُقد بسبب تحريف الفرق المسيحية والموجود الآن ترجمته، ولا يوجد عندهم إسناد هذه الترجمة، حتى لم يعلم باليقين اسم المترجم أيضًا إلى الحين، كما اعترف به جيروم من أفاضل قدمائهم، فضلًا عن علم أحوال المترجم، نعم يقولون رجمًا بالغيب‏:‏ لعل فلانًا أو فلانًا ترجمه ولا يتم هذا على المخالف، وكذا لا يثبت مثل هذا الظن استناد الكتاب إلى المصنف، وقد عرفت في الأمر السابع من المقدمة أن مؤلف ميزان الحق مع تعصبه لم يقدر على بيان السند في حق هذا الإنجيل بل قال ظنًا‏:‏ ‏"‏إن الغالب أن متى كتبه باللسان اليوناني‏"‏ وظنه بلا دليل مردود، فهذه الترجمة ليست بواجبة التسليم، بل هي قابلة للرد وفي ‏(‏إنسائي كلوبديابويي‏)‏ في بيان إنجيل متى هكذا‏:‏ ‏"‏كتب هذا الإنجيل في السنة الحادية والأربعين باللسان العبراني، وباللسان الذي ما بين الكلداني والسرياني، لكن الموجود منه الترجمة اليونانية، والتي توجد الآن باللسان العبراني فهي ترجمة الترجمة اليونانية‏"‏‏.‏

وقال ‏(‏وارد كاتلك‏)‏ في كتابه‏:‏ ‏"‏صرح جيروم في مكتوبه أن بعض العلماء المتقدمين كانوا يشكون في الباب الأخير من إنجيل مرقس الأخير، وبعض القدماء كانوا يشكون في بعض الآيات من الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا، وبعض القدماء كانوا يشكون في البابين الأولين من هذا الإنجيل، وما كان هذان البابان في نسخة فرقة مارسيوني‏"‏، وقال المحقق ‏(‏نورتن‏)‏ في الصفحة 70 من كتابه المطبوع سنة 1837 في بلدة ‏(‏بوستن‏)‏ في حق إنجيل مرقس‏:‏ ‏"‏في هذا الإنجيل عبارة واحدة قابلة للتحقيق، وهي من الآية التاسعة إلى آخر الباب الآخر، والعجب من ‏(‏كريسباخ‏)‏ أنه ما جعلها مُعَلَّمة بعلامة الشك في المتن، وأورد في شرحه أدلة على كونها إلحاقية‏"‏، ثم نقل أدلة فقال‏:‏ ‏"‏فثبت منها أن هذه العبارة مشتبهة سيما إذا لاحظنا العادة الجِبِلِّيّة للكاتبين بأنهم كانوا أرغب في إدخال العبارات من إخراجها‏"‏، ‏(‏وكريسباخ‏)‏ عند فرقة البروتستنت من العلماء المعتبرين وإن لم يكن ‏(‏نورتن‏)‏ كذلك عندهم فقول كريسباخ حجة عليهم‏.‏‏

ولم يثبت بالسند الكامل أن الإنجيل المنسوب إلى يوحنا من تصنيفه، بل ههنا أمور تدل على خلافه‏:‏ الأول‏:‏ أن طريق التصنيف في سالف الزمان قبل المسيح عليه السلام وبعده كان مثل الطريق المروج الآن في أهل الإسلام، كما عرفت في الأمر الرابع من حال التوراة، وستعرف في الشاهد الثامن عشر من المقصد الثالث من الباب الثاني، ولا يظهر من هذا الإنجيل أن يوحنا يكتب الحالات التي رآها بعينه، والذي يشهد له الظاهر مقبول، ما لم يقم دليل قوي على خلافه‏.‏ والثاني‏:‏ أن الآية الرابعة والعشرين من الباب الحادي والعشرين من هذا الإنجيل هكذا‏:‏ ‏"‏هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا ويعلم أن شهادته حق‏"‏، فقال كاتبه في حق يوحنا هذه الألفاظ‏:‏ ‏"‏هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وشهادته‏"‏ بضمائر الغائب، وقال في حقه تعلم على صيغة المتكلم، فعلم أن كاتبه غير يوحنا، والظاهر أن هذا الغير، وجد شيئًا من مكتوبات يوجنا، فنقل عنه مع زيادة ونقصان واللّه أعلم‏.‏ والثالث‏:‏ أنه لما أنكر على هذا الإنجيل في القرن الثاني بأنه ليس من تصنيف يوحنا، وكان في هذا الوقت ‏(‏أَرينيوس‏)‏ الذي هو تلميذ ‏(‏يُوْليكارْب‏)‏ الذي هو تلميذ يوحنا الحواري موجودًا فما قال في مقابلة المنكرين‏:‏ إني سمعت من ‏(‏يوليكارب‏)‏ أن هذا الإنجيل من تصنيف الحواري، فلو كان هذا الإنجيل من تصنيفه لعلم ‏(‏يوليكارب‏)‏، وأخبر ‏(‏أرينيوس‏)‏‏.‏ ويبعد كل البعد أن يسمع أرينيوس من يوليكارب الأشياء الخفيفة مرارًا، وينقل ولا يسمع في هذا الأمر العظيم الشأن مرة أيضًا، وأبعد منه احتمال أنه سمع لكن نسي، لأنه كان يَعْتبر الرواية اللسانية اعتبارًا عظيمًا، ويحفظها حفظًا جيدًا‏.‏ نقل ‏(‏يُوسِي بَيَس‏)‏ في الصفحة 219 من الباب العشرين من الكتاب الخامس من تاريخه المطبوع سنة 1847 قول ‏(‏أرينيوس‏)‏ في حق الروايات اللسانية هكذا‏:‏ ‏"‏سمعت هذه الأقوال بفضل اللّه بالإمعان التام، وكتبتها في صدري لا على الورق‏.‏ وعادتي من قديم الأيام أني أقرؤها دائمًا‏"‏‏.‏ ويستبعد أيضًا أنه كان حافظًا لكنه ما نقل في مقابلة الخصم، وعلم من هذا الوجه أن المفكرين أنكروا كون هذا الإنجيل من تصنيف يوحنا في القرن الثاني، وما قدر المعتقدون أن يثبتوه‏.‏ فهذا الإنكار ليس بمختص بنا، وستعرف في جواب المغالطة الأولى أن ‏(‏سلسوس‏)‏ من علماء المشركين الوثنيين كان يصيح في القرن الثاني‏:‏ بأن المسيحيين بدَّلوا أناجيلهم ثلاث مرات أو أربع مرات، بل أزيد من هذا تبديلًا كأنَّ مضامينها بدلت، وأن ‏(‏فاستس‏)‏ الذي هو من أعظم علماء فرقة ‏(‏ماني كيز‏)‏ كان يصيح في القرن الرابع‏:‏ بأن هذا الأمر مُحَقق، أن هذا العهد الجديد ما صنّفه المسيحُ ولا الحواريون، بل صنفه رجل مجهول الاسم، ونسب إلى الحواريون، ورفقاء الحواريين ليعتبره الناسُ، وآذى المريدين لعيسى إيذاءً بليغًا بأن ألف الكتب التي فيها الأغلاط والتناقضات‏.‏

‏(‏الرابع‏)‏‏:‏ في الصفحة 205 من المجلد السابع المطبوع سنة 1844 من ‏(‏كاتلك هرلد‏)‏ هكذا‏:‏ ‏"‏كتب اسْتادْلين في كتابه أن كاتب إنجيل يوحنا طالب من طلبة المدرسة الإسكندرية بلا ريب‏"‏، فانظروا إن ‏(‏استادْلين‏)‏ كيف ينكر كون هذا الإنجيل من تصنيف يوحنا، وكيف يقول إنه من تصنيف بعض الطلباء من مدرسة الإسكندرية‏.‏

‏(‏الخامس‏)‏ أن المحقق ‏(‏برطشنِيدَر‏)‏ قال‏:‏ ‏"‏إن هذا الإنجيل كله، وكذا رسائل يوحنا ليست من تصنيفه بل صنّفها أحد في ابتداء القرن الثاني‏"‏‏.‏

‏(‏السادس‏)‏‏:‏ قال المحقق المشهور ‏(‏كِرَوْتِيَس‏)‏‏:‏ ‏"‏إن هذا الإنجيل كان عشرين بابًا فألحق كنيسة ‏(‏افسس‏)‏ الباب الحادي والعشرين بعد موت يوحنا‏"‏‏.‏

‏(‏السابع‏)‏‏:‏ أن فرقة ‏(‏ألوجين‏)‏ التي كانت في القرن الثاني كانت تنكر هذا الإنجيل وجميع تصانيف يوحنا‏.‏

‏(‏الثامن‏)‏‏:‏ ستعرف في المقصد ‏[‏الثاني‏]‏ من الباب الثاني أن إحدى عشرة آية من أول الباب الثامن ردَّها جمهور العلماء، وستعرف عن قريب أن هذه الآيات لا توجد في الترجمة السريانية، فلو كان لهذا الإنجيل سند لما قال علماؤهم المحققون وبعض الفرق ما قالوا، فالحق ما قال الفاضل ‏(‏استادلين‏)‏ والمحقق ‏(‏برطشنيدر‏)‏‏.‏

‏(‏التاسع‏)‏‏:‏ توجد في زمان تأليف الأناجيل الأربعة روايات واهية ضعيفة بلا سند‏.‏ يعلم منها أيضًا أنه لا سند عندهم لهذه الكتب‏.‏ قال ‏(‏هورن‏)‏ في الباب الثاني من القسم الثاني من المجلد الرابع من تفسيره المطبوع سنة 1811‏:‏ ‏"‏ الحالات التي وصلت إلينا في باب زمان تأليف الأناجيل من قدماء مؤرخي الكنيسة أبتر وغير معينة، لا توصلنا إلى أمر معين، والمشايخ القدماء الأولون صدقوا الروايات الواهية وكتبوها، وقَبِلَ الذين جاؤوا من بعدهم مكتوبهم تعظيمًالهم، وهذه الروايات الصادقة والكاذبة وصلت من كاتب إلى كاتب آخر وتعذر تنقيدها بعد انقضاء المدة‏"‏‏.‏

ثم قال في المجلد المذكور‏:‏ ‏"‏أُلِّف الإنجيل الأول سنة 37 أو سنة 38 أو سنة 41 أو سنة 43، أو سنة 48 أو سنة 61 أو سنة 62 أو سنة 63 أو سنة 64 من الميلاد‏.‏ وألف الإنجيل الثاني سنة 56 أو ما بعدها إلى سنة 65، والأغلب أنه ألف سنة 60 أو سنة 63، وألف الإنجيل الثالث سنة 53 أو سنة 63 أو سنة 64، وألف الإنجيل الرابع سنة 68 أو سنة 69 أو سنة 70 أو سنة 97 أو سنة 98 من الميلاد‏"‏‏.‏

والرسالة العبرانيةُ، والرسالة الثانية لبطرس، والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، ورسالة يعقوب ورسالة يهودا، ومشاهدات يوحنا، وبعض الفقرات من الرسالة الأولى ليوحنا - إسنادها إلى الحواريين بلا حجة، وكانت مشكوكة ‏[‏فيها‏]‏ إلى سنة 363‏:‏ وبعض الفقرات المذكورة مردودة وغلط إلى الآن عند جمهور المحققين، كما ستعرف في المقصد الثاني من الباب الثاني ولا يوجد في الترجمة السريانية‏.‏ وردَّ جميع كنائس العرب الرسالة الثانية لبطرس، والرسالتين ليوحنا، ورسالة يهودا، ومشاهدات يوحنا، وكذلك تردها الكنيسة السريانية من الابتداء إلى الآن، ولا تسلمها، كما ستطلع عليها في الأقوال الآتية‏.‏ قال ‏(‏هورن‏)‏ في الصفحة 206 و 207 من المجلد الثاني من تفسيره المطبوع سنة 1822‏:‏ ولا توجد في الترجمة السريانية الرسالة الثانية لبطرس، ورسالة يهودا، والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، ومشاهدات يوحنا، ومن الآية الثانية إلى الآية الحادية عشرة من الباب الثامن من إنجيل يوحنا، والآية السابعة من الباب الخامس من الرسالة الأولى ليوحنا‏"‏، فمترجم الترجمة السريانية أسقط هذه الأشياء لعدم صحتها عنده‏.‏ وقال ‏(‏وارد كاثلك‏)‏ في الصفحة 37 من كتابه المطبوع سنة 1841‏:‏ ذكر ‏(‏راجَرْس‏)‏ وهو من أعلم علماء البروتستانت أسماء كثيرين من علماء فرقته الذين أخرجوا الكتب المفصّلة من الكتب المقدسة باعتقاد أنها كاذبة - الرسالة العبرانية، ورسالة يعقوب، والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ورسالة يهودا، ومشاهدات يوحنا‏.‏ وقال ‏(‏دكتور بِلْس‏)‏ من علماء البروتستانت‏:‏ ‏"‏إن جميع الكتب ما كانت واجبة التسليم إلى عهد ‏(‏يُوسى بيس‏)‏، وأصِرُّ على أن رسالة يعقوب، ورسالة يهودا، والرسالة الثانية لبطرس، والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ليست من تصنيفات الحواريين‏.‏ وكانت الرسالة العبرانية مردودة إلى مدة‏.‏ والكنائس السريانية ما سلموا أن الرسالة الثانية لبطرس، والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، ورسالة يهودا‏.‏ وكتاب المشاهدات واجبة التسليم، وكذا كان حال كنائس العرب لكننا نسلم‏"‏ إلى هنا انتهى كلام بلسن‏.‏

قال ‏(‏لارذر‏)‏ في الصفحة 175 من المجلد الرابع من تفسيره‏:‏ ‏"‏سِرِل وكذا كنيسة أورشليم في عهده ما كانوا يسلمون كتاب المشاهدات ولا يوجد اسم هذا الكتاب في الفهرست القانوني الذي كتبه‏"‏ ثم قال في الصفحة 323‏:‏ ‏"‏إن مشاهدات يوحنا لا توجد في الترجمة السريانية القديمة، وما كتب عليه ‏(‏بارهي بريوس ولا يعقوب‏)‏ شرحا وترك أي ‏(‏بدجسو‏)‏ في فهرسته الرسالة الثانية لبطرس والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، ورسالة يهودا ومشاهدات يوحنا وهذا هو رأي السريانيين الآخرين‏"‏ وفي الصفحة 206 من المجلد السابع المطبوع سنة 1844 من ‏(‏كاتلك هرلد‏)‏‏:‏ ‏"‏إن روز كتب في الصفحة 161 من كتابه إن كثيرًا من محققي البروتستنت لا يسلمون كون كتاب المشاهدات واجب التسليم، وأثبت ‏(‏بروبرايوالد‏)‏ بالشهادة القوية أن إنجيل يوحنا ورسائله وكتاب المشاهدات لا يمكن أن تكون من تصنيف مصنف واحد‏"‏‏.‏

وقال ‏(‏يوسى بيس‏)‏ في الباب الخامس والعشرين من الكتاب السابع من تاريخه‏:‏ ‏"‏قال ديونيسيش أخرج بعض القدماء كتاب المشاهدات عن الكتب المقدسة واجتهد في رده، وقال هذا كله لا معنى له وأعظم حجاب الجهالة، وعدم العقل ونسبته إلى يوحنا الحواري غلط، ومصنفه ليس بحواري، ولا رجل صالح ولا مسيحي بل نسبه ‏(‏سرن تهسن‏)‏ الملحد إلى يوحنا، لكني لا أقدر على إخراجه عن الكتب المقدسة، لأن كثيرًا من الأخوة يعظمونه وأما أنا فأسلم أنه من تصنيف رجل إلهامي، لكن لا أسلم بالسهولة أن هذا الشخص كان حواريًا، ولد زبْدي أخا يعقوب مصنف الإنجيل، بل يعلم من المحاورة وغيرها أنه ليس بحواري وكذلك ليس مصنفه يوحنا الذي جاء ذكره في كتاب الأعمال، لأن مجيئه في ‏(‏إيشيا‏)‏ لم يثبت، فهذا يوحنا آخر من أهل إيشيا‏.‏ في ‏(‏إفسس‏)‏ قبران كتب عليهما اسم يوحنا، ويعلم من العبارة والمضمون أن يوحنا الإنجيلي ليس مصنف هذا الكتاب، لأن عبارة الإنجيل ورسالته حسنة على طريقة اليوناني، وليس فيها ألفاظ صعبة بخلاف عبارة المشاهدات، لأنها على خلاف محاورة اليوناني، يستعمل السياق الوحشي، والحواري لا يظهر اسمه لا في الإنجيل ولا في الرسالة العامة، بل يعبر عن نفسه بصيغة المتكلم والغائب ويشرع في المقصود بلا تمهيد، أمر بخلاف هذا الشخص كتب في الباب الأول إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه اللّه ليرى عبيده ما لا بد أن يكون من قريب وبينه مرسلًا بيد ملاكه لعبده يوحنا، يوحنا إلى السبع الكنايس الخ 9، أنا يوحنا أخوكم وشريككم في الضيقة، وفي ملكوت يسوع المسيح، وصبره الخ، وكتب في الآية الثامنة من الباب الثاني والعشرين، وأنا يوحنا الذي كان ينظر ويسمع‏.‏‏.‏‏.‏ الخ فأظهر اسمه في هذه الآيات على خلاف طريقة الحواري، لا يقال إن الحواري أظهر اسمه على خلاف عادته ليعرف نفسه، لأنه لو كان المقصود هذا ذكر خصوصية تختص به، مثلًا يوحنا بن زبدي أخو يعقوب أو يوحنا المريد المحبوب للرب ونحوهما، ولم يذكر الخصوصية، بل الوصف العام مثل أخيكم وشريككم في الضيقة، وشريككم في الصبر، ولا أقول هذا بالاستهزاء بل قصدي أن أظهر الفرق بين عبارة الشخصين‏"‏ انتهى كلام ديوينسيش ملخصًا من تاريخ ‏(‏يوسى بيس‏)‏‏.‏

وصرح ‏(‏يوسى بيس‏)‏ في الباب الثالث من الكتاب الثالث من تاريخه‏:‏ ‏"‏أن الرسالة الأولى لبطرس صادقة إلا أن الرسالة الثانية له ما كانت داخلة في الكتب المقدسة في زمان من الأزمنة، لكن كانت تقرأ رسائل بولس أربع عشرة إلا أن بعض الناس أخرج الرسالة العبرانية‏"‏، ثم صرح في الباب الخامس والعشرين من الكتاب المذكور‏:‏ ‏"‏اختلفوا في أن رسالة يعقوب ورسالة يهودا والرسالة الثانية لبطرس والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا كتبها الإنجيليون أو أشخاص آخرون، كان أسماؤهم هذه، وليفهم أن أعمال بولس و ‏(‏باشتر‏)‏ ومشاهدات بطرس، ورسالة برنيا، والكتاب الذي اسمه ‏(‏أنس تي توشن‏)‏ الحواريين كتب جعلية وإن ثبت فليعد مشاهدات يوحنا أيضًا كذلك‏"‏، ونقل في الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه قول ‏(‏أرجن‏)‏ في حق الرسالة العبرانية هكذا‏:‏ ‏"‏الحال الذي كان على ألسنة الناس أن بعضهم قالوا إن هذه الرسالة كتبها كليمنت الذي كان ‏(‏بِشِب ‏(‏47‏)‏‏)‏ الروم وبعضهم قالوا ترجمها لوقا‏"‏ وأنكرها رأسًا ‏(‏أرنيس بيشب ليس‏)‏ الذي كان في سنة 178 ‏(‏وهب بولي تس‏)‏ الذي كان في سنة 220 و ‏(‏نويتس برسبتر الروم‏)‏ الذي كان في سنة 251، وقال ‏(‏نزتولين برسبتر كارتهيج‏)‏ الذي كان في سنة 300‏:‏ إنها رسالة برنياؤكيس برسبتر الروم الذي كان في سنة 212 عد رسائل بولس ثلاث عشرة، ولم يعد هذه الرسالة، ‏(‏وسائي برن بشب كارتهيج‏)‏ الذي كان في سنة 248، ولم يذكر هذه الرسالة، والكنيسة السريانية إلى الآن لا تسلم الرسالة الثانية لبطرس، والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، وقال ‏(‏اسكالجر‏)‏ مَنْ كتب الرسالة الثانية لبطرس فقد ضيع وقته، وقال ‏(‏يوسى بيس‏)‏ في الباب الثالث والعشرين من الكتاب الثاني من تاريخه في حق رسالة يعقوب‏:‏ ‏"‏ظُنّ أن هذه الرسالة جعلية لكن كثيرًا من القدماء ذكروها وكذا ظُن في حق رسالة يهودا لكنها تُستعمل في كثير من الكنائس‏"‏، وفي تاريخ البَيْبِل المطبوع سنة 1850 ‏(‏قال كروتيس‏)‏‏:‏ ‏"‏هذه الرسالة رسالة يهودا الأسقف الذي كان خامس عشر من أساقفة أورشليم في عهد سلطنة أيْدرين‏"‏‏.‏

وكتب ‏(‏يوسى بيس‏)‏ في الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه‏:‏ ‏"‏قال أرجن في المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا أن بولس ما كتب شيئًا إلى جميع الكنائس والذي كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور‏"‏، فعلى قول ‏(‏أرجن‏)‏ الرسائل المنسوبة إلى ‏(‏بولس‏)‏ ليست من تصنيفه بل هي جُعلية نسبت إليه، ولعل مقدار سطرين أو أربعة سطور يوجد في بعضها من كلام بولس أيضًا، وإذا تأملت في الأقوال المذكورة ظهر لك أن ما قال فاستس‏:‏ ‏"‏إن هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريون بل صنفه رجل مجهول الاسم ونسب إلى الحواريين ورفقائهم‏"‏ حق لا ريب فيه، ولقد أصاب في هذا الأمر، وقد عرفت في الفصل الأول أن الرسائل الست وكتاب المشاهدات كانت مشكوكة مردودة إلى سنة 363، وما سلمها محفل ‏(‏نائسي‏)‏ الذي كان انعقد في سنة 325، ثم قبلت الرسائل الست في محفل لوديسيا في سنة 364، وبقي كتاب المشاهدات مشكوكًا مردودًا في هذا المحفل أيضًا فقبل في محفل ‏(‏كارتهيج‏)‏ في سنة 397، وقبول هذين المحلفين ليس حجة‏.‏

أما أولًا‏:‏ فلأن علماء المحافل الستة كلها سلموا كتاب يهوديت، وأن علماء محفل لوديسيا سلموا عشر آيات من الباب العاشر، وستة أبواب بعد الباب العاشر من كتاب ‏(‏أستير‏)‏، وأن علماء محفل ‏(‏كارتهيج‏)‏ سلموا كتاب ‏(‏وزدم‏)‏ وكتاب ‏(‏طوبيا‏)‏ وكتاب ‏(‏باروخ‏)‏ وكتاب ‏(‏أيكليزيا ستيكس‏)‏ وكتاب المقابيين، وسلم حكمهم في هذه الكتب علماء المحافل الثلاثة اللاحقة، فلو كان حكمهم بدليل وبرهان لزم تسليم الكل، وإن كان بلا برهان كما هو الحق يلزم رد الكل، فالعجب أن فرقة البروتستنت تسلم حكمهم في الرسائل الست وكتاب المشاهدات، وترده في غيرها سيما في كتاب يهوديت الذي اتفق على تسليمه المحافل الستة، ولا يتمشى عذرهم الأعرج بالنسبة إلى الكتب المردودة عندهم غير كتاب أستير، بأن أصولها فقدت، لأن جيروم يقول‏:‏ إنه حصل له أصل يهوديت وأصل طوبيا في لسان الديك، وأصل الكتاب الأول للمقابيين وأصل كتاب أيكليزيا ستيكس في اللسان العبري، وترجم هذه الكتب من أصولها، فيلزم عليهم أن يسلموا هذه الكتب التي حصل أصولها لجيروم، على أنه يلزم عليهم عدم تسليم إنجيل متى أيضًا لأن أصله مفقود‏.‏

وأما ثانيًا‏:‏ فلأنه قد ثبت بإقرار ‏(‏هورن‏)‏ أنه ما كان تتقيد الروايات في قدمائهم، وكانوا يصدقون الروايات الواهية، ويكتبونها والذين جاؤوا من بعدهم يتبعون أقوالهم، فالأغلب أنه وصلت إلى علماء المحافل أيضًا بعض الروايات الواهية في باب هذه الكتب، فسلموها بعد ما كانت مردودة إلى قرون‏.‏

وأما ثالثًا‏:‏ فلأن حال الكتب المقدسة عندهم كحال الانتظامات والقوانين ألا ترى‏:‏ ‏[‏1‏]‏ أن الترجمة اليونانية كانت معتبرة في أسلافهم من عهد الحواريين إلى القرن الخامس عشر، وكانوا يعتقدون أن النسخة العبرانية محرّفة والصحيحة هي هذه، وبعد ذلك انعكس الأمر،وصارت المحرفة صحيحة، والصحيحة غلطًا ومحرفة فلزم جهل أسلافهم كافة ‏[‏2‏]‏ وأن كتاب دانيال كان معتبرًا عند أسلافهم على وَفْق الترجمة اليونانية، ولما حكم ‏(‏أرجن‏)‏ بعدم صحته تركوه وأخذوه من ترجمة ‏(‏تهيودوشن‏)‏ ‏[‏3‏]‏ وأن رسالة ‏(‏أرس تيس‏)‏ كانت مسلمة إلى القرن السادس عشر ثم تكلموا عليها في القرن السابع عشر فصارت كاذبة عند جمهور علماء البروتستنت ‏[‏4‏]‏ وأن الترجمة اللاطينية معتبرة عند ‏(‏الكاثلك‏)‏ ومحرفة غير معتبرة عند البروتستنت ‏[‏5‏]‏ وأن الكتاب الصغير للتكوين كان معتبرًا صحيحًا إلى القرن الخامس كما ستعرف في الباب الثاني، ثم في القرن السادس عشر صار غير صحيح وجُعليًا ‏[‏6‏]‏ وأن الكتاب الثالث لعزرا تُسَلمه كنيسة ‏(‏كريك‏)‏ ‏(‏48‏)‏ إلى الآن وفرقة الكاثلك والبروتستنت تردانه، وأن زبور سليمان سلمه قدماؤهم وكان مكتوبًا في كتبهم المقدسة ويوجد إلى الآن في نسخة ‏(‏كودكس اسكندريانوس‏)‏ والآن يعد جعليًا، ونرجو أنهم بالتدريج سيعترفون بجعلية الكل إن شاء اللّه‏.‏

فظهر مما ذكرت للناظر اللبيب أنه لا يوجد سند متصل عندهم لا لكتب العهد العتيق، ولا لكتب العهد الجديد، وإذا ضُيق عليهم في هذا الباب فتارة يتمسكون بأن المسيح شهد بحقية كتب العهد العتيق، وستعرف حال هذه الشهادة مفصلًا في جواب المغالطة الثانية من الباب الثاني فانتظره