فصل: سنة تسع وسبعين ومائة فيها كانت فتنة الوليد بن طريف الشاري الخارجي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة تسع وسبعين ومائة فيها كانت فتنة الوليد بن طريف الشاري الخارجي‏.‏

وفي بكرة رابع عشر ربيع الأول توفي في إمام دار الهجرة وفقيه الأمة أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي المدني‏.‏

وذو أصبح بطن من حمير‏.‏

ولد سنة أربع وتسعين وسمع من نافع والزهري

قال الشافعي‏:‏ إذا ذكر العلماء فمالك النجم‏.‏

قال معن القزاز وجماعة‏:‏ حملت بمالك أمه ثلاث سنين‏.‏

وقال غير واحد‏:‏ كان مالك طوالًا جسيمًا عظيم الهامة أبيض الرأس واللحية أشقر عظيم اللحم‏.‏

وقيل‏:‏ كان أزرق العينين تبلغ لحيته صدره ويلبس الثياب الرفيعة البياض‏.‏

وقال أشهب‏:‏ كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت ذقنه ويسدل طرفها بين كتفيه‏.‏

وقال خالد بن خداش‏:‏ رأيت على مالك طيلسانًا وثيابًا مرويةً جيادًا‏.‏

وقال ابن عيينة وبلغه موت مالك‏:‏ ما ترك على ظهر الأرض مثله‏.‏

وقال أبو مصعب‏:‏ سمعت مالكًا يقول‏:‏ ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك‏.‏

ومناقب مالك كثيرة قد سقت بعضها في تاريخ الإسلام‏.‏

وفيها خالد بن عبد الله الواسطي الطحان الحافظ وله سبعون سنة‏.‏

روى عن سهيل بن أبي صالح وطبقته‏.‏

قال إسحاق الأزرق‏:‏ ما أدركت أفضل منه‏.‏

وقال أحمد‏:‏ كان ثقة صالحًا بلغني أنه اشترى نفسه من الله ثلاث مرات‏.‏

وفيها أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي‏.‏

روى عن زياد بن علاقة وطبقته‏.‏

وكان أحد الحفاظ الأثبات‏.‏

قال أحمد العجلي كان ثقة صاحب سنة وأتباع‏.‏

قلت‏:‏ آخر من روى عنه هناد‏.‏

وفي رمضان إمام أهل البصرة أبو إسماعيل حماد بن زيد بن درْهم الأزدي مولاهم‏.‏

سمع أبا عمران الجوني‏.‏

وأنس بن سيرين‏.‏

وطبقتهما‏.‏

قال عبد الرحمن بن مهدي‏:‏ أئمة الناس أربعة‏:‏ الثوري بالكوقة ومالك بالحجاز وحماد بن زيد بالبصرة والأوزاعي بالشام‏.‏

وقال يحيى بن يحيى التيمي‏:‏ ما رأيت شيخًا أحفظ من حماد بن زيد‏.‏

وقال أحمد العجلي‏:‏ حماد بن زيد ثقة‏.‏

كان حديثه أربعة آلاف حديث يحفظهما ولم يكن له كتاب‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ ليس أحد أثبت من حماد بن زيد‏.‏

وفيها الهقل بن زياد الدمشقي الفقيه كاتب الأوزاعي‏.‏

قال ابن معين‏:‏ ما كان بالشام أوثق منه‏.‏

وقال مروان الطاطري‏:‏ كان أعلم الناس بالأوزاعي وبمجلسه وفتياه‏.‏

فيها هاج الهوى والعصبية بالشام بين اليمانية والنزارية وتفاقم الأمر واشتد الخطب‏.‏

وفيها كانت الزلزلة العظمى التي سقط منها رأس منارة الإسكندرية‏.‏

وفيها نزل الرشيد الرقة واتخذها وَطَنا‏.‏

وفيها توفي إسماعيل بن جعفر الأنصاري مولاهم المدني‏.‏

قارىء المدينة بعد نافع ومحدثها بعد مالك‏.‏

روى عن عبد الله بن دينار والعلاء بن عبد الرحمن وطائفة‏.‏

وفيها بشر بن منصور السليمي الأزدي البصري الزاهد‏.‏

روى عن أيوب وطبقته‏.‏

قال ابن المديني‏:‏ مارأيت أحدًا أخوف لله منه‏.‏

وكان يصلي كل يوم خمس مائة ركعة‏.‏

وقال عبد الرحمن بن مهدي‏:‏ ما رأيت أحدًا أقدمه عليه في الرقة والورع‏.‏

وفيها حفص بن سليمان الغاضري الكوفي قارىء الكوفة وتلميذ عاصم‏.‏

وقد حدث عن علقة بن مرثد وجماعة‏.‏

وعاش تسعين سنة‏.‏

وهو متروك الحديث حجة في القراءة‏.‏

وفيها صدقة بن خالد الدمشقي‏.‏

قرأ على يحيى الذماري‏.‏

وروى عن التابعين‏.‏

وكان من ثقات الشاميَين‏.‏

وفيها عبد الوارث بن سعيد التنوري الحافظ محدث البصرة بعد حماد ابن زيد‏.‏

ولد سنة وفيها أبو وهب عبيد الله بن عمرو الرقى الفقيهالجزيرة مُحدَث ومفتيها‏.‏

روى عن عبد الملك بن عُمَيْر وطبقته‏.‏

قال محمد بن سعد‏:‏ كان ثقة لم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره يعني ببلده‏.‏

وفيها فضيل بن سليمان النميري بالبصرة‏.‏

روى عن أبي حازم الأعرج وصغارالتابعين‏.‏

وفيها مبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري‏.‏

أبو عبد الرحمن الكوفي الضرير ببغداد‏.‏

روى عن عاصم بن أبي النجود وطائفة‏.‏

وهوثقة‏.‏

وفيها فقيه مكة أبو خالد مسلم بن خالد الزنجي وله ثمانون سنة‏.‏

روى عن ابن أبي مليكة والزهري وطائفة‏.‏

قال أحمد بن محمد الأزرقي‏:‏ كان فقيهًا عابدًا يصومُ الدهر‏.‏

وضعفه أبو داود وغيُره‏.‏

ولقب بالزنجي في صغره‏.‏

وكان أشقر‏.‏

وعليه تفقه الشافعي‏.‏

وفيها أبو المحياه يحيى بن يعلى التيمي الكوفي روى عن سلمة بن كهيل وطائفة‏.‏

وعمر وأسن‏.‏

وفيها الزاهدة الخاشعة رابعة العدوية بالبصرة ولها ثمانون سنة‏.‏

وفيها أمير الأندلس أبو الوليد هشام بن عبد الرحمن الداخل ابن معاوية الأموي المرواني وله

سبع وثلاثون سنة‏.‏

وولي الأمر ثمانية أعوام‏.‏

وكان متواضعًا حسن السيرة كثير الصدقات‏.‏

وقام بعده ابنه الحكم‏.‏

وفيها على الصحيح إمام أهل البصري في العربية سيبويه أبو بشرعمرو بن عثمان بن قنبر البصري مصَنفُ الكتاب في النحو‏.‏

وتلميذ الخليل‏.‏

عن بضع وثلاثين سنة‏.‏

سنة إحدى وثمانين ومائة فيها غزا الرشيد وافتتح حصن الصفصاف من أرض الروم بالسيف‏.‏

وسار عبد الملك بن صالح بن علي العباس حتى بلغ أنقرة وافتتح حصنًا‏.‏

وفيها توفي الامام محدث الشام ومفتي أهل حمص أبو عتبة إسماعيلُ بن عياش العنسي عن بضع وسبعين سنة‏.‏

روى عن شرحبيل بن مسلم ومحمد بن زياد الألهاني‏.‏

وخلق من التابعين بالشام والحرمين‏.‏

قال ابن معين‏:‏ هو ثقة في الشاميين‏.‏

وقال يزيد بن هارون‏:‏ ما رأيت شاميًا ولاعراقيًا أحفظ من إسماعيل بن عياش‏.‏

ما أدري ما الثوري‏.‏

وقال أبو اليمان‏:‏ كان إسماعيل جارنا فكان يحيي الليل‏.‏

وقال داود بن عمرو‏:‏ ما حدثنا إسماعيل إلا من حفظه‏.‏

وكان يحفظ نحوًا من عشرين ألف حديث‏.‏

وقيل توفي سنة اثنتين وثمانين‏.‏

ومناقبه كثيرة‏.‏

وفيها أبو المليح الرقي‏.‏

وله نيف وتسعون سنة واسمه الحسنُ بن عمر روى عن ميمون بن مهران‏.‏

وابن الزهري‏.‏

والكبار وثقه الإمام أحمد وغيره‏.‏

وفيها حفص بن ميسرة الصنعاني بعسقلان‏.‏

روى عن زيد بن أسْلَم وطبقته‏.‏

وكان ثقة صاحب حديث‏.‏

وفيها المعمَر أبو أحمد خلف بن خليفة الكوفي ببغداد‏.‏

وقد جاوز المائة بعام‏.‏

رأى عمرو بن حُرَيْث الصابي‏.‏

وروى عن مُحارب بن دثار وجماعة‏.‏

قال أبو حاتم‏:‏ َصدوق ثقة‏.‏

قلتُ‏:‏ هو أقدم شيخ للحسن بن عرفة‏.‏

وفيها الأمير حسن بن قحطبة بن شبيب الطائي وله أربع وثمانون سنة‏.‏

وكان من كبار قواد المنصور‏.‏

وفيها وقيل سنة ثمانين أبو معاوية عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب المهلبي البصري‏.‏

أحد المحثين والأشراف‏.‏

روى عن أبي جمرة الضبعي صاحب ابن عباس وغيره‏.‏

وفيها في رمضان الإمام العلم أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الحنظلي مولاهم المروزي الفقيه الحافظ الزاهد ذو المناقب رحمه الله وله ثلاث وستون سنة‏.‏

سمع هشام بن عروة وحميد الطويل وهذه الطبقة‏.‏

وصنف التصانيف الكثيرة‏.‏

وحديثه نحو من عشرين ألف حديث‏.‏

قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه‏.‏

وقال شعبة‏:‏ ما قدم علينا مثله‏.‏

وقال أبو إسحاق الفزاري‏:‏ ابن المبارك إمام المسلمين‏.‏

وعن شعيب بن حرب قال‏:‏ ما لقي ابن المبارك مثل نفسه‏.‏

وقال غيره‏:‏ كانت له تجارة واسعة وكان ينفق على الفقراء في السنة مائة ألف درهم‏.‏

وكان يحج سنة ويغزو سنة‏.‏

كان استاذه تاجرًا فتعلم منه‏.‏

وكان ابوه تركيًا وأمه خوارزمية‏.‏

وقال عبد الرحمن بن مهدي‏:‏ كان ابن المبارك أعلم من سفيان الثوري‏.‏

قلت‏:‏ كان رأسا في العلم رأسا في العمل رأسا في الذكاء رأسًا في الشجاعة والجهاد رأسا في الكرم وقبره بهيت ظاهر يُزار رحمه الله‏.‏

وفيها أبو الحسن ابن علي بن هاشم بن البريد الكوفي الخزاز‏.‏

يروي عن الأعمش وأقرانه‏.‏

وكان شيعيًا جلْدًا‏.‏

وفيها قاضي مصر أبو معاوية المفضل بن فضالة القتباني الفقيه‏.‏

روى عن يزيد بن أبي حبيب وطائفة كثيرة‏.‏

وكان زاهدًا ورعًا قانتًا مُجاب الدعوة عاش أربعًا وسبعين سنة‏.‏

وفيها بالإسكندرية يعقوب بن عبد الرحمن القاري المدني‏.‏

روى عن زيد بن أسلم وطبقته فأكثر‏.‏

سنة اثنتين وثمانين ومائة في سملت الروم عيني طاغيتهم قسطنطين وملكوا عليهم أمة‏.‏

وفيها توفي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي العمري مولاهم المدني روى عن أبيه وجماعة‏.‏

وهو ضعيف كثير الحديث‏.‏

وفيها عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي الكوفي الحافظ‏.‏

سمع من هشام بن عروة وجماعة‏.‏

وقال ابن معين‏:‏ ما بالكوفة أعلم بالثوري من عبيد الله الأشجعي‏.‏

وفيها عمار بن محمد الثوري الكوفي ابن أخت سفيان‏.‏

روى عن منصور والأعش وعدة‏.‏

قال ابن عرفة‏:‏ كان لا يضحك وكنا لا نسك أنه من الأبدال‏.‏

وفيها أبو سفيان المعمري محمد بن حميد البصري نزيل بغداد وكان محدثًا مشهورًا ذا صلاح وعبادة‏.‏

رحل إلى معمر فلقب بالمعمري‏.‏

وفيها الوليد بن محمد الموقري البلقاوي والموقر حصين بالبلقاء‏.‏

وهو من ضعفاء أصحاب الزهري‏.‏

وفيها على الأصح عالم أهل الكوفة أبو زكريا يحيى بن أبي زائدة الكوفي الحافظ روى عن أبيه وعاصم الأحول‏.‏

وطبقتهما‏.‏

وعاش ثلاثًا وستين سنة‏.‏

قال علي بن المديني‏:‏ انتهى العلم في زمانه إليه‏.‏

ما كان بالكوفة بعد الثوري أثبت منه‏.‏

وقال غيره‏:‏ ولي قضاء المدينة وبها توفي رحمه الله‏.‏

وفيها الحافظ الثبت أبو معاوية يزيد بن زريع العيشي‏.‏

بالبصرة‏.‏

روى عن أيوب السختياني وطبقته‏.‏

قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ كان ريحانة البصرة ما أتقنه وما أحفطه‏!‏

وقال نصر بن علي الجهضمي‏:‏ رأيت يزيد بن زريع في النوم فقلت‏:‏ ما فعل الله بك قال‏:‏ دخلت الجنة‏.‏

قلت‏:‏ بماذا قال‏:‏ بكثرة الصلاة‏.‏

وفيها في شهر ربيع الآخر القاضي أبو يوسف واسمه يعقوبُ بن إبراهيم الكوفي قاضي القضاة‏.‏

وهو أول من دعي بذلك‏.‏

تفقه على الإمام أبي حنيفة وسمع من عطاء بن السائب وطبقته‏.‏

قال يحيى بن معين‏:‏ كان القاضي أبو يوسف يحب أصحاب الحديث ويميل إليهم‏.‏

وقال محمد بن سماعة‏:‏ كان أبو يوسف يصلي بعد ما ولي القضاء في كل يوم مائتي ركعة‏.‏

وقال يحيى بن يحيى النيسابوري‏:‏ سمعت أبا يوسُف يقول عند وفاته‏:‏ كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه إلا ما وافق الكتاب والسنة‏.‏

قلت‏:‏ كان أبو يوسف مع سعة علمه أحد الأجواد الأسخياء‏.‏

قال أبو حاتم‏:‏ يكتب حديثه‏.‏

وقال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ صدوق‏.‏

وفيها توفي أمير عرب الشام القيسية وفارسهم البطل أبو الهيذام عامر بن عمارة المري سنة ثلاث وثمانين ومائة

فيها خرج الخزرُ لعنهم الله‏.‏

و من قصتهم أن ستيت إبنة ملك الترك خاقان خطبها الأمير الفضل بن يحيى البرمكي وحُملت إليه في عام أول‏.‏

فماتت في الطريق ببرذعة فرد من كان معها في خدمتها من العساكر وأخبروا خاقان أنها قتلت غيلة‏.‏

فاشتد غضبه وتجهز للشر وخرج بجيوشه من الباب الحديد وأوقع بأهل الإسلام وبالذمة وقتل وسبى وبدع وبلغ السبي مائة ألف وعظمت المصيبة على المسلمين‏.‏

فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

فانزعج هارون الرشيد واهتم لذلك وجهز البعوث‏.‏

فاجتمع المسلمون وطردوا العدو عن إرمينية ثم سدوا الباب الذي خرجوا منه‏.‏

وفيها توفي الإمام أبو معاوية هشيم بن بشير السلمي الواسطي محدث بغداد‏.‏

روى عن الزهري وطبقته‏.‏

قال يعقوب الدورقي‏:‏ كان عند هشيم عشرون ألف حديث‏.‏

وقال عبد الرحمن بن مهدي‏:‏ هشيم أحفظ للحديث من الثوري‏.‏

وقال يحيى القطان‏:‏ هو أحفظ من رأيت بعد سفيان وشعبة‏.‏

وقال ابن أبي الدنيا‏:‏ حدثني من سمع عمرو بن عون يقول‏:‏ مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء عشر سنين قبل موته‏.‏

وفيها الواعظُ ابن السماك أبو العباس محمد بن صبيح الكوفي الزاهدُ‏.‏

مولى بني عجل‏.‏

روى عن الأعمش وجماعة‏.‏

وكان كبير القدر‏.‏

دخل على الرشيد فوعظه وخوفه‏.‏

وفيها أبو محمد زياد بن عبد الله البكائي العامري الكوفي صاحب المغازي‏.‏

وهو أوثق الناس في ابن إسحاق‏.‏

وسمع بن عبد الملك بن عُمير ومنصور والكبار‏.‏

وفيها السيد أبو الحسن موسى الكاظم ولد جعفر الصادق وَوالد عليَ ابن موسى الرضا‏.‏

ولد ثمان وعشرين ومائة وروى عن أبيه‏.‏

قال أبو حاتم‏:‏ ثقة إمام من أئمة المسلمين‏.‏

وقال غيره‏:‏ أقدمه الرشيد معه من المدينة فحبسه ببغداد ومات في الحبس رحمه الله‏.‏

وكان صالحًا عابدًا جوادًا حليمًا كبير القدر‏.‏

وفيها شيخ إصبهان وعالمها أبو المنذر النعمان بن عبد السلام التيمي تيم الله من ثعلبة‏.‏

وكان فقيهًا إمامًا زاهدًا عابدًا صاحب تصانيف‏.‏

أخذ عن الثوري وأبي حنيفة وطائفة‏.‏

وفيها الفقيه أبو عبد الرحمن يحيى بن حمزة الحضرمي البتهلي قاضي دمشق ومحدثها وله ثمانون سنة‏.‏

قال دحيم‏:‏ هو ثقة عالم‏.‏

سنة أربع وثمانين ومائة فيها توفي الفقيه أبو إسحاق أبو إبراهيم بن سعد الزهري العوفي المدني قاضي المدينة ومحدثها وله خمس وسبعون سنة‏.‏

وقيل توفي في العام الماضي‏.‏

سمع أباه والزهري وجماعة‏.‏

وفيها الفقيه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي مولاهم روى عن الزهري وابن المنكدر وطبقتهما‏.‏

يروي عنه الشافعي فيقول‏:‏ أخبرني من لا أتهم‏.‏

وقال‏:‏ قدريًا‏.‏

وقال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ كان قدريًا معتزليًا جهميًا كل بلاء فيه لا يكتب حديثه‏.‏

وقال البخاري‏:‏ جهمي تركه الناس‏.‏

وقال ابن عدي‏:‏ لم أر له حديثًا منكرًا إلا عن شيوخ يحتملون وله كتاب الموطأ أضعاف موطأ مالك‏.‏

وفيها الزاهد العمري بالمدينة واسمه عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب روى عن أبيه‏.‏

وكان إمامًا فاضلًا رأسًا في الزهد والورع‏.‏

وفيها فقيه أهل المدينة أبو تمام عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار‏.‏

أخذ عن أبيه وزيد بن أسلم وطائفة‏.‏

وقال ابن سعد‏:‏ ولد سنة سبع ومائة ومات ساجدًا رحمة الله عليه‏.‏

وفيها علي بن غراب الكوفي القاضي‏.‏

روى عن هشام بن عروة وطبقته‏.‏

وفيها مروان بن شجاع الجزري ببغداد‏.‏

روى عن خصيف وعبد الكريم بن مالك‏.‏

وفيها أو في التي مَضَتَ نُوح بن قيس الُحَدانيّ الطاحي البصري‏.‏

روى عن محمد بن واسع وطبقته‏.‏

سنة خمس وثمانين ومائة فيها وقيل في التي تليها توفي الإمام القارىء القدوة أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحارث الكوفي نزيل ثغر المصيصَة‏.‏

روى عن عبد الملك بن عمير وطبقته‏.‏

ومن جلالته روى عنه الأوزاعي حديثًا فقيل له‏:‏ من حدثك بهذا قال‏:‏ حدثني الصادق المصدق أبو إسحاق الفزاريَ‏.‏

وقال الفضل بن عياض‏:‏ ربُما اشتقت إلى المصيصة ما بي فضل الرباط بل لأرى أبا إسحاق الفزاري‏.‏

وقال غيره‏:‏ كان إمامًا قانتًا مجاهدًا مرابطًا أمارًا بالمعروف إذا رأى بالثغر مبتدعًا أخرجه‏.‏

وفيها الأمير عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس شيخُ آل العبّاس وبقية عمومة المنصور‏.‏

روى عن أبيه عن جده ابن عباس وكان ذا قعدد في النسب‏.‏

ولي إمرة البصرة مرة إمرة دمشق‏.‏

وفيها ضمام بن إسماعيل المصري بالإسكندرية‏.‏

روى عن أبي قبيل المعافري وطبقته‏.‏

قال أبو حاتم‏:‏ كان صدوقًا متعبدًا‏.‏

قلتُ‏:‏ لم يخرجوا له في الكتب الستة شيئًا‏.‏

وهو من مشاهير المحدثين‏.‏

وفيها عُمرُ بن عبيد الطنافسي الكوفي‏.‏

وكان أكبر إخونه‏.‏

روى عن سماك بن حرب وطبقته‏.‏

وفيها المطّلبُ بن أبي زياد الكوفي‏.‏

روى عن زياد بن علاقة والكبار‏.‏

وثقه أحمد وابن معين‏.‏

وفيها على الأصح المُعافى بن عمران الإمام أبو مسعود الأزدي‏.‏

عالم أهل الموصل وزاهدهم‏.‏

رَحَلَ وطَوَف وسمع من ابن جُرَيَّح وطبقته‏.‏

ذكره سفيان الثوري فقال‏:‏ هو ياقوتةُ العلماء‏.‏

وقال محمد بن عبد الله بن عمار الحافظ‏:‏ لم ألق أفضلَ منه‏.‏

وقال ابن سعد‏:‏ كان ثقةً فاضلًا صاحبَ سُنَة‏.‏

وكان ابنُ المبارك وهو أسن منه‏.‏

يقول‏:‏ حدثني ذاك الرجل الصالح‏.‏

وفيها يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون المدنيّ ابن عم عبد العزيز الماجشون‏.‏

روى

وفيها أمير دمشق للرشيد محمد بن ابراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي‏.‏

سنة ست وثمانين ومائة فيها سار علي بن عيسى بن ماهان في الجيوش من مرو فالتقى هو وأبو الخصيب بنسا‏.‏

فظفر بأبي الخصيب واستقامت خراسان للرشيد‏.‏

وفيها توفي حاتم بن اسماعيل المدني‏.‏

روى عن هشام بن عُروة وطبقته‏.‏

وكان ثقة كثير الحديث‏.‏

وقيل مات في التي تليها‏.‏

وفيها حسان بن إبراهيم الكرماني قاضي كرمان يروي عن عاصم الأحول وجماعة‏.‏

وفيها خالد بن الحارث أبو عثمان البصري الحافظ‏.‏

روى عن أيوب وخلق‏.‏

قال الإمام أحمد‏:‏ إليه المنتهى في التثبت بالبصرة‏.‏

وفيها سفيان بن حبيب البصري البزاز روى عن عاصم الأحول وطائفة‏.‏

قال أبو حاتم‏:‏ ثقة‏.‏

أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة‏.‏

وفيها أو في التي تليها‏.‏

عباد بن العوام الواسطي ببغداد‏.‏

روى عن أبي مالك الأشجعي

وفيها عيسى بن موسى غنجار أبو أحمد البخاري‏.‏

محدث ما وراء النهر رحل وحمل عن سفيان الثوري وطبقته‏.‏

قال الحاكم‏:‏ هو إمام عصره طلب العلم على كبر السن وطوف‏.‏

يروي عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين‏.‏

وحديثه الثقات مستقيم‏.‏

وفيها فقيه المدينة أبو هاشم المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي وله اثنتان وستون سنة‏.‏

روى عن هشام بن عروة وطبقته‏.‏

قال الزبير بن بكّار‏:‏ عرض عليه الرشيد قضاء المدينة فامتنع‏.‏

فأعفاه ووصله بألفي دينار‏.‏

وكان فقيه المدينة بعد مالك‏.‏

سنة سبع وثمانين ومائة فيها خلعت الروم من الملك الست ريني وهلكت بعد أشهر‏.‏

وأقاموا عليهم نقفور‏.‏

والروم تزعم أن تقفور من ولد جفنة الغساني الذي تنصّر‏.‏

وكان نقفور قبل الملك يلي نظر الديوان‏.‏

فكتب نقفور هذا الكتاب من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق‏.‏

فحملت إليك من أموالها وذلك لضعف النساء وحمقهن‏.‏

فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل قبلك وافتد نفسك وإلا فالسيفُ بيننا‏.‏

فلما قرأ الرشيد الكتاب اشتد غضبه وتفرق جلساؤه خوفًا من بادرة تقعُ منه‏.‏

ثم كتب بيده على ظهر الكتاب‏:‏ من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم‏:‏ قرأت كتابك يا ابن الكافرة‏.‏

والجواب ما تراه دون ما تسمعه‏.‏

ثم ركب من يومه وأسرع حتى نزل على مدينة هرقلة وأوطأ الروم ذلًا وبلاءً‏.‏

فقتل وسبى‏.‏

وذل نقفور وطلب الموادعة على خراج يحملُه‏.‏

فأجابه‏.‏

فلما رد الرشيد إلى الرقة نقض نقفور‏.‏

فلم يجسر أحد أن يبلغ الرشيد حتى عملت الشعراء أبياتًا يلوحون بذلك‏.‏

فقال أو قد فعلها فكر راجعًا في مشقة الشتاء حتى أناخ بفنائه ونال منه مراده‏.‏

وفي ذلك يقول أبو العتاهية‏:‏ ألا نَادَتْ هرَقّلةْ بالخراب منَ الملكِ الموفق للصواب غدا هارونُ يُرعد بالمنايا ويُبرق بالمذكرة الصعاب وفيها توفي أو في التي قبلها بشر بن المفضل أحدُ حفاظ البصرة‏.‏

روى عن سهل بن أبي صلح وخالد الحذاء‏.‏

وطائفة‏.‏

قال علي المديني‏:‏ كان يصلي كل يوم أربع مائة ركعة ويصوم يومًا ويفطر يومًا رحمه الله‏.‏

وفيها محمد بن عبد الرحمن الطفاوي البصري‏.‏

سمع أيوب السختياني وجماعة‏.‏

وفيها رباح بن زيد الصنعاني صاحب معمر‏.‏

قال أحمد‏:‏ كان خيارًا‏.‏

ما أرى في زمانه من كان خيرًا منه‏.‏

انقطع في بيته‏.‏

وفيها عبد الرحيم سليمان الرازي نزيل الكوفة‏.‏

كان ثقة صاحب حديث‏.‏

له تصانيف‏.‏

روى عن عاصم الأحول وخلق‏.‏

وفيها عبد السلام بن حرب الملاني الكوفي الحافظ‏.‏

وله ست وتسعون سنة‏.‏

روى عن أيوب السختياني وطبقته‏.‏

وفيها عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري الحافظ‏.‏

روى عن أبي عمران الجوني والكبار‏.‏

يكنى أبا الصمد‏.‏

وفيها أبو محمد عبد العزيز بن محمد الدراوردي المدني‏.‏

روى عن صفوان بن سليم وخلق‏.‏

وكان فقيهًا صاحب حديث‏.‏

وفيها علي بن نصر بن علي الجهضمي‏.‏

والد نصر بن علي‏.‏

روى عن هشام الدستوائي وأقرانه‏.‏

وفيها أبو الخطاب محمد بن سواء السدوسي البصري المكفوف الحافظ‏.‏

سمع من حسين المعلم‏.‏

وأكثر عن أبي عروبة‏.‏

وفيها الإمام أبو محمد معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي الحافظ‏.‏

أحد شيوخ البصرة‏.‏

وله إحدى وثمانون سنة‏.‏

روى عن عن أبيه ومنصور وخلق لا يحصون‏.‏

قال قرة بن خالد‏:‏ ما معتمر عندنا بدون أبيه‏.‏

وقال غيره‏:‏ كان عابدًا صالحًا حجة‏.‏

وفيها غضب الرشيد على البرامكة وضرب عنق جعفر بن يحيى البرمكي الوزير أحد الأجواد والفصحاء‏.‏

وفيها توفي معاذ بن مسلم الكوفي النحوي شيخ الكسائي عن نحو مائة سنة وهو الذي سارت فيه هذه الكلمة‏:‏ إن معاذ بن مسلم رجل ليس لميقات عمره أمد الأبيات‏.‏

وفيها في الأبيات في المحرم شيخ الحجاز الإمام أبو علي الفضيل بن عياض التميمي المروزي الزاهد‏.‏

أحد الأعلام‏.‏

الذي قال فيه ابن المبارك‏:‏ ما بقي على ظهر الأرض أفضل من الفضيل بن عياض‏.‏

وكان قد قدم الكوفة شابًا فحمل عن منصور وطبقته‏.‏

قال شريك‏:‏ القاضي فضيل حجة لأهل زمانه‏.‏

سنة ثمان وثمانين ومائة فيها غزا المسلمون الروم من درب الصفصاف والتقوا فجرح الملك نقفور ثلاث جراحات‏.‏

وانهزم وقتل من جيشه عدة ألوف‏.‏

وفيها توفي محدث الري الحافظ أبو عبد الله جرير بن عبد الحميد الضبي‏.‏

وله ثمان وسبعون سنة‏.‏

روى عن منصور وطبقته من الكوفيين ورحل إليه الناس لثقته وسعة علمه‏.‏

وفيها رشدين بن سعد المهري‏.‏

محدث مصر لكنه ضعيف وفيه دين وصلاح‏.‏

روى عن زبان بن فائد وحميد بن هانئ وخلق كثير‏.‏

وفيها عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي‏.‏

روى عن عاصم الأحول وطبقته‏.‏

قال أحمد‏:‏ ثقة

وفيها وقيل في سنة تسعين‏.‏

عتاب بن بشير الحراني صاحب خصيف‏.‏

وكان صاحب حديث‏.‏

وفيها عقبة بن خالد السكوني الكوفي‏.‏

روى عن هشام بن عروة وطبقته‏.‏

وفيها أو في سنة تسعين محمد بن يزيد الواسطي عن إسماعيل بن أبي خالد وجماعة‏.‏

وفيها عمر بن أيوب الموصلي المحدث الزاهد‏.‏

رحل وسمع من جعفر بن برقان وطبقته‏.‏

قال ابن معين‏:‏ ثقة مأمون‏.‏

وقال ابن عمار‏:‏ ما رأيته يذكر الدنيا‏.‏

وفيها مقرئ الكوفة سليم بن عيسى الحنفي مولاهم‏.‏

صاحب حمزة‏.‏

تصدر لإقراء الناس مدة عليه دارت قراءة حمزة‏.‏

وفيها على الصحيح الإمام أبو عمرو عيسى بن بن أبي إسحاق السبيعي‏.‏

رأى جده وسمع من إسماعيل بن أبي خالد وخلق من طبقته‏.‏

وروى عنه من الكبار حماد بن أبي سلمة وهو أكبر منه‏.‏

ذكر لابن المديني فقال‏:‏ بخ بخ ثقة مأمون‏.‏

وقال أحمد بن داود الحداني‏:‏ سمعت عيسى بن يونس يقول‏:‏ لم يكن في أسناني أبصر بالنحو مني فدخلتني منه نخوة فتركته‏.‏

وقال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ الذي كنا نخبر أن عيسى سنة في الغزو وسنة في الحج‏.‏

فقدم بغداد

وفيها أو في السنة الماضية مرحوم بن عبد العزيز العطار بالبصرة‏.‏

كان محدثًا صالحًا عابدًا‏.‏

روى عن أبي عمران الجوني والكبار‏.‏

قال الخريبي‏:‏ ما رأيت بصريًا أفضل منه ومن سليمان بن المغيرة‏.‏

وفيها يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية الكوفي روى عن العلاء بن المسيب وعدة‏.‏

وكان بن عباد المحدثين‏.‏

قال أحمد العجلي‏:‏ قالوا له‏:‏ دواء عينيك ترك البكاء‏.‏

قال‏:‏ فما خيرهما إذًا سنة تسع وثمانين ومائة فيها كان الفداء الذي لم يسمع بمثله حتى لم يبق بأيدي الروم مسلم إلا فودي به‏.‏

وفيها توهم الرشيد في علي بن عيسى بن علي بن ماهان أمير خراسان الخروح فسار حتى نزل بالري‏.‏

فبادر إليه علي بأموال وجواهر وتحف تتجاوز الوصف‏.‏

فأعجب الرشيد ورده على عمله‏.‏

وفيها توفي في صحبة الرشيد شيخ القراءات والنحو الإمام أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي الكوفي الكسائي‏.‏

أحد السبعة‏.‏

قرأ على حمزة وأدب الرشيد وولده الأمين‏.‏

وهو من تلامذة قال الشافعي‏:‏ من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي‏.‏

وفيها توفي في صحبة الرشيد أيضًا بالري قاضي القضاة وفقيه العصر أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني مولاهم‏.‏

الكوفي المنشأ‏.‏

ولد بواسط وعاش سبعًا وخمسين سنة‏.‏

وسمع أبا حنيفة ومالك بن مغول وطائفة‏.‏

وكان من أذكياء العالم‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ ما رأيت أعلم بكتاب الله منه‏.‏

قال الشافعي‏:‏ لو أشاء أن أقول تنزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته وقد حملت عنه وقر بختي‏.‏

وقال محمد بن الحسن‏:‏ خلف أبي ثلاثين ألف درهم فأنفقت نصفها على النحو بالري‏.‏

وأنفقت الباقي على الفقه ولما توفي هو والكسائي قال الرشيد‏:‏ دفنا الفقه والنحو بالري‏.‏

قال الخطيب‏:‏ وولي القضاء بعد محمد بن الحسن علي بن حرملة التيمي صاحب أبي حنيفة‏.‏

وفيها أو محمد عبد الأعلى بن عبد الأعلى الشامي البصري‏.‏

أحد علماء الحديث‏.‏

سمع من حميد الطويل وطبقته‏.‏

وفيها أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان الكوفي أحد الكبار روى عن أبي مالك الأشجعي وخلق من طبقته‏.‏

فيها قاضي الموصل علي بن مسهر‏.‏

أبو الحسن الكوفي الفقيه‏.‏

روى عن أبي مالك الأشجعي وأقرانه‏.‏

قال أحمد‏:‏ هو أثبت من ابن أبي معاوية في الحديث‏.‏

وقال أحمد العجلي‏:‏ ثقة جامع للفقه والحديث‏.‏

وفيها حكام بن سلم الرازي‏.‏

يروي بن حميد الطويل وطبقته‏.‏

وفيها وقيل قبلها بعام يحيى بن اليمان العجلي الكوفي الحافظ‏.‏

روىعن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وطائفة‏.‏

ذكره أبو بكر بن عياش فقال‏:‏ ذاك راهب‏.‏

وعن وكيع قال‏:‏ ما كان أحد من أصحابنا أحفظ منه‏.‏

كان يحفظ في المجلس خمس مائة حديث ثم نسي‏.‏

وقال ابن المديني‏:‏ صدوق ثقة تغير من الفالج‏.‏

وفيها أو في حدودها‏.‏

محمد بن مروان السدوسي الصغير الكوفي المفسر صاحب الكلبي وهو متروك الحديث‏.‏

فيها فتح هرقلة في شوال‏.‏

استعد للرشيد وأمعن في بلاد الروم‏.‏

فدخلها في مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفًا سوى المجاهدين تطوعًا‏.‏

وبث جيوشه تغير وتغنم وتخرب‏.‏

ولما افتتح هرقلة أخربها وسبى أهلها‏.‏

وكان مقامه عليها شهرًا‏.‏

وسارت فرقة فافتتحت حصن الصقالبة‏.‏

وفرقة افتنحت حصن الصفصاف ومقدونية‏.‏

وركب حميد بن معيوف في البحر فغزا قبرس فخرب وسبى وأحرق وبلغ السبي من قبرس ستة عشر ألفًا‏.‏

وكان فيهم أسقف قبرس ابن علية فنودي عليه فبلغ ألفي دينار وبعث نقفور الجزية عن رأسه وامرأته وخواصه‏.‏

فكان ذلك خمسين ألف دينار‏.‏

وبعث إلى الرشيد يخضع له ويلتمس منه أن لا يخرب حصونًا سماها‏.‏

فاشترط عليه الرشيد أن لا يعمر هرقلة وأن يحمل في العام ثلاث مائة ألف دينار‏.‏

وكتب نقفور إليه‏:‏ أما بعد فلي إليك حاجة أن تهب لي لابني جارية من سبي هرقلة كنت خطبتها له فأسعفني بها‏.‏

فأحضر الرشيد الجارية فزينت‏.‏

وأرسل معها سرادقًا وتحفًا‏.‏

فأعطى نقفور للرسول خمسين ألفًا وثلاثين مائة ثوب وبراذين وبزاة‏.‏

وفيها توفي الفقيه أسد بن عمرو البجلي الكوفي صاحب أبي حنيفة وقاضي بغداد‏.‏

وفيها قارىء مكة في زمانه إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين المخزومي مولاهم‏.‏

المعروف

وفيها أبو عبيدة الحداد البصري نزيل بغداد‏.‏

واسمه عبد الواحد بن واصل‏.‏

روى عن عوف الأعرابي وعدة‏.‏

وفيها عبيده بن حميد الكوفي الحذاء الحافظ وله بضع وثمانون سنة‏.‏

روى عن الأسود بن قيس ومنصور والكبار‏.‏

وكان صاحب قرآن وحديث ونحو أدب الأمين بعد الكسائي‏.‏

وفيها عمر بن علي المقدمي أبو حفص البصري‏.‏

كان حافظًا مدلسًا‏.‏

كان يقول‏:‏ ثنا‏.‏

يقول‏:‏ سمعت‏.‏

ثم يسكت‏.‏

ثم يقول‏:‏ هشام بن عروة وينوي القطع‏.‏

وفيها عطاء بن مسلم الخفاف‏.‏

كوفي صاحب حديث ليس بالقوي‏.‏

نزل حلب‏.‏

وروى عن محمد بن سوقة وطبقته‏.‏

وفيها حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي الكوفي‏.‏

روى عن الأعمش وطبقته‏.‏

قال أبو بكر بن أبي شيبة‏:‏ قل من رأيت مثله‏.‏

وفيها يحيى بن خالد البرمكي‏.‏

توفي في سجن الرشيد‏.‏

وله سبعون سنة‏.‏