فصل: ذكر حفائر مكة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان (نسخة منقحة)



.مكة:

128- قالوا: لما قاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا عام الحديبية وكتب القضية على الهدنة، وأنه من أحب أن يدخل في عهد محمد صلى الله عليه وسلم دخل ومن أحب أن يدخل في عهد قريش دخل، وأنه من أتى قريشا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يردوه، ومن أتاه منهم ومن حلفائهم رده، قام من كان من كنانة فقالوا: ندخل في عهد قريش ومدتها، وقامت خزاعة فقالت: ندخل في عهد محمد وعقده.
وقد كان بين عبد المطلب وخزاعة حلف قديم، فلذلك قال عمرو بن سالم بن حصيرة الخزاعي:
لا هم إني ناشد محمدا ** حلف أبينا وأبيه الأتلدا

ثم ان رجلا من خزاعة سمع رجلا من كنانة ينشد هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوثب عليه فشجه، فهاج ذلك بينهم الشر والقتال، وأعانت قريش بنى كنانة، وخرج منهم رجال معهم فبيتوا خزاعة، فكان ذلك مما نقضوا به العهد والقضية.
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو ابن سالم بن حصيرة الخزاعي يستنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاه ذلك إلى غزو مكة.
129- وحدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة في حديث طويل قال: فهادنت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يأمن بعضهم بعضا على الأغلال والأسلال، أو قال أرسال، فمن قدم مكة حاجا أو معتمرا أو مجتازا إلى اليمن والطائف فهو آمن، ومن قدم المدينة من المشركين عامدا إلى الشام والمشرق فهو آمن.
قال: فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهده بنى كعب، وأدخلت قريش في عهدها حلفاءها من بنى كنانة.
130- وحدثنا عبد الواحد بن غياث قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أيوب، عن عكرمة أن بني بكر من كنانة كانوا في صلح قريش، وكانت خزاعة في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلت بنو بكر وخزاعة بعرفة، فأمدت قريش بني بكر بالسلاح وسقوهم الماء وظللوهم. فقال بعضهم لبعض: نكثتم العهد.
فقالوا: ما نكثنا والله. ما قاتلنا، إنما مددناهم وسقيناهم وظللناهم. فقالوا لأبي سفيان بن حرب: انطلق فأجد الحلف وأصلح بين الناس.
فقدم أبو سفيان المدينة فلقي أبا بكر، فقال له: يا أبا بكر! أجد الحلف وأصلح بين الناس.
فقال أبو بكر: الق عمر.
فلقي عمر، فقال له: أجد الحلف وأصلح ببن الناس.
فقال عمر: قطع الله منه ما كان متصلا وأبلى ما كان جديدا.
فقال أبو سفيان: تالله ما رأيت شاهد عشيرة شرا منك.
فانطلق إلى فاطمة فقالت: الق عليا.
فلقيه فذكر له مثل ذلك، فقال علي: أنت شيخ قريش وسيدها فأجد الحلف وأصلح بين الناس.
فضرب أبو سفيان يمينه على شماله وقال: قد جددت الحلف وأصلحت بين الناس.
ثم انطلق حتى أتى مكة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أبا سفيان قد أقبل، وسيرجع راضيا بغير قضاء حاجة، فلما رجع إلى أهل مكة أخبرهم الخبر، فقالوا: تالله ما رأينا أحمق منك. ما جئتنا بحرب فنحذر ولا بسلم فنأمن.
وجاءت خزاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوا ما أصابهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني قد أمرت بإحدى القريتين مكة أو الطائف»، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسير.
فخرج في أصحابه وقال: «اللهم اضرب على آذانهم فلا يسمعوا حتى نبغتهم بغتة».
وأغذ المسير حتى نزل مر الظهران.
وقد كانت قريش قالت لأبي سفيان: ارجع.
فلما بلغ مر الظهران ورأى النيران والأخبية قال: ما شأن الناس كأنهم أهل عشية عرفة؟ وغشيته خيول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوه أسيرا.
فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء عمر فأراد قتله فمنعه العباس، وأسلم فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما كان عند صلاة الصبح تحشحش الناس وضوءا للصلاة.
فقال أبو سفيان للعباس بن عبد المطلب: ما شأنهم يريدون قتلي؟ قال: لا، ولكنهم قاموا إلى الصلاة.
فلما دخلوا في صلاتهم رآهم إذا ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعوا وإذا سجد سجدوا.
فقال: تالله ما رأيت كاليوم طواعية قوم جاؤا من هاهنا وهاهنا، ولا فارس الكرام ولا الروم ذات القرون.
فقال العباس: يا رسول الله ابعثني إلى أهل مكة ادعهم إلى الإسلام.
فلما بعثه أرسل في أثره وقال: «ردوا على عمي لا يقتله المشركون».
فأبى أن يرجع حتى أتى مكة.
فقال: أي قوم! أسلموا تسلموا، أتيتم أتيتم، واستبطنتم بأشهب بازل.
هذا خالد بأسفل مكة وهذا الزبير بأعلى مكة، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار وخزاعة.
فقالت قريش: وما خزاعة المجدعة الأنوف!.
131- حدثنا عبد الواحد بن غياث قال: حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن قائل خزاعة قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني ناشد محمدا ** حلف أبينا وأبيه الأتلدا

فانصر هداك الله نصرا أيدا ** وادع عباد الله يأتوا مددا

132- قال حماد: فحدثني علي بن زيد، عن عكرمة أن خزاعة نادوا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل فقال: «لبيكم».
133- وقال الواقدي وغيره: تسلح قوم من قريش يوم الفتح وقالوا: لا يدخلها محمد إلا عنوة، فقاتلهم خالد بن الوليد.
وكان أول من أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدخول، فقتل أربعة وعشرين رجلا من قريش وأربعة نفر من هذيل.
ويقال قتل يومئذ ثلاثة وعشرين رجلا من قريش، وانهزم الباقون فاعتصموا برؤوس الجبال وتوقلوا فيها.
واستشهد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كرز بن جابر الفهري، وخالد الأشعر الكعبي.
وقال هشام بن الكلبي: هو حبيش الاشعر بن خالد الكعبي من خزاعة.
134- وحدثنا شيبان بن أبي شيبة الأبلي حدثنا سليمان بن المغيرة قال: حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح قال: وفدت وفود إلى معاوية، وذلك في شهر رمضان، وكان بعضنا يصنع لبعض الطعام، وكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله.
قال: فصنعت لهم طعاما ودعوتهم، فقال أبو هريرة: ألا أعللكم بحديث من حديثكم معشر الأنصار؟ ثم ذكر فتح مكة فقال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالد بن الوليد على الأخرى، وبعث أبا عبيدة بن الجراح على الحسر.
فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته، فرآني فقال: «يا أبا هريرة!» قلت: لبيك يا رسول الله.
قال: «ناد الأنصار فلا يأت إلا أنصاري».
قال: فناديتهم، فأطافوا به، وجمعت قريش أوباشها وأتباعها وقالوا: نقدم هؤلاء، فإن أصابوا ظفرا كنا معهم وإن أصيبوا أعطينا الذي يسأل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أترون أوباش قريش؟» قالوا: نعم. فقال بإحدى يديه على الأخرى يشير أن اقتلوهم.
ثم قال: «وافوني بالصفا».
قال فانطلقنا، فما يشاء أحد أن يقتل أحدا إلا قتله.
فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله! أبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم.
فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن».
فقال بعض الأنصار لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته.
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، وكان إذا جاءه لم يخف علينا، فقال: «يا معشر الأنصار قلتم كذا وكذا».
قالوا: قد كان ذلك يا رسول الله. قال: «كلا إني عبد الله، ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم والممات مماتكم».
فجعلوا يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا للضن برسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وأقبل الناس إلى دار أبى سفيان وأغلقوا أبوابها ووضعوا سلاحهم.
وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت، وأتى على صنم كان إلى جنب الكعبة وفي يده قوس قد أخذ بسيتها فجعل يطعن في عين الصنم ويقول: «{جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}» قال: فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلاه، حتى نظر إلى البيت، ثم رفع يده يحمد الله ويدعو.
135- حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا هشيم عن حصين، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: «لا يجهزن على جريح، ولا يتبعن مدبر، ولا يقتلن أسير، ومن أغلق بابه فهو آمن».
136- قال الواقدي: كانت غزوة الفتح في شهر رمضان سنة ثمان، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة إلى الفطر، ثم توجه لغزوة حنين.
وولى مكة عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم الأصنام ومحو الصور التي كانت في الكعبة، وقال: «اقتلوا ابن خطل ولو كان متعلقا بأستار الكعبة» فقتله أبو برزة الأسلمي.
قال أبو اليقظان: واسم ابن خطل قيس، وقتله أبو شرياب الأنصاري، وكانت لابن خطل قينتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتلت إحداهما وبقيت الأخرى حتى كسرت لها ضلع أيام عثمان فماتت.
وقتل نميلة بن عبد الله الكناني مقيس بن ضبابة الكناني، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر من وجده أن يقتله.
وذلك لأن أخاه هاشم ابن ضبابة بن حزن أسلم وشهد غزوة المريسيع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتله رجل من الأنصار خطأ وهو يظنه مشركا.
فقدم مقيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى له بالدية على عاقلة القاتل فأخذها، وأسلم، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله وهرب مرتدا وقال:
شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندا ** يضرج ثوبيه دماء الأخادع

ثارت به قهرا وحملت عقله ** سراة بني النجار أرباب فارع

حللت به وترى وأدركت ثؤرتي ** وكنت عن الإسلام أول راجع

وقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحويرث بن نقيذ بن بجير بن عبد ابن قصي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقتله من وجده.
137- وحدثني بكر بن الهيثم عن عبد الرازق عن معمر، عن الكلبي قال: جاءت قينة لهلال بن عبد الله، وهو ابن خطل الأدرمي من بني تيم، إلى النبي صلى الله عليه وسلم متنكرة، فأسلمت وبايعت وهو لا يعرفها، فلم يعرض لها. وقتلت قينة له أخرى، وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وأسلم ابن الزبعري السهمي قبل أن يقدر عليه. ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان قد أباح دمه يوم الفتح ولم يعرض له.
138- حدثنا محمد بن الصباح البزاز قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم مكة فقال: «الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر جنده، وهزم الأحزاب وحده، ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهلية وكل دم ودعوى موضوعة تحت قدمي، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج».
139- وحدثنا خلف البزار حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أشياخه قالوا: لما كان يوم فتح مكة قال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش: «ما تظنون؟» قالوا: نظن خيرا ونقول خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، وقد قدرت.
قال: «فإني أقول كما قال أخي يوسف عليه السلام: {لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} ألا كل دين ومال ومأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج».
140- حدثنا شيبان قال: حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا عبد الله بن عبيد بن عمير قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته: ألا إن مكة حرام ما بين أخشبيها، لم يحل لأحد قبلي ولا يحل لأحد بعدي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار.
لا يختلى خلاها، ولا تعضد عضاهها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها، إلا أن يعرف أو يعرف.
فقال العباس رحمه الله: إلا الاذخر، فإنه لصاغتنا وقيوننا وطهور بيوتنا، فقال صلى الله عليه وسلم: إلا الاذخر»
.
141- حدثنا يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يختلى خلى مكة ولا يعضد شجرها. فقال العباس: إلا الاذخر، فإنه للقيون وطهور البيوت. فرخص في ذلك».
142- حدثنا شيبان قال: حدثنا أبو هلال الراسبى، عن الحسن قال: أراد عمر أن يأخذ كنز الكعبة فينفقه في سبيل الله.
فقال له أبي بن كعب الأنصاري: يا أمير المؤمنين! قد سبقك صاحباك، ولو كان هذا فضلا لفعلاه.
143- وحدثنا عمرو الناقد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مكة حرام، لا يحل بيع رابعها ولا أجور بيوتها».
144- حدثنا محمد بن حاتم المروزي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدى عن إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن يوسف بن ماهك عن أبيه، عن عائشة قالت: «قلت يا رسول الله. ابن لك بناء يظلك من الشمس بمكة فقال: إنما هي مناخ من سبق».
145- حدثنا خلف بن هشام البزار، حدثنا إسماعيل، عن ابن جريج قال: قرأت كتاب عمر بن عبد العزيز ينهى عن كراء بيوت مكة.
146- حدثنا أبو عبيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل عن ثوير عن مجاهد، عن ابن عمر قال: الحرم كله مسجد.
147- حدثنا عمرو الناقد قال: حدثنا إسحاق الازرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أمير مكة أن لا تدع أهل مكة يأخذون على بيوت مكة أجرا فإنه لا يحل لهم.
148- حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط في قوله: {سواء العاكف فيه والباد} قال: البادي من يخرج من الحجاج والمعتمرين، هم سواء في المنازل ينزلول حيث شاؤا غير أن لا يخرج أحد من بيته.
149- حدثنا عثمان قال: حدثنا جرير عن منصور، عن مجاهد في هذه الآية قال: أهل مكة وغيرهم في المنازل سواء.
150- وحدثنا عثمان وعمرو قالا: حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور، عن مجاهد أن عمر بن الخطاب قال لأهل مكة: لا تتخذوا لدوركم أبوابا لينزل البادى حيث شاء.
151- وحدثنا عثمان بن أبي شيبة وبكر بن الهيثم قالا: حدثنا يحيى بن ضريس الرازي عن سفيان، عن أبي حصين قال: قلت لسعيد بن جبير وهو بمكة: إني أريد أن أعتكف. فقال: أنت عاكف. ثم قرأ: {سواء العاكف فيه والباد}.
حدثنا عثمان قال: حدثنا حفص بن غياث عن عبد الله بن مسلم، عن سعيد بن جبير في قوله: {سواء العاكف فيه والباد} قال: خلق الله فيه سواء: أهل مكة وغيرها.
153- وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي قال: كان يتخاصم إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في أجور الدور بمكة، فيقضى بها على من اكتراها.
وهو قول مالك وابن أبي ذئب.
قال: وقال ربيعة وأبو الزناد: لا بأس بأكل كراء بيوت مكة وبيع رباعها.
وقال الواقدي: رأيت ابن أبي ذئب يأتيه كراء داره بمكة بين الصفا والمروة.
وقال الليث بن سعد: ما كان من دار فأجزها طيب لصاحبها، فأما القاعات والسكك والأفنية والخرابات، فمن سبق نزل ذلك بغير كراء.
وأخبرني أبو عبد الرحمن الأودي عن الشافعي بمثل ذلك.
وقال سفيان بن سعيد الثوري: كراء بيوت مكة حرام. وكان يشدد في ذلك.
وقال الأوزاعي وابن أبي ليلى وأبو حنيفة: إن كراها في ليالي الحج، فالكراء باطل، وإن كان في غير ليالي الحج وكان المكترى مجاورا أو غير ذلك فلا بأس.
وقال بعض أصحاب أبى يوسف: كراؤها حل طلق، وإنما يستوي العاكف والبادي في الطواف بالبيت.
154- حدثنا الحسين بن علي بن الأسود قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن الحسن ابن صالح عن العلاء بن المسيب، عن عبد الرحمن بن الأسود أنه كان لا يرى ببقل مكة، ولا بالزرع الذي يزرع فيها، ولا بشيء مما أنبته الناس بها من شجر أو نخل، بأسا أن تقطعه وتأكله وتصنع فيه ما شئت.
قال: وإنما كره ما أنبتت الأرض بمكة من شجر وغيره مما لم يعمله الناس إلا الإذخر.
قال الحسن بن صالح: وقد رخص في الشجر البالي الذي قد يبس وتكسر.
155- وقال محمد بن عمر الواقدي: قال مالك وابن أبي ذئب: في محرم أو حلال قطع شجر من الحرم أنه قد أساء، فإن كان جاهلا علم ولا شيء عليه، وإن كان عالما خالعا عوقب ولا قيمة عليه، ومن قطع من ذلك شيئا فلا بأس أن ينتفع به.
قال: وقال سفيان الثوري وأبو يوسف: عليه في الشجرة لقطعها قيمة ولا ينتفع بذلك.
وهو قول أبي حنيفة.
وقال مالك بن أنس وابن أبي ذئب: لا بأس بالضغابيس وأطراف السنا تؤخذ من الحرم للدواء والسواك.
وقال سفيان بن سعيد وأبو حنيفة وأبو يوسف: كل شيء أنبته الناس في الحرم، أو كان مما ينبتون، فلا شيء على قاطعه.
وكل شيء مما لا ينبته الناس فعلى قاطعه قيمة.
وقال الواقدي: سألت الثوري وأبا يوسف عن رجل أنبت في الحرم ما لا ينبته الناس فقام عليه حتى نبت له، أله أن يقطعه؟ قالا: نعم.
قلت: فإن نبتت في بستانه شجرة مما لا ينبت الناس من غير أن يكون أنبتها؟
قالا: يصنعه بها ما شاء.
156- وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي قال: روى لنا أن ابن عمر كان يأكل بمكة بقلا زرع في الحرم.
157- وحدثني محمد بن سعد قال: حدثني الواقدي عن معاذ بن محمد قال: رأيت على مائدة الزهري بقلا من الحرم.
قال أبو حنيفة: لا يرعى الرجل المحرم بعيره في الحرم، ولا يحتش له وهو قول زفر.
وقال مالك وابن أبي ذئب وسفيان وأبو يوسف وابن أبي سبرة: لا بأس بالرعي، ولا يحتش.
وقال ابن أبي ليلى: لا بأس بأن يحتش.
158- وحدثني عفان والعباس بن الوليد النرسي قال: حدثنا عبد الواحد ابن زياد قال: حدثنا ليث قال: كان عطاء لا يرى بأسا ببقل الحرم وما زرع فيه، وبالقضيب والسواك.
قال: وكان مجاهد يكرهه.
159- قال: ولم يكن للمسجد الحرام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر جدار يحيط به، فلما استخلف عمر بن الخطاب وكثر الناس وسع المسجد، واشترى دورا فهدمها وزادها فيه.
وهدم على قوم من جيران المسجد أبوا أن يبيعوا ووضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد.
واتخذ للمسجد جدارا قصيرا دون القامة، فكانت المصابيح توضع عليه.
فلما استخلف عثمان بن عفان ابتاع منازل وسع المسجد بها، وأخذ منازل أقوام ووضع لهم الأثمان، فضجوا به عند البيت فقال: إنما جرأكم على حلمي عنكم وليني لكم.
لقد فعل بكم عمر مثل هذا فأقررتم ورضيتم.
ثم أمر بهم إلى الحبس، حتى كلمه فيهم عبد الله بن خالد ابن أسيد بن أبي العيص فخلى سبيلهم.
ويقال إن عثمان أول من اتخذ للمسجد الأروقة واتخذها حين وسعه.
160- قالوا: وكان باب الكعبة على عهد إبراهيم عليه السلام وجرهم والعماليق بالأرض، حتى بنته قريش.
فقال أبو حذيفة بن المغيرة: يا قوم! ارفعوا باب الكعبة حتى لا يدخل إلا بسلم، فإنه لا يدخلها حينئذ إلا من أردتم، فإن جاء أحد ممن تكرهون رميتم به فسقط فكان نكالا لمن ورائه.
فعملت قريش بذلك.
161- قال: ولما تحصن عبد الله بن الزبير بن العوام في المسجد الحرام واستعاذ به، والحصين بن نمير السكوني إذ ذاك يقاتله في أهل الشام، أخذ ذات يوم رجل من أصحابه نارا على ليفة في رأس رمح، وكانت الريح عاصفا، فطارت شرره فتعلقت بأستار الكعبة فأحرقتها، فتصدعت حيطانها واسودت، وذلك في سنة أربع وستين، حتى إذا مات يزيد بن معاوية وانصرف الحصين ابن نمير إلى الشام أمر ابن الزبير بما في المسجد من الحجارة التي رمى بها فأخرج، ثم هدم الكعبة وبناها على أساسها وأدخل الحجر فيها، وجعل لها بابين موضوعين بالأرض شرقيا وغربيا، يدخل من واحد ويخرج من الآخر.
وكان قد وجد أساس الكعبة متصلا بالحجر.
وإنما التمس إعادتها إلى بناء إبراهيم عليه السلام على ما كانت عائشة أم المؤمنين أخبرته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وجعل على بابها صفائح الذهب، وجعل مفاتيحها من ذهب.
فلما حاربه الحجاج ابن يوسف من قبل عبد الملك بن مروان وقتله، كتب إليه عبد الملك يأمره ببناء الكعبة والمسجد الحرام.
وقد كانت الحجارة حلحلت الكعبة، فهدمها الحجاج وبناها، فردها إلى بناء قريش، وأخرج الحجر.
فكان عبد الملك يقول بعد ذلك: وددت أني كنت حملت ابن الزبير من أمر الكعبة وبناءها ما تحمل.
162- قالوا: وكانت كسوة الكعبة في الجاهلية الأنطاع والمغافر. فكساها رسول الله صلى الله عليه وسلم الثياب اليمانية، ثم كساها عمر وعثمان رضي الله عنهما القباطى، ثم كساها يزيد بن معاوية الديباج الخسرواني، وكساها ابن الزبير والحجاج بعده الديباج، وكساها بنو أمية في بعض أيامهم الحلل التي كان أهل نجران يؤدونها، وأخذوهم بتجويدها، وفوقها الديباج.
ثم إن الوليد بن عبد الملك وسع المسجد الحرام، وحمل إليه عمد الحجارة والرخام والفيسفساء.
163- قال الواقدي: فلما كانت خلافة أمير المؤمنين المنصور رحمه الله زاد في المسجد وبناه، وذلك في سنة تسع وثلاثين ومائة.
164- وقال علي بن محمد بن عبد الله المدائني: ولي المهدي جعفر بن سليمان ابن علي بن عبد الله بن العباس مكة والمدينة واليمامة.
فوسع مسجدي مكة والمدينة وبناهما.
وقد جدد أمير المؤمنين المتوكل على الله جعفر بن أبي إسحاق المعتصم بالله بن الرشيد هارون بن المهدي رضوان الله عليهم رخام الكعبة وأزرها بفضة، وألبس سائر حيطانها وسقفها الذهب، ولم يفعل ذلك أحد قبله، وكسا أساطينها الديباج.

.ذكر حفائر مكة:

165- قالوا: كانت قريش قبل جمع قصي إياها وقبل دخولها مكة تشرب من حياض ومصانع على رؤوس الجبال، ومن بئر حفرها لؤي بن غالب خارج الحرم تدعى اليسيرة، ومن بئر حفرها مرة بن كعب تدعى الروى وهي مما يلي عرفة.
ثم حفر كلاب بن مرة خم ورم، والجفر بظاهر مكة.
ثم إن قصي بن كلاب حفر بئرا سماها العجول، واتخذ سقاية.
وفيها يقول بعض رجاز الحاج:
نروى على العجول ثم ننطلق ** قبل صدور الحاج من كل أفق

إن قصيا قد وفى وقد صدق ** بالشبع للناس ورى مغتبق

ثم إنه سقط في العجول بعد ممات قصي رجل من بنى نصر بن معاوية فعطلت.
وحفر هاشم بن عبد مناف بذر، وهي عند الخندمة على فم شعب أبى طالب.
وحفر هاشم أيضا سجلة، فوهبها أسد بن هاشم لعدي بن نوفل بن عبد مناف ابن المطعم، ويقال بل ابتاعها منه، ويقال إن عبد المطلب وهبها له حين حفر زمزم وكثر الماء بمكة، فقالت خالدة بنت هاشم:.
نحن وهبنا لعدى سجله ** في تربة ذات عذاة سهله

تروى الحجيح زغلة فزغله**

وقد دخلت سجلة في المسجد.
وحفر عبد شمس بن عبد مناف الطوى، وهي بأعلى مكة وحفر أيضا لنفسه الجفر.
وحفر ميمون بن الحضرمي حليف بني عبد شمس بن عبد مناف بئره.
وهي آخر بئر حفرت في الجاهلية بمكة، وعندها قبر أمير المؤمنين المنصور رحمه الله.
واسم الحضرمي عبد الله بن عماد.
واحتفر عبد شمس أيضا بئرين وسماهما خم ورم على ما سمى كلاب بن مرة بئريه.
فأما خم فهى عند الردم.
وأما رم فعند دار خديجة بنت خويلد.
وقال عبد شمس:
حفرت خما وحفرت رما ** حتى أرى المجد لنا قد تما

وقالت سبيعة بنت عبد شمس في الطوى:
إن الطوى إذا شربتم ماءها ** صوب الغمام عذوبة وصفاء

وحفرت بنو أسد بن عبد العزى بن قصي شفية بئر بني أسد.
وقال الحويرث بن أسد:
ماء شفية كماء المزن ** وليس ماؤها بطرق أجن

وحفر بنو عبد الدار بن قصي أم أحراد، فقالت أميمة بنت عميلة بن السباق بن عبد الدار:
نحن حفرنا البحر أم أحراد ** ليست كبذر النزور الجماد

فأجابتها صفية بنت عبد المطلب:
نحن حفرنا بذر

تروى الحجيج الاكبر

من مقبل ومدبر

وأم أحراد شر

فيها الجراد والذر

وقذر لا يذكر

وحفر بنو جمح السنبلة، وهي بئر خلف بن وهب الجمحي.
فقال قائلهم:
نحن حفرنا للحجيج سنبله ** صوب سحاب ذو الجلال أنزله

وحفر بنو سهم الغمر، وهي بئر العاصي بن وائل.
فقال بعضهم:
نحن حفرنا الغمر للحجيج ** تثج ماء أيما ثجيج

قال ابن الكلبي: قالها ابن الربعي.
وحفرت بنو عدي الحفير، فقال شاعرهم:
نحن حفرنا بئرنا الحفيرا ** بحرا يجيش ماؤه غزيرا

وحفرت بنو مخزوم السقيا، بئر هشام بن المغيرة بن عبد الله عمر بن مخزوم.
وحفرت بنو تيم الثريا، وهي بئر عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم. وحفرت بنو عامر بن لؤي النقع.
166- قالوا: وكانت لجبير بن مطعم بئر وهي بئر بنى نوفل، فأدخلت حديثا في دار القوارير التي بناها حماد البربري في خلافة أمير المؤمنين هارون الرشيد.
وكان عقيل بن أبي طالب حفر في الجاهلية بئرا، وهي في دار ابن يوسف.
فكانت للاسود بن أبي البخترى بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بئر على باب الأسود عند الحناطين فدخلت في المسجد.
بئر عكرمة، نسبت إلى عكرمة بن خالد بن العاصي بن هاشم بن المغيرة.
بئر عمرو نسبت إلى عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، وكذلك شعب عمرو الطلوب أسفل مكة كانت لعبد الله بن صفوان.
بئر حويطب نسبت إلى حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي، وهي بفناء داره ببطن الوادي.
بئر أبى موسى كانت لأبي موسى الأشعري بالمعلاة.
بئر شوذب نسبت إلى شوذب مولى معاوية، وقد دخلت في المسجد.
ويقال إن شوذبا كان مولى طارق بن علقمة بن عريج بن جذيمة الكناني، ويقال كان مولى لنافع بن علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شق الكناني خال مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية.
وبئر بكار نسبت إلى رجل سكن مكة من أهل العراق وهي بذى طوى.
وبئر وردان نسبت إلى وردان مولى السائب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهمي.
وسقاية سراج بفخ كانت لسراج مولى بني هاشم.
وبئر الأسود نسبت إلى الأسود بن سفيان بن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وهي بقرب بئر خالصة مولاة أمير المؤمنين المهدي.
والبرود بفخ لمخترش الكعبي من خزاعة.
167- وقال ابن الكلبي: صاحب دار ابن علقمة بمكة طارق بن علقمة ابن عريج بن جذيمة الكناني.
168- وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى وعبد الملك بن قريب الاصمعي وغيرهما: بستان ابن عامر لعمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، ولكن الناس غلطوا فيها فقالوا بستان ابن عامر، وبستان بني عامر.
وإنما هو بستان ابن معمر.
وقوم يقولون نسب إلى ابن عامر الحضرمي، وآخرون يقولون نسب إلى ابن عامر بن كريز.
وذلك ظن وترجيم.
169- حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري قال: كانت في الجاهلية مكة تدعى صلاح.
قال أبو سفيان بن حرب الحضرمي:
أبا مطر هلم إلى صلاح ** ليكفيك الندامى من قريش

وتنزل بلدة عزت قديما ** وتأمن أن ينالك رب جيش

170- وحدثني العباس بن هشام الكلبي قال: كتب بعض الكنديين إلى أبي يسأله عن سجن ابن سباع بالمدينة إلى من نسب؟ وعن قصة دار الندوة ودار العجلة ودار القوارير بمكة.
فكتب إليه.
أما سجن ابن سباع فإنه كان دارا لعبد الله بن سباع بن عبد العزى بن نضلة ابن عمرو بن غبشان الخزاعى. وكان سباع يكنى أبا نيار. وكانت أمه قابلة بمكة.
فبارزه حمزة بن عبد المطلب يوم أحد فقال له: هلم إلى يا ابن مقطعة البظور! ثم قتله وأكب عليه ليأخذ درعه، فزرقه وحشى.
وأم طريح بن إسماعيل الثقفي الشاعر بنت عبد الله بن سباع وهو حليف بنى زهرة.
وأما دار الندوة فبناها قصي بن كلاب. فكانوا يجتمعون إليه فتقضى فيها الأمور.
ثم كانت قريش بعده تجتمع فيها فتتشاور في حروبها وأمورها، وتعقد الألوية، وتزوج من أراد التزويج.
وكانت أول دار بنيت بمكة من دور قريش.
ثم دار العجلة وهي دار سعيد بن سعد بن سهم.
وبنو سهم يدعون أنها بنيت قبل دار الندوة، وذلك باطل.
فلم تزل دار الندوة لنبى عبد الدار بن قصي حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي من معاوية ابن أبي سفيان فجعلها دارا للإمارة.
وأما دار القوارير فكانت لعتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.
ثم صارت للعباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب، وقد صارت بعد لام جعفر زبيدة بنت أبي الفضل بن المنصور أمير المؤمنين.
واستعمل في بعض فرشها وحيطانها شيء من قوارير، فقيل دار القوارير.
وكان حماد البربري بناها في خلافة الرشيد أمير المؤمنين رحمه الله.
171- قال هشام بن محمد الكلبي: كان عمرو بن مضاض الجرهمي حارب رجلا من جرهم يقال له السميدع.
فخرج عمرو في السلاح يتقعقع، فسمى الموضع الذي خرج منه قعيقعان.
وخرج السميدع مقلدا خيله الأجراس في أجيادها، فسمى الموضع الذي خرج منه أجياد.
وقال ابن الكلبي: ويقال إنه خرج بالجياد مسومة فسمى الموضع أجياد.
وعامة أهل مكة يقولون جياد الصغير وجياد الكبير.
172- حدثنا الوليد بن صالح عن محمد بن عمر الأسلمي عن كثير بن عبد الله عن ابيه، عن جده قال: قدمنا مع عمر بن الخطاب في عمرته سنة سبع عشرة، فكلمه أهل المياه في الطريق أن يبتنوا منازل فيما بين مكة والمدينة، ولم تكن قبل ذلك.
فأذن لهم واشترط عليهم أن ابن السبيل أحق بالماء والظل.