فصل: مقدمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



.مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة، والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد، فالناظر في كتب النحو العربي يجد أن نزع الخافض موضوع يتجاذبه بابان كبيران من أبواب أصول النحو العربي؛ السماع والقياس، فما يعده نحوي سماعا يحفظ يعده آخر قياسا يحتذي، لذا يرغب الباحث في أن يكون هذا البحث محاولة للتخلص من الاضطراب المنتشر في كتب النحو العربي في الحكم على نزع الخافض، ولتمييز المسموع منه من المقيس، ومحاولة- أيضا- لتقييد الإطلاقات في الحكم على نزع الخافض بالشذوذ والضعف والقبح على مواضعها اللائقة بها.
ثم إنه لم يستقر لهذا الموضوع مصطلح، فهل هو نزع الخافض، أو الحذف والإيصال، أو الحذف والإضمار، أو الاتساع أو غير ذلك مما سيأتي بيانه؟ ولا يخفى أهمية تحديد المصطلحات، واختيار المصطلح المناسب الذي يصح إطلاقه على جزئيات المادة، وهو ما يرجوه الباحث
وفي حدود ما أعلم، وبعد التتبع وسؤال ذوي الخبرة، وجدت أن هذا الموضوع لم ينل حظه من البحث، بحيث يفرد برسالة جامعية متخصصة، وما كتب فيه من بحوث لم يكن جامعا لمسائله وأحكامه، وممن كتب فيه:
محمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل (ت: 1298هـ)، وقفت له على رسالة وسمها بـ (تعريف من انتصب لتلقي الوهب الفائض، بحد المنصوب من الأسماء بنزع الخافض) وهي رسالة لا تزال مخطوطة، صغيرة جدا، لا تتجاوز صفحتين ونصف صفحة، كلماتها لا تزيد على خمسمائة كلمة، وأكثرها نقل من شرح التسهيل للدمامينى (ت: 827هـ).
مصطفى جواد (ت: 1389 هـ)، فقد بحث في كتابه (دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم) مسألة نزع الخافض، وأتى بآراء بديعة وصفها بأنها "لم يسلكها علماء النحو القدامى" (1)، ولكنه لم يجاوز بنزع الخافض حدود حذف حرف الجر وإيصال عمل الفعل إلى المفعول، فلم يطرق باب حذف حرف الجر وإبقاء عمله في الاسم بعده، ولا حذف المضاف ألبتة.
وممن كتب فيه- أيضا- عبد الحميد السيد طلب، فقد أفرده ببحث في المجلة العربية للعلوم الإنسانية في نحو اثنتي عشرة صفحة بعنوان (نزع الخافض عامل نحوي مطرد للنصب) بحث فيه موضوع نزع الخافض في إطار العوامل المعنوية بحيث ينتصب الاسم بعد نزع حرف الجر، فلم يتجاوز بحثه حد الحذف والإيصال، غير أنه جعل العمل للنزع لا للفعل وما أشبهه، وفسح الطريق للقول بنزع الخافض في المفعول فيه والتمييز، ولم يقصره على المفعول به.
- - - - - - - - - -
(1) 36.