فصل: باب حفظ اللسان وترك المرء الكلام فيما لا يعنيه:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مكارم الأخلاق للخرائطي



.باب ما يستحب من كف الأذى عن الناس من اللسان واليد:

365- حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة، حدثنا علي بن محمد، عن عبد السلام بن مسلم أبي مسعود، عن منصور بن زاذان، عن أبي جحيفة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده».
366- حدثنا أحمد بن عقبة النيسابوري، حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عنبسة، قال: قال رجل: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: «أن يسلم قلبك لله، ويسلم المسلمون من لسانك ويدك».
367- حدثنا أبو النضر إسماعيل بن عبد الله بن ميمون الفقيه، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: سألت جابرا: أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده؟ قال: نعم».
368- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا الفيض بن إسحاق، قال الفضيل بن عياض: والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا ولا خنزيرا بغير حق، فكيف تؤذي مسلما؟.
369- حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا إبراهيم بن شماس، حدثنا الفضيل بن عياض، عن ليث، عن مجاهد، قال: يسلط على أهل النار الجرب؛ فيحتكون حتى يبدو عظم أحدهم من دون جلده أو دون لحمه، فينادى: يا فلان، يا فلان بن فلان، هل يؤذيك هذا؟ فيقول: نعم فيقال: هذا بما كنت تؤذي المؤمنين.
370- حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، حدثنا سيار بن حاتم، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدثني بعض أشياخنا قال: سمعت الحسن بمكة، وكثر الناس عليه، فقال: أيها الناس، إن سركم أن تسلموا ويسلم لكم دينكم؛ فكفوا أيديكم عن دماء الناس، وكفوا ألسنتكم عن أعراضهم، وكفوا بطونكم عن أموالهم.

.باب حفظ اللسان وترك المرء الكلام فيما لا يعنيه:

371- حدثنا إبراهيم بن هانئ النيسابوري، حدثنا الفيض بن الفضيل الكوفي، حدثنا السري، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم آت، فقال: يا رسول الله، إني مطاع في قومي، فبم آمرهم؟ قال له: «مرهم بإفشاء السلام، وقلة الكلام إلا فيما يعنيهم».
372- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا عثمان بن سعيد الحمصي، حدثنا حريز بن عثمان، عن أبي حبيب القاضي، أن أبا الدرداء، كان يقول: تعلموا الصمت كما تتعلمون الكلام، فإن الصمت حكم عظيم، وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شيء لا يعنيك، ولا تكن مضحاكا من غير عجب، ولا مشاء إلى غير أرب يعني إلى غير حاجة.
373- حدثنا نصر بن داود، حدثنا أبو نعيم، قال: سمعت الحسن بن صالح، يقول: فتشت الورع، فلم أجده في شيء أقل منه في اللسان.
374- حدثنا محمد بن مصعب الدمشقي، حدثنا كثير بن عبيد الحذاء، حدثنا بقية بن الوليد، عن الحجاج المهري، حدثني ابن الهاد، أخبرني عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه».
375- حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا سهل بن عاصم، حدثنا عبد الله بن سنان الهروي، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: سمعت الثوري، يقول: لو رميت رجلا بسهم كان أحب إلي من أن أرميه بلساني؛ لأن رمي اللسان لا يكاد يخطئ.
376- حدثنا علي بن حرب، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، أنه أخذ لسانه في مرضه، فجعل يلوكه في فيه ويقول: هذا أوردني الموارد.
377- حدثنا حميد بن الربيع الخزاز، حدثنا أبو أسامة حماد بن أسامة، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: قال عبد الله بن عمرو: اخزن لسانك كما تخزن ورقك.
378- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا الفيض بن إسحاق، قال: قال الفضيل، وأخرج لسانه، وأخذ طرفه بإصبعه، ثم قال: ترى هذا فيه كل عجب، يخرج منه الخير والشر، وهو لحم، ليس فيه عظم؛ فاحفظه.
379- حدثنا علي بن حرب، حدثنا محمد بن يعلى، حدثني موسى بن عبيدة، عمن أخبره قال: «قال لقمان لابنه: من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم».
380- حدثنا عيسى بن أبي حرب الصفار، حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن هريم بن سفيان، عن عطاء بن عجلان، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصيب العبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه».
381- حدثنا محمد بن مصعب الدمشقي، حدثنا كثير بن عبيد الحذاء، حدثنا بقية بن الوليد، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن بلال بن الحارث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أنها تبلغ ما بلغت؛ فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة».
382- حدثنا محمد بن مصعب الدمشقي، حدثنا كثير بن عبيد الحذاء، حدثنا بقية بن الوليد، عن أبي الحجاج المهري، أخبرني ابن الهاد، أخبرني عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها أهل المجلس، يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض، وإن الرجل يزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدمه».
383- حدثنا الفضل بن موسى- مولى بني هاشم- البصري، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله بن مسعود: لا تستشرفوا البلية؛ فإنها مولعة بمن تشرف لها، إن البلاء مولع بالكلم؛ فاتبعوا ولا تبتدعوا؛ فقد كفيتم قال أبو بكر الخرائطي: وأنشدونا:
لا تعبثن بحادث فلربما ** عبث اللسان بحادث فيكون

384- حدثنا حماد بن الحسن الوراق، حدثنا سيار بن حاتم، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، قال: قال مالك بن دينار: «قال داود عليه السلام: يا معشر الأبناء، تعالوا حتى أعلمكم خشية الله، أيما عبد منكم أحب أن يحيا ويرى الأيام الصالحة؛ فليحفظ عينيه أن تنظر إلى سوء، ولسانه أن ينطق بالإفك».
385- حدثنا حماد بن الحسن الوراق، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، قال: عتب سعد على ابنه عمر بن سعد، فمشى إليه برجال من أصحابه، فكلموه فيه، فتكلم عمر فأبلغ، فقال سعد: ما كنت قط أبغض إلي منك الآن قال: لم؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقوم الساعة حتى يأتي قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها».
سمعت محمد بن يزيد المبرد، ينشد:
ومن لا يكف الجهل عمن يجله ** فسوف يكف الجهل عمن يواثبه

فيغلبه بالجهل من كان جاهلا ** ويغلبه بالصمت من لا يجاوبه

.باب ما يستحب للمرء من ستر عورة أخيه المسلم وما له من الثواب:

386- حدثنا سعدان بن نصر البغدادي، حدثنا عبد الله بن سيف الخوارزمي، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة».
حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن جويبر، عن محمد بن واسع، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
387- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، بسر من رأى، حدثنا محمد بن المبارك الصوري، عن إسماعيل بن عياش، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يستر عبد عبدا إلا ستره الله يوم القيامة».
388- حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة نفس الله تبارك وتعالى عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة».
389- حدثنا أبو سهل بنان بن سليمان الدقاق، وأبو موسى الطيالسي قالا: حدثنا عفان، حدثنا وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستر عبد عبدا إلا ستره الله يوم القيامة».
390- حدثنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن الوراق، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا خالد بن إياس القرشي، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يرى امرؤ من أخيه عورة، فيسترها عليه؛ إلا دخل الجنة».
391- حدثنا بنان بن سليمان الدقاق، حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، عن أبي معشر، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا موءودة».
392- حدثنا أبو بكر الرمادي، حدثنا عبد الله بن صالح، وابن بكير أن الليث بن سعد حدثهما قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم، أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ستر مسلما ستره الله تبارك وتعالى يوم القيامة».
393- حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، وأبو قلابة قالا: حدثنا الربيع بن يحيى، حدثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن ابن هزال، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو سترته بثوبك كان خيرا لك».
يعني حين أخبره خبر ماعز.
394- حدثنا إبراهيم بن عبد الرزاق الضرير، بكرخ سر من رأى، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن نعيم بن هزال قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هزال: «لو سترته بثوبك كان خيرا لك».
يعني لماعز بن مالك.
395- حدثنا حماد بن الحسن الوراق، حدثنا أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، حدثنا علي وهو ابن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير (ح) حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حرب بن شداد، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن، أنه سمع زبيد بن الصلت، قال: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: لو أخذت سارقا لأحببت أن يستره الله عز وجل، ولو أخذت شاربا لأحببت أن يستره الله عز وجل.
396- حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، حدثنا روح بن عبادة الأوزاعي، عن عبد الواحد بن قيس، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: من أطفأ على مؤمن سيئة فكأنما أحيا موءودة.
397- حدثنا سعدان بن يزيد، حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم كان يعس بالمدينة ذات ليلة، فرأى رجلا وامرأة على فاحشة، فلما أصبح قال للناس: أرأيتم لو أن إماما رأى رجلا وامرأة على فاحشة، فأقام عليهما الحد ما كنتم فاعلين؟ قالوا: إنما أنت إمام فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ليس ذلك لك، إذن يقام عليك الحد، إن الله تبارك وتعالى لم يأمن على هذا الأمر أقل من أربعة شهداء ثم تركهم ما شاء الله أن يتركهم، ثم سألهم، فقال القوم مثل مقالتهم الأولى، وقال علي رضي الله عنه مثل مقالته.
398- حدثنا أبو بكر الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري (ح) حدثنا العباس الدوري، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن المستور بنت مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: حرست مع عمر رضي الله عنهما ليلة المدينة، فبينا نحن نمشي شب لنا سراج، فانطلقنا نؤمه، فلما دنونا إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات ولغط، فأخذ عمر بيدي، وقال لي: أتدري بيت من هذا؟ قلت: لا، قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شرب، فما ترى؟ قلت: أرى قد أتينا ما نهانا الله تبارك وتعالى عنه، قال الله تعالى: {ولا تجسسوا}، فراجع عمر رضي الله عنهما، وتركهم.
399- حدثنا الترقفي، حدثنا الفريابي، عن سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم. قال: يقول أبو الدرداء: كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنفعه الله بها».
400- حدثنا نصر بن داود، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه، ولو كان في جوف بيته».
401- حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو زكريا السيلحيني يحيى بن إسحاق، حدثنا الليث بن سعد، عن إبراهيم بن النشيط، عن الهيثم دخين مولى عقبة بن عامر قال: كان لنا جيران يشربون، فقلت لعقبة بن عامر: ألا أدعو عليهم الشرط، فقال: دعهم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ستر على مؤمن خزية فكأنما أحيا موءودة من قبرها».
402- حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا ليث بن سعد، عن عيسى بن موسى بن محمد بن إياس الليثي، عن صفوان بن سليم، عن رجل من أشجع، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سلوا الله أن يستر عوراتكم، ويؤمن روعاتكم».
403- حدثنا علي بن حرب، حدثنا القاسم بن يزيد، حدثنا سفيان، عن علي بن الأقمر، عن يزيد بن أبي كبشة، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتي بجارية قد سرقت جملا، فقال: أسرقت؟ قولي: لا.
404- حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن زبيد بن الصلت، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: لو رأيت رجلا على حد من حدود الله ما أخذته، ولا دعوت له أحدا حتى يكون معي غيري.
405- حدثنا إسماعيل بن الحسن الحراني، حدثنا معمر بن مخلد، حدثنا محمد، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله تبارك وتعالى: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة}، قال: أما الظاهر فالإسلام والقرآن، وأما الباطنة فما يستر من العيوب.
406- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، حدثنا علي بن عاصم، حدثنا أشعث بن عبد الملك، قال: سئل الحسن رضي الله عنه عن رجل زنى بامرأة، فظهر بها حبل قال: يتزوجها، ويستر عليها.
407- حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سلام بن مسكين، قال: سأل رجل الحسن رضي الله عنه، فقال: يا أبا سعيد، رجل علم من رجل شيئا، أيفشيه عليه؟ قال: يا سبحان الله، لا.
408- حدثنا أبو حفص عمر بن مدرك القاص، حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري، حدثنا همام بن يحيى، أنبأنا قتادة (ح) حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، أنبأنا قتادة، عن صفوان بن محرز المازني، قال: بينما أنا أمشي مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده إذ عرض له رجل، فقال: يا أبا عبد الرحمن، كيف سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تبارك وتعالى ليدني منه المؤمن، فيضع عليه كنفه، ويستره من الناس، فيقول أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، يا رب حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك قال له: يا عبدي، إني لم أسترها عليك في الدنيا إلا وأنا أريد أن أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، أما الكافرون والمنافقون، فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين».
حدثنا عمر بن مدرك، حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن صفوان بن محرز، عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه قال: ثم يعطى كتاب حسناته، وهو قول الله تعالى: {هاؤم اقرءوا كتابيه}، وأما الكفار، فينادون من وراء حجاب: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}.
409- حدثنا عمر بن مدرك، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا همام، قال: سمعت شيبة الخضري، يحدث أنه شهد عروة بن الزبير يحدث عمر بن عبد العزيز، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاث أحلف عليهن، والرابعة لو شهدت رجوت أن لا آثم، لا يجعل الله تبارك وتعالى من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وسهام الإسلام الصلاة، والصيام، والصدقة، ولا يتولى الله تبارك وتعالى عبدا في الدنيا فيوليه غيره في الآخرة، ولا يحب قوما أحد إلا جاء معهم يوم القيامة، والرابعة لا يستر الله تبارك وتعالى على عبد في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة».
حدثنا عمر بن مدرك، حدثنا محمد بن كثير، عن إسحاق بن أبي طلحة، عن شيبة الخضري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، ثم قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إذا سمعتم مثل عروة يحدث بمثل هذا الحديث، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم فاحفظوه.
410- حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن الإمام، إذا طلع على رجل وهو يفجر، أيقيم عليه الحد؟ فحدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حرب بن شداد، عن محمد بن عبد الرحمن، عن زبيد بن الصلت أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: لو أخذت سارقا لأحببت أن يستره الله، ولو أخذت شاربا لأحببت أن يستره الله عز وجل.
411- حدثنا صالح، حدثني أبي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، أنه سمع زبيد بن الصلت، يقول: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: لو أخذت سارقا لأحببت أن يستره الله، لو أخذت شاربا لأحببت أن يستره الله عز وجل.
412- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن رضي الله عنه يقول: من كان بينه وبين أخيه ستر فلا يكشفه.
413- حدثنا أبو عمرو أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي مدرك، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ثلاث هن حق على الله عز وجل أن يفعلهن بالعبد: أن يتولاه رجل فيكله إلى غيره، ولا يحب رجل قوما إلا بعثه الله معهم، ولا يجعل ذا سهم في الإسلام كمن لا سهم له قال: ورابعة أرجو أن تكون حقا: لا يستر الله تعالى على عبد في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة.
414- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني نافع بن يزيد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: ثلاث أحلف عليهن أنهن لحق، والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن لا أحنث: أحلف بالله لا يلقى الله عبد يتولاه فيوليه غيره يوم القيامة، وأحلف بالله لا يجعل الله ذا السهم في الإسلام كمن لا سهم له، وأحلف بالله لا يتولى عبد قوما إلا ولاه الله إياهم يوم القيامة، ولو حلفت لا يستر الله تبارك وتعالى على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة، رجوت أن لا أحنث.
415- حدثنا عمر بن شبة، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، قال: سمعت يحيى بن عبد الله الجابر، يقول: سمعت أبا ماجد، يقول: كنت قاعدا مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذ جاءه رجل، فقال: هذا نشوان فقال عبد الله: ترتروه واستنكهوه، فوجدوه نشوان، فحبسه حتى ذهب سكره، ثم دعا بسوط، فكسر ثمره، ثم قال: اجلد، وارفع يدك، وأعط كل عضو حقه قال: فجلده وعليه قباء أو قرطق، فلما فرغ قال: ما أنت منه؟ قال: عمه، أو ابن أخي فقال عبد الله: ما أدبت، فأحسنت الأدب، ولا سترت الخزية، إنه ينبغي لإمام إذا انتهى إليه حد أن يقيمه، إن الله تعالى عفو يحب العفو ثم قرأ: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}، ثم قال: إني لأذكر أول رجل قطعه النبي صلى الله عليه وسلم، أتي بسارق، فأمر بقطعه، فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، كأنك كرهت قطعه قال: «وما يمنعني؟ لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم، إنه ينبغي للسلطان إذا انتهى إليه حد أن يقيمه، إن الله تبارك وتعالى عفو يحب العفو {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}».
416- حدثنا علي بن حرب، حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي، حدثنا سفيان، عن يحيى بن الحرث، عن أبي ماجد الحنفي، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه جلد رجلا في سراويل وقباء، أو في سراويل وقميص، وأتاه رجل بابن أخيه وهو سكران، فقال: ترتروه ومزمزوه واستنكهوه ففعلوا، فوجدوه كذلك، فأمر بسوط، فقطع ثمرته، وقال للجلاد اجلده، وارفع يدك، وأعط كل عضو حقه، فضربه ضربا غير مبرح، ثم قال للرجل: يبس لعمر والله وإلى اليتيم، ما أدبت فأحسنت الأدب، ولا سترت العورة قال: والله يا أبا عبد الرحمن ما لي من ولد، وإني لأجد له ما أجد للولد، فقال: إن الله تبارك وتعالى يحب العفو، ولا ينبغي لوالي قوم يؤتى بحد إلا يقيمه ثم حدث قال: إن أول رجل من المسلمين قطع، رجل أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل: إن هذا سرق، فقال: «اذهبوا بصاحبكم، فاقطعوه». فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما سفي في وجهه رماد، فقال بعض القوم: كأن هذا شق عليك يا رسول الله قال: «وما يمنعني وأنتم أعوان الشيطان على أخيكم». قال: «إنه لا ينبغي لوال يؤتى بحد إلا أقامه». ثم تلا: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}.
417- حدثنا علي بن حرب، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: استر من الحدود ما وراك أي ادرءوها ما قدرتم.
418- حدثنا نصر بن داود، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن عبد الله بن ميمون، عن موسى بن مشكم، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أشاد على مسلم عورة يشينه بها، أشانه الله بها يوم القيامة».
قال أبو منصور نصر بن داود: قال أبو عبيد: قوله صلى الله عليه وسلم: أشاد: رفع ذكره بها، ونوه وشهره بالقبيح، وكذلك كل شيء رفعته فقد أشدته.
419- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس، عن ثور الكندي، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان يعس بالمدينة من الليل، فسمع صوت رجل في بيت يتغنى، فتسور عليه، فوجد عنده امرأة، وعنده خمرا، فقال: يا عدو الله، أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته؟ فقال: وأنت يا أمير المؤمنين، لا تعجل علي، إن أكن عصيت الله واحدة، فقد عصيت الله في ثلاث، قال تعالى: {ولا تجسسوا}، وقد تجسست، وقال الله عز وجل: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها}، وقد تسورت علي، ودخلت علي من ظهر البيت بغير إذن، وقال الله عز وجل: {لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها}، فقد دخلت بغير سلام قال عمر رضي الله عنه: فهل عندك من خير إن عفوت عنك؟ قال: نعم، والله يا أمير المؤمنين، لئن عفوت عني لا أعود لمثلها أبدا، قال: فعفا عنه، وخرج وتركه.
420- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: حرست مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه المدينة ليلة إذ شب لنا سراج، فمشينا نحوه حتى انتهينا إلى باب مجاف على قوم قد علت أصواتهم، وكثر لغطهم، فقال: أتدري بيت من هذا؟ قلت: لا أدري قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شرب، فما ترى؟ قلت: أرانا قد أتينا ما نهانا الله عنه، قال الله عز وجل: {ولا تجسسوا}، وقد تجسسنا قال: فرجع وتركهم.