فصل: تفسير الآية رقم (9)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام ***


تفسير الآية رقم ‏[‏56‏]‏

‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ‏(‏56‏)‏‏}‏

‏{‏سُلْطَانٍ‏}‏ حجة ‏{‏كِبْرٌ‏}‏ العظمة التي في كفار قريش ما هم ببالغيها، أو ما يستكبر من الاعتقاد وهو تأميل قريش أن يهلك الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه، أو قول اليهود الدجَّال منا وتعظيمه واعتقادهم أنهم سيملكون وينتقمون منا ‏{‏فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ‏}‏ من كفرهم ‏{‏إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ‏}‏ لأقوالهم ‏{‏الْبَصِيرُ‏}‏ بضمائرهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏57‏]‏

‏{‏لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ‏(‏57‏)‏‏}‏

‏{‏لَخَلْقُ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ‏}‏ من خلق الدجَّال لما عظمت اليهود شأنه، أو أكبر من إعادة خلق الناس، أو أكبر من أفعال الناس حين أذل الكفار بالقوة وتواعدوهم بالقهر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏60‏]‏

‏{‏وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ‏(‏60‏)‏‏}‏

‏{‏أدْعُونِى أَسْتَجِبْ‏}‏ وحدوني بالربوبية أغفر لكم ذنوبكم «ع» أو اعبدوني أثبكم على العبادة، أو سلوني أعطكم وإجابة الدعاء مقيدة بشروط المصلحة والحكمة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏61‏]‏

‏{‏اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ‏(‏61‏)‏‏}‏

‏{‏لِتَسْكُنُواْ فِيهِ‏}‏ عن عمل النهار، أو لتكفوا عن طلب الرزق أو لتحاسبوا فيه أنفسكم على ما عملتموه بالنهار ‏{‏مُبْصِراً‏}‏ لقدرة الله في خلقه، أو لطلب الأرزاق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏63‏]‏

‏{‏كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ‏(‏63‏)‏‏}‏

‏{‏يُؤْفَكُ‏}‏ يصرف، أو يكذب بالتوحيد، أو يعدل عن الحق، أو يقلب عن الدين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏75‏]‏

‏{‏ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ‏(‏75‏)‏‏}‏

‏{‏تَفْرَحُونَ‏}‏ الفرح‏:‏ السرور والمرع‏:‏ البطر، سروا بالإمهال وبطروا بالنعم، أو الفرح‏:‏ السرور والمرح‏:‏ العدوان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏83‏]‏

‏{‏فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‏(‏83‏)‏‏}‏

‏{‏بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ‏}‏ قالوا نحن أعلم منهم لن نبعث ولن نعذب، أو كان عندهم أنه علم وهو جهل، أو فرحت الرسل بما عندها من العلم بنجاتها وهلاك أعدائها، أو رضوا بعلمهم واستهزءوا برسلهم‏.‏ ‏{‏وَحَاقَ بِهِم‏}‏ أحاط وعاد عليهم‏.‏

‏[‏سورة فصلت‏]‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ‏}‏ فُسِّرت، أو فُصِّلت بالوعد والوعيد «ع» أو بالثواب والعقاب، أو ببيان الحلال والحرام والطاعة والمعصية أو بذكر محمد صلى الله عليه وسلم فحكم ما بينه وبين ‏[‏من‏]‏ خالفه ‏{‏لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ‏}‏ أنه إله واحد في التوراة والإنجيل، أو يعلمون أن القرآن نزل من عند الله أو يعلمون العربية فيعجزون عن مثله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏أَكِنَّةٍ‏}‏ أغطية، أو أوعية كالجعبة للنبل، أو في غلف لا تسمع منك ‏{‏وَقْرٌ‏}‏ صمم والوقر لغة‏:‏ ثقل السمع والصمم ذهاب جميعه ‏{‏حِجَابٌ‏}‏ ستر مانع من الإجابة، أو فرقة في الأديان، أو تمثيل بالحجاب ليؤيسوه من الإجابة، أو استغشى أبو جهل على رأسه ثوباً وقال يا محمد بيننا وبينك حجاب استهزاء منه ‏{‏فَاعْمَلْ‏}‏ لإلهك فإنا نعمل لآلهتنا، أو اعمل في هلاكنا فإنا نعمل في هلاكك، أو اعمل بما تعلم من دينك فإنا نعمل بما نعلم من ديننا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ‏}‏ قرعهم بالشح الذي يأنف منه الفضلاء، أو لا يزكون أعمالهم، أو لا يأتون ما يكونون به أزكياء «ح»، أو لا يؤمنون بالزكاة، أو ليس هم من أهل الزكاة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏مَمْنُونٍ‏}‏ محسوب، أو منقوص «ع»، أو مقطوع مننت الحبل‏:‏ قطعته أو ممنون به عليهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏يَوْمَيْنِ‏}‏ الأحد والاثنين «ع» ‏{‏أَندَاداً‏}‏ أشباهاً «ع»، أو شركاء أو أكفاء من الرجال تطيعونهم في معاصيه، أو قول الرجل لولا كلب فلان لأتاني اللص ولولا فلان لكان كذا «ع»‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏وَبَارَكَ فِيهَا‏}‏ أنبت شجرها بغير غرس وزرعها بغير بذر، أو أودعها منافع أهلها ‏{‏أَقْوَاتَهَا‏}‏ أرزاق أهلها «ح»، أو مصالحها من بحارها وأشجارها وجبالها وأنهارها ودوابها، أو المطر، أو قدر في كل بلدة منها ما ليس في الأخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد آخر ‏{‏فِى أَرْبَعَةِ أَيَامٍ‏}‏ في تتمة أربعة أيام لقولك خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام وإلى الكوفة في خمسة عشر يوماً أي في تتمة خمسة عشر يوماً وفي الحديث مرفوع أنه خلق الأرض يوم الأحد والأثنين والجبال يوم الثلاثاء والشجر والماء والعمران يوم الأربعاء والسماء يوم الخميس والنجوم والشمس والقمر والملائكة وآدم يوم الجمعة وخلق ذلك شيئاً بعد شيء لتعتبر به من حضر من الملائكة، أو لتعتبر به العباد إذا أخبروا ‏{‏لِّلسِّآئِلِينَ‏}‏ عن مدة الأجل الذي خلق فيها الأرض، أو في أقواتهم وارزاقهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ‏}‏ عمد إليها، أو استوى أمره إليها‏.‏ ‏{‏أئْتِيَا طَوْعاً‏}‏ قال لهما قبل خلقهما تكَوَّنا فتكوَّنتا كقوله لكل شيء كن، أو أمرهما بعد خلقهما عند الجمهور بأن يعطيا الطاعة في السير المقدر لهما، أو أمرهما بالطاعة والمعرفة، أو ائتيا بما فيكما، أو كونا كما أردت من شدة ولين وَحَزن وسهل ومنيع وممكن ‏{‏طَوْعاً‏}‏ اختباراً، ‏{‏أَوْ كَرْهاً‏}‏ إجباراً، كلمهما الله تعالى بذلك، أو ظهر من قدرته ما قام مقام الكلام في بلوغ المراد ‏{‏أَتَيْنَا طَآئِعِينَ‏}‏ أعطينا الطاعة، أو أتينا بما فينا فأتت السماء بما فيها من الشمس والقمر والنجوم وأتت الأرض بالأشجار والأنهار والثمار «ع» تكلمتا بذلك، أو قام ظهور طاعتهما مقام قولهما‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏فَقَضَاهُنَّ‏}‏ خلقهن ‏{‏فِى يَوْمَيْنِ‏}‏ قبل الخميس والجمعة، أو خلق السموات قبل الأرضين في يوم الأحد والأثنين والأرضين يوم الثلاثاء والجبال يوم الأربعاء وما عداهما من العالم في الخميس والجمعة، أو خلق السماء دخانها قبل الأرض ثم فتقها سبع سماوات بعد الأرض ‏{‏وَأَوْحَى فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا‏}‏ أسكن فيها ملائكتها، أو خلق في كل سماء خلقها وخلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها وأوحى إلى ملائكة كل سماء ما أمرهم به من العبادة ‏{‏بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً‏}‏ أي جعلناها زينة وحفظاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ‏}‏ رسل من بين أيديهم ورسل من بعدهم «ع»، أو ما بين أيديهم عذاب الدنيا وما خلفهم عذاب الآخرة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏صَرْصَراً‏}‏ شديدة البرد، أو شديدة السموم، أو شديدة الصوت من الصرير قيل إنها الدبور‏.‏ ‏{‏نَّحِسَاتٍ‏}‏ مشؤومات وكن في آخر شهر من الشتاء من الأربعاء إلى الأربعاء قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما‏:‏ ما عذب قوم لوط إلا في يوم الأربعاء، أو باردات، أو متتابعات، أو ذات غبار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏فَهَدَيْنَاهُمْ‏}‏ دعوناهم، أو بينا لهم سبيل الخير والشر، أو أعلمناهم الهدى من الضلالة‏.‏ ‏{‏فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَىَ‏}‏ اختاروا الجهل على البيان أو الكفر على الإيمان، أو المعصية على الطاعة ‏{‏صَاعِقَةُ الْعَذَابِ‏}‏ النار أو صيحة من السماء، أو «الموت لكل شيء مات»، أو كل عذاب صاعقة لأن من سمعها يصعق لهولها ‏{‏الْهُونِ‏}‏ الهوان، أو العطش‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏يُوزَعُونَ‏}‏ يدفعون «ع»، أو يساقون، أو يمنعون من التفرق، أو يحبس أولهم على آخرهم وزعته كففته‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏لِجُلُودِهِمْ‏}‏ حقيقة، أو لفروجهم، أو أيديهم وأرجلهم «ع» قيل‏:‏ أول ما يتكلم الفخذ الأيسر والكف الأيمن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏تَسْتَتِرُونَ‏}‏ تتقون، أو تظنون، أو تسخفون منها‏.‏ ‏{‏وَلكِن ظَنَنتُمْ‏}‏ نزلت في ثلاثة نفر تماروا فقالوا ترى الله يسمع سرنا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏يَسْتَعْتِبُواْ‏}‏ يطلبوا الرضا فما هم بمرضيعنهم والمعتب الذي قُبل إعتابه وأُجيب إلى سؤاله، أو أن يستغيثوا فما هم من المغاثين‏.‏ أو أن يستقيلوا، أو أن يعتذروا فما هم من المعذورين، أو أن يجزعوا فما هم من الآمنين قال ثعلب‏:‏ يقال عتب إذا غضب وأعتب إذا رضي‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ‏}‏ هيأنا لهم شياطين، أو خلينا بينهم وبين الشياطين‏.‏ أو أغرينا الشياطين بهم ‏{‏مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‏}‏ من أمر الدنيا وما خلفهم من أمر الآخرة، أو ما بين أيديهم من أمر الآخرة فقالوا لا حساب ولا نار ولا بعث وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات، أو ما بين أيديهم فعل الفساد في زمانهم وما خلفهم هو ما كان قبلهم، أو بين أيديهم ما فعلوه وما خلفهم ما عزموا أن يفعلون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏لا تَسْمَعُواْ لِهَذَا الْقُرْءَانِ‏}‏ لا تتعرضوا لسماعه ولا تقبلوه ولا تطيعوه من قولهم السمع والطاعة ‏{‏وَالْغَوْاْ فِيهِ‏}‏ قعوا فيه وعيبوه «ع» أو اجحدوه وانكروه، أو عادوه وعاندوه، أو الغوا فيه بالمكاء والتصفير والتخليط في المنطق حتى يصير لغواً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏أَرِنَا‏}‏ أعطنا، أو أبصرنا ‏{‏الَّذِيْنَ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ‏}‏ إبليس ‏{‏وَالإِنسِ‏}‏ قابيل، أو دعاة الضلال من الجن الإنس ‏{‏مِنَ الأَسْفَلِينَ‏}‏ في النار قالوه حنقاً عليهما، أو عداوة لهما‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏رَبُّنَا اللَّهُ‏}‏ وَحَّدُوا «ع» ‏{‏اسْتَقَامُواْ‏}‏ على التوحيد أو على لزوم الطاعة وأداء الفرائض «ع»، أو على إخلاص الدين والعمل إلى الموت، أو استقاموا في أفعالهم كما استقاموا في أقوالهم، أو استقاموا سراً كما استقاموا جهراً ‏{‏تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةُ‏}‏ عند الموت، أو عند الخروج من قبورهم ‏{‏أَلا تَخَافُواْ‏}‏ أمامكم ‏{‏وَلا تَحْزَنُواْ‏}‏ على ما خلفكم، أو لا تخافوا الموت ولا تحزنوا على أولادكم ‏{‏وَأَبْشِرُواْ‏}‏ يبشرون عند الموت ثم في القبر ثم في البعث‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏أَوْلِيَآؤُكُمْ‏}‏ نحفظ أعمالكم في الدنيا ونتولاكم في الآخرة أو نحفظكم في الحياة ولا نفارقكم في الآخرة حتى تدخلوا الجنة ‏{‏مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ‏}‏ من النعم، أو الخلود لأنهم كانوا يشتهون في الدنيا البقاء‏.‏ ‏{‏تَدَّعُونَ‏}‏ تمنون أو ما تدعي أنه لك فهو لك بحكم بك «ع»‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏نُزُلاً‏}‏ ثواباً، أو مناً، أو منزلة، أو عطاء مأخوذ من نُزُل الضيف وووظائف الجند‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ‏}‏ الرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى الإسلام «ح» أو المؤذنون دعوا إلى الصلاة ‏{‏وَعَمِلَ صَالِحاً‏}‏ أداء الفرائض، أو صلاة ركعتين بين الآذان والإقامة كان بلال إذا قام للآذان قالت اليهود‏:‏ قام غراب لا قام فإذا ركعوا في الصلاة‏:‏ قالو جثوا لا جثوا فنزلت هذه الآية في بلال والمصلين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏الْحَسَنَةُ‏}‏ المداراة ‏{‏السَّيِّئَةُ‏}‏ الغلظة، أو الحسنة الصبر والسيئة النفور، أو الإيمان والكفر «ع»، أو العفو والانتصار، أو الحلم والفحش، أو حب آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وبغضهم قاله علي رضي الله تعالى عنه ‏{‏بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ‏}‏ ادفع بحلمك جهل الجاهل عليك «ع» أو ادفع بالسلام إساءة المسيء ‏{‏وَلِىٌّ‏}‏ صديق ‏{‏حَمِيمٌ‏}‏ قريب نزلت في أبي جهل كان يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم فأُمر بالصبر عليه والصفح عنه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا يُلَقَّاهَآ‏}‏ ما يلقى دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا على الحلم، أو ما يلقى الجنة إلا الذين صبروا على الطاعة ‏{‏حَظٍّ عَظِيمٍ‏}‏ جد عظيم، أو نصيب وافر «ع»، أو الحظ العظيم الجنة «ح»‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏نَزْغٌ‏}‏ غضب، أو الوسوسة وحديث النفس، أو البغض، أو الفتنة، أو الهمزات «ع» ‏{‏فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ‏}‏ اعتصم ‏{‏إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ‏}‏ لاستعاذتك ‏{‏الْعَلِيمُ‏}‏ بأذيتك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏خَلَقَهُنَّ‏}‏ خلق هذه الآيات والسجود عند قوله ‏{‏تَعْبُدُونَ‏}‏ «ح»، أو ‏{‏لا يَسْئَمُونَ‏}‏ «ع»،

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏خَاشِعَةً‏}‏ غبراء يابسة، أو ميتة يابسة ‏{‏اهْتَزَّتْ‏}‏ بالحركة للنبات ‏{‏وَرَبَتْ‏}‏ بالارتفاع قبل أن تنبت، أو اهتزت بالنبات ‏{‏وَرَبَتْ‏}‏ بكثرة الريع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏يُلْحِدُونَ‏}‏ يكذبون بآياتنا، أو يميلون عن أدلتنا، أو يكفرون بنا، أو يعاندون رسلنا، أو المكاء والصفير عند تلاوة القرآن ‏{‏لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ‏}‏ تهديد ووعيد ‏{‏أَفَمَن يُلْقَى فِى النَّارِ‏}‏ أبو جهل والآمن‏:‏ عمار، أو عمر، أو أبو جهل وأصحابه والآمن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أو عامة في الكافرين والمؤمنين ‏{‏اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ‏}‏ تهديد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏بِالذِّكْرِ‏}‏ القرآن اتفاقاً جوابه هالكون، أو معذبون ‏{‏عَزِيزٌ‏}‏ على الشيطان أن يبدله، أو على الناس أن يقولوا مثله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏42‏]‏

‏{‏لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ‏(‏42‏)‏‏}‏

‏{‏الْبَاطِلُ‏}‏ إبليس، أو الشيطان، أو التبديل، أو التكذيب ‏{‏مِن بَيْنِ يَدَيْهِ‏}‏ من أول التنزيل ولا من آخره «ح»، أو لا يقع الباطل فيه في الدنيا ولا في الآخرة، أو لا يأتيه في إنبائه عما تقدم ولا في إخباره عما تأخر ‏{‏حَكِيمٍ‏}‏ في فعله ‏{‏حَمِيدٍ‏}‏ إلى خلقه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ‏(‏43‏)‏‏}‏

‏{‏مَّا يُقَالُ لَكَ‏}‏ من أنك ساحر، أو شاعر، أو مجنون، أو ما تخبر إلا بما يخبر به الأنبياء قبلك ‏{‏إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ‏}‏ الآية‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏أَعْجَمِيّاً‏}‏ غير مبين وإن كان عربياً، أو بلسان أعجمي ‏{‏فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ‏}‏ بالفصيح على الوجه الأول وبالعربية على الثاني ‏{‏ءَاْعْجَمِىٌّ‏}‏ كيف يكون القرآن أعجمياً ومحمد صلى الله عليه وسلم عربي، أو ونحن قوم عرب ‏{‏عَمىً‏}‏ حيرة ‏{‏مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ‏}‏ من قلوبهم، أو من السماء، أو ينادون بأبشع أسمائهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏48‏]‏

‏{‏وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ‏(‏48‏)‏‏}‏

‏{‏وَظَنُّواْ مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ‏}‏ علموا ما لهم من معدل، أو تيقنوا أن ليس لهم ملجأ من العذاب وقد يعبّر عن اليقين بالظن فيما طريقه الخبر دون العيان لأن الخبر محتمل والعيان غير محتمل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏49‏]‏

‏{‏لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ‏(‏49‏)‏‏}‏

‏{‏دُعَآءِ الْخَيْرِ‏}‏ الصحة والمال والإنسان هنا الكافر و‏{‏الشَّرُّ‏}‏ الفقر والمرض‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏50‏]‏

‏{‏وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ‏(‏50‏)‏‏}‏

‏{‏هَذَا لِى‏}‏ باجتهادي، أو استحقاقي‏.‏ قيل نزلت في المنذر بن الحارث‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏51‏]‏

‏{‏وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ‏(‏51‏)‏‏}‏

‏{‏عَرِيضٍ‏}‏ تام بإخلاص الرغبة، أو كثير لدوام المواصلة واستعمل العرض لأن العريض يجمع عرضاً وطولاً فكان أعم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما‏:‏ الكافر يعرف ربه في البلاء ولا يعرفه في الرخاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏53‏]‏

‏{‏سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ‏(‏53‏)‏‏}‏

‏{‏فِى الأَفَاقِ‏}‏ فتح أقطار الأرض ‏{‏وَفِى أَنفُسِهِمْ‏}‏ فتح مكة، أو في الآفاق ما أخبروا به من حوادث الأمم وفي أنفسهم ما أنذروا به من الوعيد، أو في الآفاق آيات السماء وفي أنفسهم حوادث الأرض في الآفاق إمساك القطر عن الأرض كلها وفي أنفسهم البلاء الذي يكون في أجسادهم، أو في الآفاق انشقاق القمر وفي أنفسهم خلقهم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم كيف إدخال الطعام والشراب من موضع واحد وإخراجه من موضعين‏.‏ ‏{‏أَنَّهُ الْحَقُّ‏}‏ القرآن، أو الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏54‏]‏

‏{‏أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ‏(‏54‏)‏‏}‏

‏{‏مِرْيَةٍ‏}‏ شك من البعث ‏{‏مُّحِيطٌ‏}‏ بعلمه، أو قدرته‏.‏

‏[‏سورة الشورى‏]‏

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏حم ‏(‏1‏)‏ عسق ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏حمعاساقا‏}‏ اسم للقرآن، أو لله أقسم به «ع»، أو فواتح السور، أو اسم الجبل المحيط بالدنيا، أو حروف مقطعة من أسماء الله تعالى الحاء والميم من الرحمن والعين من عليم والسين من قدوس والقاف من قاهر أو حروف مقطعة من حوادث آتية الحاء من حرب والميم من تحويل ملك والعين من عدو مقهور والسين من استئصال سنين كسني يوسف، والقاف من قدرة الله في ملوك الأرض قاله عطاء، أو نزلت في رجل يقال له عبد الإله كان بمدينة على نهر بالمشرق خسف الله تعالى به الأرض فقوله حم يعني عزيمة من الله عين عدلاً منه سين سيكون ق واقعاً بهم قاله حذيفة بن اليمان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏يَتَفَطَّرْنَ‏}‏ يتشققن من عظمة الله تعالى، أو من علم الله أو ممن فوقهن «ع»، أو لنزول العذاب منهن ‏{‏يُسَبِّحُونَ‏}‏ تعجباً من تعرض الخلق لسخط الله تعالى، أو خضوعاً لما يرون من عظمته «ع» ‏{‏بِحَمْدِ رَبِّهِمْ‏}‏ بأمره، أو بشكره ‏{‏وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الأَرْضِ‏}‏ من المؤمنين لما رأت ما أصاب هاروت وماروت سبحت بحمد ربها واستغفرت لبني آدم من الذنوب والخطايا، أو بطلب الرزق لهم والسعة عليهم وهم جميع الملائكة أو حملة العرش‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏أُمَّةً وَاحِدَةً‏}‏ أهل دين واحد إما ضلال، أو هدى‏.‏ ‏{‏فِى رَحْمَتِهِ‏}‏ الإسلام ‏{‏مِّن وَلِىٍّ‏}‏ ينفع ‏{‏وَلا نَصِيرٍ‏}‏ يدفع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏يَذْرَؤُكُمْ‏}‏ يخلقكم، أو يكثر نسلكم، أو يعيشكم، أو يرزقكم أو يبسطكم، أو نسلاً بعد نسل من الناس والأنعام ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ‏}‏ ليس كمثل الرجل والمرأة شيء‏.‏ قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما والضحاك أو ليس كمثل الله شيء بزيادة الكاف للتوكيد، أو بزيادة مثل للتوكيد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ‏}‏ خزائنهما، أو مفاتيحها «ع» بالفارسية، أو العربية، مفاتيح السماء المطر والأرض النبات، أو مفاتيح الخير والشر، أو مقاليد السماء الغيوب والأرض الآفات، أو مقاليد السماء حدوث المشيئة ومقاليد الأرض ظهور القدرة، أو قول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو الأول والآخر والظاهر والباطن يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير مأثور يبسط ويقدر‏:‏ يوسع ويضيق، أو يسهل ويعسر ‏{‏إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ‏}‏ من البسط والتقتير ‏{‏عَلِيمٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏شَرَعَ‏}‏ سَنَّ، أو بيّن أو اختار، أو أوجب ‏{‏مِّنَ الدِّينِ‏}‏ من زائدة ‏{‏مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً‏}‏ من تحريم البنات والأمهات والأخوات لأنه أول نبي أتى بذلك، أو من تحليل الحلال وتحريم الحرام ‏{‏أَقِيمُواْ الدِّينَ‏}‏ اعملوا به، أو ادعوا إليه ‏{‏وَلا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ‏}‏ لا تتعادوا عليه وكونوا عليه إخواناً، أو لا تختلفوا فيه بل يصدق كل نبي من قبله ‏{‏مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ‏}‏ من التوحيد ‏{‏يَجْتَبِى إِلَيْهِ‏}‏ من يولد على الإسلام و‏{‏مَن يُنِيبُ‏}‏ من أسلم عن الشرك، أو يستخلص لنفسه من يشاء ويهدي إليه من يقبل على طاعته‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا تَفَرَّقُواْ‏}‏ عن محمد صلى الله عليه وسلم، أو في القول‏.‏ ‏{‏مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ‏}‏ بأن الفرقة ضلال، أو العلم القرآن، أو بعد ما تجَّرُوا في العلم‏.‏ ‏{‏بَغْياً‏}‏ من بعضهم على بعض، أو اتباعاً للدنيا وطلباً لملكها ‏{‏كَلِمَةٌ سَبَقَتْ‏}‏ رحمته للناس على ظلمهم، أو تأخيره العذاب عنهم إلى أجل مسمى ‏{‏لِّقُضِىَ بَيْنَهُمْ‏}‏ بتعجيل هلاكهم ‏{‏أُورِثُواْ الْكِتَابَ‏}‏ اليهود والنصارى، أو انبئوا بعد الأنبياء ‏{‏لَفِى شَكٍّ‏}‏ من العذاب والوعد أو الإخلاص، أو صدق الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏فَلِذَلِكَ‏}‏ فللقرآن، أو التوحيد‏.‏ ‏{‏فَادْعُ‏}‏ فاعمل، أو فاستدع ‏{‏وَاسْتَقِمْ‏}‏ على القرآن، أو على أمر الله، أو على تبليغ الرسالة‏.‏ ‏{‏لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ‏}‏ في الأحكام، أو التبليغ ‏{‏لا حُجَّةَ‏}‏ لا خصومة منسوخة نزلت قبل السيف والجزية، أو معناه عدلتم بإظهار العدواة عن طلب الحجة، أو قد أعذرنا بإقامة الحجة عليكم فلا يحتاج إلى إقامة حجة عليكم‏.‏ نزلت في الوليد وشيبة سألا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى دين قريش على أن يعطيه الوليد نصف ماله ويزوجه شيبة بابنته‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏يُحَآجُّونَ فِى اللَّهِ‏}‏ في توحيده، أو رسوله طمعاً أن يعود إلى الجاهلية بمحاجتهم، أو هم اليهود قالوا‏:‏ كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منكم ‏{‏مَا أسْتُجِيبَ لَهُ‏}‏ من بعد ما أجابه الله إلى إظهار المعجزات على يديه، أو من بعد ما أجاب الرسول إليه من المحاجة أو من بعد ما استجاب المسلمون لربهم وآمنوا بكتابه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏الْكِتَابَ بِالْحَقِّ‏}‏ بالمعجز الدال على صحته، أو بالصدق فيما أخبر به من ماضٍ ومستقبل ‏{‏وَالْمِيزَانَ‏}‏ العدل فيما أمر به ونهى عنه، أو جزاء الطاعة والمعصية، أو الميزان حقيقة نزل من السماء لئلا يتظالم الناس ‏{‏قَرِيبٌ‏}‏ ذُكِّر لأن الساعة بمعنى الوقت‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏حَرْثَ الدُّنْيَا‏}‏ الآية يعطي الله على نية الآخرة من الدينا ما شاء ولا يعطي على الدنيا إلا الدنيا، أو من عمل للآخرة أعطي بالحسنة عشر أمثالها ومن عمل للدنيا لم يزد على ما عمل لها ‏{‏مِن نَّصِيبٍ‏}‏ في الجنة شبه العامل بالزارع لاشتراكهما في طلب النفع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏إِلا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى‏}‏ تودُّوني في نفسي لقرابتي منكم لأنه لم يكن بطن من قريش إلا بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم قرابة «ع» أو إلا أن تودوا قرابتي، أو إلا أن تودوني فتؤازروني كما تودون ذوي قرابتكم، أو إلا أن تتوددوا إلى الله تعالى وتتقربوا إليه بالعمل صالح «ح»، أو إلا أن تودوا قرابتكم وتصلوا أرحامكم ‏{‏غَفُورٌ‏}‏ للذنوب ‏{‏شَكُورٌ‏}‏ للحسنات، أو غفور‏:‏ لذنوب ‏[‏آل‏]‏ الرسول صلى الله عليه وسلم شكور‏:‏ لحسناتهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ‏}‏ ينسيك ما أتاك من القرآن، أو يربط على قلبك فلا يصل إليك الأذى بقولهم ‏{‏افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً‏}‏، أو لو حدثت نفسك بأن تفتري على الله كذباً لطبع على قلبك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏الْغَيْثَ‏}‏ المطر النافع في وقته والمطر قد يكون ضاراً أو نافعاً في وقته وغير وقته قيل لعمر رضي الله عنه‏:‏ أجدبت الأرض وقنط الناس فقال‏:‏ مطروا إذاً‏.‏ والقنوط‏:‏ اليأس‏.‏ ‏{‏وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ‏}‏ بالمطر، أو بالغيث فيما يعم به ويخص ‏{‏الْوَلِىُّ‏}‏ المالك ‏{‏الْحَمِيدُ‏}‏ مستحق الحمد، أو الولي‏:‏ المنعم الحميد‏:‏ المستحمد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَآ أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ‏}‏ الحدود لأجل المعاصي «ح»، أو البلوى في النفوس والأموال عقوبة على المعاصي للبالغين وثواباً للأطفال أو عامة للأطفال أيضاً في غيرهم من والد ووالدة قاله العلاء بن زيد‏.‏ ‏{‏عَن كَثِيرٍ‏}‏ من العصاة فلا يعاجلهم بالعقوبة، أو عن كثير من المعاصي فلا حد فيها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏الْجَوَارِ‏}‏ السفن ‏{‏كَالأَعْلامِ‏}‏ كالجبال‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏صَبَّارٍ‏}‏ على البلوى ‏{‏شَكُورٍ‏}‏ على النعماء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏يُوبِقْهُنَّ‏}‏ يغرقهن ‏{‏وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ‏}‏ من أهلهن فلا يغرقهم معها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏مَّحِيصٍ‏}‏ مهرب، أو ملجأ فلان يحيص عن الحق أي يميل عنه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏وَالَّذِينَ اسْتَجَابُواْ‏}‏ الأنصار استجابوا بالإيمان لما أنفذ إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم أثني عشر نقيباً منهم قبل الهجرة ‏{‏وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ‏}‏ بالمحافظة على مواقيتها وبإتمامها بشروطها ‏{‏وَأَمْرُهُمْ شُورَى‏}‏ كانوا قبل قدوم الرسول صلى الله عليه سلم يتشاورون فيما عزموا عليه، أو عبّر عن اتفاقهم بالمشاورة، أو تشاوروا لما جاءهم النقباء فاجتمع رأيهم في دار أبي أيوب على نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به، أو تشاورهم فيما يعرض لهم ‏{‏يُنفِقُونَ‏}‏ بالزكاة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏أَصَابَهُمُ الْبَغْىُ‏}‏ بغي المشركين عليهم في الدين انتصروا منهم بالسيف أو إذا بغى عليهم باغٍ كُرِه أن يُستذلوا لئلا يجترىء عليهم الفساق وإذا قدروا عفواً وإذا بغي عليهم تناصروا عليه وأزالوه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا‏}‏ يريد به القصاص في الجراح المتماثلة، أو في الجراح وإذا قال أخزاه الله أو لعنه قابله بمثله ولا يقابل القذف بقذف ولا الكذب بالكذب ‏{‏وَأَصْلَحَ‏}‏ العمل، أو بينه وبين أخيه ‏{‏فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‏}‏ ندب إلى العفو ‏{‏الظَّالِمِينَ‏}‏ بالابتداء، أو بالتعدي في الاستيفاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ‏}‏ استوفى حقه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏42‏]‏

‏{‏إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‏(‏42‏)‏‏}‏

‏{‏يَظْلِمُونَ النَّاسَ‏}‏ بعدوانهم، أو بالشرك المخالف لدينهم ‏{‏وَيَبْغُونَ‏}‏ يعملون المعاصي، أو في النفوس والأموال، أو ما ترجوه قريش من أن يكون بمكة غير الإسلام ديناً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ‏(‏43‏)‏‏}‏

‏{‏عَزْمِ الأُمُورِ‏}‏ العزائم التي أمر الله تعالى بها، أو عزائم الصواب التي وفق لها نزلت مع ثلاث آيات قبلها في أبي بكر رضي الله تعالى عنه شتمه بعض الأنصار فرد عليه ثم سكت عنه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا‏}‏ المشركون يعرضون على جهنم عند انطلاقهم إليها قاله الأكثر، أو آل فرعون خاصة تحبس أرواحهم في أجواف طيور سود تغدوا على جهنم وتروح، أو المشركون يعرضون على العذاب في قبورهم وتعرض عليهم ذنوبهم في قبورهم ‏{‏يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىِّ‏}‏ ببصائرهم لأنهم يحشرون عمياً، أو يسارقون النظر إلى النار حذراً، أو بطرف ذابل ذليل «ع»‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏47‏]‏

‏{‏اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ ‏(‏47‏)‏‏}‏

‏{‏مَّلْجَإٍ‏}‏ منجى، أو محرز ‏{‏نَكِيرٍ‏}‏ ناصر، أو منكر يغير ما حل بكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏48‏]‏

‏{‏فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ ‏(‏48‏)‏‏}‏

‏{‏رَحْمَةً‏}‏ عافية، أو مطراً ‏{‏سَيِّئَةٌ‏}‏ قحط، أو مرض‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏49‏]‏

‏{‏لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ‏(‏49‏)‏‏}‏

‏{‏يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً‏}‏ محضة ولمن يشاء الذكور متمحضة ولشرف الذكور أدخل عليهم أداة التعريف‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏50‏]‏

‏{‏أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ‏(‏50‏)‏‏}‏

‏{‏أَوْ يُزَوِّجُهُمْ‏}‏ بأن تلد غلاماً ثم جارية، أو تلدهما معاً والتزويج هنا الجمع زوجت الإبل جمعت بين صغارها وكبارها ‏{‏عَقِيماً‏}‏ عقم فرجه عن الولادة، والعقم‏:‏ المنع، أو الآية خاصة بالأنبياء محض للوط البنات ولإبراهيم الذكور وزوجهم لإسماعيل وإسحاق وجعل يحيى وعيسى عقيمين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏51‏]‏

‏{‏وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ‏(‏51‏)‏‏}‏

‏{‏إِلا وَحْياً‏}‏ بالنفث في قلبه والإلهام، أو رؤيا المنام‏.‏ ‏{‏مِن وَرَآىءِ حِجَابٍ‏}‏ كما كلم موسى ‏{‏رَسُولاً‏}‏ جبريل عليه السلام ‏{‏فَيُوحِىَ‏}‏ هذا الوحي خطاب من الرسل إلى الأنبياء يسمعونه نطقاً ويرونهم عياناً، أو نزل جبريل عليه السلام على كل نبي فلم يره منهم إلا محمد وإبراهيم وموسى وعيسى وزكريا عليه الصلاة والسلام وأما غيرهم فكان وحياً وإلهاماً في المنام نزلت لما قال اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبياً صادقاً كما كلمه موسى ونظر إليه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏52‏]‏

‏{‏وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ‏(‏52‏)‏‏}‏

‏{‏رُوحاً‏}‏ رحمة، أو نبوة، أو قرآناً ‏{‏مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ‏}‏ لولا الرسالة ولا الإيمان لولا البلوغ ‏{‏وَلا الإِيمَانُ‏}‏ بالله وهذا يعرفه بعد البلوغ وقبل النبوة، أو الإسلام وهذا لا يعرفه إلا بعد النبوة ‏{‏نُوراً‏}‏ القرآن، أو الإيمان ‏{‏صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ‏}‏ الإسلام، أو طريق مستقيم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏53‏]‏

‏{‏صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ‏(‏53‏)‏‏}‏

‏{‏صِرَاطِ اللَّهِ‏}‏ القرآن، أو الإسلام‏.‏

‏[‏سورة الزخرف‏]‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏الْمُبِينِ‏}‏ للأحرف «الستة التي سقتط من ألسنة الأعاجم» أو للهدى والرشد والبركة، أو للأحكام والحلال والحرام، أقسم بالكتاب أو برب الكتاب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏جَعَلْنَاهُ‏}‏ أنزلناه، أو قلناه، أو بيّناه ‏{‏عَرَبِيّاً‏}‏ لأن كل نبي بعث بلسان قومه، أو لأن لسان أهل السماء عربي ‏{‏تَعْقِلُونَ‏}‏ تفهمون، أو تتفكرون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏أُمِّ الْكِتَابِ‏}‏ جملة الكتاب، أو أصله، أو الحكمة التي نبّه الله عليها جميع خلقه ‏{‏الْكِتَابِ‏}‏ اللوح المحفوظ، أو ذكر عند الله تعالى فيه ما سيكون من أعمال العباد يقابل به يوم القيامة ما ترفعه الحفظة من أعمالهم قاله ابن جريج ‏{‏لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ‏}‏ عليٌ عن أن ينال فيبدل ‏{‏حَكِيمٌ‏}‏ محفوظ من نقص، أو تغيير عند من رآه كتاب ما يكون من أعمال الخلق، أو عليٌّ‏:‏ لنسخه ما تقدم من الكتب حكيم‏:‏ محكم فلا ينسخ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَنَضْرِبُ‏}‏ أحسبتم أن يصفح عنكم ولما تفعلوا ما أمرتم به «ع»، أو أنكم تكذبون بالقرآن فلا يعاقبكم فيه، أو أن نهملكم فلا نعرفكم ما يلزمكم، أو نقطع تذكيركم بالقرآن وإن كذبتم به ‏{‏صَفْحاً‏}‏ إعراضاً‏.‏ صفحت عن فلان أعرضت عنه أصله أن توليه صفحت عنقك‏.‏

صفوحٌ فما تلقاكَ إلاَّ بخيلَةً *** فمن ملَّ منها ذلك الوصل ملَّتِ

أي تعرض بوجهها‏.‏ ‏{‏مُّسْرِفِينَ‏}‏ في الرد، أو مشركين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏مَثَلُ الأَوَّلِينَ‏}‏ سنتهم، أو عقوبتهم، أو عبرتهم، أو خبرهم أنهم هلكوا بالتكذيب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏مهاداً‏}‏ فراشاً ‏{‏سُبُلاً‏}‏ طرقاً ‏{‏تَهْتَدُونَ‏}‏ في أسفاركم أو تعرفون نعمة الله تعالى عليكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏الأَزْوَاجَ‏}‏ الأصناف كلها، أو الذكر والأنثى من الحيوان، أو الشتاء والصيف والليل والنهار والشمس والقمر والجنة والنار «ح» ‏{‏وَالأَنْعَامِ‏}‏ الإبل والبقر، أو الإبل وحدها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏ظُهُورِهِ‏}‏ أضاف الظهور إلى واحد لأن المراد الجنس ‏{‏مُقْرِنِينَ‏}‏ ضابطين، أو مماثلين في القوة فلان قِرْن فلان إذا كان مثله في القوة، أو مطيقين «ع» من أقرن إقراناً إذا أطاق أو من المقارنة وهو أن تقرن بعضها ببعض في السير‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏جُزْءاً‏}‏ عدلاً، أو نصيباً، أو من الملائكة ولداً، أو البنات، الجزء‏:‏ البنات أجزأت المرأة إذا ولدت البنات‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏كَظِيمٌ‏}‏ حزين، أو مكروب، أو ساكت‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏يُنَشَّؤُاْ‏}‏ يُرَبَّى يريد به الجوارى «ع»، أو البنات، أو الأصنام ‏{‏الْخِصَامِ‏}‏ الحجة، أو الجدل ‏{‏غَيْرُ مُبِينٍ‏}‏ قليل البلاغة، أو ضعيف الحجة أو ساكت عن الجواب قال ‏[‏قتادة‏]‏ ما حاجت امرأة قط إلا أوشكت أن تتكلم بغير حجتها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏عِبَادُ الرَّحْمَنِ‏}‏ جمع عابد، أو أضافهم إليه تكريماً ‏{‏إِنَاثاً‏}‏ بنات الرحمن، أو ناقصون نقص الإناث ‏{‏سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ‏}‏ عنها إذا بعثوا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏أُمَّةٍ‏}‏ دين، أو ملة، أو قبلة، أو استقامة، أو طريقة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏مُّقْتَدُونَ‏}‏ متبعون قيل‏:‏ نزلت في الوليد بن المغيرة وأبي جهل وعتبة وشيبة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏بَرَآءٌ‏}‏ مصدر لا يثنى ولا يجمع وصف به‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏إِلا الَّذِى فَطَرَنِى‏}‏ استثناء منقطع ‏{‏سَيَهْدِينِ‏}‏ قاله ثقة بالله وتعريفاً أن الهداية بيده‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏كَلِمَةً بَاقِيَةً‏}‏ لا إله إلا الله لم يزل في ذريته من يقولها أو أن لا يعبدوا إلا الله، أو الإسلام ‏{‏عَقِبِهِ‏}‏ نسله «ع»، أو آل محمد صلى الله عليه وسلم، أو من خلَفه ‏{‏لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‏}‏ إلى الحق، أو إلى دينك دين إبراهيم، أو يتوبون «ع»، أو يذَّكرون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏الْقَرْيَتَيْنِ‏}‏ مكة والطائف وعظيم مكة الوليد بن المغيرة أو عتبة بن ربيعة وعظيم الطائف‏:‏ حبيب بن عمرو ‏[‏بن عمير الثقفي‏]‏ «ع» أو ابن عبد ياليل، أو عروة بن مسعود، أو كنانة بن عبد ‏[‏بن‏]‏ عمرو‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏رَحْمَتَ رَبِّكَ‏}‏ النبوة فيضعونها حيث شاءوا ‏{‏مَّعِيشَتَهُمْ‏}‏ أرزاقهم‏.‏ فتلقاه قليل الحيلة ضعيف القوة عِي اللسان وهو مبسوط عليه في رزقه وتلقاه شديد الحيلة عظيم القوة بسيط اللسان وهو مقتر عليه ‏{‏وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ‏}‏ بالفضائل، أو الحرية والرق، أو بالغنى والفقر، أو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو بالتفضيل في الرزق فقسم رحمته بالنبوة كما قسم الزرق بالمعيشة ‏{‏سُخْرِيّاً‏}‏ خدماً، أو مِلكاً ‏{‏وَرَحْمَتُ رَبِّكَ‏}‏ النبوة خير من الغنى، أو الجنة خير من الدنيا، أو إتمام الفرائض خير من كثرة النوافل، أو ما يتفضل به عليهم خير مما يجازيهم عليه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏أُمَّةً وَاحِدَةً‏}‏ على دين واحد كفاراً «ع»، أو على اختيار الدنيا على الدين قاله ابن زيد ‏{‏سُقُفاً‏}‏ أعالي البيوت أو الأبواب ‏{‏وَمَعَارِجَ‏}‏ درجات فضة ‏{‏يَظْهَرُونَ‏}‏ يصعدون‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ *** وإنا لنبغي فوق ذلك مظهراً

أي مصعداً قال الحسن رضي الله تعالى عنه والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل ذلك فكيف لو فعل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏وَزُخْرُفاً‏}‏ الذهب «ع»، أو النقوش «ح» أو الفرش ومتاع البيت‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏يَعْشُ‏}‏ يعرض، أو يعمى «ع»، أو السير في الظلمة من العشا وهو البصر الضعيف ‏{‏ذِكْرِ الرَّحْمَنِ‏}‏ القرآن، أو ما بينه من حلال وحرام وأمر ونهي «ع»، أو ذكر الله ‏{‏نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً‏}‏ نلقيه شيطاناً، أو نعوضه من المقايضة وهي المعاوضة ‏{‏قَرِينٌ‏}‏ في الدينا يحمله على الحرام والمعاصي ويمنعه من الحلال والطاعات، أو إذا بعث من قبره شفع بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصير إلى النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏جَآءَنَا‏}‏ ابن آدم وقرينه ‏{‏يَالَيْتَ‏}‏ يقوله الآدمي لقرينه‏.‏ ‏{‏الْمَشْرِقَيْنِ‏}‏ المشرق والمغرب فغلبت أحدهما كالقمرين، أو مشرق الشتاء ومشرق الصيف‏.‏ ‏{‏فَبِئْسَ‏}‏ الشيطان قريناً لمن قارنه لأنه يورده النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏نَذْهَبَنَّ بِكَ‏}‏ نخرجنك من مكة من أذاهم ‏{‏فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ‏}‏ بالسيف يوم بدر، أو أراد قبض روحه، فإنا منتقمون من أمتك فيما أحدثوا بعدك‏.‏ أُري ما لقيت أمته بعده فما زال منقبضاً ولم ينبسط ضاحكاً حتى لقي الله تعالى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏لَذِكْرٌ‏}‏ لشرف، أو تذكرون به أمر الدين وتعملون به ‏{‏وَلِقَوْمِكَ‏}‏ قريش، أو من اتبعه من أمته، أو قول الرجل حدثني أبي عن جدي ‏{‏تُسْئَلُونَ‏}‏ عن الشكر، أو عما أتاك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏مِن رُّسُلِنَآ‏}‏ سبعون نبياً جُمعوا له ليلة الإسراء منهم إبراهيم وموسى وعيسى فلم يسألهم لأنه كان أعلم بالله تعالى منهم «ع»، أو أهل التوراة والإنجيل تقديره واسأل أمم من أرسلنا، أو جبريل تقديره وسل عمن أرسلنا‏:‏ أمر بذلك لما قالت اليهود والمشركون إن ما جئت به مخالف لمن كان قبلك فأمر بسؤالهم‏.‏ لا أنه كان في شك منه قال الواقدي‏:‏ فسألهم فقالوا بعثنا بالتوحيد، أو لم يسألهم ليقينه بالله تعالى حتى قال ميكائيل لجبريل هل سألك محمد عن ذلك فقال هو أشد إيماناً وأعظم يقيناً من أن يسأل عن ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏49‏]‏

‏{‏وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ ‏(‏49‏)‏‏}‏

‏{‏يَآأَيُّهَ السَّاحِرُ‏}‏ قالوه استهزاء «ح»، أو جرى على ألسنتهم ما ألفوه من اسمه، أو أرادوا بالساحر غالب السحرة، أو الساحر عندهم العالم فعظموه بذلك ‏{‏بِمَا عَهِدَ عِندَكَ‏}‏ لئن آمنا لتكشفن عنا العذاب فدعا فأجيب فلم يفوا بالإيمان‏.‏