فصل: تفسير الآية رقم (37)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام ***


تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏خَلَقَ الْإِنْسَانَ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏الإِنسَانَ‏}‏ جنس عند الأكثر، أو آدم عليه الصلاة والسلام‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏الْبَيَانَ‏}‏ تفضيلاً على جميع الحيوان الحلال والحرام، أو الخير والشر، أو المنطق والكلام، أو الخط أو الهداية، أو العقل لأن بيان اللسان مترجم عنه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏بِحُسْبَانٍ‏}‏ بحساب، والحسبان‏:‏ مصدر الحساب، أو جمعه أو حسبانهما‏:‏ أجلهما إذا انقضى قامت القيامة، أو تقديرهما الزمان لامتياز النهار بالشمس والليل بالقمر ولو استمر أحدهما لكان الزمان ليلاً أو نهاراً، أو يجريان بقدر، أو يدوران في مثل قطب الرحا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏وَالنَّجْمُ‏}‏ جنس لنجوم السماء، أو النبات الذي نجم في الأرض وانبسط فيها وليس له ساق ‏{‏وَالشَّجَرُ‏}‏ ما كان على ساق «ع» ‏{‏يَسْجُدَانِ‏}‏ سجود ظلهما، أو ظهور قدرته فيهما توجب السجود له، أو دوران الظل معهما ‏{‏يَتَفَيَّؤُاْ ظِلالُهُ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 48‏]‏، أو استقبالهما الشمس إذا أشرقت ثم يميلان إذا انكسر الفيء، أو سجود النجم أفوله وسجود الشجر إمكان اجتناء ثماره‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏الْمِيزَانَ‏}‏ ذو اللسان، أو الحكم، أو العدل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏أَلا تَطْغَوْاْ‏}‏ في العدل بالجور، أو في ذي اللسان بالبخس، أو بالتحريف في الحكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏بِالْقِسْطِ‏}‏ العدل بالرومية ‏{‏وَلا تُخْسِرُواْ‏}‏ لا تنقصوه بالجور، أو البخس، أو التحريف، أو ميزان حسناتكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏وَضَعَهَا‏}‏ بسطها ووطأها ‏{‏لِلأَنَامِ‏}‏ الناس، أو الإنس والجن، أو كل ذي روح لأنه ينام‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏الأَكْمَامِ‏}‏ ليفها الذي في أعناقها، أو رقبة النخلة التي يتكمم فيه طلعها، أو كمام الثمرة، أو ذوات فصول عن كل شيء «ع»‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏الْعَصْفِ‏}‏ من الرزع وورقه الذي تعصفه الرياح «ع»، أو الزرع المصفر اليابس، أو الحب المأكول منه كقوله ‏{‏كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ‏}‏ ‏[‏الفيل‏:‏ 5‏]‏ ‏{‏وَالرَّيْحَانُ‏}‏ الرزق وقالوا‏:‏ خرجنا نطلب ريحان الله سبحانك وريحانك أي رزقك، أو الرزع الأخضر الذي لم يسنبل «ع»، أو الريحان المشموم، أو الريحان الحب الذي لا يؤكل والعصف الحب المأكول، أو الريحان الحب المأكول والعصف الورق الذي لا يؤكل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏ءَالآءِ‏}‏ الآلاء‏:‏ النعم «ع»، أو القدرة قاله ابن زيد والكلبي، ‏{‏تُكَذِّبَانِ‏}‏ للثقلين اتفاقاً وكررها تقريراً لهم بما عدده عليهم في هذه السورة من النعم، يقررهم عند كل نعمة منها كقول القائل‏:‏ أما أحسنت إليك أعطيتك مالاً أما أحسنت إليك بنيت لك داراً أما أحسنت إليك ومثله قول مهلهل ‏[‏بن ربيعة‏]‏

على أن ليس عدلاً من كليب *** إذا طرد اليتيم عن الجزور

على أن ليس عدلاً من كليب *** إذا ماضيم جيران المجير

على أن ليس عدلاً من كليب *** إذا خرجت مخبأة الخدور

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏صَلْصَال‏}‏ ٍ طين مختلطة برمل «ع»، أو طين إذا عصرته بيدك خرج الماء من بين أصابعك، أو طين يابس يسمع له صلصلة، أو أجوف إذا ضرب صَلَّ‏:‏ أي سمع له صوت، أو طين منتن من صلَّ اللحم إذا أنتن يريد آدم تركه طيناً لازباً أربعين سنة ثم صلصله كالفخار أربعين ثم صورة جسداً لا روح فيه أربعين فذلك مائة وعشرون سنة كل ذلك تمر به الملائكة فتقول سبحان الذي خلقك لأمَرٍ مَّا خلقك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏الْجَآنَّ‏}‏، أبو الجن، أو إبليس ‏{‏مَّارِجٍ‏}‏ لهب النار «ع»، أو خلطها، أو الأخضر والأصفر اللذان يعلوانها ويكونان بينها وبين الدخان، أو النار المرسلة التي لا تمتنع، أو النار المضطربة التي تذهب وتجيء، سمي مارجاً‏:‏ لاضطرابه وسرعة حركته ‏{‏مِّن نَّارٍ‏}‏ الظاهرة التي بين الخلق عند الأكثر، أو نار تكون بين الجبال دون السماء كالكلة الرقيقة، أو نار دون الحجاب منها هذه الصواعق ويرى خلف السماء منها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏الْمَشْرِقَيْنِ‏}‏ مشرقي الشمس في الشتاء والصيف ومغربيها فيهما «ع»، أو مشرقي الشمس والقمر ومغربيهما، أو مشرقي الفجر والشمس ومغربي الشمس والشفق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏الْبَحْرَيْنِ‏}‏ بحر السماء وبحر الأرض «ع»، أو بحر فارس والروم «ح»، أو البحر الملح والأنهار العذبة، أو بحر المشرق والمغرب يلتقي طرفاهما، أو بحر اللؤلؤ وبحر المرجان، ومرجهما طريقهما، أو إرسالهما «ع»، أو استواؤهما، أصل المرج‏:‏ الإهمال كما تمرج الدابة في المرج‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏بَرْزَخٌ‏}‏ حاجز «ع»، أو عرض الأرض، أو ما بين السماء والأرض، أو الجزيرة التي نحن عليها وهي جزيرة العرب ‏{‏لا يَبْغِيَانِ‏}‏ لا يختلطان فيسيل أحدهما على الآخر، أو لا يغلب أحدهما الآخر، أو لا يبغيان أن يلتقيا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏وَالْمَرْجَانُ‏}‏ كبار اللؤلؤ «ع»، أو صغاره، أو الخرز الأحمر كالقضبان قاله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، أو الجوهر المختلط من مرجت الشيء خلطته ‏{‏مِنْهُمَا‏}‏ من أحدهما، أو من كليهما لأن ماء بحر السماء إذا وقع في صدف البحر انعقد لؤلؤاً فصار خارجاً منهما، وقيل‏:‏ لا يخرج اللؤلؤ إلا من موضع يلتقي في العذب والملح فيكون العذب كاللقاح للملح فلذلك نسب اليهما كما نسب الولد إلى الذكر والأنثى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏الجواري‏}‏ السفن واحدتها جارية لجريها في الماء والشابة جارية لجريان ماء الشباب فيها ‏{‏الْمُنشَئَآتُ‏}‏ المخلوقات من الإنشاء، أو المحملات، أو المرسلات، أو المجريات، أو ما رفع قِلعه فهو منشأة وما لا فلا وبكسر الشين البادئات، أو التي تنشىء لجريها كالأعلام في البحر ‏{‏كَالأَعْلامِ‏}‏ القصود، أو الجبال سميت بذلك لارتفاعها كارتفاع الأعلام‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏يَسْئَلُهُ‏}‏ من في الأرض الرزق والمغفرة أو النجاة عند البلوى، ويسأله من في السماء الرزق لأهل الأرض أو القوة على العبادة، أو الرحمة لأنفسهم، أو المغفرة لأنفسهم ‏{‏كُلَّ يَوْمٍ‏}‏ الدنيا يوم والآخرة يوم، فشأنه في الدنيا الابتلاء والاختبار بالأمر والنهي والإحياء والإماتة والإعطاء والمنع، وشأنه في يوم الآخرة الجزاء والحساب والثواب والعقاب فالدهر كله يومان، أو أراد كل يوم من أيام الدنيا فشأنه بعثه الرسل بالشرائع فعبر عن اليوم بالمدة، أو ما يحدثه في خلقه من تنقل الأحوال فعبّر عن الوقت باليوم قال الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ «من شأنه أن يغفر ذنباً ويفرج كرباً ويرفع قوماً ويضع آخرين»، وأكثروا من ذكر عطائه ومنعه وغفرانه ومؤاخذته وتيسيره وتعسيره‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏سَنَفْرُغُ‏}‏ سنتوفر عليكم على وجه التهديد، أو سنقصد إلى حسابكم، أو جزائكم توعداً، فالله تعالى لا يشغله شأن عن شأن ‏{‏الثَّقَلانِ‏}‏ الإنس والجن لأنهم ثقل على وجه الأرض‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏تَنفُذُواْ‏}‏ تعلموا ما في السماوات والأرض فاعلموا، أو تخرجوا من جوانبها فراراً من الموت فاخرجوا، ‏{‏بِسُلْطَانٍ‏}‏ بحجة وهي الإيمان، أو بمُلك وليس لكم ملك، أو لا تنفذون إلا في سلطانه وملكه لأنه مالكهما وما بينهما «ع»‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏شُوَاظٌ‏}‏ لهب النار «ع»، أو قطعة من النار فيها خضرة، أو الدخان، أو طائفة من العذاب‏.‏ ‏{‏وَنُحَاسٌ‏}‏ صفر مذاب على رؤوسهم، أو دخان النار «ع»، أو نَحْسٌ لأعمالهم، أو القتل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏وَرْدَةً‏}‏ وردة النبات الحمراء مثل لون السماء أحمر إلا أنها ترى زرقاء لكثرة الحوائل وبعد المسافة كعروق البدن حمرة لحمرة الدم وترى زرقاء للحوائل، فإذا زالت الحواجز، وقربت يوم القيامة من الأبصار يرى لونها الأصلي الأحمر، أو أراد بالوردة الفرس الورد يحمر في الشتاء ويصفر في الربيع ويغبر في شدة البرد شبهاً لاختلاف ألوانها يوم القيامة به لاختلاف ألوانه، ‏{‏كَالدِّهَانِ‏}‏ خالصة، أو صافية أو ذوات ألوان، أو أصفر كلون الدهن، أو الدهان الأديم الأحمر «ع»‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏لا يُسْئَلُ‏}‏ استفهاماً هل عملت بل توبيخاً لم عملت «ع»، أو لا تُسأل الملائكة عنهم لأنهم رفعوا أعمالهم في الدنيا، أو لا يسأل بعضهم بعضاً عن حاله لشغل كل واحد بنفسه «ع»، أو لأنهم معروفون بسواد الوجوه وبياضها فلا يسأل عنهم أو كانت مسألة ثم ختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ‏}‏ مرة بين الحميم ومرة بين الجحيم، ‏{‏ءَانٍ‏}‏ انتهى حره، أو حاضر، أو آن شربه وبلغ غايته‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏46‏]‏

‏{‏وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ‏(‏46‏)‏‏}‏

‏{‏وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ‏}‏ بعد أداء الفرائض «ع»، أو الذي يذنب فيذكر مقام ربه فيدعه، أو نزلت في أبي بكر رضي الله تعالى عنه خاصة حين ذكرت الجنة والنار يوماً، أو شرب لبناً على ظمأ فأعجبه فسأل عنه فأخبر أنه من غير حل فاستقاءه والرسول صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فقال‏:‏ «رحمك الله لقد أنزلت فيك آية» وتلا هذه الآية، ‏{‏مَقَامَ رَبِّهِ‏}‏‏:‏ وقوفه بين يديه للعرض والحساب، أو قيام الله تعالى على نفس بما كسبت، ‏{‏جَنَّتَانِ‏}‏ أحدهما للإنس والأخرى للجان، أو جنة عدن وجنة النعيم، أو بستانان من بساتين الجنة، أو إحداهما منزله والأخرى منزل أزواجه وخدمه كعادة رؤساء الدنيا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏48‏]‏

‏{‏ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ‏(‏48‏)‏‏}‏

‏{‏أَفْنَانٍ‏}‏ ألوان «ع»، أو أنواع من الفاكهة أو أفناء واسعة أو أغصان واحدها فَنَنٌ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏54‏]‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ‏(‏54‏)‏‏}‏

‏{‏بَطَآئِنُهَا‏}‏ ظواهرها والعرب يجعلون البطن ظهراً فيقولون هذا بطن السماء وظهر السماء، أو نبه بذكر البطانة على شرف الظهارة قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما‏:‏ إنما وصف لكم بطائنها لتهتدي إليه قلوبكم فأما الظواهر فلا يعلمها إلا الله تعالى، وجناهما‏:‏ ثمرهما، ‏{‏دَانٍ‏}‏ لا يبعد على قائم ولا قاعد أو لا يرد أيديهم عنه بعد ولا شوك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏56‏]‏

‏{‏فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ‏(‏56‏)‏‏}‏

‏{‏فِيهِنَّ‏}‏ في الفرش المذكورة، ‏{‏قَاصِرَاتُ‏}‏ قصرن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم ولا يبغين بهم بدلاً، ‏{‏يَطْمِثْهُنَّ‏}‏ يمسهن أو يذللهن، والطمث‏:‏ التذليل، أو يدمهن بالنكاح والحيض طمث من ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏60‏]‏

‏{‏هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ‏(‏60‏)‏‏}‏

‏{‏الإِحْسَانُ‏}‏ هل جزاء الطاعة إلا الثواب أو إحسان الدنيا إلا الإحسان في الآخرة، أو هل جزاء من شهد أن لا إله إلا الله إلا الجنة، أو جزاء التوبة إلا المغفرة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏62‏]‏

‏{‏وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ‏(‏62‏)‏‏}‏

‏{‏دُونِهِمَا‏}‏ أقرب منهما، أو دون صفتهما ‏{‏جَنَّتَانِ‏}‏ الأربع لمن خاف مقام ربه «ع»، أو الأوليان مِنْ ذَهَبٍ للمقربين والأخريان من وَرِق لأصحاب اليمين، أو الأوليان للسابقين والأخريان للتابعين «ح»، أو الأوليان جنة عدن وجنة النعيم والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏64‏]‏

‏{‏مُدْهَامَّتَانِ ‏(‏64‏)‏‏}‏

‏{‏مُدْهَآمَّتَانِ‏}‏ خضروان «ع»، أو مسودتان من الدهمة وهي السواد، أو مرتويتان ناعمتان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏66‏]‏

‏{‏فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ‏(‏66‏)‏‏}‏

‏{‏نَضَّاخَتَانِ‏}‏ ممتلئتان لا تنقطعان، أو جاريتان، أو فوارتان، والجري أكثر من النضخ تنضخان بالماء «ع»، أو بالمسك والعنبر، أو بالخير والبركة، أو بأنواع الفاكهة فهي في الجنان الأربع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏70‏]‏

‏{‏فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ‏(‏70‏)‏‏}‏

‏{‏خَيْرَاتٌ‏}‏ الخير والنعيم‏:‏ المستحسن، أو خيرات الفواكه والثمار، ‏{‏حِسَانٌ‏}‏ في الألوان والمناظر وخيِّرات مختارات، أو ذوات الخير وهن الحور المنشآت في الجنة، أو الفاضلات من أهل الدنيا سمين به لأنهن خيرات الأخلاق حسان الوجوه، أو عذارى أبكار، أو مختارات، أو صالحات‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏72‏]‏

‏{‏حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ‏(‏72‏)‏‏}‏

‏{‏مَّقْصُورَاتٌ‏}‏ محبوسات في الحجال لَسْنَ بالطوافات في الطرق «ع»، أو مخدرات مصونات لا متطلعات ولا صياحات، أو مسكنات في القصور وقصرن بطرفهن على أزواجهن فلا يبغين بهم بدلاً، ‏{‏الْخِيَامِ‏}‏ البيوت، أو خيام تضرب خارج الجنة فرجة كهيئة البداوة قاله ابن جبير، أو خيام في الجنة تضاف إلى القصور قال الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ «هي خيم الدر المجوف» قال الكلبي فهن محبوسات لأزواجهن في خيام الدر المجوف‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏76‏]‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ‏(‏76‏)‏‏}‏

‏{‏رَفْرَفٍ‏}‏ المجلس المطبق ببسطه، أو فضل الفرش والبسط، أو الوسائد، أو الفرش المرتفعة مأخوذ من الرف، أو المجالس يتكئون على فضولها، أو رياض الجنة، ‏{‏وَعَبْقَرِىٍّ‏}‏ طنافس مخملية «ح»، أو الديباج، أو ثياب في الجنة لا يعرفها أحد، أو كثياب في الدنيا تنسب إلى عبقر وهي أرض كثيرة الجن، أو كثيرة الرمل، والعبقري‏:‏ السيد ينسب إلى أرفع الثياب لاختصاصه بها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏78‏]‏

‏{‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ‏(‏78‏)‏‏}‏

‏{‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ‏}‏ ثبت ودام، أو ذكر اسمه يُمْن وبركة ترغيباً في الإكثار منه، ‏{‏ذِى الْجَلالِ‏}‏ الجليل، أو المستحق للإجلال والإعظام، ‏{‏وَالإِكْرَامِ‏}‏ الكريم، أو المكرم لمن أطاعه‏.‏

‏[‏سورة الواقعة‏]‏

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏الْوَاقِعَةُ‏}‏ الصيحة أو الساعة وقعت بحق فلم تكذب، أو القيامة «ع»، سميت به لكثرة ما وقع فيها من الشدائد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏كَاذِبَةٌ‏}‏ ليس لها رد «ع»، أو لا رجعة فيها ولا مثنوية، أو إذ ليس لها مكذب من مؤمن وكافر، أو ليس الخبر عن وقوعها كذباً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏خَافِضَةٌ‏}‏ أعداء الله تعالى في النار ‏{‏رَّافِعَةٌ‏}‏ أولياءه في الجة، أو خفضت رجالاً كانوا مرتفعين في الدنيا ورفعت رجالاً كانوا مخفوضين، أو خفضت فأسمعت الأدنى ورفعت فأسمعت الأقصى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏رُجَّتِ‏}‏ رجفت وزلزت «ع»، أو ترج بما فيها كما يرج الغربال بما فيه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏وَبُسَّتِ‏}‏ سالت، أو هدت، أو سيرت، أو قطعت «ح»، أو بُست كما يُبس السويق أي يلت‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏هَبَآءً‏}‏ رهج الغبار يسطع ثم يذهب، أو شعاع الشمس يدخل من الكوة، أو ما يطير من النار إذا اضطرمت فإذا وقع لم يكن شيئاً «ع»، أو ما يبس من ورق الشجر تذروه الرياح، ‏{‏مُّنبَثاً‏}‏ متفرقاً، أو منتشراً، أو منثوراً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏أَزْوَاجاً‏}‏ أصنافاً وفرقاً ‏{‏ثَلاثةً‏}‏ اثنان في الجنة وواحدة في النار قاله عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما هم المذكورون في قوله ‏{‏ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب‏}‏ ‏[‏فاطر‏:‏ 32‏]‏، أو المذكورون في هذه الآية‏.‏

تفسير الآيات رقم ‏[‏8 - 9‏]‏

‏{‏فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ‏(‏8‏)‏ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ‏}‏ الذي أخذوا من شق آدم الأيمن يومئذ ‏{‏وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ‏}‏ الذين أخذوا من شقة الأيسر يومئذ، أو من أوتي كتابه بيمينه ومن أوتيه بشماله، أو أهل الحسنات وأهل السيئات، أو الميامين على أنفسهم والمشائيم عليها «ح»، أو أهل الجنة وأهل النار، ‏{‏مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ‏}‏ تكثير لثوابهم، ‏{‏مَآ أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ‏}‏ تكثير لعقابهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏وَالسَّابِقُونَ‏}‏ إلى الإيمان من كل أمة «ح» أو الأنبياء، أو الذين صلوا إلى القبلتين، أو أول الناس رواحاً إلى المسجد وأسرعهم إلى الجهاد، أو أربعة سابق أمة موسى مؤمن آل فرعون وسابق أمة عيسى حبيب النجار صاحب أنطاكية وأبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما سابقا هذه الأمة، ‏{‏السَّابِقُونَ‏}‏ بالإيمان هم السابقون إلى الجنان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏ثُلَّةٌ‏}‏ جماعة، أو شطر، أو بقية، ‏{‏الأَوَّلِينَ‏}‏ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أو قوم نوح «ح»‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏الأَخِرِينَ‏}‏ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم «ح» أو الذين تقدم إسلامهم قبل أن يتكاملوا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏مَّوْضُونَةٍ‏}‏ موصولة بالذهب «ع»، أو مشبكة بالدر منسوجة بالذهب التوضين‏:‏ التشبيك والنسج، أو مسند بعضها إلى بعض، أو مضفورة وضين الناقة بطانها العريض المضفور من السيور‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏مُّخَلَّدُونَ‏}‏ باقون على صغرهم لا يتغيرون «ح»، أو محلون بالأسورة والأقراط، أو باقون معهم لا يتغيرون عليهم ولا ينصرفون عنه بخلاف الدنيا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏بِأَكْوَابٍ‏}‏ الأكواب‏:‏ ما لا عروة له، والأباريق‏:‏ ما لها عرى، أو الأكواب‏:‏ مدورة الأفواه، والأباريق‏:‏ لها أعناق، أو الأكواب أصغر من الأباريق، ‏{‏مَّعِينٍ‏}‏ خمر جارٍ، والمعين‏:‏ الجاري من عينه بغير عصر كالماء المعين وهو ألذ الخمر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏يُصَدَّعُونَ‏}‏ يمنعون منها، أو يتفرقون، أو يأخذهم صداع في رؤوسهم، ‏{‏يُنزِفُونَ‏}‏، يملون، أو يتقيئون، أو لا تنزف عقولهم فيسكرون ‏{‏يُنزِفون‏}‏ يفنى خمرهم وفي خمر الدنيا السكر والصداع والقيء والبول فنزهت خمر الجنة عن ذلك كله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏وَحُورٌ عِينٌ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏وَحُورٌ‏}‏ بيض، ‏{‏عِينٌ‏}‏ الكبار الأعين، أو سواد أعينهن حالك وبياض أعينهم نقي‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ‏}‏ في نضارتهن وصفاء ألوانهن، أو في تشابه أجسادهن في الحسن من جميع الجوانب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏لا يَسْمَعُونَ‏}‏ في الجنة باطلاً ولا كذباً «ع»، أو لا يتخالفون عليها كما في الدنيا ولا يأثمون بشربها كما في الدنيا، أو لا يسمعون شتماً ولا مأثماً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏سَلاماً‏}‏ لكن يسمعون قولاً ساراً وكلاماً حسناً، أو يتداعون بالسلام على حُسن الآداب وكرم الأخلاق، أو قولاً يؤدي إلى السلامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ‏}‏ دون منزلة المقربين، أو أصحاب الحق، أو من كتابه بيمنيه، أو التابعون بإحسان ممن لم يدرك الأنبياء من الأمم «ح»، أو الذين أخرجوا من صفحة ظهر آدم اليمنى، أو الذين خلطوا عملاً صالحاً وسيئاً ثم تابوا بعد ذلك وأصلحوا مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ‏(‏28‏)‏‏}‏

السدر‏:‏ النبق، ‏{‏مَّخْضُودٍ‏}‏ لين لا شوك فيه، خضدت الشجرة حذفت شوكها، أو لا عجم لنبقه، أو المدلى الأغصان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏وَطَلْحٍ‏}‏ الموز «ع»، أو شجرة تكون باليمن والحجاز تسمى طلحة، أو الطلع قاله علي رضي الله تعالى عنه ‏{‏مَّنضُودٍ‏}‏ مصفوف، أو متراكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏مَّمْدُودٍ‏}‏ دائم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏مَّسْكُوبٍ‏}‏ منصب في غير أخدود، قال الضحاك‏:‏ من جنة عدن إلى أهل الجنان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏وَفُرُشٍ‏}‏ زوجات والمرأة تسمى فرشاً ومنه الولد للفراش، أو الفرش الحقيقة مرفوعة بكثر حشوها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏أَنشَأْنَاهُنَّ‏}‏ نساء أهل الدنيا أنشأهن من القبور «ع»، أو أعادهن بعد المشط والكبر صغاراً أبكاراً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏أَبْكَاراً‏}‏ عذارى بعد أن لم يكنَّ كذلك، أو لا يأتيها إلا وجدها بكراً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏عُرُبًا أَتْرَابًا ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏عُرُباً‏}‏ متحببات إلى أزواجهن منحبسات عليهم، أو متحاببات بخلاف الضرائر، أو الشَّكِلة بلغة مكة والمغنوجة بلغة أهل المدينة، أو حسان الكلام، أو العاشقة لزوجها، أو الحسنة التبعل، أو كلامهن عربي، ‏{‏أَتْرَاباً‏}‏ أقراناً قيل على سن ثلاث وثلاثين سنة، أو أمثالاً وأشكالاً، أو أتراب في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ‏(‏43‏)‏‏}‏

‏{‏يَحْمُومٍ‏}‏ دخان، أو نار سوداء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏لا بَارِدٍ‏}‏ المخرج، ‏{‏وَلا كَرِيمٍ‏}‏ المخرج، أو لا كرامة لأهله فيه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏مُتْرَفِينَ‏}‏ منعمين «ع»، أو مشركين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏46‏]‏

‏{‏وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ‏(‏46‏)‏‏}‏

‏{‏الْحِنثِ‏}‏ الشرك، أو الذنب العظيم لا يتوبون منه، أو اليمين الغموس‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏55‏]‏

‏{‏فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ‏(‏55‏)‏‏}‏

‏{‏الْهِيمِ‏}‏ الأرض الرملة التي لا تروى بالماء وهي هيام الأرض «ع»، أو الإبل الهيم، والهيام‏:‏ داء يأخذ الإبل فيعطشها فلا تزال تشرب الماء حتى تموت، أو الإبل الهائمة في الأرض الضالة لا تجد ماء فإذا وجدته فلا شيء أعظم منها شرباً، أو شرب الهيم أن تمد الشرب مرة واحدة إلى أن تتنفس فيه ثلاث نفسات‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏58‏]‏

‏{‏أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ‏(‏58‏)‏‏}‏

‏{‏تُمْنُونَ‏}‏ منى يَمني وأمنى يُمْنِي واحد سمي بذلك لإمنائه وهي إراقته، أو لأنه مقدار لتصوير الخلقة كالمَنَا الذي يوزن به‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏60‏]‏

‏{‏نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ‏(‏60‏)‏‏}‏

‏{‏قَدَّرْنَا‏}‏ قضينا به للفناء والجزاء، أو ليخلف الأبناء الآباء، أو كتبنا مقداره فلا يزيد ولا ينقص، أو وقته فلا يتقدم ولا يتأخر، أو سوينا فيه بين المطيع والعاصي، أو بين أهل السماء والأرض، ‏{‏بِمَسْبُوقِينَ‏}‏ على تقديرنا موتكم حتى لا تموتوا، أو على أن تزيدوا في قدره، أو تؤخروا في وقته، أو ‏{‏وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ‏}‏ على تبديل أمثالكم معناه لما لم نسبق إلى خلق غيركم لم نعجز عن إعادتكم، أو لما لم نعجز عن تغير أحوالكم بعد خلقكم لم نعجز عن تغييرها بعد موتكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏65‏]‏

‏{‏لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ‏(‏65‏)‏‏}‏

‏{‏تَفَكَّهُونَ‏}‏ تحزنون، أو تلاومون، أو تعجبون «ع»، أو تندمون بلغة عكل وتميم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏66‏]‏

‏{‏إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ‏(‏66‏)‏‏}‏

‏{‏لَمُغْرَمُونَ‏}‏ معذبون، أو مولع بنا، أو مردُودُون عن حظنا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏71‏]‏

‏{‏أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ‏(‏71‏)‏‏}‏

‏{‏تُورُونَ‏}‏ تستخرجون بالزند‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏73‏]‏

‏{‏نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ‏(‏73‏)‏‏}‏

‏{‏تَذْكِرَةً‏}‏ للنار الكبرى، أو تبصرة للناس من الظلام، ‏{‏لِّلْمُقْوِينَ‏}‏ المسافرين قال الفراء‏:‏ إنما يقال لهم ذلك إذ نزلوا بالقِيِّ وهي القفر التي لا شيء فيها، أو المستمتعين من حاضر ومسافر، أو الجائعين في إصلاح طعامهم، أو الضعفاء المساكين من أقوت الدار إذا خلت وأقوى الرجل ذهب ماله، أو المقوي الكثير المال من القوة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏75‏]‏

‏{‏فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ‏(‏75‏)‏‏}‏

‏{‏فَلا أُقْسِمُ‏}‏ نفي للقسم لأنه لا يقسم بشيء من خلقه ولكنه افتتاح يفتتح به كلامه قال الضحاك، أو للرب أن يقسم بخلقه تعظيماً منه لما أقسم به وليس ذلك للخلق فتكون لا صلة، أو نافية لما تقدم من تكذيبهم وجحدهم ثم استأنف القسم ‏{‏بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ‏}‏ مطالعها ومساقطها، أو انتشارها يوم القيامة، أو مواقعها في السماء، أو أنواؤها نفي للقسم بها، أو نجوم القرآن تنزل على الاحداث في الأمة «ع»، أو محكم القرآن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏76‏]‏

‏{‏وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ‏(‏76‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ‏}‏ وإن الشرك بالله محرم عظيم، أو القرآن قسم عظيم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏77‏]‏

‏{‏إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ‏(‏77‏)‏‏}‏

‏{‏كَرِيمٌ‏}‏ عند الله تعالى، أو عظيم النفع للناس، أو لما فيه من كرائم الأخلاق ومعالي الأمور‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏78‏]‏

‏{‏فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ‏(‏78‏)‏‏}‏

‏{‏فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ‏}‏ اللوح المحفوظ «ع»، أو التوراة والإنجيل فيهما ذكره وذكر من ينزل عليه، أو الزبور، أو المصحف الذي بأيدينا ‏{‏مَّكْنُونٍ‏}‏ مصون، أو مكنون من الباطل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏79‏]‏

‏{‏لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ‏(‏79‏)‏‏}‏

‏{‏الْمُطَهَّرُونَ‏}‏ إن جعلناه اللوح المحفوظ فلا يمسه إلا الملائكة المطهرون «ع»، أو لا ينزله إلا رسل الملائكة على رسل الأنبياء وإن جعلناه المصحف الذي بأيدينا فلا يمسه بيده إلا المطهرون من الشرك، أو من الذنوب والخطايا، أو من الأحداث والأنجاس، أو لا يجد طعم نفعه إلا المطهرون بالإيمان، أو لا يمس ثوابه إلا المؤمنون مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو لا يلتمسه إلا المؤمنون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏81‏]‏

‏{‏أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ‏(‏81‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ‏}‏ القرآن ‏{‏مُّدْهِنُونَ‏}‏ مكذبون «ع»، أو معرضون، أو ممالئون الكفار على الكفر به، أو منافقون في تصديقه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏82‏]‏

‏{‏وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ‏(‏82‏)‏‏}‏

‏{‏رِزْقَكُمْ‏}‏ الاستسقاء بالأنواء مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الاكتساب بالسحر، أو أن يجعل شكر الله على رزقه تكذيب رسله والكفر به فيكون الرزق الشكر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏86‏]‏

‏{‏فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ‏(‏86‏)‏‏}‏

‏{‏مَدِينِينَ‏}‏ محاسبين «ع»، أو مبعوثين، أو مصدقين أو مقهورين، أو موقنين، أو مجزيين بأعمالكم، أو مملوكين قاله الفرّاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏87‏]‏

‏{‏تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ‏(‏87‏)‏‏}‏

‏{‏تَرْجِعُونَهَآ‏}‏ النفس إلى الجسد بعد الموت ‏{‏إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ‏}‏ أنكم غير مذنبين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏88‏]‏

‏{‏فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‏(‏88‏)‏‏}‏

‏{‏الْمُقَرَّبِينَ‏}‏ أهل الجنة، أو السابقون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏89‏]‏

‏{‏فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ‏(‏89‏)‏‏}‏

‏{‏فَرَوْحٌ‏}‏ راحة «ع»، أو فرح، أو رحمة، أو رجاء، أو روح من الغم وراحة من العمل إذ لا غم فيها ولا عمل، أو مغفرة أو نسيم‏.‏ قيل قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم فروح بالضم أي تبقى روحه باقية بلا موت يناله ‏{‏وَرَيْحَانٌ‏}‏ استراحة عند الموت «ع»، أو رحمة، أو رزق، أو ريحان مشموم يتلقى به عند الموت أو تخرج روحه في ريحانه، أو الجنة والروح والريحان عند الموت أو في البرزخ إلى البعث، أو في الجنة، أو الروح في القبر، والريحان في الجنة، أو الروح لقلوبهم والريحان لنفوسهم والجنة لأبدانهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏91‏]‏

‏{‏فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ‏(‏91‏)‏‏}‏

‏{‏فَسَلامٌ‏}‏ بشارة بالسلامة من الخوف، أو يحييهم ملك الموت بالسلام عند قبض أرواحهم، أو منكر ونكير في القبور يسلمان عليهم، أو الملائكة عند بعثه إلى الآخرة تسلمان عليه‏.‏

‏[‏سورة الحديد‏]‏

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏سَبِّحِ‏}‏ التسبيح هنا دلالة المخلوقات على وجوب تسبيحه عن الأمثال، أو التنزيه قولاً مما نسبه الملحدون إليه عند الجمهور، أو الصلاة سميت تسبيحياً لاشتمالها عليه ‏{‏الْعَزِيزُ‏}‏ في انتصاره ‏{‏الْحَكِيمُ‏}‏ في تدبيره‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏وَالْظَّاهِرُ‏}‏ العال على كل شيء ‏{‏وَالْبَاطِنُ‏}‏ المحيط بكل شيء أو القاهر لما ظهر وبطن، أو العالم بما ظهر وبطن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏يَلِجُ فِى الأَرْضِ‏}‏ من مطر، أو مطر وغيره ‏{‏وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا‏}‏ من نبات، أو نبات وغيره ‏{‏وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا‏}‏ من ملائكة، أو ملائكة وغيرها ‏{‏مَعَكُمْ‏}‏ بعلمه فلا تخفى عليه أعمالكم، أو بقدرته فلا يعجزه شيء من أموركم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏مُّسْتَخْلَفِينَ‏}‏ بوارثته عمن قبلكم، أو معمَّرين فيه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏لا يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ‏}‏ أي أسلم، أو أنفق ماله في الجهاد ‏{‏الْفَتْحِ‏}‏ فتح مكة، أو الحديبية قال قتادة كان القتال والنفقة قبل فتح مكة أفضل منهما بعد فتحها ‏{‏الْحُسْنَى‏}‏ الجنة أو الحسنة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏قَرْضاً‏}‏ النفقة في سبيل الله، أو على الأهل أو تطوع العبادات «ح»، أو عمل الخير، أو قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر سمي قرضاً لاستحقاق ثوابه ‏{‏حَسَناً‏}‏ طيبة بها نفسه، أو محتسباً لها عند الله سمي حسناً لصرفه في وجوه حسنة، أو لأنه لا منَّ فيه ولا أذى فيضاعف القرض الحسنة بعشر، أو الثواب تفضلاً بما لا نهاية له ‏{‏كَرِيمٌ‏}‏ «على من يناله»، أو لأنه لم يبتذل في طلبه، أو لأنه كريم الحظ، أو لكرم صاحبه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏نُورُهُم‏}‏ ضياء يثابون به، أو هداهم، أو نور أعمالهم ‏{‏بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‏}‏ ليدلهم على الجنة، أو ليستضيئوا به على الصراط ‏{‏وَبِأَيْمَانِهِم‏}‏ كتبهم، أو نورهم، أو ما أخرجوه بأيمانهم في الصدقات والزكوات وسبل الخير، أو بإيمانهم في الدنيا وتصديقهم بالجزاء ‏{‏بُشْرَاكُمُ‏}‏ نورهم بشراهم أو بشارة تلقاهم الملائكة بها في القيامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ‏}‏ يغشى الناس ظلمة يوم القيامة فيعطى المؤمن نوراً بقدر إيمانه ولا يعطاه الكافر ولا المنافق، أو يعطاه المنافق ثم يسلبه «ع»، فيقول المنافق لما غشيته الظلمة للمؤمن لما أعطي النور الذي يمشي به انظرو أي انتظرونا ‏{‏فَضُرِبَ بَيْنَهُم‏}‏ وبين المؤمنين بسور أو بينهم وبين النور فلم يقدروا على التماسه ‏{‏بِسُورٍ‏}‏ حائط بين الجنة والنار، أو بسور المسجد الشرقي، أو حجاب من الأعراف ‏{‏بَاطِنُهُ‏}‏ فيه الجنة ‏{‏وَظَاهِرُهُ‏}‏ فيه جهنم، أو في باطنه المسجد وما يليه‏.‏ والعذاب الذي في ظاهره وادي جهنم يعني بيت المقدس قاله عبد الله بن عمرو بن العاص‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏مَّعَكُمْ‏}‏ نصلي ونغزو ونفعل كما تفعلون ‏{‏فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ‏}‏ بالنفاق أو المعاصي، أو الشهوات ‏{‏وَتَرَبَّصْتُمْ‏}‏ بالحق وأهله، أو بالتوبة ‏{‏الأَمَانِىُّ‏}‏ خدع الشيطان، أو الدنيا، أو قولهم سيغفر لنا، أو قولهم اليوم وغداً ‏{‏الْغَرُورُ‏}‏ الشيطان، أو الدنيا قاله الضحاك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ‏}‏ بألسنتهم دون قلوبهم، أو قوم موسى قبل أن يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم، أو مؤمنو هذه الأمة «ع»، استبطأ قلوب المهاجرين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن «ع» قال ابن مسعود ما كان بين إسلامنا ومعاتبتنا بها إلا أربع سنين فنظر بعضنا إلى بعض يقول ما أحدثنا قال الحسن يستبطئهم وهم أحب خلقه إليه، أو ملوا مثله فقالوا‏:‏ حدثنا يا رسول الله فنزل ‏{‏نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القصص‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 3‏]‏ ثم ملوا أخرى فقالوا حدثنا فنزل ‏{‏الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 23‏]‏ ثم ملوا أخرى فقالوا حدثنا فنزلت ‏{‏أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ‏}‏ بإنِ‏:‏ يحن يخشع يلين، أو يذل، أو يخرج ‏{‏لِذِكْرِ اللَّهِ‏}‏ القرآن ‏{‏وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ‏}‏ القرآن، أو الحلال والحرام‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏يُحْىِ الأَرْضَ‏}‏ يلين القلوب بعد قسوتها أو مثل ضربه لإحياء الموتى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏المُصَدِّقين‏}‏ لله ورسوله أو ‏{‏الْمُصَّدِّقِينَ‏}‏ بأموالهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏الصِّدِّيقُونَ‏}‏ هم الصديقون وهم الشهداء، أو الشهداء مبتدأ الرسل تشهد على أمتها بالتصديق والتكذيب، أو الأمم تشهد لرسلها بتبليغ الرسالة، أو تشهد على أنفسهم بما عملوا، أو القتلى في سبيل الله تعالى ‏{‏وَنُورُهُمْ‏}‏ على الصراط، أو إيمانهم في الدنيا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏لَعِبٌ وَلَهْوٌ‏}‏ على ظاهره أو أكل وشرب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏إِلَى مَغْفِرَةٍ‏}‏ التوبة، أو الصف الأول، أو التكبيرة الأولى مع الإمام، أو الرسول صلى الله عليه وسلم ‏{‏كَعَرْضِ السَّمَآءِ‏}‏ نبّه بذكر العرض على الطول ويعبرون عن سعة الشيء بعرضه دون طوله ‏{‏فَضْلُ اللَّهِ‏}‏ الجنة أو الدين «ع»‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏مُّصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ‏}‏ بالجوائح في الثمار والزرع، أو القحط والغلاء ‏{‏أَنفُسِكُمْ‏}‏ الدَّين، أو الأمراض والأوصاب، أو إقامة الحدود، أو ضيق المعاش ‏{‏كِتَابٍ‏}‏ اللوح المحفوظ ‏{‏نَّبْرَأَهَآ‏}‏ نخلق الأنفس والأرض‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏فَاتَكُمْ‏}‏ من الدنيا «ع»، أو العافية والخصب قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ‏{‏لِّكَيْلا تَأْسَوْاْ‏}‏ ليس أحد إلا وهو يحزن ويفرح ولكن من جعل المصيبة صبراً والخير شكراً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏الَّذِينَ يَبْخَلُونَ‏}‏ بالعلم ‏{‏وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ‏}‏ بأن لا يعلموا شيئاً، أو بما في التوراة من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم، أو بحقوق الله في أموالهم، أو بالصدقة والحقوق، أو بما في يديه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ‏}‏ نزل مع آدم‏:‏ الحجر الأسود أشد بياضاً من الثلج، وعصا موسى من آس الجنة طولها عشرة أذرع كطول موسى، والسندان والكلبتان والميقعة وهي المطرقة، أو ما ينزل من السماء وإنزاله إظهاره وإثارته، أو لأن ما ينعقد من جوهره في الأرض أصله من ماء السماء ‏{‏بَأْسٌ شَدِيدٌ‏}‏ الحرب تكون بآلته وسلاحه، أو خوف شديد من خشية القتل به ‏{‏وَمَنَافِعُ‏}‏ الآلة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏وَرَهْبَانِيَّةً‏}‏ من الرَّهب وهو الخوف ‏{‏ابْتَدَعُوهَا‏}‏ لم يفعلها من تقدمهم فأحسنوا بفعلها ولم تكتب عليهم وهي رفض النساء واتخاذ الصوامع، أو لحوقهم بالجبال ولزوم البراري، أو الانقطاع عن الناس تفرداً بالعبادة ‏{‏رَأْفَةً‏}‏ في قلوبهم بالأمر بها والترغيب فيها، أو بخلقها في قلوبهم ‏{‏إِلا ابْتِغَآءَ رِضْوَانِ اللَّهِ‏}‏ ابتدعوها طلباً لمرضاة الله ولم تفرض عليهم قبل ذلك ولا بعده، أو تطوعوا بها ثم كتبت بعد ذلك عليهم «ح» ‏{‏فَمَا رَعَوْهَا‏}‏ بتكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم، أو بتبديلهم دينهم وتغييرهم له قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم، ارتكبت الملوك المحارم بعد عيسى ثلاثمائة سنة فأنكرها عليهم أهل الاستقامة فقتلوهم فقال من بقي منهم لا يسعنا المقام بينهم فاعتزلوا الناس واتخذوا الصوامع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏يَآأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ‏}‏ بموسى وعيسى أمِنوا بمحمد ‏{‏كِفْلَيْنِ‏}‏ ضعفين بلغة الحبشة، أو أجرين أحدهما لإيمانهم بمن تقدم من الأنبياء، والآخر لإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم «ع»، أو أجر الدنيا وأجر الآخرة ‏{‏نُوراً‏}‏ القرآن، أو الهدى‏.‏