فصل: بَاب إِذا أصَاب قوم من رجل هَل يُعَاقب أَو يقْتَصّ مِنْهُم كلهم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تغليق التعليق على صحيح البخاري



.وَمن كتاب الدِّيات:

قوله فِيهِ:
[6866]- وَقَالَ حبيب بن أبي عمْرَة عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمِقْدَادِ إِذا كَانَ رجل مُؤمن يخفي إيمَانه مَعَ قوم كفار فأظهر إيمَانه فَقتلته فَكَذَلِك كنت أَنْت تخفي إيمانك بِمَكَّة من قبل».
هَذَا طرف من حَدِيث قرأته عَلَى فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن المنجا أخْبركُم سُلَيْمَان بن حَمْزَة فِي كِتَابه أَن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْحَافِظ أخبرهُ أَنا جفعر الصيدلاني أَن فَاطِمَة بنت عبد الله أَخْبَرتهم أَنا مُحَمَّد بن عبد الله أَنا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا أَحْمد بْن عَلِيّ بن الْجَارُود ثَنَا الحكم بن ظبْيَان الْمَازِني ثَنَا حَفْص بن سَلمَة الْوراق ثَنَا أَبُو بكر بن عَلِيّ بن عَطاء بن مقدم ثَنَا حبيب بن أبي عمْرَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّة فِيهَا الْمِقْدَاد بن الْأسود فَلَمَّا أَتَوا الْقَوْم وجدوهم قد تفَرقُوا وَبَقِي رجل لَهُ مَال كثير لم يبرح فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله فَأَهْوَى إِلَيْهِ الْمِقْدَاد فَقتله فَقَالَ لَهُ رجل من أَصْحَابه أقتلت رجلا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله ليذكره ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قدمُوا عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا يا رسول الله إِن رجلا شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله فقلته الْمِقْدَاد فَقَالَ ادعوا لي الْمِقْدَاد فَقَالَ يَا مقداد قتلت رجلا قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَكيف بِلَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ فَأنْزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيل الله فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقولُوا لمن ألْقَى إِلَيْكُم السَّلَام لست مُؤمنا} [94 النِّسَاء] إِلَى قوله: {عَلَيْكُم} فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمِقْدَادِ كَانَ رجلا مُؤمنا يخفي إيمَانه مَعَ قوم كفار فَقتلته وَكَذَلِكَ كنت أَنْت قبل تخفي إيمانك بِمَكَّة».
وأنبأنا بِهِ عَالِيا أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد شفاها عَن الْقَاسِم بن مظفر بن عَسَاكِر عَن أبي الْحسن بن المقير عَن أبي الْكَرم الشهرزوري عَن أبي الْغَنَائِم بن الْمَأْمُون أَنا أَبُو الْحسن عَلِيّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بْن سعيد الْبَزَّار ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن زَنْجوَيْه أَبُو بكر ثَنَا جَعْفَر بن سَلمَة أَبُو سعيد مولَى خُزَاعَة بَصرِي ثَنَا أَبُو بكر بن عَلِيّ بن عَطاء بن مقدم فَذكره.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا حَدِيث غَرِيب من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس تفرد بِهِ حبيب بن أبي عمْرَة وَتفرد بِهِ أَبُو بكر بن عَلِيّ بن مقدم وَهُوَ أَخُو عمر بن عَلِيّ وَأَبُو بكر هَذَا وَالِد مُحَمَّد وَهُوَ غَرِيب الحَدِيث.
قلت وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده عَن أَحْمد بن عَلِيّ بن الْبَغْدَادِيّ عَن جَعْفَر بن سَلمَة بِهِ وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا من هَذَا الْوَجْه وَلَا لَهُ عَنهُ إِلَّا هَذَا الطَّرِيق انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أسلم بن سهل فِي تَارِيخ وَاسِط من هَذَا الْوَجْه وَأَبُو بكر الْمَذْكُور رَوَى عَنهُ أَيْضا عبد الله بن الْمُبَارك وَغَيره وَلم يذكرهُ أحد بِجرح والراوي عَنهُ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره.
وَقد رُوِيَ الحَدِيث الْمَذْكُور عَن وَكِيع عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن حبيب بن أبي عمْرَة عَن سعيد بن جُبَير مُرْسلا لم يذكر ابْن عَبَّاس.
وَهِي مُتَابعَة جَيِّدَة رَوَيْنَاهُ فِي تَفْسِير أبي جَعْفَر.
وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده من طَرِيق أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ.
وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن وَكِيع.
قوله فِيهِ:

.باب قَول الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمن أَحْيَاهَا}:

قَالَ ابْن عَبَّاس: «من حرم قَتلهَا إِلَّا بِحَق حييّ مِنْهُ النَّاس جَمِيعًا».
تقدم فِي التَّفْسِير.
قوله فِيهِ:
عقب حَدِيث [6869] جرير قَالَ: «قَالَ لي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجَّة الْوَدَاع استنصت النَّاس لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض».
رَوَاهُ أَبُو بكرَة وَابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما حَدِيث أبي بكرَة فأسنده الْمُؤلف فِي أَمَاكِن فِي الْعلم وَالْحج والْفِتَن وَغَيرهَا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أَبِيه فِي حَدِيث: «أَوله أِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب النَّاس فَقَالَ أَتَدْرُونَ أَي يَوْم هَذَا» الحَدِيث.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فأسنده الْمُؤلف فِي الْحَج وَفِي الْفِتَن من طَرِيق فُضَيْل بن غَزوَان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مُخْتَصرا بِلَفْظ: «لَا ترتدوا بعدِي كفَّارًا».
قوله فِيهِ:
عقب حَدِيث [6870] مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن شُعْبَة عَن فراس عَن الشّعبِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو فِي الْكَبَائِر.
قَالَ معَاذ وثنا شُعْبَة: «وعقوق الْوَالِدين» وَقَالَ: «وَقتل النَّفس».
قلت وَصله الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بن مُحَمَّد بن الْبُحَيْرِي ثَنَا عبد الله بن معَاذ ثَنَا أبي بِهِ.
قوله فِيهِ:
عقب حَدِيث [6874] عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من حمل علينا السِّلَاح فَلَيْسَ منا».
رَوَاهُ أَبُو مُوسَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أسْند الْمُؤلف حَدِيث أبي بردة بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه فِي الْفِتَن.
قوله:

.بَاب من قتل لَهُ قَتِيل فَهُوَ بِخَير النظرين:

[6880]- حَدثنَا أَبُو نعيم ثَنَا شَيبَان عَن يَحْيَى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: «أَن خُزَاعَة قتلوا رجلا».
وَقَالَ عبد الله بن رَجَاء ثَنَا حَرْب عَن يَحْيَى ثَنَا أَبُو سَلمَة ثَنَا أَبُو هُرَيْرَة: «أَنه عَام فتح مَكَّة قتلت خُزَاعَة رجلا من بني لَيْث بقتيل لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِن الله حبس عَن مَكَّة الْفِيل» وَفِيه: «إِمَّا أَن يُؤَدِّي وَإِمَّا أَن يُقَاد».
تَابعه عبيد الله عَن شَيبَان فِي الْفِيل وَقَالَ بَعضهم عَن أبي نعيم: «الْقَتْل» وَقَالَ عبيد الله: «إِمَّا أَن يُقَاد أهل الْقَتِيل».
أما حَدِيث عبد الله بن رَجَاء فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو الْحسن بن عَبْدَانِ أَنا أَحْمد بن عبيدالصفار ثَنَا هِشَام بن عَلِيّ ثَنَا ابْن رَجَاء ثَنَا حَرْب بن شَدَّاد ثَنَا يَحْيَى بن أبي كثير ثَنَا أَبُو سَلمَة ثَنَا أَبُو هُرَيْرَة: «أَنه عَام فتح مَكَّة قتلت خُزَاعَة رجلا من بني لَيْث بقتيل لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة» الحَدِيث.
وَأما حَدِيث عبيد الله وَهُوَ ابْن مُوسَى عَن شَيبَان فَأَخْبَرنَاهُ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم إِلَى أبي نعيم ثَنَا عبد الله بن موصد بن جَعْفَر ثَنَا أَحْمد بن الْحسن بن عبد الْملك ثَنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن كَرَامَة ثَنَا عبد الله بن مُوسَى ثَنَا شَيبَان عَن يَحْيَى بن أبي كثير أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة أخبرهُ: «أَن خُزَاعَة قتلوا رجلا من بني لَيْث عَام فتح مَكَّة بقتيل مِنْهُم قَتَلُوهُ فَأخْبر بذلك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَركب رَاحِلَته فَخَطب فَقَالَ إِن الله حبس عَن مَكَّة الْفِيل» الحَدِيث بِطُولِهِ.
رَوَاهُ مُسلم عَن إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن عبيد الله بن مُوسَى بِهِ.
وَأما من رَوَاهُ عَن أبي نعيم بِلَفْظ الْقَتْل بِالْقَافِ وَالتَّاء الْمُثَنَّاة فَهَكَذَا قَالَه مُحَمَّد بن يَحْيَى الذهلي عَن أبي نعيم وعده النقاد تصحيفا وَخَالفهُ البُخَارِيّ وَأحمد بن يُوسُف السّلمِيّ وَجَمَاعَة عَن أبي نعيم فَقَالُوا الْفِيل عَلَى الصَّوَاب.
وَقَالَ الجوزقي أَنا أَبُو حَامِد بن الشَّرْقِي ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى هُوَ الذهلي ثَنَا أَبُو نعيم ثَنَا شَيبَان بِهِ.
قوله فِي:

.بَاب الْقصاص بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء:

وَيذكر عَن عمر تقاد الْمَرْأَة من الرجل فِي كل عمد يبلغ نَفسه فَمَا دونهَا من الْجراح وَبِه قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز وَإِبْرَاهِيم وَأَبُو الزِّنَاد عَن أَصْحَابه وجرحت أُخْت الرّبيع إنْسَانا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْقصاص».
أما قَول عمر بن الْخطاب فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن الْفضل أَنا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا يَعْقُوب بن سُفْيَان ثَنَا سعيد بن مَنْصُور ثَنَا هشيم أَنا مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ كَانَ فِيمَا جَاءَ بِهِ عُرْوَة الْبَارِقي إِلَى شُرَيْح من عِنْد عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (أَن الْأَصَابِع سَوَاء الْخِنْصر والإبهام وَأَن جرح الرِّجَال وَالنِّسَاء سَوَاء فِي السن والموضحة وَمَا خلا ذَلِك فعلَى النّصْف).
وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا جرير عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم عَن شُرَيْح قَالَ أَتَانِي عُرْوَة الْبَارِقي من عِنْد عمر بن الْخطاب: «أَن جراحات الرِّجَال وَالنِّسَاء سَوَاء».
وَأما قَول عمر بن عبد الْعَزِيز وَإِبْرَاهِيم فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرناه أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ أَنا أَبُو نصر الْعِرَاقِيّ ثَنَا سُفْيَان الْجَوْهَرِي ثَنَا عَلِيّ بن الْحسن ثَنَا عبد الله بن الْوَلِيد ثَنَا سُفْيَان عَن جَعْفَر بن برْقَان عَن عمر بن عبد الْعَزِيز وَعَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَا: «الْقصاص بَين الرجل وَالْمَرْأَة فِي الْعمد سَوَاء».
قَالَ الْأَثْرَم حَدثنَا قبيصَة ثَنَا سُفْيَان عَن جَعْفَر بن برْقَان أَن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ: «الْقصاص فِيمَا بَين الْمَرْأَة وَالرجل حَتَّى فِي النَّفس».
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن وَكِيع عَن سُفْيَان عَن جَعْفَر بن برْقَان نَحوه وَعَن مُغيرَة نَحوه.
وَعَن أبي أُسَامَة عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ: «تقاد الْمَمْلُوكَة من الْمَمْلُوك فِي كل عمد يبلغ فِيهِ نَفسه فَمَا دون ذَلِك من الْجِرَاحَات».
وَأما قَول أبي الزِّنَاد فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو الْحسن عَلِيّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَنا أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن مُحَمَّد ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي ثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أبي إِدْرِيس وَعِيسَى بن مينا قَالَا: أَنا عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه قَالَ كَانَ من أدْركْت من فقهائنا الَّذين يَنْتَهِي إِلَى قولهم مِنْهُم سعيد بن الْمسيب وَعُرْوَة بن الزبير وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن وخارجة بن زيد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة وَسليمَان بن يسَار فِي مشيخة جلة سواهُم من نظرائهم أهل فقه وَفضل وَرُبمَا اختلفو فِي شَيْء فاخذنا بقول أَكْثَرهم وأفضلهم رَأيا وَكَانَ الَّذِي وعيت عَنْهُم عَلَى هَذِه الْقِصَّة أَنهم كَانُوا يَقُولُونَ (الْمَرْأَة تقاد من الرجل عينا بِعَين وأذنا بأذن وكل شَيْء من الجروح عَلَى ذَلِك وَإِن قَتلهَا قتل بهَا).
وَأما قصَّة أُخْت الرّبيع فَأَخْبَرنَاهُ أَبُو الْفرج بن الْغَزِّي أَنا أَبُو الْحسن بن قُرَيْش أَنا النجيب الْحَرَّانِي أَنا مَسْعُود الْجمال فِي كِتَابه أَن الْحسن بن أَحْمد أخبرهُ أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو مُحَمَّد بن حَيَّان وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم قَالَا: ثَنَا أَحْمد بن عَلِيّ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: «أَن أُخْت الرّبيع أم جَارِيَة جرحت إنْسَانا فاختصموا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقصاص الْقصاص» الحَدِيث.
رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة فَوَقع لنا عَالِيا عَلَى طَرِيقه بدرجتين.
وأصل الحَدِيث عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس لَكِن قَالَ: «إِن الرّبيع بنت النَّضر عمته لطمت إنْسَانا» وَهُوَ الأصوب.
وَتفرد حَمَّاد بن سَلمَة بقوله: «أُخْت الرّبيع» وَقيل إنَّهُمَا قصتاه وَهُوَ الْأَقْرَب وَمِمَّا يُؤَيّدهُ أَن فِي هَذِه الْقِصَّة: «فَقَالَت أم الرّبيع يا رَسُول الله أتقتص من فُلَانَة وَالله لَا يقْتَصّ مِنْهَا».
وَفِي حَدِيث حميد: «فَقَالَ أنس بن النَّضر أتكسر سنّ الرّبيع» الحَدِيث.
وَفِي حَدِيث ثَابت: «جرحت إنْسَانا».
وَفِي حَدِيث حميد: «لطمت فَكسرت ثنية جَارِيَة» وَالله أعلم.
قوله:

.بَاب إِذا أصَاب قوم من رجل هَل يُعَاقب أَو يقْتَصّ مِنْهُم كلهم:

وَقَالَ مطرف عَن الشّعبِيّ (فِي رجلَيْنِ شَهدا عَلَى رجل أَنه سرق فَقَطعه عَلِيّ ثمَّ جَاءَا بآخر وَقَالا أَخْطَأنَا فَأبْطل شَهَادَتهمَا وَأخذ بدية الأول وَقَالَ لَو علمت أنكما تعمدتما لقطعتكما).
[6896]- وَقَالَ لي ابْن بشار ثَنَا يَحْيَى عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما (أَن غُلَاما قتل غيلَة فَقَالَ عمر لَو اشْترك فِيهَا أهل صنعاء لقتلتهم).
وَقَالَ مُغيرَة بن حَكِيم عَن أَبِيه أَن أَرْبَعَة قتلوا صَبيا فَقَالَ عمر مثله.
وأقاد أَبُو بكر وَابْن الزبير وَعلي وسُويد بن مقرن من لطمة وأقاد عمر من ضَرْبَة بِالدرةِ وأقاد عَلِيّ من ثَلَاثَة أسواط واقتص شُرَيْح من سَوط وخموش.
وَأما قَول مطرف فَأخْبرنَا أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد عَن سِتّ الوزراء بنت عمر إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا أَن الْحُسَيْن بن الْمُبَارك أخْبرهُم أَنا أَبُو زرْعَة الْمَقْدِسِي أَنا مكي بن مَنْصُور أَنا القَاضِي أَبُو بكر الْحِيرِي ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم أَنا الرّبيع بْن سُلَيْمَان الشَّافِعِي عَن سُفْيَان عَن مطرف عَن الشّعبِيّ: «أَن رجلَيْنِ أَتَيَا عليا فشهدا عَلَى رجل أَنه سرق فَقطع عَلِيّ يَده ثمَّ أَتَيَاهُ بآخر فَقَالَا هَذَا الَّذِي سرق وأخطأنا عَلَى الأول فَلم يجز شَهَادَتهمَا عَلَى الآخر وغرمهما دِيَة الأول وَقَالَ لَو أعلمكما تعمدتما لقطعتكما».
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن أبي سعيد بن أبي عَمْرو عَن الْأَصَم فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا.
وَأما حَدِيث مُغيرَة فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو زَكَرِيَّا بن أبي إِسْحَاق وَأَبُو بكر بن الْحسن وَأَبُو سعيد بن أبي عَمْرو قَالُوا: ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا بَحر بن نضر ثَنَا ابْن وهب حَدثنِي جرير بن حَازِم أَن الْمُغيرَة بن حَكِيم الصَّنْعَانِيّ حَدثهُ عَن أَبِيه (أَن امْرَأَة بِصَنْعَاء غَابَ عَنْهَا زَوجهَا وَترك فِي حجرها ابْنا لَهُ من غَيرهَا غُلَام يُقَال لَهُ أصيل فاتخذت الْمَرْأَة بعد زَوجهَا خَلِيلًا فَقَالَت لخليلها إِن هَذَا الْغُلَام يفضحنا فاقتله فَأَبَى فامتنعت مِنْهُ فطاوعها وَاجْتمعَ عَلَى قَتله الرجل وَرجل آخر وَالْمَرْأَة وخادمها فَقَتَلُوهُ ثمَّ قطعوه أَعْضَاء وجعلوه فِي عَيْبَة من أَدَم فطرحوه فِي ركية فِي نَاحيَة الْقرْيَة وَلَيْسَ فِيهَا مَاء ثمَّ صَاحب الْمَرْأَة فَاجْتمع النَّاس فَخَرجُوا يطْلبُونَ الْغُلَام قَالَ فَمر رجل بالركية الَّتِي فِيهَا الْغُلَام يخرج مِنْهَا الذُّبَاب الْأَخْضَر فَقَالَ وَالله إِن فِي هَذِه لجيفة ومعنا خليلها فَأَخَذته رعدة فأرهبناه فحبسناه وَأَرْسَلْنَا رجلا فَأخْرج الْغُلَام فأخذنا الرجل فاعترف فَأخْبر الْخَبَر فَاعْترفت الْمَرْأَة وَالرجل الآخر وخادمها فَكتب يعْلى وَهُوَ يَوْمئِذٍ أَمِير بشأنهم فَكتب إِلَيْهِ عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بِقَتْلِهِم جَمِيعًا وَقَالَ وَالله لَو أَن أهل صنعاء اشْتَركُوا فِي قَتله لقتلتهم أَجْمَعِينَ).
وَرَوَاهُ قَاسم بن أصبغ فِي جَامعه عَن ابْن وضاح عَن سَحْنُون عَن ابْن وهب بِهِ.
وَقد وَقع لنا من وَجه آخر قَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي كتاب التَّرْهِيب لَهُ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا عَمْرو بن عبد الله الأودي ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن جرير بْن حَازِم ثَنَا الْمُغيرَة بن حَكِيم عَن أَبِيه فَذكر نَحوه.
وَقَالَ: «فَكتب يعْلى بن أُميَّة عَامل عمر عَلَى الْيَمين إِلَى عمر فَكتب عمر اقتلهم» الحَدِيث.
وَوَقع لنا نَحْو هَذِه الْقِصَّة من وَجه آخر.
قَرَأت عَلَى إِبْرَاهِيم بن أَحْمد التنوخي عَن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن أَن جَعْفَر بن عَلِيّ أخبرهُ أَنا السلَفِي أَنا أَبُو الْخطاب بن البطر أَنا أَبُو الْحسن بن رزقويه ثَنَا عُثْمَان بن أَحْمد الدقاق ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن شَاكر ثَنَا سعيد بن سُلَيْمَان ثَنَا يزِيد عَن سماك عَن أبي المُهَاجر عبد الله بن عميرَة من بني قيس بن ثَعْلَبَة قَالَ: (كَانَ رجل من أهل صنعاء يسابق النَّاس كل سنة بأيام فَلَمَّا قدم وجد مَعَ وليدته سَبْعَة رجل يشربون الْخمر فَأَخَذُوهُ فَقَتَلُوهُ ثمَّ ألقوه فِي بِئْر فجَاء من بعده فَسئلَ عَنهُ فَأخْبر بِأَنَّهُ مَضَى بَين يَدَيْهِ ثمَّ ذهب الرجل إِلَى الْخَلَاء فَرَأَى ذبابا يلج من فَوق الرحاء فَعلم أَن ثمَّ لَحْمًا فَرفع الرجل فأبصر الرجل فَذهب إِلَى الْأَمِير فَأخْبرهُ بذلك فَكتب إِلَى عمر فَكتب إِلَيْهِ أَن اضْرِب أَعْنَاقهم واقتلها مَعَهم فَلَو أَن أهل صنعاء اشْتَركُوا فِي دَمه لقتلتهم).
وَهَذَا السِّيَاق مُخَالف للسياق الأول فَالظَّاهِر أَنَّهُمَا قصتان وَالله أعلم.
وَأما أثر أبي بكر فَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا شَبابَة عَن شُعْبَة عَن يَحْيَى بن الْحصين سَمِعت طَارق بن شهَاب يَقُول: (لطم أَبُو بكر يَوْمًا لطمة فَقيل مَا رَأينَا كَالْيَوْمِ قطّ مَنْعَة ولطمة فَقَالَ أَبُو بكر إِن هَذَا أَتَانِي ليستحملني فَحَملته فَإذْ هُوَ يتبعهُم فَحَلَفت لَا أحمله ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ لَهُ اقْتصّ فَعَفَا الرجل).
وَأما أثر ابْن الزبير فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ اُخْبُرْنَا أَبُو طَاهِر الْفَقِيه أَنا أَبُو حَامِد بن بِلَال ثَنَا يَحْيَى بن الرّبيع ثَنَا سُفْيَان عَن عَمْرو بن دِينَار (أَن ابْن الزبير أقاد من لطمة).
رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه ومسدد فِي مُسْنده كِلَاهُمَا عَن ابْن عُيَيْنَة بِهِ.
وَأما أثر عَلِيّ فَقَالَ ابْن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ عبد الله بن عبد الْملك بن أبي عتبَة عَن نَاجِية أبي الْحسن عَن أَبِيه (أَن عليا قَالَ فِي رجل لطم رجلا فَقَالَ للملطوم اقْتصّ).
وَأما أثر سُوَيْد بن مقرون فَقَالَ أَبُو بكر ثَنَا وَكِيع ثَنَا سُفْيَان عَن مُغيرَة عَن الشّعبِيّ عَن سُوَيْد بِهِ.
وَأما أثر عَلِيّ الثَّانِي فَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا أَبُو خَالِد عَن أَشْعَث عَن فُضَيْل بن عَمْرو عَن عبد الله بن معقل قَالَ: (كنت عِنْد عَلِيّ فَجَاءَهُ رجل فساره فَقَالَ عَلِيّ يَا قنبر أخرج هَذَا فاجلد هَذَا ثمَّ جَاءَ المجلود فَقَالَ إِنَّه زَاد عَلِيّ ثَلَاثَة أسواط فَقَالَ لَهُ عَلِيّ مَا تَقول فَقَالَ صدق يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ خُذ السَّوْط واجلده ثَلَاثَة أسواط ثمَّ قَالَ يَا قنبر إِذا جلدت فَلَا تتعد الْحُدُود).
وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور عَن هشيم عَن أَشْعَث بن سوار نَحوه.
وَأما أثر عمر فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن مَالك عَن عَاصِم بن عبيد الله عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة قَالَ: (كنت مَعَ عمر بطرِيق مَكَّة فَقَالَ تَحت شَجَرَة فَلَمَّا اسْتَوَت الشَّمْس أَخذ عَلَيْهِ ثَوْبه وَقَامَ فناداه رجل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ حادثه فَضَربهُ بِالدرةِ فَقَالَ عجلت عَلِيّ فَأعْطَاهُ المخفقة وَقَالَ اقْتصّ قَالَ مَا أَنا بفاعل قَالَ وَالله لتفعلن قَالَ فَإِنِّي أغفرها) هَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق.
وَرَوَاهُ أَصْحَاب الْمُوَطَّأ عَن عَاصِم عَن مَالك عَن عمر لم يذكرُوا بَينهمَا أحدا.
وَأما أثر شُرَيْح فَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن شُرَيْح (أَنه أقاد من لطمة).
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور ثَنَا هشيم ثَنَا مُغيرَة بن عون عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: «جَاءَ رجل إِلَى شُرَيْح فَقَالَ أقدني من جلوازك هَذَا الْقَائِم عَلَى رَأسك فَقَالَ لجلوازه مَا أردْت لهَذَا الرجل قَالَ ازدحموا عَلَيْك فضربته سَوْطًا فأقاده مِنْهُ».
قَالَ وثنا هشيم ثَنَا خَالِد بن الْحذاء عَن ابْن سِيرِين عَن شُرَيْح قَالَ: «اخْتصم إِلَيْهِ عبد جرح حرا قَالَ إِن شَاءَ الله اقْتصّ مِنْهُ».
وَقَالَ ابْن سعدة فِي الطَّبَقَات ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأَسدي عَن سُفْيَان عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم: «أَن جلوازا لشريح ضرب رجلا بِسَوْط فأقاده شُرَيْح».