فصل: موقف التلمود من المسيح عليه السلام والمسيحيين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى عليه السلام (نسخة منقحة)



.موقف التلمود من المسيح عليه السلام والمسيحيين:

1- لم يكتف التلمود بوصف السيد المسيح بأنه لقيط (ممزير) أي ابن زنا، وأنه تعلم ما كان يقوله للناس على يد (يوشوا بن برخيا) وأن (يوشوا) حين علم بما يقوله حرمه، وألقاه بين قرون أربعمائة كبش ليفتك به، وأن معجزاته من أعمال السحر الذي تعلمه في مصر، واختص المسيح وأتباعه بكثير من الألفاظ المهينة الدالة على الكذب والخداع والسحر والجنون والحمق والتضليل واللؤم والتفاهة والحقارة، وادعى أنه قبل صلب المسيح أعلن في المدينة أن يحضر الذين يريدون الشهادة ببراءته، فلم يتقدم أحد.
ولقد كتب التلمود في الأصل لذم المسيح وأمه وتلامذته، والتهجم على المسيحية وإفسادها بكلام بذئ. ووصف الإنجيل بأنه (وثيقة الكذب والخداع).
وقال على مريم البتول: إنها امرأة ساقطة، ومصففة شعور النساء، وهي البغي المتجولة في الأزقة والأسواق.
[اليهود تاريخ وعقيدة: صـ 151، بتصرف].
برأها الله مما يقولون وصدق الله العظيم إذ أخبر عنهم {وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما} [سورة النساء: 156].
ومن أقوال التلمود في حق المسيح- عليه السلام- وبرأه الله من مزاعم اليهود:
إن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين القار والنار، وإن أمه (مريم) أتت به من العسكري (باندارا) عن طريق الخطيئة، وإن الكنائس النصرانية هي بمقام القاذورات، وإن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة، وإن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها، وإن العهد مع المسيحي لا يكون عهدا صحيحا يلتزم اليهودي القيام به، وإن من الواجب أن يلعن اليهودي ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة لبني إسرائيل.
[اليهودية، د/ أحمد شلبي، صـ 279].
وكثير من فقرات التلمود تبحث في مولد يسوع المسيح وحياته وموته وتعاليمه، ولكنها لا تشير إلى الاسم نفسه دائما، بل تطلق عليه أسماء متعددة مثل (ذاك الرجل) ورجل معين (وابن النجار) و (الرجل الذي شنق) إلخ.
يدعي مسيحي من يتبع تعاليم ذاك الرجل الكاذبة، الذي يعلمهم الاحتفال بالعيد الديني عند أول يوم يلي السبت. ويعلم (التلمود) أن يسوع المسيح كان ابنا غير شرعي، حملته أمه خلال فترة الحيض، وكانت تقمصه روح (ايسو) وأنه مجنون، مشعوذ، ومضلل، صلب، ثم دفن في جهنم، فنصبه أتباعه منذ ذلك الحين وثنا لهم يعبدونه. ويدعوه البعض مجنونا ومخبولا، واتهمه بأنه ساحر مشعوذ، وثني، معبود كإله بعد ما قتله أتباعه، وأن تعاليم المسيح كذب وهرطقة، وتعاليم مستحيلة الإدراك.
[فضح التلمود، صـ 55- 74].
ب- تعاليمه عن المسيحيين:
يدعي المسيحيون في لغة التلمود باسم (نوتسريم) أي ناصريون، نسبة إلى يسوع الناصري من مدينة الناصرة في فلسطين، غير أن المسيحيين يدعون كذلك بأسماء أخرى، يستعملها التلمود للدلالة على غير اليهود.
وعن ديانتهم يقول:... ديانة غريبة وثنية، ومع أن تعاليمهم متنوعة فكلهم عبدة أوثان، ويأكلون لحم الخنزير، أغوياء، غرباء، بلهاء، لحم ودم، وإن الرجال غير الروحيين الذين كتب عليهم الهلاك في قرار الجحيم، لن يتمكنوا من إقامة صلة حميمة مع الله، عصاة لا يطيعون الله، أسوأ نوع من الناس، القتلة الفاسقون، الحيوانات القذرة كالغائط بل أنهم لا يستحقون أن يسموا بشرا... فهم بهائم بأشكال آدمية، بل إنهم أهل لتسميتهم ببهائم، بقر، حمير، خنازير، كلاب،.. لا بل إنهم أسوأ من الكلاب، يتناسلون بطريقة أردأ من البهائم، أصلهم شيطاني بهيمي، أرواحهم تولد من الشيطان، وإلى الشيطان تعود في الجحيم بعد الممات، وأنه لا تختلف جثة مسيحي ميت عن حيوان، الزناة النجسون الذين يشبهون الروث، وليسوا كالبشر.
[فضح التلمود، صـ 77- 98].
بمثل هذه الكلمات الوقحة، والألفاظ النابية يتكلم التلمود عن المسيحيين، وبهذه الركاكة التي لم نتصرف فيها كثيرا لتصل إلى القارئ كما هي.!!
جـ حول طقوس المسيحية وعبادتها:
بما أن اليهود ينظرون إلى المسيحيين باعتبارهم وثنيين، فمن الطبيعي أن تكون جميع أشكال عبادتهم- في نظر اليهود- وثنية أيضا، فكهنتهم يدعون كهنة بعل، كنائسهم تدعي بيوت الكذب، والوثنية، ويعتبر كل ما تضمه هذه الكنائس أيضا من كئوس القربان، وتماثيل وكتب إنما وجدت لتكون طعاما للأوثان، صلاتهم الخصوصية والعامة معا هي صلوات أثيمة وعدوانية بالنسبة للرب، بينما تدعي أعيادهم الدينية بأيام الشيطان.
[فضح التلمود، صـ 99- 106].
د- وبناء عليه يجب تجنب المسيحيين:
لأنهم لا يستحقون المشاركة في العادات اليهودية، ولذا على اليهودي أن لا يحيي مسيحيا وألا يرد عليه التحية، ولا يمثل أمام قاض مسيحي، ولا يجوز قبول مسيحي شاهدا (أمام القضاء) ولا يجوز لليهودي أن يأكل طعاما مسيحيا، وعلى اليهودي أن لا يحاكي المسيحي في أي عمل. وذلك.. لأنهم نجسون، ووثنيون، ويجب عدم التعامل مع المسيحيين وعدم استعمال أي شيء يتعلق بالديانة المسيحية، ومحرم بيع المسيحيين أي شيء يتعلق بديانتهم الوثنية، وهذا التحريم لا ينطبق على الملحدين. ويجب تجنب المسيحيين، لأنهم أشرار، لا كظئر (مرضعة) ولا كمعلم، أو طبيب، أو حلاق، أو كطبيب مولد.
[المرجع السابق، صـ 111- 114].
ويجب إفناء المسيحيين، والإضرار بهم، والامتناع عن نفعهم، وكذلك الثناء عليهم، ولا يجوز لليهودي الإشارة إلى الأشياء التي يستعملها المسيحيون في طقوسهم الوثنية، ويجب التلفظ بأوثانهم في ازدراء، ومحظور منح هبات للمسيحيين، ومحرم عليه بيع أرضه (مزرعته) من المسيحيين وتعليم التجارة لهم، ويجب الإضرار بأعمالهم، فيجب أن لا يوشى أحد إذا دفع المسيحيون أكثر مما ينبغي لليهودي، والمفقود الذي يخص المسيحيين يجب أن لا يعاد إليهم، كما يجوز الاحتيال عليهم، ويستطيع اليهودي التظاهر بالمسيحية للاحتيال على المسيحيين، كما يجوز له التعامل بالربا معهم.
[المرجع السابق، صـ 224- 233].
ويجب الإضرار بالمسيحيين في المسائل الشرعية، فيستطيع اليهودي الكذب والحلف بيمين كاذبة لإدانة مسيحي، كما يستطيع أن يحلف يمينا كاذبة بضمير صاف، ويجب الإضرار بهم على صعيد الأمور الحياتية الضرورية، فعلى اليهودي محاولة خداع المسيحيين دائما، ويجب الامتناع عن مساعدة مريض مسيحي، ويجب الامتناع عن مساعدة امرأة مسيحية عند مخاضها، ويجب الامتناع عن مساعدة مسيحي يواجه خطر الموت.
[المرجع السابق، صـ 134- 127. بتصرف].
ويجب قتل المسيحيين دون رحمة، ويحكم بالموت على اليهود الذين يتعمدون يتحولون إلى المسيحية)
ويجب قتلهم لأنهم طغاة، وقتل الأمراء أولا (حكام الفاتيكان) وأكثر ما يكره اليهود الإمارة التي عاصمتها روما (الفاتيكان).
[المرجع السابق، صـ 139- 144، بتصرف].
وأخيرا.. جميع المسيحيين- حتى أفضلهم- يجب قتلهم، واليهودي الذي يقتل مسيحيا لا يقترف إثما، بل يقدم إلى الله أضحية مقبولة، والأضحية الوحيدة الضرورية بعد هدم الهيكل هي إفناء المسيحيين، والذين يقتلون المسيحيين سيحتلون مكانا ساميا في الجنة، وعلى اليهود ألا يكفوا عن إبادة الغوييم، وأن لا يدعوهم في أمان، ولا يخضعوا لهم، وجميع اليهود مكرهون على التماسك معا لتحطيم الخونة بينهم، ولا يحول أي عيد، ولا أية مسألة مهما كانا مقدسين، دون ضرب عنق مسيحي، وليكون الهدف الوحيد من جميع النشاطات وصلوات اليهود هو تحطيم الديانة المسيحية.
وفي صلواتهم.. يتلهف اليهودي لمجيء الميسياه (مسيحهم) خصوصا في ليلة فصحهم.
[المرجع السابق، صـ 145- 149].
هذا.. ولقد قيل.. يكفي في الباطل عرضه، ليفضح أمره، فهذا حال اليهود مع إخوانهم أو أبناء عمومتهم، أصحاب الكتاب الواحد معهم، فكيف يكون حالهم مع غير هؤلاء إذن؟!!
وما عرض قليل من كثير على نحو ما يقول: (الأب برانايتس) في خاتمة كتابه (فضح التلمود) والذي نقلنا عنه هذه المقتطفات-: في هذا الكتيب استشهدت بقدر ضئيل جدا مما في الكتب التلمودية التي تشير إلى المسيحيين، وتتحدث عنهم، وقد حذفت للإيجاز، ورحمة بروحك الحساسة الكثير الذي كنت أستطيع تضمينه هذا الكتيب مع ذلك، فإن هذه النصوص المستقاة من التلمود التي يضمها هذا الكتيب ستكون كافية للبرهنة على زيف روايات اليهود، عندما يدعون أن لا شيء في التلمود يعلم بغض المسيحيين وعداوتهم.
وإذا كانت ستثيرك- عزيزي القارئ- دراسة التجديفات الرهيبة التي يشتمل عليها هذا الكتيب، فلا تنفس عن غضبك هذا بلومي، فأنا لم أقل في البداية بأني سأعرض أو سأنطلق إلى رواية أي شيء سار لطيف، لكني أردت فقط أن أضع بين يديك ما الذي يعلمه التلمود حقا عن المسيحيين، ولا أعتقد أن بإمكاني أن أفعل ذلك بطريقة ملائمة أكثر من هذه...
[فضح التلمود، نقلا عن كتاب: الفكر اليهودي، د/ سعد المرصفي، صـ 121، بتصرف، ط/ مكتبة المنار الإسلامية، الأولى، 1413هـ، 1992م].
إن التلمود هو الإنجيل اليهودي، وهو يمقت تقاليد العهد الجديد، ويحتقر المسيح، ويفخر بعملية صلبه، والتلمود يعلم الحقد على الأجناس الأخرى وازدراءهم ويوصي بألا يعاملوا برحمة، بل بالقتل إن التلمود يناقض المسيحية شكلا ومضمونا، ولا يخفى عداءه ولا يواريه، ولذلك فإنه في عام 1242م، أعلن (البابا جويجوري التاسع) اتهامات صريحة ضد التلمود يتهم اليهود فيها بالكفر، والطعن في ذات الله، وفي المسيح والمسيحية.
ثم شكل البابا لجنة لفحص الاتهام، فأقرته، وأمرت بإحراق التلمود.
وفي سنة 1247م أعيد النظر في القضية، بعد التماس قدمه اليهود، لكن الحكم صدر ضد التلمود مرة أخرى، ولقد أدين هذا التلمود في أسبانيا أيضا، سنة 1415م، وأدين كذلك في إيطاليا سنة 1559م، ولكن بالرغم من ذلك فإن تعاليم التلمود ظلت كما هي، وسيلة اليهود التي تؤدي إلى تقدمهم وانتشارهم، كما أصبحت الخطة التي ينعتها اليهود بأنها زيف، رغم القرائن الواضحة التي تبدو في الأحداث، يوما بعد يوم.. هذه الخطة أصبحت إستراتيجيتهم الجماعية في الفتح والغزو، وليس هناك إلا مخرج واحد للخروج من هذه الحرب المعلنة هو: أن ينتبه المسيحيون إلى ما يراد بهم.
[القوي الخفية لليهودية العالمية (الماسونية) تأليف: داود عبد العفو سنقرط، صـ 92، 93، بتصرف، ط/ دار الفرقان، الثانية، 1408هـ، 1987م].
ويزيد التلمود فيحدد أنواعا من الطهر لا يصل إليها اليهودي إلا باستعمال الذبائح البشرية من المسيحيين، وقضية مقتل الأب (توما) وخادمه (إبراهيم عمار) مشهورة، ففي سنة 1840م في دمشق احتال سبعة من كبار اليهود على هذا الأب وخادمه وذبحوهما بتدبير من الحاخام (موسى أبو العافية) والحاخام (موسى سلونكي) وبأمر من الحاخام يعقوب العنقابي، الذي أوحى إليهم بأنه يلزم دم بشري لعيد الفصح، ووقع الاختيار على الأب توما، لأنه يوجد في حارة اليهود أغلب الوقت، وساق القدر خادمه، يسأل عنه، فكان خيرا وبركة، من أجل الخبز (الفطير) الذي لا يعطى عادة إلا للأتقياء من اليهود، لهذا يرسل من هذا الدم إلى حاخام بغداد، ليتم الغرض الديني، وتتحقق السعادة. وكما يقال (بالهنا والشفا)!!
ولأن الدم عند اليهود محرم، حتى ولو كان دم حيوان، فقد استثنى دم الفصح ودم الطهور.
[اليهود تاريخ وعقيدة، صـ 150، 151].
وهكذا يحض التلمود أتباعه على الذبح، ذبح الأطفال خاصة، في عيد (كيبور) وذبح الشباب في عيد (البوريم) تقربا من رب الجنود (يهوه) ولصنع الخبز المقدس، الذي يتلذذ الأحبار- واضعو التلمود- بنكهته وطعمه، فبئس دين يحض على القتل، وبئست أمة تتخذ من الجريمة والرذيلة مفاخر لها!!
[جذور الفكر اليهودي، صـ 95- 96].
وقد جاء في التلمود: باب عيد الفصح (22: 49) أن أحد أحبارهم الكبار وهو (الربي اليعازار) قال لتلاميذه: إن جاء يوم عيد الغفران (يوم كيبور) في يوم سبت فإنه يباح في ذلك اليوم تهشيم رؤوس أبناء الأمم الأخرى لقتلهم، فقال التلاميذ: يا مولانا، قل بالأحرى إنه يباح ذبحهم، فقال: لا، لأن ذبحهم سيكلفنا أن يقرأ صلاة معينة.!!
والواقع أن الحديث يطول بنا لو تعقبنا التصرفات الشاذة الوحشية، والتأويلات الخرافية المتخلفة التي تضمنها التلمود.
[أبحاث في الفكر اليهودي، د/ حسن ظاظا، صـ 120، 119، بتصرف، ط/دار القلم ودار العلوم، الأولى، سنة 1408هـ/ 1987م].
لهذه العدوانية الصارخة أخفى اليهود هذا الكتاب عن بقية البشر قرونا طويلة وبخاصة عن العالم المسيحي لما فيه عن المسيح وأمه وتعاليمه.
[أبحاث في الفكر اليهودي، د/ حسن ظاظا، صـ 120، 119، بتصرف، ط/دار القلم ودار العلوم، الأولى، سنة 1408هـ/ 1987م].
كما أشرنا سابقا.
وهكذا تقوم فلسفة التلمود بالعمل على إذلال البشرية وتسخيرها لليهود، ونسف جميع المدنيات والحضارات وإزالة الأديان السماوية من على وجه الأرض، لتحل محلها الفلسفة الحاقدة على البشرية وليقوم على أنقاضها ملك إسرائيل.
[المخططات التلمودية الصهيونية، صـ 25، 26. بتصرف].
فالذي يقرأ هذا التلمود- وبخاصة من اليهود- يفهم بوضوح أنه لا بد لليهودي أن يسرق، وأن يقتل، وأن يزني، وأن يظلم، وينافق ويخون... ولا حرج عليه.
هكذا تعاليم التلمود، وهاهم اليهود، فأين التسامح المزعوم؟ والسلام الموهوم؟ وأين الحرية والإخاء والمساواة؟ ولذلك لا تتعجبوا مما يفعله اليهود مع الفلسطينيين، ولا ما فعلوه مع البلاد العربية التي اغتصبوها، ولا مع الأسري العرب، ولا ما يفعله اليهود في أي مكان نزلوا فيه أو سيطروا عليه، لأن أعمال اليهود من إرشاد التلمود، ومن هنا فلا يعجب الناس ولا يحزنون إذا شاهدوا اليهود ينهبون أموالهم، ويسرقون ديارهم ومحالهم، ويستولون على ممتلكاتهم، ويزنون ببناتهم ونسائهم، ويغتصبونهن، لأن ذلك بإرشاد التلمود، ومن أجل هذا التحريض السافر على السرقة والنهب والاغتصاب والقهر والظلم والفجور، كانت هذه الأحداث المؤلمة والمحزنة. ولا يتحلي اليهودي ولا يمكنه أن يتحلى بالأمانة أو الصدق أو العفة أو النزاهة، لذلك يتغنى اليهود بالخيانة والغش والخداع والظلم والقهر، فأين هذا التسامح المزعوم والمحبة المنشودة والعفو المرجو، والعدل المنتظر منهم؟
وهكذا كلما عرفنا ما جاء في التلمود، انكشف الستار عن اليهود.
فاليهود هم التلمود: ومن هنا كانت تعاليم (التلمود) أو في صورة لنفسية اليهود، بل هي انعكاس لدخائل أعماقهم على صفحات كتاب، كانطباع الصورة على المرآة، فهي ترجمة صريحة لهذه الشخصية الموغلة في الخبث والأحقاد، حتى ليتساءل بعض الباحثين... أيهما صنع صاحبه؟ وأيهما الأثر أو المؤثر؟!! وفصل الخطاب في الجواب: أن كلا منهما تجسيد لصاحبه في واقع الأمر (فالتلمود) هو تجسيد مكتوب لأخبث ما في النفسية اليهودية من سخائم الضلال، و (اليهودي التلمودي) هو تجسيد حي لهذه الشناعات المكتوبة والمنسوبة إلى الوحي زورا وبهتانا! وإذا كانت ضلالة (السامري) قد تغلغلت فيهم رغم وجود دوافعها وموانعها، فإن ضلالات التلمود وجدت الطريق ممهدا فتمكنت.
أولا: لأنها وضعت في عصور الشتات، والقوم سماعون للكذب، وخاصة إذا صدر من أحبار السوء.
ثانيا: لأنها جاءت بعد انقطاع النبوة من بني إسرائيل، وتحويلها عنهم لما كفروا بآخر أنبيائهم، وقالوا فيه وفي أمه بهتانا عظيما.
ثالثا: لتوافقها التام مع ظلمات النفسية اليهودية الضالة.
ومن هنا نفهم كيف امتزجت هذه التعاليم بالكيان اليهودي وسرت فيه مسري الدماء في الخلايا، ولهذا آمنت الجمهرة الكبرى من اليهود بهذه التعاليم الموغلة في الفحش، وقدستها وأطاعتها عن رضا، وفضلوها على التوراة، والتزموا بها فوق التزامهم سائر ما لديهم من وصايا وأسفار!!
ولا يزالون كذلك وإلى أن يأخذهم الله تعالى وهم أصحاب الكلمة والسلطان في اليهود جميعا، ومن يعارض التوراة منهم- على قلته- يعدونه ضالا ولا تأثير له ألبتة!
[راجع بتوسع: الكنز المرصود في قواعد التلمود، صـ 44، وما بعدها.
ومعركة الوجود بين القرآن والتلمود، ا. د/ عبد الستار فتح الله سعيد، صـ 45- 46، بتصرف، ط/ دار الطباعة والنشر، الثالثة، 1405هـ].
من هذا كله نرى بأن نظرة اليهود إلى الأمور، نظرة سيئة، مادية بحتة، لا روحانية فيها فهي بذلك دون نظرة الحيوان الأعجم، فلكل حيوان- مهما بلغ هذا الحيوان من الانحطاط والشراسة- إيجابية سلوكية، ففي الكلب وفاء، وفي الحمار صبر، وفي الجمل حلم، وفي الحصان شموخ، وفي الأسد شجاعة، وفي الذئب حمية، وفي الهر نظافة.. أما اليهودي فماذا فيه؟!!
لقد تحرز مدونو التوراة نوعا ما، حين دونوا توراتهم، فوضعوا في ثناياها بعض ما جاء على لسان الأنبياء والرسل، كما وضعوا فيها بعض ما جاء في حضارات الأمم التي عايشوها. أما مدونو التوراة فقد أرخوا العنان لأنفسهم، فشط بهم الخيال بعيدا بعيدا، وحملتهم الخرافات والسخافات والرقاعات على أجنحة من الهذيان والهذر.
والتلمود البابلي أكثر انتشارا بين اليهود وأنصارهم من التلمود الأورشليمي، لأنه أقدم في الإجرام وأعرق، وكما ظهر بين اليهود جماعات رفضت معظم أسفار التوراة، ما عدا أسفار العهد القديم، الخمسة الأولى، كالصدوقيين والسمرة، وكذلك ظهر من بينهم من رفض التوراة جملة وتفصيلا كالربانيين،- وليس الربيين- بالإضافة إلى الصدوقيين والسمرة أيضا.
[جذور الفكر اليهودي، صـ 98، 99].
كما أخرج مدونو التوراة والتلمود: الكنعانيين والفينيقيين والعموريين، متعمدين من حظيرة الشعوب السامية، وذلك لكي يدخلوا في روع الناس أنهم هم الذين عمروا فلسطين وسكنوها، وأقاموا كل ما كان فيها من مدنية وحضارة، فهي بذلك ملك خالص لهم بحق العهد الرباني، وبحق التملك الزماني!!
تماما كما أدخلوا في روع عميان الغرب أن فلسطين أرض بلا شعب أو أنها أرض بشعب متخلف جاهل، لا يستحق الحياة والعيش، في حين أنهم عدوا الحيثيين من نسل (كنعان بن حام) ساميين، مع أن الحيثيين في الأصل ليسوا من الساميين، وإنما هم من بقايا الشعوب الهندية الأوربية التي غزت المنطقة من الشمال والشرق قبل ظهور العبرانيين فيها بقرون.
إنه خلط مقصود، ومبرمج، وسخافات قد تصلح للتسلية، وأخيلة غائمة مريضة، وعلى هذا قامت إسرائيل، وبهذا يفخر شعب الله المختار!!
فلتغلق العقول إذا ما تكلمت التوراة، ولتتبلد الحواس إذا ما تكلم التلمود فملك يهوذا قادم قادم، يخطر بين أبناء شعبه على أشلاء ضحايا الأغيار.. فانتظروه كي يخلص البشرية من أوضارها، انتظروه واسجدوا له خاشعين خاضعين، فالتوراة في يمينه، والتلمود في يساره!!

وشكرا لإسرائيل، ولرب إسرائيل، إله الجنود والحرب، المتعطش لدماء الجوييم!!
[المصدر السابق، صـ 99، 100، بتصرف].