فصل: باب ما جاء في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الشمائل المحمدية (نسخة منقحة)



.باب صلاة الضحى:

280- حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: حدثنا شعبة، عن يزيد الرشك قال: سمعت معاذة، قالت: قلت لعائشة: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: «نعم، أربع ركعات ويزيد ما شاء الله عز وجل».
281- حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني حكيم بن معاوية الزيادي قال: حدثنا زياد بن عبيد الله بن الربيع الزيادي، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى ست ركعات».
282- حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ما أخبرني أحد، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ، فإنها حدثت «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبح ثماني ركعات ما رأيته صلى الله عليه وسلم صلى صلاة قط أخف منها، غير أنه كان يتم الركوع والسجود».
283- حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: «لا إلا أن يجيء من مغيبه».
284- حدثنا زياد بن أيوب البغدادي قال: حدثنا محمد بن ربيعة، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول: لا يدعها، ويدعها حتى نقول: لا يصليها».
285- حدثنا أحمد بن منيع، عن هشيم قال: حدثنا عبيدة، عن إبراهيم، عن سهم بن منجاب، عن قرثع الضبي، أو عن قزعة، عن قرثع، عن أبي أيوب الأنصاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدمن أربع ركعات عند زوال الشمس فقلت: يا رسول الله، إنك تدمن هذه الأربع ركعات عند زوال الشمس فقال: «» إن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس فلا ترتج حتى تصلى الظهر، فأحب أن يصعد لي في تلك الساعة خير «» قلت: أفي كلهن قراءة؟ قال: «» نعم «». قلت: هل فيهن تسليم فاصل؟ قال: «» لا «» أخبرني أحمد بن منيع قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا عبيدة، عن إبراهيم، عن سهم بن منجاب، عن قزعة، عن قرثع، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
286- حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال: «إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح».
287- حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف قال: حدثنا عمر بن علي المقدمي، عن مسعر بن كدام، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، أنه «كان يصلي قبل الظهر أربعا، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليها عند الزوال ويمد فيها».

.باب صلاة التطوع في البيت:

288- حدثنا عباس العنبري قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن معاوية، عن عمه عبد الله بن سعد قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في بيتي والصلاة في المسجد قال: «قد ترى ما أقرب بيتي من المسجد، فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة».

.باب ما جاء في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

289- حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة، عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: «كان يصوم حتى نقول قد صام، ويفطر حتى نقول قد أفطر». قالت: «وما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا رمضان».
290- حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس بن مالك، أنه سئل عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «كان يصوم من الشهر حتى نرى أن لا يريد أن يفطر منه، ويفطر منه حتى نرى أن لا يريد أن يصوم منه شيئا. وكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته مصليا، ولا نائما إلا رأيته نائما».
291- حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول ما يريد أن يفطر منه، ويفطر حتى نقول ما يريد أن يصوم منه، وما صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا رمضان».
292- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان» قال أبو عيسى: «هذا إسناد صحيح وهكذا قال: عن أبي سلمة، عن أم سلمة. وروى هذا الحديث غير واحد، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون أبو سلمة بن عبد الرحمن قد روى الحديث، عن عائشة وأم سلمة جميعا، عن النبي صلى الله عليه وسلم».
293- حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو سلمة، عن عائشة، قالت: «لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر أكثر من صيامه لله في شعبان، كان يصوم شعبان إلا قليلا بل كان يصومه كله».
294- حدثنا القاسم بن دينار الكوفي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، وطلق بن غنام، عن شيبان، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام وقلما كان يفطر يوم الجمعة».
295- حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن ربيعة الجرشي، عن عائشة، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس».
296- حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو عاصم، عن محمد بن رفاعة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم».
297- حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أحمد، ومعاوية بن هشام، قالا: حدثنا سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن عائشة، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس».
298- حدثنا أبو مصعب المديني، عن مالك بن أنس، عن أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر أكثر من صيامه في شعبان».
299- حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، عن يزيد الرشك قال: سمعت معاذة، قالت: قلت لعائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟ قالت: «نعم». قلت: من أيه كان يصوم؟ قالت: «كان لا يبالي من أيه صام» قال أبو عيسى: «يزيد الرشك هو يزيد الضبعي البصري وهو ثقة روى عنه شعبة، وعبد الوارث بن سعيد، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن إبراهيم، وغير واحد من الأئمة، وهو يزيد القاسم ويقال: القسام، والرشك بلغة أهل البصرة هو القسام».
300- حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «كان عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما افترض رمضان كان رمضان هو الفريضة وترك عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه».
301- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: سألت عائشة، أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص من الأيام شيئا؟ قالت: «كان عمله ديمة، وأيكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق».
302- حدثنا هارون بن إسحاق قال: حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة فقال: «من هذه؟» قلت: فلانة لا تنام الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم من الأعمال ما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا»، وكان أحب ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه.
303- حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: سألت عائشة، وأم سلمة، أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالتا: «ما ديم عليه وإن قل».
304- حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس، أنه سمع عاصم بن حميد قال: سمعت عوف بن مالك يقول: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فاستاك ثم توضأ ثم قام يصلي، فقمت معه فبدأ فاستفتح البقرة فلا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم ركع فمكث راكعا بقدر قيامه، ويقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة»، ثم سجد بقدر ركوعه، ويقول في سجوده: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة» ثم قرأ آل عمران ثم سورة سورة يفعل مثل ذلك.

.باب ما جاء في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

305- حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة، عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي تنعت «قراءة مفسرة حرفا حرفا».
306- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدثنا أبي، عن قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك: كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «مدا».
307- حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته يقول: {الحمد لله رب العالمين} ثم يقف، ثم يقول: {الرحمن الرحيم} ثم يقف، وكان يقرأ {ملك يوم الدين}.
308- حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة، عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم أكان يسر بالقراءة أم يجهر؟ قالت: «كل ذلك قد كان يفعل قد كان ربما أسر وربما جهر». فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.
309- حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا مسعر، عن أبي العلاء العبدي، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانئ، قالت: «كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنا على عريشي».
310- حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته يوم الفتح وهو يقرأ: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}». قال: «فقرأ ورجع» قال: وقال معاوية بن قرة: «لولا أن يجتمع الناس علي لأخذت لكم في ذلك الصوت» أو قال: «اللحن».
311- حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا نوح بن قيس الحداني، عن حسام بن مصك، عن قتادة قال: «ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه، حسن الصوت، وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم حسن الوجه، حسن الصوت، وكان لا يرجع».
312- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: «كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ربما يسمعها من في الحجرة وهو في البيت».

.باب ما جاء في بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:

313- حدثنا سويد بن نصر قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن مطرف وهو ابن عبد الله بن الشخير، عن أبيه قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء».
314- حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا معاوية بن هشام قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي» فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، فقرأت سورة النساء، حتى بلغت {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: فرأيت عيني رسول الله تهملان.
315- حدثنا قتيبة قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، حتى لم يكد يركع ثم ركع، فلم يكد يرفع رأسه، ثم رفع رأسه، فلم يكد أن يسجد، ثم سجد فلم يكد أن يرفع رأسه، ثم رفع رأسه، فلم يكد أن يسجد، ثم سجد فلم يكد أن يرفع رأسه، فجعل ينفخ ويبكي، ويقول: «رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم؟ رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون؟ ونحن نستغفرك». فلما صلى ركعتين انجلت الشمس، فقام فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله تعالى».
316- حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة له تقضي فاحتضنها فوضعها بين يديه فماتت وهي بين يديه وصاحت أم أيمن فقال- يعني صلى الله عليه وسلم-: «أتبكين عند رسول الله؟» فقالت: ألست أراك تبكي؟ قال: «إني لست أبكي، إنما هي رحمة، إن المؤمن بكل خير على كل حال، إن نفسه تنزع من بين جنبيه، وهو يحمد الله عز وجل».
317- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي» أو قال: «عيناه تهراقان».
318- حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا أبو عامر قال: حدثنا فليح وهو ابن سليمان، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك قال: شهدنا ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله جالس على القبر فرأيت عيينه تدمعان، فقال: «أفيكم رجل لم يقارف الليلة؟» قال أبو طلحة: أنا قال: «انزل» فنزل في قبرها.

.باب ما جاء في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم:

319- حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: «إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه من أدم حشوه ليف».
320- حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري قال: حدثنا عبد الله بن ميمون قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: سئلت عائشة، ما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك؟ قالت: «من أدم حشوه من ليف».
321- وسئلت حفصة، ما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك؟ قالت: مسحا نثنيه ثنيتين فينام عليه، فلما كان ذات ليلة قلت: لو ثنيته أربع ثنيات لكان أوطأ له فثنيناه له بأربع ثنيات، فلما أصبح قال: «ما فرشتم لي الليلة» قالت: قلنا: هو فراشك إلا أنا ثنيناه بأربع ثنيات، قلنا: هو أوطأ لك قال: «ردوه لحالته الأولى، فإنه منعتني وطاءته صلاتي الليلة».

.باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم:

322- حدثنا أحمد بن منيع، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وغير واحد قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله».
323- حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن حميد، عن أنس بن مالك، أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: إن لي إليك حاجة، فقال: «اجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك».
324- حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا علي بن مسهر، عن مسلم الأعور، عن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشهد الجنائز، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف وعليه إكاف من ليف».
325- حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أنس بن مالك قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب. ولقد كان له درع عند يهودي فما وجد ما يفكها حتى مات».
326- حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد بن أبان، عن أنس بن مالك قال: حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رحل رث وعليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم فقال: «اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة».
327- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس بن مالك قال: «لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم» قال: «وكانوا إذا رأوه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهته لذلك».
328- حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي قال: أنبأنا رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله، عن ابن لأبي هالة، عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة، وكان وصافا عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا، فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر» فذكر الحديث بطوله قال الحسن: «فكتمتها الحسين زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه. فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباها عن مدخله ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا».
329- قال الحسين: فسألت أبي، عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان «إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء، جزءا لله، وجزءا لأهله، وجزءا لنفسه، ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس، فيرد ذلك بالخاصة على العامة، ولا يدخر عنهم شيئا، وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يصلحهم والأمة من مساءلتهم عنه وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول:» ليبلغ الشاهد منكم الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة «، لا يذكر عنده إلا ذلك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون روادا ولا يفترقون إلا عن ذواق، ويخرجون أدلة يعني على الخير».
330- قال: فسألته عن مخرجه كيف يصنع فيه؟ قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرن لسانه إلا فيما يعنيه، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره وخلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه. الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة».
331- قال: فسألته عن مجلسه، فقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه أو فاوضه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس علم وحلم وحياء وأمانة وصبر، لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم، ولا تثنى فلتاته متعادلين، بل كانوا يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب».
332- حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال: حدثنا بشر بن المفضل قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أهدي إلي كراع لقبلت، ولو دعيت عليه لأجبت».
333- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: «جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس براكب بغل ولا برذون».
334- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو نعيم قال: أنبأنا يحيى بن أبي الهيثم العطار قال: سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام قال: «سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف وأقعدني في حجره ومسح على رأسي».
335- حدثنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: حدثنا الربيع وهو ابن صبيح قال: حدثنا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج على رحل رث وقطيفة، كنا نرى ثمنها أربعة دراهم، فلما استوت به راحلته قال: «لبيك بحجة لا سمعة فيها ولا رياء».
336- حدثنا إسحاق بن منصور قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، عن ثابت البناني، وعاصم الأحول، عن أنس بن مالك، أن رجلا خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرب منه ثريدا عليه دباء قال: «فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الدباء وكان يحب الدباء» قال ثابت: فسمعت أنسا يقول: «فما صنع لي طعام أقدر على أن يصنع فيه دباء إلا صنع».
337- حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، قالت: قيل لعائشة: ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت: «كان بشرا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه».