فصل: كِتَابُ التَّفْسِيرِ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السنن الكبرى ***


السنن الكبرى للنسائي

الجزء الخامس

311- مَا يَقُولُ عِنْدَ الْمَوْتِ‏.‏

10866- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُو يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ‏.‏

10867- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي وَكِيعٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَمُوتُ حَتَّى يُخَيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَأَخَذْتُهُ بُحَّةٌ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ ‏{‏مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا‏}‏ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ‏.‏

10868- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ عِنْدَ وَفَاتِهِ‏:‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى‏.‏

10869- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاجْعَلْنِي فِي الرَّفِيقِ‏.‏

10870- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ أُغْمِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي حَجْرِي، فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ وَأَدْعُو لَهُ بِالشِّفَاءِ، فَأَفَاقَ فَقَالَ‏:‏ بَلْ أَسْأَلُ اللَّهَ الرَّفِيقَ الأَعْلَى، الأَسْعَدَ مَعَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ‏.‏

10871- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى خَتٌّ الْبَلْخِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ‏:‏ مَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا أَوْ أَغْبَرَ رَثًّا مُنْذُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَلَّكَ إِنَّمَا بِكَ يَا طَلْحَةُ إِمَارَةُ ابْنِ عَمِّكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَعَاذَ اللهِ إِنِّي لأَجْدَرُكُمْ أَنْ لاَ أَفْعَلَ ذَلِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا رَجُلٌ يَحْضُرُهُ الْمَوْتُ إِلاَّ وَجَدَ رُوحَهُ لَهَا رَوْحًا حِينَ تَخْرُجُ مِنْ جَسَدِهِ، وَكَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَمْ أَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا، وَلَمْ يُخْبِرْنِي بِهَا، فَذَاكَ الَّذِي دَخَلَنِي، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ فَأَنَا أَعْلَمُهَا، قَالَ‏:‏ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، فَمَا هِيَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هِيَ الَّتِي قَالَهَا لِعَمِّهِ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ طَلْحَةُ‏:‏ صَدَقْتَ‏.‏

10872- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنٍ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ حَزِينًا، فَقَالَ‏:‏ مَا لَكَ يَا فُلاَنُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً، لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ، إِلاَّ نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كَرْبَهُ، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا إِلاَّ الْقُدْرَةُ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لأَعْلَمُهَا، هَلْ تَعْلَمُ مِنْ كَلِمَةٍ هِيَ أَعْظَمُ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ‏:‏ هِيَ وَاللَّهِ هِيَ‏.‏

10873- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ، رَآهُ كَئِيبًا فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبًا، لَعَلَّهُ سَاءَكَ أَمْرُ ابْنِ عَمِّكَ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ،‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَأَثْنَى عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَكِنْ كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهَا إِلاَّ الْقُدْرَةُ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ، قَالَ عُمَرُ‏:‏ إِنِّي لأَعْرِفُهَا، قَالَ طَلْحَةُ‏:‏ وَمَا هِيَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَلْ تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ عَرَضَهَا عَلَى عَمِّهِ عِنْدَ الْمَوْتِ‏؟‏ قَالَ طَلْحَةُ‏:‏ هِيَ هِيَ‏.‏

10874- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّهِ سُعْدَى، قَالَتْ‏:‏ مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ مَا لِكَ مُكْتَئِبًا، أَسَاءَكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ كَانَتْ نُورًا لِصَحِيفَتِهِ، وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانَ لَهَا رَوْحًا فَقُبِضَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ، قَالَ‏:‏ أَنَا أَعْلَمُهَا هِيَ الَّتِي أَرَادَ عَلَيْهَا عَمَّهُ، وَلَوْ عَلِمَ شَيْئًا أَنْجَى مِنْهَا لأَمَرَهُ‏.‏

10875- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ فَرَآهُ كَئِيبًا، نَحْوَهُ‏.‏

10876- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ إِنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ أُصِيبَ بَصَرُهُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ فِي مَسْجِدِكَ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي فِي مَسْجِدِي فَآتَمُّ بِصَلاَتِكَ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا مَالِكَ بْنَ الدُّخْشُمِ قَالُوا‏:‏ ذَلِكَ كَهْفُ الْمُنَافِقِينَ، أَوْ قَالَ‏:‏ أَهْلُ النِّفَاقِ، وَمَلْجَؤُهُمُ الَّذِي يَلْجَؤُونَ إِلَيْهِ وَمَعْقِلُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، وَلاَ خَيْرَ فِي شَهَادَتِهِ، قَالَ‏:‏ لاَ يَشْهَدُهَا عَبْدٌ صَادِقًا مِنْ قِبَلِ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ إِلاَّ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ‏.‏

10877- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ ذَكَرَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالِكَ بْنَ الدُّخْشُمِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَعُوا فِيهِ وَشَتَمُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ دَعُوا لِي أَصْحَابِي فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ كَهْفُ الْمُنَافِقِينَ وَمَلْجَؤُهُمُ الَّذِي يَلْجَؤُونَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، وَلاَ خَيْرَ فِي شَهَادَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَشْهَدُ بِهَا عَبْدٌ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ، ثُمَّ يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ‏.‏

10878- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّهُ عَمِيَ فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ تَعَالَ فَخُطَّ لِي مَسْجِدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ قَوْمُهُ وَتَغَيَّبَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ وَإِنَّهُ، يَقَعُونَ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ‏:‏ أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ إِنَّمَا يَقُولُهَا مُتَعَوِّذًا، قَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ صَادِقًا إِلاَّ حُرِّمَتْ عَلَيْهِ النَّارُ‏.‏

10879- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ فَيَدْخُلُ النَّارَ أَوْ قَالَ‏:‏ تَطْعَمُهُ النَّارُ قَالَ أَنَسٌ‏:‏ فَأَعْجَبَنِي هَذَا الْحَدِيثُ فَقُلْتُ لاِبْنِي‏:‏ اكْتُبْهُ فَكَتَبَهُ‏.‏

10880- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ، فَلَقِيتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ فَحَدَّثَنِي بِهِ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لَيْسَ أَحَدٌ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَتَأْكُلُهُ النَّارُ، أَوْ فَتُطْعَمُهُ النَّارُ قَالَ أَنَسٌ‏:‏ فَأَعْجَبَنِي هَذَا الْحَدِيثُ فَقُلْتُ لاِبْنِي‏:‏ اكْتُبْهُ فَكَتَبَهُ‏.‏

10881- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، زَعَمَ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ، يَقُولُ‏:‏ كُنْتُ أُصَلِّي لِقَوْمِي بَنِي سَالِمٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ إِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَإِنَّ السُّيُولَ تَحُولَ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي، فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَفْعَلً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ بَعْدَ مَا اشْتَدَّ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ‏:‏ أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ‏؟‏ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَفَنَا خَلْفَهُ، ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنَا حِينَ يُسَلِّمُ، فَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ صُنِعَ لَهُ، فَسَمِعَ بِهِ أَهْلُ الدَّارِ، فَثَابُوا حَتَّى امْتَلأَ الْبَيْتُ‏.‏

فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ‏؟‏ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا‏:‏ ذَاكَ رَجُلٌ مُنَافِقٌ، لاَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَلاَ تَقُولُونَهُ يَقُولُ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَمَّا نَحْنُ فَنُرَى وَجْهَهُ وَحَدِيثَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا‏:‏ أَلاَ تَقُولُونَهُ يَقُولُ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، أَرَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ‏.‏

قَالَ مَحْمُودٌ‏:‏ فَحَدَّثْتُ قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ وَقَالَ‏:‏ مَا أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا قُلْتَ قَطُّ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي حَتَّى أَقْفُلَ مِنْ غَزْوَتِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهَا عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ إِنْ وَجَدْتُهُ حَيًّا، فَأَهْلَلْتُ مِنْ إِيلِيَاءَ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ حَتَّى قَدِمُتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بَنِي سَالِمٍ فَإِذَا عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ وَهُوَ إِمَامُ قَوْمِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلاَتِهِ جِئْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرْتُهُ مَنْ أَنَا، فَحَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَنِي بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ‏.‏

10882- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ وَهُوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ وَهُوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ عَنْ حَدِيثِ، مَحْمُودٍ فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ‏.‏

10883- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي‏:‏ بَشِّرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، فَلَهُ الْجَنَّةُ‏.‏

10884- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ‏:‏ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَنْ دَخَلَ الْقَبْرَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، خَلَّصَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ‏.‏

10885- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ، حَدَّثَهٌ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ بَشِّرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ‏.‏

10886- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ‏:‏ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

10887- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ خَالِدًا، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

خَالَفَهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حُمْرَانَ‏.‏

10888- أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَارُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُمْرَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بَيَانَ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ حُمْرَانَ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ عُثْمَانَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ مَاتَ وَهُو يَعْلَمُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏:‏ حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُمْرَانَ خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ حَدِيثُ غُنْدَرٍ‏.‏

ذِكْرُ اخْتِلاَفِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرِ أَبِي ذَرٍّ فِي ذَلِكَ‏.‏

10889- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ زَنَى‏.‏

10890- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا السَّهْمِيُّ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ مَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ تَنَحَّى فَلَبِثَ طَوِيلاً، ثُمَّ أَتَانَا فَقَالَ‏:‏ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَنَّ لَهُ الْجَنَّةُ، قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

ذِكْرُ الاِخْتِلاَفِ عَلَى زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ فِي ذَلِكَ‏.‏

10891- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَا سُلَيْمَانَ الْجُهَنِيَّ، حَدَّثَهُ‏:‏ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي الْمَلَكُ أَنَّهَ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةُ، فَمَا زِلْتُ أَقُولُ‏:‏ وَإِنْ حَتَّى قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ قَالَ‏:‏ نَعَمْ مُخْتَصَرٌ‏.‏

10892- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ بَشَّرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ لَهُ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏.‏

10893- أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ بَشَّرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏.‏

10894- أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا ابْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، قَالُوا‏:‏ سَمِعْنَا زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏.‏

10895- أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، وَبِلاَلٍ، قَالُوا‏:‏ سَمِعْنَا زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، خَبِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ، قِيلَ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏.‏

10896- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ، قَالَ‏:‏ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ يَعْنِي قَالَ‏:‏ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا فَلَهُ الْجَنَّةُ، قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، يَقُولُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ،‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

خَالَفَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ‏.‏

10897- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ‏.‏

قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَمْ أَفْهَمْهُ كَمَا أَرَدْتُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ‏.‏

تَابَعَهُ عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ‏.‏

10898- أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ قُلْتُ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، يَا رَسُولَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ‏.‏

ذِكْرُ اخْتِلاَفِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرِ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي ذَلِكَ‏.‏

10899- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، اذْهَبْ فَنَادِ‏:‏ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ‏:‏ وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ‏.‏

10900- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ بِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ أَقَامَ الصَّلاَةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَمَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، هَاجَرَ أَوْ مَاتَ فِي مَوْلِدِهِ‏.‏

ذِكْرُ اخْتِلاَفِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرِ عُبَادَةَ فِي ذَلِكَ‏.‏

10901- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ‏.‏

10902- أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عِيسَى بْنُ مُوسَى وَغَيْرُهُ، قَالُوا‏:‏ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ الْمَذْحِجِيَّ، حَدَّثَهُ‏:‏ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ‏.‏

10903- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ‏.‏

10904- أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ‏.‏

312- ثَوَابُ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَذِكْرُ اخْتِلاَفِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فِيهِ‏.‏

10905- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ، جَارَنَا، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ‏:‏ اعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

10906- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا النَّضْرُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ‏:‏ اعْلَمْ أَنَّ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

10907- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، مُوقِنًا مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَالَ شُعْبَةُ‏:‏ لَمْ أَسْأَلْ قَتَادَةَ‏:‏ سَمِعْتَهُ مِنْ أَنَسٍ‏؟‏

10908- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَنَسٌ، قَالَ‏:‏ وَذَكَرَ لَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ‏:‏ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَلَهُ الْجَنَّةُ قَالَ‏:‏ أَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ يَتَّكِلُونَ‏.‏

10909- أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ كَاهِلٍ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَجَلَسْتُ إِلَى شَيْخٍ فَقَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ‏:‏ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ، تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبِ صِدْقٍ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا قُلْتُ‏:‏ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ‏؟‏ فَكَأَنَّ الْقَوْمَ عَنَّفُونِي، قَالَ‏:‏ لاَ تُعَنِّفُوهُ، أَنَا سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ لِبَعْضِهِمْ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ‏.‏

10910- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ الْكَاهِنِ وَكَانَ أَبُوهُ كَاهِنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي هِصَّانُ بْنُ الْكَاهِنِ الْعَدَوِيُّ، قَالَ‏:‏ جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ وَلاَ أَعْرِفُهُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَا عَلَى الأَرْضِ نَفْسٌ تَمُوتُ لاَ تُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، يَرْجِعُ ذَاكُمْ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ، إِلاَّ غُفِرَ لَهَا قُلْتُ‏:‏ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُعَاذٍ‏؟‏ فَعَنَّفَنِي الْقَوْمُ، فَقَالَ‏:‏ دَعُوهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يُسِئِ الْقَوْلَ، نَعَمْ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ مُعَاذٍ، زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

10911- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ الْكَاهِنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ‏.‏

ذِكْرُ حَدِيثِ أَبِي عَمْرَةَ فِيهِ‏.‏

10912- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ، فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ وَقَالُوا‏:‏ يُبَلِّغُنَا اللَّهُ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ هَمَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِنَا إِذَا نَحْنُ لَقِينَا الْعَدُوَّ جِيَاعًا رِجَالاً، وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ فَتجْمَعَهَا فَتُجْمِلَهَا، ثُمَّ تَدْعُو اللَّهَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجِيئُونَ، يَعْنِي بِالْحَثْيَةِ مِنَ الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ، وَكَانَ أَعْلاَهُمْ مَنْ جَاءَ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ فَجَمَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ فَدَعَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ، ثُمَّ دَعَا الْجَيْشَ بِأَوْعِيَتِهِمْ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْتَثُوا، فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلاَّ مَلَؤُوهُ وَبَقِيَ مِثْلُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، لاَ يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ يُؤْمِنُ بِهِمَا إِلاَّ حَجَبَ عَنْهُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏

313- ذِكْرُ خَبَرِ أَبِي سَعِيدٍ فِي فَضْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏.‏

10913- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ فِي حَدِيثِهِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ قَالَ مُوسَى‏:‏ يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ بِهِ وَأَدْعُوكَ بِهِ، قَالَ‏:‏ يَا مُوسَى لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ مُوسَى‏:‏ يَا رَبِّ، كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا، قَالَ‏:‏ قُلْ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئًا تَخُصُّنِي بِهِ، قَالَ‏:‏ يَا مُوسَى لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كَفَّةٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كَفَّةٍ مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ‏.‏

بسم الله الرحمن الرحيم

كِتَابُ التَّفْسِيرِ

فَاتِحَةُ الْكِتَابِ

سَمِعْتُ عَنِ الشَّيْخِ الْفَقِيهِ الْمُشَاوَرِ الْمُحَدِّثِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَسْجِدِهِ بِحَاضِرَةِ قُرْطُبَةَ حَرَسَهَا اللَّهُ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَخَمْسَمِائَةٍ، قَالَ‏:‏ قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ الْفَقِيهِ أَبِي الْقَاسِمِ حَاتِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَابُلْسِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْقَابِسِيُّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَنَانِيُّ، قَالَ لِي ابْنُ عَتَّابٍ،‏:‏ وَأَجَازَ لِي الْفَقِيهُ الْحَافِظُ أَبُو عُمَرَ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ النَّمَرِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَذَّاءِ التَّمِيمِيُّ، قَالاَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاضِي الإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فِيَرَةَ الصَّدَفِيُّ الْحَافِظُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِجَازَةً، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَبَّالُ، رَحِمَهُ اللَّهُ إِجَازَةً، يَلْفُظُ لِي بِهَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِصْرَ، إِذْ كَانَ قَدِ امْتَنَعَ مِنْ كِتَابَةِ إِجَازَةٍ، وَنَقَلْتُ هَذَا الْكِتَابَ مِنْ كِتَابٍ قُرِئَ عَلَيْهِ وَأُرِيتُ عَلَيْهِ خَطَّهُ، أَخْبَرَ بِهِ عَنْ شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَرْزُوقٍ الأَنْمَاطِيُّ، قَرَأَهُ عَلَيْهِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكِنَانِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ مِنْهُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سِنَانِ بْنِ بَحْرٍ النَّسَائِيُّ، قَالَ‏:‏

سورة الْفَاتِحَةِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

10914- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُصَلِّي فَدَعَاهُ قَالَ‏:‏ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، قَالَ‏:‏ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ‏:‏ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ‏}‏ أَلاَ أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَذَهَبَ لِيُخْرِجَ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْلَكَ، قَالَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِيَ وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ‏.‏

10915- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ مَالِكٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ مِنْهُ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَالِكٌ وَاللَّفْظُ لَهُ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كُلُّ صَلاَةٍ لَمْ يُقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ هِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَامٍ قُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الإِمَامِ‏؟‏ فَغَمَزَ ذِرَاعِي وَقَالَ‏:‏ اقْرَأْ بِهَا يَا فَارِسِيُّ فِي نَفْسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اقْرَؤُوا يَقُولُ الْعَبْدُ‏:‏ ‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ حَمِدَنِي عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ‏:‏ ‏{‏الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}‏ يَقُولُ اللَّهُ‏:‏ أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ‏:‏ ‏{‏مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏}‏ يَقُولُ اللَّهُ‏:‏ مَجَّدَنِي عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ‏:‏ ‏{‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏}‏، فَهَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقُولُ الْعَبْدُ‏:‏ ‏{‏اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ‏}‏، فَهَؤُلاَءِ لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ‏.‏

1- قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ ‏{‏غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ‏}‏‏.‏

10916- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ إِذَا قَالَ الإِمَامُ‏:‏ ‏{‏غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ‏}‏ فَقُولُوا‏:‏ آمِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ‏.‏

سورة الْبَقَرَةِ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

1- قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا‏}‏‏.‏

10917- أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ‏:‏ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا‏؟‏ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ‏:‏ يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ حَتَّى تُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا وَسَاقَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ بِطُولِهِ‏.‏

2- قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ ‏{‏اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا‏}‏‏.‏

10918- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى‏:‏ يَا آدَمُ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ نَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، ثُمَّ قَالَ لَكَ‏:‏ كُنْ فَكُنْتَ، ثُمَّ أَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ ‏{‏اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ‏}‏ فَنَهَاكَ عَنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ فَعَصَيْتَ رَبَّكَ، فَقَالَ آدَمُ‏:‏ يَا مُوسَى، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَ هَذَا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي‏؟‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لَقَدْ حَجَّ آدَمُ مُوسَى، لَقَدْ حَجَّ آدَمُ مُوسَى، لَقَدْ حَجَّ آدَمُ مُوسَى‏.‏

10919- أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ لَقِيَ آدَمُ مُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى‏:‏ أَنْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِنَا الْفِعْلَ، كُنْتَ فِي الْجَنَّةِ، فَأَهْبَطْتَنَا إِلَى الأَرْضِ‏؟‏ فَقَالَ لَهُ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ أَنْتَ مُوسَى الَّذِي آتَاكَ اللَّهُ التَّوْرَاةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فِي كَمْ تَجِدُ التَّوْرَاةَ كُتِبَتْ قَبْلَ خَلْقِي‏؟‏ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ آدَمُ‏:‏ فَلَمْ تَجِدْ فِيهَا خَطِيئَتِي‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، قَالَ‏:‏ فَتَلُومُنِي فِي شَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ خَلْقِي‏؟‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى‏.‏

3- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏‏.‏

10920- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ‏:‏ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ، قُلْتُ‏:‏، ثُمَّ أَيُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏، ثُمَّ تَقْتُلُ وَلَدَكَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ‏:‏، ثُمَّ أَيُّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ‏.‏

4- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى‏}‏‏.‏

10921- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالاَ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ قَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ‏:‏ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ‏.‏

5- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا‏}‏‏.‏

10922- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ‏:‏ ‏{‏ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ‏}‏ فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَبَدَّلُوا فَقَالُوا‏:‏ حِنْطَةٌ حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ‏.‏

6- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَقُولُوا حِطَّةٌ‏}‏‏.‏

10923- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏حِطَّةٌ‏}‏ قَالَ‏:‏ بَدَّلُوا فَقَالُوا‏:‏ حَبَّةٌ‏.‏

7- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ‏}‏‏.‏

10924- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ‏:‏ ‏{‏لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ‏}‏ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ‏.‏

8- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ‏}‏‏.‏

10925- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، إِنَّ شَاءَ اللَّهُ قَالَ‏:‏ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْدَمَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ‏:‏ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبِيٌّ‏:‏ مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَأَوَّلُ مَا يَأْكُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْوَلَدُ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ آنِفًا قَالَ عَبْدُ اللهِ‏:‏ ذَلِكَ رَذْلَةٌ عَدُوٌّ لِلْيَهُودِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، قَالَ‏:‏ أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ نَزَعَهُ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْ قَالَ‏:‏ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ، وَإِنْ عَلِمُوا بِإِسْلاَمِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ عَنِّي بَهَتُونِي عِنْدَكَ، فَجَاءَتِ الْيَهُودُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا، قَالَ‏:‏ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ‏:‏ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالُوا‏:‏ شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَانْتَقَصُوهُ، قَالَ‏:‏ هَذَا مَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللهِ‏.‏

9- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ‏}‏‏.‏

10926- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ الَّذِي أَصَابَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ يُقَالُ لَهَا جَرَادَةُ، وَكَانَتْ أَحَبَّ نِسَائِهِ إِلَيْهِ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ نِسَاءَهُ أَوْ يَدْخُلَ الْخَلاَءَ أَعْطَاهَا الْخَاتَمَ، فَجَاءَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْجَرَادَةِ يُخَاصِمُونَ قَوْمًا إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَكَانَ هَوَى سُلَيْمَانَ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ لأَهْلِ الْجَرَادَةِ فَيَقْضِيَ لَهُمْ، فَعُوقِبَ حِينَ لَمْ يَكُنْ هَوَاهُ فِيهِمْ وَاحِدًا، فَجَاءَ حِينَ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُ فَأَعْطَاهَا الْخَاتَمَ وَدَخَلَ الْخَلاَءَ، وَمَثَّلَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ هَاتِي خَاتَمِي، فَأَعْطَتْهُ خَاتَمَهُ فَلَبِسَهُ، فَلَمَّا لَبِسَهُ دَانَتْ لَهُ الشَّيَاطِينُ وَالإِنْسُ وَالْجِنُّ وَكُلُّ شَيْءٍ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَهَا سُلَيْمَانُ، قَالَ‏:‏ هَاتِي خَاتَمِي، قَالَتْ‏:‏ اخْرُجْ لَسْتَ بِسُلَيْمَانَ، قَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ إِنَّ ذَاكَ مِنْ أَمْرِ اللهِ، أُبْتَلَى بِهِ، فَخَرَجَ فَجَعَلَ إِذَا قَالَ‏:‏ أَنَا سُلَيْمَانُ رَجَمُوهُ حَتَّى يُدْمُونَ عَقِبَهُ، فَخَرَجَ يَحْمِلُ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَمَكَثَ هَذَا الشَّيْطَانُ فِيهِمْ مُقِيمًا يَنْكِحُ نِسَاءَهُ، وَيَقْضِي بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرُدَّ عَلَى سُلَيْمَانَ مُلْكَهُ انْطَلَقَتِ الشَّيَاطِينُ وَكَتَبُوا كُتُبًا فِيهَا سِحْرٌ، وَفِيهَا كُفْرٌ، فَدَفَنُوهَا تَحْتَ كُرْسِيِّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، ثُمَّ أَثَارُوهَا وَقَالُوا‏:‏ هَذَا كَانَ يَفْتِنُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ، قَالَ‏:‏ فَأَكْفَرَ النَّاسُ سُلَيْمَانَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ‏{‏وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا‏}‏ يَقُولُ الَّذِي صَنَعُوا

فَخَرَجَ سُلَيْمَانُ يَحْمِلُ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، قَالَ‏:‏ وَلَمَّا أَنْكَرَ النَّاسُ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَى سُلَيْمَانَ مُلْكَهُ أَنْكَرُوا، انْطَلَقَتِ الشَّيَاطِينُ جَاؤُوا إِلَى نِسَائِهِ فَسَأَلُوهُنَّ فَقُلْنَ‏:‏ إِنَّهُ لَيَأْتِينَا وَنَحْنُ حُيَّضٌ، وَمَا كَانَ يَأْتِينَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا رَأَى الشَّيْطَانُ أَنَّهُ حَضَرَ هَلاَكُهُ هَرَبَ وَأَرْسَلَ بِهِ فَأَلْقَاهُ فِي الْبَحْرِ، وَفِي الْحَدِيثِ‏:‏ فَتَلَقَّاهُ سَمَكَةٌ فَأَخَذَهُ، وَخَرَجَ الشَّيْطَانُ حَتَّى لَحِقَ بِجَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ، وَخَرَجَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَحْمِلُ لِرَجُلٍ سَمَكًا، قَالَ‏:‏ بِكَمْ تَحْمِلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بِسَمَكَةٍ مِنْ هَذَا السَّمَكِ، فَحَمَلَ مَعَهُ حَتَّى بَلَغَ بِهِ أَعْطَاهُ السَّمَكَةَ الَّتِي فِي بَطْنِهَا الْخَاتَمُ، فَلَمَّا أَعْطَاهُ السَّمَكَةَ شَقَّ بَطْنَهَا يُرِيدُ يَشْوِيهَا، فَإِذَا الْخَاتَمُ فَلَبِسَهُ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ الإِنْسُ وَالشَّيَاطِينُ، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِ الشَّيْطَانِ، فَجَعَلُوا لاَ يُطِيقُونَهُ، فَقَالَ‏:‏ احْتَالُوا لَهُ، فَذَهَبُوا فَوَجَدُوهُ نَائِمًا قَدْ سَكِرَ، فَبَنَوْا عَلَيْهِ بَيْتًا مِنْ رَصَاصٍ، ثُمَّ جَاؤُوا لِيَأْخُذُوهُ، فَوَثَبَ فَجَعَلَ لاَ يَثِبُ فِي نَاحِيَةٍ إِلاَّ أَمَاطَ الرَّصَاصَ مَعَهُ، فَأَخَذُوهُ فَجَاؤُوا بِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ، فَأَمَرَ بِحِنْتٍ مِنْ رُخَامٍ، فَنُقِرَ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِي جَوْفِهِ، ثُمَّ سَدَّهُ بِالنُّحَاسِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ‏.‏

10927- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ آصِفُ كَاتِبَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَكَانَ يَعْلَمُ الاِسْمَ الأَعْظَمَ، كَانَ يَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ يَأْمُرُهُ بِهِ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَيَدْفُنُهُ تَحْتَ كُرْسِيِّهِ، فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَانُ أَخْرَجَتْهُ الشَّيَاطِينُ، فَكَتَبُوا بَيْنَ كُلِّ سَطْرٍ مِنْ سِحْرٍ وَكَذِبٍ وَكُفْرٍ، فَقَالُوا‏:‏ هَذَا الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ سُلَيْمَانُ بِهَا، فَأَكْفَرَهُ جُهَّالُ النَّاسِ وَسُفَهَاؤُهُمْ وَسَبُّوهُ، وَوَقَفَ عُلَمَاؤُهُمْ، فَلَمْ يَزَلْ جُهَّالُهُمْ يَسُبُّونَهُ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ‏:‏ ‏{‏وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا‏}‏‏.‏

10- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا‏}‏‏.‏

10928- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ عُمَرُ‏:‏ أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَقُولُ‏:‏ لاَ أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَأْهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مَثَلِهَا‏.‏

10929- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ‏:‏ إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقْرَأُ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ تُنْسَهَا قَالَ‏:‏ إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَقْرَأْهُ اللَّهُ عَلَى الْمُسَيَّبِ وَلاَ عَلَى ابْنِهِ، وَإِنَّهُ إِنَّمَا‏:‏ نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَاهَا يَا مُحَمَّدُ قَالَ‏:‏ ‏{‏وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ‏}‏‏.‏

11- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ‏}‏‏.‏

10930- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ ‏{‏فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ‏}‏‏.‏

12- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَاتَّخَذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى‏}‏‏.‏

10931- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى‏}‏‏.‏

13- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ‏}‏‏.‏

10932- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَلَمْ تَرَيْ إِلَى قَوْمِكَ حِينَ بَنَوْا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لَوْلاَ حَدَثَانُ قَوْمِكَ بِالْكُفْرِ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ‏:‏ لَئِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ سَمِعَتْ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا أَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ اسْتِلاَمَ الرُّكْنَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانَ الْحَجَرَ، إِلاَّ أَنَّ الْبَيْتَ لَمْ يَتِمَّ عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ‏.‏

14- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ‏}‏‏.‏

10933- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ‏:‏ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَصَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ إِنَّهُ وَجَّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَمَرَّ رَجُلٌ قَدْ كَانَ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ‏:‏ أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ وَجَّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَانْحَرِفُوا إِلَى الْكَعْبَةِ‏.‏

10934- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا‏}‏ قَالَ‏:‏ هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ السُّفَهَاءُ‏.‏

15- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا‏}‏‏.‏

10935- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ‏:‏ بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءَ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ وَأُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ‏.‏

10936- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ‏:‏ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَكَانَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ‏}‏ قَالَ الْبَرَاءُ‏:‏ وَالشَّطْرُ فِينَا قِبَلَهُ، وَقَالَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ‏{‏لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ‏}‏ قَالَ‏:‏ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ صَلاَةَ مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ‏.‏

10937- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، عَنْ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلاَلٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي مَرْوَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ حُنَيْنٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قَالَ‏:‏ كُنَّا نَغْدُوا لِلْسُوقِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَمُرُّ عَلَى الْمَسْجِدِ فَنُصَلِّي فِيهِ، فَمَرَرْنَا يَوْمًا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقُلْتُ‏:‏ لَقَدْ حَدَثَ أَمْرٌ فَجَلَسْتُ فَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏{‏قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ‏}‏ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ، قُلْتُ لِصَاحِبِي‏:‏ تَعَالَ نَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَكُونَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى، فَتَوَارَينَا فَصَلَّيْنَا، ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى لِلنَّاسِ الظُّهْرَ يَوْمَئِذٍ‏.‏

10938- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ مَا بَقِيَ أَحَدٌ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ غَيْرِي‏.‏

16- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا‏}‏‏.‏

10939- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ ‏{‏جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا‏}‏ قَالَ‏:‏ عَدْلاً‏.‏

10940- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَيَجِيءُ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَيَجِيءُ النَّبِيُّ مَعَهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لَهُ‏:‏ هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ نَعَمْ، فَيُدْعَوْنَ فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ بَلَّغَكُمْ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ لاَ، فَيُقَالُ‏:‏ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتُدْعَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُقَالُ‏:‏ هَلْ بَلَّغَ هَذَا‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَعَمْ، فَيُقَالُ‏:‏ وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا فَصَدَّقْنَاهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‏:‏ ‏{‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا‏}‏ قَالَ‏:‏ عَدْلاً، لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ‏.‏

17- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ‏}‏‏.‏

10941- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا يُصَلُّونَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ‏:‏ ‏{‏فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ‏}‏ مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَنَادَاهُمْ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ‏:‏ أَلاَ إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَمَالُوا رُكُوعًا‏.‏

18- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ‏}‏‏.‏

10942- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ‏:‏ أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ، فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا‏}‏ فَمَا أُرَى عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا أَلاَّ يَطَّوَّفَ بِهِمَا‏؟‏ قَالَتْ عَائِشَةُ‏:‏ كَلاَّ، لَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولُ كَانَتْ‏:‏ لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَلاَّ يَطَّوَّفَ بِهِمَا، إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَنْصَارِ، كَانُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ وَكَانَتْ مَنَاةُ حَذْوَ قُدَيْدٍ، وَكَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطَّوَّفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلاَمُ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحُ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا‏}‏‏.‏

19- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ‏}‏‏.‏

10943- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَيُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ‏:‏ خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ، وَخَلَقَ الأَشْجَارَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّاتِ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ، آخِرَ الْخَلْقِ آخِرَ سَاعَاتِ النَّهَارِ‏.‏

20- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا‏}‏‏.‏

10944- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ‏(‏ح‏)‏ وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَدْخَلَهُ النَّارَ وَأَنَا أَقُولُ‏:‏ مَنْ مَاتَ لاَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ‏.‏

21- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً‏}‏‏.‏

10945- أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَقْطَعُ بِهَا مَالاً لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَتَصْدِيقُهُ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ‏}‏ قَالَ‏:‏ فَجَاءَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ‏:‏ مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ كَذَا وَكَذَا، قَالَ‏:‏ صَدَقَ وَاللَّهِ، أُنْزِلَتْ فِيَّ وَفِي فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ، كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خُصُومَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ شُهُودَكَ أَوْ يَمِينَهُ قُلْتُ‏:‏ إِذًا يَحْلِفُ، قَالَ‏:‏ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَقْطَعُ بِهَا مَالاً وَهُوَ فِيهَا كَاذِبٌ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الآيَةَ‏.‏

10946- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحَرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمْ قَالَ أَبُو ذَرٍّ‏:‏ خَابُوا وَخَسِرُوا، قَالَ‏:‏ الْمُسْبِلُ إِزَارَهُ، وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ، وَالْمَنَّانُ عَطَاءَهُ‏.‏

22- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ‏}‏‏.‏

10947- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَ الْقِصَاصُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمُ الدِّيَةُ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِهَذِهِ الأُمَّةِ‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ‏}‏ فَالْعَفْوُ أَنْ تُقْبَلَ الدِّيَةُ فِي الْعَمْدِ، وَاتِّبَاعُ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَتْبَعَ هَذَا بِمَعْرُوفٍ وَتُؤَدِّي هَذَا بِإِحْسَانٍ، فَخُفِّفَ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ‏.‏

23- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏}‏‏.‏

10948- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَنَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ فَكَانَ رَمَضَانُ هُوَ الْفَرِيضَةُ، فَمَنْ شَاءَ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ‏.‏

10949- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ عِرَاكًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ قُرَيْشًا، كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَهُ‏.‏

24- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ‏}‏‏.‏

10950- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ، مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ‏:‏ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏{‏وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ‏}‏ كَانَ مَنْ أَرَادَ مِنَّا أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا‏.‏

10951- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ ‏{‏وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ‏}‏ قَالَ‏:‏ تُطِيقُونَهُ‏:‏ تُكَلَّفُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ وَاحِدٍ، فَمَنْ تَطَوُّعَ فَزَادَ مِسْكِينًا آخَرَ لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ، ‏{‏وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ‏}‏ لاَ يُرَخَّصُ فِي هَذَا إِلاَّ لِلْكَبِيرِ الَّذِي لاَ يُطِيقُ الصِّيَامَ، وَالْمَرِيضِ الَّذِي لاَ يُشْفَى‏.‏

10952- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابَقٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ‏.‏

25- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ‏}‏‏.‏

10953- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي خَيْثَمَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فِي صَوْمِ رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ، قُلْتُ‏:‏ فَأَيْنَ هَذِهِ الآيَةُ ‏{‏فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ‏}‏ قَالَ‏:‏ إِنَّهَا نَزَلَتْ يَوْمَ نَزَلَتْ، يَعْنِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَرْتَحِلُ جِيَاعًا وَنَنْزِلُ عَلَى غَيْرِ شِبَعٍ، وَالْيَوْمَ نَرْتَحِلُ شِبَاعًا وَنَنْزِلُ عَلَى شِبَعٍ‏.‏

26- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ‏}‏‏.‏

10954- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ‏}‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ هَذَا هُوَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ‏.‏

10955- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ‏:‏ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏{‏وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ‏}‏ وَلَمْ يَنْزِلْ ‏{‏مِنَ الْفَجْرِ‏}‏، فَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلِهِ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الأَسْوَدَ، وَلاَ يَزَالُ يَأْكُلُ وَيُشْرَبُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ ‏{‏مِنَ الْفَجْرِ‏}‏ فَعَلِمُوا أَنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ‏:‏ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ‏.‏

10956- أَخْبَرَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ‏:‏ أَنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ إِذَا نَامَ قَبْلَ أَنْ يَتَعَشَّى لَمْ يَحِلَّ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ شَيْئًا، وَلاَ يَشْرَبُ لَيْلَتَهُ وَيَوْمَهُ مِنَ الْغَدِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏{‏وَكُلُوا وَاشْرَبُوا‏}‏ إِلَى ‏{‏الْخَيْطِ الأَسْوَدِ‏}‏ وَأُنْزِلَتْ فِي أَبِي قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو، أَتَى أَهْلَهُ وَهُوَ صَائِمٌ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، فَقَالَ‏:‏ هَلْ مِنْ شَيْءٍ‏؟‏ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ‏:‏ مَا عِنْدَنَا شَيْءٍ، وَلَكِنْ أَخْرُجُ أَلْتَمِسُ لَكَ عَشَاءً، فَخَرَجَتْ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ نَائِمًا، وَأَيْقَظَتْهُ فَلَمْ يَطْعَمْ شَيْئًا، وَبَاتَ صَائِمًا وَأَصْبَحَ صَائِمًا، حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الآيَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ‏.‏

27- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا‏}‏‏.‏

10957- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ‏:‏ كَانَتِ الأَنْصَارُ إِذَا حَجَّتْ لَمْ تَدْخُلْ مِنْ أَبْوَابِهَا، وَدَخَلَتْ مِنْ ظُهُورِهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا‏}‏‏.‏

10958- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا حَبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا‏}‏ قَالَ‏:‏ كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا أَحْرَمُوا لَمْ يَدْخُلُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا، وَدَخَلُوهَا مِنْ ظُهُورِهَا مِنَ الْحِيطَانِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ‏{‏وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا، وَلَكِنَّ الْبِرَّ مِنَ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا‏}‏‏.‏

28- قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ ‏{‏وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ‏}‏‏.‏

10959- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ‏:‏ خَرَجَ إِلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يُحَدِّثَنَا حَدِيثًا عَجِيبًا، فَبَدَرَ إِلَيْهِ رَجُلٌ بِالْمَسْأَلَةِ فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْقِتَالِ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ‏:‏ ‏{‏وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ‏}‏ قَالَ‏:‏ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ، إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ الدُّخُولُ فِي دِينِهُمْ فِتْنَةٌ، وَلَيْسَ يُقَاتِلُهُمْ عَلَى الْمُلْكِ‏.‏

29- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ‏}‏‏.‏

10960- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ يَسِيرِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كُتِبَ لَهُ بِسَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ‏.‏

30- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ‏}‏‏.‏

10961- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَسْلَمُ أَبُو عِمْرَانَ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّا لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ الإِسْلاَمَ وَكَثَّرَ نَاصِرِيهِ قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا بَيْنَنَا‏:‏ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ أَعَزَّ الإِسْلاَمَ وَكَثَّرَ نَاصِرِيهِ، فَلَوْ أَقَمْنَا فِي أَمْوَالِنَا وَأَصْلَحْنَا مِنْهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ وَرَدَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا ‏{‏وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‏}‏ فَكَانَتِ التَّهْلُكَةُ الإِقَامَةَ فِي أَمْوَالِنَا‏.‏

10962- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، أَخْبَرَنَا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ حَيْوَةَ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَسْلَمُ أَبُو عِمْرَانَ، قَالَ‏:‏ كُنَّا بِالْقُسْطَنْطِينَةِ، وَعَلَى أَهْلِ مِصْرَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَلَى أَهْلِ الشَّامِ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ صَفٌّ عَظِيمٌ مِنَ الرُّومِ، وَصَفَفْنَا لَهُمْ صَفًّا عَظِيمًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى صَفِّ الرُّومِ حَتَّى دَخَلَ بِهِمْ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا مُقْبِلاً، فَصَاحَ النَّاسُ فَقَالُوا‏:‏ سُبْحَانَ اللهِ، الْفَتَى أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَتَأَوَّلُونَ هَذِهِ الآيَةَ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ لَمَّا أَعَزَّ اللَّهُ دِينَهُ وَكَثَّرَ نَاصِرِيهِ قُلْنَا بَيْنَنَا بَعْضُنَا لِبَعْضٍ سِرًّا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ أَمْوَالَنَا قَدْ ضَاعَتْ، فَلَوْ أَنَّا أَقَمْنَا فِيهَا وَأَصْلَحْنَا مَا ضَاعَ مِنْهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ يَرُدُّ عَلَيْنَا مَا هَمَمْنَا بِهِ قَالَ‏:‏ ‏{‏وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ‏}‏ فَكَانَتِ التَّهْلُكَةُ الإِقَامَةُ الَّتِي أَرَدْنَا أَنْ نُقِيمَ فِي أَمْوَالِنَا فَنُصْلَحَهَا، فَأُمِرْنَا بِالْغَزْوِ، فَمَا زَالَ أَبُو أَيُّوبَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى قُبِضَ‏.‏

31- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ‏}‏‏.‏

10963- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ‏:‏ فِيَّ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، فَأَتَيْتُ فَقَالَ‏:‏ ادْنُ فَدَنَوْتُ، فَقَالَ‏:‏ أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ‏؟‏ فَأَمَرَنِي بِصِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ‏:‏ فَفَسَّرَهُ لِي مُجَاهِدٌ فَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَسَأَلْتُ أَيُّوبَ فَقَالَ‏:‏ الصِّيَامُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى سِتَّةِ مَسَاكِينَ، وَالنُّسُكُ مَا اسْتَيْسَرَ‏.‏

10964- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ‏:‏ جَلَسْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ إِلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ‏{‏فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ‏}‏‏.‏ قَالَ كَعْبٌ‏:‏ فِيَّ نَزَلَتْ، وَكَانَ بِي أَذًى مِنْ رَأْسِي، فَحُمِلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي فَقَالَ‏:‏ مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ الْجَهْدَ بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى، أَتَجِدُ شَاةً‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏{‏فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ‏}‏ فَالصَّوْمُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى سِتَّةِ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ، وَالنُّسُكُ شَاةٌ‏.‏

32- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ‏}‏‏.‏

10965- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ، قَالَ‏:‏ نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ، يَعْنِي مُتْعَةَ الْحَجِّ، فِي كِتَابِ اللهِ وَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعَةِ الْحَجِّ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ، قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ‏.‏

33- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى‏}‏‏.‏

10966- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى‏}‏ قَالَ‏:‏ كَانَ نَاسٌ يَحُجُّونَ بِغَيْرِ زَادٍ، فَنَزَلَتْ ‏{‏وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى‏}‏‏.‏

34- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ‏}‏‏.‏

10967- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَقِفُ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَيُسَمَّوْنَ الْحُمْسَ، وَسَائِرُ الْعَرَبِ تَقِفُ بِعَرَفَةَ، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقِفَ بِعَرَفَةَ، ثُمَّ يَدْفَعُ مِنْهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ‏{‏ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ‏}‏‏.‏

35- قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً‏}‏‏.‏

10968- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ‏:‏ سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا‏:‏ أَيَّةُ دَعْوَةٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَا أَكْثَرَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ كَانَ يَدْعُو أَكْثَرَ مَا يَدْعُو بِهَذَا الْقَوْلِ‏:‏ اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ‏.‏

36- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ‏}‏‏.‏

10969- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ‏.‏

37- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلِ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ‏}‏‏.‏

10970- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَتِ الْيَهُودُ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ لَمْ يُؤَاكِلُوهُنَّ، وَلَمْ يُشَارِبُوهُنَّ، وَلَمْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ‏{‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ‏}‏ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُؤَاكِلُوهُنَّ، وَأَنْ يُشَارِبُوهُنَّ، وَأَنْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ، وَأَنْ يَصْنَعُوا بِهِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلاَ النِّكَاحَ‏.‏

38- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏}‏‏.‏

10971- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَأْتِي امْرَأَتَهُ مِنْ قِبَلِ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا إِنَّ الْوَلَدَ يَكُونُ أَحْوَلَ، فَنَزَلَتْ ‏{‏نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏}‏‏.‏

10972- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ قَالَتِ الْيَهُودُ‏:‏ إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مِنْ قِبَلِ دُبُرِهَا كَانَ الْحَوَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ ‏{‏نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأَتَوْا‏}‏ قَالَ‏:‏ قَائِمًا وَقَاعِدًا وَبَارِكًا بَعْدَ أَنْ يَكُونَ فِي الْمَأْتَى‏.‏

10973- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ، قَالَ‏:‏ وَمَا الَّذِي أَهْلَكَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ حَوَّلْتُ رَحْلِي اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ‏:‏ فَأُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ ‏{‏نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ‏}‏ يَقُولُ‏:‏ أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ، وَاتَّقِ الدَّبَرَ وَالْحَيْضَةَ‏.‏

39- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ‏}‏‏.‏

10974- أَخْبَرَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ‏:‏ كَانَتْ لِي أُخْتٌ تُخْطَبُ فَأَمْنَعُهَا، فَخَطَبَهَا ابْنُ عَمٍّ لِي فَزَوَّجْتُهَا إِيَّاهُ، فَاصْطَحَبَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَصْطَحِبَا، ثُمَّ طَلَّقَهَا طَلاَقًا لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، فَتَرَكَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا وَخَطَبَهَا الْخُطَّابُ، جَاءَ فَخَطَبَهَا فَقُلْتُ‏:‏ يَا لُكَعُ، خُطِبَتْ أُخْتِي فَمَنَعْتُهَا النَّاسَ وَآثَرْتُكَ بِهَا طَلَّقْتَهَا، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا جِئْتَ تَخْطُبُهَا‏؟‏ لاَ وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لاَ أُزَوِّجُكُمَا، فَفِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏{‏وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا‏}‏ فَقُلْتُ‏:‏ سَمْعًا وَطَاعَةً، كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَنْكَحْتُهَا‏.‏

10975- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ هُشَيْمٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ‏:‏ زَوَّجْتُ أُخْتِي رَجُلاً مِنَّا فَطَلَّقَهَا، فَلَمَّا انْقَضَتِ الْعِدَّةُ خَطَبَهَا إِلَيَّ وَوَافَقَهَا ذَلِكَ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ زَوَّجْتُكَ وَآثَرْتُكَ، ثُمَّ طَلَّقْتَهَا، مَا هِيَ بِالَّتِي تَعُودُ إِلَيْكَ، فَنَزَلَتْ ‏{‏وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ‏}‏ فَقُلْتُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ‏:‏ أَمَا إِنَّهَا سَتَعُودُ إِلَيْكَ‏.‏

40- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا‏}‏‏.‏

10976- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ‏:‏ لَقِيتُ مَالِكًا فَقُلْتُ‏:‏ كَيْفَ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ فِي شَأْنِ سُبَيْعَةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَالَ‏:‏ أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ وَلاَ تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَةَ، لأُنْزِلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى‏.‏

10977- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، أَنَّ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ، وَهِيَ أُخْتُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ‏:‏ أَتَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهَا بَنِي خُدْرَةَ فَإِنَّ زَوْجَهَا خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْبُدٍ لَهُ أَبَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي طَرَفِ الْقَدُومِ لَحِقَهُمْ فَقَتَلُوهُ، قَالَتْ‏:‏ فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي، فَإِنَّ زَوْجِي لَمْ يَتْرُكْنِي فِي مَسْكَنٍ يَمْلِكُهُ وَلاَ نَفَقَةٍ، قَالَتْ‏:‏ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ نَعَمْ فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحُجْرَةِ، أَوْ فِي الْمَسْجِدِ، دَعَانِي أَوْ أَمْرَ بِي فَدُعِيتُ فَقَالَ‏:‏ كَيْفَ قُلْتِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ‏:‏ امْكُثِي فِي بَيْتِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ فَاعْتَدَدْتُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَأَخْبَرْتُهُ، فَاتَّبَعَهُ وَقَضَى بِهِ‏.‏

10978- عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ، حِينَ تُوُفِّيَ أَبُوهَا أَبُو سُفْيَانَ، فَدَعَتْ بِطِيبٍ، فَدَهَنَتْ مِنْهُ جَارِيَةً، ثُمَّ مَسَّتْ بِعَارِضَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ‏:‏ وَاللَّهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا‏.‏

41- قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ ‏{‏حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى‏}‏

10979- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ‏:‏ شَغَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ حَتَّى صَلاَّهَا بَيْنَ صَلاَتَيِ الْعِشَاءِ، فَقَالَ‏:‏ شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الْوُسْطَى، مَلأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا‏.‏

10980- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا وَقَالَتْ‏:‏ إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الآيَةَ فَآذِنِّي ‏{‏حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى‏}‏ فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا فَأَمْلَتْ عَلَيَّ‏:‏ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَصَلاَةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ، ثُمَّ قَالَتْ‏:‏ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏.‏

42- قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‏:‏ ‏{‏وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ‏}‏‏.‏

10981- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الْحَارِثِ وَهُو ابْنُ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ‏:‏ كُنَّا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَلِّمُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ فِي الصَّلاَةِ فِي حَاجَتِهِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏{‏حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ‏}‏ فَأُمِرْنَا حِينَئِذٍ بِالسُّكُوتِ‏.‏

43- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ‏}‏

10982- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الأَنْصَارِ لاَ يَكُونُ لَهَا وَلَدٌ تَجْعَلُ عَلَى نَفْسِهَا لَئِنْ كَانَ لَهَا وَلَدٌ لَتُهَوِّدَنَّهُ، فَلَمَّا أَسْلَمَتِ الأَنْصَارُ قَالُوا‏:‏ كَيْفَ نَصْنَعُ بِأَبْنَائِنَا‏؟‏ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ‏}‏‏.‏

44- قَوْلُهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ‏}‏

10983- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، فِي حَدِيثِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ‏:‏ كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَجْعَلُ عَلَى نَفْسِهَا إِنْ عَاشَ لَهَا وَلَدٌ أَنْ تُهَوِّدَهُ، فَلَمَّا أُجْلِيَتْ بَنُو النَّضِيرِ كَانَ فِيهِمْ مِنْ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ قَالُوا‏:‏ لاَ نَدَعُ أَبْنَاءَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ‏}‏‏.‏