فصل: كتاب الْكَرَاهِيَة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدراية في تخريج أحاديث الهداية



.كتاب الْكَرَاهِيَة:

- حَدِيث: «الَّذِي يشرب من إِنَاء الذَّهَب وَالْفِضَّة إِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم».
مُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث أم سَلمَة وَلَيْسَ عِنْد البُخَارِيّ ذكر الذَّهَب.
وَأخرج مُسلم فِي رِوَايَة الْأكل أَيْضا.
وللدارقطني من حَدِيث ابْن عمر فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة «أَو فِيهِ شَيْء من ذَلِك».
- حَدِيث: «أَن أَبَا هُرَيْرَة أَتَى بشراب فِي إِنَاء فضَّة فَلم يقبله وَقَالَ نَهَانَا عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
لم أَجِدهُ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَإِنَّمَا هُوَ فِي الصَّحِيح عَن حُذَيْفَة.
- حَدِيث: «من لم يجب الدعْوَة فقد عَصَى أَبَا الْقَاسِم».
مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: «فقد عَصَى الله تَعَالَى وَرَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وَأخرجه الْبَاقُونَ مَوْقُوفا بِهَذَا اللَّفْظ وَأخرجه أَبُو دَاوُد من حَدِيث ابْن عمر بِلَفْظ من دعى فَلم يجب فقد عَصَى الله وَرَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِسْنَاده ضَعِيف وَأخرجه أَبُو يعْلى من حَدِيثه بِإِسْنَاد أصلح مِنْهُ.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن لبس الْحَرِير والديباج وَقَالَ إِنَّمَا يلْبسهُ من لَا خلاق لَهُ فِي الْآخِرَة».
لم أَجِدهُ هَكَذَا وَكَأَنَّهُ ملفق من حديثين.
أَحدهمَا عَن حُذَيْفَة سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لَا تلبسوا الْحَرِير وَلَا الديباج وَلَا تشْربُوا فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا تَأْكُلُوا فِي صحافها فَإِنَّهَا لَهُم فِي الدُّنْيَا وَلكم فِي الْآخِرَة» مُتَّفق عَلَيْهِ.
وَفِيهِمَا عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: «أمرنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسبع ونهانا عَن سبع» فَذكر الحَدِيث وَفِيه: «وَعَن الْحَرِير والديباج».
وَأما الثَّانِي فَفِي الْمُتَّفق أَيْضا عَن ابْن عمر «رَأَى عمر حلَّة سيراء» الحَدِيث وَفِيه: «إِنَّمَا يلبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا من لَا خلاق لَهُ فِي الْآخِرَة».
- قَوْله رَوَى عَن عدَّة من الصَّحَابَة مِنْهُم عَلّي «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج وبإحدى يَدَيْهِ حَرِير وبالأخرى ذهب وَقَالَ هَذَانِ حرامان عَلَى ذُكُور أمتِي حَلَال لإناثهم».
قلت جَاءَ من حَدِيث عَلّي وَأبي مُوسَى وَعبد الله بن عمر وَغَيرهم.
أما حَدِيث عَلّي فَأخْرجهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجه وَأحمد وَابْن حبَان من طَرِيق عبد الله بن زرير عَنهُ «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ حَرِيرًا فَجعله فِي يَمِينه وَأخذ ذَهَبا فَجعله فِي شِمَاله ثمَّ قَالَ إِن هذَيْن حرَام عَلَى ذُكُور أمتِي».
وَأما حَدِيث أبي مُوسَى فَأخْرجهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن أبي شيبَة من رِوَايَة سعيد بن أبي هِنْد عَنهُ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حرم لِبَاس الْحَرِير وَالذَّهَب عَلَى ذُكُور أمتِي وَأحل لإناثهم» قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح.
وَفِي الْبَاب عَن عمر وَعلي وَعقبَة بن عَامر وَأم هانئ وَأنس وَحُذَيْفَة وَعمْرَان وَعبد الله ابْن الزبير وَعبد الله بن عَمْرو وَابْن عمر وَأبي رَيْحَانَة والبراء وَجَابِر انْتَهَى.
وَسَعِيد بن أبي هِنْد لم يسمع من أبي مُوسَى وَقد رَوَى عَنهُ عَن أبي مرّة مولَى عقيل عَن أبي مُوسَى كَذَا قَالَ أُسَامَة بن زيد عَن نَافِع عَن سعيد وَقَالَ عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن سعيد عَن رجل عَن أبي مُوسَى ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل وَذكر أَن يَحْيَى بن سليم رَوَاهُ عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر سلك الجادة وَتَابعه بَقِيَّة قَالَ وَيدل عَلَى وهمهما أَن طلق بن حبيب قَالَ لِابْنِ عمر أسمعت من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَرِير شَيْئا قَالَ لَا.
وَأما حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فَأخْرجهُ إِسْحَاق وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى وَالطَّبَرَانِيّ بِلَفْظ: «خرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي إِحْدَى يَدَيْهِ ثوب من حَرِير وَفِي الْأُخْرَى ذهب فَقَالَ إِن هذَيْن محرم عَلَى ذُكُور أمتِي حل لإناثهم» وَفِي إِسْنَاده الإفْرِيقِي.
وَأما حَدِيث عمر فَأخْرجهُ الْبَزَّار وَفِي إِسْنَاده عمر بن جرير وَهُوَ ضَعِيف.
وَأما حَدِيث عقبَة بن عَامر فَرَوَاهُ أَبُو سعيد بن يُونُس فِي تَارِيخ مصر من رِوَايَة مسلمة بن مخلد عَنهُ بِلَفْظ: «الذَّهَب وَالْحَرِير حل لإناث أمتِي حرَام عَلَى ذكورها».
وَأما حَدِيث أم هانئ وَأنس وَمن بعدهمَا فَإِنَّمَا هُوَ فِي مُطلق تَحْرِيم الْحَرِير.
وَقد رَوَى نَحْو حَدِيث عقبَة عَن زيد بن أَرقم أخرجه ابْن أبي شيبَة.
وَعَن ابْن عَبَّاس أخرجه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ.
وَعَن وَاثِلَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن لبس الْحَرِير إِلَّا مَوضِع إِصْبَعَيْنِ أَو ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة».
مُسلم من طَرِيق قَتَادَة عَن الشّعبِيّ عَن سُوَيْد بن غَفلَة عَن عمر بِهِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لم يرفعهُ غير قَتَادَة وَهُوَ مُدَلّس وَقد رَوَاهُ دَاوُد وَابْن أبي شيبَة وَابْن أبي السّفر عَن الشّعبِيّ بِهِ مَوْقُوفا انْتَهَى.
وَأخرجه النَّسَائِيّ وَهُوَ الْمُتَّفق من طَرِيق ابْن أبي عُثْمَان «أَتَانَا كتاب عمر وَنحن مَعَ عتبَة بن فرقد بِأَذربِيجَان أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن الْحَرِير إِلَّا هَكَذَا وَأَشَارَ بإصبعيه اللَّتَيْنِ تليان الْإِبْهَام».
وَفِي الْبَاب عَن ابْن عَبَّاس «إِنَّمَا نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن المصمت من الْحَرِير فَأَما الْمعلم وَشبهه فَلَا بَأْس» أخرجه النَّسَائِيّ.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يلبس جُبَّة مَكْفُوفَة بالحرير».
مُسلم من حَدِيث أَسمَاء بنت أبي بكر بِلَفْظ: «فأخرجت جُبَّة طيالسية كسروانية لَهَا لينَة ديباج وفرجاها مكفوفتان بالديباج».
وَلأبي دَاوُد «جُبَّة مَكْفُوفَة الجيب الكمين والفرجين بالديباج».
- حَدِيث: «إيَّاكُمْ وزي الْأَعَاجِم».
ابْن حبَان والْحَارث بن أبي أُسَامَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث أبي عُثْمَان قَالَ: «أَتَانَا كتاب عمر بِأَذربِيجَان وَنحن مَعَ عتبَة بن فرقد أما بعد فَارْتَدُّوا واتزروا وَانْتَعِلُوا وَارْمُوا بالخفاف واقطعوا السراويلات وَعَلَيْكُم بلباس أبيكم إِسْمَاعِيل وَإِيَّاكُم والتنعم وزي الْأَعَاجِم وَعَلَيْكُم بالشمس فَإِنَّهَا حمام الْعَرَب وَاخْشَوْشنُوا وَاخْشَوْشنُوا وَاخْلَوْلقُوا وارم والأغراض وانزوا نَزْوًا» الحَدِيث.
تَنْبِيه:
اسْتدلَّ بِهِ المُصَنّف عَلَى كَرَاهِيَة توسد الْحَرِير وأصرح مِنْهُ حَدِيث حُذَيْفَة عِنْد البُخَارِيّ «نَهَانَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَذكر الحَدِيث وَفِيه: «وَعَن لبس الْحَرِير وَأَن نجلس عَلَيْهِ».
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلس عَلَى مرفقة حَرِير».
لم أَجِدهُ.
- حَدِيث: «أَنه كَانَ عَلَى بِسَاط ابْن عَبَّاس مرفقة حَرِير».
ابْن سعد من طريق رَاشد مولَى بني عَامر «رَأَيْت عَلَى فرَاش ابْن عَبَّاس مرفقة حَرِير».
وَمن طَرِيق مُؤذن ابْن ودَاعَة «دخلت عَلَى ابْن عَبَّاس وَهُوَ متكئ عَلَى مرفقة حَرِير وَسَعِيد بن جُبَير عِنْده وَهُوَ يَقُول لَهُ انْظُر كَيفَ تحدث عني فَإنَّك قد حفظت عني كثيرا».
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص فِي لِبَاس الْحَرِير عِنْد الْقِتَال».
ابْن أبي عدي من حَدِيث الحكم بن عُمَيْر بِإِسْنَاد واه.
وَرَوَى ابْن سعد من طَرِيق الْحسن الْبَصْرِيّ «كَانَ الْمُسلمُونَ يلبسُونَ الْحَرِير فِي الْحَرْب» أخرجه فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف.
تَنْبِيه:
وَقع فِي بعض النّسخ أَن الحَدِيث الْمَذْكُور من مُرْسل الشّعبِيّ وَلم أَجِدهُ من طَرِيقه.
- قَوْله رَوَى أَن الصَّحَابَة كَانُوا يلبسُونَ الْخَزّ.
قلت أخرجه البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد من طَرِيق زُرَارَة هُوَ ابْن أَوْفَى قَالَ: «رَأَيْت عمرَان بن حُصَيْن يلبس الْخَزّ».
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة من طَرِيق يَحْيَى بن أبي إِسْحَاق «رَأَيْت عَلَى أنس مطرف خَز».
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق من طَرِيق عبد الْكَرِيم الْجَزرِي «رَأَيْت عَلَى أنس جُبَّة خَز وَكسَاء خَز وَأَنا أَطُوف مَعَ سعيد ابْن جُبَير».
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة من طَرِيق السدى «رَأَيْت عَلَى الْحُسَيْن بن عَلَى كسَاء خَز».
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ بِلَفْظ: «عِمَامَة خَز».
وَرَوَى الْحَاكِم من طَرِيق صَفْوَان بن عبد الله بن صَفْوَان «اسْتَأْذن سعد وَعَلِيهِ مطرف خَز عَلَى ابْن عَامر وَتَحْته مرافق من حَرِير فَأمر بهَا فَرفعت».
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن الْعمريّ أَخْبرنِي وهب بن كيسَان «رَأَيْت سِتَّة من الصَّحَابَة يلبسُونَ الْخَزّ سعد وَابْن عمر وَجَابِر وَأَبُو هُرَيْرَة وَأَبُو سعيد وَأنس».
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة من طَرِيق عمار «رَأَيْت عَلَى أبي قَتَادَة مطرف خَز وَعَلَى أبي هُرَيْرَة كَذَلِك وَعَلَى ابْن عَبَّاس مَا لَا أحصى».
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ من رِوَايَة عمار الْمَذْكُور «رَأَيْت زيد بن ثَابت وَابْن عَبَّاس وَأَبا هُرَيْرَة وَأَبا قَتَادَة يلبسُونَ مطارف الْخَزّ».
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق عِكْرِمَة «أَن ابْن عَبَّاس كَانَ يلبس الْخَزّ وَيَقُول إِنَّمَا يكره المصمت».
وَمن طَرِيق نَافِع «أَن ابْن عمر كَانَ رُبمَا لبس مطرف الْخَزّ ثمنه خَمْسمِائَة دِرْهَم».
وَرَوَى ابْن سعد من طَرِيق أبي سعد الْبَقَّال «رَأَيْت عَلّي ابْن أبي أَوْفَى برنس خَز».
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة من طَرِيق الشَّيْبَانِيّ «رَأَيْت عَلّي ابْن أبي أَوْفَى مطرف خَز».
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة وَابْن سعد من طَرِيق عيينة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه «كَانَ لأبي بكرَة مطرف خَز سداه حَرِير فَكَانَ يلْبسهُ».
وَرَوَى ابْن سعد من طَرِيق مُحَمَّد بن ربيعَة بن الْحَارِث «رَأَيْت عَلَى عُثْمَان مطرف خَز ثمنه مِائَتي دِرْهَم».
وَمن طَرِيق ثَابت الْبنانِيّ «أَن عَائِذ ابْن عَمْرو كَانَ يلبس الْخَزّ».
وَرَوَى إِسْحَاق فِي مُسْنده عَن الْفضل بن مُوسَى عَن الجعيد «رَأَيْت السَّائِب بن يزِيد وَكَانَ عَلَيْهِ كسَاء خَز وجبة خَز وقطيفة خَز ملتحفا بهَا عَلَيْهِ».
وَمن طَرِيق فطر بن خَليفَة «رَأَيْت عَلَى عَمْرو بن حُرَيْث مطرف خَز».
وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي الكنى من رِوَايَة أبي بلج جَارِيَة بن بلج «رَأَيْت لَبَّى بن لبا صَاحب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيهِ مطرف خَز».
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين من طَرِيق إِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة «رَأَيْت أَبَا أبي بن أم حرَام وَعَلِيهِ كسَاء خَز».
وَمن طَرِيق إِبْرَاهِيم أَيْضا «رَأَيْت رجلا من الصَّحَابَة يُقَال لَهُ الْأَفْطَس فَرَأَيْت عَلَيْهِ ثوب خَز».
وَرَوَى أَبُو دَاوُد من طَرِيق سعد الدشتكي «رَأَيْت رجلا ببخارى عَلَى بغلة بَيْضَاء عَلَيْهِ عِمَامَة خَز سَوْدَاء وَقَالَ كسانيها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
تَنْبِيه:
رَوَى أَبُو دَاوُد من حَدِيث أبي مَالك أَو أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ رَفعه: «لَيَكُونن فِي أمتِي أَقوام يسْتَحلُّونَ الْخَزّ وَالْحَرِير» وعلقه البُخَارِيّ من وَجه آخر.
وَاخْتلف فِي ضبط هَذَا اللَّفْظ فَقيل بِالْحَاء وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ أَي الْفرج وَالْمرَاد بِهِ الْإِشَارَة إِلَى تَحْرِيم الزِّنَا.
وَالْآخر بِالْخَاءِ والزاء المعجمتين وَهُوَ يُعَارض الْمَذْكُور هُنَا لَكِن الأول هُوَ الصَّوَاب قَالَه عبد الْحق.
- قَوْله وَلَا يجوز للرِّجَال التحلي بِالذَّهَب وَالْفِضَّة إِلَّا بالخاتم والمنطقة وَحلية السَّيْف وَقد جَاءَ فِي إِبَاحَة ذَلِك آثَار انْتَهَى.
فَأَما الْخَاتم فَفِيهِ أَحَادِيث مَشْهُورَة مِنْهَا حَدِيث أنس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ خَاتمًا من فضَّة لَهُ فص حبشِي» مُتَّفق عَلَيْهِ وَله طرق.
وَأما المنطقة فَلم أره لَكِن نقل ابْن سيد النَّاس فِي السِّيرَة «أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت لَهُ منْطقَة من أَدِيم منشور ثَلَاث حلقها وإبزيمها وطرفها فضَّة».
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي «أَن عَاصِم بن ثَابت جَاءَ يَوْم أحد بمنطقة فِيهَا خمسين دِينَارا وجدهَا فِي الْعَسْكَر فشدها عَلَى حقوية من تَحت ثِيَابه فنفله رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِك».
وَأما السَّيْف فروَى الثَّلَاثَة فِي السّنَن من طَرِيق جرير بن حَازِم عَن قَتَادَة عَن أنس «كَانَت قبيعة سيف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فضَّة».
وللنسائي «كَانَ نعل سَيْفه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فضَّة وقبيعة سَيْفه من فضَّة وَمَا بَين ذَلِك حلق فضَّة» قَالَ التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ بَعضهم عَن قَتَادَة عَن سعيد بن أبي الْحسن وَصوب هَذَا الْمُرْسل النَّسَائِيّ وَأخرجه هُوَ وَأَبُو دَاوُد.
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق فِي كتاب الْجِهَاد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد قَالَ: «رَأَيْت سيف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا القفار قائمته من فضَّة وَنَعله من فضَّة وَبَين ذَلِك حلق من فضَّة وَهُوَ عِنْد هَؤُلَاءِ» يَعْنِي خلفاء بني الْعَبَّاس.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق مَرْزُوق الصَّقِيل «أَنه صقل سيف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا الفقار وَكَانَت لَهُ قبيعة من فضَّة وَحلق من فضَّة».
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث مزيدة العصري «دخل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْح وَعَلَى سَيْفه ذهب وَفِضة».
وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من طَرِيق هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه «كَانَ سيف الزبير محلى بِفِضَّة وَكَانَ سيف عُرْوَة محلى بِفِضَّة».
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عُثْمَان بن مُوسَى عَن نَافِع عَن ابْن عمر «أَنه تقلد سيف عمر يَوْم قتل عُثْمَان وَكَانَ محلى قلت كم كَانَت حليته قَالَ أَرْبَعمِائَة».
وَمن طَرِيق المَسْعُودِيّ «رَأَيْت فِي بَيت الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن سَيْفا قبيعته من فضَّة فَقلت سيف من هَذَا قَالَ سيف عبد الله بن مَسْعُود».
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى رجل خَاتم صفر فَقَالَ مَالِي أجد مِنْك رَائِحَة الْأَصْنَام وَرَأَى عَلَى آخر خَاتم حَدِيد فَقَالَ مَالِي أرَى عَلَيْك حلية أهل النَّار».
أَصْحَاب السّنَن الثَّلَاثَة وَأحمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى وَابْن حبَان من طَرِيق عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه بِهِ.
وَفِي رِوَايَة الْجَمِيع «ثمَّ جَاءَهُ وَعَلِيهِ خَاتم من شبه».
وَفِي رِوَايَة: «من صفر» فَذكره وَكَلَام الْأَصِيل يُوهم أَن الجائي غير الأول.
زَاد التِّرْمِذِيّ وَأحمد «ثمَّ جَاءَهُ وَعَلِيهِ خَاتم من ذهب فَقَالَ مَالِي أرَى عَلَيْك حلية أهل الْجنَّة».
- حَدِيث عَلّي «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن التَّخَتُّم بِالذَّهَب».
مُسلم وَالْأَرْبَعَة من حَدِيث عَلّي فَذكره بِزِيَادَة.
وَفِي الْبَاب عَن ابْن عَبَّاس «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي يَد رجل خَاتمًا من ذهب فَنَزَعَهُ وَطَرحه وَقَالَ يعمد أحدكُم إِلَى جَمْرَة من نَار فيجعلها فِي يَده» أخرجه مُسلم.
وَعَن أبي هُرَيْرَة مثل حَدِيث عَلَي أخرجه مُسلم.
وَعَن الْبَراء فِي حَدِيث: «نَهَانَا عَن سبع» فَذكره «وَعَن التَّخَتُّم بِالذَّهَب» مُتَّفق عَلَيْهِ.
- حَدِيث: «أَن عرْفجَة بن أسعد أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب فَأَنْتن فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يتَّخذ أنفًا من ذهب».
أَصْحَاب السّنَن الثَّلَاثَة وَأحمد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن طرفَة «أَن جده عرْفجَة» فَذكره وَفِيه: «فَاتخذ أنفًا من ورق فَأَنْتن عَلَيْهِ».
وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن عبد الرَّحْمَن «عَن جده عرْفجَة».
وَفِي أُخْرَى للنسائي نَحوه وَصَححهُ ابْن حبَان وانتقده ابْن الْقطَّان.
وَفِي الْبَاب عَن عبد الله بن عمر «أَن أَبَاهُ سَقَطت تنيته فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يشدها بِذَهَب» أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من رِوَايَة أبي الرّبيع السمان عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه.
وَعَن عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول أخرجه ابْن قَانِع.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي تَرْجَمَة أنس من طَرِيق مُحَمَّد بن سَعْدَان عَن أَبِيه: «رَأَيْت أنس بن مَالك يطوف بِهِ بنوه حول الْكَعْبَة عَلَى سواعدهم وَقد شدوا أَسْنَانه بِذَهَب».
وَفِي رِوَايَة الْمسند عَن من رَأَى عُثْمَان «أَنه ضبب أَسْنَانه بِذَهَب».
وَعند ابْن سعد عَن ابْن جريج «أَن ابْن شهَاب سُئِلَ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ وَقد شدّ عبد الْملك بن مَرْوَان أَسْنَانه بِذَهَب».
قَالَ أخبرنَا أَبُو قطن «رَأَيْت بعض أَسْنَان عبد الله بن عون مشدودة بِذَهَب».
وَعَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن مولَى مُوسَى بن طَلْحَة قَالَ: «رَأَيْت مُوسَى بن طَلْحَة قد شدّ أَسْنَانه بِذَهَب».
- قَوْله رَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بعض أَصْحَابه بذلك يَعْنِي ربط الْخَيط فِي الإصبع ليذكره الْحَاجة.
لم أَجِدهُ هَكَذَا.
وَإِنَّمَا أخرج أَبُو يعلي من حَدِيث ابْن عمر «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أشْفق من الْحَاجة أَن ينساها ربط فِي إصبعه خيطا لَهُ ليذكرها».
وَفِي إِسْنَاده سَالم بن عبد الْأَعْلَى وَفِي تَرْجَمته ذكره ابْن حبَان وَابْن عدي والعقيلي وَهُوَ مَتْرُوك. وَنقل التِّرْمِذِيّ عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ مُنكر وَابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه أَنه بَاطِل كِلَاهُمَا فِي الْعِلَل.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث وَاثِلَة بن الْأَسْقَع «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا أَرَادَ الْحَاجة أوثق فِي خَاتمه خيطا» وَفِيه بشر بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ وَفِي تَرْجَمته ذكره ابْن عدي وَقَالَ إِنَّه مِمَّن يضع الحَدِيث.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من حَدِيث رَافع بن خديج «رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربط فِي إصبعه خيطا فَقلت مَا هَذَا يَا رَسُول الله قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء أستذكر بِهِ» أوردهُ بِإِسْنَادَيْنِ فِي أَحدهمَا غياث بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ مِمَّن يضع الحَدِيث وَفِي الآخر بَقِيَّة عَن أبي عبد الرَّحْمَن مولَى بن تَمِيم وَهُوَ مَجْهُول.
وَقد ورد مَا يُخَالف هَذَا من حَدِيث أنس رَفعه: «من حول خَاتمه أَو عمَامَته أَو علق خيطا ليذكره فقد أشرك بِاللَّه تَعَالَى إِن الله عَزَّ وَجَلَّ هُوَ يذكر الْحَاجَات» أخرجه ابْن عدي فِي تَرْجَمَة بشر بن الْحُسَيْن وَهُوَ مَتْرُوك.
- قَوْله رَوَى عَن عَلي وَابْن عَبَّاس «فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَا يبدين زينتهن إِلَّا مَا ظهر مِنْهَا} قَالَا هُوَ الْكحل والخاتم».
أما عَلَي فَلم أجد ذَلِك عَنهُ.
وَأما ابْن عَبَّاس فَأخْرجهُ الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة مُسلم الْملَائي عَن سعيد بن جُبَير عَنهُ.
وَذكره ابْن أبي شيبَة عَن عِكْرِمَة وَسَعِيد بن جُبَير وَأبي صَالح من قَوْلهم وَكَذَا ذكره عبد الرَّزَّاق عَن قَتَادَة.
وَقد ورد مَا يُخَالف ذَلِك فروَى الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عبد الله بن مُسلم بن هُرْمُز عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «الْوَجْه والكفان».
وَمن حَدِيث عَائِشَة مثله مَوْقُوفا.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: «هِيَ الثِّيَاب» وَإِسْنَاده قوي.
- حَدِيث: «من نظر إِلَى محَاسِن امْرَأَة أَجْنَبِيَّة عَن شَهْوَة صب فِي عَيْنَيْهِ الآنك يَوْم الْقِيَامَة».
لم أَجِدهُ.
وَهَذَا الْوَعيد ورد فِيمَن اسْتمع إِلَى حَدِيث قوم وهم لَهُ كَارِهُون صب فِي أُذُنَيْهِ إِلَى آخِره أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس.
- حَدِيث: «من مس كف امْرَأَة لَيْسَ مِنْهَا بسبيل وضع عَلَى كَفه جَمْرَة يَوْم الْقِيَامَة».
لم أَجِدهُ.
- حَدِيث: «أَن أَبَا بكر كَانَ يُصَافح الْعَجَائِز».
لم أَجِدهُ أَيْضا.
- حَدِيث: «أَن عبد الله بن الزبير اسْتَأْجر عجوزا لتمرضه وَكَانَت تغمز رجلَيْهِ وتفلي رَأسه».
لم أَجِدهُ أَيْضا.
- حَدِيث: «أبصرهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا».
التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجه من حَدِيث الْمُغيرَة بن شُعْبَة «خطب امْرَأَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْظُر إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا» قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن وَمَعْنَاهُ أَن يُؤْدم الْمَوَدَّة بَيْنكُمَا.
قَالَ وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة وَجَابِر وَأنس وَمُحَمّد بن مسلمة وَأبي حميد انْتَهَى.
فَأَما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأخْرجهُ مُسلم من طَرِيق أبي حَازِم عَنهُ قَالَ: «خطب رجل امْرَأَة من الْأَنْصَار فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ فَانْظُر إِلَيْهَا فَإِن فِي أعين الْأَنْصَار شَيْئا».
وَأما حَدِيث جَابر فَأخْرجهُ أَبُو دَاوُد من رِوَايَة وَاقد بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر رَفعه: «إِذا خطب أحدكُم الْمَرْأَة فَإِن اسْتَطَاعَ أَن ينظر إِلَى مَا يَدعُوهُ إِلَى نِكَاحهَا فَلْيفْعَل» وَذكر فِي الحَدِيث قصَّة مَوْقُوفَة وَإِسْنَاده حسن.
وَأما حَدِيث أنس فَأخْرجهُ أحمد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن حبَان كلهم من طَرِيق معمر عَن ثَابت عَن أنس «أَن الْمُغيرَة خطب امْرَأَة» الحَدِيث.
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن مسلمة فَأخْرجهُ ابْن ماجه وَأحمد وَإِسْحَاق وَالطَّيَالِسِي وَابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق وَابْن حبَان وَالْحَاكِم من طَرِيق مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة عَن مُحَمَّد بِلَفْظ: «إِذا ألْقَى الله تَعَالَى فِي قلب امْرِئ مِنْكُم خطْبَة امْرَأَة فلا بأس أَن ينظر إِلَيْهَا» وَفِيه قصَّة لمُحَمد ابْن مسلمة.
وَسَمَّى أحمد وَابْن أبي شيبَة الْمَرْأَة الَّتِي خطبهَا مُحَمَّد بثينة بنت الضَّحَّاك وأبهمت فِي رِوَايَة الْحَاكِم وَغَيره.
وَأما حَدِيث أبي حميد فَأخْرجهُ إِسْحَاق وَالطَّبَرَانِيّ بِلَفْظ: «إِذا خطب أحدكُم امْرَأَة فَلَا جنَاح عَلَيْهِ أَن ينظر إِلَيْهَا إِذا كَانَ إِنَّمَا ينظر إِلَيْهَا للخطبة».
- حَدِيث أبي هُرَيْرَة «الرّكْبَة من الْعَوْرَة».
تقدم فِي الصَّلَاة من حَدِيث عَلَي.
- قَوْله وَأَبْدَى الْحُسَيْن بن عَلّي سرته فقبلها أَبُو هُرَيْرَة كَذَا فِيهِ.
وَالْمَحْفُوظ الْحسن.
فَأخْرج أحمد وَابْن حبَان وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عُمَيْر بن إِسْحَاق «كنت أَمْشِي مَعَ الْحسن ابْن عَلّي فلقينا أَبُو هُرَيْرَة فَقَالَ لِلْحسنِ اكشف لي عَن بَطْنك حَتَّى أقبل حَيْثُ رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبله فكشف عَن بَطْنه فَقبل سرته».
وَفِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ «فَرفع عَن بَطْنه وَوضع يَده عَلَى سرته».
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لجرهد أما علمت أَن الْفَخْذ عَورَة».
مَالك عَن أبي النَّضر عَن زرْعَة بن عبد الرَّحْمَن بن جرهد عَن أَبِيه «كَانَ جرهد من أَصْحَاب الصّفة قَالَ جلس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندنَا وفخذي منكشفة فَقَالَ أما علمت أَن الْفَخْذ عَورَة» هَكَذَا أخرجه أَبُو دَاوُد من هَذَا الْوَجْه.
وَأخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم من طَرِيق ابْن عُيَيْنَة عَن أبي النَّضر عَن زرْعَة بن مُسلم بن جرهد عَن جده جرهد قَالَ: «مر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجرهد» فَذكر نَحوه.
وَمن رِوَايَة معمر عَن أبي الزِّنَاد أَخْبرنِي ابْن جرهد عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مر بِهِ» الحَدِيث.
وَمن رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل عَن عبد الله بن جرهد الْأَسْلَمِيّ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الْفَخْذ عَورَة».
وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد حَدثنِي آل جرهد عَن جرهد.
وَأخرجه أحمد وَابْن حبَان من طَرِيق مَالك وَقَالَ ابْن حبَان من زعم أَنه زرْعَة بن مُسلم فقد وهم.
وَفِي الْبَاب عَن عَلي رَفعه: «لَا تكشف فخذك وَلَا تنظر إِلَى فَخذ حَيّ وَلَا ميت» أخرجه أَبُو دَاوُد من رِوَايَة ابْن جريج أخْبرت عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن عَاصِم بن ضَمرَة عَنهُ.
وَأخرجه ابْن ماجه وَالْحَاكِم من وَجه آخر عَن ابْن جريج فَقَالَ عَن حبيب وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي الْعِلَل عَن أَبِيه لم يسمعهُ ابْن جريج من حبيب وَلَا حبيب من عَاصِم.
وَعَن ابْن عَبَّاس رَفعه: «الْفَخْذ عَورَة» أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَأحمد وَالْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ.
وَعَن مُحَمَّد بن عبد الله بن جحش «كنت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمر عَلَى معمر وَهُوَ جَالس عَلَى بَاب دَاره وَفَخذه مكشوفة فَقَالَ لَهُ يَا معمر غط فخذك فَإِن الْفَخْذ عَورَة» أخرجه أحمد وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم والطَّحَاوِي وَالْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وعلقه فِي صَحِيحه مَعَ حَدِيث ابْن عَبَّاس وجرهد.
ويعارض هَذِه الْأَحَادِيث حَدِيث أنس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا خَيْبَر فصلينا عِنْدهَا صَلَاة الْغَدَاة بِغَلَس فَركب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَركب أَبُو طَلْحَة وَأَنا رَدِيف أبي طَلْحَة فَأَجْرَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زقاق خَيْبَر ثمَّ حسر الْإِزَار عَن فحذه حَتَّى أَنى لأنظر إِلَى بَيَاض فَخذه» الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ هَكَذَا.
والْحَدِيث عِنْد مُسلم بِلَفْظ: «فانحسر» وَمَال الْإِسْمَاعِيلِيّ إِلَى ترجيحها.
قلت لَكِن لَا فرق فِي نَظَرِي بَين الرِّوَايَتَيْنِ من جِهَة أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يقر عَلَى ذَلِك لَو كَانَ حَرَامًا فَاسْتَوَى الْحَال بَين أَن يكون حسره بِاخْتِيَارِهِ أَو انحسر بِغَيْر اخْتِيَاره وَالله أعلم.
- حَدِيث: «غض بَصرك إِلَّا عَن أمتك وامرأتك».
لم أره بِهَذَا اللَّفْظ.
وَالَّذِي عِنْد الْأَرْبَعَة وَالْحَاكِم من طَرِيق بهز بن حَكِيم عَن أَبِيه عَن جده «قلت يَا رَسُول الله عوراتنا مَا نأتي مِنْهَا وَمَا نذر قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احفظ عورتك إِلَّا من زَوجتك أَو مَا ملكت يَمِينك».
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق وَالطَّبَرَانِيّ من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم عَن سعد ابْن مَسْعُود الْكِنْدِيّ قَالَ: «أَتَى عُثْمَان بن مَظْعُون رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول الله أَنِّي أستحي أَن يرَى أَهلِي عورتي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلم وَقد جعلك الله تَعَالَى لَهُم لباسا وجعلهم لَك قَالَ أكره ذَلِك قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُنَّ يرونه مني وَأرَاهُ مِنْهُنَّ قَالَ أَنْت قَالَ أَنا قَالَ فَمن بعْدك إِذا يَا رَسُول الله قَالَ فَلَمَّا أدبر قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن ابْن مَظْعُون لحيي ستير».
- حَدِيث: «إِذا أَتَى أحدكُم أَهله فليستتر مَا اسْتَطَاعَ وَلَا يتجردان تجرد الْبَعِير».
ابْن ماجه وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عتبَة بن عبد بِلَفْظ: «وَلَا يتجرد».
وَأخرجه النَّسَائِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عدي من حَدِيث عبد الله بن سرجس بِلَفْظ: «إِذا أَتَى أحدكُم أَهله فليلق عَلَى عَجزه وعجزها شَيْئا وَلَا يتجردان تجرد العيرين».
أوردهُ من رِوَايَة زُهَيْر بن مُحَمَّد عَن عَاصِم وَالْمَحْفُوظ عَن عَاصِم عَن أبي قلَابَة مُرْسلا.
كَذَلِك أخرجه ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق.
وَأخرجه ابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار وَابْن عدي والعقيلي وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أبي وَائِل عَن عبد الله بن مَسْعُود كَالَّذي قبله.
قَالَ الْبَزَّار تفرد بِهِ منْدَل عَن الْأَعْمَش وَأَخْطَأ فِيهِ وَقد ذكر شريك أَنه كَانَ عِنْد الْأَعْمَش وَعِنْده عَاصِم ومندل فَحدث عَاصِم عَن أبي قلَابَة بِهَذَا مُرْسلا فَكَأَن مندلا ظَنّه عَن الْأَعْمَش وَقَالَ أبو زرْعَة أَخطَأ فِيهِ منْدَل وَنقل الْعقيلِيّ أَن الْأَعْمَش بلغه ذَلِك فَقَالَ كذب منْدَل إِنَّمَا هُوَ عَن عَاصِم عَن أبي قلَابَة.
وَهَذَا كُله يدل عَلَى أَن الَّذِي أخرجه الطَّبَرَانِيّ عَن عَلي بن عبد الْعَزِيز عَن أبي غَسَّان عَن إِسْرَائِيل عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل عَن ابْن مَسْعُود خطأ إِمَّا من إِسْرَائِيل أَو مِمَّن دونه وَالله أعلم.
وَفِي الْبَاب عَن أبي أُمَامَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ بِلَفْظ منْدَل.
وَعَن أبي هُرَيْرَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَزَّار بِلَفْظ: «إِذا أَتَى أحدكُم أَهله فليستتر فَإِنَّهُ إِذا لم يسْتَتر استحيت الْمَلَائِكَة فَخرجت وبقى الشَّيْطَان فَإِذا كَانَ بَينهمَا ولد كَانَ للشَّيْطَان فِيهِ نصيب» وَفِي إِسْنَاده ضعف.
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي بَاب الاستتار عِنْد الْجِمَاع من حَدِيث ابْن عمر رَفعه: «إيَّاكُمْ والتعري فَإِن مَعكُمْ من لَا يفارقكم إِلَّا عِنْد الْغَائِط وَحين يُفْضِي الرجل إِلَى أَهله».
- قَوْله وَلِأَن ذَلِك يُورث النسْيَان لوُرُود الْأَثر يَعْنِي النّظر إِلَى الْعَوْرَة.
لم أَجِدهُ.
وَورد أَن ذَلِك يُورث الْعمي أخرجه ابْن عدي وَابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء من طَرِيق بَقِيَّة عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس رَفعه: «إِذا جَامع أحدكُم زَوجته فَلَا ينظر إِلَى فرجهَا فَإِن ذَلِك يُورث الْعَمى» قَالَ ابْن حبَان هَذَا مَوْضُوع وَكَأن بَقِيَّة سَمعه من كَذَّاب فأسقطه وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه مَوْضُوع وَأورد الْأَزْدِيّ فِي الضُّعَفَاء فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن أبي هُرَيْرَة مثله وَفِي إِسْنَاده من لا يقبل قَوْله.
- قَوْله وَكَانَ ابْن عمر يَقُول: «الأولَى أَن ينظر ليَكُون أبلغ فِي تَحْصِيل مَعْنَى اللَّذَّة» لم أَجِدهُ.
- حَدِيث: «العينان تزنيان وزناهما النّظر وَالْيَدَانِ تزنيان وزناهما الْبَطْش».
مُسلم من طَرِيق سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة بِهِ فِي حَدِيث.
وَفِي الْمُتَّفق من طَرِيق ابْن عَبَّاس عَن أبي هُرَيْرَة.
- حَدِيث: «لا تسافر الْمَرْأَة ثَلَاثَة أَيَّام وَمَعَهَا زَوجهَا أَو ذُو محرم مِنْهَا».
مُسلم من حَدِيث أبي سعيد بِلَفْظ: «فَوق ثَلَاث» وَهُوَ فِي البُخَارِيّ «يَوْمَيْنِ».
واتفقا عَلَيْهِ من حَدِيث ابْن عمر بِلَفْظ: «فَوق ثَلَاث».
وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ «ثَلَاثَة أيام».
وَفِي رِوَايَة لَهما عَن أبي هُرَيْرَة «مسيرَة يَوْم وَلَيْلَة».
وَفِي رِوَايَة لمُسلم «مسيرَة لَيْلَة».
وَفِي لفظ «يَوْم».
وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان وَالْحَاكِم بِلَفْظ: «بريد».
وَقد تقدم فِي كتاب الْحَج مُسْتَوفى.
- حَدِيث: «لَا يخلون رجل بِامْرَأَة لَيْسَ مِنْهَا بسبيل فَإِن الشَّيْطَان ثالثهما».
التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عمر فِي أثْنَاء حَدِيث قَالَ فِيهِ «أَلا لا يخلون رجل بِامْرَأَة إِلَّا كَانَ ثالثهما الشَّيْطَان» وَصَححهُ ابْن حبَان وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث جَابر بن سَمُرَة بِلَفْظ: «وَلَا يخلون رجل بِامْرَأَة فَإِن الشَّيْطَان ثالثهما».
وَأخرج أحمد من رِوَايَة عَاصِم بن عبيد الله عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن أبيه نَحوه.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن ابْن عمر نَحوه.
وَفِي الْمَعْنى مَا أخرجه مُسلم عَن جَابر رَفعه: «لا يبيتن رجل عِنْد امْرَأَة إِلَّا أَن يكون ناكحا أَو ذَا محرم».
- حَدِيث: «كَانَ عمر إِذا رَأَى جَارِيَة مُتَقَنعَة علاها بِالدرةِ وَقَالَ ألقِي عَنْك الْخمار يَا دفار أتتشبهين بالحرائر».
لم أَجِدهُ.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق نَافِع عَن صَفِيَّة بنت أبي عبيد قَالَت «خرجت امْرَأَة مختمرة متجلببة فَقَالَ عمر من هَذِه الْمَرْأَة فَقيل جَارِيَة لفُلَان من بنيه فَأرْسل إِلَى حَفْصَة مَا حملك عَلَى أَن تخمري هَذِه الْأمة وتجلببيها حَتَّى هَمَمْت أَن أقع بهَا لَا تشبهوا الإماء بالمحصنات».
قَالَ الْبَيْهَقِيّ والْآثَار بذلك عَن عمر صَحِيحه وَقد تقدم فِي شُرُوط الصَّلَاة.
- حَدِيث عَائِشَة «الخصاء مثلة».
لم أَجِدهُ عَنْهَا.
وَلَكِن ذكر ابْن أبي شيبَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «خصاء الْبَهَائِم مثلة ثمَّ تلا: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}».
وَأخرجه عبد الرَّزَّاق عَن مُجَاهِد نَحوه.
وَعَن شهر بن حَوْشَب قَالَ: «الخصاء مثلة».
- قَوْله قَالَ سعيد وَالْحسن «لا تغرنكم سُورَة النُّور فَإِنَّهَا فِي الْإِنَاث دون الذُّكُور».
لم أَجِدهُ بِهَذَا اللَّفْظ.
لَكِن ذكر ابْن أبي شيبَة من رِوَايَة طَارق عَن سعيد بن الْمسيب «لَا تغرنكم الْآيَة: {إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم} إِنَّمَا عني بِهِ الْإِمَاء وَلم يعن بِهِ العبيد».
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا عبد الْأَعْلَى عَن هِشَام عَن الْحسن «أَنه كره أَن يدْخل الْمَمْلُوك عَلَى مولاته بِغَيْر إِذْنهَا».
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن الْعَزْل عَن الْحرَّة إِلَّا بِإِذْنِهَا وَقَالَ لمولى أمة اعزل عَنْهَا إِن شِئْت».
قلت هما حديثان.
الأول أخرجه ابْن ماجه وَأحمد وَالدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة عَن عمر بِهَذَا إِلَى قَوْله: «بِإِذْنِهَا».
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الصَّوَاب عَن الزُّهْرِيّ عَن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر مُرْسل.
والْحَدِيث الثَّانِي أخرجه مُسلم من حَدِيث جَابر قَالَ: «جَاءَ رجل من الْأَنْصَار إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِن لي جَارِيَة أَطُوف عَلَيْهَا وَأَنا أكره أَن تحمل قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعزل عَنْهَا إِن شِئْت فَإِنَّهُ سيأتيها مَا قدر لَهَا» الحَدِيث.
- حَدِيث: «أَلا لَا تُوطأ الحبالى حَتَّى يَضعن حَملهنَّ ولَا الحيالى حَتَّى يستبرئن بِحَيْضَة».
قَالَه فِي سَبَايَا أَوْطَاس.
أَبُو دَاوُد من حَدِيث أبي سعيد بِلَفْظ: «لَا تُوطأ حَامِل حَتَّى تضع وَلَا غير ذَات حمل حَتَّى تحيض حَيْضَة» وَصَححهُ الْحَاكِم.
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة عَن أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن دَاوُد بن أبي هِنْد قلت لِلشَّعْبِيِّ «إِن أَبَا مُوسَى نهَى يَوْم فتح تستر أَن لَا تُوطأ الحبالى وَلَا يُشَارك الْمُشْركُونَ فِي أَوْلَادهم فَإِن المَاء يزِيد فِي الْوَلَد أهوَ شَيْء قَالَه بِرَأْيهِ أم رَوَاهُ فَقَالَ الشّعبِيّ نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أَوْطَاس أَن تُوطأ حَامِل حَتَّى تضع أَو حَائِل حَتَّى تستبرأ».
وَأخرج عبد الرَّزَّاق الحَدِيث الْمُرْسل بِدُونِ قصَّة أبي مُوسَى من وَجه آخر عَن الشّعبِيّ.
وَفِي الْبَاب عَن رويفع بن ثَابت رَفعه: «لَا يحل لامرئ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يَقع عَلَى امْرَأَة من السَّبي حَتَّى يَسْتَبْرِئهَا» الحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد.
وَأخرجه من وَجه آخر وَزَاد: «حَتَّى يَسْتَبْرِئهَا بِحَيْضَة» وَصَححهُ ابْن حبَان.
وَعَن عَلّي قَالَ: «نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن تُوطأ الْحَامِل حَتَّى تضع أَو الْحَائِل حَتَّى تستبرأ بِحَيْضَة» أخرجه ابْن أبي شيبَة.
وَعَن ابْن عَبَّاس نَحوه أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عانق جعفرا حِين قدم من الْحَبَشَة وَقبل بَين عَيْنَيْهِ».
الْحَاكِم من حَدِيث ابْن عمر قَالَ: «وَجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَر بن أبي طَالب إِلَى بِلَاد الْحَبَشَة فَلَمَّا قدم مِنْهَا اعتنقه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقبل بَين عَيْنَيْهِ».
وَمن حَدِيث جَابر «لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خَيْبَر قدم جَعْفَر من الْحَبَشَة فَتَلقاهُ فَقبل جَبهته» وَقَالَ فَذكر نَحوه.
وَأخرجه عَن الشّعبِيّ مُرْسلا لَيْسَ فِيهِ جَابر.
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل من وَجه آخر عَن جَابر.
وَأخرجه مُرْسلا أَيْضا أَبُو دَاوُد وَابْن أبي شيبَة وَالطَّبَرَانِيّ بِلَفْظ عَن الشّعبِيّ «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلقى جعفرا فَالْتَزمهُ وَقبل مَا بَين عَيْنَيْهِ».
وَاخْتلف فِيهِ عَن الشّعبِيّ فَقيل عَنهُ عَن جَابر وَقيل عَنهُ عَن عبد الله بن جَعْفَر.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالصَّغِير من طَرِيق عون بن أبي جُحَيْفَة عَن أَبِيه قَالَ: «قدم جَعْفَر من الْحَبَشَة فَقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَين عَيْنَيْهِ» وَقَالَ نَحوه.
وَفِي الْبَاب عَن عَائِشَة ابْن عِنْد أبي عدي وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.
وَعَن إِسْمَاعِيل ابْن عبد الله بن جَعْفَر عَن أَبِيه قَالَ: «لما قدم جَعْفَر من الْحَبَشَة» فَذكر نَحوه أخرجه الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عَائِشَة قَالَت «قدم زيد بن حَارِثَة الْمَدِينَة فقرع الْبَاب وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي فَقَامَ إِلَيْهِ عُريَانا يجر ثَوْبه وَالله مَا رَأَيْته عُريَانا لَا قبله وَلَا بعده فاعتنقه وَقَبله» وَقَالَ حسن غَرِيب.
وَأخرجه أَبُو نعيم فِي الدَّلَائِل من هَذَا الْوَجْه مطولا وَفِيه قصَّة أم قرفة.
وَرَوَى ابْن سعد فِي تَرْجَمَة نعيم بن عبد الله النحام «أَنه هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فِي أَرْبَعِينَ نَفرا من أَهله فَأَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاعتنقه وَقَبله».
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن المكامعة وَهِي المعانقة وَعَن المكاعمة وَهِي التَّقْبِيل».
ابْن أبي شيبَة وَابْن ماجه عَنهُ من حَدِيث يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عَيَّاش بن عَبَّاس عَن أبي الْحصين عَن أبي عَامر الحجري عَن أبي رَيْحَانَة قَالَ: «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن مكاعمَّة الْمَرْأَة الْمَرْأَة لَيْسَ بَينهمَا شَيْء وَعَن مكامعة الرجل الرجل لَيْسَ بَينهمَا شَيْء».
وَأخرجه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من وَجه آخر عَن عَيَّاش مُخْتَصرا فِي أثْنَاء حَدِيث أَوله «نهَى عَن عشرَة أَشْيَاء».
وَأخرجه أَبُو عبيد فِي الْغَرِيب من طَرِيق اللَّيْث عَن عَيَّاش رَفعه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنه نهَى عَن المكاعمة أَو المكامعة».
وَفِي الْبَاب عَن أنس قَالَ: «قَالَ رجل يَا رَسُول الله الرجل منا يلقى أَخَاهُ أينحني لَهُ قَالَ لَهُ قَالَ أفيلتزمه ويقبله قَالَ لَا قَالَ أيأخذ بِيَدِهِ ويصافحه قَالَ نعم» أخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ.
ويعارضه مَا وَقع فِي حَدِيث الْإِفْك عَن عَائِشَة «فَقَالَ أَبُو بكر لعَائِشَة قومِي فقبلي رَأس رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وَرَوَى الْأَرْبَعَة إِلَّا النَّسَائِيّ من حَدِيث ابْن عمر «أَنه كَانَ فِي مشربَة قَالَ فَدَنَوْنَا من النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقبلنَا يَده».
وَرَوَى الْأَرْبَعَة إِلَّا ابْن ماجه من حَدِيث عَائِشَة «كَانَت أَي فَاطِمَة بنت النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وسم إِذا دخلت إِلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فقبلها وأجلسها فِي مَجْلِسه» الحَدِيث.
وَرَوَى الْأَرْبَعَة إِلَّا أَبَا دَاوُد عَن صَفْوَان بن عَسَّال «أَن قوما من الْيَهُود قبلوا يَد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرجلَيْهِ».
وَرَوَى أَبُو دَاوُد وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد من حَدِيث الزَّارِع ابْن عَامر قَالَ: «فَجعلنَا نتبادر من رواحلنا ونقبل يَد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرجلَيْهِ».
وَرَوَى الْأَرْبَعَة إِلَّا النَّسَائِيّ من حَدِيث عَائِشَة «أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عَلَى عُثْمَان بن مَظْعُون وَهُوَ ميت فأكب عَلَيْهِ وَقَبله ثمَّ بَكَى حَتَّى رَأَيْت دُمُوعه تسيل عَلَى وجنتيه» وَأخرجه الْحَاكِم.
وَأخرج أَبُو دَاوُد من حَدِيث أسيد بن حضير فِي قصَّة «فَرفع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن قَمِيصه فَاحْتَضَنَهُ وَجعل يقبل كشحه».
وَرَوَى الْحَاكِم من طَرِيق عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه فِي قصَّة قَالَ: «ثمَّ أذن لَهُ فَقبل رَأسه وَرجلَيْهِ».
وَأخرجه الْبَزَّار قلت وَجمع ابْن الْمقري جُزْءا فِي تَقْبِيل الْيَد فِيهِ أَحَادِيث وآثار سمعناه.
- قَوْله وَقد صَحَّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقبل نِسَاءَهُ وَهُوَ صَائِم ويضاجعهن وَهن حيض.
أما الأول فمتفق عَلَيْهِ من حَدِيث عَائِشَة «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل وَهُوَ صَائِم ويباشر وَهُوَ صَائِم».
وَفِي لفظ «فِي رَمَضَان».
وَلمُسلم عَن حَفْصَة نَحوه.
وَلَهُمَا عَن أبي سَلمَة نَحوه.
وَلأبي دَاوُد وَأحمد من وَجه آخر عَنْهَا «كَانَ يقبلهَا وَهُوَ صَائِم ويمص لسانها».
وَأما الثَّانِي فمتفق عَلَيْهِ من عَائِشَة «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمر إحدانا إِذا كَانَت حَائِضًا أَن تتزر ثمَّ يضاجعها» وَفِي لفظ «ثمَّ يُبَاشِرهَا».
وللبخاري عَن أم سَلمَة «بَيْنَمَا أَنا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعَة فِي الخميلة حِضْت فانسللت فَأخذت ثِيَاب حيضتي فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنفست قلت نعم فدعاني فاضطجعت مَعَه فِي الخميلة».
- حَدِيث: «من صَافح أَخَاهُ الْمُسلم وحرك يَده تناثرت عَنهُ ذنُوبه».
الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث حُذَيْفَة رَفعه: «إِن الْمُؤمن إِذا لقى الْمُؤمن فَسلم عَلَيْهِ وَأخذ بِيَدِهِ فصافحه تناثرت خَطَايَاهما كَمَا يَتَنَاثَر ورق الشّجر».
وللبيهقي فِي الشّعب عَن يزِيد بن الْبَراء عَن أَبِيه «دخلت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَحَّبَ بِي وَأخذ بيَدي وَقَالَ لَا يلقى مُسلم مُسلما فيرحب بِهِ وَيَأْخُذ بِيَدِهِ إِلَّا تناثرت الذُّنُوب بَينهمَا كَمَا يَتَنَاثَر ورق الشّجر».
وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجه وَأحمد من وَجه آخر عَن الْبَراء بِلَفْظ: «مَا من مُسلمين يَلْتَقِيَانِ فيتصافحان إِلَّا غفر لَهما قبل أَن يَتَفَرَّقَا».
وَلأبي دَاوُد عَن أبي ذَر «مَا لقِيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا صَافَحَنِي» الحَدِيث وَفِيه: «أَنه اعتنقه مرّة».
وللترمذي عَن ابْن مَسْعُود رَفعه: «من تَمام التَّحِيَّة الْأَخْذ بِالْيَدِ» وإِسْنَاده ضَعِيف.
وَله من حَدِيث أبي أُمَامَة رَفعه: «من تَمام عِيَادَة الْمَرِيض أَن يضع أحدكُم يَده عَلَى جَبهته وَمن تَمام التَّحِيَّة المصافحة».
وَفِي الْبَاب فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي حَدِيث كَعْب بن مَالك الطَّوِيل «فَقَامَ إِلَي أَبُو طَلْحَة يُهَرْوِل حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنأَنِي».
وللبخاري عَن قَتَادَة «قلت لأنس أَكَانَت المصافحة فِي أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نعم».
- حَدِيث: «الجالب مَرْزُوق والمحتكر مَلْعُون».
ابْن ماجه وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْحَاكِم والدارمي وَعبد الرَّزَّاق وَأَبُو يعْلى من حَدِيث عمر وَفِي إِسْنَاده عَلّي بن سَالم وَفِي تَرْجَمته ذكره الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء.
وَفِي الْبَاب عَن معمر بن عبد الله رَفعه: «لَا يحتكر إِلَّا خاطئ» أخرجه مُسلم.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهَى عَن تلقي الجلب وَعَن تلقي الركْبَان».
أما الأول فَأخْرجهُ مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: «نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن تلقي الجلب».
وَفِي رِوَايَة لَهُ «لَا تلقوا الجلب فَمن تَلقاهُ فَاشْتَرَاهُ فَإِذا أَتَى السُّوق فسيده بِالْخِيَارِ».
وَأما الثَّانِي فمتفق عَلَيْهِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس رَفعه: «لَا تلقوا الركْبَان ولايبيع حَاضر لباد».
- حَدِيث: «من احتكر طَعَاما أَرْبَعِينَ لَيْلَة فقد برئ مِنْهُ الله تَعَالَى وَبرئ الله مِنْهُ».
أحمد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية من حَدِيث ابْن عمر وَفِي إِسْنَاده أصبغ بن زيد وَفِي تَرْجَمته أوردهُ ابْن عدي فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه هَذَا حَدِيث مُنكر.
- حَدِيث: «لَا تسعروا فَإِن الله تَعَالَى هُوَ المسعر الْقَابِض الباسط الرازق».
الْأَرْبَعَة إِلَّا النَّسَائِيّ من حَدِيث أنس «غلا السّعر فَقَالَ النَّاس يَا رَسُول الله سعر لنا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن الله تَعَالَى هُوَ المسعر الْقَابِض الباسط الرازق وَإِنِّي لأرجو أَن ألْقَى الله تَعَالَى وَلَيْسَ أحد مِنْكُم يطالبني بمظلمة من دم وَلَا مَال» وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان وَأخرجه أَيْضا الدَّارمِيّ وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى.
وَفِي الْبَاب عَن أبي جُحَيْفَة أخرجه الطَّبَرَانِيّ مثله إِلَّا أَنه قَالَ: «فِي عرض وَلَا مَال».
وَعَن ابْن عَبَّاس مثله أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير.
وَعَن أبي سعيد نَحوه أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَلم يذكر «الْقَابِض الباسط الرازق» وَقَالَ فِي آخِره «فِي دين وَلَا دني».
تَنْبِيه:
لم يَقع فِي شَيْء من طرقه «لَا تسعروا» بِصِيغَة النَّهْي وَإِن كَانَ ذَلِك قد يُسْتَفَاد من سِيَاق الْمَتْن بطرِيق اللُّزُوم.
- قَوْله وَقد صَحَّ «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن فِي الْخمر عشرَة حاملها والمحمولة إِلَيْهِ» الحَدِيث.
التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجه من حَدِيث أنس بِتَمَامِهِ.
وَفِي الْبَاب عَن ابْن عمر أخرجه أَبُو دَاوُد وَأحمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق وَالْبَزَّار من طَرِيق عبد الرَّحْمَن الغافقي وَأبي عَلْقَمَة عَن ابْن عمر أَنَّهُمَا سمعاه يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لعن الله الْخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها وآكل ثمنهَا ومعتصرها وحاملها والمحمولة إِلَيْهِ».
وَأخرجه الْحَاكِم من وَجه آخر عَن ابْن عمر وَأخرجه إِسْحَاق من طَرِيق مُحَمَّد بن أبي حميد عَن أبي تَوْبَة الْمصْرِيّ سَمِعت ابْن عمر فَذكره بِلَفْظ: «لعن الْخمر وغارسها لا يغرسها إِلَّا للخمر وَلعن مجتنيها وحاملها إِلَى المعصرة وعاصرها وشاربها وبائعها وآكل ثمنهَا ومديرها» وَمُحَمّد ضَعِيف.
وَعَن ابْن عَبَّاس سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «أَتَانِي جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله تَعَالَى لعن الْخمر» الحَدِيث أخرجه ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَأحمد.
وَعَن عبد الله بن مَسْعُود مثل حَدِيث ابْن عمر أخرجه أحمد وَالْبَزَّار.
- حَدِيث: «مَكَّة حرَام لَا تبَاع رباعها وَلَا تورث».
الدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم من حَدِيث أبي حنيفَة عَن عبيد الله بن أبي يزِيد عَن أبي نجيح عَن عبد الله بن عمر رَفعه: «إِن الله تَعَالَى حرم مَكَّة فَحَرَام بيع رباعها وَأكل ثمنهَا وَقَالَ من أكل من أجر بيُوت مَكَّة شَيْئا فَإِنَّمَا يَأْكُل نَارا».
وَفِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ «مَكَّة حرَام وَحرَام بيع رباعها وَحرَام أجر بيوتها».
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وهم أَبُو حنيفَة فِي قَوْله ابْن يزِيد وَإِنَّمَا هُوَ ابْن أبي زِيَاد وَهُوَ القداح وَفِي رَفعه وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف ثمَّ أخرجه من طَرِيق عِيسَى بن يُونُس عَن عبيد الله بن أبي زِيَاد كَذَلِك انْتَهَى.
وَقد رَوَاهُ الْقَاسِم بن الحكم عَن أبي حنيفَة فَقَالَ عَن عبيد الله بن أبي زِيَاد فالوهم فِيهِ من مُحَمَّد بن الْحسن رَاوِيه أَولا عَن أبي حنيفَة.
وَكَذَلِكَ أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ لكنه فِي كتاب الْآثَار قَالَ عَن أبي حنيفَة عَن عبيد الله بن أبي زِيَاد عَلَى الصَّوَاب وَقد رَفعه أَيمن ابْن أم نابل عَن عبيد الله بن أبي زِيَاد أَيْضا فَلم ينْفَرد أَبُو حنيفَة بِرَفْعِهِ.
أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ أَيْضا فِي أَوَاخِر الْحَج وَله طَرِيق أُخْرَى أخرجهَا الدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم من رِوَايَة إِسْمَاعِيل ابْن مهَاجر عَن أَبِيه عَن عبد الله بن باباه عَن عبد الله بن عمر رَفعه: «مَكَّة مناخ لَا تبَاع رباعها وَلَا تؤاجر بيوتها» وَإِسْمَاعِيل قَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَفِي تَرْجَمته أخرجه ابْن عدي والعقيلي فِي الضُّعَفَاء.
وَفِي الْبَاب من مُرْسل مُجَاهِد «مَكَّة حرَام حرمهَا الله تَعَالَى لَا يحل بيع رباعها وَلَا إِجَارَة بيوتها» أخرجه ابْن أبي شيبَة.
وَعَن معمر عَن لَيْث عَن مُجَاهِد وَعَطَاء وَطَاوُس قَالُوا «كَانُوا يكْرهُونَ بيع شَيْء من رباع مَكَّة».
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج «كَانَ عَطاء ينْهَى عَن الْكِرَاء فِي الْحرم وَيَقُول إِن عمر كَانَ ينْهَى أَن تبوب دور مَكَّة لِأَن لَا ينزل الْحَاج فِي عرصاتها فَكَانَ أول من بوب دَاره سُهَيْل بن عَمْرو فلامه عمر فَقَالَ إِنِّي رجل تَاجر فَأَرَدْت أَن أَتَّخِذ بَابا يحبس ظَهْري قَالَ فَلَا إِذا».
وَمن طَرِيق مُجَاهِد أَن عمر قَالَ: «يا أهل مَكَّة لَا تَتَّخِذُوا لدوركم أَبْوَاب لينزل البادي حَيْثُ شَاءَ».
وَعَن معمر أَخْبرنِي بعض أهل مَكَّة «لقد اسْتخْلف مُعَاوِيَة وَمَا لدار مَكَّة بَاب».
تَنْبِيه:
لم أجد فِي شَيْء من طرقه «وَلَا تورث» وَسَتَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى بَقِيَّة أَحَادِيث الْبَاب بعد هَذَا.
- حَدِيث: «من آجر أَرض مَكَّة فَكَأَنَّمَا أكل الرِّبَا».
هَذَا كَأَنَّهُ تَصْحِيف عَن قَوْله: «فَكَأَنَّمَا يَأْكُل نَارا» وَقد مَضَى بَيَانه فِي الَّذِي قبله وَأَنه من رِوَايَة مُحَمَّد بن الْحسن عَن أبي حنيفَة.
وَقد ذكر الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة مَا دَار بَين الشَّافِعِي وَإِسْحَاق بِحَضْرَة أحمد من المناظرة فِي كِرَاء بيُوت مَكَّة واحتجاج إِسْحَاق بقول تَعَالَى: {سَوَاء العاكف فِيهِ والباد} وَجَوَاب الشَّافِعِي بِأَنَّهَا فِي الْمَسْجِد خَاصَّة إِذْ لَو كَانَت فِي جَمِيع مَكَّة لما جَازَ فِيهَا نحر الْبدن وَلَا إبْقَاء الأرواث وَنَحْو ذَلِك واستدلاله بِحَدِيث أُسَامَة بن زيد «وَهل ترك لنا عقيل من دَار» فَلَو كَانَت الْمنَازل لَا تملك لما قَالَ ذَلِك وَأَن أحمد اسْتحْسنَ ذَلِك.
وحديث أُسَامَة مُتَّفق عَلَيْهِ وَقد تقدم «أَن عمر اشْتَرَى دَارا للسجن بِمَكَّة» وعلقه البُخَارِيّ.
وَرَوَى الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي من طَرِيق أبي رَافع قَالَ: «قيل للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلا تنزل مَنْزِلك من الشّعب فَقَالَ وَهل ترك لنا عقيل منزلا» وَكَانَ عقيل قد بَاعَ منَازِل إخْوَته من الرِّجَال وَالنِّسَاء ومنزل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَقيل لَهُ انْزِلْ فِي بعض بيُوت مَكَّة فَأَبَى فَلم يزل مضطربا بالحجون».
وَفِي الْبَاب عَن عَائِشَة قَالَت «قلت يَا رَسُول الله أَلا نَبْنِي لَك بَيْتا يَعْنِي بِمَكَّة قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا إِنَّمَا هِيَ مناخ لمن سبق» هَكَذَا أخرجه أَبُو عبيد فِي كتاب الْأَمْوَال وَالْمَحْفُوظ من هَذَا أَنه فِي منى.
- قَوْله وَلِأَن أَرَاضِي مَكَّة كَانَت تسمى السوائب عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من احْتَاجَ إِلَيْهَا سكنها وَمن اسْتَغنَى عَنْهَا أسكن غَيره.
ابْن ماجه من حَدِيث عَلْقَمَة ابْن فضلَة قَالَ: «توفى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر وَعمر وَمَا تُدعَى رباع مَكَّة إِلَّا السوائب من احْتَاجَ سكن وَمن اسْتَغنَى أسكن».
وَأخرجه ابْن أبي شيبَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالطَّبَرَانِيّ والأزرقي.
- حَدِيث ابْن مَسْعُود «جردوا الْقُرْآن» وَيروَى «جردوا الْمُصحف» ابْن أبي شيبَة من طَرِيق إِبْرَاهِيم عَنهُ بِاللَّفْظِ الأول وَمن وَجه آخر مَوْصُول عَنهُ بِهَذَا وَزَاد: «لَا تلحقوا بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ» وَأخرجه هَكَذَا عبد الرَّزَّاق وَالطَّبَرَانِيّ من وَجه آخر عَن مَسْرُوق عَن ابْن عَبَّاس.
وَقَالَ أَبُو عبيد «كَانَ إِبْرَاهِيم يذهب بِهِ إِلَى نقط الْمَصَاحِف».
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ من وَجه آخر عَن مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود «أَنه كَانَ يكره التعشير فِي الْمُصحف».
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أَرَادَ بقوله: «جردوا الْقُرْآن» لَا تخلطوا بِهِ غَيره وَيُؤَيِّدهُ مَا روينَا فساق عَن قرظة بن كَعْب قَالَ: «لما خرجنَا إِلَى الْعرَاق وَخرج مَعنا عمر فَقَالَ لنا إِنَّكُم تأتون أهل قَرْيَة لَهُم دوِي بِالْقُرْآنِ كَدَوِيِّ النَّحْل فَلَا تشغلوهم بالأحاديث فتصدوهم وجردوا الْقُرْآن».
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث يحْتَمل قَوْله: «جردوا الْقُرْآن» أَمريْن جردوه فِي التِّلَاوَة لَا تخلطوا بِهِ غَيره أَو جردوه فِي الْخط من النقط والتعشير.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنزل وَفد ثَقِيف فِي مَسْجده وهم كفار».
أحمد وَأَبُو دَاوُد وَالطَّبَرَانِيّ من طَرِيق الْحسن عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ «أَن وَفد ثَقِيف لما قدمُوا عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنزلهم الْمَسْجِد ليَكُون أرق لقُلُوبِهِمْ».
وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل من طَرِيق الْحسن «أَن وَفد ثَقِيف أَتَوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضرب لَهُم قبَّة فِي مُؤخر الْمَسْجِد لينظروا إِلَى صَلَاة الْمُسلمين فَقيل لَهُ يَا رَسُول الله أتنزلهم فِي الْمَسْجِد وهم مشركون فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن الأَرْض لَا تنجس إِنَّمَا ينجس ابْن آدم».
وَفِي الْبَاب عَن عَطِيَّة بن سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ قَالَ: «قدم وَفد من ثَقِيف فِي رَمَضَان عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضرب لَهُم قبَّة فِي الْمَسْجِد فَلَمَّا أَسْلمُوا صَامُوا مَعَه».
- قَوْله وَقد صَحَّ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركب البغلة واقتناها.
مُسلم من حَدِيث سَلمَة قَالَ: «لقد قدت نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحسن وَالْحُسَيْن بغلته الشَّهْبَاء حَتَّى أدخلتهم الْحُجْرَة هَذَا قدامه وَهَذَا خَلفه».
وَله من حَدِيث الْعَبَّاس «شهِدت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين فلزمت أَنا وَأَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم نفارقه وَرَسُول الله صَلَّى الله علي وَسلم عَلَى بغلة لَهُ بَيْضَاء أهداها لَهُ فَرْوَة الجذامي» الحَدِيث وَفِيه قَالَ الْعَبَّاس «وَأَنا آخذ بلجام بغلته».
وَفِي سيرة ابْن إِسْحَاق «أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يركب فِي أَسْفَاره بغلته الدلْدل وَعَاشَتْ بعده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَت فِي زمن مُعَاوِيَة».
وَفِي البُخَارِيّ عَن عَمْرو بن الْحَارِث «لم يتْرك رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد مَوته دِينَارا وَلَا درهما وَلَا عبدا وَلَا أمة وَلَا شَيْئا إِلَّا بغلته الْبَيْضَاء الَّتِي كَانَ يركبهَا» الحَدِيث.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث الْبَراء فِي قصَّة حنين «فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بغلته الْبَيْضَاء وَأَن أَبَا سُفْيَان بن الْحَارِث لآخذ بِلِجَامِهَا».
وَعند مُسلم من حَدِيث زيد ابْن ثَابت قَالَ: «بَيْنَمَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِط لبني النجار عَلَى بغلة لَهُ وَنحن مَعَه» فَذكر الحَدِيث فِي التَّعَوُّذ من الْفِتَن.
- قَوْله وَقد صَحَّ «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاد يَهُودِيّا».
بجواره مُحَمَّد بن الْحسن فِي الْآثَار أخبرنَا أَبُو حنيفَة عَن عَلْقَمَة بن مرْثَد عَن ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ: «كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لنا قومُوا بِنَا نعود جارنا الْيَهُودِيّ فأتيناه فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَنْت يَا فلَان ثمَّ عرض عَلَيْهِ الشَّهَادَتَيْنِ ثَلَاث مَرَّات فَقَالَ لَهُ أَبوهُ فِي الثَّالِثَة يَا بني اشْهَدْ فَشهد فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أعتق بِي نسمَة من النَّار».
وَمن هَذَا الْوَجْه أخرجه ابْن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة.
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق من مُرْسل ابْن أبي حُسَيْن نَحوه وَزَاد فِيهِ «وغسله النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكفنه وحنطه وَصَلى عَلَيْهِ».
وَرَوَى ابْن حبَان من حَدِيث أنس «أَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاد جارا لَهُ يَهُودِيّا» وأصل هَذَا عِنْد البُخَارِيّ وَأحمد وَالْحَاكِم مطولا وَلَيْسَ فِيهِ أَنه كَانَ جارا.
وَفِي الْبَاب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «مرض أَبُو طَالب فعاده النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وَعَن أنس «كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا عَاد رجلا عَلَى غير الْإِسْلَام وَلم يجلس عِنْده وَقَالَ كَيفَ أَنْت يَا يَهُودِيّ كَيفَ أَنْت يَا نَصْرَانِيّ بِدِينِهِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ».
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ من دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسَالَك بمعاقد الْعِزّ من عرشك ومنتهى الرَّحْمَة من كتابك وباسمك الْأَعْظَم وبجدك الْأَعْلَى وكلماتك التَّامَّة».
الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَفعه قَالَ: «اثْنَتَا عشرَة رَكْعَة تصليهن من ليل أَو نَهَار وتتشهد بَين كل رَكْعَتَيْنِ فَإِذا تشهدت من آخر صَلَاتك فأثن عَلَى الله وصل عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واقرأ وَأَنت ساجد فَاتِحَة الْكتاب سبع مَرَّات وَقل لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ عَلَى كل شَيْء قدير عشر مَرَّات ثم قل اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك بمعاقد الْعِزّ من عرشك فَذكره وَفِي آخِره ثمَّ سل حَاجَتك ثمَّ ارْفَعْ رَأسك ثمَّ سل يَمِينا وَشمَالًا وَلَا تعلموها السُّفَهَاء فَإِنَّهُم يدعونَ بهَا فيستجاب لَهُم» وَأخرجه ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق عَامر بن خِدَاش عَن عَمْرو بن هَارُون الْبَلْخِي وَنقل تَكْذِيب عَمْرو عَن ابْن معِين قَالَ وَقد صَحَّ النَّهْي عَن الْقِرَاءَة فِي السُّجُود.
قلت وَظَاهر السِّيَاق أَنه يسْجد بَين التَّشَهُّد وَالسَّلَام سَجْدَة زَائِدَة يَقُول فِيهَا ذَلِك وَلَا يخفي مَا فِيهِ وَزعم السرُوجِي أَن هَذَا الحَدِيث فِي الْحِلْية فَلْينْظر قلت وَهُوَ فِي الطَّبَرَانِيّ.
- حَدِيث: «لَهو الْمُؤمن بَاطِل إِلَّا ثَلَاثَة تأدبيه لفرسه ومناضلته عَن قوسه وملاعبته مَعَ أَهله».
أَصْحَاب السّنَن وَأحمد وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عقبَة بن عَامر فِي أثْنَاء حَدِيث طَوِيل.
وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة أخرجه الْحَاكِم بِنَحْوِهِ وَفِي إِسْنَاده سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ ضَعِيف رَوَاهُ عَن ابْن عجلَان عَن سعيد المَقْبُري عَنهُ وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه وَأبي زرْعَة أَخطَأ فِيهِ سُوَيْد وَإِنَّمَا هُوَ عَن ابْن عجلَان عَن ابْن أبي حُسَيْن عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسلا كَذَا رَوَاهُ اللَّيْث وَغَيره عَنهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِم وَقد رَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن أبي حُسَيْن عَن رجل عَن أبي الشعْثَاء وَهُوَ مُرْسل أَيْضا.
وَعَن عمر نَحوه أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَذكره ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء فِي تَرْجَمَة الْمُنْذر بن زِيَاد وَعَن عَطاء قَالَ: «رَأَيْت جَابر بن عبد الله وَجَابِر بن عُمَيْر يرميان فمل أَحدهمَا فَقَالَ الآخر أكسلت قَالَ نعم قَالَ أما سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول كل شَيْء لَيْسَ من ذكر الله تَعَالَى فَهُوَ لَهو وَلعب وَفِي لفظ فَهُوَ سَهْو ولغو إِلَّا أَرْبَعَة ملاعبة الرجل امْرَأَته وتأديبه فرسه وَمَشى الرجل بَين الغرضين وَتعلم الرجل السباحة» أخرجه النَّسَائِيّ وَإِسْحَاق وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَزَّار بِإِسْنَاد حسن.
- حَدِيث: «من لعب بالشطرنج والنردشير فَكَأَنَّمَا غمس يَده فِي دم الْخِنْزِير».
مُسلم من حَدِيث بُرَيْدَة بِلَفْظ: «من لعب بالنردشير فَكَأَنَّمَا صبغ يَده فِي لحم خِنْزِير وَدَمه» وَلم أر فِي الشطرنج ذَلِك.
وَورد فِيهَا أَحَادِيث واهية مِنْهَا عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «مر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقوم يَلْعَبُونَ بالشطرنج فَقَالَ مَا هَذِه الكوبة ألم أَنه عَنْهَا لعن الله من يلْعَب بهَا» أخرجه الْعقيلِيّ وَابْن حبَان فِي تَرْجَمَة مطهر بن الْهَيْثَم وَهُوَ مَتْرُوك وَفِي رِجَاله مَتْرُوكَانِ مَجْهُولَانِ أَيْضا.
وَعَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع رَفعه: «إِن الله تَعَالَى فِي كل يَوْم ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ نظرة لَا ينظر فِيهَا إِلَى صَاحب الشَّاة يَعْنِي الشطرنج» ورده ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن الْحجَّاج المصغر وَهُوَ مَتْرُوك.
- حَدِيث: «مَا ألهاك عَن ذكر الله تَعَالَى فَهُوَ ميسر».
لم أره مَرْفُوعا.
وَإِنَّمَا أخرج أحمد فِي الزّهْد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ: «كل ما ألهى عَن ذكر الله تَعَالَى وَعَن الصَّلَاة فَهُوَ ميسر».
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق عبيد الله بن عمر «قلت للقاسم هَذِه النَّرْد تكرهونها فَمَا بَال الشطرنج قَالَ كل مَا ألهى عَن ذكر الله تَعَالَى وَعَن الصَّلَاة فَهُوَ ميسر».
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل هَدِيَّة سلمَان حِين كَانَ عبدا».
ابْن إِسْحَاق فِي السِّيرَة الْكَبِيرَة وَمن طَرِيقه ابْن سعد وَأَبُو عبيد وَالْحَاكِم وَأَبُو نعيم فِي الدَّلَائِل من طَرِيق ابْن عَبَّاس عَن سلمَان مطولا وَفِيه: «فباعوني من يَهُودِيّ وَبعث الله تَعَالَى رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدخلت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقلت بَلغنِي أَنَّك رجل صَالح وَأَصْحَابك غرباء وَهَذَا شَيْء عِنْدِي للصدقة ورأيتكم أَحَق بِهِ ثمَّ قربته إِلَيْهِ فَقَالَ لأَصْحَابه كلوا وَأمْسك يَده ثمَّ جِئْت من الْغَد وَمَعِي شَيْء آخر فَقلت إِنِّي رَأَيْتُك لَا تَأْكُل الصَّدَقَة وَهَذِه هَدِيَّة أكرمتك بهَا فَأكل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأمر أَصْحَابه فَأَكَلُوا» الحَدِيث.
وَأخرجه ابْن حبَان من طَرِيق أبي إِسْحَاق عَن أبي قُرَّة الْكِنْدِيّ عَن سلمَان فَذكر قصَّة إِسْلَامه بِطُولِهَا وَأَنه اسْتَأْذن موَالِيه أَن يهبوا لَهُ يَوْمًا فَفَعَلُوا قَالَ: «فاحتطبت فَبِعْت فصنعت طَعَاما وأتيته يَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ فَقَالَ مَا هَذَا فَقلت هَدِيَّة فَقَالَ بِيَدِهِ بِسم الله كلوا فَأكل وأكلوا مَعَه» الحَدِيث.
وَأخرجه الْحَاكِم من طَرِيق سماك ابْن حَرْب عَن زيد بن صوحان «أَنه سَأَلَ سلمَان كَيفَ كَانَ بَدْء إسلامك» فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَمن طَرِيق عبيد الْمكتب عَن أبي الطُّفَيْل عَن سلمَان نَحوه.
وَأخرجه أَبُو نعيم فِي الدَّلَائِل من طَرِيق أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن سلمَان مطولا وَفِيه أَلْفَاظ مُنكرَة ومخالفات كَثِيرَة.
وَله طَرِيق أُخْرَى صَحِيحَة أخرجه الْحَاكِم وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَإِسْحَاق وَأَبُو يعْلى من طَرِيق عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه «أَن سلمَان الْفَارِسِي لما قدم الْمَدِينَة أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمائدة عَلَيْهَا رطب فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا يَا سلمَان قَالَ صَدَقَة تَصَدَّقت بهَا عَلَيْك وَعَلَى أَصْحَابك قَالَ إِنَّا لَا نَأْكُل الصَّدَقَة حَتَّى إِذا كَانَ من الْغَد جَاءَ بِمِثْلِهَا الحَدِيث وَفِيه قَالَ لَهُ لمن أَنْت قَالَ لقوم قَالَ فاطلب إِلَيْهِم أَن يكاتبوك».
وَرَوَى أَبُو نعيم من طَرِيق اللَّيْث عَن يَحْيَى بن سعيد عَن سعيد بن الْمسيب «أَن سلمَان كَانَ خالط نَاسا من أَصْحَاب دانيال بِأَرْض فَارس قبل الْإِسْلَام فَسمع بِذكر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصفته مِنْهُم فَإِذا فِي حَدِيثهمْ يَأْكُل الْهَدِيَّة وَلَا يَأْكُل الصَّدَقَة وَبَين كَتفيهِ خَاتم النُّبُوَّة» الحَدِيث وَفِيه: «فَأخْبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه عبد مَمْلُوك فَقَالَ كاتبهم يَا سلمَان» وَهَذَا إِن كَانَ سعيد سَمعه من سلمَان أصح طرقه وَالله أعلم.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل هَدِيَّة بَرِيرَة وَكَانَت مُكَاتبَة».
مُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث عَائِشَة «كَانَت فِي بَرِيرَة ثَلَاث سنَن» وَفِيه: «فَكَانَ النَّاس يتصدقون عَلَيْهَا وتهدى لنا فَذكرت ذَلِك للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَة وَلنَا هَدِيَّة».
وَفِي الْبَاب عَن أنس أَخْرجَاهُ أَيْضا.
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق أخبرنَا ابْن جريج أَخْبرنِي أَبُو الزبير أَنه سمع عُرْوَة بن الزبير يَقُول: «جَاءَت وليدة لبني هِلَال يُقَال لَهَا بَرِيرَة تسْأَل عَائِشَة فِي كتَابَتهَا» فَذكر الحَدِيث وَفِيه: «وَقسم لَهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاة فَأَهْدَتْ لعَائِشَة مِنْهَا فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَل عنْدكُمْ من طَعَام قَالَت لَا إِلَّا من الشَّاة الَّتِي أَعْطَيْت بَرِيرَة فَنظر سَاعَة ثمَّ قَالَ قد وَقعت موقعها وَهِي عَلَيْهَا صَدَقَة وَهِي لنا مِنْهَا هَدِيَّة فَأكل مِنْهَا» وَمن هَذَا الْوَجْه أخرجه الْبَزَّار.
- قَوْله رَوَى أَن رهطا من الصَّحَابَة أجابوا دَعْوَة مولَى أبي أسيد.
لم يُخرجهُ.
وَفِي الْبَاب حَدِيث مَرْفُوع عَن أنس «كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعود الْمَرِيض وَيشْهد الْجِنَازَة ويجيب دَعْوَة الْمَمْلُوك» أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجه وَالْحَاكِم وَفِيه مُسلم بن كيسَان الْأَعْوَر وَهُوَ ضَعِيف.
- قَوْله التَّدَاوِي مُبَاح وَقد ورد بإباحته الحَدِيث.
الْأَرْبَعَة وَأحمد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق وَأَبُو يعْلى وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم من حَدِيث أُسَامَة بن شريك فِي أثْنَاء حَدِيث فِيهِ «قَالُوا يا رسول الله أنتداوى فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نداووا فَإِن الله تَعَالَى لم ينزل دَاء إِلَّا أنزل لَهُ دَوَاء».
وَفِي الْبَاب عَن أبي الدَّرْدَاء رَفعه: «إِن الله تَعَالَى أنزل الدَّاء والدواء وَجعل لكل دَاء دَوَاء فَتَدَاوَوْا وَلَا تداووا بِحرَام» أخرجه أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد حمصي.
وَعَن أنس رَفعه: «إِن الله تَعَالَى حَيْثُ خلق الدَّاء خلق الدَّوَاء فَتَدَاوَوْا» أخرجه أحمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعْلى وَفِيه حَرْب بن مَيْمُون.
وَعَن ابْن عَبَّاس رَفعه: «يَا أَيهَا النَّاس تداووا فَإِن الله لم يخلق دَاء إِلَّا خلق لَهُ شِفَاء» أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَإِسْحَاق وَعبد بن حميد وَفِيه طَلْحَة بن عمر وَهُوَ ضَعِيف.
وَعَن ابْن مَسْعُود «قَالَ رجل يَا رَسُول الله نتداوى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعم تداووا فَإِن الله تَعَالَى لم ينزل دَاء إِلَّا وَأنزل لَهُ شِفَاء» أخرجه أَبُو نعيم فِي الطِّبّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب.
وَعَن أبي هُرَيْرَة رَفعه: «تداووا فَإِن الَّذِي أنزل الدَّاء أنزل الدَّوَاء» أخرجه أَبُو نعيم فِي الطِّبّ.
وَله طَرِيق أُخْرَى فِي مُسْند الشهَاب وإسنادهما ضعيفان.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث عتاب بن أسيد إِلَى مَكَّة وَفرض لَهُ وَبعث عليا إِلَى الْيمن وَفرض لَهُ».
لم أجد ذَلِك.
أما عتاب بن أسيد فَأخْرج الْحَاكِم من طَرِيق مُصعب الزبيرِي قَالَ: «اسْتعْمل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عتاب بن أسيد عَلَى مَكَّة» وَهَذَا مَشْهُور.
وَرَوَى ابْن سعد عَن الْوَاقِدِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر عَن أَبِيه سَمِعت عمر بن عبد الْعَزِيز فِي خِلَافَته يَقُول: «قبض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعتاب بن أسيد عَامله عَلَى مَكَّة كَانَ ولاه يَوْم الْفَتْح فَلم يزل عَلَيْهَا حَتَّى توفى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وَعَن الضَّحَّاك بن مخلد عَن خَالِد بن أبي عُثْمَان عَن مولَى لَهُم أرَاهُ ابْن كيسَان قَالَ قَالَ عتاب «مَا أصبت مُنْذُ وليت عَلَى هَذَا إلا ثوبين معقدين كسوتهمَا مولَايَ كيسَان».
وَأما عَلّي فَتقدم فِي الْقَضَاء وَلَيْسَ فِيهِ أَنه فرض لَهُ نعم رَوَى عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب عَن أَبِيه «كَانَ معَاذ رجلا سَمحا شَابًّا جميلا وَكَانَ لَا يمسك شَيْئا فَلم يزل يدان حَتَّى أغلق مَاله» فَذكر الحَدِيث: «فَلَمَّا كَانَ فِي فتح مَكَّة بَعثه النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى طَائِفَة من الْيمن أَمِيرا ليجيزه فَمَكثَ فِي الْيمن أَمِيرا وَكَانَ أول من أتجر فِي مَال الله تَعَالَى» هَذَا يدل عَلَى أَنه كَانَ لَهُ رزق عَلَى الْإِمَارَة لما يدل عَلَيْهِ قَوْله: «ليجيزه» بذلك.
وَفِي مُصَنف عبد الرَّزَّاق عَن الْحسن بن عمَارَة عَن الحكم أَن عمر رزق شريحا وسلمان ابْن ربيعَة الْبَاهِلِيّ عَلَى الْقَضَاء.
وَرَوَى ابْن سعد من طَرِيق ابْن أبي لَيْلَى بَلغنِي «أَن عليا رزق شريحا خَمْسمِائَة».
وَمن طَرِيق نَافِع «اسْتعْمل عمر زيد بن ثَابت عَلَى الْقَضَاء وَفرض لَهُ رزقا».
وَمن طَرِيق عَطاء بن السَّائِب «لما اسْتخْلف أَبُو بكر أصبح غاديا إِلَى السُّوق فَلَقِيَهُ عمر وَأَبُو عُبَيْدَة فَقَالَا انْطلق حَتَّى نفرض لَك شَيْئا» الحَدِيث.
وَمن طَرِيق عَمْرو بن مَيْمُون عَن أَبِيه «لما اسْتخْلف أَبُو بكر جعلُوا لَهُ أَلفَيْنِ فَقَالَ زيدوني فزادوه خَمْسمِائَة».