فصل: بَاب اسْتِيلَاء الْكفَّار:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدراية في تخريج أحاديث الهداية



.بَاب اسْتِيلَاء الْكفَّار:

- حَدِيث: «إِن وجدته قبل الْقِسْمَة فَهُوَ لَك بِغَيْر شَيْء وَإِن وجدته بعد الْقِسْمَة فَهُوَ لَك بِالْقيمَةِ».
الدَّارقطني وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس رَفعه: «فِيمَا أحرزه الْعَدو فاستنقذه الْمُسلمُونَ مِنْهُم إِن وجده صَاحبه قبل أَن يقسم فَهُوَ أَحَق بِهِ وَإِن وجده قد قسم فَإِن شَاءَ أَخذه بِالثّمن» وَفِيه الْحسن بن عمَارَة وَهُوَ واه.
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل عَن تَمِيم بن طرفَة «وجد رجل مَعَ رجل نَاقَة لَهُ وارتفعا إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأقَام أَحدهمَا الْبَيِّنَة أَنَّهَا لَهُ وَالْآخر أَنه اشْتَرَاهَا من الْعَدو فَقَالَ إِن شِئْت أَن تأخذها بِالثّمن الَّذِي اشْتَرَاهَا بِهِ فَأَنت أَحَق بهَا وَإِلَّا فَخَل عَنهُ».
وَوَصله الطَّبَرَانِيّ من وَجه آخر عَن تَمِيم عَن جَابر بن سَمُرَة.
وَفِي الْبَاب عَن ابْن عمر نَحوه أخرجه الدَّارقطني وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عدي من ثَلَاثَة طرق ضَعِيفَة جدًّا عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه.
وَالْمَحْفُوظ عَن ابْن عمر مَا أخرجه البُخَارِيّ من طَرِيق نَافِع عَنهُ قَالَ: «ذهب لَهُ فرس فَأَخذه الْعَدو فَظهر عَلَيْهِم الْمُسلمُونَ فَرده عَلَيْهِ فِي زمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبق عبد لَهُ فلحق بالروم فَظهر عَلَيْهِم الْمُسلمُونَ فَرده عَلَيْهِ خَالِد بن الْوَلِيد بعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وَقد اخْتلف فِي رفع هَذَا الحَدِيث وَالْأَكْثَر عَلَى تَرْجِيح الْمَوْقُوف.
وَرَوَى الدَّارقطني من طَرِيق قبيصَة أَن عمر قَالَ: «مَا أصَاب الْمُشْركُونَ من أَمْوَال الْمُسلمين فَظهر عَلَيْهِم فَرَأَى رجل مَتَاعه بِعَيْنِه فَهُوَ أَحَق بِهِ من غَيره فَإِذا قسم فَلَا وَهُوَ أَحَق بِهِ من غَيره بِالثّمن».
وَأخرج ابْن أبي شيبَة من حَدِيث عَلَي نَحْو ذَلِك مَوْقُوفا.
وَفِي الْبَاب عَن زيد بن ثَابت ذكره الْبَيْهَقِيّ وَفِيه ابْن لَهِيعَة.
- حَدِيث: «أَن عبيدا من عبيد الطَّائِف أَسْلمُوا وَخَرجُوا إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَضَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعتقهم».
تقدم فِي الْعتْق بِطرقِهِ.
- حَدِيث أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ الْجِزْيَة وَوضع فِي بَيت المَال وَلم يُخَمّس وَكَذَا عمر وَكَذَا معَاذ.
أما الْمَرْفُوع فَلم أره.
وَأما عمر فَعِنْدَ أبي دَاوُد عَن عمر بن عبد الْعَزِيز «أَنه كتب من سَأَلَ عَن مَوَاضِع الْفَيْء أَن عمر بن الْخطاب عقد لأهل الْأَدْيَان ذمَّة بِمَا فرض عَلَيْهِم من الْجِزْيَة وَلم يضْرب فِيهَا بِخمْس وَلَا مغنم». وَفِي إِسْنَاده انْقِطَاع.
وَأما معَاذ فَلم أَجِدهُ.
- قَوْله وَرَوَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدين لم يَأْخُذُوا الْخراج من أَرَاضِي الْعَرَب.
- قَوْله وَعمر حِين فتح السوَاد وضع الْخراج عَلَيْهَا بِمحضر من الصَّحَابَة وَوضع عَلَى مصر حِين افتتحها عَمْرو بن الْعَاصِ وَكَذَا أَجمعت الصَّحَابَة عَلَى وضع الْخراج عَلَى الشَّام.
أما عمر فِي السوَاد فروَى أَبُو عُبَيْدَة فِي الْأَمْوَال من طَرِيق إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ «لما افْتتح الْمُسلمُونَ السوَاد قَالُوا لعمر اقسمه بَيْننَا فَإنَّا فتحناه عنْوَة قَالَ فَأَبَى وَقَالَ أقرّ أهل السوَاد فِي أَرضهم وَضرب عَلَى رُءُوسهم الْجِزْيَة وَعَلَى أَرضهم الْخراج» وَهَذَا مُنْقَطع.
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة من طَرِيق أبي مجلز «أَن عمر بعث عمارا وَابْن مَسْعُود وَعُثْمَان بن حنيف إِلَى الْكُوفَة» الحَدِيث وَفِيه: «فَمسح عُثْمَان سَواد الْكُوفَة من أَرض أهل الذِّمَّة فَجعل عَلَى جريب النّخل عشرَة دَرَاهِم» فَذكر الْقِصَّة وَفِيه: «فَرفع إِلَى عمر فرضى بِهِ» وَهُوَ مُنْقَطع أَيْضا.
وَلابْن أبي شيبَة من طَرِيق أبي عون الثَّقَفِيّ قَالَ: «وضع عمر عَلَى أهل السوَاد عَلَى كل جريب أَرض يبلغه المَاء درهما وقفيزا من طَعَام وَعَلَى الْبَسَاتِين عَلَى كل جريب عشرَة دَرَاهِم وَعشرَة أقفزة وَعَلَى الرطاب كل جريب خَمْسَة».
وَأما مصر فروَى ابْن سعد عَن الْوَاقِدِيّ بأسانيده «أَن عَمْرو بن الْعَاصِ افْتتح مصر عنْوَة واستباح مَا فِيهَا ثمَّ صَالحهمْ بعد عَلَى الْجِزْيَة فِي رقابهم وَوضع الْخراج عَلَى أَرضهم وَكتب بذلك إِلَى عمر».
وَفِي لفظ «كَانَ يبْعَث بجزية أهل مصر وخراجها إِلَى عمر بعد حبس مَا يحْتَاج إِلَيْهِ».
وَأما وضع الْخراج عَلَى الشَّام فتقدمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي قَول عمر «لَوْلَا أَن أترك آخر الْمُسلمين».
- قَوْله رَوَى أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مَكَّة عنْوَة وَتركهَا لأَهْلهَا وَلم يوظف الْخراج.
أما فتح مَكَّة عنْوَة فأقوى مَا ورد فِيهِ مَا أخرجه مُسلم من طَرِيق عبد الله ابْن رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دخل مَكَّة فَبعث الزبير عَلَى إِحْدَى المجنبتين وَبعث خَالِدا عَلَى الْأُخْرَى وَبعث أَبَا عُبَيْدَة عَلَى الحسر» فَذكر الحَدِيث وَفِيه: «أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ للْأَنْصَار أَلا ترَوْنَ إِلَى أوباش قُرَيْش وأتباعهم ثمَّ قَالَ بيدَيْهِ يضْرب إِحْدَاهمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَالَ احصدوهم حصدا فجَاء أَبُو سُفْيَان فَقَالَ أبيدت خضراء قُرَيْش» الحَدِيث.
وَأخرجه ابْن حبَان وَقَالَ هَذَا أدل دَلِيل عَلَى أَن مَكَّة فتحت عنْوَة.
وَفِي الْبَاب حَدِيث أم هانئ وَقَوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا «أجرنا من أجرت» إِذْ لَو فتحت صلحا لدخلا فِي الْأمان الْعَام.
وحديث أبي هُرَيْرَة «إِنَّمَا أحلّت لي سَاعَة من نَهَار» وَكَذَا حَدِيث أبي شُرَيْح وَكلهَا مُتَّفق عَلَيْهَا.
- قَوْله رَوَى أَن الصَّحَابَة وضعُوا الْعشْر عَلَى أَرض الْبَصْرَة.
لم أَجِدهُ هَكَذَا.
وَقد ذكره أَبُو عمر وَغَيره.
قلت قد أخرجه عَمْرو بن شبة فِي تَارِيخ الْبَصْرَة وَيَحْيَى ابْن آدم فِي كتاب الْخراج مُفَسرًا مُبينًا.
- قَوْله وَالْخَرَاج الَّذِي وَضعه عمر عَلَى أهل السوَاد من كل جريب يبلغهُ المَاء قفيز هاشمي وَهُوَ الصَّاع وَدِرْهَم وَمن جريب الرّطبَة خَمْسَة دَرَاهِم وَمن جريب الْكَرم الْمُتَّصِل وَالنَّخْل الْمُتَّصِل عشرَة دَرَاهِم هَذَا هُوَ الْمَنْقُول عَن عمر فَإِنَّهُ بعث عُثْمَان بن حنيف حَتَّى يمسح سَواد الْعرَاق وَجعل حُذَيْفَة عَلَيْهِ مشرفا فَمسح فَبلغ سِتا وَثَلَاثِينَ ألف ألف جريب وَوضع عَلَى ذَلِك مَا قُلْنَا وَكَانَ ذَلِك بِمحضر من الصَّحَابَة من غير نَكِير فَكَانَ إِجْمَاعًا مِنْهُم.
هُوَ فِي الْخراج لأبي يُوسُف وليحيى بن آدم وَفِي الْأَمْوَال لأبي عبيد وَغَيرهَا.
- قَوْله رَوَى عَن عمر أَنه قَالَ: «لعلكما حملتما الأَرْض مَا لا تطِيق فَقَالَ لَا بل حملناها مَا هِيَ مطيقة».
أخرجه البُخَارِيّ فِي الْفَضَائِل فِي بَاب الْبيعَة لعُثْمَان بعد قتل عمر مطولا والمخاطب بذلك حُذَيْفَة وَعُثْمَان بن حنيف.
- قَوْله رَوَى أَن عمر لم يزدْ حِين أخبر بِزِيَادَة الطَّاقَة.
هُوَ مستمد من الَّذِي قبله.
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق من طَرِيق إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ «جَاءَ رجل إِلَى عمر فَقَالَ أَرض كَذَا وكذا يطيقون من الْخراج أَكثر مِمَّا عَلَيْهِم فَقَالَ لَيْسَ إِلَيْهِم سَبِيل».
- قَوْله وَقد صَحَّ أَن الصَّحَابَة اشْتَروا أَرَاضِي الْخراج وَكَانُوا يؤدون خراجها.
أَبُو يُوسُف فِي كتاب الْخراج حَدثنَا مجَالد بن سعيد عَن عَامر عَن عتبَة بن فرقد «أَنه قَالَ لعمر اشْتريت أَرضًا من أَرض السوَاد فَقَالَ عمر أَنْت فِيهَا مثل صَاحبهَا».
وَرَوَى يَحْيَى بن آدم فِي الْخراج وَعبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة من حَدِيث طَارق بن شهَاب قَالَ: «أسلمت امْرَأَة من أهل نهر الْملك فَكتب عمر إِن اخْتَارَتْ أرْضهَا وَأَدت مَا عَلَى أرْضهَا فَخلوا بَينهَا وَبَين أرْضهَا».
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق من طَرِيق الزبير بن عدي «أَن دهقانا أسلم عَلَى عهد عَلَى فَقَالَ عَلَى إِن أَقمت بأرضك رفعنَا الْجِزْيَة عَن رَأسك وأخذناها من أَرْضك وَإِن تحولت فَنحْن أَحَق بهَا».
وَمن طَرِيق مُحَمَّد بن عبيد الله الثقفى عَن عمر وَعَلَي قَالَا «إِذا أسلم وَله أَرض وَضعنَا عَنهُ الْجِزْيَة وأخذنا خراجها».
- حَدِيث: «لايجتمع عشر وخراج فِي أَرض».
مُسلم ابْن عدي عَن ابْن مَسْعُود رَفعه بِلَفْظ: «لا يجتمع عَلَى مُسلم خراج وَعشر» وَفِيه يَحْيَى بن عَنْبَسَة وَهُوَ واه وَقَالَ الدارقطني هُوَ كَذَّاب.
وَصَحَّ هَذَا الْكَلَام عَن الشعبى وَعَن عِكْرِمَة أخرجه ابْن أبي شيبَة وَصَحَّ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز أَنه قَالَ لمن قَالَ: «إِنَّمَا عَلَى الْخراج الْخراج عَلَى الأَرْض وَالْعشر عَلَى الْحبّ».
أخرجه البيهقي من طَرِيق يَحْيَى بن آدم فِي الْخراج لَهُ وفيهَا عَن الزهري «لم يزل الْمُسلمُونَ عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبعده يعاملون عَلَى الأَرْض ويستكرونها ويؤدون الزَّكَاة عَمَّا يخرج مِنْهَا».
وَفِي الْبَاب حَدِيث ابْن عمر «فِيمَا سقت السَّمَاء الْعشْر» مُتَّفق عَلَيْهِ ويستدل بِعُمُومِهِ.
- قَوْله وَلِأَن أحدا من أَئِمَّة الْعدْل والجور لم يجمع بَينهَا وَكَفَى بإجماعهم حجَّة كَذَا قَالَ.
ولا إجماع مَعَ خلاف عمر بن عبد الْعَزِيز وَالزهْرِيّ بل لم يثبت عَن غَيرهمَا التَّصْرِيح بخلافهما.
- قَوْله وَلَا يتَكَرَّر الْخراج بِتَكَرُّر الْخَارِج لِأَن عمر لم يوظفه مكررا.
ابْن أبي شيبَة من طَرِيق زِيَاد بن حدير «استعملني عمر عَلَى المتاجر فَكنت أعشر من أقبل وَمن أدبر فَخرج إِلَيْهِ رجل فَأعلمهُ فَكتب إِلَيّ لَا تعشر إِلَّا مرّة وَاحِدَة».
وَمن طَرِيق إِبْرَاهِيم «أَن شَيخا نَصْرَانِيّا قَالَ لعمر عشر عاملك فِي السّنة مرَّتَيْنِ فَكتب إِلَيْهِ أَن لَا يعشر فِي السّنة إِلَّا مرّة وَاحِدَة».
وَمن طَرِيق الزُّهْرِيّ لم يبلغنَا أَن أحدا من الْأَئِمَّة كَانُوا يثنون فِي الصَّدَقَة.

.بَاب الْجِزْيَة:

- قَوْله رَوَى «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَالح بني نَجْرَان عَلَى ألف ومائتي حلَّة».
أَبُو دَاوُد من طَرِيق السدى عَن ابْن عَبَّاس بِهِ لَكِن قَالَ: «ألفي حلَّة النّصْف فِي صفر والبقية فِي رَجَب» الحَدِيث وَرُوَاته موثقون إِلَّا أَن فِي سَماع السدى من ابْن عَبَّاس نظر.
- قَوْله قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمعَاذ «خُذ من كل حالم وحالمة دِينَارا أَو عدله معافرا».
أَصْحَاب السّنَن وَابْن حبَان وَالْحَاكِم من طَرِيق أبي وَائِل عَن مَسْرُوق عَن معَاذ بِهَذَا فِي حَدِيث وَلم يقل «وحالمة».
وَهِي عِنْد عبد الرَّزَّاق بِلَفْظ: «من كل حالم وحالمة».
وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق مَسْرُوق قَالَ: «بعث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معَاذًا إِلَى الْيمن وَأمره أَن يَأْخُذ من كل حالم وحالمة دِينَارا من أهل الذِّمَّة أَو قِيمَته معافري».
قَالَ وَكَانَ معمر يَقُول هَذَا غلط لَيْسَ عَلَى النِّسَاء شَيْء.
وَأخرج أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل عَن الحكم قَالَ: «كتب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى معَاذ بِالْيمن عَلَى كل حالم أَو حالمة دينارأو قِيمَته».
وَفِي الْبَاب عَن الْحسن مُرْسلا أخرجه حميد بن زَنْجوَيْه فِي الْأَمْوَال.
وَعَن عُرْوَة مُرْسلا أَيْضا أخرجه أَبُو عبيد فِي الْأَمْوَال وَعَن مُعَاوِيَة بن قُرَّة مُرْسلا أَيْضا قَالَ: «كتب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مجوس هجر وَمن أَبَى فَعَلَيهِ الْجِزْيَة عَلَى كل رَأس دِينَار عَلَى الذّكر وَالْأُنْثَى».
- قَوْله ومذهبنا مَرْوِيّ عَن عمر وَعُثْمَان وَعلي وَلم يُنكر عَلَيْهِم أحد من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار.
أما عمر فروَى ابْن أبي شيبَة من طَرِيق أبي عون الثَّقَفِيّ «أَن عمر وضع فِي الْجِزْيَة عَلَى رُءُوس الرِّجَال عَلَى الْغَنِيّ ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين وَعَلَى الْمُتَوَسّط أَرْبَعَة وَعشْرين وَعَلَى الْفَقِير اثْنَا عشر» وَهَذَا مُرْسل وَقد وَصله حميد بن زَنْجوَيْه عَن أبي عون عَن الْمُغيرَة.
وَرَوَى ابْن سعيد عَن أبي نَضرة «أَن عمر وضع الْجِزْيَة عَلَى أهل الذِّمَّة» فَذكر نَحوه مطولا.
وَرَوَى أَبُو عبيد من طَرِيق حَارِثَة بن مضرب عَن عمر «أَنه بعث عُثْمَان بن حنيف فَوضع عَلَيْهِم ذَلِك».
- وَأما عُثْمَان وَأما عَلّي.
- حَدِيث: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضع الْجِزْيَة عَلَى الْمَجُوس».
البُخَارِيّ عَن ابْن عَبدة «أَتَانَا كتاب عمر قبل مَوته بِسنة فرقوا بَين كل ذِي محرم من الْمَجُوس وَلم يكن عمر أَخذ الْجِزْيَة من الْمَجُوس حَتَّى شهد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ الْجِزْيَة من مجوس هجر».
وَرَوَى مَالك عَن الزُّهْرِيّ «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ الْجِزْيَة من مجوس الْبَحْرين وَأَن عمر أَخذهَا من مجوس فَارس وَأَن عُثْمَان أَخذهَا من مجوس البربر».
وَأخرج ابْن أبي شيبَة من طَرِيق مَالك بِهَذَا وَقد وَصله الْحُسَيْن بن أبي كَبْشَة عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن مَالك فَقَالَ عَن الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب بن يزِيد أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالدَّارقطني وَقَالَ الْمَحْفُوظ الْمُرْسل.
وَرَوَى الْبَزَّار وَالدَّارقطني فِي غرائب مَالك من طَرِيق أبي عَلّي الْحَنَفِيّ عَن مَالك عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جده «أَن عمر ذكر الْمَجُوس فَقَالَ مَا أدرى كَيفَ أصنع فِي أَمرهم فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أشهد لسمعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول سنوا بهم سنة أهل الْكتاب».
قَالَ الْبَزَّار لم يقل عَن جده إِلَّا الْحَنَفِيّ. وَرَوَاهُ غَيره عَن مَالك فَلم يَقُولُوا عَن جده وجد جَعْفَر هُوَ عَلّي بن الْحُسَيْن فَهُوَ مَعَ ذَلِك مُرْسل وَقَالَ الدَّارقطني تفرد أَبُو عَلّي الْحَنَفِيّ بقوله فِيهِ عَن جده وَهُوَ ثِقَة.
وَأخرجه ابْن أبي شيبَة عَن حَاتِم بن إِسْمَاعِيل.
وَعبد الرَّزَّاق عَن أبي جريج وَإِسْحَاق عَن ابْن إِدْرِيس.
كلهم عَن جَعْفَر عَن أَبِيه أَن عمر بِهِ.
وَرَوَى ابْن أبي عَاصِم من طَرِيق زيد بن وهب قَالَ: «كنت عِنْد عمر فَقَالَ من عِنْده علم الْمَجُوس فَوَثَبَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ أشهد بِاللَّه عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسمعته يَقُول إِنَّمَا الْمَجُوس طَائِفَة من أهل الْكتاب فاحملوهم عَلَى مَا تحملون عَلَيْهِ أهل الْكتاب» وَفِي إِسْنَاده أَبُو رَجَاء جَار حَمَّاد بن سَلمَة رَوَاهُ عَن الْأَعْمَش وَلَا يعرف حَالَه.
وَرَوَى الشَّافِعِي عَن سُفْيَان عَن سعيد بن الْمَرْزُبَان عَن نصر بن عَاصِم قَالَ قَالَ فَرْوَة بن نَوْفَل «عَلَى مَا تُؤْخَذ الْجِزْيَة من الْمَجُوس وَلَيْسوا بِأَهْل الْكتاب فَقَامَ إِلَيْهِ الْمُسْتَوْرد فَأخذ بلبته وَقَالَ يَا عَدو الله تطعن عَلَى أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي أَمِير الْمُؤمنِينَ فَخرج عَلّي فَقَالَ أَنا أعلم النَّاس بالمجوس كَانَ لَهُم علم وَكتاب فَسَكِرَ ملكهم فَوَقع عَلَى ابْنَته فَأطلع عَلَيْهِ فأرادوا أَن يحدوه فَامْتنعَ وَقَالَ أَنا عَلَى دين آدم فَبَايعُوهُ وقاتلوا الَّذين خالفوهم فَأَصْبحُوا وَقد أَسْرَى عَلَى كِتَابهمْ فَرفع من بَين أظهرهم وَقد أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُم الْجِزْيَة».
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة من هَذَا الْوَجْه وَقَالَ أَخطَأ ابْن عيينة فِي قَوْله نصر بن عَاصِم وَإِنَّمَا هُوَ عِيسَى بن عَاصِم وَسَبقه إِلَى ذَلِك ابْن خُزَيْمَة وَقَالَ كنت أَظن أَن الْخَطَأ من الشَّافِعِي إِلَى أَن رَأَيْت غَيره تَابعه عَن ابْن عيينة.
- قَوْله أَن أَبَا بكر اسْترق نسوان بني حنيف وصبيانهم لما ارْتَدُّوا وقسمهم بَين الْغَانِمين.
وَذكره الْوَاقِدِيّ فِي الرِّدَّة «أَن خَالِد بن الْوَلِيد قسم السَّبي حِين قدم بالخمس عَلَى أبي بكر».
وَمن طَرِيق أَسمَاء بنت أبي بكر «رَأَيْت أم مُحَمَّد بن عَلّي وَكَانَت من سبي بني حنيفَة وَلذَلِك قيل لابنها ابْن الحنيفة».
قَالَ وَقَالَ نَافِع «كَانَت أم زيد بن عبد الله بن عمر من ذَلِك السَّبي».
وَذكر الْوَاقِدِيّ أَيْضا قصَّة إِسْلَام أهل ديار عمان وَأَنَّهُمْ ارْتَدُّوا وَأَن عِكْرِمَة بن أبي جهل غزاهم فِي خلَافَة أبي بكر فسبي ذَرَارِيهمْ وَأرْسل بِالسَّبْيِ مَعَ حُذَيْفَة وَكَانَ فيهم وَالِد الْمُهلب.
- حَدِيث معَاذ «خُذ من كل حالم وحالمة دِينَارا» تقدم فِي أَوَائِل الْجِزْيَة.
- قَوْله إِن عُثْمَان لم يوظف الْجِزْيَة عَلَى فَقير غير معتمل وَكَانَ بِمحضر من الصَّحَابَة.
لم أَجِدهُ.
وَالَّذِي وظف الْخراج والجزية هُوَ عُثْمَان بن صنيف فِي خلَافَة عمر كَمَا تقدم وَلم أَجِد عَنهُ هَذَا الِاسْتِثْنَاء.
وَفِي الْأَمْوَال لحميد بن زَنْجوَيْه «أبْصر عمر شَيخا كَبِيرا من أهل الذِّمَّة يسْأَل فَكتب إِلَى عماله أَن لَا يَأْخُذ الْجِزْيَة من شيخ كَبِير».
- حَدِيث: «لَيْسَ عَلَى الْمُسلم جِزْيَة».
أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَأحمد عَن ابْن عَبَّاس بِهَذَا.
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن ابْن عمر بِلَفْظ: «من أسلم فَلَا جِزْيَة عَلَيْهِ».
- حَدِيث: «لا خصاء فِي الْإِسْلَام وَلَا كَنِيسَة».
الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس بِلَفْظ: «وَلَا بِنَاء كَنِيسَة» وَإِسْنَاده ضَعِيف.
وَأخرجه أَبُو عبيد بِإِسْنَاد مصري مُرْسل وبإسناد آخر مَوْقُوف عَن عمر.
وَرَوَى ابْن عدي بِإِسْنَاد ضَعِيف عَن عمر مَرْفُوعا: «لَا تبنى كَنِيسَة فِي الْإِسْلَام وَلَا يُبْنَى مَا خرب مِنْهَا».
- حَدِيث: «لَا يجْتَمع دينان فِي جَزِيرَة الْعَرَب».
مَالك الْمُوَطَّإِ عَن ابْن شهَاب أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يجْتَمع دينان فِي جَزِيرَة الْعَرَب» قَالَ ابْن شهَاب ففحص عَن ذَلِك عمر حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِين أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِك فَأَجْلَى يهود خَيْبَر ويهود نَجْرَان وفدك.
وَوَصله ابْن إِسْحَاق فِي السِّيرَة حَدثنِي صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله عَن عَائِشَة قَالَت «كَانَ آخر مَا عهد بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن لَا يتْرك بِجَزِيرَة الْعَرَب دينان».
وَرَوَاهُ إِسْحَاق فِي مُسْنده عَن النَّضر بن شُمَيْل عَن صَالح بن أبي الْأَخْضَر عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة.
وَأخرجه عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد مُرْسلا وَزَاد: «فَقَالَ عمر ليهود من كَانَ عِنْده عهد من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَّا فَإِنِّي مجليكم».
وَفِي الْمُوَطَّإِ أَيْضا عَن إِسْمَاعِيل بن أبي حَكِيم أَنه سمع عمر بن عبد الْعَزِيز يَقُول عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يبْقين دينان بِأَرْض الْعَرَب».
وَعَن ابْن عَبَّاس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مرض مَوته أوصيكم بِثَلَاث أخرجُوا الْمُشْركين من جَزِيرَة الْعَرَب» الحَدِيث مُتَّفق عَلَيْهِ.
- قَوْله ونصارى بني تغلب يُؤْخَذ من أَمْوَالهم ضعف مَا يُؤْخَذ من الزَّكَاة لِأَن عمر صَالحهمْ عَلَى ذَلِك بِمحضر من الصَّحَابَة.
تقدم فِي الزَّكَاة.
- قَوْله قَالَ عمر «هَذِه جِزْيَة فسموها مَا شِئْتُم».
تقدم أَيْضا.
- قَوْله: «مولَى الْقَوْم مِنْهُم».
تقدم فِي الزَّكَاة.