فصل: أبو سعد الأنصاري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.أبو سعد الأنصاري:

الزرقي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الندم توبة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له». حديثه عند ابن أبي فديك عن يحيى بن أبي خالد عن أبي سعد وقد قيل: إنه الذي روى عنه عبد الله ابن مرة وروى عنه يونس بن ميسرة في الضحايا في الكبش الأدغم. وقد قيل في ذلك أبو سعيد وأما هذا فأبو سعد عند أبي حاتم وغيره.

.أبو السعدان:

غير منسوب ولا سمي. شامي وروى عنه مكحول الدمشقي حديثًا واحدًا مرفوعًا في الهجرة.

.أبو سعيد بن المعلى:

قيل اسمه رافع بن المعلى بن لوذان بن المعلى وقيل الحارث بن المعلى. وقيل أوس بن المعلى. وقيل: أبو سعيد بن أوس بن المعلى. ومن قال هو رافع بن المعلى فقد أخطأ لأن رافع بن المعلى قتل ببدر وأصح ما قيل والله أعلم في اسمه الحارث بن نفيع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة من بني زريق الأنصاري الزرقي أمه أميمة بنت قرط بن خنساء من بني سلمة. له صحبة يعد في أهل الحجاز. روى عنه حفص بن عاصم وعبيد بن حنين.
توفي سنة أربع وسبعين وهو ابن أربع وستين سنة.
قال أبو عمر: لا يعرف في الصحابة إلا بحديثين أحدهما عند شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عنه قال: كنت أصلي فناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم آته حتى قضيت صلاتي ثم أتيته فقال: «ما منعك أن تجيبني». قلت: كنت أصلي، قال: «ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. [الأنفال: 24]». ثم قال «ألا أعلمك سورة». الحديث نحو حديث أبي بن كعب.
والثاني عند الليث بن سعد عن خالد عن سعيد عن مروان بن عثمان عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنا نغدو إلى السوق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنمر على المسجد فنصلي فيه فمررنا يومًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقلت: لقد حدث أمر فجلست فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {قد نرى تقلب وجهك في السماء}. [البقرة: 144]. حتى فرغ من الآية فقلت لصاحبي. تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكون أول من صلى فتوارينا بعماد فصليناهما ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس الظهر يومئذ.
وقد روى هذا المعنى عن غير أبي سعيد بن المعلى قال أبو حاتم الرازي مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى الزرقي الأنصاري أبو عثمان روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعبيد بن حنين روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وسعيد بن أبي هلال ومحمد بن عمرو بن علقمة وهو ضعيف وخالد بن زيد الاسكندراني سكن مصر مولى بني جمح يروى عن سعيد بن أبي هلال وأبي الزبير ثقة. روى عنه الليث وابن لهيعة والمفضل بن فضالة وثم أبو سعيد بن المعلى تابعي يروى عن علي وأبي هريرة يروى عنه سلمة بن وردان.

.أبو سعيد:

له صحبة روى عنه الحارث بن يمجد الأشعري. حديثه في الشاميين عند الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا الحارث بن يمجد الأشعري عن رجل يكنى أبا سعيد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا رسول الله أفي أول أمتك أكون أم آخرها. قال: «في أولها وتلحقوني أفنادًا يلي بعضكم بعضًا».

.أبو سعيد الخدري:

اسمه سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبحر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخدري. وأمه أنيسة بنت أبي حارثة من بني عدي بن النجار. وخدرة وخدارة أخوان بطنان من الأنصار فأبو مسعود الأنصاري من خدارة وأبو سعيد من خدرة وهما ابنا عوف بن الحارث بن الخزرج وكان يقال لسنان جد أبي سعيد الخدري الشهيد وقتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري لأمه.
كان أبو سعيد من الحفاظ المكثرين العلماء الفضلاء العقلاء وأخباره تشهد له بتصحيح هذه الجملة.
روينا عن أبي سعيد أنه قال: عرضت يوم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول: يا رسول الله إنه عبل العظام والنبي صلى الله عليه وسلم يصعد في بصره ويصوبه ثم قال: وخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق قال الواقدي: وهو ابن خمس عشرة سنة ومات سنة أربع وسبعين.

.أبو سعيد الخير:

ويقال: أبو سعد الخير الأنماري له صحبة قيل اسمه عامر بن سعد شامي وقيل: عمرو بن سعد. روى عنه عبادة بن نسي وقيس بن حجر وفراس الشعباني حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «توضأوا مما مست النار وغلت به المراجل».
من حديثه أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا مع كل ألف سبعون ألفًا». الحديث وفي رواية أخرى عنه «سبعون ألفًا يعم ذلك مهاجرينا ويوفي ذلك بطائفة من أعرابنا».

.أبو سعيد الزرقي:

الأنصاري ويقال أبو سعد وهو الأشبه عندي والله أعلم. ذكره خليفة فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة بعد أن ذكر أبا سعيد بن المعلى وقال: لا يوقف له على اسم ولم ينسبه بأكثر مما ترى.
وقال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن العزل فقال: «ما يقدر في الرحم يكن». وقال غير خليفة أبو سعيد الزرقي مشهور بكنيته. واختلف في اسمه فقيل سعد بن عمارة. وقيل عمارة بن سعد. روى عنه عبد الله ابن مرة. وقيل في أبي سعيد الزرقي هذا عامر بن مسعود وليس بشيء ومن حديث أبي سعيد الزرقي فيما حدث به سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة ابن حلبس أنه حدثهم قال: خرجت مع أبي سعيد الزرقي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شراء ضحايا فأشار إلى كبش أدغم ليس بالمرتفع ولا المتضع في جسمه فقال: اشتر لي هذا كأنه شبهه بكبش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والأدغم الأسود الرأس.

.أبو سعيد المقبري:

اسمه كيسان مولى لبني ليث ذكره الواقدي فيمن كان مسلمًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منزله عند المقابر فقالوا له: المقبري لذلك وتوفي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك وقد روى عن عمر.

.أبو سعيد أو سعد الأنصاري:

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أحدهما أنه قال: «البر والصلة وحسن الجوار عمارة الديار وزيادة في الأعمار». روى عنه أبو مليكة فيه وفي الذي قبله نظر.

.أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

بن هاشم القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أرضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية. وأمه غزية بنت قيس بن طريف من ولد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. قال قوم منهم إبراهيم بن المنذر: اسمه المغيرة. وقال آخرون: بل اسمه كنيته والمغيرة والمغيرة أخوه.
ويقال: إن الذين كانوا يشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب وقثم بن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من الشعراء المطبوعين. وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلم وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله:
ألا أبلغ أبا سفيان عني ** مغلغلة فقد برح الخفاء

هجوت محمد فأجبت عنه ** وعند الله في ذاك الجزاء

وقد ذكرنا الأبيات في باب حسان والشعر محفوظ ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال: إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء منه. وكان إسلامه يوم الفتح قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لقيه هو وابنه جعفر بن أبي سفيان بالأبواء فأسلما. وقيل: بل لقيه هو وعبد الله بن أبي أمية بين السقيا والعرج فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فقالت له أم سلمة: لا يكن ابن عمك وأخي ابن عمتك أشقى الناس بك وقال علي بن أبي طالب لأبي سفيان بن الحارث. إيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف عليه السلام: {تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين}. [يوسف: 91]. فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولًا منه ففعل ذلك أبو سفيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}. [يوسف: 92]. وقبل منهما وأسلما وأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما سلف منه:
لعمرك إني يوم أحمل راية ** لتغلب خيل اللات خيل محمد

لكالمظلم الحيران أظلم ليله ** فهذا أواني حين أهدى فأهتدي

هداني هاد غير نفسي ودلني ** على الله من طردته كل مطرد

أصد وأنأى جاهدًا عن محمد ** وأدعى وإن لم أنتسب من محمد

قال ابن إسحاق: فذكروا أنه حين أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «من طردته كل مطرد». ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: «أنت طردتني كل مطرد».
وشهد أبو سفيان حنينًا وأبلى فيها بلاء حسنًا وكان ممن ثبت ولم يفر يومئذ ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انصرف الناس اليه وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وشهد له بالجنة وكان يقول: «أرجو أن تكون خلفًا من حمزة». وهو معدود في فضلاء الصحابة روى عفان عن وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبو سفيان بن الحارث من شباب أهل الجنة أو سيد فتيان أهل الجنة».
ويروى عنه أنه لما حضرته الوفاة: قال لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت. وذكر ابن إسحاق أن أبا سفيان بن الحارث بكى النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا ورثاه فقال:
أرقت فبات ليلي لا يزول ** وليل أخي المصيبة فيه طول

فأسعدني البكاء وذاك فيما ** أصيب المسلمون به قليل

لقد عظمت مصيبتنا وجلت ** عشية قيل قد قبض الرسول

وأضحت أرضنا مما عراها ** تكاد بنا جوانبها تميل

فقدنا الوحي والتنزيل فينا ** يروح به ويغدو جبرئيل

وذاك أحق ما سالت عليه ** نفوس الناس أو كادت تسيل

نبي كان يجلو الشك عنا ** بما يوحى إليه وما يقول

ويهدينا فلا نخشى ضلالًا ** علينا والرسول لنا دليل

أفاطم إن جزعت فذاك عذر ** وإن لم تجزعي ذاك السبيل

فقبر أبيك سيد كل قبر ** وفيه سيد الناس الرسول

وأبو سفيان بن الحارث هو الذي يقول أيضًا:
لقد علمت قريش غير فخر ** بأنا نحن أجودهم حصانا

وأكثرهم دروعًا سابغات ** وأمضاهم إذا طعنوا سنانا

وأدفعهم لدى الضراء عنهم ** وأبينهم إذا نطقوا لسانا

وروى أبو حبة البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أبو سفيان خير أهلي أو من خير أهلي».
وقال ابن دريد وغيره من أهل العلم بالخبر إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل الصيد في جوف الفرا»: إنه أبو سفيان بن الحارث بن عمه هذا.
وقد قيل: إن ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم في أبي سفيان بن حرب وهو الأكثر والله أعلم.
قال عروة: وكان سبب موته أنه حج فلما حلق الحلاق رأسه قطع ثؤلولًا كان في رأسه فلم يزل مريضًا منه حتى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة سنة عشرين. ودفن في دار عقيل بن أبي طالب وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقيل بل مات أبو سفيان بن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث بأربعة أشهر إلا ثلاث عشرة ليلة وكان هو الذي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام وكانت وفاة بن الحارث على ما ذكرنا في بابه سنة خمس عشرة.