فصل: قيس بن الحارث الأسدي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.قيس بن الحارث الأسدي:

قال: أسلمت وعندي ثمان نسوة، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «اختر منهن أربعًا». روى حديثه ابن أبي ليلى والكلبي جميعًا عن حميضة بن الشمرذل عنه. قال ابن أبي خيثمة: الشمرذل بالذال هو الرجل الطويل.

.قيس بن الحارث بن عدي:

بن جشم بن مجدعة بن حارثة وهو عم البراء بن عازب. كان محمد بن عمر الواقدي يقول: هو قيس بن محرث وذكر أنه أول من قتل بعدما ولوا يوم أحد من المسلمين مع طائفة من الأنصار وأحاط بهم المشركون فلم يفلت منهم أحد وضاربهم قيس حتى قتل منهم عدة. ثم لم يقتلوه إلا بالرماح. نظموه نظمًا وهو يقاتلهم بالسيف فوجد به أربع عشرة طعنة قد جافته عشر ضربات في بدنه. قال ابن سعد: قال عبد الله بن محمد بن عمارة: لا أعرف هذه الصفة في قيس بن الحارث بن عدي وإنما حكاها محمد بن عمر عن قيس بن محرث ولعله غير قيس بن الحارث. فأما قيس بن الحارث فإنه قتل يوم اليمامة شهيدًا.

.قيس بن أبي حازم الأحمسي:

من ولد أحمس بن الغوث بن أنمار ابن أراش يكنى أبا عبد الله جاهلي إسلامي لم ير النبي صلى الله عليه وسلم في عهده وصدق إلى مصدقه وهو من كبار التابعين شهد أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وسمع منه وروى عنه وعن جميع العشرة إلا عبد الرحمن بن عوف فإنه لم يحفظ له عنه شيء واسم أبيه أبي حازم عوف بن الحارث وقيل: عبد عوف بن الحارث.
وروينا عن قيس بن أبي حازم أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فوجدته قد قبض وأبو بكر قائم مقامه فأطاب الثناء وأطال البكاء. وروينا عنه أنه قال: دخلنا على أبي بكر رضي الله عنه في مرضه، وأسماء بنت عميس عند رأسه تروح عنه ومات قيس بن أبي حازم سنة ثمان أو سبع وتسعين، وكان يخضب بالصفرة وربما لبس الخز وكان عثمانيًا.

.قيس بن حذافة بن قيس:

بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي. كان من مهاجرة الحبشة هو وأخوه عبد الله بن حذافة.

.قيس بن الحصين الحارثي:

من بني الحارث بن كعب. هو قيس بن يزيد بن شداد يقال له: ابن ذي الغصة، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابًا إلى قومه. لم يذكره البخاري وقال الدارقطني: له صحبة وقد ذكره ابن إسحاق في القوم الذين قدموا مع خالد بن الوليد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني الحارث بن كعب ونسبه فقال: قيس بن الحصين بن يزيد بن قنان بن ذي الغصة وذكر إسلامهم، وذلك في سنة عشر.

.قيس بن خرشة القيسي:

من بني قيس بن ثعلبة له صحبة أراد عبيد الله بن زياد قتله لأنه كان شديدًا على الولاة قوالًا بالحق، فلما أعد له العذاب لمراجعته إياه فاضت نفسه قبل أن يصيبه بشيء وخبره في ذلك عجيب.
حدثنا خلف بن قاسم قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحجاج قال: حدثني خالي أبو الربيع وأحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح ويحيى بن سليمان قالوا: حدثنا ابن وهب قال: حدثني حرملة بن عمران عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمعه يحدث محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي، قال: اصطحب قيس بن خرشة وكعب الكتابيين حتى إذا بلغا صفين وقف كعب ثم نظر ساعة فقال: لا إله إلا الله، ليهرقن بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لم يهرق ببقعة من الأرض فغضب قيس، ثم قال: وما يدريك يا أبا إسحاق ما هذا، فإن هذا من العيب الذي استأثر الله به. فقال كعب: ما من شبر من الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على نبيه موسى بن عمران عليه السلام ما يكون عليه إلى يوم القيامة. فقال محمد بن يزيد: ومن قيس بن خرشة؟ فقال له رجل: تقول: ومن قيس بن خرشة وما تعرفه وهو رجل من أهل بلادك؟ قال: والله ما أعرفه. قال: فإن قيس بن خرشة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على ما جاءك من الله وعلى أن أقول بالحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا قيس، عسى إن مر بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول لهم الحق». قال قيس: لا والله، لا أبايعك على شيء إلا وفيت به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا لا يضرك بشر». قال: فكان قيس يعيب زيادًا وابنه عبيد الله بن زياد من بعده، فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد فأرسل إليه، فقال: أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: لا والله، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم. قال: ومن هو؟ قال: من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم. قال: ومن ذلك؟ قال: أنت وأبوك، والذي أمركما. قال: وأنت الذي تزعم أنه لا يضرك بشر؟ قال: نعم. قال: لتعلمن اليوم أنك كاذب، إيتوني بصاحب العذاب فمال قيس عند ذلك فمات رحمة الله تعالى عليه.

.قيس بن الخشخاش العنبري:

قدم مع أبيه وأخيه عبيد بن الخشخاش على النبي صلى الله عليه وسلم فكتب لهم كتاب أمان وأسلموا ورجعوا إلى قومهم.

.قيس بن زيد بن عامر:

بن سواد بن كعب وهو ظفر الأنصاري الظفري من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

.قيس بن زيد:

بصري روى عنه أبو عمران الجوني، يقال: إن حديثه مرسل ليست له صحبة.

.قيس بن السائب:

بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي. مكي هو مولى مجاهد بن جبر صاحب التفسير وله ولاء مجاهد كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية. روى عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شريكي في الجاهلية فكان خير شريك لا يداري ولا يماري. ويروى: لا يشاري ولا يماري. هذا أصح ما قيل في ذلك إن شاء الله تعالى. وزعم ابن الكلبي أن الذي قال ذلك القول هو عبد الله بن السائب بن أبي السائب وقال غيره: بل كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم السائب بن أبي السائب. وقال غيره: بل كان ذلك السائب السائب بن عويمر والد قيس هذا. قال مجاهد: في مولاي قيس بن السائب نزلت هذه الآية: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة 84]. فأفطر وأطعم عن كل يوم مسكينًا. وكان عبد الله بن كثير يقول: مجاهد مولى عبد الله بن السائب وعنه أخذ ابن كثير القراءة.

.قيس بن سعد بن عبادة:

بن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي. قد نسبنا أباه في بابه فأغنى ذلك عن الرفع في نسبه ها هنا يكنى أبا الفضل وقيل أبا عبد الله. وقيل أبا عبد الملك. أمه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة. قال الواقدي: كان قيس بن سعد بن عبادة من كرام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسخيائهم ودهاتهم. قال أبو عمر: كان أحد الفضلاء الجلة وأحد دهاة العرب وأهل الرأي والمكيدة في الحروب مع النجدة والبسالة والسخاء والكرم وكان شريف قومه غير مدافع هو وأبوه وجده. صحب قيس بن سعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو أبوه وأخوه سعيد بن سعد بن عبادة وقال أنس بن مالك: كان قيس بن سعد بن عبادة من النبي صلى الله عليه وسلم مكان صاحب الشرطة من الأمير، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم فتح مكة إذ نزعها من أبيه لشكوى قيس بن سعد يومئذ. وقد قيل: إنه أعطاها الزبير. ثم صحب قيس بن سعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشهد معه الجمل وصفين والنهروان هو وقومه ولم يفارقه حتى قتل وكان قد ولاه على مصر فضاق به معاوية وأعجزته فيه الحيلة. وكايد فيه عليًّا ففطن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكيدته فلم يزل به الأشعث وأهل الكوفة حتى عزل قيسًا وولى محمد بن أبي بكر ففسدت عليه مصر.
وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: قال قيس بن سعد لولا الإسلام لمكرت مكرًا لا تطيقه العرب ولما أجمع الحسن على مبايعة معاوية خرج عن عسكره وغضب وبدر منه فيه قول خشن أخرجه الغضب فاجتمع إليه قومه فأخذ لهم الحسن الأمان على حكمهم والتزم لهم معاوية الوفاء بما اشترطوه ثم لزم قيس المدينة وأقبل على العبادة حتى مات بها سنة ستين رضي الله عنه. وقيل: سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية وكان رجلًا طوالًا سناطًا.
وروى ابن وهب عن عمرو بن الحارث قال: حدثني بكر بن سوادة عن أبي حمزة عن جابر قال: خرجنا في بعث كان عليهم قيس بن سعد بن عبادة فنحر لهم تسع ركائب فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا له ذلك من فعل قيس بن سعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت». وهو القائل: اللهم ارزقني حمدًا ومجدًا فإنه لا حمد إلا بفعال ولا مجد إلا بمال.
حدثنا أحمد بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن يونس عن بقي عن أبي بكر قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان قيس بن سعد بن عبادة مع الحسن بن علي رضي الله عنهم على مقدمته ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رؤوسهم بعدما مات علي رضي الله عنه وتبايعوا على الموت. فلما دخل الحسن في بيعة معاوية أبى قيس أن يدخل وقال لأصحابه: ما شئتم إن شئتم جالدت بكم حتى يموت الأعجل منا وإن شئتم أخذت لكم أمانًا. فقالوا: خذ لنا أمانًا. فأخذ لهم أن لهم كذا وكذا وألا يعاقبوا بشيء وانه رجل منهم ولم يأخذ لنفسه خاصة شيئًا فلما ارتحل نحو المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر لهم كل يوم جزورًا حتى بلغ.
وروى عبد الله بن المبارك عن جويرية قال: كتب معاوية إلى مروان: أن اشتر دار كثير بن الصلت منه فأبى عليه فكتب معاوية إلى مروان: أن خذه بالمال الذي عليه فإن جاء به وإلا بع عليه داره. فأرسل إليه مروان فأخبره وقال: إني أؤجلك ثلاثًا، فإن جئت بالمال وإلا بعت عليك دارك. قال: فجمعها إلا ثلاثين ألفًا فقال: من لي بها؟ ثم ذكر قيس بن سعد بن عبادة فأتاه فطلبها منه فأقرضه فجاء بها إلى مروان، فلما رآه أنه قد جاءه بها ردها إليه ورد عليه داره فرد كثير الثلاثين ألفًا على قيس فأبى أن يقبلها. قال ابن المبارك: فزعم لي سفيان بن عيينة عن موسى بن أبي عيسى أن رجلًا استقرض من قيس بن سعد بن عبادة ثلاثين ألفًا فلما ردها عليه أبى أن يقبلها وقال: إنا لا نعود في شيء أعطيناه. وهو القائل بصفين:
هذا اللواء الذي كنا نحف به ** مع النبي وجبريل لنا مدد

ما ضر من كانت الأنصار عيبته ** ألا يكون له من غيرهم أحد

قوم إذا حاربوا طالت أكفهم ** بالمشرفية حتى يفتح البلد

وقصته مع العجوز التي شكت إليه أنه ليس في بيتها جرذ. فقال: ما أحسن ما سألت أما والله لأكثرن جرذان بيتك فملأ بيتها طعامًا وودكًا وإدامًا مشهورة صحيحة. وكذلك خبره أنه توفي أبوه عن حمل لم يعلم به فلما ولد وقد كان سعد رضي الله عنه قسم ماله في حين خروجه من المدينة بين أولاده فكلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في ذلك قيسًا وسألاه أن ينقض ما صنع سعد من تلك القسمة فقال: نصيبي للمولود ولا أغير ما صنع أبي ولا أنقضه خبر صحيح من رواية الثقات أيضًا.
روى عنه جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين وهو معدود في المدنيين.
ذكر الزبير بن بكار أن قيس بن سعد بن عبادة وعبد الله بن الزبير وشريحًا القاضي لم يكن في وجوههم شعرة ولا شيء من لحية. وذكر غير الزبير أن الأنصار كانت تقول: لوددنا أن نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا. وكان مع ذلك جميلًا رضي الله عنه.
قال أبو عمر: خبره في السراويل عند معاوية كذب وزور مختلق ليس له إسناد ولا يشبه أخلاق قيس ولا مذهبه في معاوية ولا سيرته في نفسه ونزاهته وهي حكاية مفتعلة وشعر مزور والله أعلم.
ومن مشهور أخبار قيس بن سعد بن عبادة أنه كان له مال كثير ديونًا على الناس فمرض واستبطأ عواده فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك فامر مناديًا ينادي: من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له. فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه ذكر هذا الخبر صاحب كتاب الموثق وغيره.