فصل: هنيدة بن خالد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.باب الأفراد في حرف الهاء:

.هاشم بن عتبة:

بن أبي وقاص القرشي الزهري ابن أخي سعد بن أبي وقاص بكى أبا عمرو وقد تقدم ذكر نسبه إلى زهرة في باب عمه سعد قال خليفة بن خياط في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري وقال الهيثم ابن عدي مثله قال أبو عمر أسلم هاشم بن عتبة يوم الفتح يعرف بالمر قال وكان من الفضلاء الخيار وكان من الأبطال البهم فقئت عينه يوم اليرموك ثم أرسله عمر من اليرموك مع خيل العراق إلى سعد كتب اليه بذلك فشهد القادسية وأبلى فيها بلاء حسنًا وقام منه في ذلك ما لم يقم من أحد وكان سبب الفتح على المسلمين وكان بهمة من البهم فاصلًا خيرًا وهو الذي افتتح جلولاء فعقد له سعد لواءً، ووجهه وفتح الله عليه جلولاء ولم يشهدها سعد وقد قيل إن سعدًا شهدها. وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح وبلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف وكانت جلولاء سنة سبع عشرة. وقال قتادة: سنة تسع عشرة وهاشم بن عتبة هو الذي امتحن مع سعيد بن العاص زمن عثمان إذ شهد في رؤية الهلال وأفطر وحده فأقصه عثمان من سعيد على يد سعد بن أبي وقاص في خبر فيه طول ثم شهد هاشم مع علي الجمل وشهد صفين وأبلى فيها بلاءً حسنًا مذكورًا وبيده كانت راية علي على الرجالة يوم صفين ويومئذ قتل وهو القائل يومئذ:
أعور يبغي أهله محلا ** قد عالج الحياة حتى ملا

لا بد أن يفل أو يفلا

وقطعت رجله يومئذ فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك ويقول:
الفحل يحمي شوله معقولا

وقاتل حتى قتل وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن وائلة:
يا هاشم الخير جزيت الجنة ** قاتلت في الله عدو السنة

أفلح بما فزت به من منه

وكانت صفين سنة سبع وثلاثين أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا قبيصة عن يونس عن ابن إسحاق عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يظهر المسلمون على جزيرة العرب ويظهر المسلمون على فارس ويظهر المسلمون على الروم ويظهر المسلمون على الأعور الدجال».

.هالة بن أبي هالة:

التميمي أخو هند بن أبي هالة الأسيدي التميمي حليف بني عبد الدار بن قصي له صحبة روى عنه ابنه هند.

.هبيب بن مغفل:

الغفاري كان بالحبشة ثم أسلم وهاجر وشهد فتح مصر ثم سكنها وحديثه عندهم ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإزار: «من وطئه خيلاء وطئه في النار». روى عنه أبو تميم الجيشاني.

.هبيرة بن سبل:

بن العجلان بن عتاب الثقفي وهو أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح أمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وكان إسلامه بالحديبية واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة إذ سار إلى الطائف فيما ذكر الطبري.

.هبيل بن وبرة:

الأنصاري من بني عوف بن الخزرج أخو عصمة بن وبرة وقيل هما ابنا حصين بن وبرة وذكره إبراهيم بن المنذر قال: حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه فيمن شهد بدرًا هبيل وعصمة ابنا وبرة من بني عوف بن الخزرج.

.هداج الحنفي:

أدرك الجاهلية روى عنه ابنه عبد الله بن هداج عن النبي صلى الله عليه وسلم في تصفير اللحية وتحميرها ليس إسناده قويًّا.

.هدار الكناني:

له صحبة رضي الله عنه.

.الهرماس بن زياد:

الباهلي يكنى أبا حدير سكن البصرة وطال عمره روى عنه عكرمة بن عمار وغيره. روينا عن عكرمة بن عمار قال: حدثني الهرماس بن زياد الباهلي قال أبصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا صبي صغير قد أردفني أبي وراءه على جمل فرأيته يخطب على ناقته العضباء يوم الأضحى بمنى قال: ومددت يدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام ليبايعني فلم يبايعني.

.هرمي بن عبد الله:

أحد بني واقف، كذا ذكره ابن إسحاق في البكائين لا هرم.

.هريم بن عبد الله:

بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي قتل يوم اليمامة شهيدًا مع أخيه جنادة. روى عنه أبو تميم الحبشاني.

.هلب الطائي:

والد قبيصة بن هلب يقال: إن اسمه يزيد بن عدي ابن قنافة بن عدي بن عبد شمس بن عدي بن أخرم الطائي وإن هلبًا لقب. وقيل بل هو هلب بن يزيد بن قنافة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو أقرع فمسح على رأسه فنبت شعره وهو كوفي. روى عنه ابنه قبيصة بن هلب أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم واضعًا يده اليمنى على اليسرى في الصلاة قال: ورأيته ينصرف عن يمينه وعن شماله في الصلاة وهو حديث صحيح.

.همام بن الحارث:

بن ضمرة شهد بدرًا رضي الله عنه لا أعلم له رواية.

.هنيدة بن خالد:

الخزاعي له صحبة روى عنه أبو إسحاق السبيعي. قاله الطبري.

.باب حرف الواو:

.باب واقد:

.واقد بن الحارث:

الأنصاري له صحبة وهو القائل عند ابن عباس: أما كلام الناس فكلام خائف وأما العمل منهم فعمل آمن.

.واقد بن عبد الله:

التميمي اليربوعي الحنظلي من ولد يربوع بن مالك ابن زيد مناة بن تميم حليف بني عدي بن كعب وينسبونه واقد بن عبد الله ابن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم كان حليفًا للخطاب بن نفيل أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين بشر ابن البراء بن معرور وهو الذي قتل عمرو بن الحضرمي في أول يوم من رجب وكان واقد التميمي مع عبد الله بن جحش حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نخلة فلقي عمرو بن الحضرمي خارجًا نحو العراق فقتله واقد التميمي فبعث المشركون أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم تعظمون الشهر الحرام وتزعمون أن القتال فيه لا يصلح فما بال صاحبكم قتل صاحبنا؟ فأنزل الله عز وجل: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه}. [البقرة: 217]. الآية. واقد هذا أول قاتل من المسلمين وعمرو بن الحضرمي أول قتيل من المشركين في الإسلام وشهد واقد بن عبد الله بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب وكان حليفًا للخطاب بن نفيل وفي قتل واقد اليربوعي هذا عمرو بن الحضرمي قال عمر بن الخطاب:
سقينا من ابن الحضرمي رماحنا ** بنخلة لما أوقد الحرب واقد

.واقد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:

روى عنه راذان قوله صلى الله عليه وسلم: «من أطاع الله فقد ذكره وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ومن عصى الله فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن».

.باب وبرة:

.وبرة بن يحنس:

يقال ابن محصن الخزاعي له صحبة وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى داذويه الإصطخري وفيروز الديلمي وجشيش الديلمي باليمن ليقتلوا الأسود العنسي الذي ادعى النبوة. ذكر سيف عن الضحاك بن يربوع عن أبيه عن ابن عباس قال قاتل النبي صلى الله عليه وسلم الأسود ومسيلمة وطليحة بالرسل ولم يشغله ما كان فيه من الوجع عن القيام بأمر الله والذب عن دينه يعني كانت هذه الحكاية في مرضه الذي مات فيه.

.وبرة بن مشهر الحنفي:

ويقال وبر بن مشهر الحنفي له صحبة كان أرسله مسيلمة الكذاب في جماعة منهم ابن النواحة الى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم من بينهم.

.باب الوليد:

.الوليد بن جابر:

بن ظالم البحتري من بني بحتر بن عتود وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابًا فهو عندهم. ومن بني بحتر بن عتود أبو عبادة الوليد بن عبيد الشاعر البحتري. هو بحتر بن عتود بن عنيز بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث من طيء.

.الوليد بن عبادة:

بن الصامت. له صحبة قاله هشام بن عمار عن حنظلة عن أبي حرزة يعقوب بن مجاهد عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: كنت أخرج مع أبي وكانت له صحبة. فذكر الحديث. وقد سمع عبادة بن الوليد من أبي اليسر كعب بن عمرو وذكر محمد بن سعد أن الوليد ابن عبادة ولد آخر زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الهيثم بن عدي توفي في آخر خلافة عبد الملك بالشام.

.الوليد بن عبد شمس:

بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. قتل يوم اليمامة شهيدًا تحت لواء ابن عمه خالد بن الوليد وكان قد أسلم يوم الفتح.

.الوليد بن عقبة:

بن أبي معيط واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وقد قيل: إن ذكوان كان عبدًا لأمية فاستلحقه والأول أكثر وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم عثمان بن عفان فالوليد بن عقبة أخو عثمان لأمه. يكنى أبا وهب أسلم يوم الفتح هو وأخوه خالد بن عقبة وأظنه يومئذ كان قد ناهز الاحتلام. قال الوليد: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم بالبركة قال فأتي بي إليه وأنا مضمخ بالخلوق فلم يسمح على رأسي ولم يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني فلم يمسحني من أجل الخلوق وهذا الحديث رواه جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن أبي موسى الهمذاني ويقال الهمذاني كذلك ذكره البخاري على الشك عن الوليد بن عقبة وقالوا وأبو موسى هذا مجهول والحديث منكر مضطرب لا يصح ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبيًا يوم الفتح. ويدل أيضًا على فساد ما رواه أبو موسى المجهول أن الزبير وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة فكانت هجرتها في الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة وقد ذكرنا الخبر بذلك في باب أم كلثوم ومن كان غلامًا مخلقًا يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هذا وذلك واضح والحمد لله رب العالمين.
ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله عز وجل: {إن جاءكم فاسق بنبأ}. [الحجرات:6]. نزلت في الوليد بن عقبة وذلك أنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقًا. فأخبر عنهم أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم ولم يعرف ما عندهم فانصرف عنهم وأخبر بما ذكرنا فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت فيهم فأخبروه أنهم متمسكون بالإسلام، ونزلت: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ}. [الحجرات:6]. الآية وروي عن مجاهد وقتادة مثل ما ذكرنا حدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر بمصر حدثنا أحمد بن علي حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا إسحاق الأزرق عن سفيان عن هلال الوزان عن أبي ليلى في قوله عز وجل: {إن جاءكم فاسق بنبأ}. [الحجرات:6]. الآية. قال: نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ومن حديث الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب والوليد ابن عقبة في قصة ذكرها: {أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا لا يستوون}. [السجدة: 18]. ثم ولاه عثمان الكوفة وعزل عنها سعد بن أبي وقاص فلما قدم الوليد على سعد قال له سعد والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال: لا تجزعن أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون فقال سعد أراكم والله ستجعلونها ملكًا.
وروى جعفر بن سليمان عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال لما قدم الوليد بن عقبة أميرًا على الكوفة أتاه ابن مسعود فقال له ما جاء بك قال جئت أميرًا فقال ابن مسعود ما أدري أصلحت بعدنا أم فسد الناس وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع على سوء حاله وقبح أفعاله غفر الله لنا وله فلقد كان من رجال قريش ظرفًا وحلمًا وشجاعة وأدبًا وكان من الشعراء المطبوعين وكان الأصمعي وأبو عبيدة وابن الكلبي وغيرهم يقولون كان الوليد بن عقبة فاسقًا شريب الخمر وكان شاعرًا كريمًا تجاوز الله عنا وعنه.
قال أبو عمر: أخباره في شرب الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي كثيرة يسمج بنا ذكرها هنا ونذكر منها طرفًا: ذكر عمر بن شبة قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال صلى الوليد ابن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ثم التفت اليهم فقال: أزيدكم فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم.
قال: وحدثنا محمد بن حميد قال حدثنا جرير عن الأجلح عن الشعبي في حديث الوليد بن عقبة حين شهدوا عليه فقال الحطيئة:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ** أن الوليد أحق بالغدر

نادى وقد تمت صلاتهم ** أأزيدكم سكرًا وما يدري

فأبوا أبا وهب ولو أذنوا ** لقرنت بين الشفع والوتر

كفوا عنانك إذ جريت ولو ** تركوا عنانك لم تزل تجري

وقال أيضًا:
تكلم في الصلاة وزاد فيها ** علانية وجاهر بالنفاق

ومج الخمر في سنن المصلى ** ونادى والجميع إلى افتراق

أزيدكم على أن تحمدوني ** فمالكم وما لي من خلاق

وخبر صلاته بهم وهو سكران وقوله أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعًا مشهور من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار قال مصعب: كان الوليد بن عقبة من رجال قريش وشعرائها وكان له خلق ومروءة استعمله ثمان على الكوفة إذ عزل عنها سعدًا فحمدوه وقتًا ثم رفعوا عليه فعزله نهم وولى سعيد بن العاص الكوفة وقال بعض شعرائهم:
فررت من الوليد إلى سعيد ** كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا

يلينا من قريش كل عام ** أمير محدث أو مستشار

لنا نار نخوفها فنخشى ** وليس لهم ولا يخشون نار

وقد روى فيما ذكر الطبري أنه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة بغيًا وحسدًا وشهدوا عليه زورًا أنه تقيأ الخمر وذكر القصة وفيها إن عثمان قال له: يا أخي اصبر فإن الله يأجرك ويبوء القوم بإثمك. وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصح عند أهل الحديث ولا له عند أهل العلم أصل.
والصحيح عندهم في ذلك ما رواه عبد العزيز بن المختار وسعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حصين بن المنذر بن أبي ساسان أنه ركب إلى عثمان فأخبره بقصة الوليد وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعًا ثم قال: أزيدكم فقال أحدهما: رأيته يشربها وقال الآخر: رأيته يتقيأها فقال عثمان إنه لم يتقيأها حتى شربها وقال لعلي: أقم عليه الحد فقال علي لابن أخيه عبد الله بن جعفر: أقم عليه الحد فأخذ السوط وجلده وعثمان يعد حتى بلغ أربعين فقال علي أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة.
وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر محمد بن علي قال: جلد علي الوليد بن عقبة في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان قال أبو عمر أضاف الجلد إلى علي لأنه أمر به على الوجه الذي تقدم في الخمر. قال أبو عمر لم يرو الوليد بن عقبة سنة يحتاج فيها إليه.
وروى ابن إسحاق عن حارثة بن مضرب عن الوليد بن عقبة قال ما كانت نبوة إلا كان بعدها ملك. وسكن الوليد بن عقبة بالمدينة ثم نزل الكوفة وبنى بها دارًا فلما قتل عثمان نزل البصرة ثم خرج إلى الرقة فنزلها واعتزل عليًّا ومعاوية ومات بها وبالرقة قبره وعقبه في ضيعة له وكان معاوية لا يرضاه وهو الذي حرضه على قتال علي فرب حريص محروم وهو القائل لمعاوية يحرضه ويغريه بعلي:
فوالله ما هند بأمك إن مضى النه ** ار ولم يثأر بعثمان ثائر

أيقتل عبد القوم سيد أهله ** ولم يقتلوه ليت أمك عاقر

وإنا متى نقتلهم لا يقد بهم ** مقيد وقد دارت عليه الدوائر

وهو القائل أيضًا:
ألا يا لليلي لا تغور نجومه ** إذا غار نجم لاح نجم يراقبه

بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم ** ولا تنهبوه لا تحل مناهبه

بني هاشم لا تعجلونا فإنه ** سواء علينا قاتلوه وسالبه

فإنا وإياكم وما كان بيننا ** كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه

بني هاشم كيف التعاقد بيننا ** وعند علي سيفه وحرائبه

لعمرك لا أنسى ابن أروى وقتله ** وهل ينسين الماء ما عاش شاربه

هم قتلوه كي يكونوا مكانه ** كما فعلت يوما بكسرى مرازبه

فأجابه الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
فلا تسألونا بالسلاح فإنه ** أضيع وألقاه لدى الروع صاحبه

وإني لمجتاب إليكم بجحفل ** يصم السميع جرسه وجلائبه

وشبهته كسرى وما كان مثله ** شبيها بكسرى هديه وضرائبه