فصل: قيس بن المكشوح:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.قيس بن المكشوح:

أبو شداد. واختلف في اسم المكشوح، فقيل هبيرة بن هلال وهو الأكثر وقيل: عبد يغوث بن هبيرة بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن النبيت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ البجلي حليف مراد وعداده فيهم. وبجيلة وخثعم ابنا أنمار بن أراش قيل: لا صحبة له. وقيل: بل لقيس بن مكشوح صحبة باللقاء والرواية ولا أعلم له رواية. ومن قال: لا صحبة له يقول: أنه لم يسلم إلا في أيام أبي بكر. وقيل: في أيام عمر وهو أحد الصحابة الذين شهدوا مع النعمان بن مقرن فتح نهاوند. له ذكر صالح في الفتوحات بالقادسية وغيرها زمن عمر وعثمان رضي الله عنهما وهو أحد الذين قتلوا الأسود العنسي وهم: قيس بن مكشوح وذادويه وفيروز الديلمي. وقتله الأسود العنسي يدل على أن إسلامه كان في مرض النبي صلى الله عليه وسلم ثم قتل قيس بن مكشوح رحمه الله بصفين مع علي رضي الله عنه كان يومئذ صاحب راية بجيلة، وكانت فيه نجدة وبسالة، وكان قيس شجاعًا فارسًا بطلًا شاعرًا وهو ابن أخت عمرو بن معد يكرب وكان يناقضه في الجاهلية. وكانا في الإسلام متباغضين، وهو القائل لعمرو بن معد يكرب:
فلو لاقيتني لاقيت قرنًا ** وودعت الحبائب بالسلام

لعلك موعدي ببني زبيدٍ ** وما قامعت من تلك اللئام

ومثلك قد قرنت له يديه ** إلى اللحيين يمشي في الخطام

ومن خبره في صفين أن بجيلة قالت له: يا أبا شداد، خذ رايتنا اليوم فقال: غيري خير لكم.
قالوا: ما نريد غيرك. قال: فوالله لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب قال: وعلى رأس معاوية رجل قائم معه ترس مذهب يستر به معاوية من الشمس فقالوا له: اصنع ما شئت. فأخذ الراية ثم زحف، فجعل يطاعنهم حتى انتهى إلى صاحب الترس وكان في خيل عظيمة فاقتتل الناس هناك قتالًا شديدًا، وكان على خيل معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فشد أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس فعارضه دونه رومي لمعاوية، فضرب قدم أبي شداد فقطعها، وضربه قيس فقتله، وأشرعت إليه الرماح، فقتل رحمة الله تعالى عليه.

.قيس بن النعمان السكوني:

كوفي. يقال: إنه كان قد قرأ القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحصاه على عهد عمر. من حديثه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأهديت إليه، فأبى. وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه إلى الغار.
روى عنه إياد بن لقيط السدوسي، وكان جارًا له.
روى أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن قيس بن النعمان، قال: لما انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يستخفيان مرًا بعبد يرعى غنمًا، فاستسقياه من اللبن، فقال: ما عندي شاة تحلب. غير أن ها هنا عناقا حملت أول الشاء. وقد أجدبت وما بقي لها لبن. فقال: «ادع بها عندي». فدعا بها، فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح ضرعها ودعا حتى أنزلت. قال: وجاء أبو بكر فحلب فسقى أبا بكر وحلب فسقى الراعي ثم حلب فشرب. فقال الراعي: بالله من أنت؟ فوالله ما رأيت مثلك قط قال: «وتراك تكتم علي حتى أخبرك»؟ قال: نعم: قال: «فإني محمد رسول الله». قال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابىء قال: «إنهم لا يقولون ذلك». قال: فأشهد أنك نبي، وأشهد أن ما جئت به حق وأنه لا يفعل ما فعلته إلا نبي وإني متبعك. قال: «إنك لا تسطيع ذلك يومك. فإذا بلغك أني قد ظهرت فأتنا».

.قيس بن النعمان العبدي:

أحد وفد عبد القيس حديثه في البصريين روى عنه أبو القموص زيد ابن علي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره.

.قيس بن الهيثم السامي:

بصري. هو جد عبد القاهر بن السري، له صحبة. روى عنه عطية الدعاء.

.قيس أبو جبيرة:

بن الضحاك، قال: فينا نزلت {ولا تنابزوا بالألقاب} [الحجرات 11]. حديثه كثير الاضطراب.

.قيس أبو غنيم الأسدي:

والد غنيم بن قيس. كوفي له صحبة وقد قيل: إنه سكن البصرة روى عنه ابنه غنيم بن قيس.

.قيس الأنصاري:

جد عدي بن ثابت. حديثه مرفوع في المستحاضة تنتظر أيام أقرائها وتغتسل وتتوضأ لكل صلاة.

.قيس التميمي:

روى عنه المغيرة بن شبيل. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أصفر ورأيته يسلم على يساره. وفي خبر آخر عنه قال: بعثني جرير وافدًا على النبي صلى الله عليه وسلم.

.قيس الجذامي:

اختلف في اسم أبيه، فقيل: قيس بن عامر وقيل: قيس بن زيد. سكن الشام. روى عنه كثير بن مرة وعبد الرحمن بن عائذ. وقد قيل: إن حديثه مرسل.

.باب الأفراد في حرف القاف:

.قارب بن الأسود:

الثقفي هو قارب بن عبد الله بن الأسود بن مسعود الثقفي هو جد وهب بن عبد الله بن قارب له صحبة ورواية روى عنه ابنه عبد الله بن قارب حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «رحم الله المحلقين». قال فيه الحميدي عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن وهب بن عبد الله بن قارب أو مارب هكذا على الشك عن أبيه عن جده ولا أحفظ هذا الحديث من غير رواية ابن عيينة. وغير الحميدي يرويه قارب من غير شك. وهو الصواب وهو معروف مشهور. من وجوه ثقيف ومعه كانت راية الأحلاف أيام قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيفًا وحصاره لهم ثم وفد في وفد ثقيف فأسلم.

.قباث بن أشيم:

بن عامر بن الملوح الكناني. ويقال الليثي ويقال التميمي، والأكثر قول من نسبه في كنانة سكن دمشق. روى عنه عامر ابن زياد الليثي وأبو الحويرث، فرواية عامر عنه مرفوعة في فضل صلاة الجماعة. وأما أبو الحويرث فإنه قال: سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث بن أشيم الكناني ثم الليثي: يا قباث أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مني وأنا أسن منه، ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل، ووقفت بي أمي على روث الفيل، وأنا أعقله.
وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثور عن يونس بن سيف عن عبد الرحمن بن زياد عن قباث بن أشيم الليثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة رجلين يؤمهما أحدهما أزكى عند الله من صلاة ثمانيةٍ تترى، وصلاة ثمانيةٍ يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائةٍ تترى». ذكره البخاري في التاريخ.

.قثم بن العباس:

بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي. قال عبد الله بن جعفر: كنت أنا وعبيد الله وقثم ابنا العباس نلعب. فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ارفعوا إلي هذا» يعني قثم فرفع إليه، فأردفه خلفه، وجعلني بين يديه ودعا لنا.
واستشهد قثم بسمرقند قال ابن عباس: هو آخر الناس عهدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أنه كان آخر من خرج من قبره ممن نزل فيه، وقد ادعى ذلك المغيرة بن شعبة لقصة ذكرها فأنكر ذلك ابن عباس وقال: آخر الناس عهدًا بالنبي صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس. وقد روي عن علي مثل ذلك سواء في أنه أنكر ما ادعى المغيرة من ذلك، وقال: آخر الناس عهدًا بالنبي صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس.
وكان قثم بن العباس واليًا لعلي بن أبي طالب على مكة، وذلك أن عليًّا لما ولي الخلافة عزل خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة المخزومي عن مكة، وولاها أبا قتادة الأنصاري ثم عزله وولى قثم بن العباس، فلم يزل واليًا عليها حتى قتل علي رحمه الله هذا قول خليفة. وقال الزبير: استعمل علي بن أبي طالب قثم بن العباس، على المدينة.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي وغيره. مات قثم بن العباس بسمرقند واستشهد بها وكان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية، وكان قثم بن العباس يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه يقول داود بن سليم:
عتقت من حلي ومن رحلتي ** يا ناق إن أدنيتني من قثم

أنك إن أدنيت منه غدًا ** حالفني اليسر ومات العدم

في كفه بحر، وفي وجهه ** بدر، وفي العرنين منه شمم

أصم عن فعل الخنا سمعه ** وما عن الخير به من صمم

لم يدر مالا، وبلى قد درى ** فعافها واعتاض منها نعم

وقال الزبير في الشعر الذي أوله:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ** والبيت يعرفه والحل والحرم

إنه قاله بعض شعراء المدينة في قثم بن العباس وزاد الزبير في الشعر بيتين أو ثلاثة منها قوله:
كم صارخٍ بك مكروب وصارخةٍ ** يدعوك يا قثم الخيرات يا قثم

وقد ذكرنا في بهجة المجالس الشعر الذي أوله: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته. ولمن هو والاختلاف فيه ولا يصح أنه قثم بن العباس وذلك شعر آخر على عروضه وقافيته وما قاله الزبير فغير صحيح. والله أعلم.

.قردة بن نفاثة:

السلولي، من بني عمرو بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن كان شاعرًا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من بني سلول فأمره عليهم بعد أن أسلم وأسلموا فأنشأ يقول:
بان الشباب فلم أحفل به بالًا ** وأقبل الشيب والإسلام إقبالا

وقد أدوي نديمي من مشعشعةٍ ** وقد أقلب أوراكًا وأكفالا

الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ** حتى اكتسيت من الإسلام سربالا

وقد قيل: إن البيت قوله:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي

للبيد. قال أبو عبيدة: لم يقل لبيد في الإسلام غيره. وكان قد عمر مائة وخمسين سنة. وقردة هذا هو الذي يقول:
أصبحت شيخًا أرى الشخصين أربعةً ** والشخص شخصين لما مسني الكبر

لا أسمع الصوت حتى أستدير له ** وحال بالسمع دوني المنظر العسر

وكنت أمشي على الساقين معتدلًا ** فصرت أمشي على ما ينبت الشجر

إذا أقوم عجنت الأرض متكئًا ** على البراجم حتى يذهب النفر

.قرظة بن كعب بن ثعلبة:

بن عمرو بن كعب بن الإطنابة الأنصاري الخزرجي من بني الحارث بن الخزرج حليف بني عبد الأشهل يكنى أبا عمرو شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد ثم فتح الله على يديه الري في زمن عمر سنة ثلاث وعشرين، وهو أحد العشرة الذين وجهم عمر إلى الكوفة من الأنصار وكان فاضلًا ولاه علي بن أبي طالب على الكوفة فلما خرج علي إلى صفين حمله معه وولاها أبا مسعود البدري، وروى زكريا بن أبي زائدة عن ابن إسحاق عن عامر بن سعد قال: دخلت على أبي مسعود الأنصاري وقرظة بن كعب وثابت بن زيد وهم في عرس لهم، وجوار يتغنين. فقلت: أتسمعون هذا وأنتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: إنه قد رخص لنا في الغناء في العرس والبكاء على الميت من غير نوح. شهد قرظة بن كعب مع علي مشاهده كلها، وتوفي في خلافته في دار ابتناها بالكوفة وصلى عليه علي بن أبي طالب. وقيل: بل توفي في إمارة المغيرة بن شعبة بالكوفة في صدر أيام معاوية. والأول أصح إن شاء الله تعالى.