فصل: باب الظاء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)



.أبو طلحة الأنصاري:

اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري الخزرجي. شهد العقبة ثم شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد أمه عبادة بنت مالك بن عدي ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار قال: موسى بن عقبة عن ابن شهاب: وممن شهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طلحة زيد بن سهل. وروى معن بن عيسى عن رجل من ولد أبي طلحة قال: وكان اسم أبي طلحة زيد بن سهل وهو الذي يقول:
أنا أبو طلحة واسمي زيد ** وكل يوم في سلاحي صيد

وكان آدم مربوعًا وكان من الرماة المذكورين من الصحابة وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من مائة رجل». وقيل إنه قتل يوم حنين عشرين رجلًا وأخذ أسلابهم. وكان لا يخضب. كانت تحته أم سليم بنت ملحان وعقبه منها.
حدثنا خلف بن قاسم قال: كتب إلي تميم بن أحمد بن تميم بن نعيم أبو الحسن البويطي من بويط صعيد مصر وتحت خاتمه يقول: حدثنا أبو علي الحسين بن الفرج الغزي حدثنا يوسف بن عدي حدثنا ابن المبارك حدثنا حماد ابن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: من قتل كافرًا فله سلبه فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلًا وأخذ أسلابهم.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم حدثنا ابن أبي عمر حدثنا الخشني قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال كان أبو طلحة يجثو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب ويقول:
نفسي لنفسك الفداء ** ووجهي لوجهك الوفاء

ثم ينشر كنانته بين يديه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من مائة رجل».
وروى حميد عن أنس. قال: كان أبو طلحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من خلف أبي طلحة ليرى مواقع النبل. قال: وكان أبو طلحة يتطاول بصدره يقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: نحري دون نحرك: واختلف في وقت وفاته فقيل: توفي سنة إحدى وثلاثين وقيل توفي سنة أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان بن عفان.
وروى حماد بن سلمة عن ثابت البناني وعلي بن زيد عن أنس أن أبا طلحة سرد الصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة وأنه ركب البحر فمات فدفن في جزيرة. وقال المدائني: مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين.

.أبو طليق:

وقال فيه بعضهم أبو طلق والأول أكثر. سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «عمرة في رمضان تعدل حجة». روى عنه طلق ابن حبيب. حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم حدثنا محمد قال: حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن المختار بن فلفل عن طلق بن حبيب عن أبي طليق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يعدل الحج؟ قال: «عمرة في رمضان». يعد في أهل الحجاز. وامرأته أم طليق روت هذا الحديث أيضًا ورويا جميعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحج من سبيل الله ومن حمل على جمل حاجًا فقد حمل في سبيل الله والنفقة في الحج مخلوفة هذا معنى حديثهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.

.أبو طويل شطب الممدود:

وقد ذكرناه في باب الشين.

.أبو طيبة الحجام:

مولى بني حارثة كان يحجم النبي صلى الله عليه وسلم قيل اسمه دينار وقيل نافع. وقيل ميسرة والله أعلم روى عنه أنس بن مالك في الحجامة وروى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «النفقة في الحناء مثل النفقة في الحج الدرهم بسبعمائة».

.باب الظاء:

.أبو ظبية:

صاحب منحة رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بخ بخ خمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله والمؤمن يموت له الولد الصالح». اختلف في إسناده على أبي سلام الحبشي فمنهم من يرويه عنه عن أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من يرويه عنه عن أبي ظبية صاحب منحة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

.باب العين:

.أبو عاتكة الأزدي:

ذكره الباوردي. من حديثه أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو راشد الأزدي فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أنعم صباحًا. فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رداءه وأقعده عليه، وقال: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه». وأعطاه قدحًا. وكان رداء النبي صلى الله عليه وسلم عندنا والقدح وبه كانوا يحنطون موتاهم.

.أبو العاص بن الربيع:

بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي العبشمي صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته زينب أكبر بناته كان يعرف بجرو البطحاء هو وأخوه يقال لهما: جروا البطحاء. وقيل بل كان ذلك أبوه وعمه اختلف في اسمه فقيل لقيط وقيل مهشم وقيل هشيم والأكثر لقيط وأمه هالة بنت خويلد بن أسد أخت خديجة لأبيها وأمها وكان أبو العاص بن الربيع ممن شهد بدرًا مع كفار قريش وأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم قدم في فدائه أخوه عمرو بن الربيع بمال دفعته اليه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك قلادة لها كانت خديجة أمها قد أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا الذي لها فافعلوا». فقالوا: نعم. وكان أبو العاص ابن الربيع مواخيًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مصافيًا وكان قد أبى أن يطلق زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مشى إليه مشركو قريش في ذلك فشكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم مصاهرته وأثنى عليه بذلك خيرًا وهاجرت زينب مسلمة رضي الله عنها وتركته على شركه فلم يزل كذلك مقيمًا على الشرك حتى كان قبل الفتح فخرج بتجارة إلى الشام ومعه أموال من أموال قريش فلما انصرف قافلًا لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أميرهم زيد بن حارثة رضي الله عنه وكان أبو العاص في جماعة عير وكان زيد في نحو سبعين ومائة راكب فأخذوا ما في تلك العير من الأثقال وأسروا ناسًا منهم وأفلتهم أبو العاص هربًا.
وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث زيدًا في تلك السرية قاصدًا للعير التي كان فيها أبو العاص فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص في الليل حتى دخل على زينب رضي الله عنها فاستجار بها فأجارته فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح وكبر وكبر الناس معه صرخت زينب رضي الله عنها أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال: «هل سمعتم ما سمعت». فقالوا: نعم. قال: «أما والذي نفسي بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم». ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته فقال: «أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له». فقالت: إنه جاء في طلب ماله. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث في تلك السرية فاجتمعوا إليه فقال لهم: «إن هذا الرجل منا بحيث علمتم وقد أصبتم له مالًا وهو مما أفاء الله عز وجل عليكم وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا إليه ماله الذي له وإن أبيتم فأنتم أحق به». قالوا: يا رسول الله بل نرده عليه فردوا عليه ماله ما فقد منه شيئًا فاحتمل إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله الذي كان أبضع معه ثم قال: يا معشر قريش هل لأحد منكم مال لم يأخذه. قالوا: جزاك الله خيرًا فقد وجدناك وفيًا كريمًا. قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله والله ما منعني من الإسلام إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم فلما أداها الله عز وجل إليكم أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمًا وحسن إسلامه ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته عليه.
هذا كله خبر ابن إسحاق ومنه شيء عن غيره.
وذكر موسى بن عقبة خبر أبي العاص بن الربيع وأخذ أبي بصير وأبي جندل له في حين مكثهم بالساحل يقطعون على عير قريش وفي ذلك الخبر ما يخالف بعض ما ذكر ابن إسحاق وقد أشرنا إلى خبر موسى بن عقبة في باب أبي بصير.
قال ابن إسحاق: حدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس، قال: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب على النكاح الأول ولم يحدث شيئًا بعد ست سنين.
قال أبو عمر: قد روى من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردها عليه بنكاح جديد وهو قول الشعبي وطائفة من أهل السير وقد أوضحنا معنى ذلك في كتاب التمهيد والحمد لله تعالى.
قال إبراهيم بن المنذر: وتوفي أبو العاص بن الربيع ويسمى جرو البطحاء في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.

.أبو عامر الأشعري:

عم أبي موسى الأشعري اسمه عبيد بن سليم ابن حضار بن حرب من ولد الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بن كهلان بن سبأ قد تقدم نسبه إلى الأشعر في باب أبي موسى. وقال علي بن المديني: اسم أبي عامر الأشعري عم أبي موسى عبيد بن وهب فلم يصنع شيئًا.
قال أبو عمر: كان أبو عامر هذا من كبار الصحابة قتل يوم حنين أميرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب أوطاس فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله رفع يديه يدعو له أن يجعله الله فوق كثير من خلقه من حديث بريد بن أبي بردة عن أبي موسى في خبر فيه طول.
أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا حمزة بن محمد قال: حدثنا أحمد ابن شعيب قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال: حدثنا أبو أسامة عن يزيد بن أبي بردة عن أبيه قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي ابن الصمة فقتل وهزم الله أصحابه ورمي أبو عامر في ركبته رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه فقلت: من رماك يا عم؟ وذكر تمام الخبر.
وذكر الوليد بن مسلم قال: حدثني يحيى بن عبد العزيز الأزدي أن عبد الله ابن نعيم القيسي حدثه عن الضحاك عن عبد الله بن عريب الأشعري عن أبي موسى الأشعري قال: لما هزم الله هوازن يوم حنين عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي عامر لواء على خيل الطلب فطلبهم وأنا فيمن طلبهم معه فأدرك أبو عامر بن دريد بن الصمة فعدل اليه ابن دريد فقتل أبا عامر وأخذ اللواء فشددت على ابن دريد بن الصمة فقتلته، وأخذت اللواء وانصرفت بالناس فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمل اللواء قال: «أبا موسى، قتل أبو عامر». قلت: نعم. قال: فرفع يديه يدعو لأبي عامر يقول: «اللهم عبيدك أبو عامر اجعله فوق الأكثرين يوم القيامة».
وقد قيل في هذا الخبر: إن دريد بن الصمة قتل أبا عامر وقتله أبو موسى الأشعري وذلك غلط وإنما كان ابن دريد لا دريد فقد ذكرنا قاتل دريد يوم حنين في غير هذا الموضع وقد قيل إن أبا عامر قتل يومئذ تسعة مبارزة وإن العاشر ضربه فأثبته فحمل وبه رمق ثم قاتلهم أبو موسى فقتل قاتله. ورواية الوليد بن مسلم عندي أثبت والله أعلم. وقال الواقدي: في سنة ثمان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عامر الأشعري في خيل الطلب فقتل رضي الله عنه وقام مقامه أبو موسى الأشعري فقتل قاتله.